رواية عشق أمير الجان الفصل الثاني والثالث - فرح إبراهيم

الصفحة الرئيسية
رواية عشق أمير الجان الفصل الثاني 2 والفصل الثالث 3 بقلم الكاتبة فرح إبراهيم

رواية عشق أمير الجان الفصل الثاني 2 

رعشه سرت بجسدها بثقل تتنقل بجميع خلاياها حتي خلايا عقلها الذي شل من الصدمه..تصلب جسدها بدون ارادتها وكأنها مكبله ولكن لم يمنع هذا انتفاضها بهستريا ونحيبها الذي اخذ يتعالي مع صدرها الذي يعلو ويهبط بعنف، تشعر بثقل لسانها تحاول الصراخ ولكن لا تستطيع.. تذكرت ما كانت تشعر به الايام الماضيه تتذكر صوته وهو يناديها الظل المرافق لها دائماً نعم انها حقيقه هي ليست بحلم او بالمعني الاصح بكابوس اغمضت عينيها بقوه وزاد انتفاض جسدها عندما شعرت بلمسات رقيقه متفرقه فوق جسدها وسخونه انفاس تقترب اكثر من عنقها الذي برزت عروقه واخذت تنبض بعنف من يراها يقول انها بحاله تشنجات وانها مريضه بمرض ما بالاعصاب فهذه حاله احتضار..!!

وصلت لأذنها كلماته بصوته الغليظ التي يرجف له جسدها يتابع حديثه من وسط لمساته فوق جسدها : انتي دلوقتي ما بقتيش ملك نفسك يا انسيه.. بقيتي ملكي..
وكأنها تحارب عاصفه قويه اثناء تسلقها لجبل شديد الانحدار اخرجت كلماتها بعد عناء بثقل وخوف جالي : ااا.. انت.. انت عايز مني ايه؟ انا معرفكش ولا عايزه اعرفك.. روح مطرح ما جيت وابعد عني .. وانا اوعدك اني مش هجيب سيره لحد ابداً..
جاء صوته حينها قوي حاد وقد تحول لنبره شيطان ليست بمقارنه نبره صوت انسياً : مش هسيبك.. انتي ملكي يا جميله.. ملك الامير سيمرائيل ومن هنا ورايح انا مش هفارقك ابداً..

"جميله" بتوسل ونبره راجيه ضعيفه خائفه : ونبي ابعد عني ونبي ، ونبي ما تأذيني انا معرفكش انا طول عمري في حالي ومعرفش عنكم حاجه اصلاً

"سيمرائيل" بصوت واثق قوي : بس انا اعرف كل حاجه عنك .. اعرفك اكتر ما انتي عارفه نفسك.. اعرف بتفكري في ايه.. عايزه ايه.. حاسه بأيه.. كل حاجه عنك..
"جميله" بنبره مهتزه وصوت متحشرج: طب ليه؟ ليه انا.. انا عمري أذيتك؟

"سيمرائيل" بنبره قويه غامضه انتفض لها بدنها
: انتي مأذتنيش يا جميله انتي عملتي الالعن..

تقلس قلبها بداخل صدرها وقت علمت ان هلاكها لا فرار منه ولكن وجدته يكمل بنفس نبرته القويه : انتي وقعتي الامير سيمرائيل امير العالم السفلي ابن ملك ملوك الجان السفلي في عشقك..!! قدرتي تعملي الي مقدرش تعمله جميلات الجان بجمالهم وقوتهم ..!!
اميرات الجان عاشوا فوق الالف سنه يتمنوا لحظه من الي انتي عايشاه دلوقتي..!! لكن انا قلبي مكنش ملكي.. قلبي ملكك انتي يا انسيه..!!

"جميله" بذهول وفم مفتوح واعين متسعه عقلها لا يستطيع استعاب كل هذه: ط.. ططب.. طب اشمعنا انا؟ وازاي..!!

خرج صوته القوي يتخلله نبره عاشقه ..
: انتي اسم علي مسمي يا جميله.. من يوم ولادتك وانا مفارقتكيش لحظه.. العالم السفلي اهتز من صراع الامراء علي الانسيه الي جت الدنيا ومعاها جمال يتشهد ليه ..جمالك مش جمال من برا بس لا من برا ومن جوا ..!!
مما خلاكي جوهره يتهاتف عليها امراء الجان عشان كل واحد يفوز بيكي وبجسمك يتملك منك ويشاركك جسمك ويعمل معاكي ما تشتيه نفسه.. وده خلي اميرات الجان تغير منك ودايماً كانو بيحاولوا يأذوكي بأي طريقه وده سبب الحوادث الي بتتعرضي ليها طول عمرك بإستمرار ملحوظ.. اي حاجه كانت هتأذيكي كانو هما الي وراها.. حتي مع كل مره بتدخلي الحمام فيها بيبقوا مستنينك عشان يخنقوكي بس انا دايماً كنت موجود معاكي حميتك منهم وحميت جسمك من اي دخيل عليه..
ثم تابع بتملك قوي حاد : عشان انتي ملكي انا وبس يا جميله .. انتي خلاص اتكتب عليكي عشق امير الجان..

كانت جميله تستمع له وهي بحاله لا يرثي لها فهي كانت علي حافه انهيار عصبي يمر شريط حياتها امام عينيها وبالفعل تعددت مرات وقوعها او محاوله حرقها من شمعه او بإندلاق مقلاه الزيت الساخن عليها حتي تذكرت تعرضها الدائم للحوادث عندما تخطي اول خطوه خارج المنزل وقت اعتادت علي هذه.. اقشعر جسدها عند تخيلها ماذا كان سيحدث اذا تملك منها احد الامراء كما يقول..لا تعلم الان اتصدقه ام تتوسل له يتركها او تصرفه وهي حتي لا تعرف كيف ولكن كانت تفكر ان...
قطع سير افكارها صوته الحاد : متجهديش تفكيرك مش هتعرفي تصرفيني ..لاني مش هسيبك مهما حصل.. من هنا ورايح مش هفارقك، جه الوقت الي ابقا انا وانتي واحد.. جه الوقت الي تبقي ملكي انا..

كانت ستصرخ بصدمه من معرفته بما يدور بداخل ذهنها ولكن منعت نفسها وسخرت من سخافتها فبالتأكيد هذا امر بسيط عليه ولكن كلماته هذه ارعبتها هل حقاً اصبح امر مفروض عليها ما هذه القصه المرعبه التي تعيشها قصه ولا في الافلام..!! ايعقل ان يصبح هناك تواصل بينها وبين العالم الاخر وتعامل مباشر هكذا؟
"جميله" بتشتت وصوت مهتز مرتبك : قق.. قصدك ايه؟ يعني ايه كلامك ده؟ ازاي مش هتفارقني ؟

: عشان انا وانتي هنبقا واحد...
تلي كلماته انتفاض جسدها بعنف وهستريا حتي سقطت علي الارض واخذ جسدها ينتفض بعنف وتفتح فمها علي اخره تحاول اخذ نفسها الذي انقطع عنها تماماً وقد أصبحت عينيها بيضاء اللون واختفت عدستها لتغمض عينيها بقوه وهي تمسك برأسها وتصرخ بهستريا وألم من ألمها الجسدي والعصبي..
لتهدأ بعدها ثم تجد نفسها بدون وعي واراده منها تنهض من فوق الارضيه وتتجه للمرآه كالإنسان الآلي تقف امامها تري انعكاس صورتها امامها ولكن تشعر انها ليست هي من تقف امامها..!! لتلتفت حولها بخوف وتوجس فلم تجد شئ ولم يأتي لها صوته لتعيد النظر لنفسها في المرآه وتتأمل نفسها بإرهاق قبل ان تهتف من بين شفتيها المرتعشه بأسمه في محاوله منها ان تتأكد انه رحل وهذا الكابوس انتهي : سيمرائيل..

ولكن صدمتها التاليه لم تكن في انه لم يرحل بل حين وجدت عينيها في المرآه تتحول لنفس العيون السوداء بأكملها ذات اللمعه الشديد التي كانت تظهر لها من بين ظلام الغرفه.. !!

خفق قلبها حين شعرت بفمها يتحرك ولكنها ليست هي من تتكلم تقسم انها تشعر انها تقف تتابع شخص اخر لا تعرفه وليست صورتها المنعكسه امامها فقد خرج صوته ولكن من بين شتفيها هي..!!
: من اللحظه دي وانا وانتي واحد..
قاطعته جميله وهي تمسك برأسها بعنف وهي تخفضها وتصرخ بهستريا : بلااشش.. بلااش يا سيمرائيل عشان خاطري بلاااش.. مش قادره من الوجع ااااهههه..

اخذت تصرخ بألم حقيقي ليتحرك فمها مجدداً بدون ارداتها وصوتها اصبح اغلظ واشد : هتتعودي علي وجودي يا انسيه.. غصب عنك هتتعودي وهترضي بوجودي ومش هتعرفي تأذيني لانك كدا بتأذي نفسك

جميله بصوتها المتوسل وقد استعادته : سيبني وانا مش هأذيك وعد مني مش هأذيك وهرضي بوجودك بس بلاش تعمل كده ونبي انا مش حملك ولا حمل الوجع ده ااهه
ثم هتفت بصراخ ودون وعي من المها : راضيههه بيكككك.. راضيه بوجودك يا سيمرائيل بس سسيبنننيي

وفي هذه اللحظه تشنجت مره اخري مثل قليل وهي تتلوي في الارض ثم اخذت تتنفس الصعداء وهي تخبط بيدها فوق الارضيه بعنف في اشاره منها علي مصارعه الموت ومحاوله اخذ انفاسها التي انقطعت مره اخري.. ولكن هذه المره بعد ان هدأت انفاسها شعرت براحه في جسدها بعيده عن الالم التي كانت تشعر به منذ قليل.. لتقف مره اخري وهي تقول بنبره مرتشعه : ااا.. انتت ..انت كنت جوايا...!!

: واقدر اكون جواكي وقت ما احب ومنغير ما تعرفي كمان..

"جميله" بخوف واخذ جسدها يرتعش وزادت برودته وبتوسل قالت : بلااش تعمل كده تاني عشان خاطري.. بلاش.. هعمل اي حاجه انت عايزها.. هرضي بوجودك ومش هحاول أذيك.. بس بلاش تعمل فيا كده .!!

جائها صوته غامض اغلظ من ذي قبل ونبرته داميه: موافق علي اي حاجه هتخليكي معايا..
و هستغني عن رغابتي عشان رضاكي وده مش سهل يحصل ..!!
وعشان يحصل يبقا لازم يكون في بينا اتفاق ولو ما التزمتيش بيه هتكون روحك هي التمن..
القرار بأيدك يا هشاركك جسمك يا اما تلتزمي بالاتفاق..

اخذت جميله ترتعش ولكن لا مفر هي تعلم ان في تلك الحالتين قد تم كتابه هلاكها هي الان بين نارين لا تعلم ماذا تفعل اتقبل هذا الجنون ام تحاول ان تفر هاربة.. حسمت امرها عليها ان تختار الانسب والاسهل بالتأكيد لن تقبل ان تشعر بذلك الالم الجسدي والعصبي الرهيب التي عاشته منذ قليل والذي كان هلاكاً بالنسبة لها لتتنهد بثقل وهي تقول بشفاه مرتعشه
: وانا هلتزم بأي اتفاق بينا..

_: مقابل اني ما ادخلش جسمك.. انتي هترضي بوجودي معاكي دايماً ومش هتحاولي تبعديني عنك لان ساعتها هعرف من قبل ما تفكري تعمليها حتي.. ووقتها هنفذ عقاب الي يكسر اتفاق امير الجان.. امير الجان اتفاقه سيف علي الرقبه لو وقع الاتفاق وقع السيف علي رقبتك وخد روحك ومش انتي وبس انتي والي هيعرف اي حاجه عني..

امائت له جميله بخفوت ورعب وهي تمسك بقلبها وتضغط عليه بتعب حين شعرت بالألم والرعب قد تملكوا منه

ليهدأ صوته مجدداً وهي تشعر بظل خلفها ولكنها لا تستطيع التحرك فرقبتها مثتبه بدون اراده منها
جائها صوته به نبره عاشقه جعلتها تضطرب اكثر
: مش عايزك تخافي مني.. انا بحبك.. والي بيحب عمره ما يأذي حبيبه..

امائت برأسها مجدداً في هدوء وهي تهتف بشئ من الرعب والتردد فهذه الوضع كالخيال بالنسبة لها: طب.. اااا.. يعني هو انا ليه مش عارفه اشوفك؟

_: عشان مينفعش تشوفني غير لما انا اقرر ده.. لما احب اظهرلك هظهرلك

"جميله" بخوف وهي تمنع نفسها من التخيل..
: ااا..طب وانا هعرفك ازاي انا معرفش شكلك ايه؟ وبعدين هتظهرلي ازاي؟

_: انا ممكن ابقا اي حاجه معاكي.. ممكن ابقا طير وممكن ابقا حيوان.. وممكن ابقا جماد او حتي انسان.. انا اقدر اكون في اي صوره انا عايزها بس لما اقرر اظهرلك انتي هتعرفيني لوحدك..

"جميله" بإرتباك وخوف: طط.. طب امتي؟

_: متسأليش كتير.. كل حاجه وليها وقتها والي هينفع تعرفيه هتعرفيه وبس..

كان صوته قوياً غليظاً ارتعش له بدنها وهي تهز رأسها بعنف في موافقه منها ثم صدر امره لتنهض فزعه تتجه نحو فراشها بعد ان قال آمراً
: دلوقتي قومي نامي
افترشت فراشها وهي لا تعلم ماذا تفعل فشعور ان احد معها بالغرفه هذا مربك وارقها كثيراً تخشي ان يغمض لها جفن وقد شعرت انها لن تتذوق النوم بعد الان ولكن كانت ترجوا ربها في سرها ان يكون هذا كابوساً وتستيقظ منه في الصباح الباكر
وتكون نهايه تلك الليلة المزريه التي لا تعلم كيف استطاعت الصمود الي الان بعد ما عاشته فهذا اشبه لها بالخيال..!! او الخيال اقرب لها منه بالاصح..!!

: غمضي عينك

هدر بها وهي تشعر بأنفاس تشاركها وسادتها لتقول بإرتباك : اااا انت هتفضل هنا؟

: قولتلك من هنا ورايح مش هفارقك لحظه بعدين ايه الجديد؟ ما من وانتي بنت يوم وانا معاكي في كل مكان انتي فيه..!!

اندهشت جميله لهذا..!! احقاً كان معها دائما جني عاشق لا يفارقها منذ صغرها..!! اهانك من شاركها حياتها الذي ظنت انها عاشتها وحيده..! يا الله ما هذا.. ما هذه الحقائق والصدمات التي تتوالي فوقي من حيث لا ادري ولا احتسب..!!

ليأتي صوته الغليظ بكلمه واحده : نامي..

لتشعر بثقل جفنيها بعدها بدون ارادتها وتغلق عينيها واخر ما تفكر به انه بالتأكيد خلف ما حدث الان وكأنه امر خلاياها واستجابت له لسحب جميله لدوامه عميقه غرقت بها اثر التعب والإجهاد العام التي تعرضت له مؤخراً..!!

بقلم فرح إبراهيم

افاقت في صباح اليوم التالي علي لمسات رقيقه تملس علي شعرها وكتفها بحنان..لتفتح عينيها ببطئ وهي تشعر انها نائمة منذ فتره ليست بالهينه وقد استعادت نشاطها..!!
مر علي عقلها ليله امس بكامل احداثها لتنتفض فوق الفراش صدرها يعلو ويهبط بعنف وجبينها يتعرق بشده.. تنظر حولها متفحصه كل انش بالغرفه تستدل علي حضوره ولكن افاقت من حالتها علي صوت والدتها القلق: مالك يا بتي؟ مش علي بعضك ليه؟ انتي تعبانه اچييلك الحكيم؟

نظرت لها " جميله" بضع ثواني ترمش بعينيها عده مرات تحاول تدراج نفسها : هه؟ لا يما انا كويسه ومفييش حاجه
ثم اخذت تنهض من فراشها بنشاط : حتي هقوم ألبس اهو عشان الحق الطريق بقا

تفحصت الام نشاطها متناسيه اي شئ اخر وهتفت بسعاده : ايوا اجده يابتي خير ما عملتي امبارح لما رچعتي نمتي وارتاحتي شويه من قضمتك فوق الكتب لحد النصاص الليالي.. شوفتي لما ظبطي نومك صاحيه فايجه ازاي..

نظرت لها جميله بعدم فهم فحاله النشاط التي تشعر بها جعلتها تعتقد انها تأخرت في النوم عن معادها وهي تعلم انها قد نامت بوقت متأخر في الليل لتسألها بترقب : هي الساعه كام يما؟

"عفاف" : خمسه الفچر يبتي..
عقدت حاجيها بإستغراب فعلي مدي تذكرها هي نامت بالامس في الثالثه صباحاً اي انها نامت ساعتين فقط ولكنها تشعر انها تمتعت بالنوم يوماً كاملاً..!! اردفت تسأل والدتها بتوجس : الا قوليلي يما هو انتو مسمعتوش اي حاجه غريبه امبارح بليل او حتي صوت كركبه في الشقه؟
"عفاف"، بعدم فهم وصدق اخرجت كلماتها بعفويه : لا والله يبتي.. ليه هو حوصل حاچه؟
"جميله" بسرعه ولهفه: هه؟ لا ولا حاجه اصل الدنيا مطرت بليل وكان في هوي شديد اوي عشان كدا سألتك يعني
"عفاف" بعفويه وهي تربت فوق كتفها تحثها علي بدأ يومها : طب يلا يا ضنايا.. يلا تجهزي لحد ما احضرلك الوكل عشان تاكلي لجمه قبل ما تتوكلي علي الله..
ثم تركتها في حيرتها وذهبت لتقوم بروتينها اليومي من ايقاظ زوجها وتحضير الفطور لهم ليلتفوا جميعاً حول المائده قبل ان يبدأ كل واحد منهم يومه وقد اعتادوا علي هذا فمن عادتهم او بالاصح عاده اغلب قري الصعيد وهو النوم بعد صلاه العشاء مباشره والاستيقاظ مع بذوخ الفجر لتكون بدايه نشيطه ليومهم قبل بدأ كل منهم في السعي علي رزقه..

............................

عقلها شارد مشتت.. وجهها شاحب شحوب الموتي وقد اصبح قلقها دائم ،تتلفت حولها في حركه لا اراديه متتظره ظهوره في اي لحظه لقد اكد لها انه ملازمها طوال الوقت، أصبحت تنظر للبشر من حولها بشك، تنظر لأي حيوان او طير يقابلوها في الشارع بشك، تنظر لاي جماد من حولها بشك تتردد كلماته بداخل اذنها مسببه لها هاجس..!!

انقضي اليوم سريعاً بشكل روتيني بدون اي حدث غير طبيعي مما اراح قلبها قليلاً..
كانت تتابع غروب الشمس من خلف زجاج السياره بشرود في طريق عودتها لقريتها كان عدد الركاب لم يكتمل بعد وقد اعتادت هذا واعتدات الانتظار في مثل هذه الموقف ولكن مما جد عليها هو شعورها بشئ غريب من حولها مع نسمه رياح داعبت وجهها ولكنها تشعر برجفه في جسدها جعلتها تنتفض في مجلسها تنظر حولها بسرعه ودون وعي منها متتظره ظهوره في اي لحظه اخذت تلعن سخافتها عندما رأت نظرات الركاب المتفحصه والمندهشه لها بسبب تصرافتها الغريبه لتعود مجدداً لهدوئها وهي تمتم بعبارات مهدأه ومطمأنه لنفسها.. اسندت رأسها فوق النافذه ليأتي امام عينيها قطه سوداء سواد الليل الحالك وقد جلست امامها فوق ارجلها الخلفيين وتنظر لها في ثبات وكأنها تعرفها عينها مثبته فوقها وعينها تنطق..!! رجفه خفيفه سرت بجسدها حين وجدت عيون القطه اصبحت تلك العيون السوداء تماماً التي باتت تحفظها جيداً .. نعم انه هنا..!! اخذ صدرها يعلو ويهبط بعنف واخفضت رأسها تغمض عينيها بشده تحاول ضبط نفسها قبل ان ترفع عينيها مره اخري ولكن لم تجد للقطه اثر وكأنها تبخرت..!!
اخذت تبحث عنه خارج النافذه ولكن قطع بحثها تحرك السائق بالسياره بعد اكتمال عدد الركاب..

..............................

تمت رحله عودتها للمنزل بسلام عادا ظهور ذلك القط في اول طريقها .. دلفت للمنزل بإرهاق وبعد روتينها اليومي من القاء تحيه علي والديها وتناول الغذاء معهم والجلوس معهم قليلاً توجهت لغرفتها وهي تغلق الباب من خلفها ببطئ وتلتف حولها بتوجس تبحث عنه وكأنها متأكده انها بالجوار..
وبالفعل شعرت بأنفاسه الساخنه من خلفها فوق رقبتها و صوته يهمس بأذنها وكأنه يقرأ افكارها او بالفعل يفعل : ايوا انا هنا..

"جميله" بنبره خافته ولكن اقل رعباً فقد بدأت تعتاد علي الامر : هو انت بتقرأ افكاري؟

: ايوا انا شايفك من جوا قبل من برا..

"جميله ": طيب ممكن اطلب منك طلب؟

جائها صوته حازم غليظ : اطلبي وانا انفذلك.. اطلبي فلوس مجوهرات خدام.. اي حاجه في ثانيه تكون تحت رجلك..

"جميله "بعفوية : بس انا مش عايزه كل ده..
ثم اردفت برعب من رده فعله : طلبي هوواا..
يعني تبطل تتحكم فيا..!! وتقرأ افكاري وتحركني كمان مش عايزه احس اني عروسه لعبه عايزه اعيش حياتي بطبيعتي..!!

جائها صوته صارم حاد مما ارعبها وجعلها تنكمش في نفسها : انا بعمل كدا عشان احميكي.. بعدين سبق وقولتلك انك ملكي.. يعني حقي اتحكم فيكي

"جميله" بتوسل : بس انا مش عايزه كده.!! ومش مرتاحه..!! انا رضيت بوجودك جمبي بس وانا عايشه حياتي العاديه..!! انما مش هقدر اعيش في الوضع ده كتير، مش هقدر اعيش وانا مش انا..!!

صمت ..صمت قابلها ولم تجد رد اخذت تتنحنح وهي تلتفت بأنظارها في الغرفه ولكن لا اثر له هتفت بتوجس وخوف : سس.. سمم.. سيمرائيل انت روحت فين؟

ليأتيها صوته ولكن هذه المره اقرب للهمس: موافق بس بشرط..
ليردف قائلاً بحزم: ان الي هقوله يتنفذ منغير نقاش او اسئله..

اخذت جميله تفرك يديها بتوتر ثم قالت بنبره حازمه فهي لا تحتمل العيش وكأنها دميه لا تتحكم في تصرافتها او في حياتها لتهتف بعد ان تنهدت بثقل : موافقه..

توسطت فراشها وهي لازالت تشعر بوجوده من حولها اصبحت تعلم ان هذا اصبح امر واقع.. يجب عليها ان تحاول تخطي صدمتها هذا وتبدأ تتعود علي الامر لا تعلم اتفعل الصواب ام الخطأ تكاد تكون خبرتها بالحياه معدومة وايضا معرفتها او معلومتها عن العالم الاخر معدومه ولم تحاول معرفه اي شئ اكتفت فقط بالخرافات التي تتحاكي بين سكان قريتها عن البيوت المسكونه وما يحدث بالمقابر ليلاً وتعلم ان يجب عليها تجنب الاحدايث في تلك المواضيع ولكن الان قد وضعت في مأزق وهي تتعامل مباشرًا مع العالم الاخر.. اتصال مباشر اطاح بعقلها..!!

تردد في نفسها انه ليس بهذا السوء التي اعتقدته او هذا ما اقنعت نفسها به لتحاول تخطي خوفها.. هو لم يأذيها وحديثه بأنه يحميها دائماً منذ صغرها يشغل بالها.. اهو من الجن الطيب؟ ولكن تهديده لها مازال يدور بداخل ذهنها مما يرجعها الف خطوه حين تخطو خطوه واحده للامام..!!
لتتخطي خوفها هذا قائله بفضول فبعد ما عاشته يجب ان تكون اجرأ قليلاً كي تستطيع التأقلم مع ايامها القادمه هتفت فجأه وبدون مقدمات
: هو انتم مش بتأذوا البشر زي ما بيقولوا ولا انت بس الي كده؟

جاء صوته ساخراً غليظ ولكن به نبره حاده ترعب
: بشر.!! البشر دول العن من الشياطين ..
البشر دول بيستغلونا عشان ننفذ رغباتهم النجسه تحد تهديد وقيود ..!! بيبيعوا نفسهم لينا بأرخص تمن عشان شهواتهم ورغباتهم .. البشر مش مستنين اننا نأذيهم..!! البشر نفسهم أذي ، اخطر خطر واجه الارض من ساعه ما ربنا خلقها هي البشريه.!!
صعب لما تلاقي انسي نضيف ونقي زيك من جوا قبل من برا وده الي خلاكي ويخلي الي شبهك غنيمه لأي جني عشان يتمتع بجسمكم .. انما غير كدا مش هيرتاح لو شارك واحد نجس في جسمه..!!

تمتمت جميله بخوف وذعر من القادم وهي تشعر بالتقزز من وهل الفكره والصوره التي ارتسمت في مخيلتها لحجم الاسرار التي تخفي في ثنايا الزمن : يعني... اا انت..

: لا انا مش زيهم.. انتي بالنسبالي مش غنيمه..
انا عاشقكك

"جميله " بحنق وهي تطالع الفراغ امامها وتلوح بيدها : يوووهه بردو بتقرأ افكاري..!!

: معملتش كدا بس قولتلك انا حافظك اكتر من نفسك، وعارف ان ده الي جواكي دلوقتي

تنهدت "جميله" بإستسلام : طيب هصدقك.. بس هو في زيك كدا كتير؟ واشمعنا انت مش زيهم؟

: زينا زيكم.. فينا الوحش وفينا الحلو .. فينا الي بيتغذي علي اذيه البشر ودمهم وفينا المسالم الي ميهموش انه يأذي حد.. عايش حياته وسط عشيرته وبيمارس حياته بهدوء
يمكن انا مش دايماً كويس بس مش دايماً وحش .. بأذي الي بيأذيني لكن غير كدا مليش اي هدف في اني اعذب البشر او اتغذي علي دمهم ..

"جميله " برعب حقيقي وقد بدأت جسدها بالارتعاش: وهو فيكم بيشرب دم البشر؟

: لا ده حاجه بسيطه جمب حاجات كتير بلاش تعرفيها احسن .. ساعات الجهل بيبقا راحه..

كانت "جميله" موافقه علي هذا الرأي كثيرا فهي بالفعل لا تستطيع تحمل سماع الالعن من هذا وقد تجمدت دماؤها في عروقها بالفعل بسبب رعبها لتكمل مغيره مجري الحديث: هوو.. ااا.. هو انت عندك عشيره؟
انت تعرف عني كل حاجه بس انا معرفش عنك اي حاجه ومعرفش يعني ايه عشيره..!!

: عشيرتي هي اهلي وصحابي ومعارفي، زيي زيك بالظبط عندي قرايب وصحاب ومعارف وعايش وسطهم زي ما انتي عايشه وسط اهلك
بس انا عشريتي من اقوي عشاير الجان .. انا ابن ملك ملوك الجان واميرهم .. قوتي تضاعف ألف جني بس انا صعب انكم تستعدوني لو انا مش عايز ده وصعب انكم تستعدوا حد من عيلتي لان قوتنا اكبر ما تتصوروا مستحيل نخدم غير انسي واحد بس

"جميله" بفضول : مين؟

: سيدنا سليمان.. الانسي الوحيد الي امره نافذ علينا

" جميله" بإستمتاع فقد اعتادت الوضع واصحبت تنلذذ بمعرفتها لكل تلك الاسرار، نعم كانت تحلم منذ زمن ان يصبح لها صديق او اي شخص يأخذها من يدها كالطفله لتستكشف معه الحياه وتتعلم من خبارتها.. و ها قد تحقق حلمها حتي وان كان ليس مثل ما تخيلت تماماً فها هي تستكشف ولكن ليس عالمها ولكن عالم اخر غامض خفي لأول مره تتعرف عليه..!!
: طيب قولي بقا هو انت عندك اخوات وصحاب كدا؟ واسمهم ايه؟ وعندهم كام سنه؟

: عندي اخين واخت، دهشان وده الكبير عنده ألفين وميه سنه وبيحكم قبيله في الجنوب ، وبعده جامح ده عنده ألفين سنه وده بردو بيحكم قبيله الجنوب الشرقي وبعد كدا انا واخر حاجه اختي بنت المقاق ودي عندها ألف الا متين سنه

اتسعت حدقتي جميله بصدمه احقيقه هذه الارقام ام دعابه؟!...
"جميله" بصدمه: ألفين وألفين ميه وألف الا متين ايده ازاي..!!

: احنا مش زيكم، اعمارنا اطول منكم وايامنا اسرع منكم الشباب بيتراوح اعمارها مابين الالف ونص والافين والاطفال مابين الميه لحد سن اختي وبعد كدا الكبار من بعد التلت تلاف سنه..

"جميله" بإندهاش : وعلي كدا انت عندك كام سنه؟

: ألف و سبعوميت سنه ..

"جميله": يعني انت كدا لسه شاب بالنسبالكم..!! بس مش بتحكم قبيله انت كمان؟

: انا الاقرب للملك ناصور بدير معاه شئون قبيلتنا وشئون الجان اجمع .. انا امير و حاكم في نفس الوقت

"جميله " بفضول فكل هذا جديد عليها تعيشه لأول مره فقد وجدت من يئانس وحدتها وهذا ما ضغط علي الوتر الحساس عندها لتترك العنان لنفسها قليلاً بأن يكون لها رفقه كمان حلمت دائماً حتي وان كانت الرفقه ليست من عالمها
: تعرف.. انا نفسي اشوفك اوي...!! نفسي اشوف عالمك ده واشوف حياتكم..!!

: مش هتقدري..
احنا لما بنحب نعاقب انسي بنظهرله..!!
خدي بالك الفضول ساعات ممكن يأذيكي..
متحاوليش تعرفي الي ملكيش فيه وإلا هتخسري اكتر ما هتكسبي

"جميله" وقد بدأت تتثائب وفردت ظهرها فوق الفراش وهي تهتف بنعاس : هو انت هتفضل معايا علي طول وهقدر اكلم معاك كده دايماً؟

: مش دايماً هقدر ابقا معاكي لأني زي ما قولتلك امير وحاكم في عالمي و ورايا إلتزامات ولازم اخد حذري ان محدش يحس بحاجه
عشان مش هقدر اتمنع عنك..

"جميله " وهي تتثائب مجدداً وتدثر نفسها في الفراش وتقول بنعاس وهي نصف مستيقظة
: لا مش عيزاك تتمنع عني..

لتشعر بأنفاس حاره ولمسات رقيقه فوق جسدها وصوته الغليظ بأذنها بات اوضح وادفئ : محدش يقدر يمنعني عنك يا جميله..

وقد كانت كلماته اخر ما دلف لأذنها قبل ان غطت في سبات عميق تاركه المجال لعضلاتها ان تتراخي بإرهاق وشعرها يتبعثر فوق وسادتها بحريه لتدلف لعالم الاحلام التي بات حقيقه بالنسبه لها فها هي في ليله وضحاها انقلبت حياتها رأسا علي عقب واصبحت اشبه بالخيال وتحققت احلامها حتي وان كانت بطريقه غريبه بعض الشئ ولكنها في الاول والاخر قالت بداخل ذهنها انها قد حصلت علي رفيق حتي وان كان ليس مرئي ولكن يكفيها ان تتحدث وتجد من يجيبها فهي سأمت مؤخرا التحدث لممتلاكتها لشعورها الشديد بالوحده ....

الفصل الثالث 3 من رواية عشق أمير الجان

يوم اثنان ثلاثه... ثلاثه ايام قد مروا بلياليهم علي هذا الوضع مع كل يوم جديد، اشراقه شمس جديدة، احداث جديدة واسرار غامضه تتعري امامها بعد ان كانت مخفيه بعيداً عنها في عالم شاسع مجهول غير مرئي ولا يسمح لأحد بالدلوف إليه فهو عالم اغلظ من ان يناسب البشريه .. عالم تجمعت به اجسام ملتهبه بقدرتها ان تسلخ انسياً وتتغذي علي دماؤه..!!
ولكن ليس اجمعهم فبعدل الدنيا هناك في كل شئ واي شئ الجيد والسئ .. هناك الشئ وعكسه.. الداء والدواء.. السما والارض.. البحر والبر .. قانون ثابت بأساس دنيتا حتي اصبح جزء لا يتجزأ منها لا يتلف عبر الزمن ولا يختل من الكوارث والتغيرات الدائمه التي تتعرض لها الارض..

روتين يومي معروف ومحدد كانت تلتزم به
.. توقظها والدتها.. تتناول فطورها وسط جو اسري محبب لها.. تتجه لأخذ الحافله في رحله لجامعتها.. تحضر دروسها متجنبه الاحاديث الجانبيه او التجمعات.. دائماً بعيده عن زملاؤها حتي تعود مره اخري تختلي بنفسها بداخل غرفتها ولكن الان اصبح الامر مختلفاً اصبح هناك شيئاً جديداً اضاف لذه خاصه ليومها شئ غريب مريب يرتعش له بدنها حقاً.. اهي علي تواصل من جني؟ لا تصدق الا الان ما اصبحت عليه حياتها ولكن فليكن حتي وان كان كل هذا تهيوئات فهي افضل لها من الوحده التي تنهش بها وتنهش بقلبها الجاف وبحياتها التي تحتاج ان تترعرع ببعض خبرات الحياه..
قبلت بأمرها وسلمت له تحاول التعود علي الوضع وهي الي الان لا تعرف حجمه ومدي خطورته..!! معذروه فهي مجرده من الخبرات نعم انها ساذجه لهذه الدرجه بل واكثر..!!
هي اعتبرته صديق خيالي لها الي الان لا تصدق ماذا يحدث..!!

تعلم انه حولها تشعر به نعم لقد رأته اليوم ايضاً في عيون تلك القطه السوداء التي اصبحت تلازمها عن بعد في جميع اماكن تواجدها
ولكن ما يدهشها وتستغربه حقاً هو شبه انعدام الرجفه بداخلها اصبحت تعداته .. تعدات صوته وانفاسه التي تشعر بها فوق رقبتها وفوق اذنها
.. تنتهي من دروسها سريعاً ثم تتوجه للمنزل وذهنها شارد بفضول عن اي الاقاويل الذي سيتبادلوها اليوم.. فقد اعلمها بأشياء عنها هي حقاً كانت لا تعرفها..!!
الحقيقة ااا. . . ليس بإمكان اي بشري ان يعرفها عن نفسه بهذه الدقه..!!
فقد قص عليها ما كان يحدث خلف الحجاب الحاجز يوم ولادتها..!! اعلمها بمن كانوا ينتظروها مهلليين من ملائكه متشوقين لإستقبالها.. كانت تحاوطها الملائكه حين ولدت وترعاها جيداً رغم الصراع الذي كان بينهم وبين من طمع بها من الجان.. اخبرها كيف كان يحاربهم في اسفل سافلين مسانداً للملائكه التي تحاوطها فوق سطح الدنيا..

دلفت لغرفتها بلهفه تغلق الباب من خلفها وهي تنادي بخفوت وعيناها تجول بداخل غرفتها بفضول : سيمرائيل.. سيمرائيل انت فين؟

: انا هنا...

ها انت ذا لقد اتي صوتك من العدم مجدداً ولكن متي سيمكنني ان اراك..!! كما الذي يتطور جوعاً بعد حياه مميته في صحراء قاحلة انا اتطور ان اراك .. حسناً اعترف اني اهاب هذه اللحظه ولكن قلبي يخفق بشده حين تروادني فكره انك وهم..!! مجرد وهم وستختفي يوماً ما.. مجرد صوت يلطف عليا وحدتي..!!
اهاب اليوم الذي سأدلف لغرفتي وسأهتف بأسمك ولكن لن اجدك.. اهابه واهاب الوحده مجدداً ولكن بشكل اقوي فبعد ان تذوقت طعم الرفقه حتي وان كانت شبه رفقه ولكن لن استطيع ان اعود للصفر مجدداً..!!

"جميله" بفضول ومرح وهي تجلس فوق الفراش ثم تأخذ الوساده بداخل احضانها تستند بمرفقيها فوقها ثم تحتضن وجهها بداخل كفها : ها النهاردة بقا هتحكيلي عن ايه؟
ثم هتفت بسرعه ولهفه : ولا استني استني...اقولك انا تحكيلي عن ايه...

: لو اقدر احكيلك هحكيلك

"جميله" بعبوس : هو انت مش قولتلي انك تعرف كل حاجه

: المعني ورا كلامي ان في حاجات في علم خالق السموات والارض.. رب الانس والجن.. رب العرش العظيم حتي لو اقدر اعرفها مينفعش اعرفهالك يا انسيه..
وفي حاجات مينفعش تعرفيها وده احسنلك بدل ما تتأذي..

"جميله" بإندهاش من كلماته قالت بدون مقدمات ودون وعي : هو انت بتعبد ربنا يا سيمرائيل؟

: اكيد.. مش هو الي خلقني زي ما خلقك..!!

"جميله" بصدمه وذهول اكبر : بس.. بس... ااا.. ازايي؟ هو مش انت من الجن...!! ازاي؟ هو في الشياطين بيعبدوا ربنا..!!

جاء صوته قوياً غليظا غاضباً نبره تليق بأمير الجان وقوته : انا مش شيطان..!! الجن مش شياطين يا جميله..!!
في فرق بين الجن السفلي والعلوي والشاطين والمرده..!!
بعدين حتي ابليس كان بيعبد ربنا بس هو الي اختار ان يكفر ..!! محدش اجبره علي كدا ولا اجبر اي شيطان انه يكفر..!!
زي الي بيألحد عندكم كدا.. محدش بيجبره وهو الي بيختار ده.....

"جميله" بخوف وذعر من صوته : اسفه.. اسفه والله انا مكنتش اعرف ومش فاهمه..!!

قال بنبره صوته العاديه التي تعودت عليها
: عارف انك متعرفيش حاجه وده مش ذنبك بس مينفعش تتسرعي وتتكلمي في حاجه قبل ما تكوني متأكده منها.. متوقعيش نفسك في الغلط
في حاجات انتي مش قدها ومش هتستحملي عقابها...

امائت "جميله " برأسها بشده وهي تقول بلهفه : حاضر.. حاضر والله بس انا بردو لسه مش فاهمه..!!

: هفهمك
بعيداً عن الشياطين والمرده
الجن انواع في المسلم والمسيحي واليهودي والي ملوش مله وكافر زينا زي البشر
.. وكل واحد بيقوم بعبادات دينه وبيمارس شعائرها عادي وبيلتزم بعادته كمان
يعني المسلم لا يمكن يقتل او يزني او يسرق عشان كدا دايماً المسلمين قريبين من البشر ممكن يبقوا خدام ناس طاهره شريفه بيحموهم و يساعدوهم علي عمل الخير لكن مستحيل حد يسخرهم للأذيه..!!
وكذلك المسيحي واليهودي بيلتزموا بعادات دينهم والي اشبه بالاسلام كتير وهي عدم الاذي عموماً او الزنا او الكفر..

"جميله" مستنكره بلهفه : بس اليهود عندنا بيقتلوا في الناس و كمان بيزنوا وبيكفروا...!

: عشان دول مش يهود دول كفار..!!
ملهمش مله ومش ماشيين علي التوراه بحذافيرها
احنا عندنا الكل متمسك بدينه الاصلي مش المحرف زيكم .. اليهود عندنا دينهم وكتابهم السماوي هو التوراه الصحيح وده الدين اليهودي الاصلي وده يشبه الاسلام كتير
لكن عندكم اصبح التوراه محرف للتلمود وده مش الدين الصحيح ده كتاب بيحلل كل رغبات وشهوات الانسان النجسه تحت مسمي الحريه
ونفوس البشر الغير سويه هي الي سمحت للشياطين انهم يدخلوا عقولهم ويتملكوا منهم ويقنعوهم كمان انهم الصح والعالم من حوليهم هو الي غلط وانهم لو ارتضوا بالامر هيعشوا تحت نظام دكتاتوري بيمنع حريتهم وملاذهم في الدنيا..

"جميله" بصدمه اكبر وقد اتسعت حدقتها وفتحت فمها مذهوله : يعني تقصد ان الشيطانين ليها علاقه باليهود وهما الي كتبوا معاهم التلمود؟

: قولتلك دول مش يهود دول ناس تابعين للتلمود ودول علاقتهم بالشيطاين مش بس كدا لا.. في علاقات اكبر بتجمعهم زي السحر الاسود والماسونيه..

" جميله " بعدم فهم: طيب السحر الاسود وعارفينه انما ايه الماسونيه؟

: دي عباده الشيطان.. بيعبدوه وبيقدموا ليه الولاء عن طريق الكفر وفعل اكبر المحرمات عشان يرضوه ويبجلوه مقابل ان يساعدهم بقوته في تنفيذ خططتهم للسيطره علي العالم من كنوز ونفوذ وسلطه..

ثم تابع بنبره مشمأزه ساخره : العالم ده عباره عن لعبه نجسه كبيره كل واحد فيها بيخدع التاني عشان مصالحه.. الانسين فاكرين انهم قدروا يروضوا الشيطان بس هما ميعرفوش انه في الاول والاخر شيطان، يعني غدار وفي ثانيه يحرقهم والي فاكرين انهم ماسكين الدنيا بأيديهم اغبيه مش عارفين ان هما في ايد الشيطان وهو الي بيحركهم زي ما يحب عشان ينفذ ملاذه في الدنيا وهي الوسوسه للبشر وتمهيد الطريق ليهم لجهنم ...

هنا وشعرت جميله ان قلبها يتقلص بداخل صدرها من شده ربعها وصدمتها من هول المفاجأة ارتباك.. صدمه.. ذعر.. خوف كل هذه ملكها وظهر فوق جسدها المرتعش ونبره صوتها المهتزه وهي آمله في الله ان يخلف ظنها : اا... اا... طب هو ليه محدش حاول يمنعهم منكم طلامه انتم عارفين ايه الي بيعملوه... ؟!!

: لانهم محمين من قبل لوسفير الاعظم
ليكمل بنبره غليظه متهجمه اقشعر لها جسدها فور نطق اسمه : ابليس..
ثم اردف بنفور : ابليس قوته مش هينه وهو ملك الشيطانين كلها وقوته بتضاعف قوه شياطين الانس والجن..!!
واحنا في غني عن الصراع الي ممكن يحصل بينا وتكرار الصراعات الي حصلت في العصر الازلي لأنها لو اتكررت دلوقتي هتقضي علي البشرية وعشان كدا بنتجنبهم والتواصل يكاد يكون معدوم بينا..

"جميله" بفضول وقد بدأت تندمج في الاحاديث : يعني الجن بيكره الشياطين زينا؟

: مش كلنا قولتلك في مننا الي ملوش مله وكافر ودول بيبقوا بيتقربوا للشيطان عشان يتحاموا في قوته ودول الي البشر بيستدعوهم عشان ينفذوا ليهم رغباتهم وشهواتهم القذره في الدنيا او يساعدوهم في السحر والشعوذة والسحر الاسود
لانهم عارفين ان اصحاب الدين مننا عمرهم ما هيعملوا كدا ولا هيرضوا يكفروا بربنا وبدينهم..
والجن ده بقا منبوذ منا وكلنا بنعاملهم بنفور لأنهم غدارين ومش مرحب بيهم في ارضنا عشان كدا منفيين في عالم بعيد عننا و قريب من عالم الشيطاين

"جميله" هتفت بلهفه وفضول وبدون مقدمات وقد كانت تخشي هذه اللحظه كثيراً ولكن تعلم ان لا بد منها : يعني انت بتكره الشيطانين والجن الكافر وبتتجنبهم زينا وكمان مش بتأذيني وبتدعي ربنا ده عشان اااا..
تركت له باقي جملتها ليستشفها هو فهي حقاً لا تعلم رده فعله او كيف سيأثر سؤالها عليه

: عشان انا مسلم ..

صدمه ام فرحه لا تعرف ولكنها شعرت بالأُولفه وهتفت بسعاده وارتياح : بجد؟ بجد يا سيمرائيل انت مسلم؟

: ايوا انا وعشيرتي كلها من الجن المسلم..

وقفت جميله فوق الفراش واخذت تقفز وهي تصفق بيدها فهي حقاً لا تعلم سبب سعادتها المفرطه تلك ولكنها سعيده.. سعيده والراحه تغمر قلبها رغماً عنها

هوت فوق الفراش بعد ان شعرت بتثقال انفاسها ثم هتفت بدون وعي منها : عارف يا سيمرائيل؟ انا كنت بدأت احب وجودك بس كنت خايفه اوي منك خصوصاً لما بتتعصب ساعات كنت بخاف تطلع وحش ومش كويس زي مهو ظاهر بس بعد ما عرفت انك مسلم بقيت حابه وجودك منغير اي خوف...

قالت جملتها الاخيره وهي تتمدت فوق الفراش تتطالع سقف غرفتها بإبتسامة سعيده صادقه
انتظرت صوته يأتيها بالرد ولكن لم يأتي
تمللت في فراشها بإندهاش فأين ذهب..!!
سيمرائيل.. سيمرائيل
اخذت تردد اسمه وهي لازالت علي وضعها ولكن لا رد لتنفض جالسه فوق الفراش

لحظه. . . .

ثم انتفضت فوق الفراش تضع يدها فوق فمها مانعه صرختها التي كادت تزلزل جدران المنزل قلبها يدق بعنف.. صدرها يعلو ويهبط بعنف عينيها متسعه.. تهز، رأسها في استنكار غير مصدقه ما تراه..!!

شاب طويل القامة بشكل ملحوظ عريض المنكبين وذو جسم عريض تزينه العضلات .. ملامح رجوليه خشنه صارخه لحيه سوداء وشفتين غليظتين.. ذراع تبرز عضلاته بوضوح يزينه بعض الوشوم السوداء برسومات غريبه كما زينت باقي جسده .. اللعنه ما هذا؟!.. لقد صدق و تجسد في احسن الصور ..!!

يجلس علي اخر الفراش يستند بمرفقيه خلف ظهره ويتابعها بعيونه.. ااا عيونه
تلك العيون السوداء الفحميه التي حفظتها جيداً العيون الي ظهرت لها من العدم.. عيون القطه..
انه هو.. هو سيمرائيل امامها في جسد بشري ولكن ليس اي بشري.. بشري ذو وسامه شرقيه مهكله .. عيونه الحاده الغير انسيه زادته غموض وحده..!!

كانت تتابعه بعيون لا ترمش وفم مفتوح احقاً ما تراه امامها الان؟
حاولت فتح فمها ولكن شتفيها ترتعش بشده وهي تقول بتقطع : سم سس.. سيم..رائي..لل!!

في غمضه جفن كان امامها ينظر لعينيها بعينيه الغير انسيه التي بالرغم معرفتها بها ولكنها مرعبه ومهلكه ايضاً لا يستطيع بشري تحمل النظر اليها لتخفض رأسها عنه وصدرها يعلو ويهبط بعنف

: وانا مبسوط انك رضيتي بوجودي وحبتيه..
قال جملته الاخيره وهو يحرك انماله فوق وجنتيها برقه صعوداً ونزولاً .. كانت لمسته كالصعقه بالنسبة لها جعلت جسدها ينتفض وكأنه تعرض لصدمه كهربائيه وجعلها تشدد فوق عينيها وتقبض فوق يدها حتي ابيضت مفاصلها تحاول تمالك اعصابها .. ظلت علي تلك الحاله رافضه ان تنظر له او تجيبه ليردف هو بأمر وقد احتدت صوته : جميله بصيلي..

حاولت جميله ان تستعيد رباط جأشها ولكن لم تستطيع لتظل منكسه الرأس ليأتيها صوته هادر هذه المره : جميله قولت ارفعي عينك وبصيلي..

لترفع عينيها له بتوجس وخوف لتتسع حدقتها بصدمه حين وجدت عينيه كامله السواد تتقلص حتي اصبحت حدقته طبيعية كالبشر بل وايضاً لاحظت بريقها باللون الزيتوني الغامض لتشبه عيون الصقر بل وتفوقت عليها ليصبح امامها صارخ الجمال ذو وسامه مهلكه عن حق..

خرجت كلماتها من بين شفتيها المرتعشه المصدومه : سس.. سس. سيمرائيل.. اا. اانتت ازااي اا...

قاطعها بثقه : قولتلك انا اقدر اكون في اي صوره انا عايزها
واديني قدامك اهو مفرقش حاجه عن اي انسي في دنيتك..

"جميله" بإستنكار : بس.. بسس ليه دلوقتي؟
ليه قررت تظهر دلوقتي؟

نظر هذه المره بداخل عينيها بثقه وهدر بنبره قويه : انا كدا كدا عارف انك هترضي بوجودي بس كنت مستني اسمعها منك..

"جميله" بلهفه وهي تتشرب ملامح وجهه : يعني كدا خلاص؟ هفضل شيفاك علي طول؟ مش هتختفي تاني؟

هز لها رأسه مؤكدا لتهتف بسعاده وعن غير عادتها وبطفوله افتقدها هتفت بصخب: هههييهههه يعني انا دلوقتي بقا عندي صاحب ومش هبقا لوحد...

: حبيب..
قطع كلامتها ملقي لها بقنبلته بصوت واثق قوي لتتوقف للحظه محاوله استيعاب كلماته وهي تقول ببلاهه : ها؟

خرج صوته قوياً غير قابل للنقاش وامتزجت العاطفه بقوته ليصبح مهلك للأعصاب
: قولتلك اني عاشقك يا انسيه.. مش شرط انتي تعشقيني دلوقتي لكن انا بردو عارف انك هتعشقيني وسايبك براحتك لحد ما تعترفي بيها بنفسك زي دلوقتي .. لكن حطيها في دماغك يا انسيه ..
ليشدد علي كلماته وهو يقترب منها ويخفض رأسه لها فيصبح وجهه مقابل وجهها لا يفصل عنه الا سنتي ميترات قليله وقد اختلطت انفاسهم .. نظر داخل عينيها بثقه وردد بصوته القوي الغليظ : انا حبيبك.. انتي عشق امير الجان.. انتي عشق سيمرائيل وملكه..

هنا وعادت عينيه للسواد المهلك لينبض قلبها ذعراً ..وارتباكاً ..وصدمه.. وذهول ومشاعر اخري لا تعرفها ولكنها جعلت قلبها يتضخم بداخل صدرها حقاً كل هذا في لحظه شعرت بها انها انفصلت عن عالمها الخارجي واصبحت تعوم في عالم لاتعرف اهي بعلم ام بحلم..!!
ما يحدث لها حقيقه ام خيال..!!
لا تعرف ماذا ينبغي ان تفعل ولكن وجدت نفسها تومئ برأسها في ايجاب لتعود عينيه للطبيعه البشريه ويظهر ابتسامه خافته فوق ثغره زادته وسامه وجاذبيه ثم عاد بظهره للخلف مره اخري يتابع صدمتها وتشتت افكارها بتلذذ..
وهو يهتف بثقه وغرور متابعًا حديثه : وبعدين قولتلك انا علي طول كنتي معاكي.. يعني انتي عمرك ما كنتي لوحدك زي ما انتي فاكره....
لمن تتحدث انت؟ .. اتتحدث لجميله؟
جميله الذي انفصلت عن عالمها لتدلف لعالم اخر بين اليقظه والحلم؟! حقاً ان ما يحدث فوق طاقه استيعابها هي انثي صارخه الجمال بروح مرحه ولكن عقلها..!! عقلها وقلبها لايزالوا برئيين براءه التوب الابيض من الدنس..!!
براءه طفل في الثالثة من عمره.. اقصي طموحه ان يمرح قليلاً بسلام..!! تكاد تنعدم خباراتها في الحياه لم يتذوق قلبها طعم الحب لا تعرفه ولا تدري كيف ستعرفه..!!
وتأتي انت الان وتلقي لها بقنبلتك الصارخه؟
الا يكفي انت وصدمتها من وجودك بحياتها ؟!
.. و الان تقول انك حبيبها؟! احصلت الان علي حبيب؟

حلمت.. حلمت مثلها مثل اي فتاه ان يأتي لها فارسها فوق الحصان الابيض وينتزعها من عالمها يدلفها بعالم اخر بين احضانه .. والان لقد حصلت علي هذا الحبيب ولكن من الجان؟!!
بدلاً من تقابله في مكان عام ويحدث الصدفه المتوقعه كما يحدث في الافلام والروايات يظهر لها من العدم اينما شاء و وقتما شاء ويختفي كمثل الريح..!!
بدلاً من ان يصرخ بمن يحاول التعرض لها ويبرحه ضرباً.. يمكنه احراقه من نظره عين؟!
يالله ما هذا..!! احقاً انا حيا واعيش ما يحدث لي الان ام انني احلم ويمكنني ان استيقظ في اي لحظه..!!
انتظر اللحظة التي ستوقظني بها امي تحثني علي الذهاب لجامعتي وستهب الرياح بما لا تشتهي السفن؟!..
سأستيقظ يوماً ما علي حقيقه مُره اخشاها اكثر من حقيقه ان هناك جني من اقوي الجان السفلي متيم بعشقي.. وهي الوحده. . . .

قطع سير افكارها وانتزعها من الدوامه التي غرقت بها للتو ضربه خفيفه فوق رأسها من الخلف جعلت رأسها ينخفض قليلاً حتي تفزع وتشهق عندما افاقت من شرودها رفعت نظرها له ولايزال فمها متفوح .. مهلاً مهلاً متي ضربها فوق رأسها وهو جالس امامها الان؟
سحقاً ايتها الانسيه الغبيه بالتأكيد هذا امر طبيعي له متي ستدركين حقيقه انه من اللججااااننن..!!

جائها صوته غليظ من بين ابتسماته الواثقه ولكن بعيون تتسلي بصدمتها وتشتتها..
: اقفلي بوقك ده وفوقي.. عشان الانسيه عفاف جايه دلوقتي تشوفك كنتي بتسقفي وتصرخي ليه..

كانت لم تستعيد كامل قدرتها علي الاستيعاب بعد .. اخذت تحرك اهدابها عده مرات بدون وفهم وحين وصل لها معنى كلماته وافاقت من شرودها كات ان تهتف به : تقصد مام....

قطع كلامتها دخول عفاف المفاجئ للغرفه وهي تنظر لها بلهفه وقلق : مالك يا نور عيني؟
انتي كويسه يا ضي عيوني؟ سمعتك بتصرخي وجلبي اتوغوش عليكي انا وابوكي

لحظه ودلف والدها مهرولاً خلف والدتها يهتف بقلق شديد فهذه اللهفه المفرطه اصبحت عاده لديهم وهي تعودت علي الامر تعلم سببها انها هديتهم من الله بعد شوق ولهفه دامت لسنوات
هتف بها بلهفه بنبرته الرجوليه الصعيديه الخشنه : مالك يا جلب ابوكي.. انتي منحيه يا بتي؟

ولكنها ليست هنا ليست معهم او بعالمهم.. تنظر لهم بصدمه فقط وقلبها يخفق بشده من وهل المفاجأه ولكن ليس لمعرفته بقدومهم اصبحت تعلم ان هذا الامر طبيعي لديه ولكن من وجوده اثناء وجودهم..!!
حولت نظراتها له علي مضض وتوجس لتجده مازال يجلس كما هو يتابعها بتسليه لتحدق به بأعين متسعه ثم تحول نظرها بينه وبين والديها الذي يقفون امامها ينظرون لها هي وحدها وكأنها بمفردها في الغرفه..!!

.........

كانت تقف قلبها يتائكلها علي بنتها.. هي حقاً فسرت صوتها المرتفع انه صراخ .. هوي قلبها من فكره ان يكون قد اصابها مكروه فهي حقاً دائمه الحوادث منذ صغرها..!! وهذا ما جعلهم شديدي الحرص عليها فوق العاده وبلهفه مفرطه..
لقد عاهدوا الله بعد شكر لا ينتهي الي الان ولن ينتهي حتي اخر انفاسهم ان يراعوها علي اكمل وجه.. ولكن لماذا ؟!! .. لماذا هي دائمه الحوادث؟! .. هي هادئه ساكنه لم تكن مثل من في سنها يوماً ولكن تأتي الحوادث إليها وتطرق بابها ثم تدلف بعنف وبدون استأذان..!!
لا تعلم لماذا ولا تعلم سببها ذهبوا لأكثر من شيخ وقال لهم ان الفتاه بحاله جيده ولا يوجد شخص اخر بجسدها كما اعتقدوا..!!
مساكين لا يعرفوا ان هناك من عاش عمره الذي يتعدي الالف عام يحميها من قبل قدومها للدنيا.
خوفها وإلزامها بالمكوث في المنزل وعدم الاختلاط كان بسبب هذه الحوادث ولكن أيضاً كأي ام مصريه تفكر بكلام الناس وتهتم به اكثر من رغباتها..!! كانت تخشي ان يقول عليها الناس الطفله المنبوذه او المنحوسه او ما شابه..!!
تخشي ان تجرح فلذه كبدها وان ينهش البشر في لحمها بدون خزي بسبب كلماتهم القاسيه ..!!

كانت تقف امامها تتشرب ملامحها بلهفه لقد دلفت للغرفه بدون استأذان وهي تشعر بأنفاسها تكاد تنقطع الا ان وقعت عينيها عليها وهي تجلس فوق الفراش تنظر امامها للفراغ وتحدق به...

"عفاف" : ردي عليا يابتي.. بصيلي اهنيه.. بتبصي هناك علي ايه؟
لتنقل بصرها الي الاتجاه التي تنظر به بنتها لتشهق بصدمه وعينها تتسع بذهول.. هتفت وهي تخبط فوق صدرها بذعر : يامررريي...!!
هو في حد كان بيحاول يتهچم عليكي ولا ايه؟
ماله الشباك مفتوح علي وسعه كدا لييه؟!

ليهتف والدها وهو يهرول تجاه نافذه الغرفه التي كانت تتوسط الجدار امام الفراش او بالمعني الاصح خلف سيمرائيل الذي يجلس بهدوء يتابع ما يحدث وصدمتها بثبات و تلذذ
اخذ والدها ينظر من النافذه ويحرك رأسها يميناً ويساراً في لهفه يحاول التوصل لأي شخص او اي ظل شخص حتي يتأكد من ظنونه ولكن لا شئ..!!
هرولت والدتها تجاهه وهي تقول بذعر حقيقي : ها يا حچ لجيته؟ فين ريس الغفر.. شيعله يا حچ بسرعه ..

اما هناك فوق الفراش.. حركت شفتيها بإرتباك وبخفوت همست وعينيها تسأل بدلاً عنها : سيمرائيل...

: ايوا مش شايفني..

"جميله" بذهول : يعني ايه؟ يعني هما دلوقتي شايفني في الاوضه لوحدي؟!!!!

: محدش شايفني ولا سامعني غيرك يا جميله..
انتي بس الي انا عايز اظهرلها واكون قدام عينيها.. انتي بس ومحدش غيرك يا جميله...

كانت ستهم بالرد عليه ولكن قاطعها عوده والديها إليها مره اخري ومعهم سيل الاسئلة التي لا تنتهي ولكن الان قد شعرت بالراحة قليلاً واخدت تردد بداخل ذهنها.. نعم انهم لا يرونه.. لا يروه ولن يروه حسناً تصرفي علي طبيعتك..
استاعدت رباط جأشها وقالت بصوت حاولت قدر المستطاع ان يظهر ثابت صادق : كفايه بقا يما انتي وابويا مفيش حاجه حصلت.. انا قاعده زي منا ولا حد اتهجم ولا حاجه.. وكل الي فيها اني...اااا..

صمتت هي حقاً لا تعلم كيف ستبرر لهم.. ماذا ستقول وقد هربت الدماء من عروقها بدون وعي منها.. نظرت له بنظره استنجاد ولكن وجدته ثابت علي حالته شعرت بيأس فقد ظنت انه لم يفهم طلبها للمساعده وهي لا تستطيع التحدث معه بوجودهم ولكن ما هذا؟ شعرت بثقل غريب فوق يديها نظرت لها والتي كانت تضعهم فوق فخذيها لتشهق بصدمه حين رأت هاتفها بداخل يدها وهي كانت لا تتذكر اين تركته من الاساس..!!
نظرت لها بسرعه لتراه يبتسم بثقه فعلمت انه الفاعل.. حاولت تدارج الموقف فلا وقت للصدمه الان رفعت كفيها بالهاتف امام اعينهم قائله بلا مبالاة مصطنعة : قصدي يعني اني كنت بتكلم مع زميلتي وضحكنا شوية مع بعض..

استغراب وشك واندهاش من والديها لترفع عفاف حاجبها بإستنكار : ومن ميتي وانتي بتحددي مع زملاتك علي المحمول؟
ثم اردفت وقد احتدت نبره صوتها : ومن ميتي عندك زملات من اساسه..!!

كاد والدها ان يأكد علي كلام والدها الا انها قاطعتهم بحنق وقد وصلت لذروتها حين رأت حدتهم ورفضهم لفكره ان يكون لديها زملاء بادي علي وجوههم هتفت بدون وعي وضيق: وايه الي فيها لما يبقى ليا زملات؟ ولا مش من حقي اصاحب وافرح واضحك؟
مش من حقي اعيش حياه طبيعيه زي اي بت في سني؟! كفايه بقا ارحموني .. انا تعبت وقلبي تعب من الوحده..!!
مش كفايه عمري الي ضاع وانا بين الاربع حيطان دول؟
عمري لا لعبت ولا فرحت ولا خرجت واتفسحت و شوفت الدنيا كيف الخلج ..!!
عمري ما كان ليا اخ او اخت او حتي ود خاله او عمه اي قريب او بعيد يئانسني في وحدتي.!!
دايماً لوحدي.. دايماً الكل بعيد عني..!!
انا خلاص تعبت يما.. تعبت يابويا..!
تعبت من وجع القلب ده.. مابقتش قادره استحمل الوحده..!!

لم تستطيع منع دموعها التي كانت تحبسها بداخل مقلتيها.. وصلت لذروتها وافرغت ما بجوفها بدون سابق انذار ولكن احتاجت لذالك..
شهقاتها تعلو ونحيبها ينفطر له القلب.. والدتها تجلس بجانبها فوق الفراش بعيون دامعه علي ما اوصلوا له بنتهم. يعلموا انهم النسخه البشريه من الدبه التي اكلت اولادها من شده خوفها عليهم ولم يهتموا لأمرها وكيف كانت تشعر!! جثي والدها بهيبته امامها فمهما كانت هيبته وقوته وصرامته التي يمتاز بها ولكن امام فلذه كبده في الاول والاخير هو اب..!!
ينفطر قلبه حينما يري الالم بادي فوق وجه صغيرته..!!

"عفاف" منكسه الرأس وبحزن وضعف قالت : سامحينا يابتي.. خوفنا الشديد عليكي.. خلانا ننسي ان من حجك تعيشي زي الي في سنك.. وتتنطتي وتفرحي وتتبسطي..

نظرت لوالدها الذي احاط بوجنتيها بين يده الكبيره التي تكاد تبتلع وجهها بأكمله ثم نظر لها مؤكدا علي حديث والدتها فهو في الاول والاخر اب مصري لا يستطيع شرح ما بداخله من فرط مشاعره .. رجل افعال لا اقوال..!!
نظر لها بنظره راجيه وهو يقول بحنو اب : سامحينا يا ست البنات.. سامحينا يا نبض الجلب.. بس يمين عظيم بتلاته يعلم ربي ان جسوتي عليكي من فرط حبي ليكي
ثم اردف وهو يمسح دموعها بحنان بأنماله يشدد فوق كلماته : ده انتي فرحتي كلاتها يا جميله.. ده انا ما دوجتش طعم الفرحه والهنا غير بعد ما شافتك عيوني يبنت جلبي...

ابتسمت بحب فهي حقاً حتي وان كانت موجوعه من وهل الذي عاشته ولكنها أيضا لا تستطيع انكار حبهم لها الذي يظهر عليهم بسخاء وتعلمه وتتيقن منه وبشده.. امائت برأسها بحب وهي تقول بخفوت : مسمحاكم.. مسمحا...

قطع كلامتها صوت ارتطام حاد وتكسير عنيف جعلهم ينتفضون من مجالسهم حتي هي قفزت فوق الفراش تتراجع بظهرها للخلف من الخوف و المفاجأه ولكن ليس من اصوات الارتطام التي بالكاد افزعتها ولكن من ذلك الذي يقف امامها عاري الصدر يتضخم صدره وتبرز عروقه بشكل مرعب يشد فوق اسنانه وقبضته يده.. اسود وجهه وجسده بشكل ملحوظ في منظر مهلك للاعصاب جعلها ترتعش خوفاً ولكن ما افزعها اكثر هو عينيه..!!
عينيه التي عادت بكامل السواد تلك العيون الغير انسيه بلمعتها الحارقه.. لحظه ما هذا؟ لقد برزت انيابه قليلاً عن ذي قبل ويده تدمي من فرط ضغطه فوقها .. كانت تصرخ ولكن ليس من فزعها بسبب اصوات الارتطامات التي لم تهدأ .. بل تصرخ خوفاً من منظره الممتزج بين وحش انسي كاسح وجني قوي مهلك ومعذب..!!

لتزيد والدتها من ضمها ومع تلك الحركه تزداد اصوات الارتطام بعنف والغريب ان الاصوات كانت بجميع المنزل معادا غرفتها.....!!!
google-playkhamsatmostaqltradent