رواية عشق وليد الصدفة الفصل الثالث 3 بقلم اية عبيد

الصفحة الرئيسية

 رواية عشق وليد الصدفة الفصل الثالث بقلم اية عبيد


رواية عشق وليد الصدفة الفصل الثالث


((كلمة...مُجرد كلمة قيلت لي ذكرتني بِك...وأحيت ذكراك التي دُفنت بداخلي..))

بعد أن إنتهوا من جامعتهم توجهوا إلى منزل وعد لكي يُذاكروا سويًا فهذه عادتهم منذُ أن تعرفوا على بعضهم البعض...و بعد أن انتهوا من المُذاكرة... تطلعت سلمي إلى الساعة لكي تعلم الوقت فإذا بالساعة الحادية عشر قبل منتصف الليل....

سلمي وهي تنظر إلى ساعة يدها:-" اوووف ...أدي الساعة بقيت 11 هروح ازاي أنا..؟!"

وعد وهي تنظر لها :-" إستغفري ربك يا جزمة...و كمان فيها اي اتصلي ب مامتك و قوليلها هبات عند وعد"

سلمي بيأس:-" استغفر الله العظيم.. ده على أساس أنها هتوافق "

وعد بنرفزة:-" بت انت هاتي الفون بتاعك و انا هتنيل علي عيني اكلمها"

استمعت إليها و اخذت حقيبتها و أخرجت منها هاتفها و الذي كان على الواضع الصامت و أخذت تنظر إليه و تقول بفزع:-" الحقي امي متصلة فوق ال 20 مرة"

وعد بغضب:-" بت انت... انت هبله ماهي اكيد لما جنابك عملاه سايلنت "silent" اكيد اتصلت ب ماما و قالتها لها انك عندي ده اي الغباء ده"

سلمي برجاء و هي تُمسك بيد وعد :-" طب ما تروحي تقولي ل طنط بلييز "

وعد و قد أبعدت يد سلمي عنها وقد اغضبها هذا الخوف الذي لا يتركها أبدًا:-" هروح اناديها بس والله لو خُفتي تاني كده هضربك ..كتك قرف فيكي و في جُبنك ده"

ذهبت الأخري لكي تُنادي على والدتها و همت ب فتح الباب و لكن تفاجأت ب منى وهي تفتح باب الغرفة ونظرت إلى ابنتها:-" وعد انت كُنت خارجه عايزة حاجه"

وعد بنفي:-" لا يا ماما كنت بس عايزة أسألك..."

قبل أن تكمل كلامها قطعتها والدتها وهي تنظر إلى سلمي و تقول:-" صحيح قبل ما أنسى مامتك رنت عليا علشان اتصلت بيكي وانت تقريبًا عملاه سايلنت ف قلقت عليكِ.. و انا استأذنتها انك تباتي الليله عندنا علشان الوقت أتأخر"

و ما إن أنهت مني حديثها حتى نظرة وعد إلى سلمي التي فور أن سمعت هذا الكلام حتى تنهدت براحة و ألقت نظرة على وعد رأتها تنظر لها و كأنها تقول "انا مش قولتلك كده يا..." ...ولكن هيهات على مرء قضى سنوات عمره تحت خوف فلم يستطيع أن يتخلص منها في صغرة ف نَمت و كبرت معه...

نظرة والدتها لهم و تقول بتسؤل :-" مالكم بتبصوا لبعض ليه..و انت كنت عايزة اي يا روحي "

كانت تقول جملتها الأخيرة وهي توجهه إلى وعد...

وعد و هي تستدير مقابل والدتها:-" مفيش يا حبيبتي ولا حاجه خلاص روحي انت لعم عبدالله لحسن يقيم علينا الحد و احنا مش ناقصين..ههه"

أنهت حديثها و هي تُلقي لها غمزة من عينيها جعلت كلًا من سلمي و منى يضحكون فقالك منى:-" بس يا بكاشه يالا روحوا ناموا علشان تصحوا فايقين بكرة ...يالا تصبحوا على خير يا حبايبي"

ردوا عليها و تمنوا لها أن تكون من أهل الخير و بعدها دلفت إلى الخارج متوجهه إلى غرفتها ...

اما عن وعد و سلمي...

وعد و هي تنظر لها يتوعد:-" والله لأربيكِ يا حيوانه علشان ترعبِ أمي كده و الواحد هيموت و ينام"

ثم اخذت تجري وراها و أخذت الأخرى تهرب منها حتى هبت عليها وعد و سقطتا فوق الفراش و أخذت وعد الوسادة من جانبها و أخذت تضربُ بها سلمي و ف فعلت سلمي المثل و سادت الأجواء بينهم هكذا وسط ضحكاتهم و مُزاحهم...

و بعد فتره من الوقت سقطا كلًا منهما فوق الفراش و هم يضحكون و من ثم و قفت كلًا منهم لكي يُعيدوا ترتيب الغرفه مرة أخرى...و من ثم جلستا فوق الفراش و نظرة سلمي إلى وعد وهي تقول:-" وعد انت لي استغربتِ لما انورين قالتلك عيدا مع إن عدي و طنط منى و عمو عبدالله بيقولولك ساعات كده"

تنهدت وعد و هي ترجع رأسها و تسنده على ظهر الفراش و تنظر إلى السقف:-" الاسم ده كان هو إلى بيقولوا ليا على طول مكنش بيقول غير عيدا"

سلمى وهي ترى نظرة الحزن بعين رفيقتها:-" بس بردو لي استغربتِ"

وعد و هي تنظر لها بسخريه من كل ما حدث معاها بالماضي :-" أصل اخته هي كمان إسمها انورين"

اتسعت حدقت عين الأخرى وهي تستمع إلى رفيقتها ان من المُحتمل ان تكون الفتاة شقيقة حبيب رفيقتها...

سلمي بتساؤل:-" طب هي كان اسمها انورين اي..؟!"

وعد وهي تجاوب وهي تحبس دموعها و تأبى أن تحريرُهم :-" انورين أسامة عبد العزيز"

سلمي و هي تتنهد براحة :-" طب خلاص يا ستي هي قالتلك أنها اسمها انورين السويسي"

وعد بألم :-" اه فعلًا مش هتكون هي "

سلمي وهي تُحاول ان تُخرج رفيقتها من هذه الأجواء:-" خلاص يا ستي يالا ننام علشان نروح الكليه ربنا يعيدنا على خير منها..تعرفي يا بت احنا لو نجحنا يبقى ببركة دعاء اهلك و أهلي أصل مستحيل نفلح و كورونا موجوده "

وعد وهي ترسم الابتسامة على وجهها لأنها تعلم صديقتها أنها تريد أن تخرجها من تذكر هذا المرء...

وعد بمزاج:-" طب يالا اترحلي علي الجنب التاني علشان لو ما صحيتي هصحيكي بالميه انت حرة "

سلمي :-" ده انت رخمه بالمياه في الساقعة دي...!!"


أومأت وعد لها بالموافقة و من ثم فعلت ما قالت لها وعد به ...و بعد ما يُقارب الساعه كانت هذه الفتاة تُحاول أن تنام ولا تستطيع و من ثم هبت جالسه و نظرت إلى يمينها و اخذت تُردد اسم صديقتها لتعلم إذا كانت مستيقظة ام لا...لم ترد عليها سلمي فتأكدت من أنها ذهب في موجة نومها و لن تستيقظ الآن أبدًا...

هبت متوجهه إلى مكتب بها و أخرجت تلك السلسلة التي تُخبؤها أسفل ملابسها كانت هذه السلسله عبارة عن كرة مكونه من بعض الطبقات و كل طبقة تحمل صورة فتاتان و شابان و تستطيع إغلاقها بقفل صغير بيها و بجانبها مُفتاحًا أدخلت المفتاح ب درج من ادراج المكتب و من ثم أخرت من ذلك الدرج ألبوم صور ...

اخذت ذلك الألبوم و جلست فوق مقعد المكتب الخاص بها و أخذت تشاهد الصور و كل صورة ترسم بسمة على شفتيها و فجأة تحولت تلك البسمة التي تدل على الحنين للماضي إلى بسمة أسى و هي ترى صورة كانت بها شاب وفتاة يجلسان أعلى أرجوحة و كان يضمها من كتفيها و كانت تنظر له بخجل طفولي...و ما إن لبست لتدخل إلى تلك الذي التي لا تمحى من خيالها....

Flash back 🔙📸..

منذُ حوالي 9 سنوات

كانت تتحرك هذه الفتاة في الفراش ولا تستطيع النوم اخذت تتقلب يمينًا ويسارًا دون جدوى حتى استمعت إلى كلمات تلك الفتاة النائمة جوارها..

انورين بإنزعاج :-" وعد مش عارفه انام حرام عليكي ورانا مدرسة بكرة"

وعد بغضب طفولي:-" طب انا مش عارفه انام اعمل اي"

انورين بنعاس :-" بصي ماما كانت بتقولي لو مش عارفة تنامي اقري قرآن "

وعد وهي تضم كلتا ذراعيها أمام صدرها:-" طب ما انا قرأت قرآن و بردو مش عارفه انام"

انورين :-" طب اعملك اي طيب نامي و هيجيلك النوم على طول"

امتثلت الاخري مثلما قالت لها صديقتها و لكن مر ساعة حتى الآن و لم تستطيع النوم ...هبت من فوق الفراش و ذهبت إلى "الفراندة" لكي تجلس و تُشاهد القمر ..

توجهت إلى باب الفراندة .. و لكن أُلجمت فور إن وقعت عينيها على ذلك الشاب الذي يجلس فوق الطاولة التي تتوسط "الفراندة" و يرتشف من الكوب القهوة الذي بيده...

كانت سوف تذهب من حيث أتت ولكن استمعت إلى صوته الذي يشبه الخمر ينسيها من تكون:-" وعد انت صاحيه لحد دلوقتي ليه..؟!"

وعد بتلعثم:-" اه..انا... أصل..كنت.."

وليد بضحك:-" في اي يا بنتي هو انا ضابط و هيحبسك ولا اي ...اهدي وقولي في اي..؟!"

وعد وهي تنظر إلى ضحكته:-" اصلي ماجليش نوم ف قومت "

وليد :-" ولا انا.. اي رايك اعملك ساندويتش من اللى انت بتحبيهم و اعملك عصير و نيجي نقعد هنا"

وعد وهي تصفق من فرط سعادتها:-" بجد...هااا...اكيد طبعًا "

وليد وهو يضحك:-" طب يالا قدامي على المطبخ علشان ترفعي راسنا في بيت جوزك..ههه"

ابتسمت وعد بخجل و هي تتمنى بداخليها أن تكون زوجته هو فقط و يكون هو الأمان و المسكن لها ...

دلفا إلى المطبخ و أخذ بعض العُلب من الثلاجة و أخذ كيسًا كبيرًا من البطاطس لكي يقليها بالزيت...

وعد:-" ليدو هو انت فعلًا هتقلي بطاطس"

وليد بغضب مصتنع:-" امل اي انت بتستهزء بقدراتي ولا اي..؟!" 

وعد بنفي:-" أبدًا بس الزيت كده هيترتش عليك و هتتحرق"

وليد بإبتسامة:-" لا متخافيش انا هاخد بالي انت بس اللي خدي بالك لحسن تجعري "تزعقي""

وعد بغضب:-" بقا كده انا غلطانه ..اتفضل انا جعانه"

قالت جملتها الأخيرة وهي تضع يدها على خصرها...و بعد ذلك اخذوا يمرحون بالمطبخ و يضحكون كلما وقع الزيت على وليد و وعد و اخذوا يعدون الطعام لها...

غافلين عن تلك المرأة التي تنظر إليهم و تبتسم لفرحتهم هذه...و من ثم دخلت إلى غرفتها و كان زوجها أسامة يمسك بعض الأوراق و ما إن رآها و اغلق هذه الأوراق ووضعها "بالدرج "..و ذهب إليها و اجلسها بجانبه فوق الفراش :-" حبيبي خرج علشان يجيب مايه و رجع من غيرها ليه...؟!" 

سناء بفرحة:-" أصل وليد و وعد كانوا بيعملوا اكل ليها و كانوا فرحانين اوي ..تعرف يا اسامه نفسي تكون وعد من نصيب وليد"

أسامة بضحك:-" يا حبيبتي هما لسه صغيرين على الكلام ده... بس بردو م انكرش إن انا كمان أتمنى تكون من نصيبه وعد احنا اللي مربينها و عرفيني كمان كل حاجه عنها و كمان يكفي انها بنت عبدالله..بس بردو هو لما يكبر يعرف يختار و هيتحمل نتيجة اختيار"

سناء بموافقة على رأيه:-" عندك حق يا أسامة يا حبيبتي بس اهو تمنى هنخسر حاجه"

أسامة بمشاكسة:-" طب اتمنى لجوزك حاجه"

سناء وهي تجاريه في مشاكسات وتلف يديها حلو عنقه:-" انا اصلا كلي لجوزي ..ده هو اللي حبيبي و روحي "

أسامة بخبث:-" طب حبيبك عايز يدوق المانجا بتاعته "

سناء برفض:-" بس يا حبيبي العيال..."

لم تستطيع ان ترد عليه فهو ابتلع باقي كلماتها في قبله بث فيها حبه و عشقه لها الدفين منذ الشباب و لم يقل إلى الآن و سبحوا في عشقهم الا نهائي...

بالجانب الآخر....

كانوا قد انتهوا من اعداد الطعام لها و أخذ يطعمها كأنها ابنته التي لا تستطيع بعد اطعام نفسها و بعد أن انتهوا ارجع كل شئ مثلما كان و خرجا إلى التراس و جلست سويًا فوق الأرجوحة...

وليد:-" عيدا الاكل عجبك"

نظرت له بتساؤل:-" عيدا مين..؟!!"

وليد بضحك وهو يمسك ارنبة أنفها:-" هيكون عيدا مين...مين اللى مغلباني و مطلعة عيني بنظراتها اللى بتجيب الأرض ضحك دي"

وعد بغضب طفولي:-" بقا كده يا وليد ماشي شوف مين هيضحكك بعد كده"

وليد وهو يحتضنها:-" خلاص يا ستي اني اسف سماح كده"

وعد وهي تضع رأسها فوق زراعة :-" اه يالا بقا احكيلي حدوته"

وليد بضحك:-" حدوته و انت في السن ده ..امرك يا ستي و اهو ربنا على الظالم و المفتري...كان يا مكان ..."

و أخذ يحكي لها قصة من قصص الاطفال و في اقل من ربع ساعة كانت قد غفت و رأسها فو زراعه ..ضحك على مظهرها الطفولي ثم حملها فوق زراعيه و ذهب بها الي غرفة شقيقته و وضعها فوق الفراش و اخذت يضع فوقها الغطاء لكي لا تبرد أثناء نومها و طبع قبلة فوق جبينها و دعى لها أن تحلم بأحلام سعيدة و فعل المثل مع شقيقته و خرج امي ينام فهو أمامه يوم كله دروس و امتحانات لأن امتحاناتهم على وشك البدء...

Back 🔙...

أغلقت هذا الألبوم و توضعته مثلما كان...هي لا تقدر أن تنسى كل هذه الأشياء لا تستطيع أن تُمحي كل هذا ..ف كل ركن في هذا المنزل له ذكرى لها به و لكن هل يشعر بهذه القيمة..هي لا تدعم هذا الرأى ف إذا كان يُهمه حقًا لماذا لم يمر على هذا المنزل.. مر أكثر من 10 سنوات و لم يفكر في هذا المنزل أو ان يزوره فهو منذُ نقله لم يأتي إلى هنا أبدًا..ذهبت إلى فراشها و اخذت تقرأ بعض آيات القرآن الكريم و تدعي ربها أن يبرد نار فؤادِها لأنه أصبح لا يطاق ...


((طفلتي ..يا من كبرت على يدي لم أراكي منذُ زمن..لكن الآن لم أعد أراكِ مجددًا .. لكن هل تتذكرين مثلما أتذكرك..؟!))

بعد أن انتهى من عمله بمكتبه توجه إلى غرفته لكي يستريح..و ما أن دلف حتى ذهب إلى المرحاض لينعم بالراحة والاسترخاء و بعد أن أنهى استحمام تسطح فوق الفراش ..و ما إن وضع رأسه فوق وسادته حتى رأي هذه الصورة بجانب فراشه كان فيها مع وعد تلك الفتاة الخجولة و المشاكسة في نفس الوقت...تذكر طفلته التي كبرت علي يده إلى أن ترك منزله القديم...وأخذ عقلة يسترجع كل كلمات اخته عن عيدا وهذه المتعجرفة التي تسمى وعد..استخف بشقيقته بأنها كيف فكرت أن تكون تلك هي عيدا ف عيدا تخاف أن تتشاجر مع أحد و لا تتحدث مع أحد لا تعرفه ..كانت تختصر حياتها عليه و علي انورين و عدي ..و لكن هو لا ينكر أن هذه الفتاة أعجبته تعجرفها و سلط لسانها هذا ..حتى وجهها يشعر أنه يعرفها يشعر أنهم تقبلى من قبل و لكن من المستحيل أن تكون عيدا..

قطع تفكيرها رنين هاتفه بجانبه و ما إن راي هوية المتصل حتى أجاب...

وليد بمزاح:-" اهلا بالباشا في حاجه"

عدي بضحك:-" لا يا معلم مفيش.. بس كنت عايز اقولك على موضوع الصفقة بتاعت الأجهزة الكهربائية من امريكا في ناس جاية علشان يتفقوا معانا على الصفقة "

وليد:-" خلاص تمام ابعت ل انجي خليها تظبط ميعاد معاهم و تبلغهم"

عدي يتساءل:-" بس انت اي إللي مسهرك لحد دلوقتي الساعة ؟!"

وليد :-" عادي كنت براجع الحسابات "

عدي :-" صحيح وليد باشا أو سوري الرائد لازم يكون مسيطر على أعماله من جميع الجهات"

وليد بضحك:-" هههههه....طيب يا باشا امشي بكرمتك بدل ما اقفل في وشك و ابقى وريني وشك الحلو ده بكره "

عدي بضحك:-" طب و على اي انا اللي همشي بس خد بالك من منى هتعمل عليكم عزومة محترمه"

وليد بضحك:-" ياعم احنا نطول بقالي كتير ماكلتش من ايديها "

عدي :-" طب تعالى بقا كل من ايديها و خالي عمك عبده يديك على قفاك زي زمان"

وليد :-" هو لسه زي ماهو بيغير عليها مننا"

عدي :-" ده زاد يابني مش بيقل و بسبب الحب بقا عقبالك "

وليد :-" طب نشوف بقا الموضوع ده بعيد علشان جعان نوم يالا باي"

ثم اغلق الهاتف و وضعها حيث كان و ذهب إلى أحلامه التي هي عبارة عن ذكرياته و هذه الفتاة التي منذ أن رآها حتى أخذ أحلامه تتراوح بينها و بين ذكرياته....


مر هذا المساء على البعض بتذكر الماضي ..من يشعر بالألم والمعاناة من هذا الماضي..و من الذي يشتاق إليه..

و اتي الصباح في بيت وعد ..

استيقظ وعد من نومها التي كان مرهق لا تحلم سوي بعشق طفولتها و جرحها منه ...نظرت إلى تلك القابعة بجانبها و التي لم تستيقظ من صوت المنبه بجانبها بعد ..هي تعلم أن نومها ثقيل و لكن ليس الى هذه الدرجة ف إذا حدث زلزال مثل زلزال 1992 لن تستيقظ أبدًا ...

اخذت الهاتف من جانب الفراش و أغلقت هذا المنبه المزعج بالنسبة لكل مرء يستيقظ عليه ..

(انا اصلا ببقا عايزة اولع فيه بس لآسف مش هنام لي في البيت و انتو 😂🤦🏻‍♀️🙂)

و من ثم ذهبت الى المرحاض .. و ما إن انتهت حتي خرجت و اخذت تنادي على صديقتها لكي تستيقظ و لكن لا حياة لمن تنادي هي لا تستيقظ تقسم أنها إذا كانت تحدث ميتًا لكان استيقظ من موتها و لن تستيقظ هي ...خطرت ببالها فكرة ف ذهب إلى المطبخ حيث والدتها تعد الفطار...

وعد :-" صباح الخير يا منمن"

منى بابتسامه:-" صباح النور يا قلب منمن.. عرفتي تنامي يا حبيبتي"

وعد :-" اه يا حبيبتي..بس اهدي كده قلب منمن اي ده كان الحاج عبده.. علقنا ابوس ايدك الواحد لسه مدخلش دنيا"

منى بضحك:-" هههههه...طب يا ختي سلمي صحيت ..؟!"

وعد:-" صحيت مين دي ميته جوا تقوليش بقالها قرن منمتش"

منى بضحك:-" معليش يا حبيبتي انت عارفه أن نومها تقيل حبتين"

وعد وهي تتجه الي البراد (التلاجه) :-" اه ما انا بقا هستخدم أساليبِ الخاصة"

و من ثم اخذت أبرد زجاجة مياة في البراد...نظرت لها منى و قالت:-" يا بت استهدي كده و سيبي المياة حرام عليكي بلاش رخمتك دي"

وعد ببراءة:-" طب و انا مالي هي اللي مش راضية تصحي ...وكمان يا منمن بلاش طيبة زيادة يا حبيبتي و لو انت شايفه حرام روحي انت صاحيها"

قبل أن تُجيب منى حتى آتاهم صوت عبدالله:-" وهي تصحيها ليه كانت صاحبتها ولا صاحبتك يالا يا حاجه روحي صاحيها و البسوا علشان تلحقوا تفطروا و تروحوا الجامعه"

الفتت له وعد و قالت بغمزة:-" انا راحه يا حاج مليش فيه هي اللي بتقولي حرام... يالا بقا انا ماشيه ..بس م تتشاقى يا عبده عندنا سناجل في البيت"

و من ثم ذهبت ..اخذت عبدالله يتطلع عليها بصدمه :-" سناجل ده انتو عوانس كتكم الارف عيال تشل"

(عم عبدو بيحط على الملح جرح يا جماعه 😂)

و من ثم نظر إلى تلك التي سوف تموت من فرط الضحك :-" اي بتضحكي انت كمان ليه..؟!"

منى بضحك:-' أصل العيال طالعينلك يا عبده بسم الله ماشاء الله..ههه"

عبدالله و هو يضمها من الخلف و يقول بعشق دفين:-" طب و ده يدايقك "

منى بحب :-" بالعكس ده انا افرح لما يكونوا زيك يا حبيبي"

عبدالله :-" بقولك اي اهدي كده بدل ما اخدك و ربي م يشفونا انهاردة خالص و ياكلوا نفسهم"

و قبل أن تجاوب منى حتى آتاهم صوت عدي وهو يقول :-" عيب يا حاج كده الله ده حتى في ضيوف عندنا"

عبدالله بنرفزة:-" استغفر الله العظيم..الواد ده مش هيسكت غير لما ياخد علقة على الصبح"

عدي و هو يكتم ضحكته :-" وليه كده يا حاج ده انا حتى ابن منمن حبيبت القلب"

عبدالله بغضب :-" ماهو اللي مصبرني انك ابنها يا اخويا يالا قدامي "

عدي برخامة :-" لا القاعدة هنا احلى مش كده ولا اي يا منمن"

منى وهي تحاول مجراته:-" اه فعلًا ...هههه"

عبدالله وهو ينظر لها بعيد:-" بقا كده ...يالا يلا امشي قدامي "

قال كلمته الأخيرة ل عدي ب غضب و غيرة من ابنه فهو يغير على حبيبته من كل ذكر و انثى لا يريد أن يقترب منها أحد أو ينعم بحبها غيره هو...

و بعد نصف ساعة كانو قد تجمعوا على طاولة الطعام و أخذ الاجواء المرح و المزاح و الغيرة بين بعضهم البعض ..و بعد ما يقارب الساعه من هذه الأجواء ذهبوا إلى مقصدهم اليومي ...فعدي إلى عمله و وعد و سلمي إلى جامعتهم....

وصل عدي إلى شركته و من ثم توجه إلى مكتبه و ما لبس أن جلس عليه حتى أتاه اتصالًا من انجي تطلب منه القدوم لأن وليد يريده في شيء...أخذ هاتفه و ذهب إلى صديقه و ما إن فتح باب مكتب صديقة حتى قال له بغضب:-" لسه جاي ارحم امي بقا ..و راعي أن في بني آدم تعبان من الطريق"

وليد ببرود:-" والله ابقى استريح في البريك مش دلوقتي ...المهم دلوقتي انا جايبك علشان هتيجي يوم الجمعه علشان هنشتغل شويه على شوية أوراق و حاجات في الشركة "

عدي بغضب:-" يابني اهدي انت واخد بالك انه يوم الاجازه بتاعتنا ...انت مش بترحم يالا ولا اي..؟!"

وليد :-" اه مش برحم يا ظريف و يالا بقا وريني عرض كتفك كده و امشي و خد الباب وراك..."

عدي بغضب:-" ماشي يا اخويا ...ربنا على الظالم و المفتري"

وليد :-" بتقول حاجه يا عدي "

عدي ببسمة صفراء:-" سلامتك ده انا كنت بغني"

وليد:-" اه بحسب اتفضل بقا"

و ما أن دلف عدي إلى الخارج حتى سمح وليد ضحكاتهم أن تتحرك من رفيقة الذي يمتلك القدرة على اضحاك الجميع...


اما في كافتريا الجامعه...

فكانوا انورين و وعد و سلمي جالسون و يتنازلوا الطعام وسط جو من الضحك و المزاح ف إنهم أصبحوا اصدقاء في فترة قصيرة ف كلًا من انورين و وعد لديهم شعور انهم يعرفون بعضهم و لكنهم لا يتذكرون ...

كانت وعد و سلمي يشتكون انهم لا يعلمون شيء في مادة الترجمة ولا يستطيعون أن يذاكروا بسبب انهم كانوا لا يفهمون من ذلك الشخص المدعو دكتور خيري ...و ما لبسوا حتى قالت انورين :-" طب اي رايكم تيجوا يوم الجمعه اشرحلكم اللي انتم مش فاهمينه"

وعد :-" بجد..!!"

انورين :-" اه وفيها اي "

سلمي بمرح :-" لا ده انت كده صاحبة جدعه اوي "

انورين بمزاح :-" جدعة في اي يا بنتي ده شغلي اصلا غير انكم صحابي دلوقتي ف عادتشي بقا خاليها عليا..هههه"

سلمي بتساؤل:-" نينو بقولك هو انا ليه مش شايفه دبلة في ايدك..؟!" 

انورين بضحك:-" علشان انا سنجل بائس ...هههه"

وعد بتساؤل:-"امل مين اللي كان معاكِ ده وانا اتخنقت معاه..؟!"

انورين:-" ده اخويا ...صحيح هو انتو كنتو تعرفوا بعض اصلا.؟!"

وعد بتوجس :-" أصل ...يعني... بصراحة بقا هو كان هيخبطني وانا شديت معاه قبل كده"

انورين بضحك:-" بلسانك ده ف اكيد خالتيه يخرج عن شعوره وانت اصلا تخرجي بلد يا شيخه ... ههههه"

سلمي بضحك:-" امل لو عرفتي أنها ضربته بالقلم"

اتسعت حدقت عين الأخرى و هي لا تكاد تصدق أن هذه الفتاة قد صفحت شقيقها :-" بتهزري"

وعد وهي تفرك بيدها :-" ماهو بصراحه انا كنت مضايقة. هو مسك ايدي ف ضربته "

انورين وهي تظن انهم يمزحون و لم تقوم وعد بهذا الفعل لأن من المستحيل أن تفعل ذلك و مع من مع أخيها :-" بس يا بنتي انت تزعقيله ممكن تكون حركة مش قاصدها لكن تضربيه مره واحده دي جديده"

وعد بضحك:-" حظه بقا ايدي تسلم عليه في اول مره"

سلمي بضحك:-" لا و اصلا هي ايديها طارشه"

انورين بضحك:-" كمان...لا بجد استهدي كده بدل ما في يوم هنجيبك من القسم "

وعد بضحك :-" ماشي يا ختي ...يالا بقا نمشي ادينا قعدنا و اتغدينا سوا خالينا نروح و على الفون بقا ...باي"

و من ثم ذهبوا كلًا منهم إلى منزلها على موعد باللقاء في منزل انورين ....

مر الاسبوع و قد أصبحوا الثلاثة اصدقاء اكثر من قبل و أصبحوا يوميًا يتحدثون إلى بعضهم في مكالمة جماعية...حتى أتى ذلك اليوم ...

في الصباح هاتفت وعد انورين و قالت لها انورين أنها سوف تبعث لهم عربه لكي تأتي بيهم إلى بيتها و أن تبعث لها العنوان... بعدما بعثت لها العنوان حتى إعادة إرسالها انورين إلى السائق دون أن تلقي نظرة عليه ...و بعض ما يقارب الساعه حتى اتت السيارة بهم .. 


سلمي بإنبهار:-" اي ده هي نينو ساكنه هنا..؟!"

(طب لو ينفع اقعد معاها طيب😂)

وعد :-" عادي يا بنتي فيها اي و كمان احنا مالنا ملكيش دعوة"

سلمي بتفهم :-" عندك حق "

توقف السيارة فنظروا للسائق بتساؤل فقالوا:-" معليش يا عمو هو انت وقفت هنا ليه..؟!" 

ضحك الرجل الكبير عليهم لأنهم كانوا يقولون ذلك بنبرة بها بعض الخوف كأنهم اطفال و يخافون أن يُخطفوا...

السائق:-" متخافيش مش هخطفكم عيب يعني على الشعر الابيض اللي في رأسي ده...احنا و صلينا و الفيلا اهي "

وعد وهي تحمحم:-" احم احم...سوري بس احنا اول مرة نجي مكان زي ده"

السائق بتفهم:-" عادي يا بنتي ولا يهمك يالا علشان انسه انورين خرجت اهي "

و كما قال رأوا انورين تنظل من فوق الدرج بهذا الفستان الابيض الجميل كانت مثل الملاك بهذا الفستان ..

انورين بمزاح:-" اهلا و سهلا ب اللي مطلعين عيني..ههه"

وعد:-" اهلا ب الهبله هانم"

سلمي وهي تغمز ل انورين :-" بس اي القمر ده "

(كانت انورين ترتدي فستان من اللون الابيض مكون من قطعتين واحده الفستان ومن عند البطن قطعة من القماش مزخرفه باللون الذهبي و هناك ما يشابه الجاكت ولكنه من الشيفون و له ويل طويل ممتد يكاد أن يلامس الأرض)


انورين :-" مش لوحدي بصوا عليكم امل الخلق اللي عندي في السيكشن دي اي فين...ههههه"

سلمي بضحك:-" قمرات ياختي..هههه"

انورين بضحك:-" شور بيبي شور...هههه"


(كان عبارة عن بلوزة سوداء و جيبه من اللون الابيض و الاسود و ترتدي حجاب بلون الاسود)
 

كان فستانها من اللون الاخضر و من عند الخصر يوجد حزام جلد من اللون البني 


وعد بضحك:-" لا ماهو احنا برة الجامعه ف هتلاقي قمر 14 قدامك"

انورين :-" ماهو باين يالا تعالوا علشان تسلموا على ماما ...عايزة تتعرف عليكم "

و من ثم توجهوا الي الداخل و هو ينظرون إلى الفيلة بانبهار شديد من جمالها و من حديقتها و كانت انورين تسأل الخادمه عن مكان والدتها ف اجابتها انها مع وليد و هناك ضيف معهم في غرفة المعيشة ..أومأت لها و قالت لهم أنهم سوف يدخلون لكي يتعرفوا عليها و أنها تجلس مع زميل أخيها ف أوموا لها بالموافقة و من ثم توجهوا الي غرفة المعيشة و ما إن دلفوا حتى جحظت عين وعد و سلمي وهما يروا عدي أمام أعينهم ...و كان هذا هو حال عدي الذي ما إن راهم حتى وقف من على المقعد القابع عليه...

وعد و سلمي في وقت واحد:-" عدي !! "

عدي :-" وعد !!"


يتبع الفصل الرابع اضغط هنا
google-playkhamsatmostaqltradent