رواية العسقلة الماكرة الفصل الرابع 4 - بقلم ايمان كمال
الفصل الرابع
بص على الباب اللي اتفتح مره واحده، وشاف مرزوقة داخله زي القطر بسرعة، ومن غير ما تخبط، بتصرخ ووشها مخضوض واصفر زي الليمونه وقالت: الحق ست شادية ياياسر بيه ؟!
اول ما سمع ياسر اسمها قام مفزوع يجري باقصى ما عنده لغرفتها حتى منتظرش يسمع من مرزوقة حصلها اية، كل خوفه منصب للحظة دي على عمته، امه اللي طلع بيها من الدنيا، فهي كل ناسه ودنيته، اخيرا وصل ليها واول ما دخل لقاها واقعه على الأرض ومش قادرة تقوم وبتصرخ من وجع رجليها اللي بتاعني من وجعهم شهور، قرب منها بكل حب وخوف ولهفه بيشلها بيد من حديد، وحطها على السرير وقال بنبره حنونه: اية اللي حصلك ياحبيبتي، وقعتي ازاي كده؟
شادية وهي ماسكة رجلها اليمين وبتأن من الألم قالت: كنت داخله اتوضى ورجلي اتلوت واتنت ومقدرتش اقوم، ولا حتى انادي على حد؛ لولا جت مرزوقة ونادتك.
ياسر وهو بيمسح دموع الوجع اللي نازله بدون توقف قال: الف سلامة عليكي يا ماما، طب حاولي كده تحركيها لحسن لا قدر الله يكون في كسر ولا حاجة؟
شادية بتحاول تطمنه، ابتسمت بصعوبه لما شافت الرعب عليه وقالت: اطمن يا حبيبي، مش لدرجة كسر، هي بس اتلوت وللاسف جت في رجلي اللي وجعاني.
ياسر بخوف شديد: طب حركيها عشان اطمن.
حركتها بصعوبه، ولما شافها بتحركها سألها: هو فين المرهم اللي كاتبه الدكتور ادهنلك يسكن الألم شوية؟
شاورت شادية على شنطة علاجها، وهو مد ايده واخد المرهم، وابتدى يدهن رجليها براحه خالص، ويدلكها ليها لحد ما سكنت شوية من تأثير المخدر اللي جواه، شكرته وطلبت منه ينزل لصاحبه، وهي هتترتاح شوية، غطاها وقبل جبينها، وقال: ارتاحي ياحبيبتي، وانا هكلم الدكتور بتاعك نروحله عشان نطمن عليكي.
شادية وهي بتنفي براسها قالت: ياحبيبي مفيش داعي، انت دهنتها هتسكن دلوقتي، حاجة بسيطة قدر ولطف.
ياسر بحزم: لأ مش كل مره ياماما تتحملي الألم ومتكمليش كورس العلاج وتقولي بسيطة، انتي مش بتقدري تمشي عليها من الوجع، ولولا المسكنات مش بتعرفي تنامي، لو سمحت مش عايز معارضة تاني، ارتاحي دلوقتي وانا هحدد معاد مع الدكتور.
شاورت بالموافقه ومقدرتش تعارضه المرة دي زي كل مره، فهي فعلا تعبانه، سبها ونزل ومجدي اول ما شافه سأله عنها وطمنه، مسك تليفونه وطلب رقم الدكتور، وانتظر لحد ما يرد، وحكاله على حالتها و رد الدكتور قاله: يا استاذ ياسر انا فعلا مدام شادية تعبتني جدا، مريضة متعبه مش بتسمع الكلام، عدم انتظام مواعيد العلاج عمره ما هيجيب نتيجة ابدا.
رد ياسر بتهكم: طب والحل اية يادكتور؟ هتفضل تتألم كده كتير من خشونة الركبه، لازم في حل.
الدكتور بهدوء: الحل انها تلتزم بالكورس اللي أخدناه، وعمومًا انا كنت هكلمك النهارده مخصوص، في دكتور صديق ليا هيجي من بره في حالات هنا هيعالجها، وكنت مسجل اسم مدام شاديه في اول القايمه اللي هيكشف عليهم.
ياسر بفرحة: بجد طب دي حاجة كويسه اوي، امتى معاده.
الدكتور: يومين كده هبعتلك التفاصيل في رسالة.
ياسر: شكرا جدا يادكتور لحضرتك.
قفل معاه وهو بيحمد ربنا، ومستبشر خير في الدكتور ان يكون ربنا واضع في ايده الشفا لأغلى انسانه عنده.
لاحظ مجدي ابتسامته وده شجعه انه يقوله على اقتراحه، سكت ياسر وافتكر كلمة مجدي لما قال وجتها، فسأله تاني، بص له وعلى وجهه القلق، فقال بتلجلج: البنت اللي بتحلم تلاقيها.
ياسر بتعجب: مالها لاقتها؟
مجدي باندفاع قال مره واحده كلمته زي الرصاصة اللي خرجت من البندقيه بسرعه: مرزوقة !!
عقد ياسر بين حاجبه وكشر ثم سأل بتعجب: مالها مرزوقة، واية علاقتها بالموضوع اصلا ؟!
مجدي بتوضيح: مرزوقة هي اللي هتمثل الدور.
ياسر فتح عينه اوي، ومذبهل مش قادر يستوعب اللي قاله ضحك مجدي على شكله، مسك علبه السجاير، وفتحها وقدم له سجارة يولعها وقال: انا هفهمك.
ياسر رمى السجاره على المكتب بغضب، وضرب بإيده على المكتب بقوه، اتخض مجدي واتفزع وقال بصوت مرتفع: تفهمني اية بس، مستحيل اللي بتقوله ده ابدا، انت لو عايز تخسر وتسقط الفيلم مش هتقول كده؟
مجدي بتنهيده وبيحاول ينظم أنفاسه قال: يا ياسر الكلام مش بالشكل ده، اقعد وافهم وجهة نظري، انا لولا اني شايف ان يجي منها مكنتش ابدا هعرض عليك العرض ده، انا مش غاوي الفشل.
زفر انفاسه والتقط السجارة وولعها، واخد نفس يطلع فيه غضبه، ثم جلس على الكنبه وسند راسه لفوق، وكمل مجدي كلامه: افهمني ياياسر، انا من اول ما دخلت وهي لفتت انتباهي، ومش عارف انت ازاي ماخدتش بالك في تلقائيتها في التعبير بدون افتعال، خصوصا ان الدور اللي انت كاتبه متفصل عليها، فلاحة، مشاغبه، كل شيء متطابق عليها، يبقى اية المانع؟
ياسر اعتدل في جلسته وقال بحده:
المانع كتير اوي يامجدي، اولهم انها مش متعلمه وهتتعبنا جدا، ثانيا ازاي هنقدر نقنعها اصلا، ثالثا ودي الأهم هتحتاج وقت كتير عشان تتغير وتتعلم تتكلم، تلبس، تغير في شخصيتها وتتحول لسيدة مجتمع ومشهورة، ازاي هنعمل كل ده في الوقت القصير ده؟
مجدي بتحدي قال: سيبك من كل الحجج دي، المهم انك تقتنع وتوافق، وملكش دعوة بكل اللي قولته، دي حاجات في ناس متخصصه تعملها، مش صعبه يعني، وانا هتولى المهمه دي، انا بس محتاج اسمع موافقتك.
ياسر ساكت ومستمع لكلامه بيحاول يوزنه بمكيال العقل والمنطق، وبيفكر كويس قبل ما يرد، استعجله مجدي وهو بيشاور انه يتكلم فقال: مش عارف اقولك اية يامجدي، انت مخرج وليك نظرة، بس خايف تعبك يروح ومتحققش اللي نفسك فيه، وما ينوبنا غير اننا ضيعنا وقت على الفاضي.
مجدي بسعادة : ملكش دعوة بالوقت انا كفيل بيه، ومش مجدي اللي يراهن على حاجة ويخسر، وانا بقولك ان مرزوقة دي هتكسر الدنيا، وهتقعد شيراز واللي زيها في بيتهم، وهتندم ندم عمرها انها رفضت الدور.
طفى سيجارته في الطفاية، وبصله وهو مبتسم وقال: شكلك واثق ياميجو، وقدام اصرارك ده مش هقدر اقول لأ.
وفي اللحظة دي دخلت مرزوقة وهي مبتسمه اوي تحط العصير على التربيزة وقالت موجهه كلامها لمجدي: اني بحب افلامك اوي اوي يا مجدي بيه، خصوصا اخر فيلم ليك، اللي فيه البطله بتموت في اخر لقطة وبتعيط لما بتقول للبطل....
وهنا اعتدلت مرزوقة في وقفتها وادت المشهد بمنتهى البساطة والابداع وباحساس يفوق البطلة نفسها، وبدون ما حد يطلب منها، كانوا منبهرين بأداءها لدرجة لم يتوقعها ابدا ياسر، معقول تمثل المشهد افضل من اداء الممثله اصلا، ومرة واحده وقف ياسر وفضل يسقف ليها باعجاب شديد.
* * * * * * * * * * * * * * * * * *
بترن شروق على عماد للمره العاشرة وهو مش بيرد، نفخت بضيق من عدم رده، واتأكدت انه زعلان ومقموص منها، ودي اكتر صفة بتكرها فيه، انه زي الطفل الصغير كل شوية يتقمص ويزعل، اتنهدت بضيق وكلمت نفسها: ياربي عليك ياعماد مش هتبطل اسلوبك ده ابدا، اووف بقى، رد عليا، ثواني وجربت تاني، والمره دي رد عليها وقال بأختصار: نعم.
شروق بحده : اية نعم دي؟!
مش بترد عليا ليه، كلمتك اكتر من عشر مرات وانت ولا هنا، انت مش هتبطل طريقتك دي معايا ياعماد؟
عماد مدعي البرود: لما انتي تبقي تقديرني ابقى ارد عليكي.
شروق سكتت ومقدرتش ترد عليه، ولما صمتها طال قال: هتفضلي ساكتة كده كتير؟ طب اتصلتي ليه مادام انتي مشغله السايلنت كده؟
شروق بزعل: خلاص ياعماد، مفيش بينا كلام تاني بعد اللي قولته.
قالت كلامها وقفلت من غير ما تستنى رده، وفضلت تبكي من غير صوت، بتبكي وهي مش عارفه هتفضل كده طول عمرها معاه مش بيعرف يتفاهم ولا بيتناقش في موضوع يخصهم، كل اللي بيقدر عليه انه يتقمص ويزعل، وياخد جنب، ودي اكتر حاجة بتزعلها منه، ومع كل آسف مش عارفة تغيرها فيه.
اما هو بعد ماقفلت الخط، بص للفون في ايده وقال بتوعد: ماشي ياشروق بقى انا تقفلي الخط في وشي، انا هدفعك ثمن التصرف ده؟ صبرك عليا.
* * * * * * * * * * * * * * * * * *
مرزوقة مكنتش مصدقة ان المخرج والمؤلف ممكن يعجبوا بأداءها البسيط بالشكل ده، وكانت السعادة مش سيعاها حاسة انها طايره وهتمسك النجوم بأديها، لكن اللي سمعته من مجدي المخرج خلاها تفقد الباقي من عقلها، ومقدرتش تتحمل كل المفاجأت دي دفعه واحده، واول ما انتبهت واستوعبت ردت قالت: يابووووي يابوووي اية الحديت اللي بتقوله ده يامجدي بيه، تمثيل اية اللي امثله، وه ابدا مايحصل، اني معرفش اقول كلامهم ولا امثل زيهم ابدا، ده لو اهلي في البلد عرفوا هيطيروا رقبتي ويقطعوني تقطيع، والنبي يامجدي بيه سبني في حالي، ودور على واحده تانية غيري، قال تمثيل قال.
مجدي وهو بيحاول يقنعها: يامرزرقة اسمعيني بس، ياسر كاتب دور حلو اوي، وانا مش عايزك تمثلي خالص، كل المطلوب منك هتأدي الدور بشخصيتك دي، بدون تمثيل، كل اللي هتعمليه انك هتحفظي الكلام اللي هو كاتبه، ودي بسيطة هخلي حد من المساعدين عندي يقوم بالمهمه دي، الصعب بقى لما الشخصية تتحول وتبقى شخصية مرموقه في المجتمع وتصبح من المشاهير وسيدة أعمال وليها نفوذ وقوة.
يرضيكي ياسر روايته متطلعش النور وتتشاف، انتي فاكره اننا مدورناش، بالعكس عرضنا الدور على شيراز، رفضته، تخيلي بقى لما انتي تمثلي دور مكان نجمه زي شيراز هيبقى نجاح ليكي ازاي.
مرزوقة تاهت في كلامه، خصوصًا لما ذكر اسم الممثلة اللي بتحبها، ونفسها تشوفها في الحقيقة، هتعمل دور اتعرض عليها، عجبتها الفكره بس لسه مازالت خايفة، فسألته باستفسار: طب دي هعملها ازاي بقى؟
ياسر ادخل في الحديث وقال: بالتدريب يامرزوقة، كل حاجة بالتدريبات هتبقى سهله، وفي ناس متخصصه في ده، هتيجي وتدربك، بس انتي ساعديهم واتعلمي.
مرزوقة ضحكت وقالت: هو بعد ماشاب ودوه الكتاب ههيهيهيهي
على فكره اني متعلمه ومعايا شهاده كبيره اوي.
مجدي بحماس قال: شهادة ايه يامرزوقه؟
مرزوقة بنبره فخر ورافعة راسها بعزة وقالت: معايا شهادة الإعدادية، بس بوي الله يسامحه اعدني في البيت عشان اخدم اخواتي الصغيرين، وقالي كفاية عليكي علام لحد أكده.
مجدي بعد ما خاب امله قال: طب ده حلو اوي يعني بتعرفي تقراي كويس؟
مرزوقة بفخر: امال اية، ده انا بقرأ لبلب، اصلي بحب القراية اوي، لما كنت في دوار العمده بشتعل فيه، بته النبي حارسها كانت بتجيب كتب وروايات من البندر تقرأ فيهم، لما كانت بتخلصهم كنت باخدهم اقراهم وارجعهم تاني، من غير ما بوي يعرف ولا ايتها حد.
قالت كل كلامها بحماس وسعادة، خلت ياسر يعجب بطريقتها وطفوليتها اللي لسه عايشة جواها فقالها: برافووو عليكي يامرزوقة، انتي كده هتساعدينا كتير، قولتي اية؟ موافقه تعملي الدور؟
مرزوقة بعد تفكير قالت: موافقه بس خايفة معرفش.
مجدي بنبرة تحدي قال: مادام خايفة تبقي هتنجحي، ومش هتنجحي وبس؛ لا هتكسري الدنيا.
مرزوقة بضحك: لاه يابيه مش عايزة اكسر الدنيا، اصل لما اكسرها مين راح يتفرج عليا بقى هيهيهيهيهي.
ضحكوا جميعا عليها، ثم عقد مجدي اجتماع مغلق، حددوا الخطوات اللازم تتعمل من اجل تغير مرزوقة وتحولها لشخصية تانيه خالص في اقل وقت ممكن، وعشان يتعمل ده صح، اجرى مجدي عدة اتصالات بمساعدية يجهزوا لتدريب مرزوقة في الالقاء، والاتيكيت، والازياء... وخلافه، وتم عمل جدول يومي لكل مدرس يجلها، وطبعًا كل ده هيتم في سرية تامه بعيدا عن الصحافة والسوشال ميديا، واول ما تجهز هتظهر للجميع.
مرزوقة كانت بتسمع كلامهم وحاسه انها في دنيا غير الدنيا، حياتها اتشقلبت مره واحده، ومش عارفه هتوصل لفين، وهل هتقدر تكمل، ولا هتغرق في اول الطريق، كل ما كانت عينيها تجي في عيون ياسر، تشوف فيهم تشجيع وقوة؛ تطمن للحظات بمجرد ما تأثير سحر نظرته يروح، ترجع تاني تخاف، لكن يستلمها مجدي ويدفعها بقوة ترجع تقوى من تاني، فضلت على ده الحال تنقل نظراتها بينهم وهي ساكته، وسابت كل زمام امرها ليهم، وربنا يصلح حالها بكل خير.
* * * * * * * * * * * * * * * * * *
بعد ما انتهى الاجتماع الثلاثي، خرج مجدي يجهز كل شيء، عشان يبدأ من بكره تدريب مرزوقة، وقام ياسر يوصله وبعدها طلع يطمن على مامته، طرق باب غرفتها ولما سمع صوتها دخل وقعد جنبها وسألها: ازيك دلوقتي ياماما؟
ردت بحنان: الحمدلله ياحبيبي، سامحني خضيتك ياقلبي عليا.
ياسر وهو بيبوس ادبها: انا مش اتخضيت وبس، لا انا اترعبت عليكي حبيبتي، كنت حاسس ان قلبي هيقف من خوفه عليكي ياماما.
شاديه وهي بتملس على خده: ربنا يخليك ليا ولا يحرمني من حنيتك عليا ياحبيبي، كتير اوي عليا كل ده؟
ياسر بحب: ويباركلي فيكي يا اعظم ام، واحن ام في الدنيا دي كلها، انتي بالنسبه ليا عالمي ياماما، انتي امي وابويا، وعمتي، وكل الأهل والأحباب، انا معرفش حد غيرك انتي، كبرت في حضنك الدافي، عوضتيني عن ابويا وامي اللي ماحقتش اكون معاهم ذكريات، وكنتي انتي كل دول ولوحدك عمرك ما قصرتي معايا في حاجة، انا لو اقدر اجبلك نجمه من السماء واقدمهالك مش هتأخر، وبعد كل ده تقولي كتير عليكي، مفيش حاجة كتير على امي وعمتي، وحببتي ياشوشو.
كانت شادية بتسمع كلامه والدموع بتغرغر من عنيها، مش قادره تستوعب كل الحب ده ليها، وانها قدرت تزرع محبه ابن اخوها في قلبه سنين والنهارده بتحصد الزرعة حب وموده، حست ان ياسر هو عوض ربنا ليها ورزقها بيه يعوضها عن عدم جوزاها وخلفتها، نجا ياسر عشان يكون ابنها اللي مخلفتهوش، ضمته في حضنها وطبطبت على ظهره بحنان، وكل واحد منهم كان بيدعي للتاني بطول العمر والصحه، خرج ياسر وحكى لها كل اللي حصل من شوية، واللي ناوي يعمله مجدي، علمات الذهول كانت مرسومه على وجهها، وبعد ما خلص قالت: بص انت عارف يا ياسر رأي في صاحبك مجدي كويس، مجنون ومتهور، وفي نفس الوقت عنيد، ولما يحط حاجة في راسه بيعملها، ومادام شاف في مرزوقة الموهبه؛ تأكد انه هيقدر غيرها وتنجحوا معاها، جرب ياحبيبي ومش هتندم، يمكن فعلا تقدر تعمل علي رأي المثل "من الفسيخ شربات"
ضحك ياسر بشده على المثل وقال: والله يا ماما انتي عليكي شوية امثال انما عجب، ولوز اللوز.
ضحكت معه، وبعدين اتكلموا في تفاصيل كتير تخص مرزوقة ومفروض يحطها في اعتبارة، واهمها تحويل مظهرها الخارجي، وتغير اسلوبها، وده اول حاجة هتبدأ فيها من بكره، وتخصص ياسر هيعلمها الالقاء وطريقة مخارج الحروف والكلمات تكون إزاي.
دعت له من كل قلبها انه يقدر ينجح في تحولها زي ما هو عاوز، وبلغها بموعد الدكتور بعد يومين، شعور غريب كان قلبها حاسه، ومش عارفه تفسيره اية، في دقة زيادة قلبها دقها، يمكن خوف على تجربة ياسر؟ او يمكن عشان متحمسه للموضوع؟ مش عارفة؟ لكن اللي عرفاه وواثقة منه ان بكره هيبقى احلى من النهارده.
* * * * * * * * * * * * * * * * * *
ومر يومين وجه معاد الدكتور، ساب ياسر كل الناس اللي في بيته بتدرب مرزوقة، واستأذن منهم عشان يروح معاد الدكتور، لان صحة والدته عنده اهم من اي حاجة، وكان مطمن لان مجدي معاهم متابع، وصل للعيادة وانتظروا يجي دورهم، عدى بعض الوقت والممرضه اخدت بيناتها ودخلوا، اول ما دخلت وبصت للدكتور اللي قاعد خلف مكتبه، ولابس نظارته الطبيه وبدأ بالترحيب بيها وهو باصص على الورق اللي فيه حالتها الصحية وقرأ اسمها بصوت عالي، ورفع عينه بسرعة البرق ليتأكد بعينه من الشخصية اللي قدامه، وهنا كانت الصدمه الجمتهم هما الاتنين،وحدش فيهم قدر ينطق بحرف...
ياترى ليه اتصدم كده الدكتور؟
وهل ستنجح مرزوقة في الوقت القصير ده في تعلم حاجات محتاجة لسنوات دراسه؟
وهل هتغير شروق طبع حبيبها عماد، ولا هتعاني معاه مع كل تصرف او مشكلة تقابلهم؟
َكل ده واكثر من احداث مليانه بالاثارة والتشويق، وايضا الغموض مع لروايتي المتواضعة
•تابع الفصل التالي "رواية العسقلة الماكرة" اضغط على اسم الرواية