Ads by Google X

رواية ميكاتوا الفصل السابع 7 - بقلم نور اسماعيل

الصفحة الرئيسية
الحجم

 رواية ميكاتوا الفصل السابع 7 - بقلم نور اسماعيل 

يكاتو (مطر وردى) ☂️🌧️
(7)
1990..
كان يسير زكى مُت*س*ك*عاًبطرقات مدينة القصيم بالسعودية بعدما فقد عمله ب أحد المحلات لبيع العباءات الخليجية.
هائم على وجهه لايعرف أين وجهته وإلى اين قدميه تقودانه، حتى ان*ه*كه تعب السير فجلس إلى اقرب رصيف مقابل ل مقهى للفتيات فقط.
ظلّ هكذا ينظر هنا وهناك ورأسه تفكر ما الحل، لايوجد لديه سوى قوط يومين بالكاد طعام وشراب.. وإيجار الغرفه المُشتركه التى يقطن بها.. سيأتى آخر الشهر وسيكون ليس بحوزته المال.
كان هناك رجلاً م*تس*ولاً من الواضح ان جن*سي*ته عربي ولكنه يتكلم لغة لايفهمها زكى، اقترب من زكى باسط كف يده إليه طالباً القليل من المال مُشيراً إلى فمه أى أنه يريد إطعام نفسه..
تفهم زكى أمره، ف أبتسم.. لأن زكى لم يكن أفضل حالاً منه ولكن معه القليل من المال لمساعدته لجلب طعامه، وضع يده بجيب بنطاله واعطاه القليل فمضى الرجل متهلله أساريره يتحدث بلغته فيما معناه شاكراً إياه.
وعلى جلسته يُفكر، حتى خرجت هى.. صوت ضحكاتها تملأ ارجاء الشارع، عفوية، جميله، يكاد من حُسنها تنفتن القلوب.. كانت هيام. 
ترتدى عباءتها السوداء والوشاح الاسود، الزى المتعارف عليه لنساء البلده.. وبجانبها صديقاتها حتى وقفت قليلاً تتحدث إليهن ومن ثم تفرقت كل واحده منهن تستقل السيارة الخاصه بعائلتها، حتى اقتربت هى ناحية مجلس زكى تنتظر السيارة والسائق كما قالت له متى يأتى ليستقلها،ولكنه من الواضح أنه قد تأخر عليها.
نظرت ناحية زكى الجالس هكذا، ملابسه لن تبدو رثه وليس هو بحال المتسول لجلوسه هكذا..
الوقت متأخر والجو بارد، ترجلت هيام ناحيته وسألته..
_ليش چالس شدى (لهجه سعودية)

إنتبه زكى ف أردف إليها
_والله ماعارف
تعجبت هيام، ف أثار فضولها وأردفت له
_منتظر مواصله ولا شنو؟ شنو جن*سي*تك؟
_مصرى
_شنو مشكلتك؟

رفع زكى بصره إليها، فِتنه للقلب هى والعين أيضاً ف إبتسم وأردف إليها
_حضرتك مواطنه مش كده؟!
_إى مواطنه لكن أصلى مصرى، والدى مصرى ووالدتى سعودية ومُقيمه هون.. يلا خبرنى شنو مالك؟
_فقدت وظيفتى ولفيت ابحث وما لقيت، فرجلى جابتنى لهنا اقعد واستنى فرج ربنا، حتى الغرفه المقيم فيها ماحبيت ارجعلها هالحين

فكرت هيام قليلاً فيما اخبرها به زكى ومن ثم نظرت إلى ساعة يدها وتاففت قائله
_أوف! إتأخر كتير كالعادة هالسائق الأحمق، بس برجع وبقول لأبوى يغير لما إياه

مضت الدقائق، فأحست هيام التعب إثر وقفتها فجلست بجانب زكى ف اندهش هو وقال لها
_متقعديش كدا، ملابسك تتوسخ
_خليها تت*وس*خ، أبي ابوى يعرف ان هالسائق مو منيح ويستبدله عالقريب

نظرت له وأردفت فى تساؤل
_ترى شنو إسمك؟!

إبتسم زكى واردف لها
_اسمى زكى فضل، مبتعرفيش تتكلمى مصرى بما إنك مصرية الأصل؟
_بلى، بعرف عالقليل لما اتكلم ويا ابوى لكن بتغلب على لكنه وچودى بالبلد منذ نعومة اظافرى

ابتسما الاثنين حتى رأى كلاً منهم ضوء السيارة قادمه واستوقفت ليهبط منها السائق منادياً إياها
_هيام هانم، أنا ف انتظارك

هرولت هيام ناحيته غاضبه تنهره بنبرة صوت عاليه
_هالحين تذكرت تيجى، بعدما جلست بالارض وتوسخت ثيابي.. والله لا أخبر ابوى يستبدلك

ترجلت ناحية زكى وأردفت له
_معك ورقه وقلم؟!
رفع زكى كتفيه بالنفى لها، فهرولت ناحية السيارة وجلبت منها ورقه وقلم ودونت عنوان منزلها وذهبت إلى زكى واعطته إياه مع قولها
_بتيچى باكر ل أبوى على هالعنوان، بيتوچدلك شغل زكى.. بنتظرك باى
تركته واستقلت السيارة واختفت.. وظلت انظاره هو معلقه بها وبكلماتها واضعا الورقه بجيب سترته..
ومع العوده من إسطوانه ذكرياته الوحيده نجده ممسكاً بنفس الورقه وشارداً على نغمات اغنية "أسمر يا أسمرانى" العندليب عبدالحليم حافظ.

ولجت زاد وقبلته قبله حنونه ب أحد وجنتيه قائلة له..
_مممم وجبت النمر الأسود كالعاده من آخر الدنيا.. خير سرحان ف إيه

إبتسم زكى إبتسامه رقّت لها تجاعيد وجهه وأردف لها
_أكيد فيها، فعمرى كله الل فات معاها.. وأحلى مافعمرى كمان

تراقصت زاد ب رأسها له تداعبه مبتسمه قائله
_عينى عالحب ياناس، القلب شباب ولسه بيدق يا زيكو

قام زكى بطرق يدها بخفه قائلاً لها
_متخدنيش ف دوكه، اخبار الشغل وعملتِ فى نتيجه المناقصه

أراحت زاد ظهرها لخلف المقعد وقالت له بعدما خلعت حذائها العالِ من قدمها بطريقه عشوائيه وكأنها تخلصت منه
_ياااه يا ذيكو كان يوم صعب، بس متقلقش انا تربيتك خدنا المناقصه طبعا

هز زكى رأسه مردفاً لها
_هى دى بنتى زاد الل مخلفتاش، ايوة كدا أنا قاعد هنا ومش خايف انك انتِ الل بتديرى المجموعة

كانت تستمع إليه ومن ثم غرقت بالضحك وكأنما تذكرت شيئاً فقالت له
_اسكت هقولك على حته فصل حصل انهاردة
_خير قولى
_مش أنا جانى عريس!
_طب كويس
_كويس إيه يا زيكو فلسعته طبعاً

طرق زكى كفاً بكف متعجباً منها ف استرسلت هى
_أنا مش بتاعت جواز، جواز إيه الجواز دا مُضر بالصحه ويسبب الوفاة

ضحك زكى بشده ومن ثم قال لها
_رفضتِ مين يا هانم؟! إشجينى
 طرقت زاد بإصبعيها بخفه بطريقه مضحكه قائله له
_مش هتصدق، طبعاً انت عارف إبراهيم الشيمى..
هز زكى رأسه بالايجاب ف أكملت هى
_أبنه، منصور.. قال إيه بعد م استلمت منه ورق الشغل الجديد داخلى داخله ناعمه متلقش على شكله
وأنا من فترة بفكر وحابب افاتحك وعاوز
روحت قولتله استووب يابنى.. لا مفيش معلش انا مكتوب على وشى ممنوع الزواج والارتباط
بصلى كدا كأنى ملبوسه ومشى من قدامى

هز رأسه زكى متعجباً منها ثم قال لها
_هتترهبنى يعنى؟! من ساعه م جيتِ من عند ابوكِ وأمك وانا متولى كل حاجه عنك من وانتِ فالجامعة ولحد دلوقتِ.. بس انا مش هقعدلك العمر كله يا زاد
لازم اتطمن عليكِ

حدقت زاد بعينا عمها وقالت برصانه وثبات
_عمو، أنا لو ملاقتش الل يستاهل يحرك قلبي من مكانه
ويستاهل انى ابيع حريتى قصاد وجوده فحياتى
ويستاهل يدخل حياتى ويبقى شريك فيها
هفضل كدا وهموت كدا.. الوحدة أفضل كتير من إنك تعيش مع حد مش فاهمك ولا حاسس بيك تحت مسمى الجواز!

كلماتها كانت الادق كانت الاصدق، لم يراجعها بل عاد لذكرياته وحنينه.. لسلطانه قلبه التى اضاعت المفتاح منذ عشرون عاماً وظل هو حبيس أيامها يستلذ عذاب حُبها.
`~`~`~
_باقى العشرين جنيه يا اسطا..

قالها أحدهم حينما كان يستقل سيارة الاجرة_الميكروباص_ فى المقعد الخلفى لمقعد نبيل المستند الى النافذه ب رأسه شارداً، واثر شروده استمع صوت احدهم يتحدث الى الهاتف كان يعرفه قديماً.. أنها هى حُبه الأول ايام الجامعة.
_حد مدفعش ياحضرات؟!
تذكر نبيل ب أنه لم يدفع أجرته، فعزم على دفعها ولكن استوقفه التفكير قليلاً هل سيقوم بدفع الأجرة عن حبيبته القديمه ايضاً من باب الذوق!
بالفعل أخرج الاجرة ل أثنين واعطاها إلى السائق، وقال له
_اتنين يا اسطا
_اتنين ليه يا حضرت، أنا فاضلى اجرة واحد بس هو حضرتك معاك حد؟
نظر نبيل ناحيتها مبتسماً ببلاهه قائلا مشيرا إليها
_ايوة أنا والآنسة

هنا كان يجلس بجانبها احدهم فاشتعل الغضب فى عينيه وأردف له
_انت والانسه ايه يا حضرت دى مراتى!
تلعثم نبيل وأردف
_ها!! اصل انا شكلى اتلخبطت اناا
_إنت إيه، اوقف هنا يا اسطااا بتدفع لمراتى طب تعالا هناا
`~`~`~
دلف نبيل المنزل ببطء يقوم ب إستشعار مكان الضرب على وجهه، وحينما ولج إلى المرحاض نظر إلى وجهه فى المرآه ف وجد علامه زرقاء حول عيناه اليمنى.
تنهد بحزن وخرج ليجد هاتفه يرن ب اسم ديانا
_فيه إيه يا نبيل مبتردش عليا ليه؟
_لسه داخل من برة يا ديانا ومكنتش سامع
_طب افتح كاميرا هوريك حاجه

إلتوت شفتيه وأمسك الهاتف وفتح الكاميرا ليراها تقف ترتدى فستان جديد وتدور حول نفسها قائله بمرح
_إيه رأيك فالفستان الجديد ؟!هروح بيه فرح رانا 
هز رأسه لها بلامبالاه قائلاً 
_حلو جميل 
_أنا جبته أحمر نارى عشان يولع الفرح 

اقتربت ديانا من كاميرا الهاتف وقالت فى تعجب
_ايه دا ايه الل فوشك دا؟ 
لامس نبيل المنطقه الزرقاء برفق وأردف 
_ابدا دا آيشادو! 

رفعت ديانا حاجبها قائله
_آيشادو ليه؟ غريبه
_عجبنى لونه قولت اجربه اجيبهولك عالفستان الأحمر 

زاد اندهاشها ف اردفت له 
_فيه حد يحط آيشادو ازرق على فستان أحمر؟ 
_ايوة انتِ فالهالوين.. انا هقفل يا ديانا عشان ال آيشادو بيوجعنى سلام

اغلق الهاتف وارتمى على فراشه يتنفس الصعداء ناظراً إلى سقف غرفته صامتاً كالعادة.. 

أما عن رائد فكان ممسك بهاتفه يقلب الصور، كُل صورة كان بها مع مايا.. حفلاتهم، نزهاتهم.،تناولهم لوجبه معاً
صورتها بقهووتها المفضله.. فقد مر عام على إنفصالهما ولم ينفك عقله عن التفكير بها. 
اما عنها، فمن الواضح له انها قد تخطته وتخطت حُبه وتجربتهما سوياً فهو مُتابع لصفحتها على _الفيسبوك_وبوقت قريب دونت انه قد تمت خِطبتها! 
تمزق قلبه وزاد حزنه على ضياعها بل بالأحرى استطاعت ان تتجاوزه بكل سهوله وهو لم يستطيع! 
_خلاص يا مصطفى هحاول اقول لماما وجاية، سلام 
. اغلقت مايا الهاتف وذهبت إلى المطبخ حيث كانت والدتها تُعد الطعام ف وقفت خلفها وقبلتها بهدوء وأردفت
_ماما شكلى مش هتغدى معاكم 
_ليه؟ 
_مامت مصطفى عازمانى عالغدا هناك وكمان جاى أخوه ومراته 

زمتت والدتها شفتيها وترجلت تغسل الخضروات على الصنبور وأردفت لها
_مش عارفه ليه مبرتاحش لمرات أخوه دى 
_ولا أنا، بس هو اتحايل عليا وهروح خلاص مفيش مجاتش من انهارده 
سلمى على بابا لما يصحى وأنا مش هتأخر 

هبطت واستقلت سيارة أجرة حيث كانت أغنية"قمرين" لعمرودياب.. شردت معها 
هى الاغنية التى أهداها لها رائد فى أول علاقتهما قبل اعترافهما لبعضهما البعض بالحب، ركزت مع كلمات الاغنيه وتذكرت حينما كان يراسلها ليعرف منها م رأيها بها واى الكلمات تعلقت بذهنها.. تذكرت صوت ضحكاته فى الهاتف، تذكرت صوته الهادئ حينما يكون على وشك أن يغفو ولكنه يُصر أن يبقى الخط مفتوحاً، ظلّت هكذا حتى سمعت صوت السائق. 
_اتفضلى يا آنسة 

عادت من ذكرياتها واعطته الاجره، صعدت الدرج ففتحت حماتها الباب واستقبلتها ومن ثم استقبلها خطيبها مصطفي مبتسماً ترجلت للداخل لتجد زوجه شقيقه وشقيقه يجلسان، تبادل الجميع التحيه وجلست مايا 
كان هناك حديث مدار حول الازياء والملابس ف قالت زوجه الأخ بعض الكلمات السخيفه من الواضح انها تستفز مايا ولكن مايا حافظت على هدوئها وضبظ ذاتها. 

وضعت حماتها الطعام ودعت الجميع إلى الطاولة، ذهبت مايا والحق بها خطيبها 
جلسوا وتبادلوا اطراف الحديث جميعهم 
_بس مايا بقى ست بيت شاطره ولا إيه 

إبتسمت مايا الى حماتها وقالت وهى تأكل
_يعنى مش أوى، بيض مسلوق شاى بلبن.. مكرونه بريد صوص

ضحكت زوجه الاخ وقالت ساخره
_كدا مصطفى وطنط هيقضوا حياتهم كلها ديلفرى 

تعجبت مايا وقالت
_طنط! وطنط إيه دخلها 
_انتِ متعرفيش انك هتعيشى هنا مع مصطفي وطنط! اصل شقة مصطفى مقدرش يكمل اقساطها فباعها 

قالتها الفتاه مستفزة إياها ف تغيرت ملامح وجه ماياونظرت له فقال مصطفى متلعثماً
_كنت هقولك بس مجاتش فرصه 

حدقت به بعمق واضح عليها الضيق والغضب وقالت
_مجاتش فرصه ل إيه؟ ازاى معرفش حاجه مهمه زى دى 
وكمان واخد القرار إن انا هنعيش مع طنط من غير م ترجعلى؟ 

إرتبك مصطفى فقالت والدته تهدئ من حدة الموقف
_اكيد كان هيقولك ي مايا، وبعدين لو قعدتوا معايا تملوا عليا البيت هيكون فيها ايه يعنى 

هبت مايا واقفه من مكانها بإنزعاج وأردفت وتقاسيم وجهها صلبه
_عن اذنك ي طنط أنا همشى 

ترجلت نحو حقيبتها ف التحق بها هو ليوقفها
_مايا، استنى بس
_مصطفي سيبنى امشى، وبليل لينا كلام تانى

رحلت مايا مع إبتسامه إنتصار لزوجه شقيق مصطفى وكأنما مضت الخطه بنجاح! 
وليلاً تحدث إليه تليفونياً والغضب يشعل ناراً بداخلها 
_يعنى ايه تاخد قرار من غير م ترجعلى، يعنى ايه كلهم عارفين إلا أنا 
لاء وكمان حطتنى فموقف بايخ والست مرات اخوك بتتريق
ودا مش اول موقف.. فاكر اما غيرت قاعه الل كان فيها خطوبتنا عشان مش عاجبه مامتك 
ولما قولتلهم انى بتعالج من الغدة! هو انا ليه معنديش خصوصية فعلاقتى بيك؟ 
هو ليه لازم كل كلمه تبقى عندهم، لاء وكمان القرارات بتاخدها معاهم ومش معايا أنا 

حاول خطيبها تهدئتها مردفاً لها بنبرة متوترة
_اسمعى يا مايا، حوار الشقه لو كنت قولتهولك كنتِ هتزعلى ومش هتوافقى عالبيع خصوصاً بعد م اختارتِ الوانها والسيراميك وكل حاجه 
وكمان انا فعلاً مادياً فيه حجات كتير عليا ف ماما اقترحت.. 

قاطعته مايا غاضبه بنبرة صوت عاليه
_مامااااا، مامااا اقترحت ماما قالت اصل ماما شايفه.. اصل ماما بتقول
مصطفى انا اتخنقت ولازم نحط حد لكل دا 

تعجب مصطفي من كلماتها فقال
_يعنى إيه؟ 
_قريب هقولك يعنى إيه، سلام يا مصطفى 

`~`~`~`
_إتفضلى حضرتك عليكِ الدور 

دلفت المريضه فى دورها للفحص بالعيادة التى تعمل وئام كموظفة استقبال بها، امسكت هاتفها تتصفحه حتى دلف باسل مُبتسماً ف ابتسمت هى ووقفت تصافحه ف أردف هو
_انا بصراحه ضرسي بقاله كتير واجعنى شكله مسوس قلت مبدهاش آجى بقا 

إبتسمت وئام وأردفت له
_إتفضلى يا استاذ باسل اهلاً وسهلاً

دونت اسمه وأعطته رقمه بالفحص، وانتظر هو حتى أردفت هى إليه 
_مجبتش معاك مدام رانيا ليه؟ ولا أكيد مبتحبش دكاتره السنان 

ضحك هو ب ألم وهز رأسه لها ايجاباً من دون أن يجيبها، مضى الوقت حتى حان دوره 
فدعته هى للدخول. 
انتهى فحصه وخرج شاكراً إياها وذهب، وبالمساء كانت يجلس باسل بالشرفه يعزف على آلته فخرجت هى مسرعه تضع وشاحها على شعرها وتهرول تستمع معزوفته. 
وقفت تستمع خِلسه حتى أنتهى، كانت مقطوعه حزينه جعلت عيناها ينهمر منها الدمع.. ومن دون شعور منها صفقت له ف انتبه هو وابتسم
_ماشاءالله على حضرتك، أنا على طول بسمعك بتعزف بس المرة دى عن قرب 

اردف لها باسل ممسكاً بآلته قائلاً 
_يعنى، بحب لما اقعد كدا مع نفسي اعزف عليها 

اندهشت وئام وقالت له
_مع نفسك! قصدك بعد الشغل وقت صفاء لنفسك بعيد عن البيت مش كدا
هو حضرتك مش عندك اولاد مش كدا

هز باسل رأسه بالنفى ف اردفت هى
_ربنا يرزقك 

لم يعلق هو، ولكنه وجه لها الحديث قائلاً 
_مبسوطه فشغلك؟ 
_ايوة الحمد لله، متشكره جدا ان لحضرتك
_على ايه دا نصيب وأنا مجرد سبب 

صمت الاثنين فقال هو لها
_ممكن سؤال؟
_اه اتفضل
_هو حضرتك مش قلقانه انك عايشه لوحدك فمنطقه جديده عليكِ

هزت وئام اكتافها بلامبالاه وقالت له
_عادى مش هيطلعلى العفريت يعنى!
قالتها ضاحكه ف أردف هو
_بس ست صغيرة ومطلقه تعيش وحدها، تقلق مش كدا!

إتسعت وئام حدقه عينها ونظرت له مردفه ب إندهاش
_هو حضرتك عرفت منين إنى مطلقه؟!

شعر باسل بالارتباك وابتلع ريقه وظل ناظراً لها يجهز رداً مناسباً.
#لنور_إسماعيل

`~`~`~`
مائه وخمسون الفاً وستمائه!
كانت تقوم روز بعد الاوراق المالية التى بحوزتها بعدما اشترت بعض الاغراض الناقصه لها، وسددت بعض مديونيات.
ومن ثم حدثت نفسها
_كدا دول اروح احطهم فالبنك من غير م ايدى تتمد عليهم

اراحت روز ظهرها إلى الفراش تفكر فيما ستقوم به فيما بعد، ولكن تذكرت شيئاً فاعتدلت
_اسم الست ايفيت!! ازاى وابنها محمد؟
ممكن يكون مسلم زى باباه، تكون الست دى اتجوزت راجل مسلم

زمتت شفتيها وقالت بعدم إكتراث
_وأنا مالى المهم انى عملت الديل وقبضت الكوميشن وخلاص

وعلى الناحية الاخرى، قام مصعب بشراء شقه بقيمه نصف مليون جنيه
وبعض الاثاث الذى كلفه مائه الف جنيه وقام ب إدخار الباقى لحين القيام بعمليه اخرى يعثر عليها بذكاؤه.
امسك الحاسوب النقال لديه يتصفح حتى أتت له فكرة جديده وعلى الفور ذهب لتنفيذها..
_إسمع يا سخّاوى، اسمعنى زين.. ببطاقه المرحوم ابوك هنأجر العربيه وهتمضى عالايصال الل فيه تمن العربية لو لاقدر الله حصلها حاجه ويومين وترچعله المبلغ وتجوله حصلت حادثه وادى العوض يا بلديات.. سليم!
كان ينظر له صديقه غير مُتفهماً، ف مط مصعب شفتيه وأردف
_يابوى إفهم معاى وفتح مخك بعنيك ال كيف غطا الچركن دى، انت ماعليك غير هتأجر العربية وهتدفع العربون الل هعطيهولك ببطاقه ابوك ويومين وترجع تديله المبلغ الل هتتفج عليه جيمه العربيه وبس

_طب وانت، والعربية؟
_ليكش صالح هعمل إيه، انت بس تعمل الل جولتلك عليه وبس
وليك فيها مصلحه حلوة ياعم

تنهد صديقه وقال غير متفهماً
_لاء برضو مش فاهم

نظر مصعب يميناً ويساراً بطريقه مضحكه وأردف
_يابوى ركز معايا متعرجش من ورا ودنك كيف دماسه الفول، اعمل الل جولته من غير م تفهم ماشى!

ظل محدق به صديقه دون أن تنفرج شفتيه ف أردف مصعب بنفاذ صبر
_هى هوايل تتعبي فشوايل ياناس!
`~`~`~`
صوت مذياع يعلن عن اسم السورة القرآنية التالية واسم القارئ ب إذاعة القرآن الكريم، شعاع الشمس فى بداية الصباح يملأ ارجاء المكان.. يُحدث انعكاس لكل شيء لتكتمل صورة هادئة مريحه للعين..
همّت عزة مترجلة نحو المطبخ، تضع اقراص _الطعمية_ فى الصحن امامها وسكبت طعام_الفول_ فى صحن آخر وملأت صحن البطاطا المقلية والبيض المسلوق والمقى كقرص دائرى..
احضرت الصنية كاملة وحملتها ووضعت على السفرة وهى تتغنى بصوت هادئ، وزعت الاطباق وأنتبهت لفتح الباب وولوج قُصى حاملاً الجرائد اليومية متهللة اساريره كعادته ودنى نحو عزة وقبّل جبهتها بحنو ومن ثم
 اردف وهو ينظر ناحية السفرة والاطباق الشهية التى عليها..
_الله عليكِ يا حبيبة قلبي، السفرة اللى بستناها من الجمعة للجمعة.. هروح اغسل ايدى بسرعه

نظرت عزة ناحيته بحب يملأ الكون، حتى أتى ثانية وجلسا سوياً يتناولان طعامهما فتحدث قصى و فمه ممتلئ
_تسلم الايدين يا أحلى عزة
تبسمت عزة برقة وقالت
_متملاش بطنك أوى عشان لسه فيه كيكه أناناس وشاى فالبلكونه
_وليه حطاهم فالبلكونه يبوظوا كدا

ضحكت عزة وهى تتناول طعامها فضحك قصى معها، فتوقفت (..) عن الضحك لثوانِ فلاحظ (..) ثم قال
_مالك؟
_متشغلش بالك، كُل بس قبل الأكل مايبرد

دنى قصى منها ممسك بإحدى يديها وهو يقول
_طيب نخلص أكل ونروح نكشف
قاطعته عزة ناظرة لعيناه
_مفيش دكاترة انهاردة، وبعدين انهاردة عيد جوازنا ياقصى مش عاوزة لا مشاوير لدكاترة ولاتعب يخلينا نعدى اليوم دا بالذات

تمعن قصى النظر إلى عيناها بعمق و أخذ شهيقاً تدريجياً ليخرجه بهدوء وهو يردف
_١٦سنه جواز ي عزة، ١٦سنه وكأننا مرتبطين إمبارح.. نفس كل حاجه
العادات، قعدتنا سوا قدام التليفزيون بنشوف فيلم ومحضرة الحجات بتاعتك
خروجنا سوا نشترى طلبات البيت، نومى فحضنك سُخن من ضربة الشمس خدتها بعد الشغل
تدليكى لرجلك اللى بتوجعك من شغل البيت، وقفتنا سوا فالبلكونه انتِ تنشرى الغسيل
وانا اصلح كرسى مكسور.. كام خناقه عدت وبنحس انها النهاية بس عمرنا ما انتهينا(..)
ولا هننتهى، اصل انا وانتِ عمرنا م هنبقى لأتنين غيرنا ابداً وكان لازم نبقى لبعض حتى لو كل الدنيا قالت لاء..

أمالت عزة برأسها تنظر له بعمق قائلة
_حتى لو مفيش اطفال؟
_مش عاوز من العالم غيرك

قبلت عزة كف يد قصى بحب بالغ وتنفست بداخله بحرااره ثم نظرت إليه
_ياريت بينى وبين كل الدنيا خراب وبينى وبينك عمار يا صاحب العمار ، عمار قلبي وحياتى والكون كله..
              `~`~`~بالفصل القادم`~`~`
_هو إحنا سيبنا بعض ليه؟ 
             `~`~`~`~`~`~`~`~`~`~`

انتظروا_القادم

 •تابع الفصل التالي "رواية ميكاتوا" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent