رواية حين يخدع الحب الفصل الخامس 5 - بقلم الكاتبة مايو
الفصل الخامس: حين يخدع الحب
لم تكن ليان تتوقع أن الأمور ستأخذ هذا المنحى. منذ تلك الرسائل الغامضة، وهي تشعر بأن هناك شيئًا أكبر يُحاك في الخفاء… شيء لم تفهمه بعد، لكنه بدأ يزحف إلى حياتها دون استئذان.
أمسكت بالهاتف، تقرأ الرسالة الأخيرة مجددًا:
"الحقيقة أقرب مما تظنين، لكن هل أنتِ مستعدة لرؤيتها؟"
تحركت في غرفتها بعصبية، عقلها لم يتوقف عن التفكير. من هذا الشخص؟ وماذا يريد منها؟ ولماذا الآن؟ هل للأمر علاقة بالماضي؟ أم هو شيء جديد؟
وفجأة… انتبهت لصوت خفيف بالخارج، كأنه حركة عند نافذتها. التفتت بسرعة، لكن لم ترَ شيئًا. اقتربت بحذر، فتحت النافذة ونظرت للأسفل… كان الشارع هادئًا، وكأن شيئًا لم يكن.
عادت أدراجها، لكنها لم تكن مطمئنة. شعرت بأن هناك من يراقبها فعلًا، وليس مجرد وهم.
فتحت هاتفها مجددًا، وكتبت رسالة للشخص المجهول:
"إنت مين؟ وعايز مني إيه؟"
لكن بدلًا من أن تنتظر الرد… جاءها إشعار آخر. صورة جديدة!
ضغطت عليها بسرعة، واتسعت عيناها بصدمة… كانت صورة لها، التُقطت قبل دقائق، وهي تقف عند النافذة!
سقط الهاتف من يدها، وبدأ قلبها ينبض بعنف. هذا الشخص ليس مجرد مخادع عبر الإنترنت… إنه قريب، قريب جدًا!
بلعت ريقها بصعوبة، وأجبرت نفسها على الهدوء. لا، لن تخاف… لن تكون ضحية سهلة.
لكن السؤال الحقيقي الذي تسلل إلى عقلها كسم زعاف…
ماذا لو كان هذا الشخص يعرفها أكثر مما تتخيل؟ ماذا لو كان جزءًا من ماضيها… أو حاضرها؟ ماذا لو كان "الحب" نفسه هو من يخدعها؟
لم يكن الخوف هو الشعور الذي سيطر على ليان في تلك اللحظة، بل كان هناك شيء آخر… شيء أشبه بالغضب. كيف تجرأ هذا الشخص على التسلل إلى حياتها بهذه الطريقة؟ كيف استطاع أن يلتقط لها صورة وهي في أكثر لحظاتها ضعفًا، دون أن تشعر؟
رفعت الهاتف بيد مرتجفة وكتبت رسالة جديدة:
"إنت جبان، لو كنت راجل واجهني بدل ما تتصرف زي المجرمين!"
انتظرت، وعيناها معلّقتان بالشاشة… دقائق مرت، ثم وصلها الرد.
"مش كل المواجهات زي ما إنتِ متخيلة، أوقات الحقيقة بتبقى أصعب من المواجهة نفسها."
شعرت بقلبها يغوص في قاع صدرها… هذا ليس مجرد تهديد، بل رسالة تحمل معنى أعمق، كأنها تحذير مما هو قادم.
لكن ليان لم تكن من النوع الذي ينسحب بسهولة.
قررت ألا تبقى في غرفتها أكثر. خرجت من المنزل، قررت أن تستنشق بعض الهواء، أن تفكر بعيدًا عن هذا الضغط. لكنها لم تكن وحدها… كانت تشعر بذلك، بإحساسها الغريزي، هناك من يراقبها.
سارت في الشارع، تحاول التصرف بطبيعية، لكن خطواتها كانت حذرة. فجأة، توقفت عند مقهى صغير وجلست، ثم فتحت هاتفها من جديد. قررت أن تفعل شيئًا مختلفًا هذه المرة…
التقطت صورة عشوائية للشارع أمامها، وكتبت رسالة جديدة للمجهول:
"لو كنت شايفني، قوللي أنا فين دلوقتي؟"
ضغطت على الإرسال، وراقبت هاتفها بترقب.
ثوانٍ فقط، وجاءها الرد…
لكن لم يكن مجرد كلام، بل كانت صورة.
صورة لها، وهي تجلس في المقهى، التُقطت من الخلف!
شهقت، والتفتت بسرعة… لكنها لم ترَ أحدًا مريبًا. المكان كان مزدحمًا، الناس يتحدثون، يضحكون… لكن في وسط كل هذا، كان هناك شخص ما يراقبها، شخص يعرف كل خطوة تخطوها.
عادت بنظرها للهاتف، وقرأت الرسالة الجديدة التي وصلت معها الصورة:
"قلت لك… المواجهة أصعب مما تتخيلين."
بدأت اللعبة تأخذ منحى أخطر… والخدعة لم تعد في الحب فقط، بل في كل شيء حولها.
📸 Instagram: @Shahd_AlHikaya
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية حين يخدع الحب) اسم الرواية=