Ads by Google X

رواية خيانة شرعية الفصل الرابع 4 - بقلم سارة رجب حلمي

الصفحة الرئيسية

 

 رواية خيانة شرعية الفصل الرابع 4 -  بقلم سارة رجب حلمي

قالها: بس الاتفاق لازم يتغير يا أمل.
تنحت امل شوية اول ما سمعته، وبعدين قالتله: يعني ايه؟، يتغير ليه؟!
قالها وهو بيبص لاحمد اللي ما زال على ايده: عشان احمد حبيبي وفطومة كمان محتاجين رعايتي واهتمامي، احمد النهاردة بكلمة بابا دى شيلني مسئولية كبيرة اوي وانا لا يمكن هخذله فيها، وعشان كده لازم نغير الاتفاق في حكاية انى محسش بأى مسئولية ناحيتكم لان خلاص من النهاردة انا شيلت المسئولية عشان مفيش أب بيتخلى عن ولاده، ومن هنا ورايح ولادك في عينيا وليهم وقت نقضيه مع بعض كل يوم وهحاول اكون في مكان باباهم قد ما اقدر.


ابتسمتله أمل وهى فرحانة اوي بكلامه: اللي كان بابا هيجوزهولي كان ممكن يحبهم وممكن لا، لكن انا كنت عارفة ان انت اكيد بتحبهم واكيد مش هيبقى فيه مقارنة في وجودك انت في حياتهم او وجود اى حد لان انت اللي هتكسب في المقارنة دى، شكرا يا علي على كل لحظة بتقدم فيها حبك وحنيتك لينا.
علي: مينفعش تشكريني على واجبي تجاه اولادي…… هي فين فطومة؟
أمل: نايمة، اصحيها؟
علي: طبعا صحيها عايزين نلعب مع بعض كتير اوي.
دخلت أمل وصحت بنتها وعلي فضل يلعب معاهم ويضحكوا وكانوا مبسوطين اوي بوجوده لحد ما عدا الوقت منه من غير ما يحس وعدا نص الليل.
علي نزل من عندهم وجري على موبايله اللي نسيه وكان معمول صامت لانه كان بيصلي ومبيحبش انه يرن وهو في المسجد.
وزى ما كان متوقع مى متصلة بيه كتير جدا، واخر رسالة بعتاها من ١٠٠ رسالة بتقوله فيها خمس دقايق كمان وهتصل بمامتك انت عمرك ما تأخرت في الرد كده!!
اتصل بيها على طول وردت في نفس الثانية وهي مخضوضة: علي!!!، انت كويس يا علي؟!
قالها باحراج: ايوا حبيبتي اهدي من فضلك، متزعلنيش من نفسي اكتر.
قالتله: كنت فين، ممكن اعرف ايه اللي منعك كل ده انك ترد عليا انا كنت هموت من القلق.
فكر في اجابة على سؤالها، وقرر يكدب بس في نفس الوقت يقول جزء من الحقيقة عشان يختبر مشاعرها تجاه أمل: احنا كنا قاعدين لقينا أمل جت بالولاد وقعدت العب معاهم لقيتهم مبسوطين اوي فمرضيتش ابطل لعب معاهم والوقت سرقني خالص محسيتش بيه والتليفون صامت من وقت ما كنت بصلي العشاء في المسجد.
قالتله: والله انا مش حاسة بأعصابي من كتر القلق اللي قلقته عليك، بس مقدرش اقولك حاجه طالما كنت بتقضي وقت مع ولاد اخوم الله يرحمه، من حقهم عليك تعوضهم الاحساس اللي فقدوه بسبب موته، بس ياريت تخلي الموبايل معاك دايما عشان مقلقش عليك تاني.
استغرب انه ملفتش انتباهها وجود أمل معاهم برغم انه جاب سيرتها عشان يشوف هتعلق عليها تقول ايه، فقرر انه يجيب سيرتها تاني ويثير ردها وانها تتكلم عن أمل، كان عامل زى الغرقان اللي بيعمل اى حاجه عشان ينجو، علي بقى كان بيعمل اى حاجة عشان يسكن ضميره من ناحية مى ويرتاح من احساس الغدر والخداع اللي مسيطر عليه من يوم ما كتب كتابه على أمل، فقالها: أه طبعا يا حبيبتي حاضر، وأمل كمان كانت مبسوطة اوي بينا واحنا بنلعب مع بعض، كنت شايف الفرحة في عينيها.
سكت عشان يشوف تأثير كلامه ويا ترى هتزعل لما تلاقيه كان واخد باله من أمل ولا هتعتبر الكلام عادي.
قالتله بحب وطيبة: طبعا اكيد هتفرح دى واحدة شافت ولادها اتحرموا من ابوهم واكيد مقهورة على حالهم وانهم ملحقوش يشبعوا من حنانه، فهتفرح لما تلاقي اللي يعوضهم عن الحنية دي.
حس انه لو زود في تلميحاته وكلامه هيبقى بيدمر شوية الهدوء والاستقرار اللي في حياته ما بين مي وبين أمل وأهله، فقرر يرجع لعقله ولوعده اللي قطعه على نفسه انه مش هيحسسها باى حاجة حصلت في يوم من الايام.
عدت الايام وعلي ملتزم بكل اللي عليه بيروح شغله ويرجع يلعب مع ولاد اخوه في شقتهم، عشان ميحسوش انهم عشان يحسوا بوجود الاب لازم يروحوا لشقة جدهم وجدتهم، وان الحنية والدفا محاوطينهم في اى مكان يكونوا فيه، وغصب عنه كان بيجي عليه ايام بعد شغله بيروح شقته اللي هيتجوز مى فيها ويوضب فيها ويتابع العمال، وطبعا الايام دى مكانتش بتخلي عنده وقت انه يطلع لولاد اخوه ويقضي معاهم وقت زى كأنه باباهم.
والغريب ان في الايام دي أمل كانت بتحس احساس غريب!….. علي بيوحشها!… بتتمنى لو يجي، غصب عنها بتدخل البلكونة توقف فيها تبص عليه جه ولا لسه!!.
مكانتش فاهمة هى بتتصرف كده ليه!، وساعات كتير جدا كانت بتنهر نفسها ان ده غلط وان كده الموضوع بيخرج عن اطاره المظبوط، ومش عشان حنين على الولاد وبيحبهم ده يخليها من حقها تتعلق بيه…. لان مش ده الهدف خالص من اى حاجة حصلت ولا اى حاجة علي بيعملها لحد دلوقتي…
بقت تعاند نفسها كل ما تحس انها عايزة تعرف حاجة عنه، ان فضولها بيتملكها تشوف وصل لفين في شقته او ناوي على ايه مع خطيبته، واحيانا كمان كانت بتحس بالغيرة منها!!
وبعد كل جدالها وحربها مع نفسها مقدرتش في الاخر انها تمنعها من انها تجري على السلم بمجرد انها عرفت ان علي رجع البيت وطالع وطبعا مش هيطلع عندها عشان جاى متأخر تعبان وكعادة الايام اللي بيرجع فيها متأخر بيدخل عند والدته يتعشى وينام على طول.. بس طبعا فوز نفسها عليها خلاها تقرر انه هيتعشى النهاردة معاها ومع الولاد اللي سهرتهم لاول مرة مرة عشان يكونوا حجتها ادامه في فكرة العشاء..
_ علي…
بصيلها علي وهو بيقول: نعم يا أمل، خير فيه حاجة؟
قالتله وهى بتبتسم: متتخضش مفيش حاجة، بس الولاد مرضيوش يناموا ابدا النهاردة غير لما تيجي وتتعشى معاهم عشان بقالهم كام يوم متعشوش معاك.
قالها بإحراج: انا عارف والله انى قصرت معاهم اوي الايام ال فاتت، بس ياريت تسامحوني، انا ظروفي اليومين دول ملغبطة بسبب ان فيه ناس شغالة في الشقة وبصراحة ده شغل كان متأجل فيها وانا معايا فلوسه فقولت مضيعش وقت واعمله عشان اخلص منه، بس زى مانتي شايفة بيخليني اجي البيت متأخر، يا دوب انام وارتاح.
ابتسمت وقالتله: انا عارفة ومقدرة ظروفك، بس قولت نعطلك ساعة واحدة النهاردة تتعشى فيها معانا، وحشتهم اوي.
علي: دي هتبقى احلى عطلة على فكرة، والله هما كمان وحشوني اوي، هدخل اغير هدومي واجي على طول.
رجعت أمل لشقتها وهى فرحانة بس فرحتها مكسورة، لانها عارفة كويس انه مش من حقها تفرح بوجوده ولا حتى من حقها تستنى منه اى حاجة كويسة تخصها هي، وان عاجلا ام آجلا هو لواحدة تانية غيرها، وزمانه هو نفسه مشتاق لليوم اللي يكون فيه مع خطيبته اللي اختارها مش اللي فرضتها عليه الظروف..
بمجرد ما علي بقى قاعد مع احمد وفاطمة دخلت أمل على طول حضرت العشاء، وحطيته وبدأت تقدمله من كل نوع موجود وحاسة انه مش بيمد ايده عليه، اهتمامها بيه كان زيادة لانه بعد اشتياق بتحاول متواجهش نفسها بيه.
كان ملاحظ ان فيها حاجة متغيرة بس محاولش ابدا يخليها تعرف انه واخد باله، وبرضو حاول يحسن الظن ويفسر اهتمامها وتغيرها ده بإنها فرحانة انه مهتم بولادها وقدر بالنسبالها يعوضهم عن ابوهم.
بس في المجمل كان راضي عن نفسه انه مقصرش مع ولاد اخوه ولا فرط في الأمانة، وفي نفس الوقت مش بيعمل اى حاجة توجعله ضميره من ناحية مى، وكمان ملتزم بشغله ومهتم بتوضيب شقته، والده ووالدته راضيين عنه من قلبهم، وخطيبته مى مبسوطة معاه وقبل كل شيء مش بيقصر في حق ربه وبيأدي فروضه كاملة وبيقرأ ورد قرآن يوميا وهو في طريقه للشغل او في طريقه للرجوع للبيت ….. هيعوز من الدنيا ايه تاني اكتر من كده عشان ينام قرير العين مرتاح البال؟
نزل من عندهم على وشه ابتسامة كبيرة، دخل سريره وهو راضي لاول مرة من فترة كبيرة كان تايه فيها بين مشاعره، فتح موبايله وبعت رسالة لمى ” بحبك اوي يا اغلى حاجة في حياتي، ربنا يجعمنا قريب اوي في الحلال، تصبحي على الف خير ”
ساب موبايله واستسلم جسمه وعقله لنوم هادي ومريح عشان يختم يومه براحة وسعادة.
كانت أمل فاكرة انه هيحاول يعوضهم عن الايام اللي غابها عنهم بإنه يبدأ يجي بدري يوميا ويطلع يقضي وقته معاهم، ولكن خابت ظنونها لما لقت انه رجع يتأخر برضو بسبب توضيبات شقته اللي شغلاه تماما ولما بيرجع مش بيعدي عليهم، عرفت انه اليوم اللي طلع فيه متأخر لو مكانتش هي استنته على السلم وأصرت عليه يطلع بتعشى معاهم مكانش طلع وكان زمانه لحد النهاردة مشافهمش ومسألش عنهم، حست بالحزن انه قادر ينساهم قصاد شوية توضيبات في شقته هو و ” مى “، افكارها خلت الحزن يعصر قلبها جوا ضلوعها، عدا اليوم عليها من غير ما تاكل اى حاجة يادوب بس بتقوم تشوف طلبات ولادها واللي ناقص البيت وترجع تقعد تاني وهى دبلانه وحالتها مش كويسة ابدا، لحد ما سمعت الباب بيخبط، قامت جري ملهوفة عشان تفتح ولما فتحت اتفاجئت انه اللي واقف ادامها ” مى”!!
كانت بترحب بيها وهى بتتلجلج زى اللي عامل عملة وخايف انها تتكشف.
أمل: أهلا…. أهلا يا مى اتفضلي.
دخلت مى وهى مبتسمة وباست أمل وحضنتها برغم انها حست ان مقابلة أمل ليها باردة، بس بررت انها اكيد حزينة على زوجها اللي اتوفى من شهور قليلة.
دخلوا وقعدوا مع بعض، ومى بتقولها بابتسامة خفيفة: كنت قريبة من هنا، قولت اجي اسلم عليكم واشوف احمد وفاطمة بيوحشوني اوي، ماشاء الله عليهم يخطفوا القلب من اول نظرة ربنا يخليهملك.
ردت امل على كل كلام مى برد مقتضب تماما وقالت: ربنا يخليكي.
استغربت مى من اسلوبها معاها فقالتلها: مالك يا أمل؟، انتى فيه حاجة مزعلاكي، احكيلي انا مش عايزة افكرك انى معتبراكي اختي وصاحبتي، يمكن مش بنتكلم كتير زى الاول، بسسسس…. بصي انتى عرفاني صريحة، انا حسيت بعد وفاة جوزك انك مش قادرة تتكلمي واغلب مكالمتنا مكنتش بحس برغبتك فيها وعشان كده سيبتك على راحتك خالص حتى مكنتش بسأل علي ولا بجيبله سيرة وبقول اكيد الظرف اللي انتي فيه هو السبب…. بس انا كده بدأت احس ان المشكلة فيا انا..
نظرت لها أمل وهى تتسائل بدهشة: مشكلة ايه؟؟
قالت مى بحزن: حاسة ان انتى حابة تبعدي عني خالص، صح؟
أمل بدفاع: أبدا والله، انتى فاهمه غلط خالص، انا بحبك جدا والله يا مى، انا بس اللي حصل ده لغبط حياتي كلها… متزعليش مني.
ابتسمت مى: مش زعلانة منك طبعا انا كل ده سيباكي براحتك مش زعلانة ابدا واول ما جيت هنا مفكرتش غير في انى اشوفك واسلم عليكي انتي والولاد.
كانت أمل سرحانة تماما وفجأة بصت لمى وهى بتقولها: مى، انا عايزة اقولك حاجة مهمة أوي……
يتبع….
google-playkhamsatmostaqltradent