Ads by Google X

رواية وإلى الأبد الفصل الثاني 2 بقلم هاجر عبد السميع

الصفحة الرئيسية

   رواية وإلى الأبد الفصل الثاني بقلم هاجر عبد السميع


رواية وإلى الأبد الفصل الثاني 

أمتدت يده نحو مكابح سيارته يوقفها، نظر لمرآه سيارته الفارهه وهو يعيد ترتيب خصلاته الشقراء ، نظر لهيئته مره اخيره شملت إحمرار وجهه القمحى من الحماس ، ترجل من سيارته واضعاً هاتفه بجيب سترته البنيه، توقف لثوانٍ ينظر لبناء صغير أمامه نظره يفحوها الاشتياق!
دخل البناء بخطوات سريعه وصعد سلالم البناء المتهالكه حتى وصل لباب ازرق باهت عريض الجُنب ، زفر زفيراً أخرج به جزءاً من حماسه..
دق الباب بإصابع مرتعشه، ليسمع صوتها!
ويا له من ثأثير!
فُتح الباب بصرير متباطئ، ليراها !
تضع شال ازرق تُخفى به شعرها ورقبتها ..
سرعان ما همست بذهول:: أدهم!
تقدم خطوتين بإندفاع غير مقصود ، يقول بصوت اجش حانى:: وحشتينى .
جحظت عيناها بدهشه لتقول بإستدراك:: انت جيت أمتى؟
توترت اكثر عندما تلاشت إجابته وهو يحدق بكل إنش من وجهها بلمحه من الاشتياق المتيم!
نظفت حلقها وقالت بخجل :: بابا مش موجود ويعنى مش هقدر اقولك اتفضل
فاق من حاله فقدان الاستدراك عند ملاحظته لحاله التوتر التى اشعلها بوجوده !
هز رأسه بتفهم وقال:: مفيش مشاكل انا كنت جاى اطمن عليكى اول ما رجعت من السفر ..
حمحم بعدها بعصبيه ليخفف من ضغط أفكاره مكملاً:: وكمان تليفونك مقفول معرفتش اتصل بيكى..
مطت شفتيها قائله بإسف:: تليفونى اتكسر ووديته للتصليح..
نظر اليها نظره اخيره قبل ان يقول :: انا ماشى، وبإذن الله جاى بالليل يكون الهوارى وصل ..
هزت رأسها دون تعليق وهبط
أدهم الدرج بسرعه تابعته فريده بعينيها حتى تلاشى من ناظريها..
وببطء!
ظهرت إبتسامه جميله على ثغرها لتهمس اخيراً بقولها:: وانت كمان وحشتنى جدا..!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ينظر للفراغ أمامه
يشعر نفسه ما بين نارين، التخلى عن ضميره ام الإبلاغ يعلم حد اليقين بإنه قد يُكلفه حياته !
نظر بشرود لإمواج البحر المتلاطمه أمامه تشتد وكأنها اكثر من تعرف بحيرته الظلومه!
زفير متثاقل أخرجه بتمهل ، الذكريات تتوالى بالتصدر حتى أعتصر وجهه بين كفيه ولاول مره وعلى مدار ستين سنه يشعر بذلك العجز!
يا ليت الامرَ متوقف على حياته..
فقط!
لاح طيف إبنته الوحيده على الشاطئ تبتسم اليه فى وداعه..
أغمض جفنيه يُلاشى بها لمعات عجزه..
اللهم يا ربى
قالها بصوت مرتجف ناظراً للسماء بإستنجاد ..
صدع صوت آذان العصر يقطع شروده ..
قام من مجلسه منتشياً بإخر لفحه يود، نظر للبحر مره اخيره وسار ناحيه المسجد القريب ..
توقف قليلاً يراقب الداخلين للمسجد، دخل بخطوات مرتعشه وذهن شارد..
أُقيمت الصلاه ركع فسجد، بمجرد ملامسه طرف أرنبة أنفه الارضيه تساقطت دموعه بكثافه، شهقه مفزعه صدرت منه تحمل بين طياتها أقسى أنواع العجز..
أكمل صلاته ، فجلس القرفصاء متغاضياً عن نظرات المصلين من حوله..

تراجع للخلف وهو يشعر بحاله الذبذبه التى أحدثها بشهقته الطويله والمفزعه..
أخيراً ..!
بلل شفتيه قائلاً بصوت أجش:: ساعدنى ياربى ...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تنظر للمرآه شاردهً فى الايام القلائل التى تفصلها عن حفل عقد القرآن ،تطلعت بعينيها الخضراء للسيده المنعكسه صورتها وهى تقترب منها ويعلو على ثغرها إبتسامه جميله، وضعت السيده يديها على رأسها وهى تقول بإعجاب :: اللهم بارك ..
استدارت خلفها، ناظره للسيده فى تأثر عميق سرعان ما تبللت رموشها بدموع الامتنان ، أمسكت يدها تقبلها لترفع رأسها قائله::ماما انا آسفه جداً ..
عقدت والدتها حاجبيها بتعجب والتفتت خلفها تُجذب مقعداً ، جلست وهى تمسح دموع ابنتها قائله بتعجب::جيهان!
اسفه على ايه بس؟
زمت جيهان شفتيها الملتمعه وقالت:: على كل حاجه ، على اى لحظه بكيتى فيها عشانى، على اى لحظه جيتى فيها على نفسك، على تضحياتك يا أمى..
أكملت وهى تبعد خصله شقراء فرت تُزعج جبينها المبتل:: تعرفى يا ماما انا ساعات بحس انى مستهلش عمر ابداً..
تنهدت بإسى لتُكمل:: عمر عمل حاجات كتير جداً عشانى ضحى بسعادته زمان عشان سعادتى انا..
بللت شفتيها ثم اكملت:: ربنا كرمنى بعمر، رغم ان......
بترت والدتها حديثها بقولها::اوعى تقولى كدا تانى، عمر هيلاقى فين واحده زيك جميله ومحترمه وبتراعى ربنا..
نظرت اليها جيهان بحزن وقد علت ابتسامه مريره مرتعشه على ثغرها، ابتلعت غصه المآسى من حلقها وقالت بحنين :: انا بحبه اوى يا ماما..
أحتضنتها والدتها بتأثر ولم تمنع تسلل نظره التعجب من عينيها، فالخوف قد زحف نحوها فى ترقب، أغمضت جيهان عينيها تدفن رأسها بعنق والدتها، تسترجع ذكريات ما قبل الحين...!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دخلت غرفه والدتها تستنشق رائحتها،ألم استمر بضع ساعات فقط !
قبل
بضع الساعات كانت تُدفن وجهها بين ذراعى والدتها تشتكيها من ويلات الزمان!
دفنت وجهها بالوساده تصدر شهيق مكتوم، اللهم رحمتك
اليست رائحه عابقه فى الوساده مجرد ذكرى؟
أهذه نهايه قصه؟
نهايه!
اشتد البكاء حدهً عندما تذكرت بإنها نهايه لقصه مؤلمه عاشتها والدتها!
شعرت بيد بارده تجول على شعرها بحنان، رفعت وجهها الباكى بسرعه،حملقت للحظات حتى
أجهشت بالبكاء عند رؤيتها لطيف والدتها تبتسم اليها، أقشعر جسدها بإشتياق !
إشتياق ولم يمرعلى دفن والدتها الساعه
فكيف تمر أعقاب السنين دونها !
أتكتفى بريحه عالقه فى الوساده وطيف غير مرئى مرَ من نسج خيالها!
بسملت حتى تلاشى الطيف المبتسم،وضعت رأسها على الوساده مره أخرى ناظرهً بشرود لسقف الغرفه المتشقق ودمعات ألم الفقد تسيل من عينيها ببطء...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صباح الجمال على أغلى الناس
قالها زياد بمرحه عندما وصل لتجمع الشباب بحرم الجامعه ..
لطم احد الشباب وجنته كالنسوه قائلا بضياع::جمال ايه يا عم زياد
ثم اكمل وهو يشير لنفسه:: عصام اللى هو انا يعنى شلت السنه ..
نظر اليه زياد ثم قال بإسى مصطنع:: بجد!
زعلت جداً ..
لكزه صديقه الاخر وقال:: بيتكلم بجد المرادى..
لوح زياد بيده وقال:: يعم على طول عصام بيقول كدا وتلاقيه فى اخر السنه هوب الاول على الدفعه ..
ضيق عصام عينيه:: اه عينيك ديه اللى جابتنى الارض ..
لكزه صديقه عمار فجأه قائلاً::بنت كليه تمريض أهى هناك..
رفع زياد رأسه ينظر لتلك الفتاه التى تقف على بعد منهم تتحدث مع فتاه أخرى، بَعُدَ بناظريه عنها عندما تلاقت أعينهم ليقول وهو يحك جبينه بتوتر::انا مش ناقص مصايب ..
ضحك صديقه الاخر يقول:: سيبه يا عم عمار مش فاكر اخر مره لما كلم بنت
أخوه عمله ايه ..
أجابه عمار بضحك:: وديه حاجه تتنسى دا ضربه فى قلب الجامعه هنا ..
نظر اليهم زياد بغضب رافعاً يده يضرب عنق عمار بقوه، صرخ عمار بإلم ينظر اليه وهو يكاد يكتم ضحكاته المتشفيه..
أعاد زياد نظره لتلك الفتاه الجميله التى رآها منذ فتره فى حرم الجامعه تتسامر مع صديقتها بجامعتهم ..
أغمض جفنيه مفكرا بعمر أخوه ذاك الذى يقطع عليه أيامه المتسليه، قد تذكر عوده أخيه الحتميه ل
مصر..!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بثقه!
يسير بخطوات سريعه نحو غرفه مكتبه، خلع نظارته السوداء التى تُخفى سودوايه عيناه البارده لتظهر نظرته البارده مُقلب نظراته نحو سيده شقراء هبت واقفه بإرتباك فور رؤيته..
توقف وهو يشير لها بيده التى تُمسك نظارته ذاتِ الماركه يقول بجديه خشنه::توشه كلمى مازن يحجز تذكرتين لمصرحالا..
حمحمت تُخفى إرتباكها وقالت بلهجه لبنانيه مُتكسره:: تمام مسيو عمر بإقرب وقت رح أحجز التذاكر، بس لشو التذاكر بهالوقت..
ثم أكملت بإرتباك وهى تلاحظ تغير نظراته البارده للحده:: يعنى بقصد صفقه ا....
شيعها بنظره بارده قبل ان يفتح باب المكتب ماراً من جوارها كأنها طيف لا يُسمع !
زمت شفتيها بيأس وهى تجلس على مكتبها بفتور اعتيادى على تصرفات رئيسها البارده!
أغلقت جفنيها فجأه عندما أنتعشت برائحه عطره الفواحه التى لم تزل بتلاشى صاحبه...
دخل عمر المكتب وخلع سترته السوداء رامياً الستره بإهمال على اريكه وثيره ..
إقترب من المكتب وهو يُبعد خصله سوداء وقعت على جبينه بجلوسه وقبل ان يمسك بملف ازرق متين قطعه إتصال من هاتفه، أجاب بتردد عند رؤيته لإسم والدته يظهر على الشاشه..
السلام عليكم
قالها عمر وما هى الا ثوانٍ حتى هب بفزع كالملسوع يخلع رداء بروده ناطقاً بشفتين مرتجفتين::
ايــــــــــــه! 

يتبع الفصل الثالث  اضغط هنا
google-playkhamsatmostaqltradent