رواية حين يخدع الحب الفصل الرابع 4 - بقلم الكاتبة مايو
الفصل الرابع: حين يخدع الحب
الإضاءة الخافتة جوه الأسانسير زادت من إحساس الترقب اللي بدأ يجري في عروقها. الشاشة الصغيرة فوق الأزرار كانت بتعد الأدوار، بس عقلها كان بيعد الاحتمالات.
"وصلتي البيت؟"
الجملة دي لوحدها كانت كفاية تخلي أي حد يتجمد مكانه… لكن ليان؟ لا، ليان كانت مختلفة.
بعينين هادية، فتحت الرسالة تاني، وكأنها بتحاول تستوعب كل حرف فيها، مش مجرد تقراها. ثواني مرت قبل ما ترفع صباعها على الشاشة وتكتب رد:
"وأنت عرفت إزاي؟"
ضغطت إرسال. قلبها كان هادي بشكل غريب، أو يمكن هو مش هادي… يمكن هو متحمس. لأن اللي بيحصل مش مجرد صدفة، مش مجرد رسالة، ده تحذير… أو دعوة للعبة بدأت من غير ما تاخد إذنها.
الأسانسير وصل، الباب فتح، خرجت بخطوات ثابتة. الممر كان هادي، الإضاءة تنعكس على الأرضية الرخامية، كل شيء يبدو عادي… لكن هي عارفة، العادي دايمًا بيخفي وراه حاجة.
قبل ما تمد إيدها على مفتاح الشقة، موبايلها اهتز تاني.
رسالة جديدة.
"دايمًا كنتي شاطرة في الأسئلة… بس الإجابات عندي، مش عندك."
حركة بسيطة بس كانت كفاية تخلي أنفاسها تتسارع… مش خوف، لأ، لكن الإحساس إن اللي قدامها مش بيلعب لعبة عادية.
لفت بسرعة، بصت ناحية السلالم… فاضية. كاميرا الممر… شغالة. مفيش أثر لحد.
لكنها كانت متأكدة… في حد هناك. حد مش بعيد.
دخلت الشقة، قفلت الباب، وقفت في النص، سحبت نفس عميق، وبعدين اتجهت ناحية البلكونة.
الهواء البارد ضرب وشها وهي بتفتح الباب الزجاجي، خرجت بخطوات هادية، بصت لتحت… الشارع مشغول شوية، عربيات ماشية، ناس رايحة جاية.
وعلى الناحية التانية من الطريق… كان واقف.
جاكيت أسود، إيديه في جيوبه، وعينيه مرفوعة ليها مباشرة.
هي مش شايفة ملامحه كويس بسبب المسافة، بس عارفة… هو ده.
وقفوا كده لحظات، سكون غريب، كأن الزمن وقف.
وبعدين… رفع إيده. حركة بسيطة، مش تحية، أكتر كأنها رسالة: "أنا هنا."
ردت عليه بحركة أبسط… فتحت الكاميرا، وصورت.
وعلى الشاشة، كان واقف… لكنه في اللحظة اللي الكاميرا التقطت فيها الصورة، كان بيتحرك، بيختفي وسط الناس.
مسحت الصورة، قفلت البلكونة، رجعت لجوا، قلبها بيدق بسرعه.
📸 Instagram: @Shahd_AlHikaya
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية حين يخدع الحب) اسم الرواية