Ads by Google X

رواية ميكاتوا الفصل السادس 6 - بقلم نور اسماعيل

الصفحة الرئيسية
الحجم

 رواية ميكاتوا الفصل السادس 6 - بقلم نور اسماعيل 

الفصل السادس 

💕(مطر وردى) ☂️🌧️

                             " قُصىّ"
_لله درها، كلما اشتدت بي الهموم، ضمدت جراحي، بلين قلبها وسعتهٌ،
وبنسيجٍ قد غزلته بلطفها وقربها، قامت بحياكة جروحي، حتى برئت!
بأيدي يملأُها حنان، أحيا بها ولها فقط..

                         "عزّة"
_أتعلم! 
لا أحد يحنو عليَّ سواكَ ، ولا أحد يستطيع الإقتراب من جراحي وتضميدها إلا أنتَ، ولا أجد لقلبي موطنًا يسكنه إلا في أقصى ركنٍ بقلبك، وودت لو كان بالإمكان أن يخلو العالم أجمع إلا منكَ..

الفصل(6)
عام 2003
وَ ارفِق بِنفسكَ يا صفيَّ الرُّوحِ عَسانا، َنلتقي فِي بيتِ شعرٍ وتجمعُنا القَوافِي ل (ريم البدراوى)،. 
_القهوة والفطار بسرعه للبيه الصُغير يا زينب متتلكعيش

كان يوجه الخادم ب فيلا _طاهر إحسان_ اوامره بتحضير كُل شيء على وجبة الإفطار لطاهر بك وزوجته ونجلهم _قُصى.
ترجلت الخادمه الأخرى ومعها المساعده ودلفوا إلى غُرفة قصى ليقوموا بتنظيفها، عِلماً منهم ب أنه قد تركها وهبط لتناول الإفطار ولكنهما وجدوه مازال يستعد أمام المرآه..
_أنت هنا ياقصى بيه؟ كُنا فاكرين حضرتك نزلت

نظر قصى ناحيتهم ب ابتسامته الساحره وهدوء قسمات وجهه وأردف
_مفيش مشكلة انا خلصت وكُنت نازل

عدّل هِندامه ونظر نظرة أخيره ومن ثم عزم على النزول، قصى طاهر، 23عام.. درس التجارة وإدارة الأعمال
ولديه موهبه الرسم والتصوير الفوتوغرافي ايضاً،نشأ فى طبقه ارستقراطيه.. لديه اخوين يكبران عنه
احدهما يعيش ب كندا مع زوجته وأولاده، والاخر يتابع عملهم ب السويد وغير متزوج.
قصى لأنه الاصغر، هو المدلل لدى والدته.. _صفية الحارث_هانم، فهى لايشغلها شاغل غيره والاهتمام ب أموره.
يتميز قصى بعينان حدقتيهما بنية اللون، شعر بنى ناعم له تصفيفه خاصه به
بشرة قمحيه، قوام معتدل وطول مناسب.
وعلاوة عن الصفات الشكلية، قُصى فتى حالم، رومانسي بطبعه ورقيق جداً فى طباعه.

هبط على الدرج، إبتسم للخادمات وهما يقومان بتنظيف بهو المنزل وجلس إلى السفرة بعدما قبل رأس والده ويد والدته..
_صباح الخير.. الميكاتو ف وقتها
تناول فنجان قهوته يحتسى منه ف أردفت والدته
_طيب كُل أى حاجه قبل القهوة الل عالريق دى، زينب عاملالك المافن الل بتحبه

إبتسم والده وأردف
_سيبيه يا صفيه براحته، قصى دى عادته من سنين مش هييجى دلوقت يغيرها

كان قصى يحتسى قهوته ومن ثم أردف مبتهج الوجه
_اهو ياماما بقالى سنين بقولك، الميكاتو الصبح تعدل مزاجى وبعدين افطر

نظرت والدته ناحيته وهى تقطع _الكوراسون_واردفت إليه
_هتعمل إيه فيومك انهاردة
_ولا حاجه رايح الشغل مع بابا وبعدين هخلص ورايح سينما مع اصحابي، وهزور معرض فالزمالك
احتمال اشترى كام لوحه

تأفتت والدته وهى تتناول قطعه الكوراسون بفمها وقالت بعدما ابتلعتها
_يادى اللوح والرسومات والكلام الفاضى دا

أمال الأب برأسه وهو يحتسى الشاى وأردف ناهياً
_هتتعبي يا صفيه قدام قصى، سيبيه براحته قولتلك

نظر الأب ناحيه قصى واشار بسبابته
_انهاردة أنت مش هتروح معايا الشغل يا قصى، هكلفك فمهمه بيعملها مستر منير دايماً بس هو واخد أجازة

انتبه قصى وأردف إلى والده بعدما ترك الشوكه والسكين من يده
_خير يابابا
_هتروح دار الأيتام بتاعنا، هتودى المبلغ بتاع كل شهر وتشوف ناقصهم إيه

تعجب قصى وتصنع حركه برأسه متفهماً
_بابا حاجه زى كدا أنا مش من اختصاصى
_عارف.. بس منير ف أجازة، ومش هستأمن حد غيرك على المهمه دى

تنهد قصى ووضع قطعه صغيرة من الطماطم بفمه وأردف
_أمرك يابابا

`~`~`~`~`
_يبقى لما حد يجيب لنا حاجه حلوة او يقدملنا هدية نقوله متشكر جداً
نقول ايييه؟

صوت جميع الاطفال بالقاعه
_مُتشكر جداً
_برافو عليكم

امسكت_الطبشور_وقامت عزة بكتابه شئ ما تقوم بتدريسه إلى الاطفال الايتام بالدار، عزة إبنه ال24عام
كانت ذات يوم إحدى أبناء الدار فقد أتت بها سيده من اقارب والدتها ووالدها المتوفيان بعدما توفوا ولم يستطيع احد أقاربها ان يتحمل نفقاتها او تربيتها.
تربت بدار الأيتام ودرست بها حتى وصلت إلى كلية الاداب وتخرجت منها بعدما التحقت بقسم اللغه العربيه، ولم تترك الدار يوم.. فهى تم تعيينها مُدرسة للأطفال بالدار
ومخصص لها مكان للإقامه.
تتمتع عزة ببشرة بيضاء، عينان متوسط حجمهما وفم متوسط حجمه، يوجد خال او _شامه_بوجنتها سوداء تميزها زائد الغمازتين عندما تبتسم.
محجبه من صغرها، حفظت معظم أجزاء القرآن.. هادئه الطباع وترضى بالقليل ولايوجد لها طموح سوى انجاب طفل وان تتزوج وتعيش مستقرة بمنزل ميسور الحال.

وها هى تقف لتعلم الاطفال ماتعلمته، مبتسمه بشوشه الوجه، يهرول جميعهم إليها لإحتضانها
حتى دلفت إحداهن إليها
_عزة عزة الحقى، عارفه مين جاى؟
إنتبهت عزة وقامت من وسط جموع الأطفال الذين يحتشدون حولها، واردفت إلى زميلتها
_مين؟
_حد انتِ كُنت مستنياه من بدرى عشان تقدمى الشكوى بتاعتك يافالحه

رفعت عزة حاجبها وأردفت
_صاحب الدار، طاهر باشا ولا المبعوث السامى بتاعه الاستاذ منير..

ترجلت للخارج متسرعه تتحدث بعصبيه
_لا لالا مش هينفع يدينا فلوس يرميهالنا ويمشى، فيه حجات كتير فالدار عاوزة تتغير
المرة دى انا هتكلم معاه بنفسي، وهستأذن مدام حنان إنى انا الل اتكلم معاه

أوقفتها زميلتها ممسكه بذراعها وأردفت
_أصبرى بس، لا استاذ منير ولا طاهر باشا.. دا ابن طاهر باشا.. يعنى واحد لاعارف عننا حاجه ولا المشاكل الل احنا فيها، يعنى الدبش بتاعك هو مش حيفهمه

وقفت عزة ولوحت بيدهاتتحدث مندفعه
_معلش يفهم منى

ترجلت عزة نحو مكتب مديرة الدار وطرقته حتى أُذن لها بالدخول فولجت
_مدام حنان، ينفع النهاردة لما ييجى ابن طاهر باشا اتكلم انا معاه فالتلفيات والحجات اللازمه للدار؟

إبتسمت المديرة وأردفت لها مشيرة لها بالجلوس
_اقعدى بس ي عزة، متبقيش حمقيه كدا بالهداوة
_يامدام حنان من امتى مستنين حد ييجى، الحمامات بايظه سراير الولاد متكسره
الميه السخنه مش متوفرة واحنا فشتا والاولاد بتعيا وهما ولا ع بالهم، كل 3شهور ييجو يرموا قرشين ويمشوا

طرقت إحدى عاملات الدار الباب ف أُذن لها بالدخول
_قصى طاهر باشا برة ي ست المديرة
_ياخبر دخليه طبعاً

دلف قصى بخطوات متباطئه، حذاءه احدث ماركه وملابسه باهظه الثمن، رائحه عِطره المميزة
كل هذا وقعت عليه انظار كل من كان بالمكتب، عداها عزة هدفها الأول والأخير تحقيق متطلبات الدار ولا يهمها من هو من الأساس

_اهلاً وسهلاً قصى بيه نورتنا

إبتسم قصى وخلع النظارة الشمسية وأردف برصانه
_معلش انتو متعودين تشوفوا مستر منير بس هو ف اجازة ف انا جيت بداله

وضع يده ب جيب سترته وأخرج ظرف مغلق مملوء
_ودا المبلغ الل...
_بيتهيألى مش عاوزين فلوس اد م الدار محتاجه اهتمام ياباشا

قالتها عزة مقاطعه إياه فنظر الجميع لها مع نظرة قصى ف أكملت هى
_فيه حجات محتاجه تصليح وتوضيب، الحكاية مش فلوس وبس وكمان الاولاد نفسيتهم وحشه ومحتاجين نجهزلهم رحلة ودى عاوزة ورق وحجات منكم كمسؤلين واصحاب الدار
وبقالنا كتير بنكلمكم بس محدش رد علينا

شعرت المديرة بالاحراج فقامت بتقديمها له
_ميس عزة، من ابناء الدار وحاليا هى مدرسه هنا لتعليم الأولاد.. وهى بتتكلم بعشم خوفاً على الدار الل بمثابه بيتها مش قصدها اى شيء تانى

قالتها المديرة تتصنع الابتسام فبادلها قصى الابتسامه واردف ناظرا الى عزة
_أقدر اعرف ايه المشاكل ي ميس عزة؟
_حضرتك هتحلها
إبتسم قصى بثقه وأردف
_طبعاً

أخبرته عزة بكل شيء وقاموا بتجواله جوله سريعه فى الدار لمعرفه المزيد عنه، ولكن قصى كان ب وادٍ آخر
من اول وهله جُذب لطريقتها وثقتها وجرأتها، لخوفها على اطفال الدار
حاول ان يحملق بها فيكون ملحوظاً فكان يقف يستمع إليها ويتجاذب معها اطراف الاحاديث وفتح مواضيع اخرى كى يطيل الوقت.
علم منها ماهو المطلوب ورحل، وباليوم التالى شرع فى البدء بتعديل م كانت تريد عزة بالدار واصبحت زياراته كثيرة ومتكررة تحت بند مصلحه الدار التى يقوم بها بدلاً عن الاستاذ منير.

تعجب والده إهتمامه الزائد بالدار هكذا ولكنه أوضح له، أما عنها.. فهى بدأت أن تشرد به كثيراً
لم يكن فى إعتقادها انه سيكون مثالياً هكذا وانسان بمعنى الكلمه. صفاء بسمته
تعامله المتواضع، حتى ذات مرة تناول طعام الغداء معهم!

كل هذا يدور برأسها اثناء لفها للوشاح على رأسها فدخلت إحداهن
_سيدى ياسيدى، ماهو البيه الصغنن جاى انهاردة وبقالنا شهرين رايحين جايين عبيلو واديلووو

نظرت عزة ناحية زميلتها متلعثمه وأردفت
_إيه الل بتقوليه دا، عادى ع فكرة

غمزت لها زميلتها وأردفت
_عادى ايه؟ ووشك المبسوط وزبطه الطرحه والهدوم ووشك الل بيقعد يضحك من أول م ييجى لحد م يمشى
وهو.. ياسلام الباشا بتاعنا عينه مبتنزلش من عليكِ
كل كلامه معاكِ، حتى مدام حنان فين وفين لما يعبرها بكلمه
وبقا سايب الشركات والمصانع وفاضيلنا.. يبقى إيه هاه إيه

إبتسمت عزة وجلست إلى مقعد وتحدثت شارده فى الفضاء
_تفتكرى يا ضحى؟ يعنى أنا مش بيتهيألي؟

جلست زميلتها بجانبها
_ايوة طبعاً، هو انا بس الل ملاحظها.. كل الدار ملاحظة دا قربوا كمان الرُضع ياخدوا بالهم

قالتها زميلتها ضاحكه فقالت عزة بنبرة خائفه
_تفتكرى يا ضحى حد زى قصى بيه يبص لى؟ يبص لى أنا عزة؟
_وانتِ فيكِ إيه قليل ياسلام

نهضت عزة من مكانها وأردفت بصوت متهدج
_ايوة طبعا قليله، دا قصى بيه إحسان.. الل درس برة وشاف وراح وجه
وعايش عيشه انا بشوفها فالافلام
يحبنى انا عزة، الل عيشت واتربيت فدار أيتام.. البنت البسيطه الل حتى جمالها على أده ومفيش اى حاجه تميزنى عشان يحبنى؟

نهضت صديقتها وأمسكتهامن أكتافها وتحدثت إليها
_على فكرة بقا، الحب مش شرط نبقى اغنيا زى بعض او تبقى قمر ومفيش زيك
الحب بييجى فثانيه مالوش ميعاد.. بييجى كدا يهجم عالواحد زى المرض الملعون
ولو اتمكن منه.. مبيطلعش إلا بالموت!

`~`~`~`
مرّ شهر آخر..
ومخيلة وعقل وقلب قصى مشغولون بها، فهو الآن بغرفته امام لوحته البيضاء
وريشته تحدثت بمفردها، رسمت ملامح وجهها الصبوح
ووشاحها على رأسها والشامه المميزة، ابتسم وهو يحاول ان يبرز الغمازتين
ويتطلع إلى اللوحه وكأنها هى التى أمامه، ويقوم بفعل الدندنه
لإحدى اغنيات كاظم الساهر
_علمنى حبك سيدتى اسوء عادات، علمنى افتح فنجانى فالليلة الآلاف المرات
واجرب طب العطارين واطرق باب العرافات

طرقت والدته الباب ودلفت مبتسمه
_عينى ياعينى.. هايمان ولا ع بالك

إبتسم قصى وأردف
_ماما! تعالى حبييتى

جلست والدته ونظرت إلى اللوحه ف أردفت
_الله! مين البنوتة الحلوة دى، بنت من بنات افكارك!

إبتسم قصى أثر رسمه للوحه وأردف
_حاجه زى كدا، إيه رأيك يا صفصف بقا
_حبيبي فنان مفيش كلام

صمتت وتوجهت اليه بسؤال
_حد من اخواتك كلمك انهاردة؟
_عُدى كويس، كان بيتواصل معانا انهاردة عشان الشغل.. لؤى بعتلى فاكس انه بخير والولاد
وبيسلم عليكِ

نهضت والدته ووقفت بجانبه وهو منهمك بالرسم
_قولى بقا أنت مالك اليومين دول

تعجب قصى وأردف لها دون النظر إليها
_مالى يا صفصف مانا كويس اهو
_لا والله، عليّا برضو.. اكلك قليل، بشوف نور اوضتك والع طول الليل
مش بتروح المصنع مع باباك طول اليوم غير قليل
فيه ايه يا قصى

إلتفت قصى ناحيتها وقبل يديها وأردف إليها بعدما اجلسها ثانيه وجلس أمامها
_فيه كل خير يا صفيه يا ست الكل متشغليش بالك، قريب هتسمعى خبر حلو انتِ شخصياً بتلحّى عليا فيه بقالك فتره

ابتسم ثغرها وتهللت اساريرها قائله
_إيه؟ قولى قولى بقا

ضحك قصى وتحدث لها بهدوءه العادى
_كل شيئ فوقته حلو اصبرى وهتعرفى أول واحده والله

ربت على يدها فربتت هى على ظهره ونهضت تهم بالرحيل من غرفته وبعدما القت له التحيه وذهب
تركته مرة اخرى مع صورتها ومعها ككل ليله بطله احلامه.

`~`~`~
والقرب منگ يبهج روحي وگأن حُبگ مُنشعل في وتين قلبي فـ يُضيئهُ..ويندثر شحوب وجهي ..ويمتلئ قلبي بالنور ..ويُعيد حُبگ لي الشغف لي تجاه كل شئ.

_ماشاء الله حضرتك صلحت الدار خالص ونفذت كل متطلباتنا، بجد مش عارفين نشكرك إزاى
قالتها عزة إثر ترجلها مع قصى بارجاء الدار ف أردف قصى لها
_ميس عزة هو أنا ينفع اطلب طلب؟
إنتبهت عزة إليه ف تحدث قصى
_هو هنا فى تليفون مش كدا
هزت عزة رأسها ايجاباً فقال لها
_تليفون عمومى ولا فيه واحد خاص فالاوضه بتاعتك؟

تلعثمت وترجرت دقات قلبها واصبح ليس فى مكانه، فقالت هى
_حضرتك بتسأل ليه
_بصراحه؟
هزت عزة رأسها ايجاباً فتابع قصى
_عاوز اتكلم معاكِ، عاوز اعرفك اكتر ينفع؟

ابتلعت عزة ريقها بصعوبه وأردفت له
_للاسف لاء

نظر قصى حوله بخيبه أمل واضعاً كلتا يديه بجيبه ومن ثم طرأت فى باله فكره
_طيب أنا هعرض عليكِ حاجه بس والنبي توافقى

إبتسمت عزة ف أردف قصى مبتسماً
_هشتريلك موبايل، وهكلمك عليه

تعجبت عزة وأردفت
_موبايل!! البتاع الل طالع جديد دا
ضحك هو وقال
_اه، ومعلش متقوليش لحد على الموضوع دا خليه سر مابينا

تعجبت عزة ورفعت حاجبها له وقالت
_ليه؟
_عشان انا عاوز الموضوع دا يبقى سر لحد وقت معين يا عزة.. معلش لو قلت عزة من غير ميس
أنا بصراحه فيه حاجه مُلحه عليا اتعرف عليكِ وأقرب اكتر ولغرض شريف

تضايقت عزة ونظرت أسفل ف اكمل قصى
_اصبرى أنا مكملتش كلامى، هو بصراحه أنا من ساعه م جيت هنا واتعاملت معاكِ مرة واتنين
حسيت إنى مشدودلك، معرفش بقيت بفكر فيكِ وبقيت عاوز آجى كتير هنا
واتلكك بأى حاجه

إبتسمت عزة ونظرت بعيداً ثم عادت بالنظر إليه ثانيه ف أكمل هو
_فلو حابه.. ياريت توافقى
_كُل دا عشان إيه يا قصى بيه؟

نظر قصى لها مطولاً وأردف نظرة كلها إعجاب 
_قريب هتعرفى ليه

وافقت عزة أن يشترى لها هاتف نقال، تبادلوا الأحاديث والحكايات والمواضيع
صار يأتى الدار اكثر من اللازم بحجج مزعومه، صارت تسهر ليلها تفكر به ولا تنام ابدا
اصبحت كل لوحاته صورها.. واصبح لسانها لا ينضب بالحديث عنه لزميلتها
اقتربا أكثر وأكثر،  اصبح قلبه لايقوى على فِراقها، واصبحت هى تحدث الله عنه فى صلواتها وتستودع أياه!

_عزة، تتجوزينى؟!
قذفت عزة الهاتف إثر مفاجأتها فتهشم، انتبهت عزة لما حدث فغضبت من غباءها اما عنه فلم يأت له جواباً
عزم أمره وذهب إلى الدار وتحدث إلى المديره..

_إنت فاجئتينى يا قصى بيه بطلبك دا، طالب ايد عزة؟
_ايوة، طبعاً انا معرفش حد اطلبها منه غير حضرتك.. قولتِ إيه؟

فكرت المديرة لثوانِ وقالت
_طيل الأول مش لما توافق هى، وقبلها يبقى فيه موافقه من أهلك.. الموضوع مش سهل

`~`~`~
_أنت بتقول إيه؟!

قالتها صفية بصوت مدوى ب ارجاء الڤيلا غاضبه
_سمعنى كدا تانى الل قولته؟

بثقه كان يقف قصى أمامها يتحدث دون النظر لها ينظر إلى اسفل قدمه
_هتجوز عزة، بنت من بنات الدار الل احنا مالكينها بتاعت الأيتام

سخرت والدته بقسمات وجهها وقالت له بنبرة سخرية
_بنت من بنات الدار دى نحسن عليها نتصدق مش تتجوزهم! اتجننت ياقصى
_أنا خدت قرارى يا ماما وبلغت بابا
_بلغت!! يعنى إيه.. موافقتنا او عدمها مش مهمه بالنسبة لك يا قصى
طب لو انطبقت السما على الأرض مش هتتجوز البنت دى

ترجل قصى خارجاً وأردف
_آسف يا أمى.. إحنا هنتجوز ومسيرك فيوم هتوافقى لأن مش مستعد انى اتخلى عن حب حياتى
عشان مجرد خرفات واغنيا وفقرا وجو بلدى

_انت تعرف مين اهلها، فين قرايبها امها ابوها، هتتجوز لقيطه يا قصى!
_عزة مش لقيطه يا امى، عزة يتيمه والجها ومامتها متوفيين فحادث واهلها الل جابوها الدار
يعنى مش من الشارع، وبنت مؤدبة واخلاقها كويسه وغير كل دا هى الوحيده الل قلبي اختارها
سيبينى اكمل براحتى، ايشمعنا لؤى اخويا اتجوز واحده انجليزية وعادى

هرولت والدته ناحيته وامسكته من ذراعه بقوة
_إسمع البنت دى مش هتتجوزها، ولو آخر يوم فعمرى مش هتتجوزوا يا قصى
هقول لباباك يمنع عنك كل حاجه، مش هتطول حاجه ياقصى لحد م ترجع لعقلك

برصانته المعهوده نظر قصى إليها وأردف
_مش عاوز حاجه غيرها..

ترك والدته ورحل وذهب يتحدث إلى عزة على هاتف الدار ف اجابته تبكى تعلم المعركه التى ستقوم لكنه هو كان جبل لا تهزه ريح، استمع ال موافقتها وسرعان تمم اجراءات عقد القران.
وفى يومها الذى حلمت به، ارتدت فستان زفافها ووضعت يدها بيده وقالا خلف المأذون ناظران إلى بعضهما البعض بحب وهيام شديد..
انتهى الحفل البسيط والذى حصره بعض من اصدقاؤه وابناء الدار، وذهبا إلى منزل استأجره هو ليبدأو أول ليلة بحياتهم سوياً، كان يحملها حتى وضعها على الفراش
نظرت عزة إليه سعيده غير مُصدقه الذى يحدث، فتحدث هو لها جالساً تحت الفراش ممسكاً يدها
وقبلها بحب وهيام ومن ثم رفع عيناه لها
_أوعدك مش هتشوفى معايا إلا السعاده والحب والفرح يا عزة
_وانت يا حبيبي مش هتندم ابداً انك اخترتنى، ربنا يجعلنى دايماً عند حُسن ظنك

فتح قصى يدها وقبلها من الداخل ووضع يده فوقها واردف بصوت حانى 
_قلبي على كفى افتحيه.. هتلاقى صورتك ساكنه فيه، بحبك ياعزة 

ابتسمت هى وأردفت بحنان ممتزج ب الغرام
_وأنا كمان ياقصى، بحبك أوى 
`~`~`~`
مرالوقت، كان يعيش قصى احلى ايامه هو وعزة.. بينما كانت والدته مريضه بسبب هجرانه لهم.
ووالده يتحرى الصمت ناظراً إلى وضع والدته الصحى المتدهور، حتى طلبت منه هى ان يتحدث إلى المحامى الخاص بها.
أتى المحامى واخبرته شيئآ لفعله وقد كان.
كانت عزة فى طريقها للتسوق تبتاع الخضروات والفاكهه واللحم، حتى اندفعت بها سيده مجهولة الهوية ف اوقعت منها اشياؤها..
_مش تفتحاااى
_افتح إيه انتِ الل خبطتِ فيا ووقعتِ حاجاتى
_إنتِ بتردى عليا، انت قلبك جامد بقااااا طب تعالى

امسكتها السيده واوسعت عزة ضرباً مبرحا حتى انضم لها سيدتان اخريات، السوق ب أكمله حاولوا تخليصها حتى فقدت وعيها ونزفت نزيف شديد..
إثر بحث قصى عن عمل لأن المبلغ المالى الذى لديه اوشك على النفاذ، سمع بالخبرية
سرعان كان بالمشفى حتى وجدها بغرفه العمليات

_دكتور!! مراتى مالها.. فيه ايه
_جاتلنا فحالة وحشه جدا،. مضروبه وبتنزف وحاليا بنحاول نوقف النزيف
هى كانت حامل مش كدا؟
هز قصى رأسه له خائفاً مذعوراً ف أكمل الطبيب
_إحنا بنحاول نوقف النزيف على اد م نقدر وممكن تخسر الطفل فسبيل حياة الام، شد حيلك

تركه الطبيب ودلف إليها، غاب نصف ساعه حتى خرج ثانيه وملابسه ملطخه دماء وأردف
_حضرتك لازم تمضى لنا على الاقرار دا حالاً

أجاب قصى مذعوراً
_إقرار إيه دا حضرتك؟
_هنعمل عملية استئصال للرحم، لو سيبناها كدا النزيف هيموتها.. هاه مفيش وقت

قام قصى بالتوقيع ويداه ترتعشان ودمعاته منهمرة وترك القلم واستند إلى الحائط يبكى محترقاً
حبيبته بخطر وحلم الابوة ذهب مع الرياح..!
              `~`~`~بالفصل القادم`~`~`
_لاء جواز إيه؟ جواز دا مُضر بالصحه ويسبب الوفاة 
             `~`~`~`~`~`~`~`~`~`~`

انتظروا_القادم

 •تابع الفصل التالي "رواية ميكاتوا" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent