Ads by Google X

حكايات أربع بنات الفصل الواحد والعشرون و22 - بقلم عفت بشندي

الصفحة الرئيسية
رواية حكايات اربع بنات الفصل الواحد والعشرون 21، والفصل الثاني والعشرون 22 بقلم الكاتبة عفت بشندي
رواية حكايات أربع بنات كاملة
رواية حكايات أربع بنات كاملة

رواية حكايات أربع بنات الفصل الواحد والعشرون 21

 جلس الجميع فى انتظار حضور شريف..
كان جاسر على غير عادته صامتا سارحا..
عصام محاولا كسر الصمت: نورتنا يا جاسر. ولو اننا كنا نتمنى الست عاليا تيجى معاك
جاسر بهدوء: معلش.. تعب عمار منعها.. الجايات اكتر باذن الله
عصام مربطا على ركبته: الف لا بأس عليه.. باذن الله دايما نتجمع ف الفرح
حنين غامزة لزهرة: إزإز.. ما تاخدى جاسر تفرجيه البلكونة
فهم كل من زهرة وجاسر ما ترمى اليه حنين.. فقاما سويا الى الشرفة..
عصام مشيرا لباتسى على حنين: شوفى.. اتعلمى.. مش انتى اللى منشفة ريقى
باتسى ببراءة مصطنعة: انا عملت حاجة يا ابيه
قبل ان يرد رن هاتفه برقم شريف.. رد مبتسما: شريف بيه.. اتأخرت ليه.. ايه حصل ايه
انتفضت حنين.. وانتظرت ما يقوله عصام بقلق..
ليكمل عصام: طب خلاص الله يعينك.. بس لينا مرة تيجى تتغدى معانا... اااه.. موجودة... حاضر هبلغها.. سلام
اغلق الخط لتقول حنين بسرعة: ايه فى ايه يا عصام
عصام ببساطة: دا شريف بيه بيقول جاله شغل وبيعتذر عن المجى
حنين بتعجب: شغل.. شغل ايه دا
عصام: معرفش.. بس صوته مضايق اوى..
حنين بضيق: وكان بيقولك تقولى حاجة؟
عصام متذكرا: اه.. بيقول انه مسافر كام يوم مش هييجى الشغل
جلست حنين تائهة.. ترى ماذا به.. واى عمل هذا الذى يتحدث عنه.. وكم سيغيب.. وهل ستستطيع تحمل غيابه..

فى الشرفة جلس جاسر صامتا.. تائها.. ينظر للبعيد
زهرة برقة: هو انا ينفع اسألك مالك
جاسر ناظرا لها: انتى ينفع تقولى كل اللى ييجى ف بالك
ابتسمت زهرة: طيب مالك.. انت مش طبيعى
جاسر بتفكير: هقولك.. بس هتفهمينى
زهرة برقة: اكيد.. ولو مافهمتش فهمنى.. مانا مراتك وقدرك بقى لو طلعت غبية
جاسر بابتسامة: انتى احلى حاجة حصلتلى ف حياتى
زهرة مدارية خجلها: طب يلا قولى بقى مالك
جاسر وقد تقلصت ملامحه: فاكرة لما حكيتلكم حكاية امى
زهرة متذكرة: ايوة طبعا فاكرة
جاسر بحزن: هى رجعت امبارح
زهرة ضامة حاجبيها: رجعت منين
جاسر موضحا: رجعتلنا.. انفصلت عن جوزها وجتلنا البيت
زهرة بترقب: طب ماهو دا كويس
نظر جاسر للبعيد مرة اخرى: لا مش كويس يا زهرة..
زهرة بعدم فهم: ازاى
جاسر بنفس الحالة: امى ماكانتش مشكلتها الاخيرة دى بس.. امى طول عمرها عايشة لنفسها.. ولا عمرها فكرت فيا ولا ف عاليا.. لا ف تعب ولا مذاكرة ولا تعليم ولا ااااى حاجة.. لدرجة من قسوتها احيانا كنت بفتكر انها مش امى
زهرة متسائلة: امال مين رباكم
ابتسم ابتسامة مريرة: الدادات.. هما اللى ربوا وعالجوا وعلموا.. عملوا كل حاجة.. وامى كان دورها بس انها تزعق فينا وتشتمنا وتبعدنا عنها باى شكل.. وتبعدنا كمان عن اى حاجة تسعدنا... واكتر دادة علمتنا وخلتنا نلتزم ونصلى وكانت حنينة اوى علينا.. طردتها لما شافت تعلقنا بيها
احست زهرة بمرارة كلماته.. فمدت يدها بتردد تربت على يده مواسية.. لتجد يده تحتضن يدها.. ويلتف لينظر لها: عارفة يا زهرة.. يوم حادثتك كنت حاسس انك ضايعة زيي.. ولما عرفت قصتك حسيت اننا دوا لبعض.. واتأكدت اما شوفت خوفك وحنيتك على اللى حواليكى.. وشوفت جواكى.. انتى عاملة زى القوقعة.. من برة قوية.. ومن جوة كائن رقيق ناعم... وعشان كدة حبيتك وقلت دى اللى هتدينى اللى محتاجة وهحس اللى محتاجاه وهقدمهولها.. دى اللى لما تخلف هتدى ولادها كل حنانها ورعايتها وحبها مش هترميهم زى ما اترمينا... حسيت فيكى قلب وروح الام اوى يا زهرة.. ونفسي تبقى امى واختى وبنتى وحبيبتى وصاحبتى وكل حاجة
ابتسمت زهرة بحب ولمعت عيناها بدموع الفرح: وانا كمان.. وافقت لما لقيتك فيك منى.. وحسيت بضعف كبير ووجع بتحاول تخبيه.. وقتها قلت لا.. لازم اساعده يتغلب على الالم دا.. وارجع ضحكته صافية قوية
جاسر بحزن مصطنع: يعنى صعبت عليكى بقى مش اكتر
كان يسحب يده منها لتضمها هى اكثر وتقول بسرعة: لا والله.. صعبت ايه
جاسر بخبث: امال ايه
زهرة وقد فهمت ما يريد: يعنى شوية شفقة على حبة احسان ومن قدم شئ بيداه التقاه
جاسر بعبث: مممم.. بقى كدة...طب ماحنا ممكن نشد الستارة ونقرب.. ونشوف حكاية الصعبنيات دى
وشد الستارة بالفعل واقترب منها ممسكا يدها لمنعها من الحركة
زهرة بخوف: جاسر.. عاوز ايه
جاسر بنظرات حاول جعلها شريرة قدر الامكان: هتعرفى دلوقتى
زهرة بتوسل: جاسر انا بهزر معاك.. اوعى يا جاسر
جاسر ببراءة مصطنعة: اوعى ايه.. مش قلتى بتشفقى عليا.. هخليكى تشفقى كويس
زهرة بقلق وهى تشد يدها منه: لا خلاص يا جاسر بقى.. ما تخوفنيش
جلس جاسر بجانبها.. ونظر فى عينيها بحنان: انا دورى امنع الخوف عن عنيكى وقلبك يا زهرة.. واوعى تخافى طول مانا عايش.. وصدقينى عمرى ما هعمل اى حاجة تخوفك او تقلقك.. او اى حاجة بدون رضاكى حتى لو ايه
هدأت زهرة وارتاحت يدها بين بيديه.. ليقترب منها ويقول: بس ليا عندك طلب
اشارت له برأسها برقة.. فقال وقد عاوده الحزن: خليكى معايا يا زهرة.. اوعى تسيبينى مهما حصل.. يمكن تكونى مش بتحبينى بس...
قاطعته واضعة اصابعها على فمه برقة.. وقالت هامسة: بحبك
لم تعرف كيف قالتها وبتلك التلقائية والسرعة والجرأة.. ولاول مرة منذ بداية اليوم يبتسم جاسر ابتسامة مشرقة.. حتى انها لم ترها على وجهه من قبل..

بقلم عفت بشندي

بعد ذهاب عصام وجاسر.. جلست زهرة حالمة مع باتسي وحنين.. لتناديهن شوق فيذهبن اليها..
شوق بضجر: ايه سايبنى لوحدى ليه.. مش كفاية مربوطة ف السرير
باتسي بسخرية: كفاية عليكى سي عصام ياختى
ابتسمت شوق: اه هو بالدنيا.. بس انتوا حبايبى بردو
ثم التفتت لزهرة وحنين: مالكم يا بنات
زهرة برقة: مالى.. مانا كويسة اهه
شوق بدهشة: قصدك سايحة ونايحة على نفسك ياختى
زهرة تمددت بجانبها: يعنى انت ما بتسيحيش تنيحيش على سي عصام
شوق عاوجة فمها للجهتين: بلا وكسة.. هى باسطا مديانى ياختى فرصة اتنفس
ثم التفتت لحنين: وانتى مالك كدة
باتسى وهى تجلس بجانبها على السرير هى الاخرى: اكيد قلقانة على شريف
شوق متذكرة: اه صحيح.. من وقتها وهى ساكتة
ثم التفتت لحنين: ايه يعنى عنده شغل.. مالك ما تدلقيش كدة
حنين بقلق: يا شوق انا شغالة معاه وعارفة شغله ولا فى سفر ولا مشاكل
شوق باهتمام: امال ايه هيأخره انه ييجى
حنين بقلق: مش عارفة
شوق مهدئة اياها: قال يا خبر انهاردة بفلوس بكرة يبقى ببلاش.. نامى وسيبيها على الله
دخلت بالفعل لتنام.. ولكن هيهات ان يصل النوم الى جفونها

مر اليوم التالى ثقيلا على حنين.. ولم يكن هناك الكثير من العمل.. لذا فقد استأذنت نورا وعادت للمنزل..
انتقل قلقها لهم جميعا.. خاصة حينما حاول عصام الاتصال به ليجد هاتفه مغلقا...
عصام بحماس: لو تحبى ادور على عنوانه واروح اشوف فيه ايه
زهرة بتفكير: ماهو ممكن يكون سافر فعلا لاى سبب..
باتسى بثقة: وممكم يكون بيختلى بنفسه عشان ياخد قرار
عصام بدهشة: ياخد قرار ف ايه
باتسى بعبث: انه يبقى ابيه.. يا ابيه
فهم عصام ما ترمى اليه.. ونظرت حنين ارضا بخجل.. بينما نظرت زهرة لباتسى بتوعد.. لتقول الاخيرة: ايه انا عملت ايه.. ما الامور واضحة يا إزإز
شوق بغيظ: حتى لو واضحة فيها ايه لو تتشكى ف لسانك وتسكتى
عصام معترضا: ايه يا جماعة هو انا غريب.. ولا غبى مش شايف
شوق بسرعة: لا عاش ولا كان اللى يقول كدة يا خويا
زهرة موضحة: يا عصام انت اخونا.. والطبيغى البنات ف المواقف دى تتكسف من اخواتها
دق الباب فى هذه اللحظة.. ذهبت حنين لتفتح الباب. فتدخل مديحة مندفعة: فين شوق.. طمنونى عليها
حنين بدهشة: مين حضرتك
مديحة: انا جارتها وزى اختها بالظبط
حنين مبتسمة: اهلا.. اتفضلى
ادخلتها حنين غرفة شوق لتندفع بسرعة نحوها: حبيبتى ياختى.. تنشك الايد اللى تقربلك بالاذى.. عاملة ايه دلوقتى يا غالية
شوق بتعجب: كويسة الحمدلله اتكتبلى عمر جديد
مديحة مربطة على قدمها: العمر كله ليكى يا نوارة الحتة..
ثم التفتت: العواف عليكم جميعا.. لا مؤاخذة اتلهيت ف شوق
زهرة بطيبة: ولا يهمك..
شوق مجاملة: شوفى ديحا تشرب ايه يا زهرة
التفتت لها مديحة تتفحصها من رأسها الى اسفل قدميها وتقول بلهجة غريبة: انتى بقى زهرة
اومأت زهرة بتعجب: ايه تعرفينى
مديحة بابتسامة متكلفة: لا اعرف انك حبيبة شوق
احيت كل من حنين وباتسى بالقلق من مديحة.. التى استطردت: مش عاوزة اتعبك.. بس دماغى واجعانى وعاوزة كوباية شاى
زهرة بقلق: حاضر
خرجت زهرة لتلتفت مديحة وتتصنع تفاجؤها بوجود عصام: ايه دا انت هنا يا سي عصام.. قلبى عندك ياخويا
عصام مجاملا: متشكرين
مديحة بلهجة عجيبة: الا كت فين ياخويا وسيبتها يجرالها اللى جرالها دا
عصام بغلظة: وانا لو كت موجود كان زمامه عايش على وش الدنيا.. دا خدنا على خوانة
مديحة موافقة اياه: اه والله.. وحتى شوق كانت جابته ارض
دخلت حنين بكوب الشاى: ربنا يجازيه.. بس هيتجاب بردو
توترت مديحة قليلا.. ولكن لم يخف توترها على عينى حنين وباتسى المتربصتين
مديحة محاولة اخفاء توترها: يتجاب ياختى.. ويحطوه وسط الشارع والرجالة يربوه قبل ما يتسجن
ثم وجهت حديثها لزهرة باهتمام: بس هيعرفوه ازاى
قالت حنين: من البصمات على صندوق النور لما فصله
مديحة بسرعة: بس دا الصندوق ورا العمارة وف الشارع برة ميت الف ايد تلمسه
باتسى مساعدة حنين: بس فى بصمة موجودة على الصندوق وعلى السكينة كمان
مديحة دون تركيز: ازاى الاتنين نفس البصمة.. وكمان تلاقيه لابس جاونتى
عصام بدهشة: وعرفتى منين
مديحة وقد احست انها اخطأت فقالت بتلعثم: سمعت ياخويا.. اهو الكلام مالى الشارع
اسرعت حنين تقول لعصام الذى بدأ الشك يتسرب الى نفسه: عصام بقولك جاسر اتصل عاوزك تكلمه ضرورى
واشارت له خفية ان يخرج.. خرج ليجد رسالة من حنين (ماتتكلمش مع ديحا واديها الامان)
اخذ نفسا عميقا.. ثم دخل مبتسما وقد اخذت الفتيات الثلاث يتحدثن معها باريحية كصديقة قديمة..
زهرة ضاحكة: تصدقى حبيتك يا ديحا.. عسل يا بت
حنين مبتسمة هى الاخرى: اه يا إزإز تحسيها مننا كدة
مديحة وقد استطاعوا ازالة توترها: والله وانتوا قعدتكوا ما يتشبعش منها
باتسى صائحة: بقولك ايه.. عاوزين نعمل حفلة بناتى حلاوة ان شوق خفت.. تيجى
مديحة ضاحكة: لو في رقص وفرح انا معاكم.. ما بحبش القعدات الاورديحى
باتسى ضاحكة: يخرب بيتك دانتى عسل.. طب راعى ان عصام هنا
ضحكت مديحة: وهو سي عصام غريب.. دا جوز شوق يعنى محرم.. هيهيههيهيهيه
ظللن يضحكن معها واخذن رقم هاتفها لتحديد موعد الحفل المزعوم.. ثم ودعنها على الباب معانقات بحرارة..
بعد نزولها جلسوا جميعا صامتين لفترة...
قطعت باتسى الصمت: يعنى دى اللى حاولت قتل شوق
عصام بغضب: ماسيبتونيش اقتلها ليه
حنين مهدئة: وتودى نفسك ف داهية ليه.. ما ناخد حقها بالقانون
زهرة بتفكير: بس مش هى
عصام بحدة: ازاى بقى ماهى باينة
زهرة بتركيز: اللى ضرب شوق حد قوى وقدر يكتفها ويضرب بقوة.. والبت دى اقصر واضعف منها
اكملت حنين: وكمان استغربت ان البصمة هى هى اللى على السكينة والصندوق
عصام بانفعال: قصدكم ايه
باتسى ببساطة: واضحة يا عصام.. اتنين اللى عملوا كدة مش واحد.. حد فصل النور.. وحد ضربها بالسكينة
شوق بحزن: اتنين.. اتنين عليكى يا شوق يا غلبانة.. طب انا عملتلها ايه دى عشان تبقى عاوزة تموتنى كدة..
باتسى متذكرة: مش هى دى اللى كانت بتشاغل عصام
شوق مؤكدة: اه هى.. بس قصدك حاولت تقتلنى عشان كدة
زهرة متسائلة: طب كان فى خلافات بينكم غير كدة
شوق بتفكير: اه.. بس حاجات عبيطة يعنى.. مش تخليها تموتنى يا زهرة
حنين بحسم: بصوا. زهرة هتكلم جاسر يشوف ظابط القسم هنا ويحكيله اللى فهمناه.. واحنا نجيبها بليل ونقررها..
عصام معترضا: ما اروح انا للظابط
زهرة: وانت تضمن انهم مش مراقبينك وعارفين بتعمل ايه.. خلينا ف الامان احسن يا عصام

صعدت كل من مريم وسارة لغرفة والدتهما يناء على طلبها.. ووجدتا حازم عندها
الام بغضب: فين اخوكم
مريم بلا مبالاة: هو عيل صغير هندور عليه
الام بغضب شديد: لما تتكلمى معاياةوعن اخوكى الكبير تتكلمى بادب
مريم بغضب هى الاخرى: ادب.. بعد ما يبقى عاوز يلم زبالة الشوارع تقولى ادب.. بعد ما مد ايده عليا تقولى ادب
الام بامتعاض: احمدى ربنا انه قلم...انا لو لسة بصحتى كنت دفنتك بايدى على كل حاجة بتعمليها من سنين
مريم بغباء: ليه.. ليه دايما انا وحشة وشريف باشا هو اللى على الحجر
الام مقاطعة: بالعكس.. انتى اللى دايما ع الحجر وادلعتى دلع سخيف نتيجته هدم تربيتك دى
سارة مهدئة امها: اهدى بس يا ماما صحتك
الام بانفعال: صحة ايه وانتوا بتاكلوا ف بعض كدة.. واحدة جواها غباوة وحقد وكره لكل اللى حواليها.. وواحدة مالهاش شخصية ومنقادة.. وواحد مكبر دماغه عن الدنيا كلها.. والكبير اللى شايل كل دا على دماغه وطالع عينه عشانكم مش عاوزينه يعيش براحته زيكم
سارة بدهشة: يعنى انتى موافقاه يا ماما يتجوز واحدة شغالة عنده
الام بصرامة: وانتى مالك
صدمت سارة لتكمل الام: وانا مالى.. كلنا مالنا.. دا راجل مش عيل صغير... هو حر وعارف بيعمل ايه... اللى يهمنى انى شوفت ف عينيه سعادة عمرى ما شوفتها قبل كدة.. ومادام سعيد يبقى نسيبه بحريته
مريم بسخرية: سعادة ف عينيه؟ هو دا المهم
الام بتصميم: ايوة هو المهم
سارة وهى تكاد تبكى: طب واحنا.. واجوازنا وشكلنا ادامهم وادام عيلتهم
الام بهدوء: طظ
سارة بدهشة: طظ؟
الام بنفس الهدوء: ايوة طظ...طظ ف اى حد يتدخل ف اللى ما يخصوش.. عيلة اجوازكم مالهم بشريف وجوازه
مريم بتعالٍ: ليهم انهم من اكبر عائلات مصر. وما بناسبوش الا اللى ف مستواهم.. ابنك هيقلل مننا ونبقى مش من مستواهم
الام: بردو طظ.. انتوا اتجوزتوهم وخلاص.. واصلا انتوا يا بنات صممتوا تتجوزوا زى ما يعجبكم...عاوزين الراجل ما يتجوزش اللى عاوزها
مريم بهدوء: خلاص يا ماما.. يتجوز اللى يحبها.. بس يدينا حقنا ف كل الميراث وكل واحد بقى يبقى ف حاله
الام بصدمة: كل واحد يبقى ف حاله.. عاوزة تخسرى اخوكى عشان الفلوس
مريم رافعة حاجبها: دا حقى.. وحضرتك طلبتى مننا ما نقسمش حاجة وقت الوفاة عشان الدنيا ما تقعش اكتر ماهى واقعة... اهى وقفت تانى.. نقسم وكل واحد ياخد نصيبه ويادار ما دخلك شر.. ويتجوز بقى ما يتجوزش ما يفرقش معايا
الام بسخرية: يعنى مش عشان اسم العيلة
مريم بعند: لا عشانها.. بس لو عرفوا هقولهم ساعتها انى قاطعته ومليش علاقة بيه
الام بتفكير: ولو قلت لا
مريم بتصميم: هرفع قضية تقسيم.. وحجر على شريف.. وادامه يومين ويرد عليا.. ويا ريت محدش يطلبنى تانى الا لو وصلتوا لحل.. يلا يا سارة
ترددت سارة بين الذهاب مع مريم او المكوث مع امها.. ولكن حين نادتها مريم للمرة الثانية خرجت مهرولة
الام ودموعها تسيل: يا ريتنى ما خلفتك يا مريم
حازم ضاما اياها: اهدى بس يا ماما
الام باكية: تهدى ايه وانتوا بتاكلوا ف بعض.. وانت سايب اخوك يواجه الموج لوحده
حازم بدهشة: مين قال كدة.. انا مع شريف.. يتجوز اللى يحبها
الام: وليه ماتكلمتش ادامهم
حازم بعقل: لان الكلام معاهم مالوش جدوى.. مريم جوزها عاملها غسيل مخ.. وهى عاملة لسارة غسيل مخ.. يبقى اتكلم ليه
الام بتعجب من عقله: طب والحل
حازم بهدوء: الحل يعمل اللى يعجبه.. وانا معاه لو رفعوا قضية..

فى الصباح التالى كانت زهرة تلملم منتجاتها التى ستنزل بها المعرض فى النادى الشهير.. واتى جاسر واخذها وحنين الى هناك.. وفوجئت زهرة بفخامة المعرض وضخامته
زهرة لجاسر: ايه الجمال دا.. بجد عاليا دى جميلة اوى
جاسر مبتسما: يلا اثبتى نفسك وعاوز شغلك يتنسف نسف
زهرة بقوة: هيحصل
جاسر ناظرا فى ساعته: طب انا عندى مشوار ساعتين اوصلكم دلوقتى ولا تستنونى اخلصه واجيلكم
زهرة: لا ادامى كتير روح مشوارك وهنروح احنا ف تاكسي
جاسر بحسم: هتروحى معايا.. خلصوا ورنولى.. سلام
تركهما جاسر وذهب.. وبعدها مر احدهم ليرى الفتاتين ويصدم.. ثم ينادى احد الرجال.. واشار لهما: شايف البنتين دول.. تعرفلى بيعملوا ايه هنا بالظبط وتيجى تقولى
- حاضر يا باشا
فيقول بشراسة فى نفسه: والله وجيتى لقضاكى

الفصل الثاني والعشرون "22" من رواية حكايات أربع بنات

اتى جاسر لاخذ زهرة وحنين.. وفى الطريق اخبرهما باتصاله احد الضباط وترتيب كل شئ..
فى المساء اتصلت حنين بمديحة.. متحججة بانها تسألها عن شئ تبيعه.. وظلتا تتحدثان كثيرا.. ثم قالت حنين: طب لو عندك حاجة تعالى ورينا.. واهو نفرفش شوق سوا
مديحة بضحكة رقيعة: هيهيهي.. كفاية عليها عصام مفرفشها
حنين بهمس: اسكتى ماهم متخانقين والدنيا والعة بينهم.. ومشى من امبارح ولا اتصل حتى
مديحة بلهفة: متخانقين.. ليه
حنين بسرعة: بقولك ايه مديرى بيكلمنى.. مش انتى جاية لما تيجى احكيلك.. سلام
اغلقت الخط ونظرت لهم بثقة: جاية

جلست سالى بجوار عاليا: هو انتوا هتفضلوا مقموصين كدة كتير
لم ترد عاليا...
سالى جاذبة اياها: يعنى دا جزاتى انى عاوزة لاخوكى احسن حاجة
عاليا بضيق: هو حر يا ماما.. سيبيه يختار
سالى بتفكير: عى البنت كويسة يعنى
اعتدلت عاليا: كويسة اوى.. وطيبة ومحترمة ومتدينة
ابتسمت سالى: لو زى ما بتقولى يبقى مفيش مشكلة.. ونلبسها ونعلمها ونخليها سيدة مجتمع
عاليا بفرحة: بجد يا ماما.. بجد موافقة
سالى بطيبة: يا بنتى وانا هعوز ايه غير سعادتكم.. ولو مش مصدقة هاتى عنوانها واروحلها بنفسي اتعرف عليها
قبلتها عاليا بسعادة.. وقالت لها العنوان.. لتدخل سالى غرفتها وتجرى مكالمة: ايوة.. فى عنوان بعتهولك فيه بنت اسمها زهرة.. عاوزة تاريخ حياتها من يوم ولادتها.. لا.. قبل ما انام انهاردة تكون المعلومات دى عندى.. مفهوم

اتت مديحة واستقبلتها الفتيات بالضحكات والقفشات...
مديحة ضاحكة: يا لهوى دانتوا عسل.. وانا الىى كنت بقول ناس تنكة ومناخيرها فوق
حنين باريحية: لا والله داحنا حبيناكى اوى.. وشوق مستنياكى على نار
دخلت لشوق محدثة حنين: وانا حبيتكم والله و......
قطعت حديثها حين دخلت لتجد عصام وجاسر ومعه ضابطان.. تامر وضابط آخر و3 عساكر
مديحة بصدمة عائدة للخلف: ايه دا.. هو فى ايه
جذبها الضابط الآخر من ملابسها: فى جريمة قتل يا روح امك
صاحت مديحة: قتل.. قتل ايه.. ومين اتقتل
الضابط: انتى متهمة بمحاولة قتل شوق عبد القادر.. وبالدليل
صرخت مديحة: دليل ايه يا بيه.. واجهنى بيه
الضابط بثقة: الكاميرات جابتك وانتى بتفصلى الكهربا من ورا للعمارة
لطمت خديها: هار اسوح.. كامارات ايه.. هو فى ف الحارة دى كامارات
الضابط بحدة: طبعا امال فاكرة هتفلتى بعملتك
صرخت مديحة: عملة ايه.. ما قتلتش.. وهو انا اقدر عليها
الضابط مشيرا لاحد العساكر: ما يخصناش...انتى فصلتى الكهربا تبقى انتى اللى حاولتى تقتليها.. خدها يا جمعة
سقطت مديحة ارضا بتوسل: ابوس ايدك اسمعنى يا حضرت الظابط..
الضابط بصرامة: اسمع ايه.. فصلتى الكهربا ولا ما فصلتيهاش.. انطقى
مديحة بانهيار: هنطق اهه.. اه فصلتها..
ثم اردفت بسرعة: بس والله ما قربت ناحية شوق
مال عليها الضابط: امال مين
ترردت مديحة.. فاشار الضابط للعسكرى...لتحسم ترددها: لا استنى... مسعود.. مسعود يا بيه اللى حاول يقتلها
صدم الجميع ليقول عصام بحدة: مسعود ايه.. دا ساب الشارع من وقت الخناقة
شوق ولا تزال مصدومة: وايه لم الشامى ع المغربى
مديحة ورأسها منكسة ارضا: انا ومسعود.. يعنى.. كنا حبايب كدة..
تساءلت باتسى: حبايب يعنى ايه
اجابت مديحة وسط بكائها: يعنى.. بنقعد سوا.. سهرة حلوة.. اكلة.. مش هقول اكتر من كدة
الضابط بحدة: كملى
استطردت مديحة: لما عرفت ان عصام هيتجوز شوق.. وانا كان عينة منه... اتغاظت من شوق.. وبعدها عرفت انهم اتسببوا ف طرده م الشارع كله.. اتصلت بيه وطلبت اقابله

فلاااااش

مديحة بسخرية: بقى شوف قلبت الناس عليك وخلت منظرك عار كدة وهتسكت
مسعود بغل: ومين قالك انى هسكت..
اكملت مديحة سخريتها: وهتعمل ايه يا سبع البرمبة..
مسعود بغضب: انتى فرحانة فيا يا بت ولا ايه
اقتربت منه مديحة: فرحانة ايه.. دانا صعبان عليا منظرك بعد ما ست تمسح بيك الشارع وترميك براه زى الخيشة المقطعة
مسعود بكره شديد: مانا ناويلها على نصيبة
مديحة بلهفة: نصيبة ايه
مسعود شارحا: لفة بودرة تترمى عندها واخلص منها 25 سنة مرتاح دا اذا ما عدموهاش
مديحة بسخرية واضعها اصبعها على خدها: ياخيبتك.. وعاملى بتفهم...دا الكامارات مالية الشارع والسوبر ماركو بتاعها.. دانت اللى هتلبس النصيبة مش هى
مسعود بتفكير: خلاص ارمها ف عربية عام واحرق قلبها
شهقت مديحة: وهو ذنبه ايه الراجل
مسعود بقرف: ايه يا بت هو حلى ف عنيكى.. ما بتشبعيش
مديحة بغنج: اه حلى ف عنيا.. زى مانت عينك م البت زهرة..
ثم اقتربت بدلال: غيران ولا ايه
مسعود عاوجا فمه: لا ياختى.. اشربيه.. انا ف بنت الكلب التانية اللى حرقت دمى
مديحة باغراء: طب واللى يقولك الحل
مسعود بلهفة: قولى وخدى اللى انتى عاوزاه
مديحة بصوت كالفحيح: هى بتروح العمارة اللى فيها البنات كتير.. ودى مدخلها فى حتة لجوة كدة.. وصندوق كهربتها من ورا.. حد يفصلهولك وتكون مستخبى ف الزنقور دا.. تخرج وتعلم عليها.. تشوهها ف وشها.. تعملها عاهة.. انت وراحتك بقى..
مسعود بشراسة: لا.. انا اخلص منها نهائى واخلص

باااااااك

الظابط بسخرية: وطبعا خلاكى انتى تفصلى الكهربا عشان يضمن ما تبلغيش عليه
صدمت مديحة لحقيقة ما قاله.. واومأت برأسها.. ليشير الضابط للعسكرى ان يأخذها.. فيلبسها الكلبشات المعدنية وهى تنتحب نادمة...
وينصرف الضابطان والعساكر بعدما شكر جاسر ومعه عصام.. صديقه تامر على وقوفه بجانبهم..
ويدخلان ليجدا شوق تنتحب بين يدى حنين.. فيسرع اليها عصام: مالك فى ايه
حنين بحزن: مصدومة طبعا
عصام بخوف: خلاص كابوس وخلص.. ما تعيكيش جرحك لسة حى
شوث وسط نحيبها: اتنين يتفقوا عليا.. عليا انا.. عاوزين يخلصوا منى.. ليه.. دانا اغلب م الغلب
اشارت باتسى لعصام ان يقترب من شوق ويضمها..
اقترب بالفعل.. واخذها بحنان بين يديه...ليزيد نحيبها بين ذراعيه...
فيشير جاسر لهن جميعا كى يتركوهما.. فخرجوا جميعا.. لترتمى زهرة على اقرب اريكة: ياااه...هو فى ناس بالشر دا
جاسر باسف: للاسف فى يا زهرة.. واشر من كدة كمان.. انتوا بس اللى طيبين
ثم اراد ان يخرج مما هن فيه.. فقال مشيرا لباتسى: ماعدا البت دى
صدمت باتسى: انا.. انا مش طيبين زيهم
ابتسمت حنين صامتة.. وساعدته زهرة وقالت بجدية: فعلا يا جاسر
باتسى بغيظ: بقى كدة.. طب اللى لسة مشاورة لعصام عشان يقرب من شوق
زهرة ضاحكة: اهو اول مرة تعملى حاجة عدلة بصراحة..
قامت باتسى بنظرة شريرة: اما اقوم انكد عليهم بقى.. كفاية حييييح لغاية كدة

مرت الليلة طويلة على حنين.. ها هى لا تعرف شيئا عن شريف منذ يومين.. هل سيأتى غدا...وان لم يأت كيف يمكنها ان تطمئن عليه..

قامت من سريرها صباحا خاملة.. ارتدت ملابسها وقبل ان تصل للباب وجدت زهرة تناديها.. التفتت لها
زهرة مبتسمة: صباح الخير حبيبتى
حنين محاولة الابتسام: صباح النور
زهرة بحماس: هتجيلى انهاردة ف المعرض بعد ما تخلصى
حنين وقد باءت محاولتها بالفشل: هحاول
احتضنتها زهرة بحنان: حاسة بيكى حبيبتى.. بس تفاءلى خير
خانت العبرات حنين لتنسال على خديها: هتجنن يا زهرة.. وقلبى واجعني.. دا حتى ما حاولش يكلمنى
زهرة ضامة خدى حنين: هتطمنى.. وهتفرحى.. عشان قلبك ما يستاهلش الا الفرحة
احتضنتها حنين باكية: مش عارفة من غيرك كنت هعمل ايه
باتسى خلفها: من غيرها بس
استدارت حنين مبتسمة وهى تمسح دموعها: وانتى كمان.. بس بحس زهرة اختى توءمتى.. شبهى.. ملامحى.. انما انتى الشقية الصغننة اللى ماقدرش اتخيل حياتى من غير شقاوتها ولماضتها ومشاكستها معايا
ابتسمت باتسى بحب واحتضنتها: وانا بحبك اوى.. وزعلانة انك مضايقة.. ونفسي لو اقدر اشيل اى زعل من قلبك
زهرة بتعجب: من امتى الحنية دى يا باتسى
باتسى بتعالٍ: من زمان بس بتقل عليكم
شوق من الداخل: قسمتوا نفسكوا ونسيتونى
ادخلت باتسى رأسها: كفاية عليكى سي عصام اللى نمتى ف حضنه يا هانم.. حصل ولا ما حصلش
شوق مدافعة عن نفسها: والله ما حسيت بنفسي
باتسى بغضب: استغفر الله.. اهه مرة وثقت فيكى شوفى حصل ايه
نظرت شوق ارضا بخجل
خبطت زهرة باتسى على رأسها: يا بت بس سيبيها تفرح
حنين مبتسمة: انتى اختنا الكبيرة.. السند يا شوشو.. اللى قايمة بدور الاخت والام وبتتعب عشاننا.. وهى صغننة وزى القمر
شوق بحب: يسلم لسانك يا ست البنات.. ويفرح قلبك ويسعدك مع سي شريف يا رب
عوجت باتسى فمها: اوه ماى جاد.. هو شريف كمان خد لقب سي شريف.. وطبعا جاسر كمان
حنين ماسحة عبراتها: هنزل احسن اتأخر
ثم اقتربت من الباب وفتحته.. لتلتفت لهن مرة اخرى: ادعولى

وقت الظهيرة.. دق باب الشقة.. فتحت باتسى لتجد سيدة فى نهاية الاربعينات.. وجهها يمتلئ بالمساحيق التى تدارى خطوط الزمن ولكن كشفتها عينا باتسى المتفصحة..
السيدة: دى شقة زهرة
باتسى بتساؤل: ايوة.. مين حضرتك
السيدة بتعالٍ: قولياها سالى هانم
ادخلتها باتسى لغرفة الاستقبال.. ودقت باب زهرة والتى كانت قد ارتدت ملابسها استعدادا للذهاب للمعرض
باتسى هامسة: تعالى ست شكلها هستك كدة عاوزاكى
زهرة بتعجب: هستك يعنى ايه.. وعاوزانى ف ايه
باتسى ماطة شفتيها: الله اعلم.. تعالى شوفيها
دخلت زهرة بترقب.. لتجد سالى جالسة واضعة ساقا فوق الاخرى..
سالى متأملة اياها من رأسها حتى اخمص قدميها: انتى بقى.... زهرة
زهرة متعجبة: ايوة انا.. مين حضرتك
قالت سالى بسخرية: حماتك...تخيلى
ابتسمت زهرة بفرحة وقالت مرحبة: اهلا بحضرتك.. نورتينا.. تشربى ايه
سالى بترفع: شكرا.. مش عاوزة حاجة
زهرة بتصميم: لا ازاى.. لازم.. تشربى شاى قهوة نسكافيه حاجة ساقعة
سالى باختصار: اى حاجة ساقعة
نادت زهرة: باتسى.. حاجة ساقعة لو سمحتى
سالى متسائلة: اختك
زهرة مبتسمة: لا صاحبتى
سالى وكأنها تتذكر: ااااه صح... انتى مالكيش اخوات غير واحد بس.. ومسافر
خفت ابتسامة زهرة واومأت برأسها
فاكملت سالى بلهجة تحمل صيغة التقليل: بس باباكى متجوز وعنده ولاد.. ايه ماتعرفيهمش
ثم مالت عليها قبل ان تجيب: ومامتك ما خلفتش من كل جوازاتها دى
زهرة بحدة: حضرتك تقصدى ايه
سالى بقوة: قصدى واضح.. مش محتاج كلام.. تبعدى عن جاسر
زهرة باستنكار: ابعد عن جوزى
دخلت باتسي متفحصة فيهما.. تعطيها الصينية: إزإز اتفضلى
اخذت منها زهرة الصينية ووضعتها على الطاولة..
سالى رافعة حاجبها: اهى صاحبتك ردت عليكى.. اسمك أزأز.. از از وارمى.. دا اخرك.. تسالى.. انما جواز.. ومن واحد زى جاسر.. ما ينفعش طبعا
احتدت عليها زهرة: جاسر مش صغير.. وهو اختار..
سالى بسخرية: لعبة عجبته.. خصوصا وانا مش موجودة معاه ما عرفش يتصرف صح
زهرة بغضب: وهو بنات الناس لعبة عندكم
ضحكت سالى باستهزاء: بنات ايه.. الناس.. انهى ناس... وانتى لو ليكى ناس كنتى عيشتى بطولك واللى شهد على جوازك مش قريبك
صمتت زهرة بخزى وان تزاهرت بالقوة.. لتكمل سالى: انا عارفة ان جاسر بالنسبالك صيدة كبيرة صعب تخسريها.. عشان كدة شوفى تاخدى كام وتبعدى.. ولو كنتى غلطتى معاه اهو كتب عليكى وسترك
دخلت باتسى بغضب هاتفة: انتى اتجننتى سا ست انتى...ايه اللى بتقوليه دا
زهرة موقفة اياها: باتسى اسكتى
صاحت باتسى: اسكت ايه وهى جاية بيتك تطول لسانك عليكى
زهرة بصرامة: قلتلك بس
سكتت باتسى بغضب.. والتفتت زهرة لسالى: متشكرة لحضرتك.. ورغم انى مليش ناس بس اخلاقى ما تسمحليش ارد عليكى.. وكل اللى هقولهولك ان اللى قلتيه دا قذف محصنات وعقاب ربنا كبير عليه
سالى بغضب: ما فاضلش غير واحدة زيك تعلمنى اقول ايه وماقولش ايه
اعطتها زهرة ظهرها وقالت منهية المقابلة بقوة: نورتينا
اخذت سالى شنطتها.. وعلى الباب قالت: هسيبك تفكرى.. وعرضى مفتوح.. ولو اترفض هتشوفى وش تانى انتى مش اده..
ثم اردفت بسخرية: يا بنت الناس
ثم خرجت صافعة الباب خلفها...
سقطت زهرة على الكرسي باكية لتجرى عليها باتسى تضمها.. وتتفاجآ بشوق تتسند على الحائط حتى اتت اليها..وضمتها هى الاخرى..
شوق بغيظ: حظها حلو بنت المبقعة دى.. لو كنت بصحتى كنت سحلتها تحت رجلى
باتسى بغضب: ما سيبتينيش عليها ليه يا زهرة كنت بعزقت كرامتها ومالقتش ليها قطع غيار
زهرة منتحبة: لانها ام جاسر مهما كان.. بس عاوزة افهم انا هفضل لامتى اتهان واتعاقب على حاجة ما عملتهاش
ضمتها شوق وقالت بحماس: دى غبية.. لو عرفتك كانت شالت مداسك على راسها
باتسى بجدية: جاسر لازم يعرف اللى حصل دا ويلم مامته
شوق بقلق: هتقوليله يا زهرة
مسحت زهرة دموعها.. وظهرت القوة على وجهها: هفكر واشوف.. ودلوقتى هروح المعرض.. مستقبلى اهم من اى حاجة

كانت كل دقيقة تمر تصيب حنين بخيبة الامل.. ولم تستطع التركيز طوال اليوم.. حتى ان نورا لاحظت ذلك ولم تضلعها بالكثير من العمل..
وسط النهار ذهبت للصلاة.. واطالت فيها باكية.. ودعت ربها كثيرا ان يريح قلبها..
عادت لمكتبها لتفاجأ بمكتبه مفتوحا..
دخلت بسرعة لتجد نورا تأخذ اوراقا قد وقعها.. وخرجت..
ظلت حنين تنظر اليه باشتياق دون ان يراها.. وتحقق حدسها حين رأت لحيته التى طالت والهالات السوداء حول عينيه..
انتبه لوجودها ليقف سريعا ناظرا لها طويلا باشتياق هو الآخر.. ويرى علامات البكاء البادية على عينيها..
تمالكت حنين نفسها بصعوبة: حمدلله على سلامة حضرتك
شريف بجمود: الله يسلمك
لم تستطع حنين تمالك نفسها.. فقالت بلهفة: كنت فين قلقنا عليك
استدار شريف مكملا جموده: شغل.. اكيد شغل.. مانا قلت لعصام
حنين بتعجب: شغل ايه.. الشغل ماشي كويس
شريف بلهجة بدت حادة رغما عنه: مش كل الشغل تعرفيه
ابتلعت حنين حدته وقالت بقلق: شكلك تعبان جدا.. مالك
شريف بعملية: فى جديد ف الشغل
فوجئت برده مرة اخرى.. فقالت باحراج: اسفة.. عن اذنك
وقبل ان تخرج لتنهار.. ناداها: حنين
وقفت بجمود كيلا تنزل عبراتها: نعم
شريف معتذرا: انا اسف..
استدارت له بعيون معاتبة وتركت لدموعها العنان.. ليقول بضيق من نفسه: ما تعيطيش.. انا اعتذرتلك.. ارجوكى كفاية
حنين باكية: انا مش فاهمة حاجة...
شريف باختصار: مفيش حاجة تتفهم يا حنين
حنين بسرعة: لا فى.. فى كتير اوى..
لم يستطع مواجهة عينيها فاستدار ساندا على المكتب مغمضا عينيه بالم: فى يا حنين.. فى كتير.. بس مش قادر ولا عارف اتكلم
اقتربت منه برقة: طب جرب.. يوضع سره ف اضعف خلقه.. يمكن اقدر اساعدك.. قولى مالك
استدار لها بغتة ليقول: فى انى بحبك يا حنين
google-playkhamsatmostaqltradent