رواية براءة العاشقين الفصل الثامن 8 - بقلم هدى زايد
كانت السماء تمطر كأنها تستجيب أخيرًا لصرخة قلبين أنهكهما الصمت الريح تلفح وجهيهما، لكنها لا تبردهما… فما من بردٍ أشدُّ من فراقِ الروحِ عن روحها.
وقف غيث أمام وصال، كمن يتهيّأ لدفن جزءٍ من قلبه، يعرف أن ما سيُقال لن يُمحى، وأن ما سيُكسر الآن، لن يُرمّم أبدًا.
نظر إليها طويلاً… كأنه يحاول أن يختزن ملامحها في صدره للأبد، اقترب منها اختطف شفتاها في قُبلة ناعمة بالكاد تشعر بها، بادلته تلك القبلة و يليتها لم تفعلها وتجاوبت معه بهذا الشكل، تعمق في قبلاته لها استندت الى الجدار لتنظم أنفاسها و على و جهها إبتسامة بشوشة، اختفت إبتسامتها حين قال بدون أدنى مقدمات :
_ أنتِ طالج يا وصال .
تسمرت مكانها كما لو كانت تمثال، نزل الخبر عليها كالصاعقة تراجعت للخلف إثر كلماته القاسية، هل كان مزاح ثقيل أم حقيقة مُرة، استوعبت أنها أمامه و أن ما يحدث ليس حلم
حين اعتذر لها مرارا و هو يقول بندمٍ شديد:
_ أني آسف حجك عليٌ
_ آسف و حقك عليا ؟ على إيه !!!
ابتسمت وهي تمرر ظهر يدها على صدره ثم قالت:
_ خلاص بقى بطل هزارك دا عشان صدقتك
تابعت بتحذير قائلة:
_ و بعدين كتر حلفان الطلاق دا يحرمني عليك و أنا مش عاوزة اتحرم عليك عش…
قاطعها بعد ما نفذت قدرته على التحمل ليخبرها بنبرة قاسية رغمًا عنه:
_ أني مش جادر اتحمل أكتر من كِده بكفاية بجى روحي لخالك و فوتيني لحالي.
دفعهة بعنف حتى سقطت أرضًا لم تتوقع تلك المعاملة و لن تقبل بها مهما كانت هي أنثى متمردة، تمردت على كل شئ إلى وصلت إليه فتمرد عليها هو، وقفت وهندمت ملابسها التي طالها الرماد المتطاير إثر تلك النيران، منحت لنفسها دقيقة لتستوعب أن ما حدث حقيقة كاملة، ثم دقيقتان لتخرج من المزرعة التي جمعتها بها أيامٍ و ليالٍ طوال
بل خرجت من البلدة بأكملها، عادت للقاهرة حامل بين يدها فستان زفافها و تجر خلفها خيبات الأمل التي عاشت ليالٍ طوال ترسم فيهما كيف تُسعده .
******
بعد مرور يومان
و تحديدا اليوم الذي كان من المفترض أنه يكون يوم الزفاف
كانت جالسة شاردة في اللاشئ، كانت تصارع نفسها بين الإنتحار أو الصمود، ربتت زوجة أخيها على كتفها و قالت بنبرة متعاطفة محاولة تخفيف حزنها الشديد:
_ رُب ضارةً نافعة
نظرت لها و لم ترد بل عةدت ببصرها لتلك النافذة التي أخذت من أيامها و حزنها أكثر ما أعطتها من وجهة نظرها
بينما تابعت زوحة محروس قائلة:
_ يا بت ربنا بيحبك و الله العظيم بيحبك دول ناس صعبين اوي و نابهم أزرق مكنتيش هتقدري عليهم و اللي شبطانة فيه دا ربنا نجدك منه اه و الله نجدك شوفي كان مخبي لم إيه قبل الجواز ما بالك بقى ببعد الجواز ؟ .
انهارت ” وصال” و هي تضرب بيدها على فخذيها و دموعها تنساب على خديها بغزارة قائلة:
_ مش دا اللي قلتي عليه لما جاب لي فستاني حنتي اللي اتعلقت في زي العيلة قلتي ربنا عوضك خير مش قلتي لي يا بت يا وصال دا باين عليه بيحبك !!!
هزت رأسها علامة الإيجاب و هي تقول:
_ ايوة هو بيحبني هو بس بيعمل فيا مقلب أنا عارفة هو أصلًا من النوت اللي بيحب يهرز كتير وواخدة على هزاره بس المرة دي تقيل شوية
ختمت حديثها بمرارة و هي تنظر إليها ثم قالت:
_ بس عارفة لما يرجع هقوله أنا زعلانة منك يا غيث عشان هزارك كان تقيل اوي اوي لدرجة قلبي متحملوش و فرحتي قلبي اطفت بسببها .
و الله ما كنت مصدقة لما الناس قالت إن عقلك فوت من اللي عمله فيكي عريسك يا فرحة قلبي أنا وهو شايفك عايشة في مرار ما بعده مرار، تسلم البطن اللي شالتك يا غيث شفيت غليلي و بردت نا ر قلبي على عمك و ابن عمك
كانت صاحبة هذه العبارة الطويلة والدة حسين كانت واقفة على أعتاب باب حجرة تلك المسكينة التي كانت تستمع إليها في صمتٍ تام، القت كل ما جعبتها ثم غادرت بعد أن أمرتها زوجة محروس بذلك، عادت تضمها بين أحضانها وتربت الى كتفها تأمر بالبكاء لتفرغ كل ما في قلبها لترتاح و تبدأ من جديد حياة لا يوجد بها أي فرد من عائلة القصاص.
*******
على أرض زراعية كان جالسًا ” راشد” يبكي دون صوت تاركًا لدموعه القرار علها تستطيع ما لم يستطيع فعله هو
أتى أخيه ” نصار” و جلس جواره بثقلٍ شديد، نظر له ثم عاد ببصره لقطعة الأرض و قال:
_ مالك يا حزين هتبكي ليه أنت قمان ؟
رد ” راشد” دون أدنى مقدمات
_ أني اللي جتلت حسين مش مرة لا تنين
انتبه له أخيه و قال:
_ كيف يعني ؟
بدأ يسرد له تفاصيل قصته مع بن عمهما و قال:
_ أول ما تميت الواحد وعشرين سنة و بجيت اروم مصر لحالي رحت كباريه مع شلة في الوجت ديه كان حسؤن وود عمك صاحبي الروح بالروح كل ما ازور مصر ادلى اجعد عنيدهم و في مرة من سهراتنا جه واحد صاحبنا و علمنا نوع جديد من المخدرات بيتشم كنت كيف الأهبل باخد أي حاجة تاجي جدامي، و في مرة حسين اتخانج ويا بوه وجاني كنت هشم جالي هتعمل إيه جلت له بهرب من الدنيا و اللي فيها .
سأله ” نصار” و قال:
_ و مين ضحك عليك و فهمك كِده ؟
_ أني ضحكت على حالي، و حسين ضحك على حاله برضك و بجى يشم كيفه كيفي، مرة مع مرة مبجناش جادرين نستغنوا عنيه واصل، لحد ما جيت في يوم و خدت جرعة زيادة و حسؤن لحجني بعدها و اتفجنا نبطله كان وجتها عمي الله يرحمه دري باللي في حسين بس حسين كان و نعمه الأخ و الصاحب مرضيش يجول أني السبب
كفكف دموعه و هو يسرد باقي حكايته و قال:
_ تهمها في محروس أخو وصال
رد ” نصار” بعدن فهم و قال :
_ و إيه جاب محروس ليكم وجتها ؟
نظر ” راشد” لأخيه و لم يرد لكنه حثه غلى الحديث و هو يقول بنبرة حانية :
_ اتكلم يا راشد متخافش سرك هيفضل في بير يا واد اتكلم و زيح عن جلبك الهم .
_ محروس مكانش لت في المخدرات احنا اللي جرينا رجله ليها
_ كيف ؟
_ كان محتاج للفلوس عشان يعالج أبوه وجتها و كنا نبعته يشتري لنا كيفنا و في مرة اتأخر غلينا حسين مسكه بهدله وجامت خناجة كابيرة جوي بينتهم و من بعدها حسين حلف يجر رجله كيف ما هو اتجر
_ و بعدين ؟
_ محروس ضعف جدام الفلوس الكاتير و تاجر فيها و فتح دولاب في الحارة و سُمعته بجت على كل لسان و في الظاهر لعمي إن اللي ساعد ولده يبوظ كِده محروس انما الحج إن حسين هو اللي جر رجله .
كفكف دموعه سريتًا ثم قال:
_ بس حسين اتعالج تاني مرة و بعد عن حسين و حاول يساعده بس هو رفض مساعدته و مساعدتي أني قمان
رد ” نصار” بدهشة و ذهول شديدان :
_ انتوا لا يمكن تكونوا بشر كيف الناس إنتوا أبالسه و معجونين بمية أبالسة .
رد ” راشد” بضيق و قال:
_ متزدهاش عليا الله يخليك .
_ معلاش معلاش كمل كمل .
_ اتعالج حسين و اني الحمد لله عرفت مع حالي اوجف اللي وصلت له و هو قمان و جالي هيسافر بجى و يبدأ من جديد و بعدها عرفت كيفكم اللي حُصُل له مع وصال طلؤ مني اجيبله مخدرات جلته لا و رفضت هددني يموت روحه خفت يعملها بحج جبتله مرة و بتدتا عرف يسلك روحه و يجيب هو ولما عرفت خليت جدي يحجزه ف مصحة و بعدها حصلت خناجته الكابيرة مع مرته و لما طلبت مني اني اديله فلوس يجيب مخدارات رفضت جالي هكوت نفسي جلته موت خليني ارتاح من ذنبك و تريح حالك
نظر لأخيه و قال بنبرة صادقة :
_ بس و الله ما كان جاصدي أبدًا بس اني مكنتش عاوزه يرجع للشرب من تاني .
ربت ” نصار” على كتفه و قال بنبرة تملؤها الحزن الشديد :
_ متزعلش اكيد مكنتش تعرف إن هيموت روحه بجد
تابع بتحذير و قال :
_ متجولش لغيث اللي حكيته ديه احسن هيشيل و يحط عليك يا حزين و أنت مش ناجص بكفاية لحد كِده
_ مش جادر يا نصار كل ما بشوفه بحس اني ظلمته و ظلمتها مش جادر لما بشوفه ببجى عاوز اجوله كل حاجة .
_ لا احب على يدك بلاش ديه كيف الطور الهايج همله دلوجه
تابع بغمزة من عيناه و قال:
_ و بعدين أنت عريس جديد خاف على عمرك
ابتسم ” راشد” و هو يكفكف دموعه ثم قال:
_ جاصدك عريس جديم و بيرد مرته بعد عشر سنين
حرك رأسه و قال له :
_ جبروت أنت برضك تحب و تتجوز و تخلف و احنا كيف الطًرش في الزفة وجيت في الوجت المناسب و جلت أني متجوز و ديه مرتي و ديه ولدي و اللي مش عاجبوا يضرب دماغه في اتخن حيط
_ بيني و بينك مكنتش هردها بس هي اللي زنت و لفت عليٌ في كل حتة جلت يا واد اهي ديه اللي اتحملتك في عز مكنش في جيبك مليم احمر جاي دلوجه و تجولها بالسلامة
ربت ” نصار” و قال بجدية:
_ ربنا يصلح حالكم ياخوي جوم نروح نشوف الحزين التاني اللي جاعد في المزرعة ديه .
الحزين جالكم بنفسه و عرف كل خاجة كان نفسه يعرفها من زمان بس جت متأخرة جوي جوي يا ولد ابوي .
اردف ” غيث” عبارته و هو يقف خلف أخوايه و قف ” نصار”
و قال بنبرة مرحة محاولا تخفيف الموقف الذي كان لا يتحمل أي مزاح:
_ ديه الواد راشد عيهزر يا ولد ابوي ك‐…
قاطعه ” غيث” و هو يهاجم أخيه بقوة لم يتوقع “راشد”
تلك الضربات السريعة و المتتالية، لم يتفادى أيًا منهم نجح كبيرهم في إبعاد توأمه عن أخيه، و لكنه عاود لضربه من جديد و كأنه ينتقم لنفسه فيه، كان مغيبًا حينها لا يستطيع التحكم في غضبه الشديد، تركه أخيرًا و هو يقول من بين أنفاسه اللاهثة:
_ من الساعة ديه لا أنت اخوي و لا أني أعرفك همل أرضك بالذوج بدل ما اهملهالك أني بمعرفتي .
بعد مرور قرابة الساعة
عاد ” غيث” منزل الجد ليجدهم في اجتماع هام جدًا، على الرغم من أنه ثمل و لا يرَ أمامه إلا إنه كان يعي كل كلمة يتفوهها تجاه أمر الشراكة بينه و بين أخيه، نظر الجد لأحفاده و قال:
_ الحريم هتخليكم تخسروا بعض ؟
رد ” نصار” و قال:
_ مين جال كِده ياما مصارين البطن بتتعارك يومين و يرجعوا كيف السمن على العسل هي أول مرة يعني يا جدي ؟
بينما هدر ” غيث” بغضبٍ جم و بدأ يسرد ما سمعه بدأت المواجهة بين الأثنان، بعد أن علم الجد ما حدث قرر إبعاد حفيده الأصغر ” راشد” حرمانه من جميع ممتلكاته التي ورثها و التي اكتسبها من صنع يده ف كانت هذه الطامة الكبرى بالنسبة له كيف يبدأ و أين يعيش و الأهم من ذلك كيف يسمح الجد بهذا الحكم الظالم، ظل يصرخ كالأطفال و يطالب بحقه لكنه لم يحصل على شئ، لم يكتفي الجد عن هذا الحد بل قام بتطرده هو و أسرته الصغيرة ليحتوي الموقف شقيقه ” نصار” و يعوضه بما يستطيع تعويضه على الأقل في الوقت الحالي .
**********
بعد مرور يومان
كان ” غيث” جالسًا في فناء المزرعة كان الظلام حالكًا و سكون تام إلا من صوت النيران التي تأكل في الحطب ببطءٍ شديد شاردًا في اللاشئ، يتجرع كأسه السابع دفعة واحدة دون رحمة أو شفقةً على صحته التي بدت في التدهور
أتى توأمه و جلس جواره لم يحدثه عن شئ لن يكررها هذه المرة سيجعله يتحدث هو أولا، مد يده للنيران بينما نظر أخيه له و قال:
_ غار من الدار ولا لسه ؟
نظر له ” نصار” و قال بتساؤل :
_ من ميتا و أنت جلبك جاسي كِده ؟
القى بالكوب أرضًا قال بغضبٍ جم :
_ من يوم اتفجتوا عليٌ و دمرتوا حياتي
عقد ” نصار” ما بين حاجبيه و قال بتساؤل:
_ دمرنا حياة مين يا حزين أنت ؟
كان يجوب الفناء بجسدٍ مترنح و عيناه تتلألا بالدموع حين قال : كنتوا السبب إني اكرهها من جبل حتى ما اشوفها سمعت حديتكم عنيها و صدجتوا جلتوا إنها مرا واعرة و تتعصب بالحنش حي و تتلفح بالعجارب و صدجت جلتوا عنيها بترمي شباكها ورا ديه و ديه عشان كام مليم كتب عليها و شفت فيها الطيبة و الحنية
تابع بصراخ و هو يضرب بيدها تجاه عقله و قلبه :
_ بس ديه كان مليان بالسم بتاعكم ديه كان لاغي ديه منكم لله فرجتم بيني وبين مرتي و عايشين حياتكم عادي
وقف “نصار” يحتوي أخيه كعادته وقف قابلته و قال:
_ وحد الله ياخوي واجمد كٍده مين ديه اللي تهز غيث القصاص ؟
رد ” غيث” و قال بضعفٍ:
_ هي جدرت تعملها يا خوي جدرت تهزني بس موت عمي وواد عمي كانوا جدامي كلامكم عنيهة بالعفش خلاني معمي سكت جلبي اللي دجلها و عقلي اللي جالي خد الأمور بيا مش المحروج جلبك !!
ابتسم له ثم قال:
_ بسيطة رجعها و عيش وياها طالما جلبك متشعلج فيهة كِده
_ أني طلجتها جبل فرحها بيومين تفتكر هتسنى كسرتها ديه ؟
_ هتنسى عشان رجعت تعوضها هي عتحبك أني خابر ديه زين دايما كانت تحكي لوداد عن حبها ليك، روح مصر و ردها هي لسة على ذمتك .
سأله”غيث” بعدم فهم و قال:
_ كيف ديه ؟
_ أنت مش اختليت بيها ؟ يبجى
قاطعه ” غيث” و قال بنبرة صادقة
_ يشهد ربي علينا ما لمستها و لا هي سمحت لي بكده حتى بعد كتب الكتاب و
توقف من تلقاء نفسه حين تذكر قُبلته التي اسماها قبلة الوداع ابتسم له توأمه بعد ما فهم سبب سكوته، ربت على كتفه و قال:
_ شروط الجواز الشرعي اتحججت يا خوي و هو انك تختلي بيها و يتجفل عليكم باب واحد حتى لو مافيش حاجة حصلت بينتكم، جوم روحلها و رجعها يانا بيحصل بين المتجوزين و بيرجعوا كيف السمن على العسل و أنت لا آخر ولا أول واحد يسيب خطيبته ايام الخطوبة .
تابع مازحا:
_ بالك أنت يوم حنتي البت وداد جالت لي طلجني خمس مرات جلت لها جومي اعملي لي جهوة و لما رجعت كانت نسيت هي كانت عاوزة مني إيه هي الستات كِده تطلع تطلع و تنزل على مافيش .
*******
في مساء اليوم التالي
اسمع يا ابن الناس اخوي يحج له يرد مرته وافجت أو لا من حجه و الشرع جال كِده
المهم دلوجه يجعدوا ويا بعضهم يمكن يتصافوا .
أنا قلت اللي عندي أختي ملهاش راجعة تاني لأخوك ومعلش بقى خد أخوك و امشي من هنا .
تدخل ” غيث” و قال بهدوء:
_طب خليها تاجي و نتكلموا يمكن
أنا جيت اهو يا غيث عاوز تقول إيه؟!
رايدك يا وصال رايد ترجع لي من تاني
و أنا موافقة
صاح “مخروس” و قال بغضبِ جم:
_ هو أنتِ مبتتعلميش بتروحي للي يبهدلك
ردت بهدوء يتعجب منه الجميع و عيناها لا تبرح ذاك الماثل أمامها
_ عاوز ترجع لي يا غيث مش كدا ؟
_ ايوة كنت غلطان
_ سيبك من مين غلطان دلوقتي و خلبنا في هتقدم لي إيه عشان ترجع لك ؟
_ نجوم السما كلها هتبجى في يدك لو طلبتيها
_ لا أنا طلبي أبسط من كدا أنا عاوزة قلب
سكت خين حدثته بنبرة غاضبة و ظهر يدها يضرب بقوة يسار صدره
_ عاوزة قلب بدل اللي اتكسر عاوزة عيون مازرتهاش الدموع شهرؤن و نص عاوزة عقل بدل اللي الناس فكرته اتجنن خلاص و أنا ماشية اكلم نفسي في الشوارع عاوزة لسان غير لساني اللي فضل يسأل عنلت لك إيه عشان تعمل فيا كدا استنيت ست شهور ليه و بعدها طلقتني و اشمعنى قبل فرحنا بيومين ؟؟
تابعت بتسأؤل و عبناها لا تتوقف عن انسياب دموعها و قالت:
_ مصعبتش عليك و أنا داخلة عليك وعلى وشي ضحكتي و بين ايديا فستان فرحي !! خلتني اختارته ليه لما أنا مش هلبسه خلتني افرح ليه لما أنا مش مكتوب لي الفرحة
عشان حبيتك صُح .
ردت ” وصال” بنبرة ساخرة و هي تقول؛
_ حب سلامات يا حب .
وقفت عن مقعدها بكبريائها قائلة:
_ طلبك مرفوض أنا الحزمة اللي بقلعها من رجلي مبرجعش البسها تاني .
بعد مرور شهر
عرفت أن اختك جوزها طلقها قبل جوازها بيومين قلبي عندك و الله يا محروس ياخويا بس غريبة يعني يطلقها و يسيبها و يرجع دا عرفت إنه خد مزاجه منها ورماها
اردف”مسعد” عبارته الخبيثة و هو ينفث لفافة التبغ خاصته جوار شقيق ” وصال” لم يرد عليه يعرف أنه يقوم بإبستفزازه و نجح بالفعل حين قال:
_ عيني غليك يا حسين يا خويا تهمنك انك عملتها معاها عملتك و هي لسه بختم ربها و جه ابن عمك وخده و رماها
ختم عبارته قائلا :
_ ما له حق بردو ماهي كانت ماشية مع نصار شوية و راشد شوية و اللع من كتر مشيها ماعارف كان صاحب أول قطفة يمكن عشان كدا طلقها ؟
- يتبع الفصل التالي اضغط على (براءة العاشقين) اسم الرواية