رواية لحظات منسيه الفصل الثامن والعشرون 28 - بقلم قوت القلوب
الفصل الثامن والعشرون
••حياة جديدة ••
صفحة جديدة بحياتي أخُطها بكل ما هو غير مألوف ، أخشي كل جديد يحيط بي لكنى سأحاول التعود والتقبل ، لكنى مازالت مترقبه ...
جلس ياسر ونورا على مقعدى الطائرة بعد إنتهاء إجراءات السفر ، إستقرت نورا بمقعدها بجوار النافذة ، بينما جلس ياسر إلى جوارها يتأمل خوفها الهستيري الذى إنتابها فور إقلاع الطائرة ....
ياسر : نورا ... إهدي كدة أمال ... مالك خايفه كدة ...؟؟!!!
بأعين زائغه محدقة بكل ما يحيط بها وهى تتشبث بمسند المقعد بذعر ...
نورا: أنا مش خايفه أنا مرعوبة .... حـ أبقى طايرة كدة ومتشعلقه بين السما والأرض ومش عايزني أخاف ...
ياسر: دى متعة ... حـ تنبسطى منها أوى ...
حركت رأسها بسرعة برفض لما يقوله ياسر ...
نورا: لأ لأ برضه ...
إقترح ياسر بتبديل مقعديهما لتبتعد عن النافذة وتطمئن قليلاً ....
ياسر: طيب بدلي الكرسي بتاعى ببتاعك عشان متخافيش لو بصيتي من الشباك .....
مصمصت شفاهها بنبره ممازحه تحاول بها التغلب على خوفها ...
نورا: أيوة كدة إبتديت تفهمني ......
ياسر : أقولك حاجة أحسن كمان .. حاولي تنامى شوية وإنتى مش حـ تحسي بحاجة ...
بنومها العميق الذى يسيطر عليها بالفترة الماضية وجدتها نورا فرصة جيدة لإستغلال ذلك للسيطرة على خوفها ....
نورا: أمرى لله ... متصحينيش إلا لما نوصل ...
ياسر بضحك: حاضر ... نامي إنتِ بس ...
قضت نورا ساعات السفر الطويلة وهى نائمة بإستغراق كعادتها فى الآونة الأخيرة بينما كان ينظر إليها ياسر من وقت لآخر بإبتسامة ، كم هى عفوية وتلقائية تشبه الأطفال .....
أعلنت الطائرة بعد عدة ساعات وصولها إلى مطار (جيثرو) ، إلتفت ياسر نحو نورا المستغرقة فى نوم عميق منذ بداية الرحلة ليهزها من كتفها برفق محاولاً إيقاظها ....
ياسر: نورا .... نورا .. إصحي يلا حبيبتى ... إحنا وصلنا ...
تململت نورا وهي تفتح عيناها بصعوبة بالغة فقد أصبح نومها مؤخرًا يغطها فى نوم عميق جدًا بمنتهى السرعة ...
نورا: إيه دة بجد وصلنا ... إحنا لحقنا ...؟؟!
رغم مزاحه القليل وعفويته بالحديث إلا أن وضع نورا كان مجالاً خصبًا لأن يرد مزاحها الثقيل معه ...
ياسر بضحك: لحقنا ... !!!! ... دة إنتِ مسافة ما قولتلك نامي شوية وقضيتي الساعات دى كلها نايمه ولا كأنك نايمه فى بيتكم يا شيخة ... فضحتيني ... عماله تقولي كلام غريب وتتكلمى مع ناس مش موجودة وأنا بحاول أعتذر للناس إللى حوالينا على الدوشة إللى إنتِ عملاها دى ....
إتسعت بنيتيها بإندهاش وحرج بالغ عما فعلته أثناء نومها فقد صدقته حقًا ...
نورا : يالهوي .... أنا !!!!! .... أنا عملت كدة ....؟!!
ضرب ياسر كفيه متصنع الجِدية والحرج ...
ياسر: يا خبر ... الله يسامحك ... يلا قومي ولا ناوية تباتي فى الطيارة ...
إستقامت نورا وهى تشعر بالحرج الشديد لما صدر منها أثناء نومها وهى لم تشعر به ...
وقف ياسر يمد يده لفتح الجزء العلوى الخاص بالحقائب من فوقهم وأخرج منها حقيبة صغيرة ، ثم أخرج منها جوازات سفرهم ناظرًا نحو نورا المحرجة يكسو وجهها البرئ حُمرة الخجل ليبتسم محاولاً إبعاد وجهه عن نورا يكتم ضحكته بعيدًا عنها ..
ياسر: يلا يا نورا ...
تحركت نورا ببطء خلف ياسر لترى ماذا سوف يفعل وإلى أين يذهب فهذه أول مرة تقوم بالسفر ولا تدرى كيف تتصرف ....
أنهى ياسر إجراءات الخروج واقفًا إلى جانب نورا لإستلام حقائبهم من فوق السير المتحرك ، إنبهرت من لباقة ياسر وتحدثه بطلاقة للغة الإنجليزية مع العاملين بالمطار حتى خروجهم وإستقلالهم لسيارة الأجرة التى طلب ياسر من سائقها إيصالهم لعنوان ما ..
تطلعت نحوه بإعجاب شديد ثم همست بأذنه تثني عليه بطريقتها الطريفة ....
نورا : يا إبن اللذينه دة إنتَ شاطر أوى فى الإنجليزى ...!!!
ياسر : طبعًا يا بنتي مش بتكلم وبدرس بيها ...
زمت شفتيها وقلبتهما بعدم فهم لتلك اللغة ثقيلة الظل عليها ...
نورا: أنا مش بطيق الإنجليزى دة خالص ... مبفهموش ...
أجابها ياسر بجدية تلك المرة فعليها أن تتعلم وتتغير ...
ياسر: لأ ... لازم تتعلمي بقى دة إنتِ فى إنجلترا ... أمال حـ تتعاملي مع الناس إزاى ....؟؟!
عقصت أنفها بإستنكار مجيبة إياه ....
نورا: وأنا أتعامل ليه ؟!!! .... كفاية إنتَ ...!!
ياسر: وهو أنا موجود معاكي طول الوقت ...؟!
بتكاسل شديد عن تعلم تلك اللغة ...
نورا: ساعتها حـ أبقى أخلي هيام هى إللى تتعامل هى شاطرة زيك فى الإنجليزى ... لكن أنا مبحبوش ....
ضحك ياسر: بكرة تتعودي عليه ... أهو أحسن من لغة الجن إللى كنتِ بتتكلمي بيها وإنتى نايمه فى الطيارة دى ....
مطت شفتيها بإستياء وهى تعقد ذراعيها بضيق أمام صدرها ....
نورا : كدة برضه ... حـ تمسكها لى بقى ....
ياسر : الصراحة أه ....
تطلعت نحو الجانب الآخر بضيق ...
نورا : بايخ ... مش حـ أكلمك على فكرة ..
رفع حاجبه بتحدي ...
ياسر: متقدريش ....
نورا: حـ تشوف .....
قاطعهم سائق السيارة متحدثًا بالإنجليزية نحو ياسر ونورا منبهًا لهما بالوصول إلى العنوان المطلوب ...
_ لقد وصلنا يا سيدى للعنوان ...
ترجل ياسر ومن خلفه نورا من السيارة وساعدهم السائق فى إخراج حقائبهم من سيارته قبل أن يرحل ....
نظرت نورا بإنبهار نحو هذه البناية ذات الطراز الإنجليزي العتيق بلونها الطوبي الداكن ونوافذها الطويلة المميزة ثم أدارت وجهها على الجانبين لترى الطريق العريق منصفًا بنايات لا تقل روعة وفخامة عن هذا المبني الواقفين أمامه بهذا الحي الراقي ...
نورا بإنبهار : دى لندن دى طلعت حلوة أوى .... هو دة البيت إللى حـ نسكن فيه ...؟!!
ياسر : إيه رأيك ... عجبك ...؟!
نورا: تحفه ... البلد حلوة ونظيفة أوى ...
سحب ياسر الحقيبة لتتحرك بعجلاتها الصغيرة من خلفه وهو يردف بتشويق ...
ياسر: ولسه ... حـ تحبى المكان هنا أوى بجد ...
أجابته بعفوية وطرافه ...
نورا: أنا حبيته خلاص ....
دلف ياسر إلى داخل البناية تتبعه نورا كالطفل الصغير المتشبث بأمه خوفًا من تخطئ بشئ ...
ياسر: نطلع بقى ونرتاح من السفر أحسن أنا نفسى أنااااام ...
وافقته نورا رأيه تمامًا قائله ...
نورا: وأنا والله ..
إلتفت إليها ياسر يعلو وجهه نظرة تعجب وصدمة موسعًا عيناه بغير تصديق ...
ياسر: تنامي !!! .. بعد كل إللي إنتِ عملتيه فى الطيارة دة ... لسه عايزة تنامي ..؟!
نورا: الله ... حد شريكى يا أخى ... حامل ومرهقه وتعبانه منامش ليه ....!!!!
ياسر: نامي يا حبيبتى .... نامي ... بس نطلع الشقه الأول ...
نظرت نورا نحو السلم الصغير أمامها ثم تسائلت ...
نورا: هى الشقه فى الدور الكام ...؟!
ياسر: الأول ...
نورا: كويس ....
صعدا نحو الشقة ليدلفا إلى الداخل ليضع ياسر الحقائب جانبًا ويغلق الباب من خلفهم وسط إعجاب نورا ببساطة الشقة فهى على الطبيعه أجمل بكثير من الصور التى كان يرسلها لها ياسر ...
وبعد تفقد نورا للشقة ومحتوياتها أبدلا ملابسهما ليخلدا للنوم وينالا قسطًا من الراحة أولاً .....
====
مر أسبوعين إستطاع ياسر أن يضبط أمور دراسته بعد هذه الإجازة الطويلة لبدء كورس جديد بالجامعة ....
بينما تاقلمت نورا على مكانها الجديد دون الحاجة للتحرك كثيرًا خارج البناية فهي لاتعلم عن هذا البلد الكثير بالإضافة إلى ضعفها فى اللغة الإنجليزية ، الشئ الذى جعلها تؤثِر أن يقوم ياسر بشراء إحتياجاتهم حتى تتعرف نورا على البلد أكثر ....
===
لم يمر الإسبوعين الهادئين عليهما فحسب بل كانا هادئان أيضًا على العروسين كرم وهيام ، تعاملت هيام ببعض الرسمية مع كرم لحين تحديد موعد زفافهم وإستكملت عملها بدون أن تغيير يذكر ...
بينما سعى كرم بإنهاء إجراءات السفر لـ هيام بالسفارة والتى كان يتوقع تأخرها كثيرًا لما يتطلب الأمر من وقت طويل ...
بيت الحاج سعيد .....
بعد تناول الفطور وعودة الحاج سعيد من صلاة الجمعة إلتفوا جميعًا يتحدثون بدفء أُسرى محبب ...
الحاج سعيد: والله وكبرتوا يا بنات وكل واحدة فيكم حـ تبنى بيت وأسرة ..
ام هيام : أه والله يا سعيد ... أدى هيام وإتكتب كتابها ... الواحد مش مصدق إنك حـ تسافرى وتسيبينا يا هيام ....!!!!
أعادت خصلات شعرها الناعمة خلف أذنيها وهى تجيب والدتها بهدوئها الذى تتميز به ...
هيام: لسه بدرى يا ماما ... هو الورق لسه خلص !!! ... أنا قاعدة لكم أهو ...
الحاج سعيد ناظرًا نحو سميرة التى شرد ذهنها بعيدًا عنهم تمامًا ...
الحاج سعيد : وإنتِ يا سميرة ..؟؟!
إنتبهت له سميرة مستفهمه ...
سميرة : أنا إيه يا بابا .... ؟؟!
الحاج سعيد: مسمعتش ردك فى موضوع الباشمهندس أمير ... أنا سألت عليه كويس والحمد لله كل الناس شكرت فيه وفى أخلاقه ... مش باقي غير رأيك إنتِ ...
تطرقت رأسها بخجل وهى تجيب والدها بتلك الإجابة الدبلوماسية التى إعتادت سماعها بجميع الأفلام التليفزيونية ...
سميرة : زى ما تشوف يا بابا ....
ضحك الحاج سعيد وهو يرى حُمرة الخجل تكسو وجه سميرة على غير العادة ...
الحاج سعيد: إيه دة ؟!!! ... إنتِ بتتكسفي أهو ...!!!!
بذات اللحظة رفعت رأسها مستنكرة وهى تحرك حاجبيها بتعجب أضاع حمرة الخجل بلحظة ...
سميرة: أمال إنتَ فاكر إيه ....!!!
إبتسم والدهم وهو يطالع كلاً منهما ثم يردف بحنو ...
الحاج سعيد: مش بقولكم كبرتوا ... عمومًا بس تيجى الفرصة وأبلغه بموافقتنا إن شاء الله وتحصلي أختك ...
رفعت والدة هيام كفها ملوحة برفض تام ...
ام هيام : لااااا .... سميرة محتاجة وقت يا سعيد ... هيام مسافرة ... لكن سميرة محتاجة جهاز وتحضير مش حـ ينفع على طول كدة ...!!!!
الحاج سعيد: إن شاء الله ....
هبه : يعنى مش قاعد لكم غيرى .. إستحملوا بقى ...
ضحكوا جميعًا على كلمة هبه حين طُرق الباب ليلتفتوا جميعًا لبعضهم البعض فمن هذا الزائر الذى يطرق بابهم بصباح يوم عطلتهم ...
توجهت سميرة نحو الباب لترى من زائر الصباح هذا لتتفاجئ بوجود كرم ...
سميرة :كرم !!!... أهلاً وسهلاً إتفضل ....
بتأدب شديد ورزانة تشبه هيام فكم هم زوجان متشابهان إلى حد كبير أردف كرم ...
كرم: إزيك يا سميرة .. عمى هنا ....؟!!
سميرة: أيوة كلنا قاعدين جوة تعالى ....
تشدق الحاج سعيد متسائلاً ...
الحاج سعيد: مين يا سميرة ....؟!
سميرة: دة كرم يا بابا ....
تلقائيًا إرتسمت إبتسامة فوق ثغر هيام وشعرت بتعالى ضربات قلبها فرحًا عند سماع سميرة تنطق بإسمه ...
الحاج سعيد مرحباً : أهلاً أهلاً ... تعالى يا كرم ...
دلف كرم إلى الداخل معتذرًا عن قدومه بدون موعد ...
كرم: معلش جاى لكم من غير معاد كدة ...
الحاج سعيد: ودة كلام ... خلاص بقى بقيت مننا وعلينا ...
دلف كرم إلى غرفة المعيشة ليلقي السلام على والدة هيام وهبه ثم مد يده مصافحًا هيام محتويًا كفها الرقيق كأنه يبلغها إشتياقه لها فهو لم يرها منذ أيام لإنشغالها بالعمل ....
الحاج سعيد: تشرب إيه ؟؟! ... ولا أقولك قوموا يا بنات حضروا لنا الغدا الأول ....
أنهى الحاج سعيد جملته ناظرًا نحو بناته جميعًا ، ليشير كرم بكفه رافضًا ...
كرم: لا لا ... غدا إيه بس ... لسه بدرى ... أنا بس عايز حضرتك فى موضوع ضرورى ....
توجس الحاج سعيد من جِدية كرم الظاهرة على تقاسيمه ...
الحاج سعيد:خير يا إبنى .. قول ...
كرم: جالي رسالة إن ورق هيام خلص فى السفارة ... أنا كنت متوقع حـ يطول زى ورق نورا بس تقريبًا عشان أنا معايا الجنسية فالموضوع ماخدش وقت ....
مفاجأة صادمة فمعنى ذلك أن سفرهم وشيكًا للغايه ....
الحاج سعيد: معقول فعلاً بالسرعة دى ....!!!!
كرم: أيوة يا عمى ... وبستأذن حضرتك إنى أحجز لينا تذاكر السفر ونعمل الفرح ....
بقلب أم لا يقوى على فراق غاليتها هتفت والدة هيام ....
ام هيام : على طول كدة ....؟!
كرم: عشان أنا لازم أرجع أشوف الشغل هناك يا طنط متنسيش إنى هنا بقالى حوالى شهرين ....
أومأ الحاج سعيد بتفهم لذلك ..
الحاج سعيد: على خيرة الله ...
إبتسم كرم لتمام الأمر مردفًا بإيضاح أكثر ...
كرم: تمام .. أنا حـ أحجز التذاكر على يوم الخميس الجاى وإن شاء الله نعمل الفرح قبلها بيومين كدة ... حـ أحجز فى نفس الفندق .. و ...
قاطعه الحاج سعيد غير مستحسن لتلك الفكرة ...
الحاج سعيد: هى تكاليف وخلاص يا إبنى ... إحنا نعملكم ليلة حلوة هنا فى البيت وتاخد إنتَ عروستك على الفندق .. إحنا لسه عاملين حفلة فى كتب الكتاب كبيرة ....
برزانة وعقلانية أكدت هيام رأى والدها فلا داعى لكل ذلك البذخ المبالغ فيه ...
هيام : كلام بابا مظبوط ... ملهاش لازمة حفلة تانية ... إحنا مبقالناش أسبوعين من يوم كتب الكتاب ..
إتجه بعيناه نحو معشوقته بنبرة لطيفة حانية ....
كرم: أنا بس عايز أفرحك ..!!
الحاج سعيد: الفرحة بينكم مش بالهيصه والحفلات ....
كرم: زى ما تحبوا .. خلاص إن شاء الله يبقى فرحنا الثلاث الجاى مناسب ...؟!!
الحاج سعيد: إن شاء الله ....
ام هيام: ألف مبروك يا أولاد ....
كرم : الله يبارك فيكِ يا طنط ....
أشار الحاج سعيد لبناته مرة أخرى ...
الحاج سعيد: خلاص يا كرم ... قلت إللى عندك ... يلا يا بنات حضروا الغدا بقى ...
كرم: حضرتك مُصر بقى ...
الحاج سعيد: الأكل فى اللمة الحلوة دى حاجة تانية ...
كان محقًا للغاية فوجوده وسط تلك العائلة المحبة شعور طالما إفتقره لعمر كامل ....
=====
لندن ....
مع مرور تلك الأيام كان الحمل يزداد على نورا ولم تعد تهتم بصحتها كما يجب ليسبب ذلك قلق ياسر على صحتها وعلى الجنين ، خاصة وهى تشعر بالتوعك منذ مجيئهم إلى لندن ...
ياسر:مش حـ ينفع كدة لازم نروح نكشف أحسن ... إنتِ من يوم ما جينا وإنتِ تعبانه ...
لتَأكُدها بأنه مصح تمامًا أومأت نورا رأسها برضا ...
نورا: ماشى يا ياسر ... أنا مش قادرة خلاص ...
وافقت نورا على مضض أن تذهب مع ياسر إلى المستشفي فهى منذ وصولهم وهى تشعر بألم فى بطنها بدأ بصورة بسيطة لكنه أخذ يزيد مع مرور الوقت .....
المستشفي ....
قام أحد الأطباء الإنجليز بالكشف على نورا وبدأ بوصف الحالة لـ ياسر الذى قد بدا مُدركًا لما يقوله الطبيب ليتحاور معه ويسأله هو الآخر بعض الأسئلة ..
بينما أخذت نورا تنقل بصرها ببلاهه وعدم فهم بينهم حتى أقبل ياسر نحو نورا قائلاً ...
ياسر: يلا يا نورا ..
نورا: أيوة ... إيه إللي عندى بقي ...؟؟!
بتعجل أجابها ياسر أثناء مغادرتهم المستشفى ....
ياسر: حـ أقولك فى الطريق ..
غمزت نورا بعينها بطرافة ....
نورا: بس إيه ... دكتور إنجليزي إنجليزي يعنى ... زى ما الكتاب بيقول ...
ياسر ضاحكًا : إمشى قدامى حـ تفضحينا .....
شكر ياسر الطبيب وتوجه مع نورا نحو إحدى الصيدليات لصرف وصفه الطبيب محاولاً شرح لـ نورا ما هى حالتها التى وضحها له الطبيب ...
ياسر: بصى يا ستى ... الموضوع كله راحة ... إنتِ أجهدتى نفسك أوى وكمان ضغط الطيارة فى الشهور الأولى تعبك شوية فالمطلوب من حضرتك دلوقتِ الراحة التامة لحد ما الجنين يستقر و كاتب لك بعض الأدوية أهى مع الراحة والغِذا وإنتِ حـ تبقى تمام ..
إتسعت عيناها الواسعتان بإندهاش وإنبهار ...
نورا : يا حلاوة .. كل دة قالهولك وإنتَ فهمته ...!!!!
ياسر: طبعًا .. أمال إيه ... عقبالك كدة ما تفكي دماغك دى وتبدأي تعرفي أكتر فى الإنجليزي ...
أعادت رأسها للخلف قليلاً برفض تعلم اللغة الإنجليزية ....
نورا : لا أنا كدة تماااام ...
ياسر: طيب يلا قدامي على البيت عشان ترتاحي ....
نورا: طيب .. هو أنا قلت حاجة ....
ياسر: مجنونة والله ...
ويبقى للأحداث بقيه ،،،
انتهى الفصل الثامن والعشرون ،،،
قراءة ممتعة ،،،
رشا روميه (قوت القلوب)
•تابع الفصل التالي "رواية لحظات منسيه" اضغط على اسم الرواية