Ads by Google X

حكايات أربع بنات الفصل 25 و26 بقلم عفت بشندي

الصفحة الرئيسية
رواية حكايات اربع بنات بقلم عفت بشندي الفصول:

  • الفصل الخامس والعشرون 25
  • الفصل السادس والعشرون 26

رواية حكايات أربع بنات كاملة
رواية حكايات أربع بنات كاملة

الفصل الخامس والعشرون "25" من رواية حكايات أربع بنات 

 عاليا بانهيار: ايه.. بتقول ايه.. لا طبعا استحالة جاسر يعمل كدة
الضابط متعاطفا: انا عارف ان الموقف صعب.. بس اللى لاقيناه على موبيل المرحومة والدتك بيثبت ان فى خلاف بينهم
عاليا ببكاء حار: فعلا مختلفين.. بس هو كل واحد يختلف مع امه يقتلها
الضابط بسخرية: وهو فى ام تسلط كدة على مرات ابنها
بكت عاليا كثيرا.. ولم تحر جوابا
اعطاها الضابط كوبا من الماء.. ارتشفت قطرات منه وقالت ولا تزال تنتحب: ماما كانت رافضة جوازه منها.. لكن ابنها بردو...
لم يتحدث الضابط.. لكنه شغل الهاتف ليصدح صوت سالى مسجلا: وجاسر لازمله قرصة ودن.. عربيته دى تتكسر او تفجرها.. ويشوف هياكل منين بعد كدة.. ولو تعرف تعمل مشكلة وتتخانق معاه تديله علقة كدة يتكسر بيها.. هحليلك بؤك تحليه عمرك ما تتخيلها
ازداد بكاء عاليا: ممكن ماما تعمل كدة انما جاسر لا.. مستحييييييل

باتسى بدهشة: وانت ايه اللى جابك يا واد هنا
ماشا هازا رأسه: لقمة العيش يا بيسا..
باتسى بلهجة مغايرة تماما لما تعرفه عنها زهرة وحنين: لقمة العيش ولا البلطجة ف دمك يا روح امك.. وجاى تعملها معايا
ماشا نافيا التهمة سريعا: تتقطع ايدى يا بيسا.. انا حد طلب منى اكسر واحدة اسمها زهرة.. محدش جاب سيرتك انتى
بيسا واضعة يدها بوسطها: ودا مين اللى سلط على زهرة
ماشا بجشع: واحد باشا ودفع حلو اوى
امسكته باتسى من رقبته: زهرة دى تبقى اكتر من اختى ياض.. وهى اللى قانيانى دلوقتى... انطق مين هو
ماشا بدهشة: قانياكى انتى
باتسى بعنف: انتى هتفتحلى محضر.. انطق واخلص
ماشا بسرعة: حاضر حاضر.. دا فوزى باشا.. من كبارات النادى هنا.. راجل مقرش وبيصرف بالعبيط ف الاذى
اتسعت عينا زهرة الملقاة ارضا وحنين التى ينزف جرح بجانب رأسها..
فكرت باتسى: طب اسمع.. هتروح تقوله انك برة الليلة دى.. ولا تحب ابلغ
ماشا بلوم: تبلغى عنى انا يا بيسا.. داحنا اخوات ومتربيين سوا
باتسى بحدة: لو ماشا اخويا بتاع زمان ماكنتش تستقوى على نسوان يا دكر..
نظر ماشا ارضا: عندك حق
اكملت باتسى بصوت هادئ: وبعدين انت عارف زهرة دى اللى جاى تضربها تبقى مين
ماشا بتعجب: هتكون مين يعنى.. بت سرقت فوزى بيه وبيربيها
باتسى بسخرية: سرقت مين.. انت عبيط يلا وبيضحك عليك..
ثم اردفت رافعة حاجبها: دى تبقى مرات ابن فهمى الشرنوبي.. عارفه طبعا فهمى الشرنوبى.. يبقى هتسرق فوزى بتاعك دا ليه
اتسعت عينا ماشا وقالت بملء فمه: فهمى الشرنوبى حتة واحدة
باتسى بسخرية: لا حتتين يا عنيا.. ايه هتقول لفوزى ايه بقى
ماشا رافعا ذراعيه: لاااا...دا شغل كبارات مليش فيه
باتسى ملوحة: لااا.. دانت تقوله ان جاسر بيه كانت باعتلها حراس وانت هربت منهم بالعافية.. وانت والمدهول التانى تضربوا بعض خبطتين كدة عشان تسبكوها.. بدل ما يمرمطكوا
اومأ ماشا: صح يا بيسا.. عندك حق
اشارت لزهرة واضعة يديها فى خصرها: يلا ياخويا ايدك وقوم ست البنات
مد ماشا يده لزهرة المذهولة مما تسمع وترى.. لكنها رفضت وقامت وحدها.. لتفاجأ بيدها لا تحملها.. فتصرخ من الالم
باتسى بفزع: هببت ايه يا منيل على عينك
ماشا رافعا يديه: وربنا المعبود ما لمستها
باتسى بعجلة: طب اجرى وقفلنا تاكسى. غور بسرعة
جرى ماشا اوقف لهن سيارة اجرة.. وذهبن الى اقرب مشفى.. وسط صمت تام منهن الثلاث

سيف بدهشة: طب ما سألتهاش وش كدة ليه
شريف بحيرة: مش عارف.. حسيتها صادقة
صاح سيف: يعنى انت مصدقها ولا لا ما تجننيش
شريف مفكرا: مانا فكرت ف كلمتك يا سيف
عقد سيف حاجبيه بدهشة: كلمة ايه
شريف شارحا: الحب اساسه ثقة.. وانا بحبها وقلبى واثق فيها
سيف هارشا رأسه: طب وهتعمل ايه معاها.. ومع اخواتك
امسك شريف هاتفه: مش عارف.. وعاوز اريح دماغى شوية عشان اعرف افكر
سيف بتردد: طب وطنط
شريف دون ان يرفع نظره عن الهاتف: لو زهقت منى قول على طول واشوفلى مكان تانى
سيف بعتاب: اخص عليك وعلى كلامك الغتت.. دانت مسلينى يا جدع بدل مانا عامل زى قرد قطع لوحدى
ضحك شريف: بذمتك انت كنت ف اوروبا ولا من حارة القرود
ضحك سيف وكاد يرد...الا انه انتفض بسرعة: ايه دا.. جاسر
سيف بدهشة: فى ايه.. جاسر مين
تجاهله شريف واخذ مفاتيح سيارته ونزل سريعا وهو يدق رقما فى هاتفه

بقلم عفت بشندي

دق هاتف حنين برقم شريف.. وكان الطبيب يضع لها اللاصق على الجرح.. اتسعت عيناها وردت: السلام عليكم
شريف بلهفة: ايه اللى حصل دا وما كلمتينيش ليه
حنين بدهشة: وانت عرفت منين
شريف صائحا: عرفت من النت.. الخبر منشور من شوية
اتسعت عينا حنين: خبر ايه.. وازاى انتشر بسرعة كدة
شريف بتعجب: خبر حادثة والدة جاسر يا حنين
انتفضت حنين: جاسر...ماله جاسر
انتفضت زهرة وانتزعت يدها من يد الطبيبة التى تجبرها: فى ايه يا حنين...ماله جاسر
شريف بتعجب: انتوا ازاى ما تعرفوش.. والدة جاسر اتقتلت.. وهو المتهم بقتلها
صرخت زهرة.. وصدمت باتسى ووضعت يديها على خديها.. اما حنين فهتفت: هو فين..
شريف: قسم (........) انا رايحله
حنين بعجلة: احنا قريبين منه.. هنروح عليه

نزلت الفتيات من التاكسى.. ليجدن شريف يركن سيارته.. ويصدم حين يرى رأس حنين بكدمتها الواضحة ويد زهرة المجبرة: ايه دا فى ايه
زهرة باكية: مش مهم.. المهم جاسر
دخلوا جميعا.. وطلب شريف مقابلة رئيس المباحث.. الذى كاد يرفض لولا ان شريف اعطى العسكرى كارته الشخصى...
دخلوا جميعا ليقوم رئيس المباحث محييا شريف: اهلا شريف بيه نورتنا
شريف بجدية: اهلا بحضرتك.. انا جاى بخصوص جاسر الشرنوبى
اشار لهم رئيس المباحث للجلوس: للاسف الموضوع صعب..
شريف مضيقا بين حاجبيه: صعب ازاى
اوضح الضابط: والدته لقيناها انهاردة مقتولة ف فندق (..........)
باتسى بدهشة: مقتولة؟
الضابط: ايوة...مخنوقة بفوطة.. وللاسف فيديوهات الفندق بينت شاب ف هيئة جاسر وطوله دخل الاوضة بس كان لابس كاب ومنزله على وشه..
زهرة بحدة وسط بكائها: يعنى دا سبب اتهامه انه ف هيئته وطوله؟
الضابط بتفهم: لا طبعا.. ولحد ما جه واتعرف على الجثة ماكانش متهم
تساءل شريف: امال ايه سبب اتهامه
الضابط بعملية: تسجيلات لقيناها على موبيل والدته.. بتحرض واحد على ضرب جاسر وتكسير عربيته وقتل مراته تقريبا اسمها زهرة
اتسعت عينا حنين وباتسى وزهرة التى قالت: قتلى انا
الضابط: هو انتى مراته
اومأت زهرة بذهول...ليكمل الضابط: اللى حصل انقذك لانها كانت هتدفع مبلغ كبير لقاتل محترف.. بس الوقت ما اسعفهاش
شريف: طب تسمحلنا حضرتك نقابل جاسر
الضابط ملوحا: جاسر ف اوضة المأمور مع اخته.. اتفضلوا
اخذهم الضابط لغرفة المأمور..
دخلت زهرة لترى حالة جاسر فتنخرط فى البكاء وتجرى عليه ترتمى بين يديه..
جاسر بلهفة: ايه دا مال ايدك
زهرة منتحبة بشدة: مش مهم انا.. المهم انت
جاسر مهدئا: اهدى حبيبتى.. ماتخافيش انا برئ
زهرة من بين دموعها: انا واثقة انك ما تعملش كدة ابدا
جاسر بهدوء ممسكا وجهها: واثقة فيا ومش واثقة ف ربنا؟ اكيد ربنا مش هيرضى بظلمى
اومأت برأسها وقد هدأها ثقته وايمانه
حنين محتضنة عاليا مواسية: البقاء لله يا عاليا.. ربنا يرحمها
كانت عاليا تبكى بلا انقطاع: هما هياخدوا جاسر كمان.. كله هيروح منى
هدأتها باتسى: ما تقلقيش حبيبتى باذن الله هيخرج منها خلى ايمانك قوى زيه
جاسر لحنين: خدوها معاكم تروح تنام
عاليا منتحبة: مش همشى واسيبك
شريف بعقلانية: لا هتروحى معاهم وانا هفضل معاه.. وباذن الله هتتحل ويرجع معايا
جاسر لعاليا: عشان خاطرى روحى يا عاليا.. عشان عمار.. والمأمور سايبنى ابات هنا ماتخافيش...
شريف للفتيات الاربع: يلا تروحوا.. وانا هرجعله ما تقلقوش
كادت زهرة تعترض لكنه همس لها: زهرة عشان خاطرى وخاطر عاليا.. اقفى معاها وخلى بالك منها.. دا اهم عندى من وقفتك معايا انا نفسي
اومأت زهرة وهى لا تزال تبكى
التفت جاسر لشريف: معلش يا شريف لو تقدر توديهم عندنا عشان عمار عند الجيران
حنين: بس هناخدهم ونرجع عشان شوق لوحدها
جاسر بسرعة: طب خدوها معاكم ما تسيبوهاش لوحدها
اومأت حنين بالايجاب...
شريف لجاسر: هوصلهم وراجعلك تانى
اخذ شريف الفتيات الاربعة باكيات...
ركبت حنين بجانبه وزهرة وباتسى وعاليا بالخلف.. وصلوا لبيت جاسر وعاليا.. فصعدت عاليا ومعها زهرة لاحضار عمار وبعض الملابس لهما..
التفت شريف لحنين: وانتوا ايه اللى جرالكم
حنين ماسكة رأسها: حادثة.. ماهو يوم الحوادث انهاردة
شريف عاقدا حاجبيه: حادثة عربية؟
حنين ناظرة لباتسى فى المرآة: هحكيلك بس نطمن على جاسر
نزلت عاليا وعمار وزهرة.. ووصلوا المنزل..
نزلت باتسى وزهرة وعاليا وعمار.. والتفتت حنين لشريف: الف شكر ليك.. بس انت عرفت منين؟
شريف ببساطة: من النت
اتسعت عينا حنين: للدرجادى
شريف: دا ابن فهمى الشرنوبى يا حنين مش اى حد
اومأت حنين بحزن.. وقال شريف: بس هو انا مش قلتلك لو حصلك اى حاجة تبلغينى
حنين بسرعة: مانا ما كنتش اعرف بحوار جاسر
اشار لرأسها: وحوار دى
حنين مفسرة: دا ناس اتعدوا علينا قبل ما تكلمنى بنص ساعة.. وكلمتنى وانا ف المستشفى
ضم شريف حاجبيه بغضب: اتعدوا عليكم؟؟ مين دول واتعدوا عليكم ازاى
حنين ماسكة رأسها: طب ممكن احكيلك بكرة ف الشغل احسن تعبانة اوى
شريف بحنو: لا.. ماتجيش بكرة مادمتى تعبانة
ابتسمت برقة: متشكرة ليك.. بس لو لقيت نفسي كويسة هاجى
ابتسم شريف: هتوحشينى
حنين بتعجب: انت غريب اوى.. الصبح كنت مش طايقنى
شريف برقة: من اول يوم شوفتك عمرى ما حسيت اللى بتقوليه دا.. عموما نتكلم بكرة عشان انتى تعبانة...اطلعى وطمنينى...تصبحى على خير
ابتسمت له حنين: وانت من اهل الجنة
نزلت بعدها.. ليسرح فى كلمتها "وانت من اهل الجنة".. ليقول لنفسه: دانتى اللى بقيتى جنتى يا حنين
صعدت الفتيات لتستقبلهن شوق بلهفة: كونتوا فين اتأخرتوا عليا
ثم صدمت بمظهرهن.. لتلطم صدرها: يا لهوى.. مين خرشمكوا كدة... ومالك يا عاليا فيكى ايه
انتحبت عاليا بشدة... وكذلك زهرة
شوق لباتسى بقلق: طب انتى السليمة اللى فيهم فهمينى في ايه
باتسى باجهاد: احنا اتعرضنا لحادثة.. ناس اتهجموا علينا
شوق بصدمة: يا نصيبتى مين دول وليه
باتسى مكملة: مش مهم دول.. المهم جاسر
اتسعت عينا شوق: ماله سي جاسر راخر
باتسى بدموع: والدته اتقتلت.. ومتهمينه بقتلها
شوق صارخة: يا لهوتااااااى

ذهب شريف للفندق الذى حدثت به جريمة قتل سالى.. قابله المدير بترحاب شديد...
شريف بجدية: هى الحادثة حصلت الساعة كام
المدير باسف: احنا اكتشفناها الساعة 12 الضهر
شريف باهتمام: طب انا عاوز تسجيلات البوابات بتاعت الفندق من الساعة 8 الصبح
المدير بتعجب: ليه يا شريف بيه
شريف ضاما حاجبيه: اكيد هتفيد وتوصلنا لخيط ف القضية
المدير متلعثما: اصل...طب ممكن نكلم....
قاطعه شريف: دا بصفة ودية.. ومحدش هيعرف بكدة.. ولو ينفع يبقى من الليلة اللى قبلها..
قبل ان يتحدث المدير كان شريف قد اخرج دفتر شيكاته وامهر شيكا بتوقيعه... وكتب رقما كبيرا سال له لعاب صاحب الفندق...
فقال شريف بفوز: وليا طلب كمان

بعد ساعة وصل شريف لجاسر...
شريف مبتسما: لو ف القسم قاعة كبار الزوار كانوا قعدوك فيها
ابتسم جاسر بحزن: دا المأمور طلع يعرف والدى.. لولا كدة كان زمانى تحت
شريف مهونا عليه: ربنا بيوقفلك ولاد الحلال.. المهم.. دا تسجيل الكاميرات من بليل للصبح.. ودى قايمة اسماء كل اللى ف الفندق.. لو القاتل تعرفه اكيد هيظهر فيهم
جاسر باحباط: وتفتكر قاتل هيكون غبى كدة
شريغ بامل: كل مجرم ليه غلطة... قول يا رب
جاسر متنهدا: يا رب
تابع جاسر اسماء كل النزلاء ولم يجد احدا يعرفه..
ثم بدأ يشاهد التسجيلات.. وكلما فترت همته يشجعه شريف..
وفجأة انتفض جاسر: دا يا شريف دا.. وقف
اوقف شريف التسجيل سريعا..
امسك جاسر الهاتف بلهفة...وارجع التسجيل قليلا...ثم التقط صورة.. واخذ يقربها لتظهر ملامح شخص واضحة
جاسر بلهفة: اهه يا شريف
نظر شريف للصورة: مين دا
جاسر بانتصار: حسين...طليق ماما
ابتسم شريف بفرحة: كدة بانت...كدة صح...انا هروح للظابط بسرعة

باتت عاليا وعمار فى سرير زهرة.. وانتقلت زهرة للمبيت مع حنين..
ظلت تتقلب طوال الليل... ودموعها تسيل بلا انقطاع..
لماذا يحدث لها كل هذا...
فوزى يريد كسرها...
وسالى تريد قتلها..
والشخص الوحيد الذى احبها بصدق...مهددة بالحرمان منه
وكأنما حنين قرأت افكارها...اقتربت منها...مسحت عبراتها قائلة: ان الله اذا احب عبدا ابتلاه..مش عاوزة ربنا يحبك
بكت زهرة اكثر.. لتحتضنها حنين: احنا ربنا بيحبنا وبيبتلينا.. وكمان بيحبنا فجمعنا سوا..
بدأ بكاء زهرة يهدأ قليلا وهى بين يدى حنين.. التى اكملت: الخير بردو بييجى وسط الابتلاء.. مثلا مش بسبب موضوع فوزى عرفتى جاسر..
ثم قالت بلهجة عبثية: دا غير حوار بيسا بتاع بنت المنكوشة دى.... دانا افوقلها واعلقها
ابتسمت زهرة وسط بكائها: انتى.. وربنا ما فى اطيب منك
ضمتها حنين اكثر: اكيد انا حد كويس.. وعشان كدة ربنا بيحبنى وادانى هدية غالية زيك
زهرة بحب: ربنا ما يحرمنى منك
حنين بحنو: ولا منك.. ولا من شوق.. ولا حتى من بيسا
ضحكت زهرة ضحكة خفيفة.. ثم استسلمت للنوم بين يدى حنين

استيقظن جميعهن صباحا وجهزن الافطار...ودقت زهرة الباب على عاليا.. خرج عمار صامتا مصدوما...
باتسى بدهشة: ميرو.. مالك
عمار بلهجته غير المفهومة: لاليا موت
تبادلت زهرة وباتسى وحنين النظرات.. ثم دخلن الغرفة ليجدن عاليا غارقة فى دمائها...

الفصل السادس والعشرون "26"

صرخت باتسى.. وذهبت حنين وزهرة سريعا يحاولان افاقتها بلوعة بلا جدوى..
دخلت شوق لتصرخ وتلطم خديها: هااااار اسوح.. حصلت امها.. خسارة شبابك ياختاااااى
حنين صارخة: لسة فيها روح.. كلمى عصام يجيب اسعاف
انتفضت شوق: معاكى حق ياختى
اخرجت الهاتف من صدرها.. واتصلت بعصام.. رد لتصرخ: الحقنا يا خويااااا.. عندنا قتيلة

كان جاسر وشريف مع رئيس المباحث الذى طمأنهما: كدة فى متهم تانى ف القضية
شريف بدهشة: ليه ماهو كدة جاسر برئ
الضابط مبتسما: فى حاجة ما اعلناهاش.. فى زهرية مكسورة ونقط دم لقيناها ف مكان الحادث.. تقريبا اتخانقوا سوا وكسرت عليه الزهرية.. النقطة دى اللى هتحسم الامور
تنفس جاسر براحة نسبية.. وربت شريف على كتفه مبتسما.. ليدق هاتف شريف فيبتسم حين يرى رقم حنين.. ويظنها تطمئن لتأخره عن العمل..
رد: السلام عليكم
حنين باكية: الحقنا عاليا بتموت..
شريف بصدمة محاولا الابتعاد عن جاسر: حصل ايه
حنين بانهيار: صحينا لقيناها غرقانة دم وعصام جاب الاسعاف وهننقلها المستشفى
جاسر بجانبه بقلق: فى ايه يا شريف.. حصل ايه
شريف محاولا التماسك: طب انقلوها مستشفى (.........) وهحصلكم على هناك
واغلق الخط ليقول جاسر برعب: مستشفى ايه.. عاليا مالها انا سامع حنين بتقول اسمها
شريف مقطبا جبينه: مش عارف الحالة ايه.. بس هينقلوها المستشفى وانا هروحلهم
تشبث بذراعه: شريف طمنى هى جرالها حاجة
شريف بصدق: والله معرف غير انها تعبانة.. هروح واجى اطمنك بسرعة
ذهب شريف سريعا وسقط جاسر منهارا على الكرسي ودموعه تسيل على خديه

بقلم عفت بشندي

وصلت الاسعاف وكان شريف قد سبقها حتى انه كاد يصنع حوادث عدة..
استقبلهم شريف الذى اجرى اتصالاته ليكون المشفى كله على اهبة الاستعداد لوصولها..
وفور وصولها كشف الاطباء لتنتقل فورا الى غرفة العمليات..
كان معها حنين وزهرة.. ووصل بعدها عصام ومعه شوق التى لم تسترد صحتها بعد.. فاخذها عصام واجلسها قريبا منهم فى الاستراحة
جلسوا امام العمليات فى ترقب... كانت حالة زهرة صعبة للغاية.. فاخرجت حنين مصحفها الصغير من شنطتها.. ووضعته فى يد زهرة مفتوحا على سورة يس.. وجلست بجانبها تقرأها معها بصوت بسيط لكنه مسموع.. بدأت زهرة تهدأ وتقرأ معها.. ثم اغلقتا المصحف واكملتاها من حفظهما.. وبعدها امسكت حنين يد زهرة وظلت تسبح وتستغفر عليها.. وزهرة معها.. وقد هدأت ومسحت دموعها..
كان شريف ينظر لها فى اعجاب.. ويلوم نفسه على ظنه بها.. هو لا يعلم حتى الآن علاقتها بفوزى.. لكنه يثق انها ليست كما قال مجدى..
خرج الطبيب.. جروا عليه.. ليطمئنهم انهم سيطروا على النزيف ولكنها فقدت جنينها..
تنفسوا الصعداء وحمدوا الله ..
نقلت لغرفة خاصة ولم تستعد وعيها الكامل بعد.. وكانت تهذى باسم جاسر وعمار..
دخلت الممرضة لاعطائها حقنة فرج عصام وشريف ومعهما شوق وحنين
حنين لعصام: عصام خد شوق روحها دى لسة تعبانة
صاحت شوق: لا ممكن ابدا اسيبكم الا اما تفوق وتبقى كويسة
ربتت حنين على كتفها: حبيبتى انتى لسة تعبانة
لوحت شوق: ربك بيدى الصحة بردك انما ماسيبش زهرة وعاليا.. دى تبقى عيبة
شريف مبتسما: والله انت ونعم الاخت فعلا زى ما بيقولوا
عصام بحب: دى ونعم كل حاجة يا شريف بيه
شريف معاتبا: مش هتبطل بيه دى بقى.. لسة شايفنى غريب ولا ايه
عصام بسرعة: حاشا لله.. دانت وقفت معانا وقفات تخلينا ولا الاخوات بالدم
شريف بابتسامة: يبقى شريف بس.. خد الست شوق بقى الاوضة اللى هناك دى فاضية وانا استأذنتهم تريح فيها.. لحد ما عاليا تفوق ونعرفكم
عصام بامتنان: وربنا انت ابو الذوق والجدعنة والمفهومية كلها
ذهبت شوق مع عصام.. واتصلت حنين بباتسى تطمئنها على عاليا وتطمئن هى الاخرى على عمار..
اخذها شريف وجلسا معا فى استراحة بين الغرف...
القت حنين رأسها على الحائط باجهاد...
شريف متأملا لها: شكلك تعبانة
اومأت: اوى.. بس نفسي اكتر منه عضوى
شريف متعاطفا: فعلا موضوع جاسر وعاليا وقبلها شوق
حنين مكملة: وقبلها فوزى وقبلها مجدى..
فوجئ باسم فوزى لكنه تركها تسترسل دون مقاطعة: كأن حياتنا حرام انها تهدى وتستقر.. بالعكس الامور بتزيد وتوسع وتوجع اكتر..
كانت تضع يدها تتحسس كدمتها وهى تتكلم..
شريف بفضول: مش هتقولى حصلت ازاى دى
ابتسمت بالم ساخر: ماهو من ضمن.. تكملة لحكاية الكلب فوزى
شريف حاثا اياها على الكلام: فوزى مين
حنين بتعجب: مانا حكيتلك عليه
شريف بدهشة: حكيتيلى انا
اعتدلت حنين: مش قلتلك ان زهرة اتعرفت على جاسر لما حد حاول يعتدى عليها وفتحت دماغه وجاسر وقف جنبها
شريف ضاما حاجبيه: اعتقد قلتى حاجة زى كدة
حنين بتوضيح: ماهو دا فوزى.. كان عنده محل عطور وكانت بتشتغل فيه.. حاول كتير معاها ولما لقاها محترمة حاول يعتدى عليها
شريف بدهشة: محل عطور ايه.. دا عنده محل عطور؟
اومأت حنين: ايوة وارثه عن اهله.. وبيقول انه ذكرى منهم.. بس اعتقد انه عشان يعاكس ويقل ادبه منه
شريف بغضب: ولما هو كلب كدة.. كنتوا واقفين معاه مبتسمين وفرحانين ليه
حنين عاوجة فمها: ضحك علينا.. لما لقى زهرة بتعرض ف النادى كلمها واعتذر وانتى زى بنتى وانا هسافر احج وعاوز اخلص ذمتى من ربنا وسامحينى
شريف بتهكم: وصدقتوه
حنين بغضب: للاسف.. والحيوان طلع مسلط علينا رجالة يضربوا زهرة
شريف بقرف: يسلط رجالة على بنت
اومأت حنين: ايوة.. ولولا باتسى طلعت تعرف اللى مسلطهم كان زماننا ضعنا
شريف بغضب شديد: يعنى اللى ف دماغك دى منهم
حنين مبتسمة: ايوة.. عملت فيها جامدة جيت اضربه خبطنى دماغ طيرنى
لكن ابتسامتها اختفت حين رأت الغضب الشديد على وجه شريف...
حنين بتعجب: مالك
نظر لها شريف: انتى تعرفى اسمه فوزى ايه
اشارت حنين بالنفى: لا.. وهعرف ازاى
مال عليها شريف بنفس الغضب: دا اسمه فوزى الفرماوى.. فهمتى
ضيقت حنين عينيها: حاسة انى سمعت الاسم دا قبل كدة
شريف موضحا: دا اخو منير الفرماوى الد اعدائى ف السوق.. وفوزى يعتبر اساس الشر ف الشركة دى
اتسعت عينا حنين: يااااااه.. للدرجادى
شريف مبعدا عينيه عنها: واكتر.. عشان كدة مجدى ف اول معرفتنا لما اتهمك قال بتكلم حد من شركة الفرماوى
تذكرت حنين فى تلك اللحظة اين ومتى سمعت الاسم.. لتنظر لشريف بلوم وتتجمع عبراتها: عشان كدة كنت.....
اومأ شريف: ايوة يا حنين.. مش هكدب واقولك ما شكتش.. الموقف كان غريب.. قلتى رايحة معرض والاقيكى ف النادى.. وواقفة مع فوزى الفرماوى.. كان غصب عنى
صمتت حنين ولكن ملامحها كانت اوقع من اى كلام..
شريف بضيق من نفسه: حنين انا عارف انى اتسرعت.. بس كنت مضغوط ومشوش.. ووقت ما قعدت مع نفسي وركزت عرفت ان دا استحالة يكون حقيقى..
ظلت حنين تنظر له دون كلمة.. فقط الم كبير يظهر فى ملامحها..
اتى احد الاطباء ليقوم شريف يحدثه.. وتقوم حنين وتدق باب شوق وتدخل..
كانت شوق تجلس على السرير وعصام يجلس على كرسي بجانبها يضحكان
شوق بلهفة: فى جديد
هزت حنين رأسها نافية..
فهمت شوق ان خطبا حدث لحنين.. فقالت لها: تعالى مددى شوية انتى جرح دماغك تلاقيه مصدعك
احرج عصام: طب انا خارج اشوف شريف.. لو عاوزين حاجة نادوا هجيلكم هوا
خرج عصام لتمد شوق يديها لحنين فترتمى فى حضنها مطلقة العنان لعبراتها...
شوق بحزن: هو ايه جرالنا.. ما بنلحقش نفرح..

فى القسم استقبلوا نتيجة الطب الشرعى والتى اكدت ان الدماء ليست دماء جاسر .. ليتم الافراج عن جاسر فى وقتها..
اتصل جاسر فور خروجه بشريف.. ليعرف مكان عاليا فوجهه للمشفى.. وطمأنه ان عاليا قد تحسنت
لم يخبر شريف احدا ان جاسى تم الافراج عنه..
فقط دخل عليهم مبتسما وهم متجمعون حولها..
عصام متسائلا: فى حاجة ولا ايه.. ماتفرحنا معاك
شريف بنفس الابتسامة ونظرته مستقرة على حنين: كلنا هنفرح بس نقول يا رب
دق الباب.. ظنه شريف جاسر.. لكنه كان سيف..
شريف معرفا: دا سيف الدالى صاحبى واخويا من سنين..
ثم التفت الى سيف: ودول بقى..
قاطعه سيف مبتسما: عيلة الجدعان مش كدة
تقدم عصام يسلم عليه: اهلا بيك... جدعان ايه دا شريف دا ابو الجدعنة كلها
اشار سيف: تبقى انت عصام..
تعجب عصام فقال سيف: يبنى شريف حاكيلى عنكم فرد فرد.. مش وراه غيركم..
ليفتح الباب ويقول جاسر: وحكالك عنى
انطلقت صيحات الفرحة من الجميع.. والقت زهرة نفسها بين ذراعيه: جاسر انت هنا بجد.. انا مش مصدقة..
جاسر مشاكسا: لو اعرف ان حبسي هيخلى دا يحصل اتحبس كل يوم..
ضحكوا جميعا وابتعدت زهرة بخجل مبتسمة..
تقدم هو من عاليا ليضمها: الف سلامة عليكى يا حبيبتى
بكت عاليا.. ورغم وجعها ظلت متشبثة بقميصه بشدة وهى تنتحب بين يديه.. وظل يهدهدها كطفلة صغيرة حتى اخرجت كل ما بها
شوق بحزن: مسسسم.. عين امك ياختى.. قصدى ابوكى.. لا اخوكى... يوووووه.. عينى انا وخلاص.. وجعتى قلبى
عصام بخوف: لا ونبى كفاياكى.. الا قلبك دا
شوق بخفر: يخليك ليا
كانت نظرات شريف مسلطة على حنين التى تتابع ما يحدث بابتستمة مجاملة.. وتظهر على ملامحها آثار البكاء.. كان يود لو يقترب منها ويضمها ويمحو آثار كل ما تشعر به.. لكن كيف وهو من زرع تلك الدموع بعينيها
سأل جاسر: هى هتقعد ف المستشفى لحد امتى
شريف: الدكتور بيقول يطمن عليها لحد بكرة
جاسر: طيب هروح اغير واخد شاور وارجع ابات معاكى
زهرة معترضة: ليه ان شاء الله مالهاش اخوات
جاسر معترضا: يا حبيبتى مانتى كمان تعبانة
ثم وكأنه تذكر: صحيح ما حكيتيش اللى حصلك دا حصل ازاى
حكت له زهرة ما حدث.. وكانت حنين تود لو تنظر لشريف وترى عيناه فى تلك اللحظة... لكنها ظلت على جمودها..
جاسر بغضب بعد ان انهت حكايتها: بردو الكلب دا.. انا هربيه
شريف مصححا: نربيه...دا ليه تار كبير عندنا كلنا
سيف ضاحكا: وانا معاكم...ربنا يقوينا ع الشر يا رجالة
ضحكوا جميعا.. وصممت زهرة على المبيت مع عاليا.. وكذلك حنين بسبب ذراع زهرة المجبرة..
قال سيف ضاحكا: خلاص ناخد سويت ونبات كلنا يا جماعة.. ويا رب الخدمة عندنا تعجبكم
عصام بتعجب: عندكم
شريف ضاحكا: ماهى مستشفى المرحوم والده وعمه
شوق ببهجة: طب مش تقول كدة.. ناخد الاوضة اللى جنبها ونفتحهم على بعض وابات معاهم
عصام: طول عمرك ام الواجب يا شوق
جاسر معترضا: بس الست شوق تعبانة.. لسة جرحها ما لمش.. تروح وكفاية زهرة وحنين.. وانا لو تسمح يا عصام اجى معاكم اطلع اطمن على عمار
عصام بجدعنة: بيتك ومطرحك طبعا
سلمت عليهم شوق وخرجت وخلفها عصام وجاسر وسيف.. ثم خرج شريف بعدما القى نظرة طويلة على حنين
google-playkhamsatmostaqltradent