Ads by Google X

رواية عشق أمير الجان الفصل التاسع عشر 19 - فرح إبراهيم

الصفحة الرئيسية

     رواية عشق أمير الجان الفصل التاسع عشر 19 بقلم فرح إبراهيم

  • ملحوظة قبل البدأ لما تبحث عن الرواية أكتب في جوجل (رواية عشق أمير الجان دليل الروايات) لكي تظهر لك جميع فصول الرواية

رواية عشق أمير الجان التاسع عشر 19

دقات الطبول تتعالي في مقطوعه الموت بينما تداخلت معهم الابواق ترسم انغامها فوق اوتار الجحيم..!! 
دلف بخطي سريعه وهو يلهث حتي يقابل تلك الاعين الجحيميه التي يرتعد لها عالماً بأكمله 
: سيدي تحصين السد انهار... 
كان يجلس بهيبته و وقاره المعهود يعد من الخطت المدروس منها ولكن جائت كلمات خادمه نازعه له من شروده ليهتف بصوته القوي 
: مين قدر يعمل كدا ؟!.. وامتي نفذه..؟! 
بلهفه وقلق اجاب : سيدي احنا رهن أمرك.. لكن الي حصل ده خارج ارادتنا احنا اتفاجئنا بالتحصين اتهد لما شعرنا بإهتزاز حجر الامفانوس المحفوظ وده مش بيحصل غير لما خدام الشر ييكونوا مقبلين علي الاذيه.. وبالفعل عرفنا انه اتهد عن طريق تتبعنا لخدام الحيانوش.. الي في طريقهم دلوقتي لخارج الارض.. 
اشتعل عيناه بغضب جحيمي يعلم من يراه انه هلاكاً تلخص في تلك الحدقيتن..!! 
شد فوق قبضته واعتصر اسنانه حتي شعر الخادم بإهتزاز الارض من تحت قدميه لغضبه : التي اتجرأ وفكر يأذي الامير سيمرائيل كتب عليه الهلاك العسير..!! 
ليتمتم بغضب بينه وبين نفسه : سيمرائيل كان صح في قرار اعدامك يا سرايا وانا الي غلطت لما استنيت عليكي ..!! بس جه الوقت الي اصلح فيه غلطي واحرقك..!! بس لازم الاول يكون معايا استبان خيانتك الي هيتعلن في جميع الممالك..!!!
جائه صوت الخادم متلعثم مرتبك : سيدي خدام الحيانوش ميقدرش يستدعيهم الانس لقوتهم ولأن قليل اوي من سحره الانس الي يعرف بوجدهم اصلاً.. يعني لازم ساحر الجن هو الي يكون اتبعهم بالعمل ده وكمان ساحر الانس ميقدرش ياخد الخطوه دي غير بناءاً علي طلب او أمر من اصحاب النفوذ في الجان يا اما لو كان من نفسه يبقا مينفعش منغير مساعده الشيطان..!! 
وده معناه ان.... 
قاطعه الملك بصرامه فهو يعرف كل هذا الهراء بل هو بالنسبه له نقطه في بحر ما يعرفه من اسرار وثنايا ذلك العالم الغامض..!! 
ليقاطعه بصرامه : استعدي القائد كهيال بقواه 
واطلب القائد جنش من مملكه الشرق يحضر
صدم الخادم من وهل الطلب فلماذا يطلب اعتي القوه.. ما الذي يقدم عليه؟!... 
ولكن بالتأكيد لم يجرؤ علي التفوه بما يحمل صدره من اسأله ليخفض له رأسه بإحترام 
: وجوب تنفيذ أمرك واجب علي سيدي
ثم هرع سريعاً حتي ينفذ ما طلبه الملك بينما 
اخد الملك ناصور وجهة اخري حتي جلس فوق كرسيه المهيب وهو يردد بغموض لم تعرفه البشريه من قبل : محدش هيقدر علي ميمون غير كهيال مش لسه هضيع وقت واحقق مع سحره الجان وانا متأكد انه هو .. كلهم هيخافوا يأذوا سيمرائيل معادا ميمون..!! 
هو الوحيد الي مستني الفرصه دي من زمان بعد ما نفيته من كونه ملك لمملكه التاحوت من ربعميت سنه بعد ما اكتشفت تحالفه مع الشيطان والجان الفاسق عشان يوصلوا لكتب السحر الاسود المدفونه تحت هيكل سليمان..!!
صمت قليلاً ثم تابع بحزم : اما عن جنش فهو الانسب انه يرافقني فيما اقبل عليه من زياره لعالم البشر.  . .

بقلم فرح إبراهيم

اشتعلت الاجواء من حولها كمان ان صوتها قد بات غليظاً بغيضاً وكأنه صوت الجحيم ..!!
صوتها اصبح شبيه بالمغاره الذي تشعر عند استماعه بعمقه وقوته ليقشعر بدنك من الرعب فور سماع انفاسها فقد..!! 
:ااازااايي... مستحيل..!! 
مستحيل ده يحصل الحيانوش وصلوا وكانو خلاص هيفتكوا بيها..!
ازاي اختفت وهو اختفي معاها..!! مفيش تفسير غير انه اتلبسها.. اتلبسها عشان يديها قوته ويقدر يتحرك بجسمها بسهوله..!! ده معناه انه خلاص هيتجوزها.. !!!
مستححييلل ده يححصصللل هششرربب من دمهااااا 
لم تعرف للعقل والهدوء طريق جره اثناء صراخها فكانت عيناها تامه البياض و فمها يفتح علي اخره حتي ظهرت انيابها الداميه بينما تصرخ وجسدها عروقه تظلم ولونها يقارب الاسود بالتدريج...!!..حتي اصبحت عروق يدها جميعها بالاسود القاني حتي عروق وجهها وقد برزت بطريقه بشعه.. !!
اخذت تحرق كل ما يأتي امام عينيها بكل قوه وجبروت...!!
بينما فجأه خمدت النيران من حولها وعمت العتمه..!! ظلت تلتفت حولها بإستغراب ولايزال غضبها مشتعلاً وكلما خمدت النيران اشعلتها مجدداً ولكنها وجدتها تخمد مره اخري وكأنها تعاندها ..!!
اخذت تلتفت حولها حين وجدت اصوات فحيح افعي يلفح اذنها ولكنها غير مرئيه..!!
التفت حول نفسها ليضيئ المحيط فجأه من حولها وتظهر امام وجهها رأس افعي ضخمه "كوبري" تكاد رأسها ان تلتصق بوجهها..!! 
ثم عمت العتمه مجدداً حتي تأخذ هي خطوتين للخلف ثم اخذت تترقب ماذا سيحدث بأنفاس لاهثه لازالت تحمل اثار الغضب..!! 
انار المحيط مجدداً فجأه لجزء من الثانيه بينما ظهر هذه المره امامها ما جعلها تتناسي غضبها ويبدأ الذعر يدب في اوصالها ..!! فبعد ان انار الكهف التي كانت تمكث به منعزله عن الجميع حتي تمارس شعائر كفرها بعيده عن العيون التي ظنت انها خدعتها بتوبتها وتأثرها بالذي مضي ولكنها لا تعلم انها لا تخدع الا نفسها فالله خالق كل شيئ محيط عليم بما يدور في السماء والارض وما بينهما..!!
كانت المشنقه منصوبه فوق الجدار المقابل لها بينما يتدلي جسدها العاري منها وهو ينزف بغزاره من كل شبر منه وقد كان مكان الجروح محفوراً بعده خطوط تتراص جمب بعضها وكأنها بسبب حوافر كائن متوحش ضاري لم تقابل الدنيا وحشيته من قبل...!! 
اظلمت الدنيا من حولها مجدداً فأخذت تتراجع هذه المره بخوطوات اسرع وهي تلتف حولها في كل مكان وتحاول ان تستجمع قواها لمواجهه ما هو مقدم عليها. .!!
انار الكهف ثانياً بينما ظهرت امامها صوره معاكسه لها وكأنها نسخه ثانيه لها تقف امامها ولكن بحاله متهرأه ..!! لتتصنم ونظرها مثبت علي نفسها وهي تقف امامها بينما تلك النسخه رفعت رأسها ذو الشعر المبعثر ببطئ يفتك بالاعصاب لتري ابتسامتها الشيطانيه لتتعجب بما سري في جسدها من قشعريرة فهي تري نفسها وتملك كمثل تلك الابتسامه ولكن ما يحدث هناك ما يخفي خلفه وتتأكد انه ليس بالهين..!! 
ومن ثم فجأه وبدون مقدمات صرخت تلك النسخه بوجهها بكل قوه وغلظه ثم رفعت يدها وحاطوت رقبتها ثم لفتها بعنفوان زائد حتي انفصلت الرقبه عن الجسد وظهر عظام رقبتها ثم وقعت فوق الارض ومع هبوطها عمت العتمه من جديد..!! 
: انا سرايا بنت الملك دهشور بأمري اظهروا نفسكم واعطوني استبيان حضور.. 
لم تجد رد فظلت تلتف حول نفسها مجدداً تنتظر اناره هذه المره بماذا ستأتي حتي اتت..!! 
وكانت الالعن علي الاطلاق..!! 
فقد رأته امامها يقف بعد ان ازاح رداءه عن وجهه ليظهر امامها منظره المهلك الذي كان كفيلاً لهلاكها امامه وهلاك عينيها التي لم تقدر لتحمل النظر إليه..!!  ولكن هذه البدايه فقط..!! 
فقد عزم علي الكثير وهو الان هنا لينفذه..!!
ايتلعت ريقها بصعوبه بينما هتفت بصوت مصدوم مهزوز : مم.. منــ... منفيت؟!!!! 
عندما تتحدث عن الشيطان يقشعر بدنك خوفاً ولكنك بالتأكيد لم ولن تستطيع تخيل منظره..!! 
فأنه الهلاك بعينه بل وألعن من الهلاك..!! 
ومن الواضح ان حتي اخبث الجان لم تستطيع تحمل وهل المنظر..!! 
فح من بين أسنانه بأعين تري فيهما هلاكها الذي بات وشيكًا : كل يوم كنتي بتبقي اغبي من الي قبله وانتي فاكره انك ملك نفسك وانتي ملكي انا....
ولأول مره تشعر بأن صفعه مدويه هوت فوق وجنتيها بدون رحمه..!! 
عمت العتمه مجدداً ولكن مازال صوته يصل لها من مخترقاً ثنايا انفاسها الملتهبه التي غلفت الاجواء : كنتي وسيله ضعيفه زيك زي اي حد نجس بيستسلم لشهواته الي بتكون كنز بالنسبه لينا كبني الشيطان عشان نتابع مبتغانا في الارض وهي الوسوسه..!! 
روحك اتشبعت بالكفر والعصيان لحد ما بقيتي بتستغربي من الايمان وبقيتي بتشوفي انك انتي الي صح وهما الي غلط..!! 
كنتي بتأكديلي يوم عن يوم بمدي قوتي ونفوذي 
وكنتي بتثبتيلي اني بتفوق كل مره علي نفسي وبترضي غروري لما اتميز بحياذه اضطراء سيد شياطين الجن والانس.. 
صمت قليلا لتستشعر هي اختفاءه الذي لم يدم الا القليل حين فجأه شعرت بأنفاسه التي احرقت رقبتها بفحيح دامي جهنمي : إبليـــس
اقشعر جسدها فور نقطه لأسمه وبهذه النبره الداميه..!! لتحاول ان تلتفت ولكن عزرائيل حضر مهلهلاً ليقبض روح تلك الاثمه التي تلوث الدُنيا هي وامثالها بضعفها وانقيادها للفسق والفچور حتي اصبحوا ملعونين تحت الارض وفي والسماء وفيما بينهما...!!
ليمد انماله ذات الحوافر المتوحشه السوداويه اللعينه ثم يغرزها بأحشائها بكل ضاريه وجبروت لتتسمر هي مكانها وهي تشعر بإقتلاع روحها بعنف بين يديه ولكنها عادت لأرض الواقع حين جذب حوافره من احشائها لتشهق هي بشده وتأخذ تصارع للتسمك بالحياه ولكنها فاقت من شهقتها علي شعور التمزق بأطرفها الاربعه..!! 
لتكتشف انه قيدها بأغلالٍ من حديد من كل طرف لها ثم اخر كل طرف مثبت بداخل صخره من صخور جدران الكهف التي تحاوطهم ولكن الاغلال تشدد كل مدي حتشي تشعر بتمزق اربطه اطرافها بكل وحشيه لتدوي صرخاتها العنيفه تهز جدران الكهف..!! 
كان يتابعها بتشفي وسعاده غارمه بينما بدأت تنفصل اطرافها عن باقي جسدها وتظهر الاربطه كما جوفها ينزف بعنف وصرخاتها تشفي غليله..!! 
: غبيه يوم ما فكرتي انك تقدري تخدعيني بكونك تقدري تتغلبي علي سيمرائيل..!! وغبيه يوم ما وعدتيني انك هتجبيلي سيمرائيل راكع..!! 
ثم تابع بشمإزاز واستحقار : انتي كنتي عايزه تشفي غليل انتي مش اكتر عشان رماكي وسابك للدنائه تنهش فيكي.. وراح حب انسيه ..!!
صحيح معندهاش قدراتك بس شافها انضف منك وفضلها عليكي عشان عارف حقيقتك النجسه..!! 
وعد الشيطان بمثابه عداد موتك..!! 
رفعت له نظرها بوهن ولأول مره تشعر انها بهذا الضعف ولا تستطيع حتي ان تدافع عن نفسها وكما ألمها غرورها لهذا الذل والقهر التي دعست بهم تحت قدم الشيطان..!! 
: فكرك اني مش مكنتش عارف انك لسه بتحبيه وكل خطواتك كانت بتبقا غل وحقد وانتقام من الانسيه..!! لكن هو كنتي دايماً حريصه انك متأذيهوش وعند اول نظره منه بس كنت هتبيعي دنيتك كلها وتشتريه..!! 
ليردف بقسوه تناسبه بتلك القرون التي تضخم حجمها بتشفي : عشان انتي رخيصه ونجسه ومش لاقيه حد ينضفك ..!!
وانا مش هضيع وقتي انا خلاص خدت الي عايزه وكنتي مجرد وسيله عشان توصلني لنقطه ضعف سيمرائيل لكن سيمرائيل نفسه مش هيجبه تحت رجليا غيري انا..!! 
ودلوقتي كتب عليكي الجحيم يا سرايا دهشور... 
قالها بينما يقترب منها بخطواته وانيابه بدأت في التضخم بشكل مهلك وهبط وشاحه من فوق باقي جسده ليظهر ظهره الذي يظهر بلون الجلد الشاحب الذي يمتزج لونه بين الاسود والاورجواني المتعفن واخذ يتشقق عده شقوق وتخرج من كل شق حشرات تشبه العقرب بهستريا وكميات كبيره حتي بدأت تغطي جسده بأكمله ثم تنتقل من لأرض ثم الي جسدها والمكان الذي تمر عليه بجسدها تتآكله بكل وحشيه بينما هو اقترب ومد انماله لرأسها الذي تحمل عيونها ذات نظره الضياع الاخيره قبلا ان يفتح فمه ليتضخم بشكل مفتك حتي تصبح بحجم رأسها بأكمله ثم ادخل رأسها بأكمله بين انيابه حتي اصبحت بين فكيه قبل ان يغمض عينيه بتشفي واستمتاع وفي اللحظه التاليه اطبق فكيه ذات الانياب والاسنان التي لا تعد ولا تحصي فوق رأسها بكل عنفوان وضاريه للتهشم عظامها ثم تتفجر رأسها و تطاير اشلائها بداخل فمه وخارجه.  . . 
……………………
:آآآآه...!!  هاتولي بتي.. انا عايزه جميله بتي.. 
هاتوهالي احضنها واخبيها في حضني.. 
ونبي يا هاتوهالي اشوفها بس 
جميله كويسه.. جميله ما ماتتش.. جميله بتي عايشه انا حاسه بيها..!! 
لتنهمر دموع جميع من حولها فور نطقها بتلك الكلمات بأسي وضياع..!! 
"عماد" بحزن : شد حيلك يا مرات عمي.. ربنا يصبرك يارب.. 
"فاطمه" بدموع وشهقات متتاليه : ونبي يا مرات عمي قلبي بيتقطع عليها بس منقدرش نعترض.. ربنا يرحمها يارب.. 
:،لاااااااا انتو بتقولوا اييهه؟!!  بتي جميله ما ماتتش.. بتي عايشه.. هاتولي بتي... 
قالتها ثم اخفت وجهها خلف كفيها واجهشت بالبكاء لتربت فوق كتفيها زوجه اخو زوجها في اسي : وحدي الله يا عفاف ياختي.. وحدي الله حرام الي بتعمليه ده..!! 
اخذت تنتحب وجميع من حولها اعينهم تفيض بالدمع بكل شئ حدث بسرعه وفجأه اختفت جميله من بينهم..!! 
لقد تفاجئوا جميعاً حين وجدوا القريه تنقلب رأساً علي عقب والصراخ يدوي بالمكان كله فأتجه الشباب اولاد اعمام جميله لمكان الحادث ليجدوا عفاف مغشيه عليه في نصف الطريق بينما هناك شاحنه من المشاحنات العملاقه تقف بعشوائية  وكأنها جاهدت حتي تقف وجميع الحشود يظهر عليهم الصدمه والارتباك..!!
وهنا فتاه في مقتبل عمر جميله تصرخ بهستريا وتهذي ببعض الكلمات وقد ظهر عليها انها مريضه بخلل في عقلها فقد كانت تشد فوق حجابها وتطلم وجنتيها بينما تقول بصريخ.. 
" انا الي قتلتها..!! انا الي عملت كدا..!!
كانت بتقولي انا بحبك يا ملك بس انا قتلتها..!! " لا احد يعلم لماذا تهذي بتلك الكلمات والشاحنه قد دعست جميله امام اعينهم جميعاً فلماذا تقول هذا علي نفسها..!! 
لم يعطي لها احداً اهتمام بينما اتت الشرطه واخذتها بينما تقوم بتحريات عن الحادث.. 
لتتمكن الصدمه من جميعهم وينقلوا عفاف للمشفي واتصلوا بجلال الذي اهتز فور سماعه للخبر كالجبل الذي تنهار صخوره بلا هواد..!! 
ومنذ هذا الوقت يجلس صامتاً تماماً ولا حتي يرمش او يظهر عليه انه حتي يشعر بمن حوله لتشخصه الاطباء انه في حاله صدمه عصبيه حاده جعلته ينفصل عن الواقع من حوله ويصبح كأي جماد ثابت كالصنم....!! 
بينما عفاف لا تشعر بأي من حولها وكل ما تهذي به هذه الكلمات..!! 
تولي اولاد اعمامها تتبع التحريات مع الشرطه تلك الساعات التي مضتت وجميعهم في حاله صدمه وحزن لم تمر عليهم من قبل خاصه معتز الذي كان يهيئ نفسه لخطبتها حين حدثه والده انه يسر له الطريق قليلاً مع عمه جلال..!! 
في حين اعمام جميله وزوجاتهم لم يتركوا عفاف ولا جلال لثانيه واحده بل لازموهم وبذلوا اقصي جهدهم في التخفيف عنهم ولكن بلا فائده..!! 
كل مجهودتاهم ضاعت هباءاً فقد كان الجرح امر من ان يداوي بكلمات حتي وان بلغت مداد البحر وعد حبات الرمال التي تحملها ارض دنيانا التي اهتزت لخبر وفاتها بين لحظه والاخري... 
………………………
لا تتذكر اي من الذي حدث ولا تعلم ما هذا المكان الذي افاقت لتجد نفسها به..!! 
لقد وجدت نفسها بمكان اشبه بقاعات المؤتمرات او ربنا مكتب لمهنه قضائيه فقد كانت غرفه واسعه يتسيدها مكتب كبير في وسط الجدار المقابل لها والذي كان عباره عن مكتبه مهوله متراص بها ألاف الكتب من جميع الاشكال والالوان والاحجام..!! وباقي الغرفه يتكون من طاوله متوسطة الحجم يلتف حولها اربع كراسي بينما تجلس هي فوق اريكه يقابلها طاوله من الزجاج صغيره وعلي كل جانب يوجد كرسي يشبه الاريكه..اندهشت هي وامسكت برأسها حين داهمها هذا الدوار فأخذ يداهمها بعض الصور التي شوشت عقلها... 
الدماء .. المرحاض.. والدتها.. ملك.. سيمرائيل.. الطريق.. اناساً لا تعرفهم يحاوطها.. شخص ما يحمل بيده ما هو ملفوف بقطعه من القماش بيضاء اللون تشبه الكفن ثم اختفاء او اختفائها هي من امامه لا تعلم..!!
فتحت عينيها واخذت تبحث عنه في الغرفه بلهفه وخوف فلم تجده لتشعر انها وقعت بمكيده جديدة فقد تذكرت كلماته عندما اتي لغرفتها قبل قليل وكم كان صوته منكسراً متألما..!! 
لمعت عيناها بالدموع وهي تدور حول نفسها في الغرفه بخطي عشوائيه تبحث عنه كالطفل الذي ضل طريقه عن والده..!! 
لتجد الباب يفتح ثم يظهر هو من خلفه فلم تنتظر اكثر من هذا فعليها ان تشعر بالامان الان والا ماتت خوفاً..!! 
هرولت له بعيون باكيه وشهقات تتعالي وتعلقت برقبته قبل ان يغلق الباب فطوقها هو بذراعه من حول خصرها بينما ذراعه الاخري اغلقت الباب من خلفه..!! حملها بين يديه وهي لازالت تجهش بالبكاء وتدفن رأسها بعنقه..!! 
جلس في زاويه الاريكه يستطيع اجلاسها امامه فوق الاريكه ولكن بين قدميه وبداخل احضانه.. 
ثم أخذ يفك حجابها برقه وازاحه جانباً حتي ينسدل شعرها فوق ظهرها ليخلل انماله به مدلكاً فروه رأسها حتي تهدي وشفتيه تقبل شعرها عده قبل رقيقه يهمس من بينهم : ششس.. خلاص كل حاجه هتبقي كويسه. 
_: مش... مش ععا.. عارفــ هه اه.. اهدي انا
 خايــ فهه اوي.. 
قالتها بينما تشبثت اكثر به ليشعر بغصه تعتصر قلبه ولكنه لازم هدوء ثم ابعد وجهها ومسح دموعها من فوق وجنتيها برقه : خايفه وانتي معايا؟ 
_: خايفه عليك اكتر مني..!! 
: بس انا مش خايف خلاص..!!
بالعكس انا فرحان .. وفرحان اوي كمان.. 
توقفت هي عن البكاء واحاطط وجهه بكفيها الرقيقه بينما لمعت عيناها بأمل و استفهام ليبتسم لها ابتسامه الخاصه التي لا تليق الا به
: النهارده اجمل يوم كان وهيكون في حياتي كلها.. !!
هزت رأسها بإستفهام.. ليدني من مستوي وجهه ثم يطبع قبله مطوله فوق جبهتها يستنشق بها عبير شعرها الذي يغلغل روحه ثم ابتعد عنها بيطئ قائلاً بعشق امام عينيها : النهارده يوم جوازنا يا جميلتي..!! 
صدمت من المفاجأة لتنظر له بعدم وفهم وبلاهه ليتابع هو مبرراً بينما يسمد فوق شعرها بيده 
: عارف ان كل حاجه جت فجأه.. وحتي جت قبل المعاد الي رتبته ليها وكمان الطريقه غير..!! 
مكنتش عايز ده يحصل بالطريقه دي..!! 
ليزفر بضيق قبل ان يتابع بقله حيله : بس غصب عني حصل ..!!
لتنظر له بنظرات ذات مخزي قائله بإستفهام 
: هو.. ااا.. هو انت عملت فيا كد.. كدا ليه؟ 
قالتها بينما حاولت الاعتدال في جلستها ولكنها تألمت بشده وكأنها تخرج من ماتش ملاكمه لتوها لتشعر بإرهاق عام فتآوهت ليسرع هو بلهفه ويساعدها علي الاعتدال في جلستها ناظراً لها يإستفهام متلهف : خايفه مني؟!.. 
لتصمت هي للحظات تتابع قلقه التي لأول مره تراه بعينيه فظن منه انها لا تريد ان تجرحه بإجابتها التي لن تعجبه فأحاط وجهها بيده ثم هوي فوق وجنتيها ملثماً اياها برقه قبل ان تجد ذراعه تلتف حول خصرها يقربها منه اكثر ودفن وجهه بعنقها بشده هامساً بصوت اجش
 : انا اسف.. غصب عني يا حببتي..!! 
متخافيش مني يا جميله ..!!
شعرت هي بنبرته المتألمه التي حطمت قلبها فحاوطت عنقه وكتفيه بقوه ضاممه اياه لصدرها بينما قالت مطمئنه بعشق : مش خايفه منك يا قلب جميله.. انا بس كنت عايزه افهم الي حصل ومين الي كنت بتتكلم عنهم..!! 
رفع رأسه قليلاً حتي يقابل وجهها الملائكي وتختلط انفاسهم : بجد يا جميله؟!.. 
داعبت شعره بيدها قائلا بإبتسامة رقيقه وصدق 
: بجد يا عمري.. 
هوت فوق رأسه مقبله اياه برقه ثم اردفت بشغف وهي تتأمل ملامحه التي باتت ادمان لها 
: انا واثقه فيك يا حبيبي.. ولو هقضي بقيت عمري كله وجع في سيبل انك تكون معايا.. انا موافقه..!! 
اثلجت قلبه كلماتها ليغمض عينيه بينما حاول ان يرتفع بمستوي جذعه قليلاً وهو لايزال بأحضانها بطفوله.. ثم قبل ذقنها وجانب شفتيها وهمس امامهم : طيب ممكن ما نضيعش فرحتنا باليوم ده وابقا احكيلك كل حاجه بعدين؟ 
وعند ذكره مجدداً لزواجهم ارتبكت قليلاً فحاولت ان تأخد منه اي معلومه تخمد نيران فضلوها.. 
: طيب يعني هي ملك كان مالها؟! 
قولي بس طيب احنا روحنا فين وليه انا فاكره ان ماما كانت بتعيط؟! 
طيب هي سرا... 
لم تكمل حين قطعها قاضماً ذقنها بخفه بينما رأسه تتوسط صدرها رافعاً وجهه لها فتأوهت هي ونظرت له بعتاب طفولي ليردف هو بخبث
: من النهارده الكلام الي مش هيتسمع هيبقي ليه عقاب .. والعقاب هيبقي علي مزاجي.. 
قالها بغمزه خبيثه وابتسامه مكره فاتسعت اعينها بخجل وتوردت وجنتيها ليقهقه هو فور ذلك..!! 
وما ان رأت تلك الضحكه تاهت بعالمها ولكن غيظها منه تغلب عليها..  فدفعته بعيداً عنها فأعتدل في جلسته ولكن جذبها معه بينما حاولت هي التراجع ولكن جذبها بقوه وبيده الاخري احضر حجابها ثم بدأ في لفه حول رأسها بإحكام قائلاً بحزم : بعد الخدود دي والكسوف ده مينفعش نكمل كلامنا غير بعد الجواز عشان انا عايز اقول كلام كتير يطول شرحه
لم يصل لها مخزي كلماته ولكنها سكنت بين يديه ولكن داعب ذهنها سؤالاً فسألته بعفويه ولكن كانت طريقتها طفوليه ناعمه : هو احنا هنجوز ازاي؟! ..
ترك ما بيده رافعاً احدي حاجبيه بمكر وابتسامه خبيثه ارتسمت علي جانب شفتيه بينما نبرته اللعوب تحدثت : فعلا عايزه تعرفي؟! 
اجابته ببلاهه وعدم فهم وهي تومئ برأسها
: ممم ايوا.. يعني احنا دلوقتي اكيد مش هنعمل فرح.. ومش كنا مخطوبين.. يبقا هنجوز ازاي؟!! 
ليتصنع هو عدم فهمه ويتابع بخبثه : لااا ده موضوع يطول شرحه.. مستنيه سنين عمري عشان كدا عايز اشرحه فالتفصيل الممل بس مش هنا.. 
_: يعني ايه الكلام ده؟!! طيب يعني احنا دلوقتي مش هنجوز عند مأذون؟! 
حرك رأسه بلا حيله فمن الواضح انه قيد بأغلال عشق طفله سيعاني معها الكثير..!! 
فأجباها كمن يحدث طفلته : لا مش هنجوز عند مأذون.. 
ليردف مبرراً بعد ان رأي حيرتها : هنجوز عند محامي.. 
_: طب ليه؟!!  الاندهاش هو ما سيطر عليها
: عشان المأذون في الاول والاخر شيخ وممكن بسهوله يحس من نحيتي بحاجه خصوصاً ان معظم الشيوخ عندهم رفيق وخادم مسلم بيلازمه دايماً وبيساعده في عمل الخير وكمان انه يشوف ويحس بالعالم السفلي ويحذر الشيخ عشان ياخد احتياطاته... 
نظرت هي حولها مجدداً ثم ادركت انها الان بمكتب محاماة فنظرت له بفضول : طيب ازاي هيكتب كتابنا انت معاك بطاقه؟!!..
جديتها في السؤال جعلته يقهقه لتزم شفتيها بغضب طفولي فأردف ساخراً: لا اصل معندناش مدام سماح الي تختم لنا الورق.. 
ضربته فوق كتفه بينما لم تستطع منع ابتسامتها علي حديثه فأردف هو مبرراً : جميله يا حبيبتي انتي مش عليكي بس غير انك تقولي موافقه وتمضي علي الورق تمام؟!! 
_: وانت كمان هتمضي؟!!  
اندهاش وصدمه..!!  هي حقاً لا تصدق
: اكيد يعني انتي ناويه تتجوزي حد غيري ولا ايه؟!! 
تهكمت اجابته فعقدت حاجبيها هي بدوم فهم
: سيمرائيل فهمني بقا ازاي ده هيحصل..!!
هو انتو بتتجوزوا زينا عادي كدا..!! 
تنهد بقله حيله قبل ان يردف : حببتي جواز الجن من بعض يختلف عن جواز الجن والانس..!! 
_: ازاي؟!!.. 
_: جواز الجن من بعض ليه طقوس معينه زي جواز الانس من بعض كدا لكن جواز الجن من الانس ليه طريقتين بس مفيش غيرهم..!! 
بدأ في سردهم بتأني حتي تصل لها المعلومه
 : يا اما محدش يعرف حقيقتي ويشوفوني علي اني بشري 
يا اما آآآ.... 
صمت قليلاً يهدأ من انفاسه فلا يعلم اثر كلماته عليها ولكنه احاط كفيها بين يديه قائلاً بنبره خاويه : يا انا يحصل زي ما حصل قبل ما نيجي هنا وبكدا اقدر اجوزك وممكن كمان انتي متعرفيش ولا تحسي بده غير لو انا الي قولتلك.. 
ليرفع انماله محيطاً بوجهها قائلاً بعشق : بس انا مقدرتش اعمل كدا..!! 
مقدرتش اوجعك بحاجه عارف انها هتسيب اثر عليكي هيبدأ يظهر بعد فتره من ارق وتوتر وشده اعصاب وعدم انتظام في النوم وتشتت عقل.. مقدرتش عشان انا وعدتك قبل كدا اني عمري ما اوجعك.  . .
ارتسمت ابتسامة عاشقه فوق ثفرها لتتجرأ للحظه ولا تعلم كيف فعل ذلك ولكنها اقتربت منه وقبلته قبله خاطفه فوق وجنتيه ثم ابتعدت سريعاً و وجنتيها تشتعل بالحمره..!! 
لينهض هو جاذباً يدها ويسير بها للخارج متمتماً بغيظ : لا انتي مش ناويه تجبيها لبر بقا وانا مش هستني اكتر من كداا..!! 
حاولت كتم ضحكتها الخجله بصعوبه بينما هو يسحبها خلفه حتي خرجت من المكتب لتجد ثلاث رجال ينتظرونهم بينهم واحداً يظهر عليه الجديه والنشاط بحلته المهندمه والذي هتف بسيمرائيل برسميه : زين بيه الورق جاهز وكل حاجه تمام.. لو تحب حضرتك نبتدي 
_: ياريت.. 
قالها بصرامه بينما اتجه نحو اريكه خاليه قد تركوها لهم من قبل فجلس واجلسها بجانبه ثم هتف الرجل به وهو يشير للرجلين الاخرين 
: عزت و جمال.. من اكفئ المحاميين عندي وهيكونوا شاهدين علي العقد.. 
اومأ له سيمرائيل بينما تمت كل الاجراءات بسلاسة حتي اندهشت هي من اوراقها وبطاقتها وصورتها الذي احضرهم ولا تعلم كيف او من اين ولكن كلما اوشك الرجل علي الانتهاء.. كلما تزداد خفقات قلبها.!! 
_: امضي.. 
قالها برسميه لتنظر لسيمرائيل الذي ابتسم لها نصف ابتسامه عاشقه فبادلته هي قبل ان تمضي بقلبها وليس بأنمالها..!! 
ليمر لحظات حتي تمام كمال الزواج قبل ان يهتف المحامي : بارك الله لكما وعليكما وجمع بينكم في خير... 
بينما هو اطبق فوق كفيها ثم لثمهم بعشق جارف امام الجميع فتوردت وجنتيها وزاد الوضع سوءاً حين هتف بعشق : مبروك يا قلبي.. 
همهمت بخجل : الله يبارك فيك.. 
فوجئت عندما جذبها ولكن هذه المره محاوطاً ذراعه خول خصرها ثم انهي اجتماعه مع هؤلاء الرجال سريعاً وتوجه بها للخارج في حين ابتعد عن الحشد التف لها قائلاً بإبتسامة عبثه بينما دني من اذنها ليلفح عنقها انفاسه الساخنه 
: طول عمرك ملكي يا جميله.. لكن النهارده غير..!! النهارده دي ملكي قدام القانون .. ثم ابتعد عنها مثبتاً عيناه فوق عنياها قائلا بشغف 
: وهتبقي ملكي قدام ربنا.. 
في حين قوت نبرته : و اوعدك ان هيجي اليوم الي هتبقي في ملكي قدام الدنيا كلها...!!
هيجي اليوم الي هاخدك فيه في حضني واخبيكي من عيونهم واقول دي حبيبتي انا وعشقي انا...
قالها وعيناه لم تفارق عينيها ولم تشعر بنفسها حين انتقلت بالزمان والمكان الي ما سيكون مقدمه لروايه جديده ستتمزق اوراقها من كثره الكتابه فألايام تأتي محمله بآلاف الحكايات التي تستحق ان تؤخرخ في روايه تأخد مركزاً بين روايات الزمن... 
رواية عشق أمير الجان الفصل التاسع عشر 19 - فرح إبراهيم
أيمن محمد

تعليقات

تعليق واحد
إرسال تعليق
  • Unknown photo
    Unknown25 أكتوبر 2020 في 8:36 م

    ياجماعة عنجد الرواية كتير ممتازة وانا حابة اكملها ياريت ماتتاخروا كتير هيك

    حذف التعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent