Ads by Google X

رواية ملكة قلبي الفصل الثالث و العشرون 23 - بقلم مريان بطرس

الصفحة الرئيسية

   

 رواية ملكة قلبي الفصل الثالث و العشرون 23 - بقلم مريان بطرس

وقف من بعيد يتطلع الى فرحتها ضحكتها التماع عينيها العجيبة والتى اصبحت فى ذلك الوقت تجمع بين زرقة البحر وخضار الزرع يا الله عيناه جميلة جدا وقد جمعت الطبيعة كلها بين حدقتيها 

ارتسمت ابتسامة ناعمة على شفتيه وهى يتطلع الى ضحكتها التى ملئت المكان يا الله كم هى جميلة فليحفظ الله عقله وقلبه كيف هى جميله هكذا فهى جميلة وناعمة لدرجة انها قادرة على اقتحام القلب بدون ادنى دعوة 

اما هى فقد احتضنها والدها بسعادة فى حين احتضنت هى صديقتيها قائلة بسعادة 

اخيرا..  اخيرا بقيت دكتورة رسمى 


ضحكت اميرة قائلة بسعادة 

بصراحة ممكن اصدق انكم تنجحو لكن انا ماشاء الله عليا نجاحى دة كنت حاساه من سابع المستحيلات 


ضحك الجميع فى حين اكملت بمرح 

انا بيتهيألى لو الحاج كان هنا كان زمانه افتخر بيا اوى اصل بنته بقت دكتورة بهايم اد الدنيا 


ضحك الجميع فى حين جاء ذلك للصوت المازح من خلفهم قائلا بمرح 

من ناحية هفتخر ف انا هفتخر وجدا كمان انا فدا الساعة اللى بنتى هتبقى فيها دكتورة ومن ناحية الموضوع دة متقلقيش اكتر من البهايم مفيش 


التفت للخلف بسعادة وقد اتسعت ابتسامتها بشدة لتركض جهته قائلة بفرحة 

بابا.... مقولتش انك جاى 


سحبها والدها فى احضانه بحب ثم مال مقبل جبهتها ليقول بسعادة

مقدراش امنع نفسى قلبى كان هيقف عليكى من القلق ف قولت اجى اشوفك واطمن عليكى بنفسى 

مبروك ياحبيبتى 

ابتسمت فى وجهه بسعادة 

فى حين اتسعت ابتسامته المحبه مكملا وهو ينظر داخل عينى صغيرته بحنان 

مقدرش أقاوم اشوف الضحكة الحلوة دى ولمعة العيون البريئة دى 

ابتسمت بحب والدها حبيبها سندها وبطلها هو كل ماتملكه هو فارس احلامها ولن تقبل ان تتزوج سوى ببطل مثله هو مثلها الاعلى قدوتها فارسها والدها الحبيب كل ماتملكه فى هذه الحياة وهى  لا تستطيع سوى ان تسير على خطواته وترغب ان تكون مثله ترغب ان يشير الجميع اليها قائلا بفخر ب انها ابنته ترغب ان توفيه حقه عليها ترغب ان يرتفع رأسه بسببها ويفتخر بها كما هى فخورة بكونها ابنته نظر لها ليكمل بمرح وهو يتصنع الغرور  


وبعدين مقدرتش اقاوم خوفت لتسقطى ولا حاجة قوم تنتحرى ولا حاجة ف جيت الحقك 


ضحكت بشدة ليشاركها الجميع الضحك لتبتسم له بحب لتجيبه بمرح 

لا متقلقش بنتك جبلة وباردة ولا هيأثر عليا سقوطى انا كنت خايفة اسقط عشانك انت ليجرالك حاجة انت والحاجة اللى فى البيت دى لكن بالنسبالى ف متقلقش انا معنديش دم اصلا


ضحك يشدة ليسحبها داخل احضانه يقبلها بحب بينما شددت هى من احتضانه فى حين كانت تراقبهم شيرين وجنا ب ابتسامة اكثر ما يحبونه فى ذلك الرجل حنانه الواضح حتى إنه لا يخجل من اظهار حبه لابنته وسط الناس ووسط الجميع بل انه حنون مرح تتمنى اى فتاة والد مثله واميرة اكثر من محظوظة لكونه والدها ليس هناك اب مثله ابدا فهو وعن جدارة يستحق لقب الاب المثالى ليربت على رأسها ثم لف بوجهه جهة عزيز يمد يده له قائلة برزانة 

مبروك ل جنا يا استاذ عزيز 


ابتسم عزيز وهو يصافحه فى حين اومئ برأسه قائلا برزانة 

الله يبارك فيك ومبروك لاميرة 


ابتسم سعد ثم نظر للفتيات قائلا بمرح 

مبروك يا دكاترة المستقبل 


ابتسم الفتيات ليجيبو بمرح 

الله يبارك فيك يا عمو 


اومئ برأسه ثم نظر لابنته قائلا بمزاح 

وانتى فكرتى فى الخطوة الجاية ولا اخلى الحاجة تجيبلك شوية بط على فراخ وتربيهم انتى وهى واهو يبقى مشروع المستقبل 


لف الفتيات لينظرو جهة بعضهم متذكرين كلام اميرة المشابة لذلك الكلام لينفجرو بالضحك فى حين اكمل هو بمرح 

ولا اخليكى تجيبى علاج بيطرى فى البيت وتبيعى للستات كل واحدة تيجى اللى تقولك البط بيعض فى بعضه واللى تقولك الفرخة مش بتبيض واهو تنفعينا بحاجة 


زمت شفتيها بضيق لتكز على اسنانها فائلة بغيظ

هو دة فكرتك عن البيطرى 


هز كتفيه يجيبها بهدوء 

مش احسن من اللى بيقولك عندى صداع شوفيلى دوا 


ضحك الجميع اكثر لقضم شفتيها بضيق ولكن مهلا وعلى ذكر الفراخ والبط ووالدتها هذا الحديث ذكرها ب امر ما لذا وجدت لسانها دون ارادة منها ينطق بسرعة 

لا ماهو انا لقيت شغل وهقدم عليه من بكرة بس يارب اتقبل 


لف الجميع انظارهم جهة بعض بتعجب عمل اى عمل ومتى ظهر لتتساءل شيرين بتعجب

شغل شغل ايه دة؟ وفين؟ ولقيته امتى بالسرعة دى؟ 


انتبهت الى مانطقت به وبالاخص تحت نظرات والدها المحققة والتى انمحى من عليها اثر المرح وقد اصبحت جادة صارمة بين دقيقة وأخرى لتبتلع ريقها بخوف قائلة بتلعثم 

مش انا لوحدى دة كلنا 


حولو انظارهم جهة بعض بتعجب لتقول بسرعة قبل ان تفقد شجاعتها 

شغل فى شركة الدمنهورى اللى عرضه علينا باسل بيه الدمنهورى فى المصنع الجديد 


اتسعت اعين الفتيات بصدمة فى حين ضيق سعد عينيه ليقول بنبرة خطيرة مخيفة وهو يمط الكلمات بطريقة مخيفة

باسل بيه الدمنهورى آاااه ودة عرفتيه منين؟ وقابلتيه فين؟


تراجعت للخلف لتبتلع ريقها بخوف فى حين قالت شيرين بغضب مكبوت 

بتهزرى صح انتى عاوزة تشتغلى عنده؟


رفعت ايديها بخوف ولكنها اكملت بهدوء 

ممكن اعرف سبب رفضكم ايه هو قال اللى عاوز يشتغل يشتغل صح ولا لا؟ وبعدين احنا مش هنشتغل فى الشركة لا دة فى المصنع ويا اتقبلنا يا اترفضنا ممكن اعرف سبب الرفض ايه الراجل كان ذوق والله 


صرخت شيرين بغضب 

السبب احنا عارفينه ولا انتى عامية 


جابهتها اميرة قائلة بقوة 

الشغل شغل وبعدين مين قالك اننا ممكن نتقبل وبعدين عندك مكان تانى وقولنا لا احنا لسة هندور وهنشوف؟


هنتقبل اكيد هنتقبل 

اجابتها شيرين بغضب لتقول اميرة بضيق 

ياريت نتقبل 


ما اوقف ذلك الجدال هو صوت عزيز القائل بهدوء 

ممكن اعرف ايه سبب الضيق دة انتو هتقدمو من وسط آلاف واهو تاخدو خبرة اتقبلتو ماشى وبعدين انتو وسط مجموعة مش لوحدكم وان حسيتو انكم مش مرتاحين سيبو المكان فورا 


رفعت جنا انظارها جهة والدها بصدمة لتقول بصوت مبهوت 

يعنى انت موافق يا بابا 


ربت والدها على رأسها قائلا بحنان 

وماله الراجل ماشوفناش منه حاجة وحشة ومتصرفش ب اى طريقة تضايقنا او حاجة تدل على عدم احترام منه يبقى ليه الخوف كان انسان راقى ووقور ومحترم جدا ومشكلته ممكن اى حد يكون فيها حتى انتى 


احمرت وجنتيها بخجل كيف تخبر والدها ب انها قد زارتها تلك اللعنة ومنذ لقائهم فى المزرعة وهو دوما مايزورها ب احلامها بصورة شبه يوميه يتحدث معها يحاكيها يخبرها ب امور لا تعرفها لا تعلم اهو واقع ام كذب ام هى مجرد تخيلات من عقلها الباطن لذا دائما ما كان داخلها شعور ب انها تريد الاقتراب منه اكثر تريد التعرف عليه ولكنها لم يكن لديها الجراءة لتقول هذا لوالدها ولكن الان وهى تجده واقف امامها يقول هذا الكلام بكل هذا الهدوء والرزانة فهى تشعر ب انه قد ازال اثقال عن كاهلها لذا رفعت عينيها اليه قائلة بتعجب 

بعنى حضرتك موافق 


اومئ برأسه ولكنه قال 

الامر فى الاول والاخير ليكى وليكى حرية القرار 


اومئت برأسها لتحول شيرين عينيها بينهم بصدمة ممزوجة بتعجب متساءلة بعدم تصديق 

عمو هو حضرتك بتتكلم جد 


اومئ عزيز برأسه قائلا لهدوء 

اكيد يا شيرين انتو ليكم حرية الاختيار فى قراراتكم طالما اننا شايفينها ومدركين انها مش خطر ولا غلط وانا من نظرتى شايف انه انسان كويس ومحترم ومن تاريخه اللى عارفة عن شغله وشركته شايف انه انسان محترم ماشى بما يرضى الله وانتو كمان لازم تخوضو التجربة وتجربو ويكون عندكم خبرة بس تخلونا دايما على اطلاع وما تبعدوناش عن المشاكل بتاعتكم علشان لو احتاج الامر لتدخل مننا نتدخل بسرعة فاهمين 


هزت رأسها بعدم تصديق قائلة بصدمة 

مكنتش متوقعة الكلام دة منك 


ابتسم فى وجهها قائلا بهدوء 

كل حاجة هتبان مع الوقت وانا نظرتى مابتخيبش 

ثم حول وجهه جهة سعد قائلا بهدوء 

ولا انت ايه رأيك يا عم سعد؟


ظل سعد يحول انظاره بينهم الى ان قال اخيرا بجمود 

كلامك صح وكدة كدة هيشتغلو وهيشوفو  الدنيا وماهنقدرش نقفل عليهم

ولكنه حول انظاره جهة صغيرته قائلا بجمود 

يس بيتهيألى محتاح اتكلم مع اميرة وافهم منها الموضوع بالتفصيل اكتر قبل ما ادى رأيى ف اى حاجة 


صمت لبرهة ولكنه اكمل بعدها وهو ينظر جهتها نظرة حادة وقال بنيرة ذات مغزى فهمتها جيدا 

والا الواد حسين السباك مستنى ردى 


ابتلعت ريقها وهى تفهم الى ماذا يرمى والدها بالكلام لتومئ برأسها بخوف وهى تقول برعب 

برئ يا بيه 


اومئ برأسه ليقول بهدوء وهو يمسك يدها كطفلة صغيرة يسحبها منها 

طيب بعد اذنكم احنا مروحين 


اومئ الجميع له ليسحب ابنته بيده ويسير معها بهدوء وما ان ابتعد مسافة كافيه حتى نظر لها بجانب عينه قائلا بصوت جاد 

محتاجين نتكلم برواقة بعيد عن البيت

ثم اكمل بصوت مرعب رغم انخفاضه فى حين انقلبت سحنته المرحة لاخرى خطيرة 

وعاوز افهم ايه حكاية باسل دة وليه رافضين الشغل معاه وعرفتيه منين والا والله هيبقى ليا تصرف تانى مش هيعجبك 


اومئت برأسها قائلة 

هتكلم والله هتكلم 


ليومئ برأسه قائلا بهدوء 

هنشوف


فى حين كان الجميع يتابع ابتعادهم بنظرات تترواح مابين الابتسامة والتفاهم واخرى الحزن والالم كانت تحسدهم بالمعنى الحرفى تحسد تقاربهم من بعض لا يشبهون اب وابنته انما كأنهم اصدقاء من يراهم من بعيد يظنه عجوز واقع فى غرام طفلة صغيرة وفتاة مغرمة برجل يكبرها اقترابهم لبعض عجيب حب العم سعد لاميرة يستطيع الاعمى رؤيته ورؤية حنانه تجاهها حتى انه لا يخجل من اظهاره امام العامة من احتضانها وتقبيل جبهتها فى الشارع مرحه معها ركضه دائما ليكون بجوارها ويسندها ويدعمها هو اب بمعنى الكلمة خوفه عليها غير طبيعى حتى انه تقريبا يخصص اغلب وقته لها لا يثنيه شى عنها ولا يبعده امر عنها هى الاهم بحياته دائما اهتمامه بها اهتمام اب بطفلته الصغيرة التى لم تكبر بعد 

حولت انظارها جهة جنا ووالدها لتجدها ايضا تتطلع جهتهم ب ابتسامة لا تنكر انها احيانا تغار من جنا ايضا ف والدها يهتم بها ولكنه يختلف عن اهتمام سعد ب اميرة ف سعد يرى اميرة تقريبا لم تخرج من طور الطفولة يراها دائما مدللته التى يركض جهتها دائما يمسك بيدها خوفا عليها حتى من مرور الشارع وحدها وكأنها طفله، يمازحها دائما حتى انها ورثة خفة ظله دائما ماتتحاكى به وانخ بطلها المغوار ومثلها ومن تتمنى زوج مثله وانها تجلس معه اغلب الوقت فى محل عمله لتتحدث معه اغلب الوقت تذاكر بجواره تهتم به اما جنا ف اهتمامها بوالدها واهتمامه بها اهتمام عاقل رزين من اب لابنته الوحيدة الرقيقة التى يخاف عليها ولكنه دائما مايدعمها فى كل قراراتها ويقف بجوارها يشعرها ب انها يجب ان تعتمد على ذاتها ولكنها تثق ب انه دائما خلفها ويسندها وداعمها الاكبر ويتدخل فقط حينما يحين الامر تدخله غير ذلك فهى لها حرية الاختيار وحرية التصرف وهو عليه الدعم والنصيحة من عيون خبيرة علاقتهم ناضجة بشدة اما علاقاتها بوالدها 

مطت شفتيها فى حين لمعت عينيها بالدموع هى دائما ما تمزح تمرح ولكنها من داخلها حزينة جدا ف علاقتها بوالدها عجيبة سطحية بشدة لا تنتمى ل علاقة الابوة و كأنهم كأنهم غرباء يعيشون تحت سقف واحد فقط واجبه العمل والكد واحضار المال اما غير ذلك ف لا هو غير مهتم بها البتة حسنا هو ليس متفرغ من الاساس لتلك الأمور الطفولية من وجة نظره  هو فقط يعمل صباحا موظف وبعد الظهيرة يعمل ب انه يقف داخل احدى الصيدليات ك بائع للادوية لذا فهو ليس لديه الوقت ليسمع قراراتها او يهتم بها فى حين والدتها لا تهتم بمشاعرها كل ما يهمها ان تكون زوجة صالحة ان تركض لتصنع طعاما جيدا فى انتظار زوجها الذى يأتى من عمله ظهرا او مساء منهك القوى يأكل وينام وان سمع اى صوت يبدأ فى الصياح والغضب والدتها سيدة طيبة نعم ولكنها غير متعلمة لا تستطيع أن تأخذ رأيها فى اى كلية افضل اى قرار عمل احسن ومنذ تلك الحادثة  فهى قد انفصلت عن الواقع لتتقوقع داخل احزانها ليصبح المنزل اشبه بمقبرة صعب الحياة بها ممنوع به الضحك وحتى وان صدر يكون ليس اكثر من صدى صوت بعيد عن القلب الالم بمنزلهم ينخر  العظام اما والدها فهو لا يهتم بكل تلك الامور فقط ما يهمه ان تنهى كلياتها وتتزوج غهذه هى سنة الحياة ف البنت نهايتها بيت زوجها والاهم ان تعمل ابنته بمكان جيد ليفتخر بها امام الجميع وبالتخص زوجها ب انها ليست قليلة، تذكر حينما رغبت بالدخول الى كلية التربية قسم اللغة الانجليزية هاج وماج ورفض ف لتكن طبيبة اهى مجنونة ان ترفض يريد ان يقولو ان والد الدكتورة ذهب والد الدكتورة اتى اهو دفع كل تلك الأموال فقط لتصبح ابنته مجرد مدرسة مثلها مثل الجميع والاكثر منهم لا يجدون عمل ف الفتيات نهايتهم الزواج وهى زواجها سيكون 

اغمضت عيناها تمنع عيناها من البكاء تيحب شهيقا قويا داخل صدرها لا ينبغى عليها البكاء ليس الان وليس بهذا الوقت هذا ليس الوقت المناسب للبكاء ونكب الجراح ف لتتناسى كوارثها وآلامها لبعض الوقت ولتفرح بلقبها الجديد ربما تتغير الامور مع الوقت 

فتحت عيناها الملتمعة بالدموع على من تضحك قدرها معروف ومرسوم هى فقط تهذى ف لتتقبله ف الهروب منه ليس بحل 


زفرت الهواء من انفها بضيق حسنا ف لتنتظر صديقتيها ولتعلم ماذا سيفعلون لتقرر بعدها ف العرض كان ل ثلاثتهم وان توجه ف الظاهر لاميرة ولكنه يعلم انهم لن ينفصلو ابدا لذا لن يجازف وان كانت تعلم يقينا ب انه يتقصد ذلك فقط للتقرب من جنا 

انتبهت على صوت عزيز قائلا

يلا نروح يا جنا 


اومئت جنا برأسها لتتحرك مع والدها ليهتف عزيز قائلا 

يلا يا شيرين نوصلك فى طريقنا 


اومئت برأسها لتتحرك معه ولكن ما إن تحركت بضعة خطوات حتى شعرت ب احدهم يراقبها لتلف وجهها بسرعة ولكنها لم تجد احد ليقول عزيز بتعجب 

فيه حاجة يا شيرين 


نفت شيرين برأسها قائلة بهدوء 

لا الظاهر كان بيتهيألى 


ليومئ عزيز برأسه ليصعد الجميع السيارة ويبدأو فى التحرك ليخرج بعدها باسل من خلف الشجرة يزفر أنفاسه براحة كاد يُمسَك به الان لولا ستر خالقه لو كانو رأوه ل كانت اصبحت معضلة 

زفر الهواء من صدره بضيق ليحك جبهته ب ارهاق فى الاونه الاخيرة اصبح يتصرف بطفولية كطفل مراهق وهذا ليس بطبيعته الرصينة العاقلة  ان لاحظوه لكانت اصبحت مشكلة كبيرة يجب عليه التوقف ولكنه لم يستطع منع نفسه من المجئ ورؤيتها كان عليه ان يراها يريد ان يرى فرحتها يريد ان يشاركها اياها حتى وان كان من على بعد، 

مسح وجهه بضيق الارهاق اصبح سيد موقفه ولا يستطيع اتخاذ قرار كلما اقترب منها شعر ب انها تجذبه اكثر نعومتها ورقتها وجمالها، اصبح موقن الآن هو ليس بحلم ولكن فى وجود تلك الفتاة ف ان دقات قلبه تتمرد عليه ليصبح قلبه اشبه بمضخة قوية تدفع الدم لكل انحاء جسده ويسيطر عليه فرحة كبيرة لمجرد رؤية ضحكتها وسعادتها لذا يريد ان يقترب ليحظى بالكثير من السعادة ولكن ما باليد حيلة عليه ان يعترف ان القرب منها متعب له وبشدة فهو لن يستطيع فعل شئ لذا ف ليترك الامر وليرى اين ستتجه به المركب 


**************

كانت تجلس بصحبته فى احدى الحدائق العامة تبتلع ريقها بخوف لينظر جهتها نظرة مخيفة قائلا بصوت قاطع 

عاوز افهم كل حاجة من الاول للاخر ماشى ومن غير كدب 


اومئت برأسها ليكمل بجدية صارمة 

ومهما حصل متخبيش عنى حاجة انا ابوكى مش غريب ومحدش هيخاف عليكى ادى ولا هيهمه مصلحتك غيرى مين ما كان ولا حتى باسل دة 


ارتفع حاجبيها بصدمة لترتسم الابتسامة على وجهها لتقول بمرح 

لا يا عم سعد دة انت شحطت منك اوى هى مش كدة خالص


اميرة 

صرخته الصارمة تزامنا مع ضرب يده بقوة على المقعد الجالسين عليها ليدوى صوته المرعب اثار رجفتها ورعبها لتبلع ريقها بحلقها الذى جف من الخوف متراجعة على المقعد للخلف برعب ليقترب هو بوجهه قائلا بحدة 

مش وقت هزار عاوز افهم كل حاجة ودلوقتى 


اومئت برأسها لتجيبه برعب 

طيب بالراحة الله يخليك هحكيلك كل حاجة بس بالراحة لاحسن قلبى هيوقف من الخوف و والله مفيش حاجة للرعب اللى عاملهولى دة 


حول عينيه يتطلع بوجهها ليجد ملامح الرعب مرتسمة بوضوح على وجهها ليهدئ من حدته بعض الشئ ف هو لم يكن يوما حاد وجاد بهذا الشكل مع صغيرته فهى اميرته مدللته هبة الله له بعد سبع سنوات من الركض خلف الاطباء لتأتى هى بطلتها الملائكية وخفة ظلها المرحة لتنير حياته ولكن شاء الله ان تكون هى وحيدته وكفى ليضعها داخل عينيه ويحملها داخل قلبه حتى انه لا يطيق ابتعادها عنه ابدا لطالما كانت هى سبب غيرة والدتها ولكنها بالنسبة له حياته لذا فخوفه عليها اكبر من اى شئ ليتراجع فى المقعد وقد هدئ بعض الشى ولكنه مازال محتفظ بحدته الخفيفة وضيقه قائلا 

متعودتش منك تخبى عليا حاجة حتى ابسط الامور انتى حتى لما كنتى بتعكى الدنيا ف الامتحانات كنتى بتيجى تقوليلى وخايفة امك تعملك حاجة ف بتفضلى مستخبية جنبى اليوم كله لما حد يضايقك كنتى بتقوليلى 

ثم اكمل بخيبة امل 

لاول مرة احس انى شبة الطرطور كله واقف يتكلم وفاهم الموضوع وانا اللى مش فاهم اى حاجة ومش عارف ادى رأى لان بنتى حبيبتى خبت عنى حاجة رغم انى دايما جنبهت ومديها الامان تفتكرى دى حاحة تضايق ولا لا 


ابتسمت بحب على حنان ابيها الحبيب لتقول برقة ونعومة 

لا مش كدة خالص ونفيش حاخة وانا مخبتش بس مجاتش فرصة خصوصا ان الامر فى البداية مكانش يخصنى علشان كدة محكيتهوش ومع ذلك هحكيلك كل حاجة 

ثم بدات تقص عليه الامر من البداية من حيث اول لقاء لهم به الى التقاءهم له بالمزرعة وحديثه ثم عرضه عليهم للعمل لتنهى الامر هازة كتفيها قائلة بهدوء وبساطة 

بس ادى الموضوع من البداية وزى ما شوفت دة رأى عمو عزيز فيه بعد ما اتكلم معاه وكذلك كان رأى الحاج عبد الحميد انه شاب كويس ومحترم 


اومى برأسه بتفهم لينظر داخل عينيها متسائلا 

وانتى رأيك ايه فى الموضوع دة 


هزت كتفيها تقول بهدوء 

من وجهة نظرى انه بيحب جنا بجد مش عارفة موضوع الاحلام دى حقيقة ولا لا او وجوده فى المزرعة صدفة ولا لا بس الواضح انه بيحبها بجد نظرة عينه اللى بتلمع واللى بتبان للاعمى عينه اللى بتدور عليه وشه اللى بيضحك بمجرد ما بيشوفها لغبطته فى الكلام قدامها ومبيعرفش يجمع الكلام غير لما يودى وشه بعيد بيبان انه بيحبها مش عارفة هو واخد موضوع الشغل عنده دة كُبرى علشان يتقرب منها ولا لا بس هو فى العموم باين عليه كويس عاقل ورزين ومفيش عليه غبار 


اومئ برأسه ليقول بجديه 

مفيش شغل عنده لحد ما افكر واقرر فهمانى 


اتسعت عينيها بصدمة لتقول ب استنكار 

بس يا بابا 


هنا صدح صوته عاليا بغضب وهو يقف على قدميه ضاربا بيده على المقعد بقوة 

مفيش بس 


الى هنا وكفى وقفت وقد صدح صوتها رافضا ومستنكرا رفضه 

ليه بس يا بابا كل حاجة وليها سبب 


لم يستطع احتمال عنادها ورفضها الا تفهم تلك المعتوهة انها حياته وقلبه متعلق بها هى ابنته وصغيرته ونبض قلبه هى وحيدته ان حدث لها شئ سيموت ولما كل هذا فقط لاجل العمل هل سيلقى بها فى احضان نيران مجهولة بين يدى شخص ربما يكون معتوها مجنونا فقط لاجل امور تافهة ان كان على اثبات نفسها وكيانها ف لتثبتها فى مكان اخر وان كان على المال فهم لا يحتاجونه ربما حالتهم المادية ضعيفة ولكنهم مهما ان كان لن يلقو ب انفسهم فى التهلكة فقط لاجل المال وخاصة هى ابنته وحيدته وحياته ونبض قلبه هى من يحيا فقط لاجلها ولاجل حياتها هى فقط من يركض لاجل سعادتها هى ضحكتها من تعطيه الامان لن يلقى بها ابدا مهما حدث ف ليكسر رأسها العنيد ذاك ولا يطاوعها فهم لا ينامون من الجوع  


لتصرخ ايضا ببكاء 

ليه يا بابا انت مش واثق فيا مش واثق فى بنتك انت 

وقبل ان تكمل كلامها كان قد فقد اخر ذرات تحكمه بغضبه وخوفه لتجده يضرب المقعد بساقه بغضب ليسقط ارضا محدثا صوت مزعج فى حين امسكها من ذراعها صارخا بغضب 

ايه هو كلامى مش عاجبك عاوزة تكسرى كلمتى انا قولت لا يعنى لا ايه ماليش حكم عليكى انا لو كدة اكسر راسك وضلوعك وما اطلعكيش من باب البيت لو هتكسرى كلمتى فاهمة ان كنت  بضحك واهزر معاكى مش معناها ان انا مقدرش اشد انا كلمتى متتعادش انا مش براهن بيكى انتى وحيدتى ومليش غيرك ومش هرميكى واقف اتفرج هيحصل حاجة ولا لا 

ثم نفضها بعيدا صارخا بغضب 

تفتكرى لو فكر يعملك حاجة هنقدر نقف قدامه ابدا والله احنا فى الاول والاخر ناس على ادنا ودول ايديهم طايلة وانا مش هرميكى حتى لو حكمت متطلعيش من باب البيت لحد ما تتجوزى 


بكت بشدة وهى تجد والدها الحبيب يقسو عليها هكذا لتقول ببكاء وهى تجلس ارضا تضم جسدها بذراعيها تحتضنه ب الم 

ماشى مش هشتغل عنده بس البنات لو فكرو يشتغلو عنده انا هعمل ايه 


اقترب منها بخوف ليهدر بها برعب

اللى يغور يغور انا مش هراهن عليكى فاهمة انتى اللى ليا فى الدنيا ان روحتى راحت معاكى كل سنين عمرى 


ارفق كلماته بمد يده وهو يرغب فى تلك اللحظة ب احتوائها وطمأنتها وطمأنة قلبه فهى بالنهاية وحيدته ولا يستطيع تحمل بكاءها ولكن فى تلك اللحظة وجد يد تمتد لتلكمه بقوة ليتراجع للخلف بصدمة فى حين صدح صوت مرتعد فى الاجواء صارخا بخوف وهو يقترب منها ممسكا بها من كتفينا يوقفها من على الارض يتطلع اليها بلهفة يتفحص ملامحها بخوف ثم صدح صوته مرتعبا بشدة 

اميرة انتى كويسة؟ 


رفعت اميرة انظارها له بصدمة وقد فقد عقلها القدرة على التفكير وهى تجد اخر شخص تتوقعه على وجه الأرض يقف امامها فى حين سحبها خلف ظهرها ناظرا جهة سعد بغضب 

عملك حاجة المجنون دة اتعرضلك ب اى شكل من الاشكال؟


وقفت اميرة مكانها بصدمة وقد افقدتها الصدمة القدرة على النطق وهى تجد ما يحدث امامها اشبه بفيلم سينمائى فى حين وقف سعد بغضب وهو يجد شخص اخر يحمى ابنته منه ماهذا الغباء! بل والادهى من اين له ان يعرفها وكيف تقف تلك المجنونة مكانها هكذا مثل التمثال الحجرى كيف تقف مكانها هكذا وقد صفع احدهم والدها امامها ليخرج صوته جاهرا بغضب 

مين دة يا اميرة؟ 


يقسم ان كان ما بباله ليقتلها اليوم ويسوى جثتها بالارض ان كان ما بباله وحينما لم تجب صدح صوت الشاب ناظرا جهتها بخوف متسائلا برعب 

مين دة يا اميرة وعاوز منك ايه؟ 


تطلعت اميرة فى وجهه ثم ..... 


بسسس 

ياترى اميرة هتعمل ايه 

مين الشاب دة 

سعد هيعملها ايه سعد بينه وبين نفسه هنفخك😂😂

قرار جنا وشيرين ايه 

ايه حكاية شيرين 

البت شيرين عنيها فقر حسدت البت خلتها عملت خناقة مع ابوها😂😂 

 

google-playkhamsatmostaqltradent