Ads by Google X

رواية اسيره في مملكة عشقه الفصل التاسع 9 - بقلم سليا البحيري

الصفحة الرئيسية

 رواية اسيره في مملكة عشقه الفصل التاسع 9 - بقلم سليا البحيري

أسيرة_في_مملكة_عشقه 
فصل 9
في منزل غيث – طاولة العشاء

في شقة متواضعة بحي شعبي، تجتمع عائلة غيث حول طاولة العشاء الصغيرة. الأجواء دافئة رغم بساطة المكان، والمائدة مليئة بأطباق منزلية أعدّتها والدته شيرلين بحب. يجلس والده رمزي على رأس الطاولة، بينما أمجد الصغير يهز قدميه بحماس وهو يأكل، وغيث يتناول طعامه بشرود.

شيرلين (وهي تضع مزيدًا من الطعام في طبق غيث): مالك يا ابني؟ سرحان كده ليه؟

رمزي (وهو يأكل): آه يا ولد، إنت مش على طبيعتك النهارده، حصل حاجة في الجامعة؟

غيث (يرفع حاجبه بابتسامة خفيفة): مفيش حاجة، بس تعرفوا، النهارده اتعرفت على بنت غريبة جدًا… اسمها غزل.

أمجد (بحماس وهو يمضغ طعامه): غزل؟ اسمها حلو! شكلها إيه؟

غيث (يضحك وهو يشاكس شقيقه): ليه يا عم، ناوي تخطبها ولا إيه؟

أمجد (يضحك): يمكن!

شيرلين (بتحذير وهي تنظر لغيث): غيث… إنت دايمًا بتبعد عن المشاكل، البنت دي مالها غريبة؟

غيث (بتفكير وهو يمسك كوب الماء): مش غريبة… بس مختلفة عننا تمامًا. بنت ناس أغنيا جدًا، أبوها وأمها كأنهم طالعين من مسلسل، وواحد منهم اسمه سليم، ابن عمها، ده بقى شخصية متعجرفة كده… بس البنت شكلها مش سهلة برضه.

رمزي (يهز رأسه وهو يضع الملعقة جانبًا): يعني ناس من الطبقة العالية… وإنت بتكلمها ليه؟ مش خايف من المشاكل؟

غيث (يبتسم بثقة وهو يأكل): ماحصلش حاجة، وبعدين يا بابا، إحنا كلنا بشر، مش لازم الأغنيا يكونوا حاجة وإحنا حاجة تانية.

شيرلين (بقلق): بس خلي بالك، الناس دول مش زيّنا، حياتهم غيرنا تمامًا.

غيث (يرفع كتفيه بلا مبالاة): هنشوف الأيام هتودينا فين… بس بصراحة، البنت دي شدّتني، مش عارف ليه.

يضحك أمجد وهو يكمل طعامه، بينما رمزي يهز رأسه بتفكير، وشيرلين تتابع ابنها بنظرات أم قلقة على ابنها الذي بدأ يدخل عالمًا مختلفًا عن عالمهم
*********************

تتواصل المحادثة العائلية بينما يضع غيث ملعقته فجأة، عينيه تتسعان وكأنه تذكر شيئًا مهمًا. شيرلين تلاحظ تغير تعبيراته فتسأله بقلق.

شيرلين (بتوجس): في إيه يا غيث؟ شكلك افتكرت حاجة مهمة؟

غيث (بذهول وهو ينظر ليده كأنه يسترجع ذكرى قديمة): غزل… اسمها كان مألوف بس ماخدتش بالي… دلوقتي افتكرت!

رمزي (يرفع حاجبه باستغراب): افتكرت إيه؟

غيث (بصوت متردد، ثم بحزم): غزل دي… مش أي بنت عادية، أنا شوفتها قبل كده… مش في الجامعة، لا… في التلفزيون!

أمجد (بحماس وهو يضع يديه على الطاولة): في التلفزيون؟ كانت بتمثل ولا إيه؟

غيث (يهز رأسه بسرعة): لا، كانت صحفية! فاكرين من كام أسبوع لما كان فيه قصف في سوريا، وكان فيه مراسلة شابة أصيبت وهي بتنقل الأخبار؟

شيرلين (تضع يدها على فمها بصدمة): يا ساتر! آه فاكرة… كانت بنت صغيرة وشجاعة جدًا، وكل الإعلام   بيتكلم عنها.

رمزي (يتذكر ويهز رأسه ببطء): أيوه، كانت بنت شابة وعندها جرأة غير طبيعية… يومها شفنا الخبر وتأثرنا بيه. كانت مرمية وسط الأنقاض، والدم مغطي وشها، بس كانت لسه بتحاول تتكلم وتنقل اللي بيحصل!

غيث (يلتقط أنفاسه وكأنه لا يصدق): هي نفسها… غزل!

أمجد (باندهاش وهو يحدق في أخيه): يعني إنت تعرف بطلة حقيقية؟

شيرلين (بصوت منخفض وهي تهز رأسها بإعجاب): يا خبر… دي البنت دي اتعذبت بجد، ونجت من الموت… ربنا كان معاها.

غيث (ينظر للأمام بشرود، وكأنه يرى غزل بمنظور مختلف تمامًا الآن): وأنا كنت فاكرها مجرد بنت مدللة من عيلة غنية… بس الحقيقة إنها قوية أكتر مما كنت متخيل.

رمزي (بحكمة وهو يميل للأمام): يا ابني، الناس مش زي ما بنشوفهم لأول مرة… كل واحد عنده قصة، شكلها غزل عندها قصة كبيرة أوي.

غيث (يتمتم وهو يضع يده على رأسه): شكلها كده… ويمكن أكتر بكتير مما إحنا عارفين.

تسود لحظة من الصمت، وكل فرد في العائلة يستوعب الصدمة، بينما يجلس غيث مفكرًا، متسائلًا كيف لفتاة مرّت بكل هذا أن تكون واقفة أمامه اليوم وكأن شيئًا لم يكن
*******************

المكان مليء بالحيوية، أفراد العائلة جميعًا يجلسون حول طاولة العشاء الطويلة، يتبادلون الأحاديث والضحكات. الجد الأكبر نادر يجلس في رأس الطاولة، يبتسم برضا وهو يراقب عائلته الكبيرة التي يحبها بشدة. العشاء فخم كالعادة، والأجواء دافئة.

عادل (يبتسم وهو ينظر إلى الجميع): ما شاء الله، البيت مليان بالحياة النهاردة… الواحد بيحمد ربنا على النعمة دي.

صفاء (بحنان وهي تنظر لأولادها وأحفادها): ربنا يديم علينا المحبة دي دايمًا، ويخليكم لبعض يا ولادي.

يبدأ الجميع في تناول الطعام، بينما تبدأ الأحاديث الجانبية. سليم ابن زين ينظر إلى غزل بمكر، ثم يرفع حاجبه بمكر ويتحدث بصوت يسمعه الجميع.

سليم (بمرح وهو يضع شوكته على الطبق): على فكرة يا جماعة، النهاردة كان يوم غزل الأول في الجامعة… وكان حافل جدًا!

تلتفت الأنظار إلى غزل التي ترفع عينيها إليه بنظرة تحذيرية، لكنها تعرف أنه لن يتوقف.

رهف (بحماس): بجد؟ احكي لنا، إزاي كان يومك يا غزل؟

غزل (تحاول التهرب وهي تشرب الماء بسرعة): آه… كان عادي يعني، مفيش حاجة مهمة.

سليم (يضحك وهو يميل للأمام): لا لا، مش عادي خالص! غزل اتخانقت مع واحد من أول ساعة في الجامعة!

مازن الصغير (بحماس): إيه ده بجد؟ انتي اتخانقتي؟ مع مين؟

سليم (بابتسامة ماكرة): مع شاب اسمه غيث… وقع كتبها بالغلط، بس شكلها ما سمحتش له يعيش بعدها!

تشهق حور الصغيرة وتضع يديها على فمها بدهشة.

حور (باندهاش): إنتي ضربتيه يا غزل؟

غزل (تنظر إلى سليم بغضب، ثم تلتفت إلى الجميع محاولة تبرير الموقف): لا طبعًا! هو اللي كان مهمل ووقع كتبي، وأنا كنت متعصبة بس… مفيش حاجة كبيرة يعني!

إياد (يضحك وهو يضع يده على كتف سليم): واضح إن ابن عمك بيتسلى باستفزازك يا غزل.

ميار (تميل نحو ابنتها مبتسمة): بس قوليلي، غيث ده كان شكله إيه؟

غزل (تتراجع وهي تشعر بالإحراج): ماما! بجد مش موضوع مهم!

سليم (يغمز ممازحًا): هقول لكم أنا! غيث ده طالب شاطر، وسمعته كويسة في الجامعة… بس واضح إنه هيعاني مع غزل من النهاردة!

يضحك الجميع، بينما غزل ترمق سليم بنظرة تهديد، لكنه يضحك أكثر.

نادر (يضحك بحكمة): الحياة الجامعية دايمًا مليانة مواقف، بس الأهم إن الواحد يعرف الناس اللي حواليه على حقيقتهم.

ادهم (ينظر إلى شقيقته بحذر): انتي كويسة، صح؟ لو ضايقك قوليلي وأنا أتصرف!

غزل (تبتسم له): أنا كويسة يا ادهم، مفيش حاجة تستاهل.

تستمر العائلة في الضحك والمزاح، بينما غزل تأكل بصمت وهي تتوعد سليم في سرها. أما الجد نادر، فيراقب أحفاده بسعادة، وهو سعيد بروح العائلة التي لم تتغير رغم كبرهم
********************

بعد أن هدأت الضحكات قليلاً، يضع سليم الأب شوكته على الطبق وينظر إلى ابنته غزل بجدية، ثم يتحدث بصوته العميق الذي يحمل نبرة صارمة لكن دافئة.

سليم (الأب) بنبرة جادة: غزل… مش عاوز مشاكل في الجامعة، فاهمة؟ دراستك هي الأهم، وأي حاجة تانية مالهاش قيمة.

غزل (تتراجع قليلًا أمام نبرة والدها): بابا، مفيش مشكلة من الأساس، بس أنا كنت متضايقة لأنه وقع كتبي من غير ما يعتذر حتى في الأول…

سليم (يهز رأسه بحزم): مش كل حاجة تستاهل إنك تزعلي عليها، دايمًا اتعاملي بحكمة وما تخليش أي حد يستفزك. الحياة مش دايمًا عادلة، ولازم تتعلمي تتحكمي في ردود أفعالك.

يبتسم الجد نادر بفخر، بينما تنظر ميار إلى زوجها بحب، فهي تعلم أنه يبدو صارمًا لكنه يحب غزل بشدة ويريدها أن تنجح.

ميار (بلطف وهي تنظر لابنتها): باباكي عنده حق يا غزل، أنتِ قوية وذكية، بس لازم تعرفي إمتى تاخدي الأمور ببساطة.

ادهم (متدخلًا بنبرة دفاعية عن أخته): بس يا بابا، لو حد قلل من احترامها مش المفروض تسكت!

سليم (الأب ينظر إليه بجدية): ادهم، الدفاع عن النفس حاجة، والاستفزاز بسبب موقف بسيط حاجة تانية. أنا مش ضد إن أختك تدافع عن نفسها، بس مش عاوزها تدخل في صراعات على حاجات تافهة.

مازن (ببراءة): يعني هي غلطانة ولا عندها حق؟

يضحك الجميع، بينما ينظر سليم إلى ابنه الصغير بابتسامة صغيرة رغم محاولته الحفاظ على جديته.

سليم (الأب بابتسامة خفيفة): هي عندها حق تزعل لو حد أهانها، لكن مش لازم ترد بنفس الأسلوب… الذكاء أهم من العصبية.

تشعر غزل ببعض الإحراج، لكنها تدرك أن والدها يتحدث بدافع الحب، فتومئ برأسها بهدوء.

غزل (بصوت منخفض): حاضر بابا، هحاول أكون أهدى بعد كده.

سليم (الأب وهو يراقبها بنظرة راضية): ده اللي حابب أسمعه.

يعود الجميع لتناول العشاء، لكن سليم ابن زين لا يزال يبتسم بمكر، فيغمز لـ غزل بخبث.

سليم (الابن بمرح): بس غيث ده شكله هيكون له دور في حياتك الجامعية، مش كده؟

ترفع غزل حاجبيها بغضب، وترميه بقطعة خبز صغيرة وسط ضحكات الجميع، بينما يكتفي والدها سليم بهز رأسه بيأس وهو يتمتم:

سليم (الأب وهو يلتفت لميار): العيلة دي مش هتبطل شقاوة أبدًا…

تبتسم ميار بحنان، وهي تدرك أن عائلتها، رغم المشاكسات، تظل أهم شيء في حياتها وحياة زوجها
*******************

بعد أن رمت غزل قطعة الخبز على سليم ابن عمها وسط ضحكات الجميع، عادوا لتناول الطعام، لكن فجأة، انطلقت نبرة متعالية من الطرف الآخر من الطاولة، حيث تجلس زينب بملابسها الفاخرة ومجوهراتها اللامعة، تحرك ملعقتها في الشوربة ببطء قبل أن ترفع حاجبيها باستياء.

زينب (بتهكم واضح): غيث؟ الاسم لوحده غريب… ده يبقى ابن مين بالظبط؟

يبتسم سليم (الابن) بمكر، وهو مستمتع بتفاعل جدته المتوقّع.

سليم (الابن بمزاح): هو طالب في الجامعة مع غزل، بس شكله لفت انتباهها من أول يوم…

تقطب غزل حاجبيها وتهمّ بالرد، لكن زينب ترفع يدها مقاطعة أي محاولة لتوضيح الأمر.

زينب (بملامح متجهمة): آه يعني مش من عيلتنا؟ ولا من العائلات اللي نعرفها؟

غزل (متضايقة): لا، هو من عيلة بسيطة… بس إيه المشكلة؟

تتراجع زينب إلى الخلف في مقعدها، تعبير الاشمئزاز واضح على وجهها، ثم تضع الملعقة برفق على الطاولة وكأنها سمعت شيئًا غير مقبول تمامًا.

زينب (ببرود): المشكلة يا حبيبتي إنك بنت الشرقاوي، بنت أهم عيلة في البلد، مش معقول تتعاملي مع أي حد وخلاص… خصوصًا الناس اللي… (تتوقف لحظة، ثم تتابع بتكلف) مستواهم مش زي مستوانا.

تتسع عينا غزل بالغضب، بينما ترتفع بعض الحواجب حول الطاولة، فالجميع معتاد على غرور زينب، لكن حديثها الوقح يظل مستفزًا.

عادل (الجد بلطف لكن بحزم): زينب، مش كل حاجة في الحياة بتتقاس بالفلوس، في حاجات أهم بكتير.

زينب (تلوّح بيدها بلا مبالاة): طبعًا طبعًا، بس برضو إحنا مش في عالم خيالي… الفقير دايمًا بيطمع في الغني، وخصوصًا لما تكون بنت زي غزل… شابة، جميلة، وعندها كل حاجة، أكيد النوعية دي هيحاولوا يتقربوا منها.

تشعر غزل بالغضب يشتعل بداخلها، فتهمّ بالرد، لكن قبل أن تتحدث، يضع سليم (الأب) كوب الماء على الطاولة بقوة، لتسود لحظة صمت ثقيلة.

سليم (الأب بنبرة صارمة وجدية): كفاية بقى، مش هسمح بالكلام ده في بيتي.

تنظر إليه زينب بصدمة، بينما يشيح وجهه عنها بنظرة حازمة.

سليم (الأب وهو ينظر للجميع): الإنسان مش بمستواه المادي، الإنسان بأخلاقه، بعمله، بحسن معاملته للناس… ودي الحاجات اللي بتحدد قيمة أي شخص.

ينظر إلى ابنته غزل مباشرة، بنظرة تحمل بعض اللوم، لكنها مليئة بالحنان أيضاً.

سليم (الأب): وأنتِ… أنا مش ضد إنك تتعاملي مع زميلك، لكن خدي بالك من حاجة… الناس مش سواسية، وده مش عيب ولا ميزة، لكن لازم تتعاملي بذكاء وما تخليش حد يستغلك، فاهمة؟

تومئ غزل برأسها ببطء، بينما تنظر زينب بعيدًا بامتعاض، متظاهرة بأنها لا تكترث لما قيل، لكن من الواضح أنها غير راضية.

مازن (ببراءة وهو يهمس لأدهم): هي تيتة زينب ليه زعلانة كده؟

أدهم (يهمس بسخرية): لأنها بتحب الفلوس أكتر مننا كلنا!

يكتم مازن ضحكته، بينما يتابع الجميع تناول العشاء في أجواء هادئة نسبيًا، لكن التوتر لا يزال معلقًا في الهواء، وغزل تعلم جيدًا أن حديث زينب لن يكون الأخير في هذا الموضوع
**********************
بعد أن أنهى سليم (الأب) كلامه، ساد الصمت للحظات، قبل أن يتنحنح محمد، الذي كان يراقب الحوار بصمت، محاولًا احتواء الموقف وتهدئة الأجواء.

محمد (بابتسامة هادئة وهو ينظر إلى زينب): خلاص يا زينب، كل واحد عنده طريقته في التفكير… وإحنا عيلتنا ما بتفرقش بين الناس، عارفين إن الأصل مش بالمال، لكن بالأخلاق والقيم.

تنظر إليه زينب بنظرة مستاءة، لكنها لا ترد مباشرة، بل تأخذ رشفة من كوب عصيرها محاولةً تجاهل النقاش.

محمد (يواصل بمرح ليخفف التوتر): وبعدين يا جماعة، البنت أول يوم ليها في الجامعة، لازم طبيعي تتضايق لو حد وقع كتبها! فاهمك يا غزل، الواحد لما يكون لسه جديد في مكان، كل حاجة بتكون حساسة أكتر.

نادر (الجد الأكبر يبتسم بحنان): صح يا محمد… البنت في يومها الأول، والمفروض نشجعها بدل ما نضايقها.

ترفع غزل رأسها وتنظر إلى جدها الأكبر بابتسامة صغيرة ممتنة، فهو دائمًا في صف الجميع، يمنحهم الدعم بلا تردد.

زينب (بهدوء متكلف وهي تحرك ملعقتها): أنا ما كنتش أقصد حاجة… بس حبيت ألفت نظرها عشان ما حدش يستغلها، إحنا عيلة كبيرة ومعروفة، ولازم غزل تكون واعية.

محمد (بلطف وهو يربت على يدها): واحنا واثقين في بنتنا إنها ذكية وفاهمة كويس، مش كده يا غزل؟

غزل (بحزم وهي تنظر إلى الجميع): طبعًا، وأنا مش هسمح لأي حد يستغلني، لكن برضو مش هحكم على حد من غير ما أعرفه كويس.

ينظر سليم (الأب) إلى ابنته بنظرة مليئة بالفخر، بينما يبتسم نادر بهدوء، سعيدًا برؤية حفيدته تتمسك بمبادئ العائلة الحقيقية
********************
في  إيطاليا – روما – مقهى صغير بجانب نافورة تريفي

يجلس ماركو على طاولة في زاوية المقهى، يحدق في هاتفه بقلق وهو يمرر أصابعه على الشاشة باحثًا عن أي خبر جديد. وجهه متجهم، وعيناه تعكسان قلقًا عميقًا. منذ أيام سمع عن القصف في سوريا، ومنذ ذلك الحين لم تصل أي رسالة من غزل. يحاول أن يطمئن نفسه بأنها بخير، لكنها ليست من النوع الذي يختفي هكذا دون أن تترك خبرًا.

ماركو (متمتمًا بقلق وهو ينظر إلى هاتفه): Come on, Ghazal… where are you? You should have called me… (هيا يا غزل، أين أنتِ؟ كان يجب أن تتصلي بي...)

يضغط على زر الاتصال مجددًا، لكن لا يوجد رد. يشعر بضيق في صدره، فيمرر يده على شعره بتوتر قبل أن يضع الهاتف على الطاولة بإحباط.

يقترب منه صديقه ريكاردو، وهو شاب إيطالي يعمل أيضًا في مجال السياحة، يضع فنجان قهوته على الطاولة قبل أن يجلس مقابل ماركو.

ريكاردو (ملاحظًا توتره): هل ما زلت قلقًا بشأن تلك الصحفية العربية؟

ماركو (يتنهد وهو ينظر إليه): بالطبع، ريكاردو. غزل ليست مجرد صحفية… إنها صديقتي. لقد كانت هنا منذ أسابيع فقط، والآن لا أستطيع حتى معرفة ما إذا كانت بخير أم لا.

ريكاردو (يحاول تهدئته): سمعت أن بعض الصحفيين نجوا من القصف وتم نقلهم إلى أماكن آمنة. ربما هي واحدة منهم؟

ماركو (يهز رأسه وهو يمسك هاتفه مجددًا): ربما… لكن لماذا لم تتصل؟ إنها ذكية، وتعرف أنني سأقلق عليها. هذا ليس من عادتها.

ينظر إلى شاشة هاتفه مجددًا، ثم يفتح الأخبار ويبحث عن أي معلومة جديدة. كلما مر الوقت، زاد قلقه. فجأة يرفع عينيه إلى ريكاردو، وكأنه اتخذ قرارًا.

ماركو (بحزم): إذا لم أسمع منها خلال الأيام القادمة، سأبحث عن طريقة للوصول إلى هناك… لا يمكنني البقاء هنا مكتوف اليدين.

ريكاردو (بصدمة): هل جننت؟ سوريا ليست مكانًا للسياحة، إنها منطقة حرب!

ماركو (بإصرار): لا يهم. غزل كانت هناك من أجل الحقيقة، ولن أغفر لنفسي إذا جلست هنا وانتظرت الأخبار السيئة دون أن أفعل شيئًا.

ينظر إليه ريكاردو بقلق، يدرك أن صديقه جاد فيما يقول. بينما يحدق ماركو إلى الأفق، عقله مشغول فقط بسؤال واحد: أين أنتِ يا غزل؟

 •تابع الفصل التالي "رواية اسيره في مملكة عشقه" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent