Ads by Google X

حكايات أربع بنات البارت 17 و18 - بقلم عفت بشندي

الصفحة الرئيسية
رواية حكايات اربع بنات بقلم عفت بشندي الفصل الفصل السابع عشر 17 والفصل الثامن عشر 18
رواية حكايات أربع بنات كاملة
رواية حكايات أربع بنات كاملة

رواية حكايات أربع بنات الفصل السابع عشر "17"

تأخرت شوق.. فقالت زهرة بتوتر: تأخير شوق مش طبيعى يا بنات
باتسي محاولة تقليل توترها: يمكن خايفة من التمرين
امسكت حنين هاتفها: هتصل بيها استعجلها
رن الهاتف دون رد..
حنين بتعجب: غريبة
باتسى بترقب: رنى تانى.. انا سامعة رنته
حنين محاولة نزع القلق الذى دخل قلبها: تلاقيه وقع منها وبتدور عليه وعشان كدة اتأخرت
امسكت زهرة باسدالها ترتديه: انا هنزل اشوفها
لتحصلها حنين: وانا معاكى
فتحتا الباب ليجدا نور السلم مطفأ..
زهرة بخوف: انا حاسة بحاجة مش طبيعية
باتسى برعشة: وانا كمان
اشعلت حنين كشاف هاتفها.. وفعلت مثلها زهرة وباتسي.. ونزلن السلم.. لتطلق باتسى صرخة هائلة: شووووق
لتنظر الفتاتان وتطلقان الصرخات.. ويتجمع اهل الحى..

عصام مع عماد.. ينتظران ولادة ام عبدالله.. لكنه سارح..
عماد مناديا: عصام.. يا عصام
افاق عصام: ايوة يا عماد فى ايه
عماد بتعجب: مالك عمال اناديك ولا انت هنا
عصام محاولا الابتسام: ابدا ياخويا انا زى الفل
عماد: لا بجد فيك ايه
عصام بتوتر: قلقان
عماد بدهشة: من ايه
عصام سارحا: مش عارف قلبى مقبوض وواجعنى كدة
عماد خائفا: ايه يا جدع ما تقلقنيش.. ما ام عبدالله مش اول مرة تولد
عصام نافيا: لا لا.. مش ام عبدالله..
عماد بتعجب: امال ايه
عصام موجها نظره للبعيد: مش عارف

كانت الفتيات الثلاث ينتحبن محاولات انعاش شوق.. ولكن مكان السكين وكمية الدم لا ينذران بالخير..
باتسي محاولة تمالك نفسها: احنا هنسيبها تضيع كدة.. كلمى الاسعاف يا حنين.. ننقلها مستشفى.. نعمل اى حاجة
وانخرطت فى البكاء مرة اخرى
حاولت حنين ان تتصل بالاسعاف لكن ارتعاد جسدها ودموعها حالت دون ان تدق الرقم.. لتأخذه باتسي وتتصل بالاسعاف..
اما زهرة فقد فكرت واتصلت بجاسر.. زهرة منتحبة بمجرد رده: الحقنى يا جاسر.. شوق بتموت
جاسر دون تردد: انا جاى حالا
زهرة بنفس منقطع من البكاء: عاوزة اسعاف بسرعة
جاسر: حاضر
احد الحاضرين: يا جماعة لازم نكلم البوليس.. دى جريمة قتل
اومأت زهرة واتصلت بجاسر مرة اخرى: جاسر.. لازم بوليس.. دى جريمة قتل
جاسر بصدمة: قتل.. طب هتصرف.. اهدى بس
قال آخر: حد معاه رقم عصام.. لازم يعرف
دارت عينا باتسى الملتهبتين من البكاء فى المكان: طب هى تليفونها فين
وجده احد الحاضرين واعطاه لها.. اتصلت وهى ترتعد ليرد عصام بلهفة: فيكى حاجة يا ست الناس
لتنهار باتسى باكية..
عصام بخوف: ايه دا.. فى ايه.. يا شوق.. شوق
التقتت حنين الهاتف: ايوة يا عصام.. شوق...
عصام برعب: مالها شوق.. فى ايه
حنين بانهيار: اتقتلت
ليصرخ عصام صرخة هزت ارجاء المشفى: شوووووووووق

بقلم عفت بشندي

فى دقائق كانت سرينة الشرطة تصدح فى المكان.. وتلتها سيارة اسعاف معها سيارة جاسر.. والذى صدم من المنظر..
الضابط: محدش يلمس حاجة
حنين من خلال دموعها: فى حد فاصل نور المدخل ومارضتش اخلى حد يقربله
اخذ رجال الشرطة اجراءاتهم.. ثم نقلوا شوق الى سيارة الاسعاف.. وركبت معها حنين.. اما زهرة وباتسى فركبتا مع جاسر..
وقبل ان يتحركوا كان عصام قد اتى.. ليحاول فتح باب الاسعاف بعنف.. فيشده جاسر ويطلب من عامل الاسعاف فتحه.. فيصعد معها عصام.. الذى يصرخ حين يراها: شووووق.. مين عمل فيكى كدة..
يلتفت لحنين: مين عمل فيها كدة.. حد يفهمنى.. حد يقول حاجة
تنتحب حنين دون كلمة.. ويظل عصام طوال الطريق يحاول افاقتها..

وصلوا المستشفى لتدخل الطوارئ.. ويأمر الطبيب بدخولها العمليات فورا..

وقفت الفتيات الثلاث يكدن يقعن وتنقطع انفاسهن من البكاء.. اما عصام هينتظر امام العمليات ودموعه تهطل دون صوت وكأن عمره زاد عشر سنوات..
اما جاسر فقد كان يتصرف بعمليته المعهودة.. فاتى بكراسي للفتيات وقعن عليها من التعب.. ورفض عصام تماما التحرك او الحديث
خرج الطبيب ليتعلق به عصام ويجرى عليه الجميع.. ولكن مظهره لا يوحى بالخير..
عصام بجمود: ايه.. اوعى تقولى ماتت
الطبيب باسف: لا.. بس الحالة حرجة جدا.. نزفت دم كتير والطعنة ف مكان صعب اوى
عصام كاشفا ذراعه: دمى كله تحت امرك
الطبيب مهدئا: طب اتفضل معايا نشوف التحليل لان دمها فصيلته نادرة
حنين متوسلة: واحنا كمان يا دكتور اعملنا كلنا.. وخد اللى انت عاوزه المهم تعيش
الطبيب: طب اتفضلوا معايا
دخلوا جميعا لعمل التحليل.. وفى الانتظار انفرد جاسر بالفتيات الثلاث: اعتقد اللى بتعملوه دا مش هيجيب نتيجة.. عيطتوا وزعلوا واتصدمتوا.. ممكن بقى تتفضلوا تدخلوا المسجد تصلوا ونقرا كلنا سورة البقرة ويس.. عشان ربنا يشفيها
استجبن وصلين جماعة.. ثم امسكت كل منهن مصحفا وجلسن يقرأن..
كانت نتيجة التحليل عدم ملاءمة اى منهم لدم شوق.. عدا جاسر.. والذى دخل فورا وتبرع لها بكمية كبيرة.. رغم اعتراض الطبيب على تلك الكمية.. لكنه صمم ان يأخذوا ما يخرجها من الخطر..
بعد امدادها بالدماء.. دخلت العناية الفائقة..
كانت الفتيات الثلاث ينظرن لها بغير تصديق.. هل هذه شوق التى كانت مشرقة مبتهجة منذ ساعات.. والتى كانت تشع حبا وسعادة.. والتى كان صوتها وروحها يملآن الدنيا حولهن..
هل يمكن ان يفقدوها.. ان يفقدوا تلك النقية التى عاملتهم بحب لم يعاملهم به ذووهم.. واعطتهم الدفء والاحساس بالاسرة وترابطها.. والتى بشهامتها وجدعنتها التى تفوق الرجال اعطتهم احساسا بالامان وان لهم ظهرا وسندا...

اتى النهار وهم على وقفتهم امام العناية.. كل فى عالمه..
اصعبهم حالا عصام.. والذى كانت تمر امام عينيه كل لحظة جمعته بشوق.. ابتسامتها.. خجلها.. مساندتها.. نظرات الحب الصادقة له.. آمالهما ببيت يضمهما وابناء يسعدان بهم..
فجأة.. اصدرت الاجهزة صفارات قوية.. تدل على توقف القلب..

قامت ترتدى ملابسها: لا انت مش على عادتك انهاردة.. مالك يا راجل
- مالى مانا كويس
- هيهيهي.. عليا انا
- واحد لسة قاتل تفتكرى يعنى هيبقى كويس
- اااه.. تبقى كويس.. خلصت من بلوة.. دانت المفروض تبقى اخر مزاج
نفث سيجارته: لما تدفن

جرى طبيبان وبعض المساعدين سريعا.. وبدأوا عمل صدمات كهربائية لانعاش القلب مرة اخرى..
كانت انفاسهم جميعا متوقفة.. حتى عاد القلب للعمل مرة اخرى..
عصام بعصبية للطبيب: هو مش قلتوا محتاجة دم وصفيتوا دم الراجل.. ايه اللى جرى ما قامتش ليه.. وايه اللى حصلها دلوقتى
الطبيب بعملية: يا استاذ دى طعنة قوية وف مكان فائق الحساسية.. يعنى اللى عملناه يعتبر معجزة انها ماماتتش
امسكه عصام من تلابيبه: من دى اللى تموت.. دى لو جرالها حاجة اقصف عمرك
خلص جاسر الطبيب من يده: احنا اسفين يا دكتور بس غصب عنه دى مراته
والتفت لعصام: تعالى معايا
عصام بتصميم: مش هتحرك الا لما شوق تفوق
جاسر مهدئا: تعالى بس وانا اقولك تفوق ازاى
بعد محايلات كثيرة استطاع جاسر اخذه ليدخله المسجد.. توضآ وصليا سويا.. ووجد جاسر عصام يبكى بعنف اوجع قلبه.. فاتى له بمصحف واخذ يقرأ معه بصوت عال حتى هدأ قليلا..

دخل شريف مكتبه ليفاجأ بمكتب حنين خاليا..
سأل نورا مقطب الجبين: هى حنين ماجاتش لدلوقتى
نورا: لا يا فندم ماجاتش
شريف بضيق حاول مداراته: طب بلغت
نورا: لا يافندم
دخل شريف غرفته.. وظل يدور ويفكر.. ويسأل نفسه.. لماذا تغيبت على غير عادتها.. هل تسرع فى التعبير عن شعوره.. هل ما رآه من اهتمام وغيره من صنع خياله.. هل معنى غيابها رفض مشاعره تلك.. ام.. حدث لها مكروه
اتسعت عيناه عند تفكيره فى هذه النقطة.. وخرج سريعا لنورا: نورا معاكى رقمها
نورا بعمليتها المعهودة: رقم مين يافندم
شريف بفروغ صبر: حنين هيكون مين
نورا: لا مش معايا بس ممكن اجيبه لحضرتك من الدوسيه بتاعها
شريف بسرعة: هاتيلى الدوسيه كله

عاد عصام وجاسر من المسجد.. ليسألوا الفتيات عن الحال.. ولكن لا جديد..
رن هاتف حنين برقم غريب.. اجابت بحزن: السلام عليكم
شريف محاولا الاتزان: عليكم السلام.. انا...انا شريف الزينى
وكأن اسمه انهى قدرتها على المقاومة بتنهار باكية..
شريف بصدمة: حنين.. فى ايه.. مالك
حنين من بين دموعها: اختى.. اتقتلت
انتفض شريف وقال بصرامة: مكانك فين
اعطته حنين اسم المشفى فاغلق الخط.. وخلال دقائق كان عندها..
لم تصدق حنين انه اتى لها بهذه السرعة وترك اعماله
شريف بلهفة: حنين انتى كويسة
هزت حنين رأسها نافية: لا.. مش كويسة.. شوق بتموت.. بتموت
وانهارت باكية ومعها زهرة وباتسى...
شريف مهدئا: طب فهمينى براحة حصل ايه
حنين بذهول: معرفش.. نزلت شوية واتاخرت...لقيناها.....
وانخرطت فى البكاء مرة اخرى
جاء جاسر عندما رأى غريبا يقف معهن..
جاسر: مين حضرتك
شريف: شريف الزينى مدير حنين
جاسر بترحاب: اهلا بحضرتك.. انا جاسر الشرنوبى خطيب زهرة اختها
شريف مضيقا عينيه: جاسر الشرنوبى ابن فهمى الشرنوبى
جاسر بدهشة: بالظبط.. حضرتك تعرفه
شريف بتقدير: والدك صاحب افضال كبيرة عليا
جاسر بحزن: الله يرحمه
اتى احد الضباط فى هذه الاثناء..
الضابط: انتوا البنات اللى ساكنين عندها
اومأن بروءسهن موافقات.. فقال: لو سمحتوا يا جماعة انا مقدر حالتكم بس محتاح اخد اقوالكم
جاسر: صعب يا حضرة الظابط.. حالتهم صعبة اوى.. نطمن على مدام شوق وبعدها يبقوا تحت امرك
شريف لحنين بتعجب: ساكنين عندها
جاسر هامسا: اه بس الموضوع غير كدة.. هفهمك بعدين.. معلش هروح لعصام خطيبها عشان تعبان اوى
شريف وعيناه معلقتان بحنين: هاجى معاك
اخذه جاسر لعصام: عصام.. شريف بيه الزينى رئيس حنين جاى يقف معاك
لم يجب عصام وكأنه فى عالم آخر..
جاسر باسى: حالته كدة من ساعت الحادثة
شريف بحزن هو الآخر: ربنا يقومهاله بالسلامة
ثم اخرج هاتفه واجرى اتصالا.. واخذ جاسر وذهبا.. ليعودا بعد نصف ساعة ومعهما مدير المشفى ومجموعة من الاطباء.. ويدخلوا جميعا غرفة شوق..
انتفض عصام حين رآى هذا الكم الهائل من الاطباء.. وسنده جاسر وشريف.. نظر عصام لجاسر برعب ليشير له ان يطمئن.. ولكن هيهات..
خرج الاطباء وذهبوا.. عدا مدير المشفى والذى انفرد بشريف: مفيش حاجة تتعمل اكتر من اللى اتعمل بالفعل يا شريف بيه.. والحالة فعلا حرجة.. بس ربنا كبير..
ثم استطرد: اديت اوامر للممرضين ان اى حاجة تحتاجوها يكونوا تحت امركم
ذهب المدير.. ليلتف الجميع حول شريف يستمعون ما قاله.. لتلتقى نظراتهم بحسرة
لكن باتسى قالت لعصام وسط دموعها: عصام ادخل اقعد جنبها.. كلمها.. ف الغيبوبة جزء من العقل بيكون شغال.. وبيسمع ويحس.. اقعد جنبها واتكلم وقولها انك محتاجها واننا محتاجينها.. قول كل اللى جواك.. وهتحس بيك
نظرت له حنين وزهرة محفزتين.. وقال جاسر: فعلا يا عصام.. حاول.. وباذن الله هتحس بيك وتقوم
طلب عصام من الممرضة الدخول.. فسمحت له بدقيقتين فحسب..
دخل عصام.. جسده كله يرتعش.. وكذلك صوته: شوق.. قومى يا شوق.. مش بعد ما لقيتك تضيعى منى.. دانا سنين مستنى قلبى يفرح.. وانتى فرحة عمرى كله.. اول حد يحبنى ويحن عليا.. من سنين وانا ضايع ومش لاقيلى حد يلمنى.. وجيتيلى انتى زى شمس منورة.. قبل ما تبقى ليا تفارقينى؟
ثم تهدج صوته وغلبته الدموع وسقط بجانبها: طب انا عندى الموت اهون من انى اشوفك كدة.. مش سامعانى ولا حاسة بيا ولا بتضحكى اما تشوفينى.. الموت يا شوق اهون من انك تبعدى عنى.. لو هتموتى خدينى معاكى.. تحرم عليا الدنيا من غيرك..
اهتزت رموش شوق.. هزة خفيفة لا تكاد ترى.. ولكن عصام شعر بها.. وملأه الامل ليقول باكيا: شوق.. انا عصام يا شوق.. قومى يلا.. عشان نتجوز.. عشان تبقى معايا يا شوق
هذه المرة كانت الرعشة واضحة.. فى رموشها واصابعها.. حتى انهم فى الخارج رآوها من خلال الزجاج.. ليشع الامل فى قلوبهم جميعا..
اتى الطبيب سريعا بناء على طلبهم.. ليفحصها.. ويبتسم لاول مرة: لا فى تقدم حلو اوى.. بدأت ترجع لوعيها.. كدة على بليل ممكن تكون فاقت..
ليصفق الجميع ويحتضنون بعضهم..

حنين لشريف فى كافيتيريا المستشفى: مش عارفة اقول لحضرتك ايه
شريف مبتسما: قولى اى حاجة.. بس ما تغيبيش تانى بدون ما تقولى
حنين مبتسمة باجهاد: غصب عنى.. اللى حصل وقف عقلى خالص
شريف مائلا نحوها بتساؤل: بس هى اختك ولا ساكنين عندها
نظرت حنين ارضا ثم رفعت عينيها اليه: عندك وقت تسمع حدوتة
شريف مضيقا بين حاجبيه: حدوتة؟
ابتسمت حنين: كان فى بنت.. ابوها وامها ماتوا.. واخواتها متجوزين.. اصحاب البيت صمموا ياخدوا الشقة.. والبنت لوحدها محدش معاها ماعرفتش توقفهم.. واضطرت تمشي وتسيب ذكريات عمرها كله.. دارت كتير ولفت لحد ما حنت عليها بنت زيها عندها شقة.. وقالتلها هقعدك لحد ما تلاقى مكان.. ف نفس اليوم جت بنت تانية.. ابوها وامها منفصلين وكل واحد متجوز ف ناحية وسايبينها.. قعدتها مع البنت الاولانية.. البنتين بقوا اكتر من الاخوات مع مرور الايام.. وصاحبة الشقة بقت اختهم الكبيرة اللى بتمنع اى حد يقرب ناحيتهم. ولا مرة فكرتهم بايجار ولا حتى بحساب اللى بياخدوه من السوبر ماركت بتاعها.. ومن فترة جت بنت تالتة عاشت معاهم.. وحبة حبة بقت اختهم الرابعة...
استطردت سارحة: وف يوم جه المنطقة واحد مشترى لمحل جنبها.. ومن اول لحظة حبته وحبها.. هى صحيح جدعة وبميت راجل بس من اول ما شافت الراجل دا بقت ست البنات.. والتانية بردو الىى سكنت بعد البنت الاولانية.. واحد حاول يعتدى عليها فتحتله دماغه.. واللى شاف الموقف وساعدها.. حبها.. وخطبها..
ثم قالت بحزن: والمفروض يوم الخميس كان كتب كتاب الاربعة.. شوق صاحبة الشقة.. الاخت الكبيرة الجدعة.. على عصام اللى قلبها دق ليه من اول لحظة.. وزهرة اللى جت بعد البنت الاولانية.. وجاسر اللى انقذها ووقف جنبها
شريف بتقدير: وانتى بقى.....
حنين بتصديق: بالظبط.. البنت الاولانية.. اللل ابوها وامها ماتوا ولقت نفسها لوحدها.. وانطردت من شقتها ولفت ودارت لحد ما سكنتها شوق عندها.. وربنا بعتلى بعدها زهرة ومن قريب جت باتسى.. ودى حكاية الاربع بنات

بقلم عفت بشندي

رأى عصام شفتى شوق تتحركان.. فتسلل داخلا وقال بهمس: شوق.. سامعانى.. انا عصام..
كادت المفاجأة تصعقه حين سمع صوتها يهمس: س.. س.. يي.. ع..ص..ا..م
ليصرخ مناديا الطبيب ويأتى سريعا

وقت العشاء كانت شوق قد استعادت وعيها.. وانتقلت الى غرفة عادية وان كانت حالتها لم تستقر تماما..
وكان الجميع حولها.. عصام وجاسر وشريف وعماد وحنين وزهرة وباتسي وعاليا.. يبتهلون لله شكرا وحمدا
حنين ممسكة بيدها: كدة يا غالية توجعى قلوبنا عليكى
زهرة ضاحكة: تمارين باتسى ماكانتش هتخسينا زى ليلة امبارح دى
ابتسمت شوق بتعب.. وعيونها تنتقل بين الجميع.. ولكن بفرحة لوجودها وسطهم
دخلت الممرضة: حمدلله ع السلامة.. مين هيبات معاها نكتبه مرافق
حنين بسرعة: انا
زهرة معترضة: انتى وراكى شغل.. انا فاضية
باتسى: طب ما نقسمها
عصام بحسم: لا مؤاخذة بعد اذنكوا.. انا اللى هقعد معاها
الممرضة بروتينية: حضرتك جوزها
عصام متلعثما: لا.. بس يعنى.. هبقى جوزها
الممرضة بنفس الطريقة: ما ينفعش يا فندم.. يا جوزها يا اما واحدة من البنات.. اتفقوا وهجيلكم تانى
جاسر موضحا: يا عصام ما ينفعش وحرام
عصام بتصميم: مش همشي واسيبها يا جاسر.. ولو هقف ع الشباك برة
عماد محاولا: يا عصام اتصل باللى هتبات اطمن طول الوقت
عصام بحسم: مش هيحصل.. مش همشي
قال شريف بهدوء وحسم: يبقى تتجوزها
نظروا له جميعا بصدمة..
عماد معترضا: يتجوز ايه يا شريف بيه وهى ف حالتها دى
شريف بنفس الهدوء: هى لا فاقدة الوعى ولا الاهلية.. ايه المشكلة
عصام بعيون لامعة: صح.. هو دا الحل
باتسي مصفقة: يا ريت بس مفيش مأذون ولا ولى ولا شهود
جاسر مربطا على كتفه: بقولك ايه.. شوق بقت اختى بالدم.. انا مديها نص دمى.. انا وكيلها.. وعماد وشريف بيه شهود.. ايه رأيك
عصام ناظرا لشوق: ايه رأى ست البنات
اومأت شوق بتعب.. ليقول عصام بفرحة: على بركة الله
جاسر: لاااا.. بشرط
عصام متوسلا: شرط ايه انا موافق بس اتجوزها
جاسر ناظرا لزهرة: اتفقنا نتجوز ف يوم واحد.. نكتبلك.. ونبدل ويتكتبلى انا كمان
اتسعت عينا زهرة.. ثم نظرت للارض بحياء.. ليفرح الجميع ويتبادلون التهانى.. فى صمت تام من حنين وشريف.. وعيون تتحدث آلاف الكلمات

الفصل الثامن عشر "18" من رواية حكايات أربع بنات 

اتى المأذون واتم مراسم كتب كتاب الاربعة.. هنأ عماد وشريف كل من جاسر وعصام.. وفاجأ شريف الجميع بحلوى وعصائر فرقها على الجميع..
ابتسم عصام لشوق بحب.. وسجل نفسه مرافقا لها فى المشفى..
اما زهرة فقد ضمتها كل من حنين وباتسى مهنئتين.. وكذلك عاليا.. التى قالت فرحة: ما كنتش مصدقة ان جاسر هيتجوز الخميس بسرعة كدة.. قوم يتجوز ف خمس دقايق.. الف مبروك عليا بقى عندى اخت يا جدعان
عماد بسعادة: اليوم بدأ مش حلو بس ختم ختام جميل.. الف مبروك يا عرسان وربنا يتم شفاكى على خير يا ست شوق.. استأذن انا اشوف ام عبدالله احسن سيبتها وجيت جرى
حنين بتقدير: كتر خيرك والله.. ربنا يقومها بالف سلامة
عماد بخبث: ما سألتينيش جابت ايه
حنين بتعجب: جابت ايه
عماد ضاحكا: ربنا رزقنا بحنين
اتسعت عينا حنين بفرحة: ايه دا بجد
عماد مبتسما: اه والله.. ام عبدالله حبتكم وقالت لو جابت بت هتسميها على اسم حد منكم.. شوق وبقت عندنا.. والست زهرة وعندنا بنت اختها اسمها وردة بنفس المعنى.. قلنا يبقى حنين على خيرة الله
باتسى باتساع عينيها: وانا.. مش معترفين بيا
عماد مشاكسا: مش لما نعرف نقول اسمك اصلا
ضحكوا جميعا وخرج عماد.. ثم قام شريف وحيا جاسر وعصام.. الذى قال: مش عارف اقولك ايه واشكرك ازاى يا شريف بيه.. احنا اتعرفنا ف ظرف مش حلو بس وشك وش سعد.. ووقفتك وقفة اخوة ورجولة وجدعنة ما تتنسيش
شريف ناظرا بطرف عينه لحنين: صدقنى يا عصام انا حاسس انى فعلا وسط اهلى وكأنى اعرفكم من زمان.. وياريت تعتبرونى منكم
عصام بسرعة: دا يبقى اكبر شرف لينا
شريف مبتسما: الشرف ليا.. صعب الواحد يلاقى ناس زيكم دلوقتى.. ومادمنا اخوات يا عصام مفيش بينا شكر.. ولا ايه
عصام بتقدير: على راسى والله
شريف لشوق: حمدلله على سلامتك يا مدام شوق وباذن الله يتم شفاكى على خير.. عن اذنكم
خرج شريف بعدما سلم على الباقين.. ووراءه حنين ووقفا خارجا..
حنين بتقدير: بجد مش عارفة اشكر حضرتك ازاى
شريف بابتسامة: هعيد نفس الكلام اللى قلته لعصام.. على فكرة انا مش بجامل.. ولو مارتاحتش مع الناس دول كنت همشى ومش هكمل اليوم
حنين بارتياح: انا بشكرك انك جيتلى من السما.. وقفتك فرقت كتير اوى...
شريف: دى تدابير ربنا.. انا اصلا جبت رقمك من الدوسيه بتاعك لسبب تانى خالص.. بس هو القدر
حنين بتساؤل: سبب تانى ايه
شريف ناظرا لعمق عينيها: افتكرتك ما جيتيش عشان اخر كلام اتكلمناه ما عجبكيش واتحرجتى
نظرت حنين بعدم فهم.. ليقول شريف هامسا: تفسيرى لحوار الاساتك وجمال
حنين بسرعة: لا خالص بالعكس
ابتسم شريف لتلقائيتها.. وقال مشاكسا: العكس؟
احست بتسرعها لتعض شفتها وتنظر ارضا: ااا.. قصدى.. يعنى..
شريف بحنو هامسا: شششش... بس.. خلاص فهمت
لم تنطق حنين.. ليكمل شريف بنفس الصوت: نفسي اقولك هستناكى الصبح.. بس عارف انك تعبانة.. خدى وقتك.. بس ارجعيلى بسرعة
رفعت حنين رأسها لتواجه عينيه.. هل ما تراه فى عينيه هو ما تشعر به.. وهل المشاعر التى تسمعها فى صوته حقيقية.. لتجد نفسها تجيب: هاجى
فيبتسم ابتسامة ساحرة مختلفة: هستناكى
ظلت حنين متسمرة مكانها حتى بعدما غادرها.. لتجد جاسر وزهرة معا وبقربهما عاليا تجلس امام الغرفة ينتظرون انتهاء حديثهما..
عاليا بخبث: ما بدرى.. افتكرت هننادى المأذون تانى
حنين بخجل: مأذون ايه.. دا بيكلمنى ف شغل
عاليا بصدمة: شغل.. هو كدة بقى شغل.. طب اقطع دراعى من الترقوة ان ما قعدتوا ادام المأذون زي الاربعة دول عن قريب
حنين سارحة: تفتكرى يا عاليا
عاليا بتأكيد: يا بنتى دى مش محتاجة سؤال.. دا فيلم عاطفى كان شغال هنا..
حنين بخجل: بس بقى.. مش هنمشي
اشارت عاليا لزهرة وجاسر اللذين يتحدثان جانبا بهمس: لما نخلص الجزء التانى من فيلم تايتانك ياختى

جاسر لزهرة: مبروك عليا
زهرة بخجل: الله يبارك فيك
جاسر متأملا لها: تعرفى دى اول مرة ابصلك كدة.. انتى احلى كتير من اللى كنت متخيله
زهرة بخجل: ايه ما كنتش بتشوفنى ولا ايه
جاسر بابتسامة: كنت بحاول اغض بصرى اد ماقدر.. انما دلوقتى ابص واتأمل براحتى
زهرة متلعثمة: لا.. يعنى.. قصدى.. لسة
جاسر برقة: ايه ايه براحة.. دانا بقول ابص لوشك بس.. ماقلتش اكتر من كدة
زهرة متلجلجة: لا بص.. انا قريب كنت معرفكش.. ودلوقتى.. يعنى.. لسة مش عارفة.. يعنى اتعامل انى.. خطيبتك يعنى
جاسر مصححا: مراتك مش خطيبتك يا زهرة

فى الداخل كان عصام ينقل بصره.. بين شوق محبوبته والتى صارت زوجته.. وبين باتسى التى تجلس معهما صامتة
عصام مبتسما بمجاملة: تعبناكى يا ست البنات..
باتسى بغلاسة: تعبكم راحة.. مش تعبانة
عصام بذوق: لا ازاى دانتى مطبقة.. روحى ارتاحى
باتسى بنفس الطريقة: شوق اختى وعاوزة اطمن عليها
عصام غامزا لها بطريقة خفية: طب يعنى.. هاه.. بيندهوكى
باتسى بادعاء عدم الفهم: بتغمز ليه.. ومين هيندهنى ويندهونى ليه
عصام وقد فاض به الكيل: عشان بيفهموا ويقدروا وعارفين انى لسة كاتب كتابى وعاوز اقول كلمتين لمراتى
باتسى بنفس الهدوء: ما تقول انا ماسكة بؤك
شوق بتعب: ياختى انتى مش راحمانى حتى وانا بموت كدة
عصام بسرعة: بعد الشر عليكى انشالله انا
شوق بحب: يخليك ليا
باتسى بدهشة مصطنعة: بعد الشر عليكى يا شوشو.. انا عملتلك حاجة يا روحى
شوق بتعب: اه.. عاملة دوشة.. عاوزة انام
باتسى ببراءة وهى تضع يدها على فمها: نامى وانا هسكت اهه
شوق بغيظ: مش هعرف انام وانتى قاعدة كدة
قامت باتسى: خلاص.. يلا يا عصام نطلع عشان نسيبها تنام
عصام بحدة: وانتى مالك ومال عصام.. هى بتقولك انتى
باتسى بدهشة: يعنى هى قاصدانى انا لوحدى
شوق بتأكيد: اه.. عاوزة اقعد مع سي عصام لوحدنا
هزت باتسى رأسها: نوووو.. ما ينفعش
عصام بغيظ: هو ايه اللى ما ينفعش.. دى مراتى
باتسى ملوحة: نونونو.. لسة مش بقت مراتك
انتفض عصام: مش بقت ايه.. انتى ما حضرتيش كتب الكتاب ولا ايه
باتسى رافعة حاجبها: دا كتب كتاب.. لسة مش عملتوا بارتى يبقى مفيش جواز
شوق محاولة النهوض بتعب: اندهلى حنين وزهرة يا سي عصام.. مش هتبقى سكينة وشلل ف يوم واحد

سحبت حنين وزهرة باتسى بصعوبة.. وودعتا شوق على انهن سيأتين صباحا.. ليتركوا عصام مع شوق.. ورغم انتظارهما لتلك اللحظة الا انهما صمتا تماما.. كانت شوق تنظر له بتعب وعدم تصديق.. هل صارت زوجته حقا.. هل صار هذا الرجل زوجها ومليكها ورفيق دربها..
اما هو فكان ينظر لها بحب جارف.. لقد كان يظن انه يحبها.. ولكن وقتما احس انه يمكن ان يفقدها تضاعفت مشاعره تجاهها.. واحس بها عالمه ودنياه ومستقبله..
قرب عصام يده لتضم يدها...فترتعش بين اصابعه...
شوق بصوت ضعيف: تعرف.. لولاش انا راقدة اصلا كان زمانى وقعت من طولى دلوقتى
عصام بحب: ولا عمرى اقبل انك تقعى تانى ابدا.. كفاية خضتى المرادى
شوق بابتسامة: خوفت عليا يا سي عصام؟
عصام بقوة: خوفت بس.. دانت كنت بطلع ف الروح
شوق بسرعة: روحى فداك ياخويا
عصام مقتربا منها: انتى روحى.. واغلى حلجة عندى ف الدنيا
شوق: كنت عاووزة اسألك سؤال ياخويا
عصام: اسألى
شوق: هو مين اللى شالنى لما وقعت
عصام بدهشة: الاسعاف طبعا
شوق: يعنى مش انت
عصام بحزن: لا.. جيت لما شالوكى..
شوق بخيبة امل: مانا عارفة حظى
عصام بدهشة: ماله حظك
شوق بخجل: اصلى نفسي كت انت اللى تشيلنى.. وكانت باسطا بتموتنى تمارين عشان اخس وتشيلنى ف كتب الكتاب
عصام بحماس: طب قومى بالسلامة وانا اشيلك ليل ونهار.. بس ترجعى بصحتك
شوق بحب: يخليك ليا يا راجلى
عصام مقتربا منها: ويخليكى ليا يا مراتى وحبيبتى وامى واختى وكل ما ليا
شوق بسعادة: السكينة ما وقفتش قلبى.. كلامك دا هيوقفه م الفرحة يا سي عصام
عصام بسرعة: بعد الشر عليكى.. خصيمك النبى ما تقولى كدة تانى
شوق: حاضر
عصام: يا ايه
ابتسمت شوق: حاضر يا.. عصام
صاح عصام: يا دين النبى.. اخيراااا.. دانا اسمى احلو اوى
شوق بتردد: طب انا كمان عاوزة منك حاجة. بس ابيحة
عصام بدهشة: ابيحة.. ابيحة ايه. عموما مفيش حاجة ابيحة بين راجل ومراته.. قولى
شوق بخجل: عاوزة احط راسي على كتفك ياخويا زى الافلام كدة
ضحك عصام: بس كدة.. دانتى تؤمرى.. دانا نفسي اعملها اصلا بس خايف تتوجعى
واقترب عصام.. وضم رأسها على كتفه.. تألمت قليلا الى ان وجدت وضعا مريحا لها..
شوق بفرحة: سي عصام اسأل الدكتور.. هو انا لو زغرطت دلوقتى غلط؟

اوصل جاسر حنين وباتسى وزهرة.. ونزل ليقف امام المنزل ينتظر طلوعهن..
طلعت حنين وباتسى.. ليمسك جاسر ذراع زهرة.. فتنظر له برجفة للمسته..
جاسر برقة: ما تنزليش الايام دى الا معايا.. لحد ما يعرفوا اللى حاول يقتل شوق
زهرة وهى تتذكر مشهد شوق فى المدخل بألم: حاضر
جاسر بأسف: ومعلش هنأجل موضوع شغل سامح بردو شوية..
زهرة معترضة: ماهى حنين هتنزل شغلها
جاسر بتفكير: معلش احساسى بيقولى حاجة كدة.. فهاودينى لحد ما نطمن.. مش عاوز ابقى قلقان عليكى
زهرة باذعان: حاضر
جلسر برقة: اطلعى بقى شكلك تعبان اوى.. ورنيلى اول ما تدخلى الشقة
زهرة بابتسامة: حاضر.. تصبح على خير
واستدارت ليناديها بعدما صعدت سلمتين: زهرة
زهرة بدهشة: نعم
جاسر: وانتى من اهله.. بحبك
دق قلب زهرة بعنف وتوردت وجنتاها بدماء الخجل وصعدت سريعا.. لينتظر جاسر دقيقة ويسمع رنتها فيعود لسيارته وينطلق لمنزله..

ـ شوفت.. اهى طلعت عايشة.. وقال عاملى فيها دكر وتقولى قتلت
- انا ضاربها ف قلبها.. هى بسبع ترواح ولا ايه
- سبعة ولا عشرة.. اهى اتجوزته.. يعنى بدل مانخلص منها سرعنا بالجوازة
- انا مالى ومال الجوازة.. اتحرقى انتى وهو.. انا كنت باخد تارى منها عشان تهزيقى ف الشارع.. وهاخده.. وهوصل لزهرة ولو على رقبة جاسر

دخلت زهرة الشقة حالمة.. لتجد حنين على الحالة نفسها..
باتسى بدهشة: مالكم.. مانتوا كنتوا بعقلكوا.. مسنتحين كدة ليه
زهرة: مش متخيلة يا باتسي.. انا بقيت مرات جاسر.. وبالسرعة دى. وهو بالرجولة والجدعنة والطيبة والرقة دى
باتسى وكأنها تعزف على كمان: زيدى يا زيدى.. وايه كمان يا ناعمة يا غريبة
زهرة بغيظ: انا غلطانة انى برد عليكى اصلا.. انا داخلة انام
باتسى بخبث: استنى نقوم عبلة اللى جالها عنتر انهاردة عشان ينقذها.. ونهش الفراشات والقلوب اللى حوالين وشها
افاقت حنين ووقفت ونظرت لزهرة نظرة ذات معنى.. والتفتتا الى باتسى بتوعد.. لتقول برعب: ايه فى ايه
حنين تشمر كمها: الظاهر يا زهرة فى ناس نسيوا علق زمان
زهرة مشمرة هى الاخرى: تصدقى لازم نرجع الذكريات
باتسى محذرة: انا تعبانة ومش نايمة من امبارح.. ودى مجرد خطرفة بس
حنين وهى تقترب منها: واحنا هنعالجك من الخطرفة
وانقضتا عليها معا....
فى الصباح ذهبت حنين للعمل بعد الاتصال بعصام والاطمئنان على شوق.. لم يأت شريف قبل العاشرة.. ابتسمت حنين بشدةووهو يلقى السلام وينظر لها نظرة خاصة وهو يدخل غرفته.. وبعد دقائق طلبها للدخول...دخلت مبتسمة: اؤمر حضرتك
شريف بلوم: شكلك مجهد جيتى ليه
حنين مطمئنة: لا انا كويسة.. يمكن تأثير الصدمة بس هياخد وقته ولحد ما نطمن على شوق
شريف: شوق بقت احسن كتير انهاردة
حنين: انا كمان كلمت عصام واطمنت
شريف مبتسما: لا انا روحت وشوفتها
حنين بدهشة: بجد
شريف رافعا حاجبة: هكون بهزر يعنى
حنين بفرحة: لا بس مبسوطة
شريف متسائلا: ليه
حنين: عشان فرحة شوق واحساسها بخوفنا عليها واهتمامنا بيها
شريف بخبث: بس؟؟
حنين مشاكسة: اه بس هيكون ايه تانى
شريف بنفس طريقتها: اه صح معاكى حق ايه تانى
ضحكت حنين برقة.. لينظر لها متأملا.. ثم يقول: شكلى هنقلك فعلا
حنين بصدمة: ليه
شريف هامسا: مانا مش هركز كدة ف اى شغل
نظرت له حنين بخجل ثم انزلت عينيها ارضا
قال مكملا همسه: ممكن ملاكى الحارس اللى عودنى افطر قبل ماشتغل يجيبلى فطارى وقهوتى
اومأت حنين بفرحة: حاضر
وخرحت وقلبها يدق بعنف.. وسعادة

اتى جاسر واخذ زهرة وباتسي للمشفى.. كانت تجلس فى الخلف وسط الاريكة.. مانعة اى نظرة بين الاثنين...
وصلوا للمشفى.. وقبل دخولهم الغرفة.. قال جاسر: اوبااا.. نسينا فطار عصام...تعالى يا زهرة نجيب فطار لينا ولعصام
باتسى بغلاسة: روح طيب وسيب زهرة
جاسر بنفس طريقتها: معرفش ذوق شوق ولا ذوقك
باتسى مكملة: طب اجى انا
جاسر بغلاسة اكبر: مش بمشي مع بنات غير مراتى
واستدار وزهرة وراءه مخرجة لسانها لباتسى.. لتخرج هى الاخرى لسانها لها
باتسى لنفسها: فلتت منى.. بس على مين.. اجيب لعصام الضغط وبعدين ادخل على جاسر بالسكر.. وشريف هيبقى شلل باذن الله
دقت الباب ودخلت بسرعة.. لتجد عصام يساعد شوق على الجلوس وهى تستند على رقبته.. لتصيح باتسى: استغفر الله العظيم.. ايه اللى انا شوفته دا
عصام بصدمة: شوفتى ايه دانا بعدلها
باتسى صائحة: لا.. الدخلة دى دخلة استغفر الله العظيم بوس..
شوق بدهشة: بوس ايه هتلبسينا مصيبة
ليعاندها عصام: مصيبة ايه انتى كمان.. طب بالعند فيها اهه
وقبل شوق من جبينها.. لتتدفق الدماء الى وجنتيها.. وتغطى باتسى عينيها: يا لهوى وانا اللى فاكراك مؤدب.. طب قدر ان معاكم بنوتة صغنونة مقطقطة زيي
عصام بغيظ: زيك؟ دانتى حما وضرة واخت جوز
نظرت باتسى له بصدمة. ثم لفت لشوق: كدة فتنتيله بكل حاجة
شوق بسخرية: وانتى مخلية.. دانتى فاضحة نفسك بنفسك
باتسى بتوعد: بقى كدة.. طب مااااشى
وصعدت فوق السرير وجلست شابكة قدميها: ادينى قاعدة على قلبكم
شوق بغيظ: يا بت انتى حاطة نقرك من نقرى ليه دانا ماصدقت
باتسى مضيقة عينيها: ماصدقتى ايه يا شوشو.. هاه.. اعترفى
قاطعها دق على الباب ليدخل الضابط فتقوم باتسي.. ويبدأ فى اخذ اقوالها

كانت زهرة تمشي وراء جاسر بسرعة تقارب العدو
زهرة ناهجة: جاسر براحة.. قطعت نفسي
ابطأ جاسر سيره: طب مش تقولى.. انا اسف
زهرة بتساؤل: انت رايح فين
جاسر باقتضاب: العربية
مشت معه زهرة بتعجب.. وحين وصلا اخرج لها جاسر من شنطة السيارة باقة ورد رائعة. ووسطها علبة بها سلسلة بها حرفا g و z متشابكان بشكل رائع..
جاسر برقة: مبروك يا زهرة قلبى
فرحت زهرة بشدة بهديته الرقيقة.. ولكن فرحتها كانت اكبر حين امسك يدها المرتعدة وقبلها بحب..

اتى سيف وسط النهار ودخل لشريف.. والذى وجده سعيدا ومشرقا..
سيف بخبث: هو فى حاجات بتحصل من ورايا ولا ايه
شريف مدعيا الانشغال: حاجات ايه
سيف بنفس الخبث: على سيف يا شريف.. قر واعترف حصل ايه
شريف محذرا: من غير غلاسة ولا طولة لسان
سيف ببراءة مصطنعة: طبعا
حكى له شريف ما حدث فى اليومين الماضيين.. بكل تفاصيلهما
ظل سيف صامتا ليقول شريف بتعجب: ساكت يعنى ما علقتش.. مش عادتك
سيف مباشرة: انت بتحبها يا شريف؟
سكت شريف ولم يرد
سيف بلوم: طب ما دمت مش واثق ف مشاعرك.. بتلعب بيها ليه
انتفض شريف: وانت تعرف عنى انى كدة
سيف بهدوء: امال معنى سكوتك ايه
شريف بتردد: انا حاسس ناحيتها بحاجة جديدة عليا.. حاجة حلوة عمرى ما عشتها.. يمكن لانى عمرى ما حبيت مش قادر ارد عليك رد مباشر..
ثم التفت له وقال بقوة: بس ف جميع الاحوال عمر شريف الزينى ما يلعب ببنات الناس يا سيف
سيف بجدية واضعا يده على كتف شريف: شريف انت اخويا وعارف غلاوتك عندى.. وانا بقولك انت بتحبها.. بس المشكلة ان الحب زى الطفل الصغير.. عاوز يتغذى ويكبر.. تغذيه بثقة وامان.. وقوة.. ما ينفعش تكون ضعيف
شريف معترضا: وانت عارف كويس انى مش ضعيف يا سيف
سيف ملوحا: لسة ما تقدرش تحكم.. الا لما تواجه
شريف ضاما حاجبيه: اواجه ايه
سيف بجدية: والدتك واخواتك.. مجتمعك كله.. هتقدر تواجهه بحنين.. ولا هتضعف زيى
ضم شريف حاجبيه.. ليميل عليه سيف: ولاحظ ان الوقت مش ف صالحك.. لازم قرار ومواجهة.. وقريب
ولم يحر شريف ردا
google-playkhamsatmostaqltradent