Ads by Google X

رواية "لن نفترق " الفصل الثالث3 بقلم الكاتبة منة الله مجدي

الصفحة الرئيسية

   رواية "لن نفترق "   بقلم الكاتبة منة الله مجدي 



 رواية "لن نفترق " الفصل الثالث 3

ما احلي تلك المشاعر اللتي تنتابنا عند اللقاء
وما ارق تلك الاحاسيس......وما اصدق تلك القلوب
وما اجمل اللقاء

في صباح اليوم التالي
في كلية طب الاسنان وبعد انتهاء المحاضرة
استدعي مصعب بسمة في ادب
جفلت حينما سمعته يستدعيها وهي تفكر تري ماذا ستفعل وبعد وهلة من التفكير عقدت العزم علي الذهاب ولكنها لن تطالعه ستري ما يريد في ادب ثم ترحل في هدوء.......توجهت ناحيته تمشي علي استحياء ثم اجابت في هدوء
بسمه:نعم
تابع مصعب وهو يرمقها في سعادة
مصعب: ممكن تتحدديلي معاد مع والدك علشان
هاجي انا وبابا وماما واختي نطلب ايدك
انتابها احساس الفقد.....نعم ذلك الشعور الذي جاهدت هي وشقيقاتها بطيه وتخبئته في ثنايا قلبهم كيلا يتذكروه.......وقتها فعلا شعرت باحتياجها لوالديها الراحلين......وقتها علمت انها وحيدة.....نعم تمتلك شقيقتيها ولكن وحيدة......ليست كباقي الفتيات ......ينقصها شئ ما....بل اهم شئ في الوجود.......ولكن حقيقة ذلك الشعور لم يمنع احساسها بسعادة عارمة
فاردفت في استحياء
بسمه: انا هحددلك معاد مع همسه
اخرج مصعب هاتفه وتابع في حماس شديد
مصعب: ممكن نمره والدك علشان اكلمه
وقفت تكتب له نمرة شقيقتها همسة علي ورقة ثم اعطتها له في هدوء وهتفت في خجل
بسمة : دي نمره همسه اختي الكبيره كلمها
وتركته وانصرفت
رفع كتفيه كدلالة علي عدم اهتمامه واردف محدثاً نفسه بسعادة
خلاص همسه همسه هخلي فري تكلمها او ماما ونشوف هنعمل ايه
اما بسمة فتوجهت الي احد الاماكن المنعزلة ولم تستطع السيطرة علي دمعاتها اكثر وقررت مهاتفهة همسة التي شعرت بان قلبها يكاد يتمزق اثر بكاء شقيقتها.......فهي تعلم جيداً شعور شقيقتها في هذا الوقت.....ولكنها قررت التخفيف عنها ببعض المزاح
**********************
بعد عدة ساعات
هاتفت فريدة همسة واخذا يثرثران قليلا وحددت معها موعد علي ان يكون بعد ثلاث ايام.......وفي تمام الرابعة حضر سيف لاخذها
وقف يسألها باسماً في هدوء
سيف: هاه يلا نمشي
اومأت هي موافقة براسها في خجل وخرجا سويا
فتح سيف باب سيارته لتركب
فهمهمت بنبرة خجولة معتذرة
همسه:لا مش هينفع انا هركب في عربيتي
وامشي وراك
اردف متسائلا في دهشة
سيف:ليه ؟
تابعت هي بتوتر وخجل
همسه:معلش كده احسن ويلا بقي علشان منتاخرش
انصاع لرغبتها دون اعتراض علي الرغم من دهشته
وبعد وقت قليل وصلا الي القصر......هبطا من السيارة فهبطت منها في هدوء وعيناها تجوب في ارجاء المكان حتي استطاعت رؤية الكثير والكثير من التجديدات..........وما ان خطت بقدميها الي ارض الحديقة شعرت بخوف يجتاحها ولم تعرف سببه
فوجدت نفسها تطالع سيف بقلق لتستمد منه بعض الامان......فوجدته ينظر اليها باسماً وهو يهمس
سيف: متخافيش انا جمبك
اومات براسها في هدوء فتابع هو باسماً بحماس
سيف:كلهم مستنينك جوه
تقدم هو المسيرة وقررت هي ان تختبئ في ظله
كانت تشعر بتسارع دقات قلبها حتي خيل لها ان سيف يسمعها......فُتِحَ باب القصر الكبير فوجدت الجميع بانتظارها........وما ان رات جدها وجدتها حتي القت بكل الخوف والحزن.......القت بهمسة القوية التي اختلقتها لحماية شقيقتيها وحماية نفسها حتي من الناس والايام.......وركضت اليهما في شوق بالغ.........القت نفسها في احضانهما واخذت في البكاء كالطفلة الصغيرة.......عادت همسة بين ذراعيهما تلك الطفلة التي تركتهما ورحلت.......تلك الطفلة ذات السبع اعوام
اختلطت دموع الجميع وظلت هكذا في احضانهما لفترة من الوقت حتي بدات تستجمع قواها
فرأت اعمامها وعماتها وايضا ابناء وبنات عمومها
علي الرغم من تغير شكل الجميع بسبب تأثير العمر ولكنها تعرفت عليهم
اشار سيف الي والده باسماً
سيف:دا يبقي ........
قاطعته في حبور
همسة :عمو محمد
وذهبت لاحتضانه والترحيب به
ثم تابعا مسيرتهما مشيرة علي عمها الاخر باسمة
همسة :ودا يبقي عمو محمود
اومأ سيف راسه موافقا ًبعدما اتسعت ابتسامته
وصلت لسيدة تقف جوار عمها محمود واطرقت مفكرة لوهلة ثم تابعت باسمة بحماس
اومأ سيف راسه موافقاً بابتسامة
وحان الان مقابلة توئم والدها وجدت دموعهت تنهمر من عيناها تلقائياً وهي تحتضنه بقوة هاتفة بأسمه فهو توئم والدها المتماثل..... يملك نفس شكله وحتي صفاته.... بل انه حتي اكثر حناناً من والدها الراحل.......ضمها اليه بشدة فشعرت همسة انها تحتضن والدها وهذا ما جعلها تعود للبكاء بشكل اقوي.....وبكي هو معها......بكي الشقيق بداخله.. بكي عادي الذي فقد شقيقة دون حتي ان يودعه لاخر مرة
وبعد وقت قصير جففت دموعها وابتسمت وهي تستجيب لذراع تلك السيدة الودودة باسمة
همسة: طنط بثينه مرات عمو عادل
والان وقت مقابلة عمتو امال كما تدعوها همسة
واكثر المقربين لقلبها......ركضت همسة لاحتضانها واختلطت دموع الاثنان
اخذها سيف لتتعرف علي ابناء وبنات اعمامها
فهي لا تعرفهم......ابتسمت همسة عندما راتهم مصطفين يتضاحكون في فرحة لان شمل عائلتهم سيكتمل واخيرا......كانت فاطمة الاولي التي ركضت ناحية همسة واحتضنتها في فرح وسعادة
وهي تخبرها بسعادة
فاطمه:انا فاطمه بنت عمو محمد واخت الاستاذ سيف الصغيره وخلصت كليه اعلام
ثم اردفت بسعادة مصفقة بيدها في حماس
ياه اخيرا شفتك يا هموسه
احتضنتها همسة هي الاخري وهي سعيدة للغاية
همسه بابتسامة :شفتي بقي
ابتعدت فاطمة عنها قليلا بعدما ضيقت عيناها وتابعت بتوجس
فاطمه :عادي لو قلتلك يا هموسه صح؟
ابتسمت همسة واحتضنتها بحبور
همسه : عادي ونص كمان يافطومه
ثم وقفت بجوارهم فتاة اخري تعرف عن نفسها في حماس
عائشه :وانا بقي عائشة بنت عمو عادل في كليه سياسه واقتصاد
رفعت همسة يدها لاداء التحية العسكرية وتابعت مشاكسة
همسه :تمام ياحضره السفيره
ضحك الجميع اثر فعلتها
فتابع احدهم معرفاً عن نفسه بعدما مد يده لمصافحتها
كريم :انا بقي كريم اخو عائشه الكبير ابن عمو عادل في خامسه هندسه
اعتذرت همسة بصوت منخفض وابتسامة هادئة لعدم مصافحتها الرجال
ابتسم هو بخفة مدارياً حرجه و رفع يده الي شعره
وضحك الجميع علي اسلوبه
اخذ سيف يتطلع اليها في حب وفرحة...شارداً في ابتسامتها الملائكية.......اسلوبها المهذب...فرحتها التي تشبه فرحة الاطفال......برائتها.....لمعة عيناها وعفويتها ومسحة البراءة التي تكلل وجهها
وتابعت باسمة في هدوء
انت اكبر من نسمة بسنتين هي كمان في تالتة هندسة
اردف اخر باسماً
احمد : وانا بقي ياستي احمد ابن عمو محمود وفي تانية طب اسنان
اردفت هي باسمة
همسة :دكتور يعني زي بسمه ......بس هي اكبر منك بسنه واحده
اردفت فاطمة متسائلة
فاطمه:امال هما فين يا هموستي ليه مجوش معاكي
تابعت همسة معتذرة بعدما تغيرت قسمات وجهها لقليل من التوتر
همسه:انا مقولتلهمش اصلا اننا جايه بس وعد
هجيبهم المره الجايه ان شاء الله
تابعت حياء باسمة
حياء :وانا بقي ياستي ابقي حياء دكتوره بيطريه
ثم تابعت مازحة
او زي ما بيقولوا بتاعه بهايم بنت عمو محمود واخت احمد الكبيره
ضحكت همسة علي تعبيرها
وحان الان دور اصغر افراد العائلة عمراً
جائت تمشي الهويني في خيلاء وتابعت ببرود
شرين : انا بقي شرين بس قوليلي يا شري وفي كليه اعلام
دهشت همسة من رد فعلها ولكنها ابتسمت في هدوء وتابعت باسمة
همسه :ماشي ياشري
وبعد انتهاء حفلة الترحيب ذهبت همسة للجلوس مع جدها وجدتها والتحدث معهما قصت عليهما ماحدث معهما منذ وفاة والديها وشقيقتيها
شعر الجميع بالفخر مختلطاً به الحزن لما عانته تلك الفتاة.....تابعت جدتها في اضطراب
الجدة : هموستي حبيبتي انا عايزه اطلب منك طلب.........انا عارفه كل المشاكل اللي حصلت وان ابوكي مشي من البيت بعد ما اتخانق مع جدك ومع اخواته......بس مخدش نصيبه في اي حاجه يعني .......
وتابع جدها في هدوء
واكمل جدها:انتو ليكوا نصيب في كل حاجه البيت والشركات والمصانع وكل حاجه فاحنا عايزين نطلب منك طلب .......
اردف عادل متابعاً في توسل
عادل :يعني يا هموستي هاتي اخواتك وتعالو بقي عيشو معانا هنا احنا نفسنا بقي نتجمع كلنا تاني ووالله هنشيلكوا علي كفوف الراحه وبعدين دا بيتكوا يابنتي يعني مش ضيوف وليكوا هنا حق زينا ويمكن اكتر شويه
هتف جدها مرة اخري في رجاء
جدها: وبصي يا بنتي لو معجبكوش الحال مش هنجبركوا علي حاجه وتقدروا ترجعوا تاني بيتكوا جربوا مش هتخسروا حاجه
شعرت همسة بالسعادة البالغة فهي الان تستطيع ان تموت وهي مطمانه علي شقيقتيها
فتابعت في ريبة من رد فعل شقيقتيها وهي تفكر ايضاً كيف ستتحدث مع شقيقتيها من الاساس لا تعلم حقيقةً ولكنها وجدت نفسها تتابع في هدوء
همسة :طيب ممكن تسيبولي فرصه لاخر الاسبوع افكر
وانتهت الزيارة ثم عادت الي المنزل فوجدت شقيقتيها جالستان الي طاولة الطعام
فتابعت تؤنب شقيقتيها مازحة
همسة: ايه مفيش اي احساس بالمسؤليه طيب كلموني طيب....... اعملوا اي منظر اطمنوا عليا
اردفت نسمة بينما امتلأ فمها بالطعام وهي تشير اليها بالجلوس
نسمه:معلش بقي دي ساعه اكل اقعدي دلوقتي وبعدين نتناقش
انفجرت همسة ضاحكة علي مظهر شقيقتها
همسه : اعوذ بالله دايما همك علي بطنك كده الله يكون في عونه
اخذت بسمة في الضحك ومعها همسة التي وضعت حقيبتها جانباً وجلست معهم الي المائدة وقصت عليهم حديث فريدة واخبرتهم بموعد اللقاء
واثناء مزاح نسمة مع شقيقتها وجدت همسة نفسها تتمتم تلقائياً
همسة :انا كنت النهارده عند تيتا
تابعت بسمة طعامها وهي تسأل في دهشة
بسمه:ايه تيتا مين ؟!
ولكن نسمة لم تعلق حتي لم تبتعد عن طبقها
بل ظلت تتناول طعامها كما هي في هدوء
تابعت همسة متوجسة خيفاً وهي تطالع نسمة قلقةً من رد فعلها
همسه: انا كنت عند تيتا مامه بابا ورحت شفت اعمامكوا وولادهم كمان وشفت جدو
وضعت همسة شوكتها في طبقها محدثة صوت اسري رعدة خفيفة في جسدها جعلتها تجفل اضطراباً
اردفت بسمة متسائلة في دهشة
بسمه:ايه دا هو احنا لينا قرايب عايشين ؟
اومأت همسة براسها باسمة في اضطراب
همسه:ايوه يا حبيبتي وكمان عايزينا نروح نعيش معاهم
وفجاءة القت نسمة ملعقتها وابعدت طبقها
وهي تصيح بشقيقتها في حنق دموعها تنهمر من اعينها في هدوء
نسمه:وكانوا فين القرايب دول يوم موت بابا وماما كانوا فين لما خالتنا كانت بتنهش في لحمنا....كانوا فين دول وهي كل شهر بتاخد مننا فلوس علشان مترفعش قضيه تطالب فيها بتربيتنا........كانوا فين وانتي بتدرسي وتشتغلي وتذاكريلنا وتهتمي بينا علشان منطردتش من المدرسه........كانوا فين وانتي شايله كل البيت علي كتافك ومحدش حاسس بيكي
كانوا فين لما سبتي المدرسه ونقلتي لمدرسه تانيه علشانا......علشان توفرلينا الفلوس.....كانوا فين دول لما تعبتي وكنتي شبه بتموتي ومع ذلك مرضيتيش تقوليلنا..........كانوا فين لما بسمه تعبت ودخلت المستشفي.......كانوا فين وانتي شايله كل دا لوحدك......كانوا فين دول ولا يعرفوا عننا ايه......كانوا يعرفوا احنا عايشين ازاي.....كانوا يعرفوا خايفين ولا لا.......كانوا يعرفوا بناكل اصلا ولا لا.......كانوا فين
انهت كلماتها وتوجهت لغرفتها باكية
شاهدت بسمة حزن وانكسار همسة ولكنها لم تعرف بماذا تواسيها فتابعت في اضطراب تحاول التخفيف عن شقيقتها الكبري
بسمه:معلش ياهموستي هي مضايقه علشان امتحانات الفاينال قربت وخايفه....وعلشان كده خرجتوا فيكي حقك عليا
تابعت همسة باسمة وهي تحاول ان تخفي ستار الدموع الذي غلف عيناها
همسه:مفيش حاجه يا حبيبتي خلاص مش مشكله خشي بس هديها وعايزاكوا تعرفوا اني مش هجبركوا علي حاجه ابدا ومحدش هيقدر يعملكوا حاجه طول منا عايشه
طبعت بسمة قبلة علي وجنتها وتوجهت الي نسمة......اما همسة فتوجهت للمطبخ......واخذت تبكي في صمت و تفكر
همسه: ياتري انا قصرت معاهم في حاجه ياتري انا محسستهمش بالامان الكافي ياتري فعلا كانوا خايفين ومش مطمنين وهما معايا.....ياتري قصرتي معاهم ياهمسه ومعرفتيش تعوضيهم عن كل حاجة وهما معاكي ياربي انا اكيد قصرت معاهم في حاجه

يتبع الفصل الرابع 4: اضغط هنا
الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة: "لن نفترق " اضغط على أسم الرواية

google-playkhamsatmostaqltradent