رواية ديزني في حارتي كاملة بقلم يارا محمود عبر مدونة دليل الروايات
رواية ديزني في حارتي الفصل الاول 1
الفصل الاول |Disney|
*********
**في إحدى الحارات الشعبية**
رامزي، وهو يتجول في الشارع بوجه عابس وجاد، قال بصوت عالٍ يملأ المكان: "أنا قولت اللي عندي، لو أذان الجمعة أذن وملقيتش الناس دي كلها بتصلي في الجامع، همسح بكرمتكوا الأرض أمين؟"
تجمعت مجموعة من الناس العابرين في الشارع، ومن بينهم رجال ونساء متوجهين إلى الجامع، تملأ أصواتهم أصداء التهكم والتأكيد: "أمين يا معلم."
**في أحد منازل هذه الحارة**
زمرد، في غرفة مضاءة جيدًا تتخللها أشعة الشمس، تحدثت بقلق إلى والدتها عبر الهاتف: "ما تخافيش يا ماما، أنا بس كنت محتاجة أتكلم معاه، فطلبت أقابله. هنزل بعد ساعة كده."
والدتها، التي كانت مشغولة في تحضير الطعام في المطبخ، ردت بنبرة هادئة لكنها قلقة: "ماشي يا حبيبتي. هو إيه الصوت العالي دا؟"
زمرد، وهي تنظر من نافذة الغرفة إلى الشارع المزدحم، ردت: "لا، متخافيش، دا المعلم رامزي مظبط الحارة بس."
والدتها: "طب يا حبيبتي، خلي بالك من نفسك علشان الحارة اليومين دول مش أمان. ولو احتجتي أي حاجة، كلميني على طول."
زمرد: "حاضر يا ماما. هو أنتم راجعين إمتى؟"
والدتها: "والله يا بنتي مش عارفة، بس ممكن كمان أسبوع أو أسبوعين كده."
زمرد، وهي تبدأ في التفكير في ملابسها: "تيجوا بالسلامة. يلا، سلام بقى علشان عايزة ألبس."
أغلقت الهاتف وبدأت تفكر في الملابس التي ستختارها، بينما كانت تراقب حركة الناس في الشارع.
**في منزل رامزي**
مازن، وهو يجلس في غرفة مظلمة مضاءة بالألوان الساطعة من التلفاز، قال بتذمر: "يا لهوي على المزاج يا ما."
جاءت شقيقته بجواره، تعلو وجهها ملامح الغضب: "يا خرابي، انتَ يالا هتشلني أنزل صلي بدل ما رامزي يطلع يظبطك، وبطل الهباب إللي بتشربه دا وقفل الأغاني يا زفت."
مازن، وهو يحاول إخفاء قلقه تحت قناع من السخرية، رد: "جرا إيه يا ختي، مش نازل، ورامزي دا مش هيقدر يعمل لي حاجة، والهَبابة هشربها، ومش هطفي الأغاني. أنا مش بعرف أتكيف غير على صوت سعاد حسني. خلاص، ارتاحتي؟"
كان يستمع إلى واحدة من أغاني سعاد حسني التي كانت تصدح بصوت عالٍ، مما زاد من توتر الأجواء.
رامزي، وهو يدخل الغرفة بصمت مهيب، نظر إلى مازن وقال: "أنا سمعت كده إنك مش بتخاف مني، وإيه الأغاني دي؟"
مازن، الذي بدا عليه الارتباك وهو ممسك بهاتفه، قال بسرعة: "دا التلفون بيرن بس، ودي نغمة يا معلم. قفلته أهو."
رامزي: "حلو. أنزل يا صايع صلي الجمعة. هتروحوا فين من ربنا؟"
مازن، وهو يتصنع الطاعة، قال: "نازل يا معلم."
~~~~~~~~~~~~~~
**في أسفل الشارع**
بلال، الذي يقف مع حماصة، قال بنبرة غير مبالية: "بص، أنا هدخل أمضي حضور وهخرج، تكون أنتَ سرقت الشباشب، ماشي يا حماصة؟"
المدعو حماصة، الذي بدا عليه عدم الارتياح، رد بجدية: "شباشب؟!! لا يا عم، أنا مش قد رامزي، وبعدين أنا مبسرقش أصلاً."
نظر له بلال ومازن بنظرة سخرية، فقال حماصة: "مش قصدي يا جدعان، بس شباشب دي مش مقامي."
مازن، وهو يواصل شرب سيجارته، قال: "خلاص، انتَ تسرق الشباشب، وهو يسرق الشقق."
بلال: "حلو، دا يلا هتيجي معانا الجامع الأول؟"
مازن: "لا يا عم، أنا ولا هاجي معاك ولا هسرق أصلاً، أنا هسمع الخطبة من هنا، تكون السجارة خلصت."
حماصة: "يلا يا عم، دا بيخاف من رامزي."
توجه كلاً من حماصة وبلال إلى المسجد، حيث استمعوا إلى خطبة الجمعة. بعد مرور بعض الوقت، خرجا من المسجد، بينما توجه حماصة إلى بعض المنازل لسرقة ما وجد، وبلال سرق أحذية أهالي الحي الشعبي. أما مازن، فظل واقفًا بعيدًا يشرب سيجارته.
**في نفس الوقت**
كانت زمرد تلملم بعض الملابس من حبال الغسيل، ولاحظت عدم وجود أي شخص في الشارع. من بعيد، شاهدت بلال وهو يسرق الأحذية وحماصة وهو يقفز من نافذة إحدى البيوت. شعرت بالقلق والذعر، فدخلت سريعًا إلى المنزل وأخذت هاتفها لتتصل بخطيبها.
زمرد، بصوت مليء بالقلق: "يا أكرم، أنا نازلة، هتيجي تاخدني؟"
أكرم، بصوت مشوش: "أه يا حبيبتي، أنا تحت، بس أنا شايف حاجة غريبة في الشارع النهارده."
زمرد: "إيه إللي دخلك بس، ما كنت هجيلك أنا الشارع بتاعك."
- "مفترقش يا زمرد، دا كلها شارعين يعني. يلا أنزلي."
- "حاضر، حاضر."
**في شارع الحارة**
وقف جميع أهالي الحارة حول المعلم رامزي، الذي كان يبدو غاضبًا جدًا. شخص من بين الحضور قال بقلق: "يا كبير، احنا عايزين الشباشب بتاعتنا."
رامزي، الذي بدا مصممًا على معالجة الموقف، رد: "خلاص يا جماعة، دا حقكم وفي رقابتي، هجيبهم."
سيدة، وهي تجري من منزلها، صرخت: "وانا شقتي اتسرقت يا معلم، وكده ظلم."
رامزي: "أكيد اللي عمل كده حد مش من الحارة."
أكرم، الذي دخل الموقف بعد فترة، قال بوضوح: "معلم رامزي، صباح الفل."
رامزي، الذي بدا عليه الاستغراب: "أنتَ إيه اللي جابك هنا؟ أنتَ مش بيتك بعد شارعين."
أكرم: "أيوه، بس أنا كنت عايز أقولك حاجة."
ثم أشار بعينيه نحو اتجاه حماصة وبلال، وأضاف: "كنت عايز أقولك إن العيال اللي هناك هم اللي سرقوا الشباشب والشقق."
رامزي، وهو ينظر نحو حماصة وبلال بوجهٍ عابس، رد: "طيب روح يا خويا شوف أنتَ رايح فين دلوقتي، علشان كده بقى في تار."
أكرم، بتصميم، قال: "ماشي يا معلم." ثم ابتعد قليلاً.
تقدمت زمرد من أكرم وقالت بنبرة نرفزة: "أنا مش فاهمة ليه قولت له دا أنت فتان."
أكرم، بدهشة، سأل: "وأنتِ مدايقة ليه؟"
زمرد، بعصبية، ردت: "علشان أنا كنت نازلة أقوله يا جدع."
ضحك أكرم عليها ثم أردف
- "طب يلا يا ختي بدل ما أقوله إنك كنتِ بتسرقي معاهم."
زمرد، بتأكيد، قالت: "أنا حد الله ما بينا وبين الحرام يا كبير."
**في شوارع الحارة**
رامزي كان يكتف أرجل وأيدي بلال وحماصة بحبل قوي. صرخ في وجههم: "بقى عايزين تصغروني أنا يا أولاد ال... بتسرقوا أهل الحارة."
بلال، بتحدي، قال: "ما خلاص يا كبير، بعدين ما دام هنتضرب، يبقى أخو مراتك يضرب معانا."
رامزي، وهو ينادي بصوت عالٍ: "مازن!!"
ذهب رامزي باتجاه منزله وهو يمسك بحزام جلد. صرخ: "انزلي يا كلب يا واطي، انزلي."
أخته، وهي تقترب منه، سألت: "عملت إيه يا منيل؟"
مازن، بخوف شديد، قال: "بص، أنا كنت عارف، آه، بس سرقت لا قسمت معاهم، بردو لأ يبقى مسرقتش يا معلم."
رامزي، بصرامة: "أنزل يلا علشان ما يبقاش ضرب تحت وفوق، أنزل قدامي."
أخته، بنبرة متعاطفة، قالت: "تستاهل، خليه يربيك."
مازن، وهو يرفع صوته قليلاً، قال: "أدخلي جوه يا ست انتِ."
*******
رامزي، وهو ينظر إلى مازن، قال: "عقاب صغير، ولو اتكررت تاني هتزعلوا مني جامد. اقلع ياض منك ليه البنطلون."
مازن، بانزعاج: "البنطلون لا يا معلم."
رامزي، بعصبية: "أنت إللي اعترضت يا حلو، يبقى من غير قلع بس، استحمل."
ثم صرخ رامزي: "دوسا... يا دوسا."
دوسا، وهي تقترب: "نعم يا معلمنا."
رامزي: "أمسكي دا، حماصة يضرب 100، وبلال 200، أما مازن فـ 400، سامعة يا دوسا؟"
دوسا: "حاضر يا معلم."
رامزي: "أنا رايح ألبس وهطلع مشوار وراجع تاني، عايز أسمع العد وأنا بره، لو مسمعتش هخليكم تعيدوا من الأول، سامعين؟ ابدأي."
أهل الحارة: "100... 1، 2، 3، 4..."
حماصة، وهو يتلوى من الألم، قال: "آه، ماشي يا دوسا، أما وريتك."
*****************
**في إحدى الكافيهات الهادئة**
كان أكرم وزمرد يجلسان في كافيه بعيد عن الضوضاء. انفجرا ضاحكين.
زمرد وهي تمسك ببطنها من كثرة الضحك
: "شوفت منظرهم كان عامل إزاي."
أكرم، بقلق: "خلاص بقى، أحمدي ربنا إنهم ميعرفوش مين اللي فتن عليهم."
ردت هي عليه لتخفف من قلقه
-"ماتخفش، المعلم رامزي مش هيقولهم، بس شكلهم ودوسا بتضرهم مش قادرة، هموت."
أكرم، مبتسمًا: "طب قوليلي بقى كنتي عايزة تتكلمي معايا في إيه؟"
زمرد، بعد أن همهمت قليلاً، قالت: "آه، احم، يعني بص يا أكرم، كان في حاجة كده في دراستي، أنا كنت عايزة أعملها وعايزاك تساعدني فيها."
أكرم، باندهاش: "أساعدك في دراستك؟ طب دا أنا فاشل في التاريخ."
زمرد، بضحكة: "آه، أنت فعلاً فاشل في التاريخ، أنا عارفة."
أكرم، مستاءً: "دا طحن الخواطر، طب جامليني طيب."
زمرد، بجدية: "مش قصدي، بص، أنا بحثت كتير عن حاجة في كلية الآثار وقلت أخد رأيك وتساعدني."
أكرم، باهتمام: "من عيني، أساعدك، إيه هي الحاجة بقى؟"
زمرد، بتوتر:
"أنا... أنا ... أنا أكتشفت مكان مقبرة وعايزه أروح اتأكد وعايزاك تيجى معايا."
أكرم، بعدم استيعاب: "أه، طبعًا أساعدك، وفيها إيه يعني؟ دي مجرد مقبرة... مقبرة إيه؟ يخرب بيتك، أنتِ عايزة تودي روحك في داهية."
-"ممكن تهدأ؟ الناس بدأت تتفرج علينا، اهدأ."
- "أنتِ بتهزري ولا إيه؟ مقبرة إيه دي اللي عايزة تكتشفيها؟"
زمرد، بتصميم: "والنبي ساعدني، مش أنا خطبتك حبيبتي. ساعدني، وهنبقى أشهر اثنين في مصر. أنا هبقى طالبة وهي اللي اكتشفت المقبرة وأنت كمان وهنعرف نبني مستقبلنا بأيدينا علشان نتجوز وإحنا مرتاحين ومأمنين حياتنا. عجبك العيشة اللي إحنا عايشينها يعني؟"
أكرم: "مالها عيشتنا يا زمرد؟ مالها؟ عارف إنك بتحلمي بحاجة أحسن، وأنا بشتغل علشان أحققلك كل اللي أنتِ عايزاه علشان بحبك، لكن مش هسمحلك تضيعي نفسك في الهبل اللي بتتكلمي فيه دا، تمام؟"
زمرد: "والله أنا كمان بحبك ومستعدة أعمل أي حاجة علشانك، بس أنا نفسي أحقق حلمي. طيب، جرب تساعدني."
أكرم: "طب، سيبك مني، أنتِ مش خايفة يصيبك لعنة الفرنعة؟"
زمرد: "لعنة إيه بس؟ لا، مش خايفة، ومفيش حاجة أصلاً اسمها لعنة الفراعنة. هتساعدني ولا لا؟"
-"لا يا زمرد، ولو الموضوع دا اتفتح تاني هقول لأهلك كلهم ومش هسمع بالصدفة إنك بدوري على حاجة في الحوار دا، سمعاااني؟"
زمرد، بنرفز: "كدا طيب، سلام يا أكرم."
نهضت وهي تأخذ حقيبة يدها، ثم حملت قطعة التشيز كيك من أمامه.
زمرد: "والحتة دي هكلها أنا يا أبو كرش يا أقرع."
أكرم، بصدمه وهو ينظر إلى بطنه ثم يتحسس شعره الأسود: "أنا بكرش وأقرع!! لا، دا أنتِ عامية بقى."
نهض ليذهب خلفها، لكنه وجدها تجري بسرعة.
أكرم، وهو ينادي: "طب استني يا مجنونة، هوصلك!"
لم تلتفت له، بل أكملت سيرها حتى أوقفت إحدى الحافلات لتذهب إلى منزلها.
أكرم: "ماشي يا زمرد، هوريكي بس اصبري عليا."
ركب سيارته البسيطة ثم عاد إلى منزله. أما هي، فقد أوصلتها الحافلة إلى الحارة الغريبة. عند وصولها، وجدت حماصة وبلال ومازن يجلسون على أحد الأرصفة، يتألمون من كثرة الضرب.
نظرت إليهم وهي تكتم ضحكاتها، وأصواتهم تملأ الأجواء.
حماصة: "اضحكي، اضحكي يا ختي."
مازن: "ما خلاص يا حماصة، ملناش دعوة ببنات الناس."
بلال: "لا، راجل، يلا."
لم تهتم لهم، بل صعدت إلى منزلهم.
مازن: "حماصة، ياريت تلم نفسك معاها."
حماصة: "مش فاهم، أنت لسا عايزها؟ دي اتخطبت خلاص، وأقطع دراعي من هنا إن الواد خطيبها دا هو اللي فتن علينا."
بلال: "خلاص يا جماعة، حصل خير. ابقى بس اتشطر على دوسا بتاعتك دي، أهي مرمتطنا."
مازن: "مش قادر أقعد، يا جدعان. منك لله، يا رامزي، منك لله."
---
في منزل زمرد:
كانت تتحدث في الهاتف.
زمرد: "بس يا ستي، وهو بقى مش موافق يساعدني."
منة: "عنده حق، وأنتِ اللي غلطانة. أنا لو مكانه كنت أديتك قلمين يفوقوك من الهبل دا. قال إيه بكرش وأقرع؟ يا بت دا بكرش."
زمرد: "هو فعلاً مش بكرش، دا مزز. بس مش عايز يساعدني، الله."
منة: "منك لله، هتضيعي الواد من إيدك. وبعدين، مقبرة إيه اللي عايزة تكتشفيها؟ أنتِ أخرك تتفرجي على كرتون. قومي نامي يا بنت خالتي، ولما خالتي ترجع، صالحي الواد يا موكوسة."
زمرد: "مش هنام، أنا هقوم أشوف كرتون وأكولي لقمة كده."
منة: "مش قولتلك، إلهي يا شيخة، تتحشري في كرتون ومتعرفيش تطلعي منه، وتبقي أنتِ الشخصية التوكسك اللي فيهم."
زمرد: "اتحشر في كرتون!!!!! سلام يا منة، سلام."
أغلقت الهاتف ثم حملت حاسوب شقيقها ووضعت فيه فلاشة صغيرة بها الكثير من أفلام الكارتون.
زمرد: "يا سلام، هو دا الكلام. الواحد يقعد يمخمخ بالكرتون، أما أقوم أشوف أي حاجة تتاكل في التلاجة دي."
نهضت ثم فتحت الثلاجة.
زمرد: "أنا مش فاهمة، هما خارجين بيلموا كل حاجة في التلاجة كأنهم سايبين كلبة في البيت؟ أطفح أنا إيه دلوقتي؟ دي مش تلاجة، دي صيدلية. يعني أفتح رغيف وأحط فيه شرطين تلفاست وواحد بنادول؟ صبرني يا رب."
بدأت تبحث حتى وجدت زجاجة شويبس، وعليها ورقة كتبها شقيقها: "عارف إنك هتقعدي لوحدك، سيبتلك كام حاجة كده تتسلي نفسك بيهم، واللاب تحت التسريحة. أخوكي الشق."
زمرد: "يا سلام، حبيبي يا شق."
أخذت الزجاجة وصنعت بعض شطائر الجبن، ثم أخذتها وفتحت أحد أفلام كارتون ديزني. بعد ذلك، أمسكت بكتاب تاريخ قديم استعارت جزءًا منه من مكتبة الجامعة وبدأت تقرأ فيه. فتحت الكتاب على صفحة بها كلمات باللغة المصرية القديمة، وبدأت تحاول ترجمتها وفهمها باستخدام الورقة والقلم.
في نفس الوقت، بينما كانت تقرأ الكلمات بصوت مرتفع، انقطعت الكهرباء فجأة. نظرت إلى الحاسوب برعب، ثم حدثت نفسها لتطمئنها: "عادي يعني، النور قطع. إيه اللي فيها؟ مش يمكن بيريحوا الأجهزة؟"
أغلقت الكتاب، ثم ظلت تشاهد الفيلم الكرتوني. فجأة أغلق الفيديو وفتح أحد البرامج التي صنعها أخوها كمهندس كومبيوتر.
زمرد، برعب: "يا رب، اللاب ميحصلوش حاجة. مش هيبقى رعب وخراب ديار. يا رب."
ظهر على التطبيق إعلان مكتوب بالإنجليزية. لم تقرأه، بل فعلت كما يفعل معظم المصريين وضغطت على كلمة "Yes". وياليتها لم تضغط، فقد فعلت أكثر شيء ستندم عليه. ظهر بعدها ضوء يخرج من نافذة المنزل، ينير المنزل بأكمله بعدما كان مظلمًا، وهي تغمض عينيها بشدة، ممسكة بالكتاب القديم وزجاجة الشويبس، وباليد الأخرى تمسك هاتفها وبعض الطعام الذي ما زال بفمها.
عندما فتحت عينيها، وجدت نفسها في الشارع. "ماذا؟ كيف؟" تساءلت بدهشة، "كيف نزلت إلى الشارع بهذه الملابس؟"
نظرت حولها، فوجدت أن الحارة التي كانت مظلمة قد تحولت إلى مكان ملون وحيوي يشبه حارات ديزني. تبدلت المحلات وألوانها أضحت زاهية. ارتفعت ضحكتها مع زيادة دهشتها.
نظرت إلى زجاج المحلات المجاورة، ورأت نفسها ترتدي بجامة قطنية لا تصلح للنزول إلى الشارع. قالت بذهول:
"ما هذا؟ من هذه الفتاة؟ ما هذا الشكل؟ لماذا أنا بدون حجابي؟ وما هذه الرائحة؟ شعري الذي اعتنيت به كي يصبح برائحته رائحة الفراولة أصبح كريه ؟! يا إلهي، ماذا فعلت بنفسي؟"
أمامها، وجدت لوحة كبيرة أمام منزل لم تره من قبل، منزل فخم ومزخرف بعدد من الألوان، واللوحة كتب عليها: "مرحبًا بالزائرين في حارة ديزني المتواضعة الصغيرة"، مع رسومات لجميع شخصيات أفلام ديزني.
وقفت بذهول وصدمة، وقالت: "ماذا، ديزني في حارتي؟!!!"
يتبع...
تحياتي لكم :يارا محمود *Yoka*
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية ديزني في حارتي) اسم الرواية