Ads by Google X

رواية لحظات منسيه الفصل الثاني 2 - بقلم قوت القلوب

الصفحة الرئيسية
الحجم

رواية لحظات منسيه الفصل الثاني 2 - بقلم قوت القلوب 

الفصل الثاني

•• حب مرفوض ...••


كانت تلك الدقائق هى وقت راحتها المستقطع خلال النهار لتسرع بتبديل ملابسها بعد تناولها للطعام إستعدادًا لإستكمال عملها الإضافى ...


تجهزت هيام مرتدية ملابسها الفضفاضة التى تتقصد إختيارها بهذا الشكل حتى لا تجذب الأنظار إليها خاصةً أنظار الطامعين فيها ، رفعت شعرها الأسود الناعم للأعلى لتعقصه بقوة دون ترك أىّ من خصلاته هاربه من موضعها لتظهر بشكل جدى تماماً حتى ملامحها الرزينه لا توحى بغير ذلك ...


إتجهت نحو منزل نورا القريب فقد وعَدتها بمرافقتها اليوم للتسوق رغم إنشغالها لكنها لن ترفض طلب صديقتها الذى ألحت كثيرًا عليه ، فهى تستعين بها لثقتها فى ذوقها الراقى الذى تتمتع به على الرغم من حالتها الماديه البسيطه ...


=====


بيت نورا ..

بهدوء كطبعها طرقت هيام الباب لتعود وتتطلع نحو تلك الحديقه الصغيرة أمام المنزل تنتظر ريثما يفتح الصغير عمرو الباب لها ، فهو دائماً ما يستقبل الطارقين أولاً ...


وكعادة هذا الصغير أيضًا فور رؤيته لـ هيام أسرع راكضًا نحو الداخل متجهًا نحو غرفه نورا وهو يناديها بصوته الطفولى العالِ ...


إستطاع بسهوله رسم إبتسامه فوق ثغرها وهى تحرك رأسها يمينًا ويسارًا بخفه من  تصرفات هذا الصغير لتدلف بخطواتها المتباطئه نحو الداخل مغلقة الباب من خلفها فذلك التصرف إعتادت عليه مع تلك العائلة التى يعتبرونها أختاً لـ نورا ...


جلست بهدوء فوق أحد مقاعد غرفه الإستقبال المفتوحة بمقدمة المنزل فى إنتظار نورا المتأخره دائمًا ...


أثناء ركض عمرو بإتجاه غرفه نورا إصطدم فجأةً بشخص ما بقوة من شدة إندفاعه دون أن ينتبه ليرفع رأسه الصغير يطالع أخيه الأكبر أمجد ...


أمجد هو الأخ الأكبر لـ نورا شاب قوى البنيه يشبه أخته إلى حد كبير ، يعمل محاسبًا بإحدى الشركات الجديدة التى أثبت فيها قدرته ومهاراته فى العمل ، لكنه لم يتحقق أو حتى يقترب من حلمه الوحيد بخطوةٍ واحدة ، فكل أحلامه تتخلص فى إسم واحد (هيام) ....


أمسك أمجد بالصغير من كتفيه يوقفه عن هذا الإندفاع القوى ليضيق حاجبيه بقوة مستنكراً ...

امجد: وبعدين بقى يا عمرو ....!!!! .. هو كل شويه تجرى كدة .. بالراحه شويه ...


إندهش عمرو لتواجد أمجد بهذا الموعد بالبيت فهو لا يتواجد بمثل هذا الميعاد من قبل ...

عمرو: أمجد ...!! إنتَ جيت منين ...؟!!!  ... وسَع كدة دلوقتى أنا مِستعجِل ...

  

أمجد مندهشا : مِستعجِل ....!!  مِستعجِل على إيه إن شاء الله !!!! ... إيه اللي حصل فى الدنيا يعنى ..؟؟


عمرو: رايح لـ نورا ...


عقص أمجد أنفه مستهزئًا بأخيه المتعجل بخطواته ...

امجد: و إيه اللي حصل مهم أوى كدة عشان تروح لـ نورا ....؟؟


بتلقائيه طفوليه أجابه عمرو وهو يتحرك تجاه غرفة أخته الكبرى ...

عمرو: هيام صاحبتها مستنياها تحت وهى قالتلى أول ما تيجى أقول لها على طول ..


عبارة كانت كفيله بتسارع دقات قلبه بعنف فقط لمجرد سماعه لإسمها الغالى ، إرتخت ملامحه وجهه الممتعضه لتتجَلى بَسمة سعيدة أشرقَ لها وجهه العريض فقد أتت مهجه فؤاده ليهمس بوله ...

أمجد : هيام ... هيام هنا ...


لم ينتظر عمرو الكثير تاركًا إياه راكضًا نحو غرفه نورا بينما إضطرب أمجد  للغايه وهو يقترب من السلم يحاول إستراق النظر لها فربما يراها ولو من بعيد ...


إشتياق قلبه أعلنها حين وقعت عيناه العاشقتان عليها وهى تجلس بهدوئها وتألقها فوق أحد المقاعد الكبيرة تنتظر نورا ..


عشق أضناه بقلبه و سلب عقله منذ سنوات ، تهدجت أنفاسه بسعادة لرؤيتها ليتحرك تلقائيًا نحوها فى حين إنتبهت هيام لوقع تلك الخطوات التى تقترب منها فرفعت عيناها القاتمتين بسواد ليل ساحر لتبعثر ما تبقى من صلابته ..


تلك البعثرة التى جعلته يفيق بقُربه منها فقد ظن أنها لن تشعر بإقترابه وهو يتطلع بعشق تجاهها ليضطر بالتحدث مرحبًا بها ...


أمجد مضطربًا : إزيك يا هيام ....؟؟ ااا .... نورا جايه ... على طول أهى ....


بإيمائه خفيفه وكلمات مقتضبه أجابته ..

هيام: شكرًا ...


رجفه إجتاحته ليتبلع بقية كلماته وهو يردف بإرتباك شديد ...

امجد: ... اا ... بعد إذنك ...


هيام: إتفضل ...


لم تكترث هيام له فهى لا تهتم له أو لغيره مطلقًا فهى هادئة رزينة للغاية لم يستطع أحدهم أن يستولى على عقلها أو قلبها من قبل لتتعامل مع كل تلك الأمور العاطفية بجدية تامة ...


تركها أمجد وتكاد إندفاع دقات قلبه تقتله ، فكم يعشق تلك الفتاة ، لقد أصبح متيم بها حقاً يحلم بها ليل نهار ولا يفكر بشىءٍ سواها ....


بعد مرور عدة دقائق من إنتظار هيام لصديقتها أقبلت نورا وهى تمسك بساعه يدها تضعها فوق معصمها بعشوائية وهى تنظر نحو هيام بتأسف ...

نورا: معلش والله يا هيام أسفه إتأخرت عليكِ ...


سخرت هيام من صديقتها التى تعتاد ذلك طوال الوقت ...

هيام: و إيه الجديد يلا قدامى مش عايزة أتأخر على الدرس والوقت اللي باقى يا دوب نجيب إللي إنتِ عايزاه ...


نورا: طيب يلا .. ولو أنى كنت عايزة أعدى على أمل فى السكه أطمن عملت إيه .. بس يلا مش مهم ...


إتسعت عينا هيام بإندهاش لطبع نورا الفضولى الذى سوف يُقحمها بمشاكل جَمه لتردف بتضايق من تصرفاتها الغير محسوبة ...

هيام : وبعدين معاكِ يا نورا مش حتبطلى بقى ... مش كفايه آخر مرة كان حـ يحصل لها مشكلة جامدة من تدخلاتك دى ...


إتسعت عينا نورا بصدمة فهى تلقائية للغاية لتردف بسلامة نواياها ...

نورا: أنا ؟!!!!! .... أنا بتدخل ؟!!  ده أنا كنت بساعدها ...


تمالكت هيام ضيقتها فهى تدرك أن نورا طيبه للغاية لتردف بتفهم رغم معرفتها بأن صديقتها مخطئة ...

هيام : والله عارفه إنِك طيبه وعلى نياتك بس مش كل الناس بتفهم كدة .. وممكن تعملى لنفسك مشكلة ...


نورا: والله ما بيكون قصدى كدة خالص ...


هيام : عارفه .. بس حاولى تسكتى شويه وتبطلى التطوع إللى ملوش لازمه دة !!! ... مش كل الناس نيتها طيبه زيك ... فيه ناس جواها شر رهيب وبوشين ... ربنا يبعدنا عنهم ...


إتسعت إبتسامتها لتتكتل وجنتيها الممتلئتان وهى تحاول إيضاح أن هيام هى التى تتخوف بشكل مبالغ به ...

نورا: إنتى متشائمة أوى ...


هيام: لأ ... أنا واقعية ...


بطرافتها وطريقتها خفيفه الظل عقبت نورا ...

نورا: فُكيها حبه ... لولا تقفيلتك دى كان زماننا إحنا الإتنين فَرَحنا مع بعض ...


تجهمت ملامح هيام برفض قاطع ...

هيام:جواز ...!!   لأ طبعاً مش وقته خااالص ما إنتِ عارفه ظروفى و اللى أنا عايشه فيه ... موضوع الجواز دة دلوقت يعتبر شبه مستحيل ...


نورا بملل: طيب إتفضلى عشان تلحقى ترجعى بدرى ....


خرجتا من المنزل لتفاجئ نورا بأخيها يقف ببابهم فهى لم تعلم أنه قد عاد من العمل بعد ..

نورا: أمجد  ...؟!! إنتَ جيت إمتى ..؟؟


تسلطت عيناه على معشوقته أولا قبل أن يُعدل من نظراته تجاه أخته قائلاً ...

امجد : لسه جاى من شويه صغيرين ...


بتلقائية ودون تفكير مطلقًا طلبت منه نورا بوجه مبتسم للغاية ...

نورا: طيب ما تكسب فينا ثواب وتوصلنا لحد المول ...


أمجد بسعادة فتلك فرصة جيدة لبقائه مع هيام لبعض الوقت ...

أمجد : أه طبعًا إتفضلوا ...


إتجه أمجد تجاه سيارته الرماديه الصغيرة بينما ظلت نورا وهيام واقفتان فقد تجَلّت ملامح ضيق بالغ بوجه هيام ...

هيام :قلت لك قبل كدة يا نورا مش عايزة أركب العربيه مع أمجد ...!!!


لم تظن نورا أن هيام ستتضايق إلى هذا الحد لتحاول إقناعها بأن الأمر لا يستحق كل هذا الضيق ...

نورا: يا هيام متحبيكهاش إعتبريه تاكسى أهو يرحمنا من الزحمه دلوقت ....


رغم رفضها لذلك لكن لرغبة صديقتها وأيضاً لكسب بعض الوقت حتى لا تتأخر إضطرت هيام لركوب السيارة بصمت تام وتجهم واضح ...


لم تتفوه هيام بكلمه واحدة طوال الطريق بعكس نورا التى لم تكف عن الحديث مع أخيها فيما إلتزمت هيام التطلع من النافذة المجاورة لها ...


كان أمجد يسترق النظر من وقت لآخر إلى هيام بمرآة السيارة الأماميه فربما يلمحها ولو لمرة واحدة تنظر نحوه بنظرة خاطفة ...


لكن كالعادة كان الإحباط من نصيبه فهى دوما تتجاهله ، أوصلهم نحو المركز التجارى متأملاً ولو بكلمة أو نظرة تخصه هيام بها ، لكن سوء الحظ دومًا حليفًا له ..


إبتعدتا عن السيارة لتبدأ نورا حديثها بتدخلها الدائم الذى أصبح عيبها الوحيد ...

نورا: بالله عليكى يا هيام وافقى تتجوزى أمجد أخويا .. دة بيحبك أوى ...


كيف تقنعها بأنها لا تراه سوى أخ فقط وأنها لا تكن له أى نوع من المشاعر والعاطفة ولا تبادله حبه هذا بل بالعكس حبه مرفوض تماماً ، لكنها دومًا مُلحه بشكل يثير الضيق وتخشى أن يسبب هذا الأمر فجوة بينهما يوماً ما ...

هيام: وبعدين معاكى يا نورا .. مش عارفه ليه حاسه إن موضوع أمجد دة هو اللي حـ يزعلنا من بعض .. قلت لك قبل كدة أمجد زى أخويا بالضبط وموضوع الجواز دة أنا شيلاه من دماغى خالص ..


بينما أكملت نورا بإصرار ...

نورا: بس أمجد بجد بيحبك أوى ومستعد يعمل أى حاجه فى الدنيا عشان يسعدك ..


هيام: بس أنا مبحبوش يا نورا ... إفهمينى ...


ظلت نورا تجمل بمزايا إرتباطها وزواجها من أخيها ، ليس لإقتناعها به لكنها تسعى دوماً للتقريب بين الناس وحل المشكلات بطريقتها المتدخلة بحياة المحيطين بها ...

نورا: ما يمكن تحبيه بعد الجواز زيي أنا و ياسر  .... ما إحنا مكناش نعرف بعض ودلوقتى منقدرش نستغنى يوم عن بعض ..


بجديه وضيق لاحت بملامحها بقوة ...

هيام: ممكن تقفلى الموضوع دة ومتكلمنيش عن موضوع الجواز دة تانى أحسن والله بجد حـ أزعل منك ...


نورا بحزن : طيب خلاص متزعليش ... يلا نجيب الفستان ...


بعد العديد من المحاولات والتجولات أخيراً إبتاعت نورا فستاناً ورديا ذو حزام أسود عريض وحذاء مناسب له ، شعرت هيام بألم بساقيها من كثرةِ البحث مع نورا لتقف بإرهاق ..

هيام: أه يا رجلى ... طب إنتِ بتشترى فستان تقابلى بيه خطيبك اللي جاى من السفر ... أنا ذنبى إيه ....؟؟!


نورا: صاحبتى .. وأنا قَدَرِك ... حـ تعملى إيه ...


هيام: طب تعالى نقعد شويه خلاص رجليا إنكسرت ... حـ أروح أدى الدرس إزاى كدة ...!!!!!


بمزاحها الطريف عقبت نورا وهى تجلس بالمقعد المجاور لـ هيام ..

نورا :هو إنتِ حـ تدى الدرس برجلك ....


ضحكت هيام وهى تجلس بإرهاق فوق أحد المقاعد لتستريح قليلاً ....


======


بيت الحاج سعيد ...

نظرت والدة هيام تجاه زوجها بملامح مشفقه حنونة لكن لا حيلة فيها ..

ام هيام: ها قلت إيه يا سعيد ....؟؟


الحاج سعيد : والله مش لاقى لها حل ... أديكى شايفه ملناش أى دخل نهائى ولولا هيام وشغلها من أيام ما كانت فى الثانوى كان زماننا مش لاقين ناكل ..


قالها الحاج سعيد بقله حيله فليس لديه سبيل آخر فيما أردفت أم هيام بتحسر ...

ام هيام: يعنى حـ نخليها جنبنا كدة والعمر يعدى عليها وكل ما يتقدم لها حد حـ نرفضه ...


الحاج سعيد: ما إنتِ عارفه تعبى وإنى مقدرش أنزل أشتغل وأنا عندى القلب ... أنا عارف إننا جايين عليها أوى .. حتى سميرة بتدور مش لاقيه شغل خالص أهو ...


مصمصت أم هيام شفتيها وهى تضرب كفها بالآخر ...

ام هيام: عينى على بختك يا بنتى ...


تنهد الحاج سعيد بضيق معقباً يتأمل بأن يجد حلاً ...

الحاج سعيد: والله مكلم ناس كتير أوى يأجروا المخزن اللي تحت ساعتها حـ يكون عندنا دخل كل شهر ونريحها وتشوف مستقبلها بقى ...


ام هيام: يا ريت ... دى يا حبيبتى مش بترتاح تيجى من المدرسه تلف على الدروس لحد بالليل ومش مخليه فى جهدها حاجه ...


الحاج سعيد: ربنا كريم .... 


=====


غرفه سميرة ....

أعادت جزعها للخلف وهى تستكمل مكالمتها الهاتفيه عبر سماعة الأذن خاصتها التى تعلقها بأذنها دائماً لتعاتب صديقتها عبير بطريقتها الساخرة المازحه التى تتميز بها ...

سميرة : وربنا زهقت منك ... و إوعى تقوليلى خلاص وحركات وبتاع .. فين يا أختى الشغل ....؟؟!


عبير:والله يا بنتى قدمت ورقك لأستاذ أشرف وإن شاء الله أول ما يرد عليا حقولك على طول ...


مدت سميرة شفتيها للأمام بتذمر مردفه ...

سميرة: لما نشوف ... و أدينى أهو نزلتلك مخصوص برنامج تسجيل مكالمات عشان أفضحك من كتر ما بتوعدينى بحاجات وتخلى بيا ...


ضحكت عبير ضحكتها المميزة ليظهر صوتها الخشن قليلاً لإدراكها أنها قد وعدت سميرة للعديد من المرات عن مساعدتها بالبحث عن عمل لكنها دوماً تنسى ذلك ...

عبير : للدرجه دى مبقتيش واثقه فيا ....


سميرة: إنتِ عَندك كلام تانى !!!!! ... إلا ما فيه مرة وَعدتّى ووفيتى !!!! ... من أيام الجامعه وإنتِ على كدة ..


عبير: خلاص والله ... آخر مرة وحـ تشوفى ... حـ أفضل ورا أستاذ أشرف لحد ما يعينك معانا ...


سميرة : لما نشوف ..


بصوت مرتبك شعرت به سميرة أجابت عبير وهى تنهى حديثها معها ...

عبير: سلام بقى أحسن باين فيه حد جاى المكتب ..


سميرة: سلام ...


أنهت سميرة مكالمتها مع عبير وأعادتها مرة أخرى ببرنامج تسجيل المكالمات الذى وضعته على الهاتف  لتستمع إليها وتضحك مرة أخرى على صديقتها لتعقب ساخرة ....


سميرة:حـ تبقى أخرتك على إيدى المرة دى يا تحفه إنتِ ... بس يا رب بقى أشتغل و أشيل الحِمل عن هيام شويه ... أحسن تعبت أوى .. وعمرها ما حـ تشتكى ولا حـ تتكلم أبداً ...


=====


بأحد الأحياء الراقيه ...

وقف شاب فى شرفة منزله تكسو عيناه حزن جَم ، مطلقًا لحيته بعشوائية أخفت وجهه الوسيم المسالم خلف تلك النظرات المتجهمه والوجه المقتضب ...


أخذ ينظر للمارة العابرين للطريق أمامه بنظرات يملؤها الضيق فكلٍ تشغله حياته ، لكنه دوماً وحيد ...


دق جرس الباب ليقطع وحدته وصمته فقام متكاسلاً بملل ليفتح الباب ولم يتفاجئ برؤيته لهذا الطارق فهو يعتبر الوحيد الذى يطرق بابه من حين لآخر ، صديقه أشرف ومدير معمله ..


وقف أشرف بطوله المميز ونحافته الظاهرة ليتسائل بنبرة ودوده للغاية لكنها تحمل بطياتها بعض العتاب ...

اشرف: إزيك يا أمير ...


تطلع أمير به للحظات ودون رد أشار له بالدخول فبداخله لا يجد إجابه لهذا السؤال ،(كيف حاله) هو بالتأكيد ليس بخير لكنه على كل الأحوال أفضل مما كان ...


تنهد أشرف بضيق مما يفعله أمير بنفسه ليضم شفتيه بحركة لا إراديه ضم لها شاربه الكثيف معها قبل أن يردف معاتباً ...

اشرف: وأخرتها معاك حـ تفضل لحد إمتى حابس نفسك كدة ... و ليه .... ؟؟ .... وعشان إيه ....؟؟!!!!


هو صاحب الصبر والبال الطويل الذى لم يعد يتحمل لوم أو عتاب ليقابل وده وعتابه له بعصبيه وضيق نفس ...

امير : لو جاى تِسَمعنِى نفس الكلمتين فخلاص أنا حفظتهم !!!! .. لو عندك حاجة جديدة قولها ...


اشرف: أمير إنتَ بقالك على الوضع دة أكتر من شهر ... لازم تطلع وتشوف حياتك .. لحد إمتى حـ تفضل قافل على نفسك ومكتئب بالشكل دة ...؟!!!!


جلس أمير بتذمر من حاله ومن ضغط أشرف عليه ...

امير: يعنى أنا حابب اللى أنا فيه !!!! ... بس غصب عني ... غصب عنى ... حاسس إنى خلاص مش عايز أعمل أى حاجة أو أقابل أى حد ...


كصديق مخلص لن يعقب على إنفعال أمير وعصبيته بل يجب عليه إخراجه من تلك الأزمة النفسية التى يمر بها وحثه على العودة لعمله وإستئناف متابعة معمله الكيميائى الذى يملُكه ...

اشرف :طب وشغلك ... ومعملك ...؟!!  .. إيه خلاص الحماس مات ؟!!!  ... مش معقول كل واحد يمر بمشكلة يستسلم إنها تكسره للدرجة دى ... أنا متعودتش تبقى ضعيف أوى كدة ...


تهدل كتفي أمير بإحباط وإستسلام ...

امير: مش قادر يا أشرف .. مش قادر ...


اشرف: ما هو أنا مش حـ سيبك تعمل كدة فى نفسك ولو مكنش برضاك يبقى غصب عنك ...


امير: متضغطش عليا أكتر من كدة ...


لقد حاول معه أشرف للعديد من المرات باللطف واللين لكن تلك المرة يجب أن تكون بالقوة والإجبار حتى يفيق لنفسه ليحتد بحديثه يعنفه لهذا الإستسلام والتراخى ...

اشرف: إنت لازم تفوق من إللى إنت فيه .. إيه يعنى حبيت واحدة وطلعت خاينه ؟!!!!!! .. حـ تموت نفسك ... الدنيا لسه قدامك تحقق فيها كل أحلامك .. وتقابل إللى أحسن منها ميه مرة ...


امير: لأ ..... أآمن لواحدة تانى لأ .... لايمكن يحصل أبدًا ...


اشرف: مش مهم ... المهم نفسك ... تخرج تانى للدنيا وتكمل إللى كنت بتشتغل فيه وتحقق أحلامك ... هى مين دى عشان تهد كل أحلامك كدة عشانها ... !!!!!!!!


فكر أمير ملياً بكلمات أشرف الصادقة ، ربما هو محق ، إلى متى ستنتصر هذه الخائنة عليه وعلى أحلامه وطموحاته يجب أن يعود إلى عمله ومعمله وينهى ما قد بدأه ....


أومأ أمير رأسه  بآلية بالإيجاب يتفق مع حديث أشرف ، فيجب عليه نسيان كل مشاكله والتفرغ لعمله الذى أحبه دوماً لينتهز أشرف تلك الفرصة قائلاً ....

اشرف: تمام بكرة الصبح أعدى عليك نروح المكتب سوا ...


امير بإستسلام: ماشى ...


ويبقى للأحداث بقيه ،،،

انتهى الفصل الثاني ،،،

قراءة ممتعه ،،،

رشا روميه ،،،

 •تابع الفصل التالي "رواية لحظات منسيه" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent