رواية خيانة شرعية الفصل الحادي عشر 11 - بقلم سارة رجب حلمي
اتصدم علي وكان شاكك في اللي ودنه سمعته، سكت تماما وهو بيبصلها بعينين مفتوحة وبلع ريقه بتوتر وهو بيقول: عارفة ايه؟
قعدت ادامه وهى بترمي من ايدها الفوطة اللي كانت بتنشفله وشه بيها، وقالت بضيق وبملامح اتغيرت في ثانية عن ملامحها العادية البشوشة: عارفة انك متجوز أمل.
ضحكت بسخرية وهى بتكمل كلامها: انت فاكرني مغفلة اوي كده عشان ماربطش كل الاحداث دي ببعض من يوم ما جت عندنا تقول على مفاجئة الجمعية!
غمض عينيه بصدمة وهو بيقولها: ولما انتي عارفة مقولتيش ليه؟
مى: هقول واخسرك!، السبب اللي خلاك تخبي عليا هو نفسه اللي خلاني اعرف وما اقولش حاجة.
حس علي كإنه بيحلم وهو بيقول: معقول!!!، انا مش مصدق اللي بسمعه!، انا بيتهيألي الكلام ده من كتر الضغط اللي بمر بيه!
مى بحزن: لا يا علي مش بيتهيألك، وعلى فكرة انا مش جامدة اوي بقى ومش بتأثر وكده لان انا اصلا اتأكدت من جوازكم بعد ما اتجوزنا، بس مكنتش اعرف علاقتكم واصلة لحد فين ويا ترى هى جوازة وخلاص عشان الولاد ولا لا، وللاسف اتأكدت الشهر اللي فات.
علي: اتأكدتي ازاى؟
مى: مبدئيا كده من يوم ما اتصلت بيا وطلبت مني ماردش على مكالماتك لان هى جاية تعملك مفاجئة عندنا!، وانا مبقيتش مرتاحة ليها بس كنت بقول حرام ويمكن نيتها خير، بس اللي مكانش مخليني قادرة اصدق ان ده طبيعي، هو انها اتغيرت معايا تماما فجأة برغم اننا كنا اصحاب قبل كده، وتغييرها ده لما حسيته كانت بتقولي في نفس اليوم ان والدها عايز يجوزها، ومن بعدها واحنا كل ما نتقابل الاقيها بتحاول تعرفني انها قريبة منك وعلاقتكم قوية وكنت بقول مش مهم يمكن بحكم انها معتبراك ابو ولادها دلوقتي فبتحاول تحسسهم ان مفيش بينكم مسافات وبرضو من نفس التوقيت انت اتغيرت تماما لشخص حزين ومهموم ومش قادر يكلمني ودايما مش عايز تخوض معايا اى مواجهة في أى سؤال بسألهولك، انتو الاتنين حالكم اتغير في نفس الوقت وكان لازم اشك، عشان انت اتغيرت للحزن وكإنك مداري حاجة وهى اتغيرت من ناحيتي زائد محاولاتها انى اشوفكم قريبين وهزار وضحك في حين انها بتتجاهلني!!، كل ده كنت بفرض فيه حسن النية لحد ما بعد جوازنا كنا مع بعض لقيتها خدتك من وسطنا ودخلتوا اوضة تانية تتكلموا ساعتها انت وشك اتقلب وكنت زى ما تكون خايف من حاجه ومش رد فعل واحد مرات اخوه طلبت منه تكلمه عادي!!، لا عرفت ان فيه حاجه اكبر من كده.
وكنت عارفة ايه هي الحاجة دي بس مكنتش قادرة اواجه نفسي ابدا بالكلام ده لانه من اصعب ما يكون عليا.
وكام مرة قبل كده بتصل بيك والمفروض انك في الشغل التاني الاقي احمد او فاطمة ردوا عليا واعرف منهم انك سايبلهم الموبايل يلعبوا عليه وبتتكلم مع مامتهم في موضوع مهم في اوضة تانية!!، كان حاجات كتير بتكشفلي الوضع ومكنتش عايزه اصدقها وبمثل الغباء عشان البيت اللي قاعدين فيه دلوقتي ده كان اكبر احلامي في الحياة ومش قادرة اصدق انه يتهد بسرعة مش ممكن كنت اتخيلها!!
اتنفست بقوة وبعدها قالت: والنهاردة بقى كانت مكشووووفة اوووي، جاية تكشف بالصدفة في نفس العيادة اللي انا لسه قايلالها قبلها بيوم انى بتابع فيها وعندي زيارة فيها بكرة!، وجاية بتتعامل كإننا متكلمناش ولا كإنى قولتلها اصلا وبتقول جاية اكشف ولما بقولها ادخل معاكي تقول كان نفسي والله وتبصلك كإنها بتهددك!، ده غير اصلا انها كانت بعيدة عني تماما وبمجرد ما اتجوزنا بقت تكلمني ليل ونهار ومش بتسيبني ولا بتختفي الا في فترة عدم وجودك في البيت كإنها بتراقبك من خلالي انا!!
حجم الصدمة اللي كان فيها علي لا يمكن يقدر يوصفها او يحكيها او يعبر عنها حتى بالكلام، هيقولها ايه بعد ما طلعت واخدة بالها من كل ده!!
فضلوا ساكتين شوية لحد ما قالتله بخوف: هي…. هي حامل؟
علي كان مكسوف منها اوي ومش عارف يرد يقول ايه، فقالتله بتأكيد: حامل صح؟
قالها: بتقول كده.
حطت مى وشها بين ايديها وفضلت تعيط بصوت واطى جدا، كان بيبصلها وقلبه بيتقطع عشانها، بس اكتشف حاجه مهمه، مكانش لوحده!!، مكانش شايل كل ده لوحده ولا كان بيتعذب لوحده!، مى كانت معاه ومشاركاه كل مشاعره زى ما بتعمل من يوم ما دخلت حياته بس مكانتش عايزه تقوله وحافظتله على ماء وجهه اللي هو محافظش عليه يوم ما كذب.
علي: انا عارف ان اسف الدنيا كله مش هيكفي ولا يخليكي تغفريلي اللي عملته في حقك، احنا كلنا اتحدنا عشان نجرحك ونبوظلك حياتك اللي كان نفسك تعيشيها زى اى بنت.
ابتسمت من وسط دموعها اللي مش عارفة توقفها وقالتله: وانا كنت بساعدكم …… مانا كنت عارفة وفاهمة من الاول بس كنت بمثل على نفسي عشان انا عايزة الحياة دى وعايزة اشاركك فيها انا كنت راضية بالحياة المتدمرة من قبل ما تبدأ.
سرح بحزن وهو بيقول: بس هى استكترتها علينا.
مى: انا مكنتش عايزة اواجه من الاول عشان منوقفش عند النقطة اللي واقفين عندها دلوقتي دي، حياتنا بعد كده شكلها ايه؟، هنتصرف ازاى!
علي: على قد الرعب اللي جوايا من انى اخسرك على قد مانا عاجز حتى انى اترجاكي عشان متسبينيش وانا مش محتاج اقولك انى هموت لو بقيت من غيرك لان لو مش دى الحقيقة مكنتش عيشت في كل العذاب ده عشان افضل محافظ عليكي طول الفترة ال فاتت.
مى: وانا عشان مصدقاك يا علي قاعدة معاك دلوقتي ولسه موجودة في حياتك ولسه بسمعك بهدوء، انا لو مش حاسة بيك ولا مصدقة كان زماني سيبتك من بدري وانا بقولك قد ايه انا بكرهك، لكن كنت عارفة اللي انت فيه من غير ما تقول ومقدرة عذابك ولاول مرة مبصش لأمر يخصك بسطحية لان دايما مشاعري معاك بتسبقني وغيرتي عليك مش بتخليني افكر في نيتك ايه بس اللي احنا فيه دلوقتي اكبر من كل ده بكتير ولازم معاه عقل وحكمة وعشان كده وبهدوء ومن غير مشاكل ولا زعل بسألك هتعمل معاها ايه؟
علي بضيق: أمل دى يعتبر اول حد في حياتي اكرهه، دايما كنت بلاقي مبرر لاى حد يخليه يكون وحش او بيني وبينه عدم اتفاق، الا امل!، مش لاقيلها ولا عذر يخليها تكون كده معايا وده خلاني بكرهها بطريقة قلبي معرفهاش قبل كده.
مى بحزن: يمكن بتضايقك عشان…. بتحبك.
علي بعصبية: قولتلها كتييير انى مستغني عن الحب المرضي ده ومش عايزه وانها لو عايزه تحب وتتحب وتعيش القصص دى تروح تدور على حد غيري محتاج منها ده، انا مش محتاج ولا عايز، ومن الاول اصلا متجوزتهاش وفي نيتي اى حاجه من دي وكنا حاطين شروط او هي اللي كانت حطاها وكانت محسساني انها هتبقى نسمة في حياتي ومش هحس بوجودها ابدا لدرجة كانت بتقولي انها بتطلب مني مشيلش اى مسئولية تجاهها هي والولاد عشان ميجيلش مجرد شعور ان فيه حاجه دخلت على حياتي وغيرتها، مش عارف كانت ممثلة شاطرة ولا ده جنون ولا ايه..
سكت ولما لقاها مردتش عليه قال: أمل من بعد جوازي انا وانتي وهى عايشة بس عشان تهددني وتحسسني بعجزي قصاد انى مش قادر اقولك واخسرك، وكل لحظة بتدوس اوي على الجرح ده، وطول الوقت محاوطاني بالتهديدات والخطط اللي كل شوية مفاجئاني بواحدة منها.
مى زعلت اوي من الكلام اللي سمعته ده ومبقيتش قادرة تتخيل ان ده ممكن يحصل مع علي اللي هي عرفاه كويس وواثقة ان عمره ما أذى حد ولا يستحق يحصل معاه كده، فقالتله: يبقى لازم تتعلم الادب، حتى لو انت اخترت حياتك معاها بعد كده عشان اهلك او اى اسباب اجبرتك يبقى تكمل بعد ما تقرص ودنها.
علي بلهفة: لا يا مى مش هكمل ولا عايزها في حياتي تاني، وتروح تتجوز زى ما كانت عايزه من الاول هى وباباها وان كان على الولاد تسيبهم لينا وبعد ما عرفتها على حقيقتها اكتشفت انهم لو اتربوا بعيد عنها هيكون احسن ليهم، اصلا الست دي مشوفتهاش بتفكر في ولادها ومصلحتهم الفترة ال فاتت دي كلها قد ما كانت بتفكر فيا وفيكي وازاى تبوظ علاقتنا وتربطني جنبها بأى شكل مع ان اللي هيجنني اللي بينا من الاول مكانش ليه علاقة بالسكة دي خالص، بس هى استكترت حياتنا علينا.
مى: يبقى لازم زى ما كانت بتعمل الخطط عشان تبوظ حياتنا واتسببتلك في كل الاذى ده وليا انا كمان ياما حاولت تعيشني لحظات حزن وغيرة عليك فلازم السحر يتقلب على الساحر وتدوق من نفس الكاس اللي شربتنا منه.
علي: هتعملي ايه؟
مى بتفكير: مش عارفة دلوقتي مفيش حاجه في دماغي بس لازم هنلاقي فكرة وننفذها.
علي: الاهم من امل ومن اى خطط وافكار، انتي هتفضلي معايا ونربي ابننا بيننا؟
كانت عينيها كلها ارهاق وحزن وهى بتقول: سيبها لوقتها يا علي، احنا مع بعض لحد ما نوصل لاخر لعبة الست هانم امل.
على قد الحزن اللي كان جواه على قد ما فعلا كان حاسس براحة اتحرم منها بقاله كتير اوي، عرف معنى حلاوة الحياة وراحة بال لما تبقى من غير أسرار من غير اعباء تتحط على اكتافه ويتحمل ويشيل وهى تتقل لحد ما تخليه خلاااص مش قادر يوقف على رجله ويقع على الارض وهو بينهار قصاد نفسه قبل الناس، بيكتشف في نفسه انه اضعف من انه يواجه مشاكله واضعف من انه يجاري الحياة واللي بتقدمهوله من خير او شر، واهم حاجه اتعلمها ان مفيش حد ممكن يقدر يشيل الالم لوحده، المشاركة حتى في الالم بتريح!، حتى لو اللي هيشاركه مش هيعمل اى حاجه غير انه يسمعه، يسمعه وبس كفاية اوي انها تخفف وتخليه قادر يكمل وجع وهو عنده مساحة للوجع اللي بيزيد يوم عن يوم، وكإنه لما يلاقي اللي يشاركه ويبدأ يشارك معاه حاجه من الوجع فيه مكان جديد بيفضى يضيف فيه ألم جديد، وعمره ما كان هيلاقي احسن من مى تشاركه وتسمعه وتهون عليه وحزين انه اول ما بدأ يرتاح معاها بالكلام يكون هو نفسه الوقت اللي هتضيع منه خلاص.
يتبع….
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية خيانة شرعية ) اسم الرواية