Ads by Google X

رواية وإلى الأبد الفصل الأول 1 بقلم هاجر عبد السميع

الصفحة الرئيسية

   رواية وإلى الأبد الفصل الأول بقلم هاجر عبد السميع


رواية وإلى الأبد الفصل الأول 

دقات مرتفعه على باب غرفته تطرقها فتاه بإيدى مرتعشه صارخهً بذعر :: عمر افتح بالله عليك .
إجابته هى زهريه اصطدمت بالباب لتبتعد بخوف شاخصهً بصرها ناحيته بنظرات ضائعه، ابتلعت ريقها بخوف جلىّ وهى تقاوم إلحاح يدها لتُعيد الطرق مردده :: عمر، عم...
فُتح الباب فجأه ليظهر شخص طويل القامه ذى شعر اسود مشعث يُغطى جبينه الأسمر ، نظر اليها بعيناه السود نظره مظلمه وعتاب شرس اقرب منه الى الكره يطلُ من عينيه، وقبل ان تقترب بتلهفٍ هائم، التقطت عيناها السلاح الذى يحويه يده يعتصره بكفه
وكأنه يُكبت آلامه فيه !
ابتعد عنها بناظريه يقول بصوتٍ اجش:: ابعدى ..
رفعت كفيها وهى تقول بحذرٍ بالغ:: حاضر، بس....
أنين أصدرته وهى تحاول ان تُسكت صرخه فزعه عندما حك رقبته بفوهه السلاح..
عمر سيب السلاح إهدى وخلينا نتكلم بهدوء
قالتها الفتاه بصوتٍ مرتعب، متقطع ..
لوهله خُيل إليها تلألأ عينيه وكأنه قد أخذ حظه من البكاء!
تجاهلها بتركها صاعداً سلالم القصر بسرعه
هرولت خلفه بخطوات متعثره وهى تناديه بإرتياب :: قولى طيب فى ايه ؟
قال دون اى إلتفاته :: عندى حساب من زمان وهصفيه حالاً ..
شد زناد السلاح وهو يُكمل صلب خطواته ..
دفعه قدم قويه جعلت مزلاج باب الغرفه المنشوده ينكسر ..
هب الشاب الجالس امام حاسوبه منتفضاً بفزع وكهبوب الريح كان عمر يحشره قرب الحائط رافعاً سلاحه نحو رقبته قائلاً بصوتٍ جامد:: فريده فين ؟
ابتلع الشاب ريقه بخوف ناظراً للسلاح بذعر وقال:: معرفش ،والله العظيم معرفش ..
ابتعد عمر فجأه ليلتقط الشاب أنفاسه المسلوبه
ما دامت راحته ثانيتين حتى حشره عمر مره اخرى بقوهٍ أشد وهو يضغط على رقبته بإبهامه ويده الاخرى تنتصب بالسلاح على رأس الشاب ليقول وهو يجز على أسنانه::يونس فين؟
إشتمَ رائحتها وسمع انفاسها المرتجله ليقول بتحذير
::إياكى..
ثم اكمل وهو يزيد من ضغط إبهامه::أقسم بالله المرادى سكوتك مقابل رصاصه ..
تبادلا النظرات وهى تحيكُ الكثير من الذكريات الخطره،تراقبهما الفتاه وهى تميل بجسدها على باب الغرفه المنكسر مخافه الانزلاق من أرجلها المرتعشه خوفاً ..
إمتص عمر سكوت المكان بقوله:: إنطق..
تعلقت نظراتهما ببعضهما إحداهما مشتعله بالندامه والاخرى مولعه بنار الخيانه..!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قبل سنه واحده

اقبلت فتاه شابه فى بدايه العشرينات ذات شعر اسود مموج وعينان سود تنتقلان باحثهً بإرجاء المقهى عن ضالتها، انفرجت شفتاها بإتساع عندما رأتها هناك شارده
كالعاده!

اقتربت بسرعه وجلست قبالة الفتاه التى لم تلحظ آتيان احدهم ..
أخرجت دعوه مزخرفه من حقيبتها وما زالت شفتيها تحتفظ بإبتسامه ثم وضعتها امام الشابه الشارده..
فصّلتها بدءاً من حجابها الازرق الذى يحتضن وجهها الابيض المنمش بنمش أحمر منقط على وجنتيها الى عينيها البنيه الشارده بنقطه ما فى الفراغ..
طرقعت أصابعها لتُجذب انتباه الفتاه..
اجفلت الشارده ثم نظرت لذات الشعر المموج لتقول بتعجب:: يُسر!
القت يُسر نظره سريعه على الدعوه وقالت بتهديد:: لازم بقا تيجى المره ديه يا فرى ..
القت فريده نظره سريعه على محتوى الدعوه سرعان ما ارتفعت آثار الصدمه على وجهها لتهمس بخفوت::مش معقول !
نظرت الى يُسر بسرعه وقالت بسعاده:: ألف ألف مبروك
همت بالوقوف واحتضنت يُسر وهى تُطرب اذنيها بالمزيد من التهنئه والتوفيق ..
ازاحت يُسر خصله من فوق عينيها قائله بسعاده:: مكنتيش مصدقه مش كدا، انا نفسى لحد دلوقتى مش مستوعبه ..
لمعت فريده عينيها بفرحه قائله :: خالص لإنهم اتخطبوا قريب جداً ..
كادت ان تتفوه يُسر بشئ لكن قاطعها شاب قصير القامه وسيم الطلعه ، حمحم بخشونه قائلا
:: السلام عليكم ..
رمقته يُسر بنظره إستحقاريه وهمت بالوقوف قائله::رايحه المكتبه يا فريده، هبقى أكلمك بعدين ..
قالتها ثم سارت بسرعه مبتعده وهى تهمهم بالسباب...
جلس الشاب ليقول:: عامله ايه يا فريده؟
ابتعدت بنظرها عنه وهى تطرق اناملها على الطاوله قائله::وعليكم السلام ..
ثم تخلت عن هدوءها بقولها :: انا هقوم دلوقتى من هنا بس
اكملت وهى ترفع سبابتها بتحذير هادئ:: والله لو اتكلمت معايا فى نفس الموضوع تانى صدقنى ساعتها مش هبقى بالهدوء ده..
هبت واقفه بعدما وضعت ورقه ماليه على الطاوله
وفى غضونِ دقيقه كانت قد غادرت المقهى نظر الشاب بشرود نحو خط سيرها سرعان ما استفاق على صوت النادل، هز رأسه ينفض شروده لينتبه لدعوه مطويّه موجوده امامه، أخذها متعجباً وقرأ محتواها بصوتٍ خافت:: يشرفنا نحن عائله الرشيدى بحضوركم لعقد قرآن نجله عمر محمود طه الرشيدى !
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يعنى إيه مش هيجى هو عاوز يموتنى بالقهر صح!
قالتها سيده فى بدايه الخمسينات وهى تلوح بيدها بإنفعال ..
زفر الشاب الماثل أمامها بيأس ليقول::مدام ثريا انا اصلاً مش عارف أقابله عشان أقنعه حتى..
زحف الغضبُ نحو وجهها الأبيض المتجعد سناً وقالت:: انا تعبت والله تعبت..
نظر إليها معتصم ببعض الإشفاق:: انا بإذن الله هتصل بيه تانى وهقنعه..
هزت رأسها بعصبيه :: ياريت يا معتصم، ياريت
هز رأسه بتفهم ليبتعد من أمامها مغادراً القصر، اصطدم بجسد صلب ليتقهقر خطوتين للخلف
ما طالما انت هنا يبقى فى مصيبه هتحصل ..
قالها الشاب لمعتصم، نظر اليه معتصم بغضب ليكمل الشاب :: او حصلت ، الله أعلم ..
رمقه معتصم بنظره غاضبه وهو يمر من جانبه ، أمسك الشاب برسغ يده قائلاً بقلق:: ثريا مالها بقى..
ضربه معتصم على عنقه:: تأدب يا ولد ايه ثريا ديه!
اغمض جفنيه بملل وقال:: قول بقا ادخل ولا اهرب ..
سار من جواره تاركاً خلفه الشاب متخبطاً بين افكاره..
اخذ شهيقاً قوياً هامساً:: إستعنا على الشقا بالله ..
دخل القصر بخطوات متعرقله ، وهو يتخلل شعره البنى بإصابعه فى قلق مفرط ..
لمحته وهو يقف بتوتر لتصيح بصوت عالٍ:: تعالى يا حبيبى، هى جات عليك ..
إلتقط حقيبته واقترب منها بخطوات بطيئه ، توقف امامها وقال بإندهاش مصطنع :: فى إيه الدنيا حصلها إيه!
جلست على المقعد الوثير خلفها وهى تقول بضياع:: عمر مش هيجى الا قبل كتب الكتاب بيوم وبكدا الحفله اللى بحضر فيها إسبوع هتتلغى ودا ليه
صرخت فجأه:: لإن البيه عنده مشاغل وقافل تليفونه..
جفل لصراخها ليقول بتلعثم:: بجد، لا عمر بيهرج ازاى يعنى و الحفل.....
قطع جملته وهو يرى نظرات والدته المريبه نحوه، تقدم إليها وقال بحذر:: فى ايه حضرتك بتبصيلى كدا ليه؟
مش مطمنالك يا زياد ومش عارفه ليه!
أردفت بها وهى تنظر اليه فى تشكك..
رفع راحتيه قائلاً بتخوّف:: صدقينى يا أمى انا معرفش اى حاجه غير ان عمر مش ناوى ينزل دلوقتى..
ضربت كفيها فجأه وهى تهم بالوقوف قائله بإنتصار:: وقعت
اشارت اليه قائله:: إتصل بيه حالاً..
فرك جبهته بتوتر ثم أخرج هاتفه من جيبه وقال:: مش تليفونه مقفول..
إنتزعت هاتفه من يده قائله بلهجه آمره:: إفتح..
استخدم بصمه إصبعه هامساً بإرتباك:: ماما ادخلى على لوحه الإتصال بس..
لوت فمها بإستنكار وهى ترى كم الرسائل المرسله، تغاضت عنها و إتصلت بعمر ..
اهو تليفونه مقفول..
قالها زياد بصراخ فرح عند سماعه صوت إنهاء الاتصال وكأنه انفلت من عاقبته..
أعطته الهاتف بيأس، ناظره اليه بنظراتها المتشككه، قابلها هو بنظراته السمجه وإبتسامته السذجه.....
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تقدمت فتاه فى عقدها الثالث ذات شعر بنى قصيرو عينين خُضره تجوب بها القاعه، سمعت خطوات بطيئه تتقدم نحوها،ارتفعت إبتسامه جميله على ثغرها الصغير عندما سمعت صوتاً يقول:: ملكه جمال جامعه القاهره آنسه نرمين مشرفانا هنا..
التفتت تنظر لصاحب الصوت لتهز رأسها فى استنكار وقالت بيأس :: مش هتبطل تصرفاتك ديه ابداً..
وانتى مش هتبطلى تحلوى ابداً؟
قالها وهو يبعد خصله ثائره من فوق جبينها
اتسعت إبتسامتها راضيهً عن إطراءه، سرعان ما ابعدت يده عن شعرها لتقول بتوتر:: مصطفى انت كنت فين انا بدور عليك من بدرى ؟
هز كتفيه قائلاً بلامبالاه:: كنت عند فريده
احتدت عينيها فجأه وقالت بإنفعال :: وكنت عندها ليه بقا؟
ثم أكملت بحده مقتربهً منه خطوتين :: مصطفى انا خايفه عليك خطيبها لو عرف اللى بتعمله معاها دا والله مش هيرحمك!
مصمص شفتيه وهو يقلب عيناه بملل وقال :: ومين هيقوله..
ثم اكمل وهو يُضيقُ عيناه::الا.. الا لو انتى قولتيله!
لوحت يدها بإستنكار قائله:: انت غبى يبنى، اقرب صاحبه ليها هى اخته !
تراجع للخلف ووضع كلتا يديه بجيبه قائلاً بثقه:: يُسر متقدرش تقوله عارفه ليه ؟
اكمل بهمس مقترباً بوجهه منها:: عشان هتخاف على فريده من اخوها..
غمز اليه بطرف عينه وقال :: فاهمه!
ابتعدت عنه وربطت ذراعيها امام صدرها وهى تنظر اليه بريبه من تلميحاته ...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إنخفض بجذعه تحت طاوله المكتب امامه ملتقطاً فلاشه صغيره وقعت من بين يديه دون قصد..
تأوه بإلم من تفاقم الالم فى ظهره نتيجه لعامل السن ..
وضع الفلاشه فى مكانها المخصص بالحاسوب وهو يدلك ظهره بنعومه..
فجأه!
تجمدت جميع حواسه عن العمل ،ألم ظهره قد تبدد او انبتَّ!
الحاسه الوحيده التى لم تفقد وظيفتها هى عيناه التى تجمدت تنظر للحاسوب بصدمه، جذوه حارقه ابتلعها لتُعيد حاسه أخرى لوظيفتها وهى السمع !
سمع خطوات وزجر عنيف يصدر من خارج مكتبه، وظيفه اخرى عادت للعمل وهى الادراك، وفى جزء من الثانيه ، انتزع الفلاشه من الحاسوب ووضعها تحت طاقيته خفيه..
أغلق حاسوبه تزامناً مع الشخص الذى اقتحم غرفته ..
رمى الشخص ملف سميك على مكتبه صائحاً بغضب:: ملف الاتحاديه يتراجع تانى فوراً ، لان فى واحد غبى وقع مجهود كل اللى عملناه فى الشهر اللى فاتت بسبب غلطه تافهه..
انتبه الشخص لمظهر الرجل المذعور ليقول :: فى حاجه حصلت يا هوارى ولا ايه؟
اجاب بسرعه :: لا لا مفيش حاجه..
هز رأسه بإستغراب وهو يرى حملقه الرجل به فى حاله من التوهان..
رفع كتفيه بلامبالاه وهو يخرج من المكتب صافعاً الباب خلفه صفعاً قوياً إنتشلت الرجل من حاله التوهان ، رفع يده نحو طاقيته يتحسسها ماسحاً بيده الاخرى جبينه المتعرق ..
فتح حاسوبه مره اخرى يثبت نظراته به والافكار تتوالى بالعصف لا ترحمه،اغرورقت عيناه بالدموع
ليهمس اخيراً بصوت مرتجف:: مستحيل...

يتبع الفصل الثاني اضغط هنا
google-playkhamsatmostaqltradent