رواية ميكاتوا الفصل الثامن و العشرون 28 - بقلم نور اسماعيل
الفصل الثامن والعشرون
قوة العاقل عقله...وقوة الجاهل لسانه..
كانت الأحداث صوت وصورة أمام لجنة الحكم، كانت مفاجأة ردة فعل رائد بتطليقه لمايا فقد شهقت زاد ونظرت إلى حسن الذى كان جالساً يراقب فى صمت، اما عن حمدى فطرق كلتا يداه وتحوقل على كم المهازل التى حدثت فقد إنشقت جدران صرح مطر وردى رأسا على عقب.
رأت زاد ان الاختبار هذا المرة صعب للغاية، وكان رأى والى مؤيداً بعدما رأى ردود الافعال قوية كالذى حدث ل يجيبهم حسن بمنتهى الهدوء ورجاحة العقل..
_أنا شايف انه اختبار أمثل عشان كل واحد فيهم يعرف هو على أرض صلبه فعلاقته أو لاء
تعجبت زاد ف أردف والى له مندهشاً
_هو إنت يا دوك لو جالك جواب زى الل كتبناه عن واحده من زوجاتك المصون، هيكون إيه رد فعلك
إبتسم حسن وعاد بظهرة للخلف وهو يتأرجح على المقعد الهزاز
_هثور طبعاً
_أهو.. دا رد فعل طبيعى مهما كان الحب
_أصبر يا حضرة المخرج العظيم، انا لسه مكملتش.. هثور وبعدها هقعد مع نفسي قبل المواجهه
الشخص الل قصادى دا يصدر منه فعل زى دا فعلآ؟! هل شخصيته كدا
أفعاله معايا توحى ب كدا.. فيه جهاز حسّاس جوا كل حد مننا بنعرف نقيس بيه الصح والغلط
الإحساس عمره م يكدب ي والى..
لو فوجئت ب رسالة زى دى وقعدت مع نفسي وفكرت وهديت هروح أواجه وانا جوايا نسبة كبيرة تحتمل الكدب أو التصديق قبل حتى الشخص م يتكلم يدافع عن نفسه أو يثبت الل إتقال
تنهدت زاد وقالت بنبرة خوف وترقب
_بس دول اتطلقوا! مكنتش حابه المسابقه تبقى سبب فى فشل اتنين أو بعدهم عن بعض
عاد حسن بثقه ينظر إلى شاشات نقل الكاميرات ويتحدث بصوته الهادئ
_عشان علاقتهم مهزوزة وهشّه من الأول، المسابقه مالهاش علاقه بالعكس المسابقه كانت تيست هايف وهما سقطوا فيه.. راقبوا الباقى بقا وشوفوا
عادت الكاميرات إلى مطر وردى..
كانت عزة تبكى وتثور ب وجه قصى، إتهامات تلو الإتهامات وبكاء وحسرة وشكوى، فقد شعر قصى ب أنه قد ضاق ذراعاً به لم يعد يحتمل، ليجيب بهدوء شديد وقد تمالك نفسه للنهاية
_الل عاوزاه ياعزة، مش هبرء نفسى زى كل مرة، مش هقف وقوف المحكوم عليه زى كل مرة لأنى تعبت
الل حساه ومصدقاه شوفيه وانا هعمله لك، لو كلام نهى والل وصلك مصدقاه يبقى نتفارق بالمعروف
وكل حقوقك هتوصلك.. لو كلام نهى واثقه انه غلط وإحساسك ب قصى جوزك انه عمره م يعمل كدا
يبقى كأنك مشوفتيش ومسمعتيش حاجه.. ليكِ القرار
تركها ورحل وقد رمى بكرة النار فى ملعبها، وقفت تترقبه وتوقفت عن البكاء أخيراً!
ل أول مرة ينطق قصى بشفتيه كلمه الإنفصال، هل هان عليه لهذه الدرجه ام انه سأم وضعه بخانه المتهم كل دقيقة والأخرى!
لقد خيرها والخيار لها دون أن يذكر أسباب، دون محاولة منه ككل مرة ب أن يشرح وجهة نظره وأنه مظلوم كالعادة وان كل هذا كذب وإفتراء.
توقفت عزة عن فعل الشهقات والبكاء والنحيب وإستيقظت على شئ واحد، هل بالفعل هى على إستعداد للطلاق منه؟ هل هى مستعده ب أن تفارق قصى؟
قصى لم يكن مجرد زوج لها، قصى بمثابة مدينه من الأمان والحب والعطاء دامت ل سنوات.. قصى العائله والأبناء بالنسبة لها، قصى كل شئ وأى شئ.
يستحيل تعشقه هكذا ولايعشقها هو بل أضعاف! حدسها يحدثها لا تصدقى ي عزة.. لا لم تكن أفعاله لن يفعلها لن يقوم بجرحك مادُمت على قيد الحياة، بل هى أكذوبة
هل يا تُرى هذا إختبار من قبل لجنة الحكم اما انها رسالة حقيقية؟ قديماً قالوا حدث قلبك.. فما هو حديث قلبك ياعزة ب ساكن قلبك وعيناكِ؟!
ونقلاً إلى مشهد مماثل ل مواجهة رسائل غريبة ب إختبار (أزمة ثقه) والذى أطلقه عليه حسن العطار، تجلس ديانا فى وصلة من العتاب والبكاء الطفولى إلى نبيل ومواجهته بما قرأت ليجيبها بالإيجاب وكانت المفاجئة!
ما ذُكر بالرسالة حقيقي، ولكن كان قديماً وحالياً إستطاعت هى بالولوج داخل طيات قلبه لتنحبس به أخيراً وتقذف بما به من ذكريات تخص غيرها وتجلس بمفردها مليكته وملكها.
فرحت ديانا لصدق نبيل وأخيراً تحدث دون تشاؤم دون نظره بائسة، لإول مرة يفضح مشاعره لها بصدق لأول مرة يكشف عن سره لعشقه القديم والذى قد تم نسيانه بمجرد معافرتها هى معه لأنها بالفعل عشقته بصدق.
لتعانقه هى بعفويه وتضربه على كتفه ضربات خلف بعضها فيقوم نبيل ب إحتضانها ل أول مرة من قلبه وداخل إحاسيسه ومشاعره ليهتف ب أذنها بصوت حانى غير معتاد عليه
_حبيتك ي جزمه ومبقتش عارف استغنى عنك
`~`~`
كل الزوايا تهتف برحيلي:
ويحك! ماذا بعد هذا الليل الطويل الذي لا يلتفت لصراخ قلبك؟
إلا قلبي..وعجبي من قلبي!
هو من يدفعني دفعا للصمود و حراسة المكان،
يهمس لي:
إلى أين ستغادرين؟
أين ستختفين و كلك مثقل بهذا الكم من المشاعر و فيك كل صخب الأماكن؟
وماذا عن لباس أمنياتك الطويل الذي جعلك تتعثرين بلا أسف في جب أحلامك العريقة؟
لن يهون عليك أن تنزعيه لترميه في العراء..
لقد علق به عطر الطرقات والشوارع التي جمعتك بأغلى صدفة سطرها القدر لك في الألواح..
وإن هانت عليهم نسمات قربنا منهم، إننا مرضى بهم..
ذلك المرض الأنيق، العتيق، الذي منه الداء وفيه الدواء.
أينما حللنا أدركتنا ريحهم الآسرة، كل وجهة هم فيها أسود المكان..
إنهم للقلب نبض الحياة وإن ماتوا ألف موتة..
جلست وئام حزينه لما سمعته من باسل، تعلم تمام العلم ي إنه شخص شكاك بطباعه لكن بعدما عاشرها ومرت بهم الأيام وقد صارحته بكل شئ حتى بعدما الإختبار العنيف الذى مر به هو على يدها حينما قامت بشكوته للشرطه وبعدها عنه وحجب المعاملة معه حتى أتى هو زحفاً بعد العديد من المحاولات، هل يشك بها لمجرد رسالة كاذبه من صديقه؟
جلست تبكى فى صمت كعادتها لاتدرى ماذا ستفعل، عقلها لن يدور به أى شئ عن المسابقه أو الجائزة أو ماشابه.. هى تفكر فى أمر زيجاتها، فبالفعل قد تعلقت به واصبحت لا تطيق فراقه وقد إعتادت طباعه السيئة قبل الحسنه.
اما عنه فقد إنزوى ب أحد زوايا الأكاديمية يفكر ويقارن، بداخله محامِ للدفاع يدافع عنها ويذكره بما مضى منها، يصرخ به ويطلب منه تكذيب ما قرأ بالرسالة.
وهناك شيطان رأسه يدفعه للتصديق، فكلهن سواء بوجهة نظره.. كل واحده على وجه هذه الأرض ماهى إلا غانيه تدعى الفضيله وتتخفى فى ثوب العِفة.
ماحدث له قديماً أصبح نقطه سوداء بحياته بعدما خانته خطيبته وحبيبة الطفولة مع أقرب أصدقاءه وقامت بالهرب معه، منذ هذا اليوم وهو يرى جميع النساء غوانى عاهرات لا يصلح لهن سوى المعاملة الجافة وان يُنظر لهن ب أنهن أحقر مخلوقات الأرض.
ولكنه تذكر ب إنه كان سبباً رئيسياً بفقدان زوجته الأولى رانيا بسبب الظن السئ وهى أطهر من هذا التفكير وأنقى ولم يفيده الندم على رحيلها وقد أبدله الله ب وئام.. وئام ونيسىه وحدته ومؤنسه أيامه.
وئام من صبرت على طبعه الصعب وتحملت بل وتقوم بمعالجته لكى يعود شخص طبيعى، وئام التى لم يرى منها سوى طيبة القلب والخجل، الفتاة التى ظُلمت من قبل عائلتها وزوجها الأول، الفتاة اليتيمه التى إستطاعت حماية نفسها وهى وحدها حتى منه.
هل هى من تتحدث عنها الرسالة! بالطبع لا ف التى تستطيع أن تفعل هذا تستطيع مُضى العمر هكذا دون زواج ما الذى يدفعها ويرغمها؟ تستطيع أن تتسكع ب أحضان الرجال وتصنع مايحلو لها دون رقيب م الذى يجعلها تنحبس بقفصك أيها المريض!
شئ واحد دفعها هو بحثها عن الأمان الذى تتحدث عنه مرارً وتكراراً لك، هى تريد فقط منزل وزوج وباب مغلقاً يحجب عنها ضوضاء الحياة وصخب الناس المؤذيه.
من دون أحساس منه، نهض من مكانه ليترجل يبحث عنها فيجدها بغرفتها، ليدلف ويقترب منها وينظر لها لتقول هى ب أهداب مبللة أثر البكاء المتواصل
_جاى تطلقنى صح! طب ابوس ايدك لو ناوى ع كدا مش قدام مصر كلها خليها لما نطلع وكل واحد فينا يروح لحاله ساعتها من غير شووشرة
نظر باسل لها بعمق ليهتف بصوت ونبرة غير معتادة هى عليها ويمسح وجنتها أثر العَبرات
_أنا آسف..
حدقت وئام به كثيراً، هل م قال كان صحيحا ً صنعت ب وجهها علامات إستفهام ليكرر هو
_أنا آسف، الل قريته دا عن واحده مش انتِ.. مش هطلقك ي وئام، لو انتِ لاقيتِ فيا الأمان ف أنا لاقيت فيكِ علاجى وتحملى وصبرك على واحد زيي
إبتسمت وئام وهى تمسح وجنتيها لتشهق فرحاً وتقول
_بجد، انت بتتكلم جد.. بجد ياباسل
إبتسم هو وضم رأسها إلى صدره وأردف وهى فى أحضانه
_ايوة يجد، متزعليش منى وغلاوتى عندك.. أنا آسف
نترك ساحة المصالحه هنا لنهبط بالحديقه ومصعب يحاول شرح الموقف إلى روز
بعدما مر يومان على وقعة هذا الإختبار الخفى مابين شكّ وحيرة وخوف للثمان متسابقين عدا رائد ومايا اللذان حسما أمرهما من أول يوم وها هم يحزموا أمتعتهم ل يهمّوا بالخروج من المسابقه وتحطم الحلم الوردى للأبد.
كان يترجل مصعب ناحية روز الشارده اسفل أحد الشجرات وفى طريقه يقوم ب إقتطاف الاوراق حتى وصل لها ف أردف
_بخ!
نظرت روز ناحيته بتجهم وجه وعادت لشرودها ف تنحنح مصعب ل يردف
_عاوزين نتفجوا إتفاج يا رز، إنى كان ممكن أكدب واجولك الكلام دا حصلش منى واطلع الواد الهيرو
بس أنا بعترف وبجول اه حصل منى، وأنا ود الچزمة سمير دهوت اما اطلع من هنيتى ان م خليته يركب الفرس بالمجلوب مبجاش أنا
كأنها لا تسمعه على شرودها، الضوء ينعكس بخضراوتيها يعطيهم لهيب يذيب كل من يراهم.
إقترب مصعب أكثر فتحدث بجديه عن المرة السابقه
_طب إسمعى،انا مكنتش نعرفك وكنت مستغرب كيف بت بحلاوتك وجاعدة لحالها تبجى چدعة وعارفه تحافظ على روحها، اما جبلتِ اننا نشترك فالمسابجه جولت كل حاچه عندها عادى، مكدبش انى جلبي وكتها كان بدء يشجشج ناحيتك ي ملكومه.. بس كنت بخمده واجول يعنى واحده عاملة كديتى هتبصلك على فقر ايه ثم أكيد انت مش أول من دخل بيتها وحياتها
نظرت له روز دون تحدث نظره إحتقار ف أكمل مصعب يحاول تجميل مظهره أمامها
_هما مش الفانز الفقرية بتوعنا جالولك ف يوم السوشيال ع مكالمه ابوى رغم ان انا مجولتش ليكِ
يعنى انا لو مش بنحبك بچد مكنتش جولت كديتى لابوى ووجفت ف وشه
إنفرجت شفتى روز أخيراً لتقول بحرقه قلب يصدر لهيبه بين حروفها
_عشان الفلوس! مصعبب انت ممكن تبيع نفسك عشان الفلوس ف ممكن تمثل عادى بقا ونكسب شهرة وتريند ومكاسب من الأكاديميه تمثيل
بدأت تنساب إحدى الدمعات على وجهها وهى تردف ب إحتراق بالغ
_المشكلة انى حبيتك بجد وصدقتك، حتى لما جاتلى الرسالة إحساس كبير جوايا كان بيكدبها بس قولت أواجهك عشان تقولى محصلش وتخلص الحكاية لكن فوجئت انها بجد
مد يده يهم بمسح دمعاتها ف إبتعدت بوجهها عنه فقال هو بصوت يتخلله الحب والغرام المُفعم بها
_والله بنحبك وبنموت فيكِ يافقر، الكلام دا من بدرى وكنت غبي وأبويا مربنيش ساعه م جولته ومستعد أبوك راسك ورچلك جدام الدنيا كلها عشان بس ترضى علىّ
_برضو تمثيل
_وإيه يثبتلك ياروز إنه مش تمثيل، الل هتجولى عليه هعمله
نهضت من مكانها تنفض غبار جلوسها عن ثيابها وهى تتحدث له
_ولا حاجه، مفيش حاجه مطلوبة منك.. انا رايحه اكلم الإدارة واقول انى منسحبه
أوقفها مصعب ممسكاً برسغها قائلاً
_أنا مش بمثل يا روز، ولو عالفلوس والمسابجه عاوزش.. وهروح انسحب وياكِ كمان بس مخسركيش يابت جلبي!
إرتعشت شفتيها ونظرت له تتحدث بغرابة
_بنت قلبك!
_مش انتِ مكطوعه عارفاش ابوكِ ولا أهلك، أنا اعتبرتك منى من يوم م حبيتك وبت جلبي وضلوعى بيتك
وعاوزش فلوس عاوزش حاچه، بس أفضل معاكِ يا روز وتحبينى وأحبك
_يعنى مستعد تنسحب من المسابقه؟!
بثقه دون أن ترمش عيناه أردف مصعب
_أيوة ننسحب من أبوها بس تسامحينى، ونرچع لشغلنا وحياتنا وهتچوزك ويكون لينا بيت والل عاچبه عاچبه والل عاچبهوش بكرة يرضى.. جولتِ إيه يارز؟!
ركضتُ إليك أبتغي سكناً ،
ومالت رأسي على كتفك تعباً
جئتك يحيطنى الخذلان امن كل الدنيا ، مهزومه في كل مسعاي ..
قصدتك ألتمس نوراً في غسق الدُجى، كُنت أرجو أن أرى بك موطأ قدماي
ف هل من عودة إلى موطنك؟ ف هل لتجديد العهد إشارة بالبدء إذاً.
`~`~`~
فنجان قهوة_الميكاتو_كان يحتسيه قصى بهدوء شارداً بالبهو الواسع وحيداً، ينتظر بالفعل نتيجة قرار عزة دون تدخل منه أو ضغط أو تبرير كالعادة.
مضى يوما آخر وهما ف إبتعاد، يريد أن يصرخ بها لماذا تزيد الشروخ بينهما، لمَ لاتحافظ على الباقِ من جدران تحيط بعلاقتهم ك سور متين!
أن صدقت تلك الخرافه فهى إذاً قد إختارت النهاية، وأن كذبتها فعليه تقويمها من جديد حتى لا يتكرر مثل تلك العواصف كل آن وآخر..
اما عنها فكانت تركن عزة رأسها على الحائط تفكر فجلست ديانا معها ل تسألها عن حالها فتجيب عزة ب إقتضاب وحزن مكتوم.
تحاول ديانا أن تقوم ب إخراجها من حالتها هذه لتقص عليها قصة الرسالة المجهولة تعتقد أنها الوحيده التى تلقتها وتذكر لها ب أنها كانت صادقه وقد اعترف نبيل بمحتواها ولكنه اعترف ايضاً إنه أخيراً قد أحبها وإقتنع بها ك زوجة وشريكه حياة.
شعرت عزة بالخوف أن تكون رسالتها ايضاً حقيقية لاتحتمل التكذيب، ف سألت ديانا سؤال عفوى أبله لايصدر من فتاة إبنه الخامسة عشر
_ديانا، إنت ِ بتشوفى ان قصى بيحبنى بجد!
فغر فاه ديانا من مفاجئة السؤال لتجيب بحركاتها الجسدية كعادتها ويداها قائله
_طبعاً طبعآ انتِ بتسألينى! لو نبيل عملى بس ربع طريقة قصى معاكِ أنا مش هعيش معاكم على الأرض
بدأت الدمعات تكاثر بمقلتى عزة وأردفت ب إنكسار لها
_أنا جاتلى رسالة شبه رسالتك كدا، وخايفه يكون الل فيها بجد زيك برضو
قامت ديانا بعض شفتها السفلى ومن ثم قالت لها
_بصى، انا معرفش جالك ايه ومعرفش جوازكم ماشى إزاى.. بس لو قلبك مصدق صدقى
ولو قلبك مكذب كذبي، ببساطه إحنا لو عاوزين نحبهم هنحبهم ي عزة حتى لو فيهم مليون حاجه وحشه
ولو عاوزين نكرههم ونبعد حنكره ونبعد حتى لو فيهم ألف حاجه حلوة..
ربتت ديانا بلطف على رأس عزة وتركتها لتتركها فى حيرة من أمرها، لننتقل بالمشهد إلى رائد ومايا أمام لجنة الحكم، فيقوم حسن ب المبادرة
_يؤسفنى بشدة اقولكم ان دا كان إختبار خفى.. إختبار الإسبوع التالت وانتو سقطتوا بمجرد تصديقكم للرسايل
_يعنى الرسايل كانت كدب!
قالتها مايا فى إندفاع ل يجيب والى
_كدب أو صدق هنوضحه، بس إنتو سقطتوا وفعلاً هتخرجوا من المسابقه كمان بعد حدوث الطلاق وكنا نتمنى دا ميحصلش
_أنا عاوز أسأأل سؤال واحد، الل قريته كان صح ولا كلام مناخوليا من دكتور الغبرة
قالها رائد ب عنجهيته المعهوده وسُبابه الموجه للطبيب حسن ف أردف حسن متمالك غيظه كعهده
_اولآ مسمحش ليك، تانى شئ اه كان كدب رسالتك كانت كدب واحب اقولك لما تطلع ياريت متكملش فكورسات اللايف كوتش غير لما انت تتعالج اولآ عشان تبقى مقتنع باللى بتوصله
اما عن رسالة مايا فكانت حقيقية، وسواء كدا أو كدا عاوزين ترجعوا لبعض أو لا دا مش شغلنا
الاكاديميه دورها وقف لحد هنا
نهضت زاد تحاول حبس دموعها لتدور وتعانق مايا وتعطيها علبه مغلقه مردفه
_دى كادو بسيطه من الاكاديمي، كنتو منورينا واحنا بجد فى حزن شديد لخروجكم
حظ سعيد وربنا معاكم..
ترجل الاثنين مفترقان بعدما ولجا معاً، لم تكن مسابقه لمجرد الهتاف والأمنيات وحمل الشعارات بل لمعرفه معدن كلاً واحد للآخر.. لقياس مدى الحب مدى التمسك ومدى الأرض الصلبه والاساس الصلب الذى يحتمل العلاقه هل هو متين ام مع أول نفخه ريح ستطيح به!
`~`~`
بعدما توجها مصعب وروز إلى الأدارة ليخبروهم ب إنسحابهم تخبرهم الإدارة ب ان عليهما التريث وغداً سيكون هناك خبر مهم لجميع من بالأكاديمية
لنُفاجئ ب خطوات عزة ناحية مجلس قصى، وملامسه كف يده مع قولها ب نبرة إعتذار
_أنا مش مصدقة الل إتقال، وعندى إحساس انه مقلب.. انا مصدقة إحساسى إنى بحبك ومش هعرف اسيبك
حدّق قصى بها وأردف وصوته يحمل معانى الغضب وكظم الضيق
_وليه مقلب، مش يمكن حقيقه وبكدب عليكِ ومتجوز عرفى ومراتى حامل زى م قالت نهى
ضحكت عزة لتقوم بلكمه فى كتفه قائله
_خلاص بقا يا قصى، لاء مش متجوز.. أنا بس الل اعصابي تعبانه وبقت تتهز من أقل حاجه
حقك عليا
أمسك قصى بكلتا يداها وإعتدل فى جلسته ليكون مواجهاً لها وأردف
_أنا بحبك، متبقيش غبيه كلمة تجيبك وكلمه توديكِ، لو عاوز اتجوز هقولك واصارحك من زمان مش هعملها زى الحراميه
ارجوكِ ياعزة، حافظى على الل بنيناه سوا.. حافظى على حبنا وعلينا.. دى آخر مرة اسمحلك بالإتهامات والعياط والمشاكل.. انتِ فاهمه!
أومأت عزة ب رأسها ايجاباً ل تنام على صدره ويلف هو ذراعه حول جسده وهى نائمه هكذا، لننتقل بالمشهد إلى زاد التى تتحدث إلى عمها بشأن قراره فى الزواج من هيام وترك إخبارها هى أولادها أن يكون لها دون تدخل منه فتفاجئه زاد بقصة والى كلها وما أعترف لها به ف يحثها ذكى ب ان الفرصة تأتى للإنسان مرة واحدة وعليها إغتنامها قبل الضياع فهو يرى فيه منك البداية إعجابه ب زاد الحقيقى
_مش عارفه يا ذيكو خايفه
_إديله فرصه يا حبيبتي وأدى لقلبك فرصه كمان، كفاياكِ وحدة.. إذا كنت أنا عمك وبعد 66سنه أخيراً هتجوز حبيبتى
ضحكت زاد ل تقول برضا نفس
_أنا مؤمنه بدعائى الل كُنت دايما اقوله، يارب حلّيها، وحلها من عندك، ووقّع فى طريقنا ناس حنينة، بسيطة، لينة، ومتفصلين علينا.
مال ذكى بجذعه إلى الامام يتحدث بنبرة يختلجها الفرح
_يعنى هتديله فرصه؟!
أومأت زاد برأسها ايجاباً ليفتح ذكى ذراعيه فترتمى هى بينهما وكأنها تريد عناق العالم معه بعدما قررت ذاك القرار.
ليأتى يوم إخبار المتسابقين بالإختبار الجديد ويفاجئوا جميعأ ب إنه قد تم الإختبار وقد نجح جميعهم ولكن بفرق نقاط كالعادة.
وقف ثمانيتهم مشدوهين، لتعلن زاد ب أن أول المتسابقين بالنقاط هما نبيل وديانا ليصبح مجموع نقاطهم 55نقطه.
ثانى ثنائى يحمل أعلى نقاط وئام وباسل ليصبح مجموع نقاطهم 45.
ثالث ثنائى مصعب وروز ليصبح مجموع نقاطهم 70نقطه!
وأخيراً اصحاب المركز الرابع قصى وعزة ومجموع نقاطهم 50نقطه فقط..
لتترتب الثنائيات كالآتى بعد الاسبوع الثالث
1_روز ومصعب
2_نبيل وديانا
3_قصى وعزة
4_وئام وباسل
فيقف جميعهم مابين تخبط لما حدث ومفاجئتهم و تعليل زاد لل إختبار مع إخبارهم بحقيقه الرسائل ليتضح ب أن رسالة باسل وعزة ورائد كانت رسائل مختلقه والبقية رسائل صحيحه.
فرح قلب عزة الذى كان مازال به جزء مازال خائفاً، قبّل مصعب يد روز وركع على ساق ونصف ليقول أمام الكاميرات للمرة الثانية وأمام المتسابقين
_آسف يا رز.. آسف ف الل جولته وسمعتيه.. والل عاوزاه أكفر بيه ويرضيكِ هعمله
ماليش غيرك وبحبك وانتِ أشرف بنت فالدنيا
لتبتسم روز بسمه عريضه تعيد لها ثقتها بنفسها وروحها وتفرح لأنهما الأعلى هذا الأسبوع لينتهى اسبوعاً ويأتى رابع إسبوع مابين جلسة نفسيه مع حسن ل جلسة مع طبيبة التغذية التى تهتم بصحتهم وأوزانهم ولا نخفيكم سراً فقد أصبح شكل ديانا أجمل من السابق وبدأت التعود على الحمية الغذائية حتى التمارين والقيام بالرياضة اصبحت أكثرهم إلتزاماً لنذهب معهم بجلسه _السوشيال ميديا_وتلقيهم رسائل أحبتهم ومعجبيهم الذين هم فى إزدياد لكل ثنائى منهم.
حتى فى تعاملاتهم جميعهم على حد سواء اصبح هناك تعاون والقيام بسهرات وجلسات، ف قاموا بعمل ليلة ساهرة على سطوح المبنى، فحضرت الفتيات المشويات وتأنقت جمعيهن وإرتدى الفتية الملابس الرسمية.
أدار مصعب مشغل الاغانى وبدأت الحفل مابين رقص وصخب وغناء وأكل.
ويوم آخر يجلس جميعهم يلعبون لعبة_الصراحه_فيتصارح الجميع والحديث يأتى ب أحاديث والليلة تصبح أكثر سمر وجمالاً وقُرباً.
ليأتى يوم إعلان أصدقاء الأسبوع لتتناقل الوجوه بين الشباب لتقف على نبيل فيصفق مصعب ويطلق صفيراً مع إحتضان قصى له وتتناقل صور الفتيات لتقف على ديانا لتقفز بمكانها عدة مرات وتهرول ناحية نبيل توقعه أرضاً مع علو صوت ضحكات الجميع عليهما فيستقبلا هديتهما مع إزدياد رصيدهم من النقاط ليصبح 85نقطه فيصعدا هما بالمركز الأول..
وتأتى هديتهما ب قضاء يوماً كاملا بمدينة الألعاب _دريم بارك_مع تناول وجبة شهية خارج حدود الحمية وتناول الكثير من الشيكولاته لتقفز ديانا بجميع ارجاء الصرح مع معانقة روز ووئام لها وضحك عزة على عفويتها..
`~`~`~
_أيوة خلاص قربت أجهز أهو
كانت زاد بغرفتها تتأنق إستعداد للنزول، فكانت على ميعاد مع إحداهن لحضور حفل عيد مولدها بمكان مشهور ل إقامه الحفلات وكانت إجابتها على إتصال لصديقتها الأخرى.
كانت لاتريد الذهاب لكن ب إصرار عمها ذهبت ولبت الدعوة، وما أن وصلت بين حديث وأغنيات ورقص لتأتى الكعكه وتقوم صاحبه الحفل بتقطيعها وتوزيعها فتجلس بجانب زاد ف تردف زاد
_عاوزة أمشى مش متعوده على الحفلات دى
_يابنتى تمشى إيه، لسه السهرة هتحلى
صمتت زاد وكانت تتناقل بنظرها هنا وهناك لتقع نظرتها على فتاة صغيرة إبنه اربع او خمس سنوات شقراء ذات عينان زرقاوتان تقف بمنتصف دائرة وهناك ايضاً حفل عيد مولد احدهم ومن الواضح انها هى لترفع ببصرها على من يقف بجانبها وقبل أن تحدق به لتتأكد تسمع صوت صديقتها وهى تردف
_مش والى عبدالحميد الل هناك دا!
نهضت زاد واقفه وهى تسمع لباقِ حديث الأخرى وهى تقول
_هو عامل عيد ميلاد بنته هنا برضو
إلتفتت زاد ناحية صديقتها بهلع لتردد
_بنته!
_معقول يازاد بتشتغلوا سوا بقالكم أد ايه ومتعرفيش إنه متجوز وعنده بنت
لم تستمع زاد بل قادتها قدميها خطوة خلف خطوة حتى وصلت إليهم وهو يعانق الفتاة مع تحدثه لها بالإنجليزية قائلاً فيما معناه والدك يريد عناقاً كبيراً فتعانقه الفتاه ليرفع رأسه والى فيجد زاد أمامه تنظر له
يقف يبتلع ريقه مع بداية إنفراج شفتيه مع قوله
_زاد..!
لتهم زاد ب الإنصراف بسرعه من أمامه إلى سيارتها وهو خلفها يناديها لكنها لاتسمع شئ سوى صوت إنكسار شء ما بداخلها لتدير المفتاح وعجلة القيادة وتنطلق على اقصى سرعه..!
`~`~`بالفصل القادم `~`~`~
_ماطبيعي البدايات تبقي حلوه ياجماعه براضو أصل مفيش حد هيدخل يقولك انا تربيه زبالة ع طول..
~`~`~`~`~`~`~`
•تابع الفصل التالي "رواية ميكاتوا" اضغط على اسم الرواية