رواية حين يخدع الحب الفصل السادس 6 - بقلم الكاتبة مايو
الفصل السادس – حين يخدع الحب
وقفت ليان في منتصف الشارع، قلبها ينبض بعنف وهي تراجع الصور التي التقطتها منذ لحظات. لا شيء واضح. فقط أشباح بشرية تتحرك، والظل الغامض الذي لاحقها، اختفى كأنه لم يكن.
تقدمت بخطوات سريعة، تشعر بوخز في جلدها كأنها مراقبة من جديد. لم تكن هذه المرة الأولى التي تشعر فيها بذلك، لكنها كانت الأولى التي تملك فيها دليلًا… حتى لو كان غير واضح.
عادت إلى منزلها وهي تحاول تهدئة نفسها، لكن عقلها كان يعمل بجنون. هل يمكن أن يكون هذا مجرد وهم؟ هل أصبحت تتخيل أشياء بسبب قلقها المستمر؟ لا، لقد رأته. رأت ذلك الشخص يقف في الظل، يراقبها.
ألقت بحقيبتها على الأريكة، وجلست وهي تقلب الصور مرة أخرى. ثم، فجأة…
اهتز هاتفها.
رسالة جديدة.
"الصورة لم تكن واضحة، لكنك كنتِ قريبة جدًا هذه المرة، ليان."
جمدت أنفاسها في حلقها، واتسعت عيناها وهي تقرأ الكلمات. لم يكن الأمر مجرد شعور. لم تكن تتوهم. هناك شخص يراقبها… بل ويعلم أنها تحاول كشفه.
جالت عيناها في الغرفة وكأنها تتوقع أن تجده يقف أمامها. قلبها يخبرها بأن هذه ليست مجرد لعبة عابرة، بل شيء أخطر مما كانت تتخيل.
حاولت أن ترد، لكن أصابعها ارتجفت فوق لوحة المفاتيح. من يكون هذا الشخص؟ ولماذا يراقبها؟
قبل أن تتمكن من التفكير في رد، جاءت رسالة أخرى:
"أنتِ تحبين الألغاز، أليس كذلك؟ فلنرَ إن كنتِ قادرة على حل هذا اللغز… قبل فوات الأوان."
ضغطت ليان على هاتفها بقوة، أنفاسها متسارعة وكأنها فقدت القدرة على السيطرة على خوفها. من يكون هذا الشخص؟ وكيف يعلم أنها تحب الألغاز؟
نهضت من مكانها وبدأت تتحرك في الغرفة بعصبية، تحاول ترتيب أفكارها. هذا ليس مجرد شخص عابر يراقبها، هذا شخص يعرف عنها أكثر مما ينبغي. لكن كيف؟
حاولت أن تفكر في أي شخص قد يكون وراء هذا الأمر… عائلتها؟ أصدقاؤها؟ زملاؤها في العمل؟ لا، لا أحد منهم قادر على فعل شيء كهذا.
أغمضت عينيها، وأخذت نفسًا عميقًا، ثم كتبت ردًا أخيرًا:
"ماذا تريد؟"
لم تنتظر طويلًا حتى جاءها الرد.
"أن نلعب."
شعرت بقشعريرة تسري في جسدها. أي نوع من الألعاب يتحدث عنه؟ ولماذا هي تحديدًا؟
رن هاتفها فجأة، جعلها تقفز في مكانها. نظرت إلى الشاشة، كان الرقم مجهولًا. ترددت للحظة، ثم أجابت بصوت حذر:
"مين؟"
ساد صمت ثقيل للحظات، ثم جاءها صوت منخفض لكنه واضح، صوت جعل الدم يتجمد في عروقها.
"أنتِ متأخرة، ليان. كان عليكِ أن تكوني أسرع."
وقبل أن تتمكن من الرد، انقطع الاتصال.
ظلت ممسكة بالهاتف في يدها، وعقلها يعمل بسرعة. متأخرة؟ عن ماذا؟
وقبل أن تفكر في الأمر أكثر، جاءتها رسالة أخرى. فتحتها بيدين مرتجفتين، وعندما قرأتها، شعرت بأن العالم من حولها يتلاشى.
"حان وقت الخطوة التالية… ابحثي عني في المكان الذي بدأ فيه كل شيء."
📸 Instagram: @Shahd_AlHikaya
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية حين يخدع الحب) اسم الرواية