Ads by Google X

رواية العسقلة الماكرة الفصل السادس والعشرون 26 - بقلم ايمان كمال

الصفحة الرئيسية
الحجم

 رواية العسقلة الماكرة الفصل السادس والعشرون 26 - بقلم ايمان كمال 

الفصل السادس والعشرون

مجدي اخد نفس عميق عشان يهدى من كمية الضغط والمناهده وبعدين رد عليه: مش هينفع صدقني بلاش تلعب وتغير في حاجة، خصوصا انها حافظة المشهد ومجسداه كويس، لو سمحت اطلع انت بس شوية عقبال ما نصوره.
وتحت الحاح مجدي واصراره، اتنازل ياسر عن رأيه، لكن نبه عليه ان فارس ميلمساش ولا يقرب منها فعليا، اضايق من غيرته عليها و وافق عشان ينهي الموضوع، ولما خرج لفت انتباه مرزوقه عدم وجوده، ومجدي قلها ان معاه مكالمه ضروري، واداها تعليماته بخصوص المشهد، وفعلا بدأت تأدية بقوة، ومعافره بينها وبين فارس، وعدم تقبلها اصلا ليه ظهر بقوة على وشها، ورفضها محاولته انه يبوسها ده زاد من جنونه وكان بيتصرف فارس كأن المشهد حقيقي ومش تمثيل، كان عامل زي الديب السعران الجعان اللي ما صدق فريسه قدامه وعايز يلتهمها عشان يسد جوعه، وكل ما بيتزيد تمردها؛ هو بيزيد من اصراره انه يلتهمها،استمر في هجومه بدون رحمه او شفقه، ومجدي مستمتع بالاداء مع فهردة مرزوقة وصوت صرخها ملى صداه كل جدران الاستديو؛ اللي اتحول فعلا من تمثيل إلى اداء طبيعي جدا منها، ياسر كان متابعه من بعيد، وجواه نار مش قادر يتحملها، بتزيد وكل ما يسمع صراختها قلبه بيوجعه اكتر، وما صدق ان سمع صوت صراخ مجدي وقال بقوة وصوت عالي: كااات برااافو.
برغم انهاء مجدي للمشهد لكن فارس مستمر في تقمصه للدور، عاد كذا مره مجدي يوقف وهو مفيش فايده، هنا ياسر اتدخل مقدرش يتحمل اكتر من كده لانه حس ان فارس مش بيمثل انما عايش في الواقع، ومش راحم مرزوقة اللي ميته من الخوف والعياط، جري وقرب منه وشده من عليها، وعشان يفوقه اداله لكمه قوية وقعته على الارض، ولما لمح في عيونه نظرات غير بريئة، انهال عليه تاني باللكمات بدون رحمه، طلع كل الغضب اللي جواه عليه، شده مجدي من عليه بالعافيه، وقرب من مرزوقة اللي كانت منهاره، مقدرش يتحمل انهيارها بالشكل ده، وضمها لحضنه بقوة وفضل يطبطب عليها وقال في لحظة صدق معرفش ازاي خرجت من شفايفه : اهدي يا حببتي، اهدي وبطلي عياط.
مرزوقة دفنت نفسها في حضنه، وكانت لأول مره تحس بالراحه والاطمئنان، احساس عجيب سيطر على كل حواسها، شعرت ان حضنه زي ما يكون بحر واسع عميق وهي غاصت ودفنت روحها جواه، وغاصت جوه اعماقه ومش خايفه لا من امواجه الثايرة، ولا حتى من عتمة عمقه، برغم حالة الانهيار اللي فيها، بس صدى حروف كلمه حبيبتي رن في ودنها، رفعت راسها وبصت جوه عيونه عشان تتأكد انها سمعت صح ومش متهيألها، هرب بعينه وغمضهم زي ما يكون استوعب هو صرح بأيه بدون ما يقصد، غمضت عيونها بيأس ورجعت تاني لوطنها تستوطن فيه من جديد، مشي ياسر وهو لسه متمسك بيها وراح لاوضتها عشان ترتاح.
مجدي قوم فارس وعاتبه بشده على موقفه معاها، وملقاش اي مبرر غير انه اندمج اوي في التمثيل، مجدي عمل نفسه مقتنع وانهى كلام معاه وفركش التصوير.

وصلت شيراز وهما بيصوروا المشهد وكانت واقفه بعيد وبتتفرج على اداءهم وجواها حسره وندم على رفضها للدور ده كل يوم بيزيد، وانها اشتريت الوهم وباعت الحقيقة اللي كانت هترفعها في مكانه عالية، افتكرت كلام صاحبتها شروق وانها ياما لامت عليها في رفضها، دلوقتي بس عرفت انها كان عندها حق، بس بعد فوات الأوان، بس هي فين شروق دلوقتي؛ حزنت زيادة لما افتكرتها، وحست اد ايه هي قصرت معاها وخذلتها، ومكنش عندها الجرأة انها تطلبها وتعتذرلها، وسألت نفسها هي ليه دايما بتضيع كل حاجة من بين اديها وترجع تندم، مش قادرة تنكر وتقاوح انها غارت جدا من أداء مرزوقة الطبيعي الغير مفتعل، ومن علاقتها بالمؤلف ياسر، اللي مفيش بنت مهما كان جمالها قدرت تخليه حنين كده معاها زي ما هي عملت، دايما كان جاف وحاد مع كل الممثلات، لدرجة انهم كانوا مش بيحبوا يتعاملوا معاه اصلا اشمعنى مرزوقة؟ فيها إيه زياده خلت جبل الجليد يدوب ويكون سايح كده وحنين ورقيق معاها؟ 
فاقت من صوت مجدي بيقرب منها وبيبوسها من خدها وبيقول: حبيبي جيتي امتى؟
شيراز بتبتسم باصطناع: من شوية لما كنت بتصور وفضلت اتفرج.
مجدي باهتمام سألها: ها وإيه رأيك بقى يا فنانة في المشهد ؟
شيراز بصوت مليان حزن وندم: جميل اوي يا مجدي، يا ريتني ما كنت رفضته، يا ريتك كنت صممت عليا، واجبرتني اني اقبله، ياريت ؟!

مجدي اتعاطف معاها جدا، وحس اد إيه انها زعلانه على الدور، حضنها بحنان وقالها: متزعليش يا روحي، دور راح في الف دور جاي في انتظارك، اللي جاي معايا صدقيني اعمال فنيه هتخليكي في مكانه عالية جدا، وده يعلمك انك تفكري كويس اوي قبل ما تقرري، وثقي فيا يا شيري، معايا هتكسري الدنيا. 
شيراز مسحت دمعه نزلت من غير ما تحس بيها، وقالت بثقة: وانا كلي ثقة فيك يا ميجو، وهسمع كل كلامك وهوافق على اي دور تختاره مهما يكون.
مجدي ضمها وقال: طب يالا بينا بقى يا قلبي نروح نتغدى سوا وبعدين نطلع على عش حبنا، لحسن انا مشتاقلك اووي ياجميل.
ضحكت بميوعه ومشيت معاه وجواها حست انه فتح ليها طاقة امل جديدة.
 * * * * * * * * * * * * * * * * * *
اتصلت سعاد ببنتها وهي في الطريق تشوفها صحيت ولا لسه، واول ما رنت فتحت شروق الخط وردت عليها امها بلهفة: اية يا بنتي طمنيني عليكي، عملتي إيه ؟
شروق بصوت حزين ردت: وانتي يهمك يا ماما عملت إيه، ولا إيه اللي حصل؟ مش سبتيني ومشيتي ومهنش عليكي تدافعي عني، جاية تسألي دلوقتي ليه؟
سعاد بصوت مخنوق قالت: يابنتي غصب عني، مهما يكن دي اختي الكبيرة، واحنا اتربينا على كده نحترم الكبير مهما يعمل.

شروق بغضب من اسلوبها وسلبيتها مع اختها قالت: دي سلبيه مش احترام، لما اللي قدامك ميحترمش نفسه ويراعي انه الكبير يبقى ميلمش حد على رد فعله، والف مره اقولك ان الكبير بيكون بتصرفاته وافعاله 
سعاد بضيق من نفسها قالت: مش وقت فلسفه فارغه، المهم جوزك صحي؟
شروق بالامبالاه: معرفش.
استغربت امها وسألتها: متعرفيش ازاي هو مش نام معاكي؟
شروق بزهق: لا طبعا، ده بعينه يلمس شعره مني، قولتله روح نام في حضن امك.
ضربت سعاد كفها على صدرها وقالت بحده: يانهارك ازرق، انهار مش هتعديهالك، اقفلي يا قدري دقايق وهكون عندك، انا قربت اصلا، استرها يارب وعديها على خير.

بعد ما قفلت شروق مع والدتها، فضلت باصه للفون مستغربه رد فعلها وخوفها الشديد من اختها، عامله حساب ليها ومش فارق معاها بنتها، ازاي وصلت للدرجة دي؟!
حست أنها وحيده اوي ومفيش حد يدافع عنها ولا يصون كرامتها، شعور واحد اللي مسيطر عليها الخذلان وبس، عشان كده قررت أنها ما دام مفيش حد هياخد حقها ويصون كرامتها؛ هي اللي هتحافظ عليها ومش هتسمح لحد ابدا يدوس عليها، لان اللي بيتنازل مره، هيتنازل الف مره.
سمعت صوت الباب بيخبط، قام عماد يفتح واول ما شاف خالته، رحب بيها وهي لما شافته لسه ببدله الفرح مسكته منها وعوجت بقها وقالت: انت لسه بالبدله يا عماد؟!
بص عماد في الأرض بكسوف وقالها : اعمل إيه يا خالتي، بنتك اتخانقت معايا وطردتي من الاوضة امبارح ومردتش تخليني اقربلها. 
- ما هو من خيبتك يا سبع البرومه.

كان الصوت ده جاي من اوضة انهار امه وهي بتزعق على كلامه، وقربت من اختها سعاد وقالت بحده: خليكي شاهده على عمايل بنتك يا سعاد.
سعاد بتوتر: معلش يا اختي، عروسة وبتدلع على جوزها، بكره ربنا هيهديهم ويبقوا سمن على عسل.

طلعت شروق وهي لابسه هدوم خروج ومعاها شنطة هدومها فيها كل الهدوم اللي موجوده في الدولاب وقالت: مفيش لا بكره ولا بعده يا ماما.
بص عماد لهيئتها وللشنطة وسألها بغضب: انت لابسه كده ورايحه فين بالشنطة دي يا شروق؟!

شروق بقوة مزيفه استدعتها: هروح بيتي، مش قعد هنا لحظة واحده بعد اللي حصل.

عماد حاول يهدى عشان ميكبرش الموضوع بينهم، وقرب منها ومسك ايديها يحنن قلبها عليه قال: استهدي بالله وبلاش تخربي علينا واحنا لسه مبدأناش حياتنا اصلا، مضيعيش حب سنين في لحظة شيطان، ادخلي جوه با بت الناس.

شروق ازاحت ايده وردت: انا هادية وفل وميت عشرة والحمدلله، شايفني بقطع في هدومي ولا ناكشه شعري.

سعاد قربت منها وقالت بحده: ادخلي جوة وكفاية فضايح الناس هتاكل وشنا يا بنتي.
شروق رمت الشنطة على الارض بعنف وزعقت: ملعون ابو كلام الناس، هتعملي إيه الناس وانا متهانه وكرامتي مداس عليها يا ماما؟
هنا ادخلت انهار وصقفت باديها الاثنين وشوحت بيهم وقالت بزعيق: مذلولة ومداس عليكي، ليه بقى ان شاء الله يا حببتي، هو في حد داس على طرفك ولا جه ناحيتك، انتي اللي من اول لحظه وحاطه مناخيرك في السما، ومحدش عارف يكلمك، ونيمتي جوزك في ليلة دخلته على الكنبه بره، هو في واحده متربية تعمل كده؟
شروق ردت عليها بحده وغضب مكبوت من ليلة امبارح وقالت: انا مسمحلكيش يا طنط تغلطي في تربيتي ابدا، انا متربية احسن تربية.

مصمصت انهار شفايفها وقالت بسخرية: انتي مين انتي عشان تسمحي ومتسمحيش، ما هو باين اهو تربيتك بتردي على خالتك بالشكل ده؟ شايف يا بني مراتك بترد على امك ازاي؟

عماد كان في موقف لا يحسد عليه، بين امه ومراته، قرب من شروق وقال بنبره حنان: عشان خاطري لمي الدور واعتذري لماما.

شروق بصدمه من سلبيته قالت: ده اللي ربنا قدرك عليه؟

انهار بانتصار: امال كنتِ عايزاه يمسك في خناق امه مثلا عشان يرضي البرنسيسة.
بصتلها بحزن وقالت: تيجي ازاي لا طبعا، يدوس على اللي خلفوني عشان يرضي حضرتك.
وطت واخدت شنطتها وقالت: قعاد هنا مش هينفع يا عماد، وانا قولتلك الكلام ده قبل كده، و رجعت طاوعتك عشان كنت شرياك، ولسه باقية عليك، لو عايز تكمل معايا تعالى معايا نعيش عند ماما لحد بيتنا ما نخلصه ونفرشه، غير كده معنديش حلول.

عماد عينه تايهه بينها وبين امه، و واقف مش عارف ياخد قرار، حست بحيرته دي امه، وحست انها هتاخده منها وتبعده عنها فقالت وهي ماسكه فيه بتملك: ابني مش هيسيب بيته، وخروج مش هتخرجي يا شروق.
العند اتملك شروق، خصوصا بعد ما حست للمره الأولى ان عماد ضعيف الشخصية قدام امه، فردت بقوة: لا يا طنط همشي ومحدش هيقدر يمنعني.
ضربت انهار ابنها في كفته عشان يفوق وقالتله: ما تنطق يا واد واتنحرر واحكم عليها و وريها انك راجل وسيد الرجاله كمان، وكلمتك هي اللي هتمشي على رقبتها.

عماد سمع كلام امه وسخن ومسكها من دراعها بقوة وزقها عشان يدخلها جوه اوضة النوم، وهي حاولت تفك ايده وتزقه وقالت : اتنحررت دلوقتي يا بن امك وهتعمل عليا راجل وبتزقني وتسحبني زي البهيمه يا عماد، بس وربي مهما تعمل مش قاعده في البيت ده دقيقة واحده.
عماد مقدرش يستحمل كل الضغوط دي وردودها وتريقتها انه مش راجل، محسش بنفسه غير وهو نازل على وشها بصفعه قوية وقعدت من قوتها على الارض، جريت عليها امها واخدتها في حضنها وطبطبت عليها، ومن صدمتها وبرغم وجع الضربه رفضت الدموع انها تنزل وتبين ضعفها قصادهم، لكن قلبها كان وجعه اشد واقوى من الف قلم نزل على خدها، وقفت وقربت منه وبصت جوه عيونه اوي وقالت بوجع: ثبت لنفسك وليها انك كده راجل لما مديت إيدك عليا، لأ برافوو يا عماد، عرفت بكل سهولة تقطع كل روابط المحبه بينا في لحظة، لا راجل اوي.
بس عارف الغلطة مش غلطتك ابدا، انا اللي غلطت مش مره ولا اتنين، لا ثلاث مرات؛ اولها لما رجعت وصدقت وعودك الكدابه، تانيها لما وافقت على اقتراحك اني اعيش متشحطته بين هنا وعند ماما لحد شقتنا ما تخلص، واخرهم لما قبلت ادخل امبارح بعد اللي عملته امك وتصرفها، بس ملحوقه، والغلط يتصلح يا بن خالتي.

عماد كان بيسمع كلامها وهو مش مستوعب كل اللي حصل بينهم، وازاي قدر مهما تستفزه انه يضربها ويتصرف بالهمجية دي مع اكتر انسانه حبها، استغلت حالته دي، وقالت لامها: يالا بينا يا ماما، مستحيل استنى دقيقة واحده بعد اللي حصل.
ردت اخيرا امها وقالت: عندك حق يالا يا شروق بيت ابوكِ مفتوح.

انهار لسه هتتكلم وتقاوح، شاورت سعاد ليها انها تسكت وقالت: بكفاية اللي حصل يا اختي، واللي عمله عماد ميتغفرش، مكنش العشم يا بن اختي تمد ايدك على بنتي وقدامي ولا اشتريت خاطري.
شروق بنهي: خلاص يا ماما مفيش داعي للعتاب مع حد ميستهلش العتاب اصلا، وانت يا بن خالتي، مادام وجودي هيخسرك حد من اثنين، يا انا او امك، فأنا ميردنيش انك تخسر امك عشاني، فخسارتي انا اهون، وبكره امك تجوزك واحده تعيش تحت رجليها تذل فيها وتتحكم زي ما هي عايزة، وياريت
ورقتي تجيلي عند بيت ابويا، واتمنى تراعي صلة القرابة والدم اللي بينا ونخلص الموضوع من غير شوشره ودخول محاكم ورفع قضايا وخلع، خصوصا لما اثبت اني لسه بكر لحد دلوقتي، شوف بقى الفضايح.
عماد الدموع بتلمع في عيونه وعامله شبوره موشوشه الرؤيا مش عارف يشوفها ويحدد ملامحها، صورتها ضبابيه، طلع صوته بالعافيه وقالها: بيعاني للدرجة دي يا شروق؟
شروق بأسى وحزن ردت عليه بصعوبة: انت اللي بعت مش انا، انت صورتك اتهزت وسقطت من نظري، خلاص بقيت مش حاسه معاك بالامان.. مش انت الراجل اللي حبيته حب عمري كله وحلمت اعيش تحت جناحه اللي فاضل من عمري معاه، واشيل اسمه واخلف منه صبيان تشبهه وبنات تشبهني... للاسف انت ظهرت على حقيقتك، والافضل ننهي قصتنا من قبل ما تبتدي، عشان النهاية معروفه حتى لو كملنا هنوصل بعد فتره لنفس الطريق، فياريت ناخدها من قصرها وتفارق من غير ما نوجع بعض اكتر من كده.
ردت انهار بصوت مرتفع: طلقها يا واد، هو اللي خلقها يعني مخلقش غيرها، بكره اجوزك ست ستها، ارمي اليمين، هي اصلا جوازه شوم.

صاحت سعاد في وجه اختها وقالت بحده: ما بكفاية بقى، وراعي انها بنتي، ولا انا عشان ساكته من امبارح ومش عايزة ادخل معاكي في جدال واقولك عيب اللي بتعمليه ده، بتسوقي فيها، ومش عامله اي حساب للاخوه اللي بينا، لا يا انهار فوقي انا بنتي عندي بالدنيا ومش هسمح لحد مهما يكون انه يهنها، وابنك اهنها وانتي اتماديتي في اهانتها ليه معرفش، ولا عامله حساب انها بنت اختك الوحيده، وكأنها جاية من الشارع تبيعي وتشتري فيها، يالا يا شروق من هنا، وانت يا عماد انا اللي بقولك ملكش عيش مع بنتي وكفانا الله شر القتال، زي ما دخلنا بالمعروف، نخرج بالمعروف، انا لحد اخر لحظة باجي على بنتي عشان خاطرك وبغلطها، لكن انك تمد ايدك عليها وقصادي ده اللي مش هسمح بيه ابدا. 
عماد بترجي: يا خالتي اديني فرصة بس اصلح الموقف.
ردت شروق بسرعة: للاسف رصيدك خلص عندي يا بن خالتي، ومعدش في بينا اي كلام ممكن يتقال. 

شالت شروق الشنطة وفتحت الباب وصوت خالتها بيرن في ودنها : في ستين داهية.
نزلت شروق على السلالم وسابت التحرر لدموعها السجينه تنهمر بدون توقف، كانت شلالات نازله وامها ضماها بحنان، وقفت تاكسي وركبت ودموعها رافضه انها تسكت ثانيه واحده، مكنتش عارفة بتبكي على اية ولا على ايه... على عمرها اللي ضاع في حبه، ولا استسلامها ليه وضعفها لتنفيذ كل تحكماته واوامره بدون نقاش عشان تحافظ على علاقة فاشلة... ولا على اتخاذها اكبر قرار بالبعد عنه؟
فضلت على حالتها تفرغ كل الكبت اللي حساه لحد ما وصلت بيتها، واول رجليها ما دخلت الشقه، جريت على اوضتها وقفلت الباب بالمفتاح، ورمت نفسها على السرير  فضلت تبكي على حب مات وادفن جواها، ومش هيعود للحياة تاني.
 * * * * * * * * * * * * * * * * * *

مددت مرزوقة جسمها على الفوتيه الموجود في اوضتها المخصصه ليها، قدم ياسر الليمون ليها بحب واضح معالمها للجميع، وساعدها تشربه وتهدى، اخدته منه بايد بترتعش، الصمت كان سايد بينهم، عيونه بس اللي بتتكلم، نفسه يضمها ويخبيها بين ضلوعة،  ويبعد عنها اي أذى، اعترف ياسر بينه وبين نفسه انه مش هيقدر يتحمل ريشه ضعيفه تقرب من خدها الناعم وتجرحه، حبها لدرجة الجنون، نفسه في حاجات كتير اوي ومش قادر لا يبوح بيها ولا ينفذها، مرزوقة كانت بتحاول تقرأ وترجم نظراته عايز يقول ليها ايه؟ بس خافت جدا تترجم سهام نظراته غلط وتندم وتعيش في احلام وردية، اتمنت ينطق وينتشلها من حالة الغرق، استجمعت حروفها وسألته بصوت مهزوز بيتمنى الجواب قالت: ليه ساكت؟ قول اللي جواك ومخبيه، وبتحاول تدارية، فضفض وبلاش نظراتك اللي ليها الف معنى ومعنى؟
ارحمني من حالة التوهان يا ياسر واتكلم.
حس ياسر ان لسانه متلجم ومربوط، حد مسكه منه ومانع خروج الحروف، حس انه مخنوق وعايز يتتفس هوا نقي بعيد عن الضغط اللي تضغطه عليه، طبطب على كفها بحنان وقال: مش وقته يا مرزوقة للكلام ده، اهتمي بحالتك النفسيه وركزي في اخر مشاهدك، لان ده اللي هيفيدك وهيرفعك لمكانه عمر ما عقلك هيتخيلها، وبعد ما نطمن على نجاح فيلمك؛ ساعتها انا بنفسي اللي هجيلك واقولك على اللي عايزة تسمعيه.

غمضت مرزوقة عيونها بآسى وحزن، ورجعت راسها لورا، كان عندها امل انها تكون وصلت فعلا لقلبه واحتلت كل خلاياه، لكن رجعت لنقطة الصفر، وايقنت ان اقتحامه من المستحيل، سمعت خبط على الباب، قامت تفتحه ولاقت قدامها فارس اللي اول ما لمحه ياسر، قام وقف جنبها وقاله بحده: افندم يا فارس في حاجة؟
فارس بتوتر بص لمرزوقة وقالها: انا جاي يا جهاد عشان اعتذرلك على اندماجي في الدور.
لسه مرزوقة هترد، سبقها ياسر وقاله: واسفك مقبول اتفضل وريني عرض كتافك.
بصت مرزوقة لياسر وقالته: ياسر ميصحش كده، اتفضل يا فارس دلوقتي.
ابتسم ليها فارس بحب لاحظه ياسر وزاد من غيرته واول ما لف ومشي، قفل الباب بعنف وقال بحده لمرزوقة: عيب ميصحش يا ياسر، اية يا هانم تحبي اجبلك شجرة  واتنين ليمون، اللي يشوفك من شوية منهاره، ميشفكيش دلوقتي وانتي بتلوميني على طريقتي معاه.

مرزوقة كانت بتسمعه وقلبها بيرقص من السعادة؛ لانها حست بجد بمدى غيرته عليها، اللي واضحه على تعبيرات وشه من غير ما يقولها صريحه، ابتسمت جامد وقربت منه، ورفعت اديها على خده وطبطبت بحنان في حركة جريئة متعرفش عملتها ازاي وقالتله بنبره رقيقه مليانه حب: سبق وقولتلك قبل كده لا فارس ولا غيره ممكن يهز فيا شعره، ولا يحرك قلبي.

تاه ياسر وداب من لمسه ايديها، ولانت تقسيمات وشه المشدوده، وسألها بهمس وعيون هيمانه: امال مين اللي ممكن يحرك قلبك؟
ردت عليه بنفس الهيام: واحد بس اللي لما بقرأ حروفه بيخلي قلبي يدق بسرعة جنونية... بيرقص من السعادة والفرح... واحد بتمنى اعيش عمري كله جنبه ومسبهوش لحظه واحده.
ياسر بلهفة قال: مين يا مرزوقة؟

نزلت ايديها ولفت ظهرها عشان تهرب من الاجابه، وقالت بعد صمت لحظات: لما انت تصارحني وتقولي هبقى اقولك هو مين اللي آسرني بحروفه.
نفخ ياسر بغضب وندم انه متكلمش وقال: بقى كده بترديها، ماشي يا مرزوقة، انا هنتظرك بره غيري هدومك عشان نروح.

خرج ياسر وقفل الباب وراه و ولع سيجارة يطفي فيها غضبه لحد ما تخلص، وفضل يسأل نفسه يا ترى نهاية حكايتهم هتكون إيه ؟ وهل فعلا مرزوقة هتكون الزوجة المناسبة ليه؟

والى هنا انتهت احداثنا عند هذا الحد لنتعرف مع الحلقات الجاية اجابة اسئلة ياسر هتكون، والدنيا هتمشي بيهم لحد فين؟
وهل شروق كانت محقه في تصرفها مع عماد، ولا كانت اوفر ومفروض تتنازل عشان الحياة تمشي؟
هنتظر ارائكم وتحليلاتكم على الأحداث

عسقلة_الماكرة
بقلمـ إيمان كمال ✍️
ايمووو

 •تابع الفصل التالي "رواية العسقلة الماكرة" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent