رواية حين يخدع الحب الفصل السابع 7 - بقلم الكاتبة مايو
الفصل السابع– حين يخدع الحب
لم تستطع ليان أن تتحرك، عيناها معلقتان على الرسالة الأخيرة. "ابحثي عني في المكان الذي بدأ فيه كل شيء." أي شيء؟ أين بدأ كل شيء أصلًا؟
بدأت الأفكار تتزاحم في عقلها، تحاول أن تربط الخيوط ببعضها. المكان الوحيد الذي يمكن أن تعتبره "البداية" كان… الجامعة.
هناك التقت لأول مرة بشخص قلب حياتها رأسًا على عقب. هل يمكن أن يكون هذا له علاقة به؟ أم أن الأمر أعمق من ذلك؟
نهضت بسرعة، أمسكت بمفاتيحها وهاتفها، وخرجت من شقتها. شعرت بأن الهواء أصبح أثقل، وكأن المدينة كلها تراقبها. لم يكن هذا إحساسًا جديدًا، لكنها هذه المرة كانت تعرف أن هناك من يراقبها بالفعل.
عندما وصلت إلى الجامعة، كانت الشمس قد بدأت تميل نحو المغيب. الجو هادئ بشكل غير طبيعي، وكأن الجميع اختفى فجأة. شعرت بقشعريرة تزحف على جسدها.
تحركت بخطوات حذرة، تمر بطرقات الجامعة القديمة، حتى وصلت إلى ذلك المكان… المكتبة القديمة.
المكان الذي كانت تهرب إليه دائمًا حين تحتاج إلى العزلة.
دفعت الباب ببطء، فصدر صوت طقطقة خفيفة. المكان كان مظلمًا تقريبًا، باستثناء ضوء خافت يتسلل من نافذة صغيرة. كانت رائحة الكتب القديمة تملأ الهواء، لكن كان هناك شيء آخر… شيء غير مألوف.
وفجأة…
سمعت صوت خطوات خلفها.
تجمدت في مكانها، قلبها يدق بعنف. التفتت ببطء، لكن لم يكن هناك أحد. هل كانت تتخيل؟ أم أن هناك من يختبئ في الظلام؟
أخرجت هاتفها، فتحت الكاميرا، وحاولت أن تلتقط صورة للمكان… لكن قبل أن تضغط على الزر، انطفأ الهاتف تمامًا.
وفجأة، دوّى صوت رسالة جديدة، لكن هذه المرة لم يكن من هاتفها.
كان الصوت قادمًا من بين الرفوف.
اقتربت ببطء، وعندما مدت يدها وسحبت الهاتف الذي كان هناك… شهقت.
كان هاتفًا قديمًا، هاتفها الذي ظنت أنها فقدته منذ سنوات.
وعلى شاشته، كانت هناك رسالة واحدة فقط:
"أخيرًا… وجدتكِ."
ظلت ليان تحدق في الهاتف القديم بين يديها، عقلها يحاول استيعاب ما يحدث. كيف عاد هذا الهاتف؟ ومن وضعه هنا؟
أناملها المرتجفة ضغطت على الشاشة، لكن الهاتف كان مغلقًا. حاولت تشغيله، وبمجرد أن ظهر شعار البداية، ارتفع صوت إشعار آخر… رسالة جديدة.
لكن هذه المرة، لم يكن مجرد نص.
كانت صورة.
شهقت حين رأت المشهد أمامها… صورة لها.
لكنها لم تكن صورة عادية، كانت لقطة مأخوذة من الخلف… التُقطت لها منذ دقائق، وهي تقف أمام باب المكتبة.
"مستمتعة باللعبة حتى الآن؟"
وقفت مكانها مشدوهة، عيناها تتسعان برعب. هذا يعني أن الشخص الذي يراقبها لا يزال هنا.
رفعت رأسها بسرعة، نظرت حولها محاولة التقاط أي حركة، لكن المكان كان ساكنًا.
لكنها لم تعد تشعر بالأمان.
دفعت الهاتف في جيبها، واستدارت مسرعة نحو الباب، عازمة على الخروج من هذا المكان المريب، لكن…
الباب لم يُفتح.
جربت مرة أخرى، دفعت بكل قوتها، لكنه لم يتحرك.
بدأ أنفاسها تتسارع، عقلها يحاول إيجاد تفسير منطقي. هل هو قديم وعلق بسبب الرطوبة؟ أم أن أحدهم أغلقه عليها عمدًا؟
وفجأة، دوى صوت طرقات بطيئة على الخشب من الجهة الأخرى.
طرقة… طرقتان… ثم توقف.
ليان حبست أنفاسها. ثم جاء الصوت… "مش هتهربي بسهولة كده."
كانت تلك اللحظة التي أدركت فيها أن هذه اللعبة أصبحت أخطر مما تخيلت.
حبست ليان أنفاسها وهي تحدق في الباب المغلق. الطرقات توقفت… لكن الصمت اللي تلاها كان أسوأ بكتير.
عينها جريت بسرعة على المكان… هل في مخرج تاني؟ أي طريق تهرب منه؟ لكنها كانت عارفة إن المكتبة قديمة، والنوافذ عليها قضبان حديدية، يعني مفيش فرصة للهرب بسهولة.
سمعت صوت حركة خفيفة برا، كأن حد بيتحرك بعيدًا عن الباب. قلبها كان بيدق بعنف وهي بتحاول تفكر… هل تنتظر حتى يبتعد تمامًا؟ ولا تحاول الخروج بأي طريقة؟
مدت يدها المرتعشة نحو جيبها، سحبت الهاتف القديم، وحاولت تشغيله مرة أخرى. الشاشة أضاءت، لكن البطارية كانت ضعيفة جدًا.
ظهرت رسالة جديدة… "المرة دي أنا اللي بحدد القواعد."
شهقت ليان وهي تقرأ الكلمات، وكأن الشخص ده بيخاطبها مباشرة، عارف هي بتفكر في إيه… بل والأخطر، عارف إنها لسه جوه!
حاولت تبص حواليها تدور على أي حاجة تستخدمها. رفعت رأسها، ولاحظت سلم خشبي صغير بيوصل للرفوف العلوية. مفيش وقت للتردد. جرّت السلم بسرعة، وطلعته بخفة وهي بتحاول تسيطر على رجليها المرتعشة.
وصلت للرف العلوي، وبدأت تدور بسرعة بين الكتب، كانت فاكرة إن في فتحة تهوية صغيرة وراء أحد الأرفف. وفعلاً، بعد لحظات، إيديها لامست الحافة المعدنية الباردة.
حاولت تفتحها بصعوبة، لكن صوت طقطقة مقبض الباب خلاها تتجمد في مكانها.
الباب بيتفتح… وهو على وشك يدخل!
——
فولو انستا علشان تختاروا معايا اسماء الابطال الجايه
shahd_alhkiaya
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية حين يخدع الحب) اسم الرواية