Ads by Google X

رواية عشق وليد الصدفة الفصل الرابع 4 بقلم اية عبيد

الصفحة الرئيسية

 رواية عشق وليد الصدفة الفصل الرابع  بقلم اية عبيد


رواية عشق وليد الصدفة الفصل الرابع 


((يقولوا أن لكل وقت أذن...و حان الآن وقت اللقاء بك...اللقاء بحب دُفن قبل أن يولد))

كانوا يتطلعون ببعضهم البعض بصدمة ف وعد تفكر كيف باخيها أن يكون هنا في هذا المكان..هي تعلم أنه اليوم سوف يذهب لمناقشة الأوضاع في الشركة الذي يعمل بها مع رفيقه و حب طفولتها الزائف كما تقول لنفسها دائمًا...

أما عن عدي فكان يظن مثل ما تفكر شقيقته ماذا تفعل هنا هي اتيه هنا لكي تُذاكر مع صديقتها و لكن من صديقتها ...فهي حتى لا تعرف شكل انورين ولا تعلم مسكنهم ف كيف أتت إلى هنا...؟! 

اما عن هؤلاء الذين يشاهدون ردة الفعل ..ينظرون بدهشة ..فهذا يعني أن تلك الوعد ما هي اللي عيدا شقيقة عدي ...

وليد بصدمة:-" عدي.. وعد مين.. انت تعرف البنت دي ..؟!"

عدي بصدمة وهو ينظر له :-" انت مش عارفها دي عيدا يا بني "

وليد و قد جحظت عينه هو لم يستوعب الأمر بعد أن تلك سليطة اللسان هي عيدا خاصته...كيف ذلك هنك فرق كبير بين تلك الفتاة الذي تركها طفلة عمرها 16 سنة و من تلك الفتاة القابعة أمامه... ايمكن أن تتغير إلى تلك الفتاة المتمردة..

وليد و قد استدار لكي ينظر إلى تلك الواقفة بصدمة و قد علمت الآن أن هذا هو وليد هذا هو حب طفولتها :-" ازاي ..انت بتتكلم جد ..؟!"

كانوا كل هذا الحوار يُجرى و هم واقفون إلى أن أتت سناء من خلف الفتيات:-" في اي يا بنات اتفضلوا...ينفع كده يا نينو تسبيهم واقفين كده"

و قد رأت كل من هؤلاء الخمسة ينظرون إلى بعضهم البعض.. من منهم بصدمة ..و من منهم يتسأل نفسه عما يُجرى حوله ...

سناء بتساؤل:-" في اي يا انورين مالكم واقفين ليه كده ..مالهم يا عدي يابني "

قالت جملتها الأخيرة وهي تنظر إلى عدي ..

عدي بتساؤل:-" هو انتوا متعرفوش وعد اختي..هي جت هنا ازاي ..؟!"

سناء بتساؤل:-" احنا مش عارفين شكلها يابني من 7 سنين اكيد شكلها اتغير هنعرفها ازاي"

كل هذا و كانت وعد تنظر إلى تلك التي تتحدث فقد عرفتها من صوتها من وجهها الذي لم يتغير سوا ان علامات التقدم في السن ظهرت عليها...كانت مشتاقة إليها فهي مثل والدتها كانت تحنوا عليها و تحبها مثل انورين.. كانت لا تفرق بينهم...و كانت تعتبرها امها الثانيه.. و الاخري المثل ..فكانت تعتبر وعد ابنتها الثانية..

وعد وهي تبكي من سعادتها:-" سوسو..!!"

سناء و قد تعرفت على صوتها ..فهذا هو صوت عيدا... نظرت إليها و هي تمعن النظر فيها جيدًا ...اقتربت منها حتى وصلت إليها و امسكت يديها و رأت تلك الواحمة التي تقبع في راحة يديها .. الآن تأكدت أن تلك هي عيدا فهي من تملك تلك الواحمة في هذا المكان...

سناء بفرحة وهي تدمع مثل الأخري و تضمها إلى أحضانها مشتاقة الى ابنتها الثانية:-" عيدا حبيبتي عامله اي يا بنتي وحشاني"

وعد وهي الأخرى مشتاقه إلى تلك الأم التي لم تراها منذ 7سنوات :-" انت اكتر يا سوسو وحشاني اوي واحشني حضنك اوي"

سناء و قد اخرجتها من أحضانها و امسكت وجهها بين راحة يديها :-" كبيرتي و بقيتي قمر 14 يا حبيبتي"

وعد بضحك وهى تغمز لها:-" هتغر انا كده خالي بالك ها"

سناء بضحك على مشاكستها :-" بقينا بتعرف نرد اهو ..هههه"

اخذت تضحكان غافلين عن الباقي و عن تلك ال انورين التي تنظر إلى وعد... وعد رفيقتها منذ ما يُقارب الأسبوع هي رفيقة طفولتها ..هي من تمنت أن تلقى بيها منذ زمن هي من كانتا يلعبون و يضحكون و يمرحون سويًا ..هي كانت تشعر أنها تعرفها من قبل و لكن لم تكن تعلم أنها هي.. فهناك فرق كبير بينهم ..اخذت تتقدم منهم و عينيها تلمع بقطرات الماء ..وضعت يديها على كتف وعد ..أخذوا يتطلعون إلى بعضهم البعض و الدموع تنساب منهم ... هؤلاء هم الذين لم يفراقوا بعضهم البعض و فجأة علموا بفراقهم و الذي دام مدة 7 سنوات و حينما يتقبلان لا يعرفوا بعضهم ...

دون أي مقدمات أو اي كلام اخذت انورين وعد إلى أحضانها فتلك هي رفيقتها التي ظلت رفيقتها و أقرب الناس إليها و قد ابتعدت عن كل من يحولوا مصادقتها ..كانت تشعر بالحيرة في بداية الأمر كيف لها أن توافق أن ترافقها وهي التي اتخذت قرارًا أنها لم تقترب من أحد؛ لأنها تعلم أنها مهما قابلت و تعرفت و صاحبت لم و لن تكون، مثل وعد و لكن الآن علمت لما قبلت عرض صداقتها و كيف أن قلبها كان يشعر بيها فلما لا فهي لم تكن مجرد رفيقة هي كانت شقيقه لم تلدها امها حتى امها كانت تحبها و تعاملها مثلها لا تزيد أو تقل عنها مطلقًا....

أما عن الاخري فكانت في قمت سعادتها بين أحضان شقيقتها التي تمنتها من الدنيا و تمنت مقابلتها مثلما كانت تحلم ...وها هي الآن تراها و هي معيدة في كلية الألسن و أيضًا في نفس مجال التي كانت تحلم به...

ابتعدوا عن أحضان بعضهم و ينظرون لبعض و بعدها أخذوا يضحكون...استغربت سناء الأمر فهم كانوا منذ قليل يبكون من فرط سعادتهم والآن يضحكون :-" في اي يا بت منك ليها انتوا اتجننتوا ...بتضحكوا على اي..؟!"


انورين بضحك:-" أصل يا ماما هي دي وعد اللى قولتلك عنها تخيلي طلعت هي عيدا وانا معرفتهاش"

سناء بضحك:-" معليش اصلك طول عمرك عاميه ...هههه"

وعد بضحك:-" اه و هتفقد حاسة الذوق كمان من الاحضان و البوس ده و كورونا هتيجي تاخدنا بالاحضان... هههه"

أخذوا الجميع يضحكنّ إلا ذلك الواقف و يراقب حركتها و بكائها و ضحكتها ..فهو إلى الآن لا يستوعب ما يحدث حوله كيف عقله سوف يُجن ..هذه هي الفتاة التي رباها كيف ...كيف تغيرت؟!..

عدي وهو يلاحظ شروده:-" اي يا عم انت مش بتشاركنا ليه في أم الفيلم العربي ده ... هههه"

وليد وقد آفاق من شروده:- ها"

عدي بضحك:-" انت هتهتهأ يابني شوف ولا كإنهم كانوا مفكرينها ميته"

سناء بغضب:-" اتلم يا حيوان بعد الشر عليها حبيبة قلبي أن شاء الله اللي يكرها...يالا يا انورين خدي عيدا و صاحبتكم و اطلعوا فوق في اوضتك و لما تخلصوا نادوا عليا "

أومأت لها انورين و من ثم اخذت وعد و سلمي إلى غرفتها ..

و بعد ذهاب الفتيات و ذهاب والدتهم التي قالت قبل أن تدافع إلي الخارج هي الأخرى:-" انا هروح تقولهم يعملوا حسابهم في الغدا ...وانت يا عدي اتصل بأهلك و قولهم انك انت و وعد هتتغدوا عندنا و كمان خاليهم يكلموا أهل البنت التانيه علشان م يقلقوا عليها"

أومأ عدي و بعد أن تأكد من ذهاب سناء اقترب من صديقة وهو يقول :-" مالك يابني متنح من ساعة الفيلم العربي اللي كان هنا"

وليد باستغراب:-" مفيش بس كنت مستغرب اختك ..؟!"

عدي بإستغراب:-" ليه ..هو انت شوفتها فين.؟!"

وليد :-" أصل في مرة كنت راجع البيت و كانت بتعدي الطريق و هي مكنتش شايفة اصلا لما كانت بتعدي و ياريتها اتأسفت لا دي شتمت..!! "

عدي بضحك:-" اه اصلك تقريبًا كنت فاتح كشاف العربيه و اللمبة بتاعته بصراحه ولا إضاءة اللمبة النيون...ههه"

وليد وهو يتافاف:-" طب ليه اصلا عملت كده ..واي اللي غيرها كده دي مش وعد اللي انا مربيها فين خجلها فين ده لو فعلا اختك فضلت زي ما هي كانت عيطت في موقف زي ده"

عدي بتفهم:-" بص هي وعد عندها حساسية من الضوء الشديد وعلى أنها اتغيرت فهي فعلًا اتغيرت "

وليد بتساؤل:-" طب التغيير ده سببه اي و من امتى ..؟!"

عدي :-" متعرفش هي اي اللى حصلها من بعد ما عزلتوا وهي فضلت يجي اسبوعين مش عايزة تكلم حد ولا تضحك ولا اي حاجه وفضلت قاعدة في أوضاعا مش بتطلع منها غير علي الاكل والشرب بس ده حتى كانت بتاكل بالعافية و بعدها اتغيرت بقيت اي حد يجي عليها ولا يزعقلها تهب في وشه زي وابور البوتاجاز و قعدت كتير اوي لحد ما بقيت تضحك و تشاكس كده"

وليد وهو يفكر :-" طب يالا نكمل شغل "

و بدوا في اكملت عملهم الذي علق عندما دلفوا هؤلاء الفتيات و كان السبب في معرفهم بوعد التي لم يكونوا يعلموا قط ما حدث...

اما عن الجهة الاخري...

بعد أن دلفا إلى داخل الغرفة جلستا الفتيات اعلى الفراش...

سلمي بتساؤل:-" معليش بس هو اي اللي حصل من شويه ده علشان انا مش مستوعبه لحد دلوقتي"

وعد بضحك:-" انت لسه فاكرة صباح الخير..هههه"

انورين بضحك:-" في اي يا بنتي ده كان في فيلم عربي تحت على رأي عدي..هههه"

سلمي بتساؤل:-" لا بجد في اي علشان مش هبقى زي الاطرش في الزفة"

وعد بضحك:-" ههههه...ماشي يا طارشه..اقصد يا سلمي...بصي فاكرة نينو صاحبتي اللى شوفتي ليها صور عندي في الأوضة"

اومأت الاخري لها بنعم؛ فاستكملت حديثها:-" نينو دي بقا هي الشحطة اللي قاعدة قدامك دي "

وما إن انتهت من جملتها حتى تفاجات بالوسادة تقذف عليها من قبل انورين وهي تقول:-" بقا كده انا شحطة فين يا بت عيدا الخجولة يابت طلعيها..ههه"

سلمي بسخرية:-" عيدا ال ايه ياختي...مين دي اللي خجولة انت فاهمه غلط.."

انورين بجدية:-" لا بجد عيدا زمان كانت خجوله و كانت بتخاف من الصوت العالي و كانت طيبه و اي حد يزعقلها كانت تجري علي وليد اخويا و لو وليد مش موجود تروح لعدي علشان يجيب ليها حقها من اللي زعقلها...فين بقا عيدا دي راحة فين..؟!"

وعد بنظرة حزن وهي تشير إلى نفسها :-" ماتت يا نينو عيدا ماتت و اللى قدامك دي واحدة تانيه"

انورين و قد لاحظة تلك النظرة التي تُحاول صاحبتها أن تخفيها ولكن لم تستطيع إخفائها:-" في اي يا عيدا اخر مرة شوفتك مكنتيش كده كنتِ متحمسة جدًا انك تقولي باللي انت حساه ناحية..."

قاطعتها وعد بصرامة:-" نينو اقفلي على السيرة انا مش عايزة افتكر اليوم ده بلييز"

انورين :-" تمام يا عيدا as you like"

قالت لها انورين هذا لأنها ظنت أن وعد لم تخبر سلمي عن حب طفولتها...فهمت وعد هذا ف أردفت :-" نينو سلمى عارفه كل حاجه بس انا اللي مش عايزة افتكر"

انورين بتساؤل:-" ليه ...واي اللي حصل انت حتى مجتيش تودعينا و لما قولت لوليد اني هطلع المكان بتاعنا قالي لا سبيها لوحدها دلوقتي...حصل ايه..؟!"


وعد و هي تحبس دموعها داخل عينيها:-" اللى حصل هو اللي كان لازم يحصل يا نينو انا كنت عيلة مراهقه معرفش معني اللي كنت بقوله ولما قولته دفعت تمنه وكان وجع قلبي ساعتها.. عرفتي بقا "

سلمي وهي ترى أن الحزن سوف يستولي على وعد فحاولت تغيير مجرى الحوار :-" هو احنا جايين هنا علشان نذاكر ولا اي بظبط "

انورين وهي تُجاري سلمي في تغيير مجرى الحوار:-" تمام يالا نبدأ"

و اخذوا يُذاكرن و تشرح لهم انورين...

و بعدما انتهوا من المذاكرة اخذوا يتذكروا طفولتهم و يحكوا لسلوى الجالسة؛ كأنها تشاهد فيلم عربي قديم لأنها لم تكن تتخيل انهم تقابلواهكذا وانهم روا بعضهم و لم يعرفوا بعضهم...

سلمى بتساؤل:-" هو انا مستغربة حاجه ازاي انتوا صحاب كده و شوفوا بعض و معرفتوش بعض مع العلم أنكم كنتوا مع بعض طول اليوم و بتتفرقوا ساعة النوم..؟!"

انورين وهي تضحك :-" وحياتك كنا كتير اوي بنام جنب بعض يعني حتى النوم مش بنتفارق" 

سلمي بتساؤل و فضول اكبر:-" طب ما هو كده انا بقيت في حيرة ازاي معرفتوش بعض ...؟!"

انورين بابتسامة:-" هقولك يا ستي اولًا إن عيدا شكلها اتغير عن آخر مرة شفنا فيها بعض و ثانيًا إن زي ما قولتلك عيدا مكنتش كده زمان كانت خجولة جدًا و كانت بتحب تقعد معنا احنا بس و كانت متخصصة تقعد مع وليد جدًا ساعات كانت تبعني علشان تقعد مع وليد....هههه"

سلمى بضحك:-" بصراحة عندك حق ..انا كنت بشوف صوركم و اقولها هما عملتلك عملية تشويه ولا اي لما كبريت...ههههه"

اخذت الاثنان يضحكون غافلين عن تلك التى ما إن استمعت إلى جملة رفيقتها الاخيرة حتى اخذت إحدى الكتب السميكة الموضوعة فوق المكتب و ضربت كلًا من انورين و سلمى ..تحولت شركاتهم إلى تأوه منهم على هذه الضاربة ..

انورين بألم وهي تمسك زراعها الذي تلقت الضاربة فيه:-" آه آه آه....ايه ده انت يا بت اديكِ طولت ولا اي لما بعدت عنك"

سلمى بمزاح:-" هي ايديها بس إللى طولت ده لسانها كمان...هههه" 

نظرت لها الأخرى بعدم فهم :-" ازاي يعنى..؟!"

سلمى بضحك:-" اصلك يا عين امك ما شوفتيش بتعمل ايه..دي في مرة واحد في الشارع عكسها ربنا ما يوريك إلا النور الواد جاله ارتجاج في المخ ..."

انورين بضحك وهي تتخيل الموقف:-" هههه...و الواد حصله ايه...وايه اللى حصل..؟!" 

وعد ببراءة مصتنعه :-" هو انا يا دوبك علمته ازاي يحترم البنات إللى مش للشقط بس هو مش بيعرف يتفاهم بالزوق فروحت مدياله قلم رجعه لورا ..حظه الفقر ان كان في حيطة طوب احمر و في طوبة كانت ورا رجله فوقع و دماغة اتخبطت في الحيطة دي ..انا قولت الواد مات و هتاخد كلابوش اتريه دماغه معتبرة و جاله بس ارتجاج قضاء وقدر.."

لم تتمالك انورين نفسها و كتم ضحكتها وأعلنت الاستسلام و سمحت لهم بالخروج ..تابعته سلمي وهي تضحك وتقول:-" لا يا بت طب ده قضاء و قدر أمل اخو الغلبانه دى ذنبه ايه ياخد قلم سمع لأخر الشارع ..؟!"

قالت جملتها الاخيرة وهي تشير إلى خلق القابعةبجانبهم ...

انورين وهي تنظر إلى وعد بصدمة:-" انت بجد ضربت وليد بالقلم و في الشارع...؟! يعني ماكنتيش بتهزري...انتو اتكلمتوا معايا و قولتوا الحكاية دي بس انا فكرتكم بتهزروا"

سلمي بضحك:-" يا بنتي انا اه كنت بهزر بي فعلًا هي عملت كده...حتى البت مش مصدقة و عملنا كلاكيت تاني مره...هههه"

وعد بجراءة:-" آه عادي فيها ايه...مش هو إللى مسك ايدي حد قاله انها للمسك"

سلمى بإعتراض:-" بس هو مسك علشان يوقفك انت روحتي ضرباه"

انورين إعتراض على كلام سلمى:-" لا يا سلمى وعد عملت الصح على فكرة"

و ما إن انتهت من حديثها حتى نظروا إليها الاثنين بصدمة تخيلت كلًا منهم ان انورين سوف توبخهم ولكنها فعلت العكس وقفت بجانب رفيقتها و دافعت عنها ..؟!

وعد بتساؤل:-" يعنى انت م اضايقتي من إللى انا عملته..؟!" 

انورين وهي تحرك رأسها من اليمين إلى اليسار دلالة على الرفض:-" ابدًا انا موافقة على رد فعلك علشان غلط انه يمسك ايدك هو لا اخوك ولا ابوك علشان يمسك ايدك...بس بردوا غلط انك عالتي صوتك في الشارع"

نظرت وعد و سلمى إليها بإستغراب ...واحده اخرى مكانها لكانت اخذت تعارضها و تتعصب عليها و لكن هي لم تفعل ذلك بل إنها وقفت بجانب صديقتها عوضًا عم أخيها..

انورين بضحك:-" مالكم بتبصوا كده ليه...؟!"

سلمى بتساؤل:-" مصدومين من رد فعلك واحده مكانك كانت قعدت تزعق و تشخط و تنطر علشان اخوها اضرب لكن انت بهدوء قولتي أنه هو اللى غلط"

انورين بجدية:-" طب هو غلط فعلًا ولا لا..!؟"

سلمى وهي تومأ لها:-" غلط"

انورين بجدية:-" يبقى انا اقف مع الحق هي فعلًا كده غلط احنا اتربينا سوا و عيشنا سوا ف عارفين الصح من الغلط و احنا متربين أننا نقف مع الحق دائمًا ...امل بقا حكاية اخوكي و اختك دي ف احب اقولك أن تبدأ مش بس صاحبتي لا دي كانت أختي الصغيرة اللي بحبها ده انا كنت بشوفها اكتر من اخويا ذات نفسه و بعد ما عزلنا بفتكرها اكتر ما بفتكر مواعيد المحاضرات "

ضحكت الثلاثه عليها و نظرت وعد إليها و ضموا بعضهم البعض و كلًا منهم جالسه فوق مقعدها ... و بعدها أردفت سلمي قائلة:-" طب ادينا عرفنا انورين معرفتكيش ليه ..وانت يا ست وعد ولا عيدا انت م عرفتها ازاي"

وعد بمزاح :-" والله غلط اللي ربط الجموسة و سابك ..انت يا بت مش قولتلك إن الاسم..."

بترت باقي جملتها و كأنها استوعبت الان فرق الاسماء كيف لها أن تكون اسمها انورين السويسي و هي اسمها انورين أسامة عبد العزيز...

وعد بتساؤل:-" صحيح يا نينو انت ازاي اسمك انورين السويسي و انت اسمك الحقيقي انزين أسامة عبد العزيز..؟!"

انورين بضحك :-" و بتقولي غلط اللي ربط الجموسة و سابها ده المفروض يربطكم انتو الاتنين ...بصي يا ستي علشان احنا حِفينا عليك انك تعرفي إن الشخص عادي يتقاله بإسم باباه أو اسم عائلته و انا عيلتي اسمها السويسي"

سلمى بضحك:-" ماسمعكيش تقوليلي جملة الجموسة دي علشان طلع حمار اللي ماخدكيش و قعدك جنب سيد قشطة ...ههه"

وعد بإبتسامة مصتنعة:-" هاهاها .. ظريفه يا بت العسل بينقط منك"

انورين بضحك على وعد و سلمى:-' طب ياختي اسكتي منك ليها "

ومن ثم هبت من على المقعد و جلست فوق الفراش:-" بصوا واحده فيكم تقوم تنادي ماما علشان تيجي عايزة تقعد معانا"

وما أن استمعت سلمي الي حديثها حتى هبت هي الأخرى من فوق المقعد و جلست بجانب انورين وهي تقول:-" وانا غريبة معرفش حد من هنا خالص ف نقعد انا و نينو و انت انزلي بقا يا عيدا يالا تيك كير يا روحي....ههههه"

أخذوا يضحكون على تلك القابعة فوق المقعد تفكر أنها من الممكن أن تقابل وليد وهي طول الوقت تفكر في كيفية عدم الاحتكاك به أو بمقابلته و هي في منزله لو كانت تعلم أن وليد هو ذلك الشخص لكانت رفضت عرض انورين في المجيء إلى هنا ..هي لم تتخطى فوق أنها صفعته و هي التى كانت تبكى حينما يتشاجر مع أحدهم من أجلها ..ولكن الآن بعد طيلة هذا الوقت كيف لها أن تشاهده الآن امام أعينها كيف لها الآن أن تقابله وهي لم تتخطاه بعد ..هل ستستطيع ان تنظر إليه الآن وتتحكم بأعينها..هي التي منذ قليل تحاول عدم لقاء أعينهم منذ أن علمت أنه وليد كانت تتهرب منه لأنها لا تعلم هل ستستطيع ان تحبس دموعها بداخل عينيها هل ستكون قوية أو أنها سوف تنهار حينما تراه وتتقابل أعينهم هل سوف تخونها عينيها و تسمح من تلقاء نفسها بنزول دموعها و كيف ألمها و ضعفها أمامه...

أفاقت من شروديها على صوت سلمى و هي تضحك:-" في اي يا بت انت ما تروحي ولا هتفضلي متنحه كده...ههههه"

وعد بغضب:-" هاها بطلي تقل دمك ده بدل ما اجي أسلم على خدودك اصلهم واحشوني "

سلمي وهي تتحسس وجنتيها:-" لا وعلى أي الطيب احسن"

وعد بحده:-" يبقى تخرسي....وانت سوسو هتبقى فين دلوقتي"

قالت جملتها الأخيرة إلى تلك التي منذ أن علمت لصديقتها وهي تتفاجأ من تغيرها ..

انورين:-" معرفش انزلي و اسألي حد من الخدم و هما هيقولك مكانها"

و ما إن استمعت إلى جملتها حتى توجهت إلى خارج الغرفة وهي تتمني من أعماق قلبها الا تلتقي به ..هي تعلم أن هذا مستحيل فهي في بيته كيف لها أن لا تقابله وهي في بيته ...اخ هي منذ أن وقعت عينها عليه و هو جالس فوق المقعد حين دلوفها إلى غرفة المعيشة وهى قلبها يدق بعنف ... 


((هل حان الآن إللقاء بيني و بينك حبيبتي..هل سوف يدق قلبُنا تلك النبضة المختلفة عن أخواتِها..))

كانوا يجلسون و يعملون و يتطلعون على بعض الأوراق ...حتى لاحظ وليد أن هناك بعض الملفات الضرورية..اخذت ينظر و يدور عليهم ولم يستطيع ان يجد تلك الاوراق ...

عدي وهو يفكر:-" طب انت حطهم فين دول ملفات مهمين يا وليد"

وليد ببعض الغضب:-" يعني انا مش عارف انهم مهمين يا عدي دور و انت ساكت والنبي'

عدي :-" ده على اساس اني بلعب ادامك بس هما مش هنا يا وليد طب ممكن يكونوا عندك في المكتب"

وليد :-" يابني طب ما انا روحت هناك و دورت عليه و مش لاقيه "

عدي :-" بس خلاص يبقى هو في اوضتك "

وليد :-" ممكن يكون انا طالع ادور عليه و انت افضل دور هنا"

أومأ عدي له بالموافقة و أخذ بالبحث عنهم إلى إن وقعت عينيه على صورة موضوعة بجانب المقعد و كانت فيها انورين و وليد ..اخذ تلك الصورة و أخذ يلمس ب العامة على وجهه انورين ويقول:-" امتى تحسي بيا امتى كل ما اجل اقولك لساني يتلجم مش قادر اقولك انا حاسس بإيه كل ما بفتكر أن ممكن حد يشوفك أو يضايقك و انت رقيقة من جواكي نار جوايا مش راضيه تخمد ..امتى تبدليني نفس الشعور ده انتى..؟! امتى يجمعني بيكي بيت واحد كل يوم بحلم بيك و بتمنى تكوني ام عيالي و الحضن الدافئ ليا بس لما تبقي مراتي قدام الكل و قدام ربنا امتى نتجمع في الحلال يا اول و اخر دقت قلب عرفها قلبي"

و من ثم طبع قبلة على وجهها و أعاد الصورة مثلما كانت و أخذ يبحث عن تلك الاوراق مثلما كان يفعل

اما عن الجهة الاخري...

بعد أن دلف خارج الغرفة و توجه إلى الطابق العلوي ...و ما أن وصل هنا حتى نظر إلى ساعته و هو يتوجه إلى جناحه و لكنه ارتطم بجسد و ما إن ارتطم به حتى أخذ قلبه يدق بعنف عادت تلك الدقه مرة أخري ..ماذا به و لماذا يدق هكذا...اصبح قلبه يدق هكذا منذ أن رأى عيدا حينما يتشاجر معها و صفعته. 

أسند ذلك الجسد و قبل أن يعتذر رفع صاحب الجسد الهزيل رأسه و ما هي الا وعد و كانت تنظر بغضب إليه و تقول:-" انت في البيت أو في الشارع بتخبط في خلق الله كده...".

وليد وهو يريد استفزازها مثلما كان يفعل من قبل:-" وليه متقوليش أن في ناس بتتعمد تخبط فيا مش انا"

وعد بغضب:-" ليه تكونش مين انت ..توم كروز ولا اي"

وليد بضحك:-" لا و انت الصادقة انا وليد بتاع عيدا فاكراه"

اخذت يدق قلبها وهي تستمع إلى هذا اللقب فهي من كانت تقول ذلك حينما تراه يتحدث مع فتاة ما و تغار عليه لأنه وسيم للغاية وكانت جارتهم يتغزلون به أمام والدته و أمامها و كانت وجهها يتحول لونه الى الأحمر القاتم من شدت الغضب و كانت تذهب و تتشاجر معه و تقول أن لا أحد يتحدث معه غيرها و لا احد يستطيع المرح معه و الجلوس معه غيرها و تقول انه ملك لها وحدها وهو وسيم من اجلها ولا احد مثله ...

وعد بتلعثم :-" انت ...مش.."

وليد بضحك :-" ايه القطة اكلت لسانك ولا ايه يا عيدا "

ثم أكمل بوجع :-" انت ازاي اتغيرتي فين عيدا اللى ربتها فين خجلك فين كل ده ازاي بقيتي كده..؟!"

وعد بغضب:-" عيدا دي ماتت مش موجوده و انت اللى قتلتها بإيدك فاهم يا وليد باشا"

وليد بإستغراب :-" بسببي و وليد باشا ..امال فين ليدو اللى كنت بتقوليها على طول ها فين ...وايه هو اللى سببِ انا عملت ايه ولا قصدك على آخر مقابلة بينا قبل ما نعزل..وعد انت كنت صغيرة على الكلام اللى انت بتقوليه ده "

وعد بغضب:-" اه فعلًا ..بس انت يا برودك على اللى عملته بعديها ..."

قاطعت حديثها سناء وهي تتقدم منهم وتقول يتساءل:-" في اي مالكم مالك يا عيدا وايه اللى خرجك ..؟!"

وعد بإبتسامة:-" مفيش يا سوسو انا خرجت علشان انديكي و شوفت وليد و كنت بسأله عليك يا حبيبتي...يالا بقا لحسن البنات اللي جوا دي يخللوا او تلاقيهم بينموا على حد حرام بردوا يالا تعالي "

ثم اخذتها وعد و توجهت إلى جناح لورين و اخذوا الأربعة يتحدثوا و شعرت سلمي أن سناء طيبة حتى انها لم تفرق بينها و بين وعد و كانت تعاملها بلطف و تمرح معها ..اتي وقت العشاء و اخذوا يتناولونه بجو مليء بمرح و السعادة و لكن التزم وليد الصمت و هو يفكر في وعد و حديثها ماذا تقصد عن ما فعله.. ما الذي فعله لك تصبح هكذا ماذا فعل ..هل ما فعله هو رد فعله على حديثها اخر مره قابلها أو ماذا ولكن في ماذا اخطء في رد فعله ...

و بعد أن انتهوا استأذن عدي في أخذ وعد و سلمي لأن الوقت تأخر و يجب على سلمي الذهاب إلى منزلها ...ولم تتركهم سناء الا حين وعدها عدي أن يأتوا مره اخري...

و بعدما اوصل عدي سلمي إلى منزلها توجه الى منزله برفقة اخته التي كانت تلتزم الصمت طول الطريق و هذا عكس عادتها 

عدي يتساءل:-" اي يا عيدا مالك..؟! "

وعد بإبتسامة:-" مفيش يا عدي كويسه"

عدي :-" هو انا بردو مش عرفك ..ده انت على طول بترغي في الطريق و مش بيخلص من كلامك و انهاردة ساكته مش بالعادة"

وعد بغضب مصتنع :-" خلاص يا سيدي انا غلطانه هبقى ادوشك زي كل مره "

عدي بغمزة :-" اتودشي بس في اي شكل القلب دق و عمل فرح ولا اي "

وعد بغضب مصتنع:-" هاها ظريف يالا انت. كلكم بقيتوا ظرفة كده "

عدي بمشاكسه:-" يعني مفيش و مش نخلص منك"

وعد بضحك:-" لا مفيش وعلى قلبك يا خويا"

عدي بضحك:-" طيب بس لما الفرح هتيجي تقوليلي وعد"

وعد بضحك :-" وعد يا باشا ..يالا بقا بدل ما نتفهم غلط و عم عبده يعمل معانا الصح"

عدي بضحك :-" والله بكلم واحد صاحبي مش اختي أبدًا ..و كمان ياختي عم عبده شامله ما صدق يخلص مننا علشان منه حبيبة القلب"

أخذوا الاثنان يضحكون و بعدها توجهوا إلى المنزل و ما إن دلفوا حتى راوا منه و عبدالله يجلسون أمام التلفاز و يضحكون على شيء..

عدي بمزاح:-" انت قولت بردو شكلهم ما صدقوا نمشي و هاصوا هما"

عبدالله وهو يجاري ابنه في المزاح :-" اه و كنت بصراحه هقول ل سناء تاخدكم تباتوا عندهم علشان نرتاح منكم"

عدي وهو يصفق بكلتا يديه :-" انا قولت الراحل ده عايز يتبرا مننا محدش صدقني ..انا داخل انام تصبحوا على خير"

مني :-" مش هتاكلوا يا ولاد"

عدي :-" انتدا مش جعان اسألي الحاجه اللى واقفة تضحك دي "

وعد بضحك :-" ولا انا يا ماما انا هنام بردوا ..يالا تصبحوا على خير "

ذهبوا الاثنين و لكن قبل أن يدلفوا اللي غرفته قالوا في آن واحد:-" بلاش شقاوه مش عايزين نصحي على صوت تمام ..تمام"

و من ثم أغلقوا الباب حينما راوا عبدالله يهب من فوق الكنبه و يقول :-" تمشوا عيال ناقصه تربيه ... والله ماعرفت اربي "

ومن ثم وجه نظرة إلى تلك التي تضحك :-" بتضحك أهم ناموا و كله هيطلع عليكِ"

مني بضحك :-" الله وانا مالي ..."

ولكنها بترت كلماتها حينما حملها عبدالله بين يديه و يتوجه بها إلى غرفتهم:-" مش بتضحكي علشان تضحكي كويس يا حبيبتي"

منى وهي تحاول الوقوف على الأرض:-" عبدالله العيال .."

عبدالله وهو ينظر إليهاةبحب و لهفة :-" عيال مين يا روح عبدالله دول هيناموا بعض الهده بتاعت اليوم ..و كمان انا عايز حبيتي.. وحشاني"

و من ثم أخذ شفتيها في قبلة عميقة قبل أن تهم بالاعتراض و اخذوا ينعموا بجنتهم الخاصة بيهم ..

اما في غرفة وعد...

بعدما ابدلت ملابسها ..تسطحت فوق فراشها وهي تحاول النوم ..ولكن النوم يأتي بفارغ البال وهي تفكر في حب طفولتها فقط ...

اعتدلت فوق الفراش و جلست عليه واخذت تفكر في آخر مقابلة بينهم والتي هي السبب الرئيسي في تغيرها هكذا...


يتبع الفصل الخامس  اضغط هنا
google-playkhamsatmostaqltradent