Ads by Google X

رواية سل الغرام الفصل السابع 7 للكاتبة مريم غريب

الصفحة الرئيسية
الفصل السابع 7 من رواية سل الغرام الجزء الثاني من رواية عزلاء أمام سطوة ماله بقلم مريم غريب
رواية سل الغرام بقلم مريم غريب
رواية سل الغرام بقلم مريم غريب

رواية سل الغرام الفصل السابع 7 بقلم مريم غريب بعنوان نتيجة محسومة ! 


لا زالت "فريال" مصدومة من تصريحات "هالة" الأخيرة ...

لم ترد عليها فورًا.. كان يلزمها بعض الوقت

حتى تستوعب كلماتها و تتمكن من إعطائها الرد المناسب ...

-هالة أنا ماتوقعتش أبدًا أسمع منك كلام زي ده ! .. دمدمت "فريال" بحدة يشوبها بعض الإضطراب

تنهمر دموع "هالة" في هذه اللحظة تمامًا، و تنهار أمام "فريال" نائحة بحرارة :

-أنطي فريال.. أرجوكي أفهميني. أنا مابقتش قادرة أكتم مشاعري جوايا أكتر من كده.. ليه بتلوميني و إنتي أكتر حد عارف أنا بحب عثمان أد إيه ؟!!

أجفلت "فريال" بمزيد من التوتر، لكنها قالت بجدية مصممة على موقفها :

-يا هالة أنا مش بلومك يا حبيبتي.. و أحلفلك إني طول عمري كنت بتمناكي لعثمان و مستنية يجي يقولي إنه عايز يتجوزك إنتي. أنا طبعًا عارفة من زمان أوي إنك بتحبيه.. بس للأسف يا هالة عثمان عمره ما فكر فيكي غير كأخت و بس. و هو دلوقتي متجوز و مخلف يا حبيبتي !

هالة ببكاء : بس حياته مش مستقرة.. مراته سايباه و قاعدة مع أخوها و هو بقاله سنتين عايش زي العازب. محتاج واحدة تحبه و تاخد بالها منه. و أنا بحبه يا أنطي. و الله بحبه و مش قادرة أعيش منغيره

تنهدت "فريال" عابسة بشدة.. و لم تعرف بماذا تجيبها !!!

بينما شعرت "هالة" بأنها أصبحت قريبة جدًا من هدفها، فقامت من مكانها و هرولت نحو "فريال" و هي تهتف راكعة تحت قدميها و دموعها الساخنة تفيض بغزارة :

-بلييزززز يا أنطي ساعديني.. أنا حاسة إن ربنا عمل كده عشان يجمعني بعثمان. عشان أحقق حلم حياتي و أكون مراته.. بليز هو بيسمع كلامك و بيتأثر بيه. قوليله.. قوليله إني بحبه و مش هقدر أكمل لو مش معاه. أنا بجد مش هاعيش ثانية مع راجل غيره. لو ماتجوزتش عثمان المرة دي هانتحر بجد !!!

إرتبكت "فريال" كثيرًا و قالت و هي تحاول تهدئتها عبثًا :

-طيب إهدي. إهدي يا هالة مش كده يا حبيبتي.. مافيش حاجة تستاهل تعملي في نفسك كده عشانها أصلًا. قومي

-لأ ! .. صاحت "هالة" بضراوة و هي تقبض على يدي الأخيرة بقوة

دفنت رأسها بحجرها مغمغة بمرارة كبيرة :

-عثمان يستاهل. عثمان هو كل حياتي أصلًا.. أكبر غلطة عملتها إني إتجوزت حد غيره. بس أنا عمري ما هاكرر الغلطة دي تاني.. بليييززززز ساعديني يا أنطي بلييززززز !

-لا حول ولا قوة إلا بالله ! .. تمتمت "فريال" لنفسها بحيرة شديدة

-يا ربي أعمل إيه بس !!!

__________________

في منزل "سمر"...

تقوم أخيرًا من جانب زوجها.. تبتعد عنه على مضض شديد، فتتوجه نحو خزانتها التي تركتها مفتوحة كما هي

إلتقطت أول روب وقعت عيناها عليه، كان من الحرير النبيذي و قصير يصل إلى منتصف الفخذ، إرتدته على عجالة، ثم إلتفتت نحو "عثمان" لتجده يغلق أزرار قميصه و هو ينحني متنشقًا عبير وسادتها البيضاء بقوة

إبتسمت بخجل، لتنلاقى نظراتهما في تلك اللحظة و يبادلها "عثمان" الإبتسامة و هو يقول بخبث :

-ريحتك دي أنا حافظها صم أصلي.. أول ما حسيت إنها إبتدت تروح من سريري جيتلك علطول يا بيبي

و إعتدل في وقفته، بينما تضحك "سمر" و تمشي ناحيته متمايلة بدلال و هي تقول بغنج :

-أول مرة أعرف إن ليا ريحة مميزة. فاجئتني ! .. و تعلقت بعنقه

يطوق "عثمان" خصرها بذراعيه و هو يقول بنعومة :

-كل إنسان له ريحة مميزة يا حبيبتي

سمر و هي ترفع حاجبيها :

-بجد ! طيب أنا ريحتي إيه يا ترى ؟

مط "عثمان" شفتاه و هو ينظر للأعلى، ثم ينظر لها مخمنًا :

-إممم تقريبًا ريحتك قريبة من الفانيليا.. و الخوخ. ميكس بينهم كده يعني !

و هنا تقهقه "سمر" بشدة أدهشته، ليسألها بإستغراب :

-إيه في إيه ؟ إيه إللي بيضحك أوي كده ؟!

ترد "سمر" عليه من بين ضحكاتها :

-لأ أبدًا مافيش.. بس أصل ده نوع الشاور چل بتاعي أساسًا. أنا عمري ما غيرت النوع ده

عثمان مبتسمًا : بردو ريحتك مخليالهم شكل تاني ! .. و دفن وجهه بعنقها مقبلًا إياه بحرارة ليترك عليه إحدى علاماته المميزة و التي تستمر بالظهور لأيام

أفلتت آهة منتشية من بين شفاة "سمر" و تخدرت حواسها لثوان، لطالما نجح "عثمان" بمنحها شعور اللذة و الإكتفاء بعلاقتهما حتى بأحلك الظروف التي مرا بها قبل الزواج الرسمي.. لم يفشل لمرة !

-ممكن أخد إفراج بقى لو سمحت ؟ .. تمتمت "سمر" و هي تبعده عنها بصعوبة

تطلعت إليه بعينيها اللاهثتين، لتراه يبتسم لها تلك الإبتسامة الجذابة ...

-عاوزة ألحق أحضر الغدا عشان إستحالة أسيبك تنزل منغير ما تتغدا معانا !

عثمان بعدم ثقة :

-ما أنا مش عايز أكون موجود و إنتي بتفتحي مع أخوكي الموضوع إللي إتكلمنا فيه. مش عايزه يحس إني بتحكم فيكي و فيه بطريقة مباشرة .. و أكمل بسخرية :

-خصوصًا أخوكي شايلني على راسه من ساعة ما ظهرت في حياتك. عمري ما نزلتله من زور أنا عارف

سمر بقلق : طيب إنت متأكد إن هالة هاتكون مناسبة لفادي ؟ أنا قولتلك إني قدرت أقنعه بفكرة الجواز. لكن مش متأكدة من إقتراحك لهالة بنت عمك.. إنت ليه فكرت فيها يا عثمان ؟

عثمان بجدية : قولتلك عشان مصلحتها و مصلحتنا. مصلحتنا كلنا.. هي كده كده مش هاينفع ترجع لمراد. أنا بهاودهم بس. لكن أنا عايزها تقع في إيد أخوكي. من ناحية أنا واثق إنه هايعرف يتعامل معاها و من ناحية تانية هاكون خدمت صاحب عمري لأن هالة عمرها ما حبت مراد و هو مايستهلش يعيش الحياة الغلط دي معاها

ضيقت "سمر" عينيها متسائلة :

-و إنت عرفت منين إن هالة مابتحبش مراد ؟ و إيه إللي مخليك واثق أوي كده إنها هاتتقبل فادي بظروفه ؟!

زفر "عثمان" بضيق قائلًا :

-سمر أسئلتك كتير. صدقيني الموضوع مش معقد للدرجة دي. ممكن تثقي فيا بس شوية ؟

سمر بتوجس : ما هو أنا بردو خايفة على مشاعر أخويا.. طيب إنت سألتها ؟ أخدت رأيها فيه ؟!!

عثمان بنفاذ صبر :

-قولتلك الموضوع منتهي يا سمر. هالة هاتتجوز فادي.. ده إللي هايحصل و إنتي هتساعديني ننفذه !

سمر و هي تهدئه بلطف : طيب خلاص إهدا.. خلاص إللي إنت عايزه هايحصل ماتقلقش. سيب فادي عليا

يتنفس "عثمان" بعمق و قد أراحه تعاونها أخيرًا ...

أخذ يتطلع حولهما مبديًا رأيه :

-بس حلو الديكور الجديد ده. ذوقك تحفة يا بيبي

يتجهم وجه "سمر" عند ذلك، و ترد عليه بجفاف :

-كله من خيرك يا عثمان باشا !

نظر لها "عثمان" بدهشة و قال :

-إنتي علطول عندك حساسية زيادة عن اللزوم كده ؟ أعمل فيكي إيه بس ...

و فجأة سمعا جلبة شديدة آتية من أسفل البيت قاطعت حديثهما، فجمدا يرهفا السمع خاصةً مع بروز صوت مألوفًا لهما ...

-ده صوت فادي !!! .. صاحت "سمر" بهلع

و إبتعدت عن "عثمان" لتنطلق صوب الشرفة المطلة على الحارة، لكنها لم تكد تتحرك خطوة إلا و كان قابضًا على رسغها بقوة متمتمًا بخشونة :

-إنتي راحة فين بمنظرك ده ! .. و أشار بسبابته لعريها الظاهر و شعرها المكشوف

-روحي إلبسي حاجة و أنا هاشوف في إيه !

لم تكذب "سمر" خبرًا و أسرعت تجاه المشجب الخشبي لتحضر إسدال الصلاة و ترتديه، بينما يذهب "عثمان" بلمح البصر أمام الشرفة، يفتحها على مصراعيها و يطل برأسه مدققًا النظر بهذا الحشد الغفير الذي ضم رجال و شباب المنطقة كلها ...

لم يطول إستكشافه و تأكد بأن "فادي" متورط بهذا العراك بالفعل، فإستدار بلحظة و ركض متجهًا إلى الخارج و هو يصيح محذرًا زوجته :

-خليكي مكانك يا سمر. ماشوفكيش تحت مهما حصل سامعة ؟؟؟

_________________

قبل بضعة دقائق ...

وصل "فادي" بسيارة أجرة إلى محل سكنه.. دفع للسائق، ثم ترجل و فتح الباب الخلفي حيث وضع بعض الأغراض المنزلية كمساهمة ضئيلة جدًا منه أمام ما تشارك به أخته الكبيرة من أموال زوجها و إحسانه اللامنقطع عليهم جميعًا

وجد "فادي" صعوبة قليلة في إخراج و حمل أكياس البقالة و المعلبات، زفر بقوة و هو يطلق سبة غاضبة، خاصةً عندما عرض السائق عليه المساعدة مشيرًا لأعاقته بصراحة جارحة :

-عنك يا أستاذ. هاتشيل كل ده في إيد واحدة العقل زينة ! .. و هم لمساعدته

إلا أن "فادي" أبى بشدة و ما لبث أن جمع كل شيء بيده السليمة و صفق باب السيارة بعنف شديد... و هكذا أثار غضب السائق، فإعترض برعونة و أنكر عليه فعلته، و بدوره تبجح "فادي" بالرد عليه

ليتراشقا بالألفاظ و يهبط السائق من السيارة متجهًا نحوه و معتزمًا تلقينه درسًا قاسيًا.. تصدى له "فادي" بشجاعة و رمى كل شيء من يده و بدأ عراك محسومة نتيجته لولا تدخل أهالي الحارة، و مع ذلك لم يفضوا الإشتباك بسهولة ...

يأتي "عثمان" في هذه اللحظة و يشق طريقه وسط التجمهر حتى وصل إلى "فادي".. إنتابه حنق شديد حين شاهد "خميس" نجل الجزار يشترك لفض المنازعات و يقدم العون إلى شقيق زوجته

لكنه تمالك أعصابه و فصل بحزم بين الرجلين، ترك السائق فقط عندما تأكد بأنه لم يلحق آذى بـ"فادي" بل أن في الحقيقة يرى بأن "فادي" إستطاع التفوق عليه و تسديد بعض لكمات إلى وجهه

يا للعجب !

-خلااااص يا بشمهندز إنت مقصرتش و أديته إللي في النصيب ! .. قالها "خميس" بلهجته السوقية محاولًا التقرب من "فادي" و مؤازرته

لكن "عثمان" حال دون ذلك و وقف في مواجهته متحديًا و هو يقول متجاهلًا إياه تمامًا و كأنه نكرة :

-متشكرين يا رجالة. الموضوع خلص. يلا كله يروح لحاله إنتهينا ! .. و صفق بيديه مفرقًا الحشد

رمقه "خميس" بنظرة حاقدة ملؤها الغل، إلا أن "عثمان" لم يهتم إليه و تصرف ببروده المعهود و هو يلتفت نحو "فادي" مجددًا ...

لم يجده حيث تركه، بل رآه يسير بخطوات عصبية تجاه المنزل... ليتبعه على مهل غير آبهًا باللحاق به تمامًا

.......................

يصعد "فادي" إلى الشقة، ليجد شقيقتاه في إستقباله، ما أن رأينه حتى هرولتا إليه

"ملك" بدموعها الواهنة، و "سمر" بصراخها الملتاع :

-فاااادي ! إنت كويس يا حبيبي ؟؟؟

لم يحمل "فادي" أخته الصغيرة كالمعتاد، إنما إكتفى بمسحة على رأسها ..

إقتربت "سمر" منه و أحاطت وجهه بكفيها مغمغمة :

-حصلك إيه ؟ حاسس بوجع ؟؟!!

كانت السيدة "زينب" هنا أيضًا.. و لعلها فهمت من تعبير وجهه المكفهر بأنه في غنى عن وجود أيّ شخص ليس من دمه في هذه اللحظات، فأستأذنت قائلة :

-طيب يا سمر أنا تحت يا حبيبتي. لو عوزتي حاجة نديلي.. و الحمدلله إنها جت على أد كده !

و رحلت

تزامنًا مع وصول "عثمان" ...

ولج إلى الشقة في هدوء و لم ينبس ببنت شفة، ألقى "فادي" نظرة عليه من فوق كتفه، ثم ذهب تجاه غرفته على الفور

ظلت "سمر" بمكانها لبرهة، رمقت "عثمان" بنظرات مسفهمة، ثم ما لبثت أن لحقت بأخيها

كان باب غرفته مواربًا، لكنها قرعت مرةً واحدة و دخلت

رأته يجلس فوق سريره متصلبًا، يضع يده السليمة موضع ذراعه المبتورة

إقتربت منه هامسة :

-فادي !

أصابته إرتعادة إستطاعت تبينها، لتمد يدها و تضعها فوق كتفه قائلة بلهجة مرتجفة :

-إنت كويس ؟

و هنا تطلع إليها

لتشهق بصدمة، حين شاهدت دموعه السائلة لأول مرة منذ الحادث المروع الذي ألم به... كانت عيناه حمراوتان بشدة، و كأنه يجاهد كي ما يبقي الدموع حبيسة

لكنه لم يوفق، لينفجر فجأة مجهشًا ببكاء، عبارة عن دموع غزيرة جدًا و نهنهات قوية إعتصرت قلب "سمر" ...

لترتمي إلى جواره فوق السرير و تحتضن رأسه بقوة و هي تشاركه البكاء الأكثر مرارةً

بينما يقف "عثمان" خلفهما عند عتبة باب الغرفة، يراقب ما يحدث في صمتٍ تام !!
google-playkhamsatmostaqltradent