رواية ميكاتوا الفصل الثامن عشر 18 - بقلم نور اسماعيل
ميكاتو💕 (مطر وردى) ☂️💦
(18)
`~`~`
ولازالت أحيا على أنقاض، ولازالت أحتاج كتفك لاتكأ عليه.. ذات يوم كنت أنا.. فهل سأعود أنا برفقتك ك روح واحده! ..
يجلس باسل متوتراً مشتبكه اصابعه ببعضها البعض ينظر إلى والد وئام وزوجته السيدة حمدية بجانبه ترمقه نظرة من أسفل ل أعلى تتفحصه وتتشدق بشفتيها إعتراضاً..
أما عن وئام ف كانت تستقبل ردود الأفعال كلها بصمت.. تراقب الأجواء ولا تعرف من أين ستأتى الضربة القادمه، إنفرجت شفتى والد وئام عن الحديث وأردف
_بتقول ياباسل يابنى، عرفت وئام بنتى كانت جارتك فالعمارة قبل م تنقل وأنك أرمل وعاوز تتجوزها
أومأ باسل ب رأسه إيجاباً ومقلتيه تتحرك فى تشكك بين والد وئام وزوجته، حتى اردفت زوجته بعدما وضعت كف يدها على الأخرى تتحدث إستنكاراً
_وبسلامتك بقا عارف أنها مبتخلفش ومش هتخلف عشان هى معي...
أوقفها باسل عن إكمال حديثها المزعج وتحدث بلباقه وإحترام حتى لا تزيد على وئام بنعتها بالكلمات الكاسرة لها
_وئام مش معيوبة، وئام عندها مشكلة وبالعلاج هتبقى كويسه واه عارف وموافق
نظرت وئام ناحيته نظرة إمتنان، ل أول مرة من بين هذا العالم الغادر يكون لها سنداً، من بين هؤلاء الذين يتشحون بالظلام تظهر بقعه النور أخيراً.. هناك ضمادات بشرية أخيراً جاءت إلى حياتها ل تطيب جراحها وتؤنس وحدتها وتلتئم بها تمزقات قلبها الضعيف.
عندما سمعت السيده حميده طريقته فالدفاع عنها هكذا، تشدقت ثانية وإستدارت بجسدها نحو زوجها تحدثه ساخرة
_إيه رأيك يابو العروسه!
_طيب يابنى سيبنى افكر وهرد عليك
نهضت وئام من مجلسها قائله فى حسم ل أمرها
_بابا، مع إحترامى ليك.. باسل أنا اعرفه وموافقه عليه وفكرت واستخرت ربنا كمان
ضحكت حمدية بسخرية ضحكات متقطعه وأردفت لها
_دا الشملولة واخده قرارها وإنت تحصيل حاصل يابو العيال!
قذفت حمدية بكرة النار كى تزيد الأمر إشتعالاً وتجعل والدها يرفض وتقيم الحرب التى تبغاها، ولكن والد وئام حسم الأمر قائلاً
_خلاص يابنتى، الل تشوفيه.. انتِ من يوم م طلعتِ من هنا وانتِ حرة فنفسك وف قراراتك، وأنا مش هغصبك على حاجه تانى ابداً
إبتسمت وئام بعينان لامعه ونظرت نحو باسل الذى بادلها الإبتسام والإهتمام ل أول مرة منذ بداية تعارفهما..
#نورإسماعيل
`~`~`~
_سقف جامد لل علمك القسوة، واديه بالقلم عشان تأكدله انك إتعلمت!
دوّن رائد هذه الجملة على اللوحه خلفه وجلس يُلقى محاضرته كالعاده والجميع مصتنت إليه
_محدش فالدنيا إتخلق مهزوم طول الوقت، مهزوم مهزوم.. هييجى وقت وهيبقى منتصر بس يبقى متعلم من الل فات، مش مجرد عاش 30 او 20 سنة على مفيش.
الشخص الل علمك الخسارة والهزيمه، متكرهوش.. حِبه عارف ليه؟
عشان صنع منك انسان مختلف، إنسان شاطب من تاريخه الل فات وهيبقى إنسان جديد بسبب القسوة والخسارة دى!
وبعد مُضى وقت، إنتهت المحاضرة وهمّ رائد بالخروج خارج قاعه المحاضرات حاملاً حقيبه حاسوبه الخاص وإذ بهاتفه يرن، أخرجه من جيّب بنطاله ليجدها مايا
ف أجاب الإتصال..
_ميوش حبيبي، بتتصلى ف وقتك لسه مخلص السيشن دلوقت
كانت تعدل مايا من هندام وشاحها أمام المرآه وتتحدث مع رائد عبر مكبر صوت الهاتف
_طب انت فين دلوقت
وضع رائد يده بجيب بنطاله ووقف ينظر هنا وهناك وهو يتحدث معها بالهاتف
_لسه فمكان شغلى
_طب عدى عليّا عندنا مشوار مهم
شعر رائد بالقلق حيال كلمات مايا له ف أغلق المكالمه وعلى الفور كان اسفل منزلها ينتظرها، هبطت هى وركبت السيارة بجانبه بعدما ألقت التحية عليه أردفت
_يلا بينا
_يلا بينا على فين؟ انتِ مكالمتك قلقتنى
رفعت مايا أحد حاجبيها وأردفت له مستنكره
_قلق ليه يابنى فيه إيه، احنا هننزل نشترى كام حاجه كدا لبس بيتى وتريننجات
وكام فستان ليا وبدلة ليك
_ليه دا كله؟!
_عشان البرنامج
قالتها بعينان تشتعل حماساً، ف تأفف رائد ناظراً امامه
_يادى البرنامج، البرنامج البرنامج، انتِ اتجننتِ خلاص وبعدين البرنامج دا مش لسه فيه اختيار للثنائيات واختبار وممكن نسقط.. يبقى على إيه التكاليف
مطت مايا شفتيها وعقدت ذراعيها بعدما نظرت أمامها غاضبه وتحدثت إليه
_هنكسب فالكاستينج وهتشوف، يلا بس عشان منتأخرش لسه قدامنا لفه كبيرة
نفث رائد يشعر بالضجر منها ولكنها حبيبته فالنهاية وكلماتها أوامر لقلبه وعليه السمع والطاعه.
#نورإسماعيل
`~`~`~
قيل في الوِدّ المُتأخِّر.. كالذي مات جارُه مِن الجُوع .. وفي عزاءِه ذبَح كلّ الخراف!
بعينان ذابلتان كانت تراقب روز هاتفها.. مر يومان بعد آخر مقابله لها مع مصعب وبعدما أخبرته بالحقيقه
وهو لاخبر عنه، لا مكالمات لا مقابلات، أذهله ما سمعه حقاً!
كانت تعلم هى هذا، لذلك أخرت معرفة ذلك قدر إستطاعها.. لكن طالما ستبدء لعبه أمام الناس صوت وصورة فلابأس من معرفة الحقيقه وأى أن كان القرار بعدها.
هى كانت تعلم أن هذا هو رد فعله وردة فعل أى شخص يمكنه سماع حقيقتها، طفلة لقيطه مُلقاة على قارعه الطريق.. تبرأ منها أهلها والعلم عند الله وحده، هل نسبها حرام؟ هل كانت خطأ بين اثنين خافوا من فضيحتهم ان تضح أمام الناس ف ألقوا بها بهذه الطريقه القاسيه وهى جزء منهم لحماً ودماً!
روز لم تحب مصعب، وهو ايضاً.. هما فقط صديقان وشركاء عمل، ولكن شئ ما بعد إخباره بالحقيقه جعلها تنتظره.. وتنتظره والوقت قاتل والصمت سيفه,
تريد منه العودة قبل فوات الأوان، قبل احتراق المنزل بالكامل ويبقى الهشام فقط..
أما عن مصعب..
كان ينظر إلى صورتها على هاتفه ويدور ب رأسه م علمه عنها، يتذكر موقف حينما أبرحته ضرباً
يتذكر قوتها وصرامتها فى مواقف عِدة، يتذكر صلابة عقلها، لاتخضع ولا تُهزم.
و المفاجأة أن ليس لها عائله تنتمى لها! رفضت الطرق الغير مشروعه وسارت بالطريق الصحيح حتى و إن كان قوته قليل بالكاد يُعينها على العيش.
ماذا سيفعل؟ تعلق بها كثيراً وبوجودها.. من دون أن تدرى هى علمته أن يسلك طريقاً صحيحاً، ب أن يسير رافعاً رأسه لا مختبئاً خلف الجدران، علمته كيف التغلب على صحاب الحياة، علمته كيف يكون رجلاً!
وبرغم من أن يومه بالكامل كان معها، يأكلان.. يشربان.. يبيعان.. يشتريان، يقابلان عملاء، يتحدثان
كان يومه عبارة عنها، لم يمسّها حتى!
علمته أن هناك خطوط حمراء يجب الوقوف عندها والالتزام بها، الأمر ليس ب فتاة شارع و فتاة لها عائله وأصول هو ليس هكذا، الأمر ب إنك تتعلم كيف تكون إنسانا تحترم نفسك وغيرك وتًلزم غيرك ب إحترامك.
تنهد مصعب وهو يدور ب ارجاء غرفته لايعلم ماذا يفعل، أصوله كشاب من صعيد مصر جعلت هناك الخشونه فى طبعه وعلى ماتربي عليه من عادات وتقاليد، ولكنه رأى منها مايجعله يفكر ألف مرة قبل ان يظن بها السوء.
امسك هاتفه وفتح خانة محادثتها وبعث لها رسالة
_رزة يافقرية
على الفور رن الهاتف لدى روز، ف أنتبهت وهرولت نحوه وفتحت الرسالة لتجدها من مصعب.. فرح قلبها
وتهللت أساريرها، كيف له لم ينزعج مما أخبرته به برغم ونشأته الصعيدية!
لم تجيبه بالبداية وعلم هو انها قد رأتها.. ف أرسل رسالة أخرى
_لاه ماهو هتتجلى وأنا هتجل العلاقه كديتى هتاخدنا ونوقعوا لتحت
ضحكت روز بصوت عالِ م إن رأت رسالته وعلى الفور كتبت له
_عاوز ايه يا واد ياصعيدى
_عاوزش يا واكله ناسك بنسألك عليكِ بجالى يومين لا سمعت صوتك ولا شوفت وشك الأچرب
_أنا وشى جربان يا بئف
رفع مصعب حاحباه حينما رأى رسالتها الأخيرة وأرسل لها ملصقات ضاحكه وبعدها
_خشمك ديتى لو مبطلش جوله يا بئف يابئف دى أنى هناكلك كتله مكالهاش حرامى غسيل
إبتسمت روز وقامت ب الإتصال به ف أجاب هو بعدما تصنع أنه كان نائماً وبدء الحديث متثائباً
فضحكت هى قائله
_دا على أساس عفريتك الل كان بيكلمنى على الواتس
_ايا دى مين، رزه! كيفك يابت المحروج
_أحسن منك.. عاوز ايه بتبعت لى ليه مش من آخر مرة وإنت واخد جمب بعدما قولتلك حقيقتى
زى أى راجل ديله عوج بيفكر بالمقلوب
_بنفكروا بالمجلوب كيف، نفكروا من الشراب يعنى.. وبعدين أنا خدتش چمب
دا حتى كنت نموت ف بعدك يارزه حتى إفتحى الواتساب كديتى هنوريكِ حاچه
فتحت روز ف وجدت صورة منه يضع سلك شاحن هاتفه على وريده ويلصقه ب لاصق شفاف مدوناً اسفل الصورة
_أهو عشان تعرفى تعبت كيف فبعدك، روحت المستشفى وركبت محاليل
قهقهت روز بصوت عالِ فضحك مصعب على صوت ضحكاتها فقالت هى
_ودى مستشفى ايه بقا مستشفى اللاسلكى ولا كابلات الكهربا
_بس دمى خفيف ونعچبك ولاوحك لوح
_بس بلا لا وحنى، لوحك قطر
_طب البسي يلا هننزل نشوف شغل أنا لاجيته على النت كديتى بيعه حلوة ونصيبنا مضمون فيها
وبعدين هاخدك نسهروا على مركب شراعى ونتعشوا
إبتسمت روز، فقد تمت المصالحه أخيراً وإنتهى الخلاف وعَلم مصعب بحقيقتها ومازال مستمر وتعاملت هى بطبيعتها وبراحه قلبها دون قيود أخيراً.
`~`~`
باقه ورد توضع أمام زاد على مكتبها، رفعت زاد بصرها لتجدها سكرتيرة مكتبها تضعه مُبتسمه مع قولها
_كل سنه وحضرتك طيبه يا آنسة زاد، الورد دا جاى لحضرتك
ضيقت زاد عيناها ونظرت لهاتفها لترى تاريخ اليوم وتذكرت ان اليوم بالفعل هو ذكرى عيد مولدها، ولكنها لاتهتم لمثل هذه الأشياء، إنصرفت السكرتيرة وأمسكت زاد البطاقه الموضوعه على باقه الورد لتجد هذه الكلمات
_كل سنة وانتِ طيبة يا زاد، معقول اعرف عيد ميلاد من الفيس بوك
اعملى حسابك على عيد ميلاد جامد.. والى
تعجبت من طريقته، يبالغ فمعاملته معها وكأنهم اصدقاء منذ دهر.. وم ان إنتهت من قراءة البطاقه لتجده يتصل بها هاتفياً
_الوو
_كل سنة وانتِ زى القمر
إبتسمت زاد خجلاً وأحمرت وجنتها وأردفت له بتحفظ كعهدها
_أنت قاعدلى بقا، واخد بالك من عيد ميلادى وباعت ورد وو
_والليله مجهزلك لعيد ميلاد ف مكان هبعتلك اللوكيشن بتاعه، وطبعاً حضرتك لافاكرة عيد ميلادك ولا بتحتفلى ولا فيه حد فحياتك بيحتفل بيه.. ف أنا قررت متطوعاً بما إننا اصحاب هحتفلك بيه
ضحكت زاد مع هز لرأسها يمينا ويساراً تتعجب من أمر هذا الغريب، فقالت له
_إفرض أنا مش مستعده ل حفلات أو عندى خطط تانيه ل ليلة إنهاردة أو مثلاً
_يا زاد معندكيش ولا حاجه، وحتى لو فيه هنكنسلها بقولك
المهم الساعه 9 بالدقيقه تكونى فكامل أناقتك كالعادة.. وتيجى عالمكان الل هبعتلك عليه عالواتس
سلام
اغلق حتى قبلما أن تتفوه هى ب أى كلمه، وكأنه متأكداً من قبولها وماعليها سوا الانصياع خلف ماعرضه عليها،
ولكن حقيقه الأمر.. هو حملها برمتها من عالمها الروتينى الممل إلى عالمه هو المملوء بالحيوية والتغيير وقد أعجبتها الفكرة، ومن يدرى؟!
فى تمام التاسعه، كانت قدميها تطأ أرض المكان المذكور، نظرت هنا وهناك حتى وجدته ف أقبل نحوها ودعاها للجلوس ف جلست.
كانت تشعر ب الارتباك قليلاً ولكن والى قد أزاله بعد بضعه دقائق
_تشربي حاجه الأول مش كدا
أجابت زاد بالإيجاب ب رأسها ف طلب والى كوبان من عصير الليمون المثلج، إنصرف النادل ف مشط والى جسد زاد بالكامل يلقى نظرة كاملة على طلتها اليوم وأردف لها متسعه بسمته
_قوليلى كل مرة بتتألقى فلبس الأميرات دا إزاى؟
إبتسمت زاد وأردفت له بهدوء
_ممكن لو سمحت تتكلم عادى ك أصحاب وبلاش كلام المغازلات دا
_أنا مش بغازلك، أنا فعلاً بقول الحقيقه
صمتت زاد ونظرت نظرة دائرية تحيط بها المكان كله ومن ثم قالت
_إنت رايح تعملى عيد ميلاد، لازم تفكرنى ب أن تميت 38سنه!
_السن مجرد رقم يا زاد، المهم القلب والروح شباب
وبعدين ابداً شكلك وهندامك م يدو 38 انتِ بالكتير 29 سنة
_طول الوقت بحس إنك مبالغ
_بالعكس والله بقول الحقيقه
_إنت كام سنة يا والى
عقد والى ذراعيه أمام صدره وعاد بظهره للخلف وأردف بثقته المعهوده
_تدينى كام سنه؟
_لاء قول إنت
_35
شعرت زاد بالإحراج، هو أصغر منها سناً.. ولكن ما الذى جال بخاطرها الآن؟
هما الاثنين لا تربطهما علاقه من الأساس.
مرت الدقائق، حتى أشار والى إلى النادل ف أغلقت اضواء المكان وأتوا بقالب الكيك الكبير الذى عليه إسمها
ووضعوه أمامها وصفق كل من بالمكان، شعرت زاد بالسعادة ل أول مرة أحدهم يقوم ب الإحتفال بعيد مولدها وبيوم كهذا حتى عمها الغالى على قلبها.
غنت معه وقطعت قالب الكيك، حازت على قطعه صغيرة وهو ايضاً وحملوا القالب وانصرفوا.. شكرته كثيراً وكانت سعيده للغاية وبدا هذا واضحاً عليها، واثناء تحدثهما سوياً وتقديم والى لهدية زاد
وقفت فتاة امام طاولتهم
_والى عبدالحميد!
رفع والى بصره لها وإبتسم ونظرت زاد ناحيتهما، فنهض والى وعانقها وتبادلا التحية وبعد السؤال عن الأحوال
رحلت الفتاة على وعد بلقاء قريب، و م أن جلس ثانية أمام زاد فقالت له وهى تتصنع الإنشغال
_إيه صاحبتك؟
_ريم! اه احنا كنا اصحاب فترة وبعدين معرفش حصل إيه
ضحك والى فضحكت زاد وبعدها أردفت
_اصل سلمت بحرارة واحضان وبوس وكدا
قالتها والدماء تفور من وجنتيها، لاحظ والى وأردف لها بنبرة صوته الرصينه
_عارفه يا زاد، أناممكن أبوس حد مابحبوش لكن عمري ما أمسك إيده..
أنا يوم م ببعد عن شخص بحبه بفضل مركز على إيده، ماجاش في بالي أي حاجة غير إني عايز افضل فاكر شكلها لأني مش هلمسها تاني، لأن مؤمن جداً إن الإيد أصدق حاجة بتعبر عن الحب عشان كده هي حركة مهمة بين أي اتنين بيحبوا بعض.
زي لما تكون ماشي مع صاحبك فا يلمس ضهرك بتلقائية عشان يبعدك عن العربيات، أو إنه يطبطب عليك لما يحضنك وهو بيسلم عليك، أو يمسح دموعك بإيده وإنت بتعيط على حاجة وجعتك
كانت تستمع زاد إليه ب إهتمام وكأن قد أعجبتها كلماته وهو يكمل لها وكأنه يريد توصيل فكرة معينه لها
_قريت في مرة ل نينا لاكور لو تسمعى عنها جملة بتقول عن حبيبها.. مسح الدموع من على وجهي، لقد استخدم يديه، لقد كان يحبني حباً شديداً.
حاجه كدا مش مفهومه إنك ممكن تبوس الف شخص لكن متمسكش ايده، ماسكه الإيد معنى تانى وتالت زى مثلاً تبقى متوتره وعندك حاجة مهمة فصاحبتك تمسك إيدك فتطمنى، أو لما تبقى رايحه ميعاد مهم ومرتبكة فاللي رايحة تقابليه ده يشد على إيدك في السلام فتهدى، حاجة كده شبه اللي قاله فؤاد المهندس في الشموع السوداء إن زي ما يكون القلب في كف الإيد!
قالها ومن بعدها لامس ب أطراف أصابعه كف يدها الموضوع تلقائى على المنضده، شعرت زاد بنفضه وكأن هناك قوة كهربيه تم التوصيل بجسدها للتو.. او أن هناك شعور ب تلك_لسعه البرد_تمر بظهرها الدافئ.
ماهذا الشعور، ماهذه الطرقات التى تجعلنى اسير بها يا والى؟ طرقات لم أعتاد عليها ولم اعرفها ولم اتطرق لها من الأساس،قامت زاد بجذب كف يدها مسرعه وقامت بنهره على فعلته هذه
_فيه إيه يا والى؟ مش شايف أنها زادت شوية
شعر والى بالخجل منها فنهض هو الآخر يعتذر منها كثيراً ويدعوها رجاءاً للجلوس مرة ثانية
_أنا آسف والله مش قصدى، غصب عنى لاقيت نفسي..
_لاقيت نفسك إيه؟ مرة نروح فرح مرة تجيبلى ورد وكل شوية كلمات غزل، ودلوقت تلمس ايدى
والى، أنا مبحبش التصرفات دى، و إلا ياريت نرجع مجرد شركا فشغل وبس
شعر والى بالضيق ف اعتذر منها مرة أخرى وقام بتهدئتها وأجلسها مرة أخرى وهو يتحدث إليها
_بجد مش قصدى اضايقك او ازعلك يا زاد، حركه تلقائيه منى.. وخلاص ياستى من هنا ورايح
المعاملة هتبقى عادى وأى شعور منى هحسه وهلاقيه بيطلع، هكتمه على طول
بس انتِ متضايقيش
صمتت زاد ومازالت على عبوسها ف اردف هو ممازحاً إياها
_ممكن نكمل الليلة بنضحك زى م كنا، إنهاردة عيد ميلادك.. بلاش البوز دا بقا مش لايق على الطله الملكية دى
إبتسمت زاد وعادا لحديثهما، لا نخفى سراً ب أن شيئاً ما يتحرك داخلها كلما فعل والى فعلاً جديداً معها، ولكنها تقوم ب إخماده سواء داخلها أو بصوت مسموع ف لامجال للحب بعالم زاد مطر وهذا أفضل!
`~`~`~
_مسابقه!! مسابقه إيه.. إيه الهبل الل انتو جايين تقولوه دا
تأفف نبيل وأخذ يقضم بشفتيه فقالت ديانا
_مسابقه ياماما فالتليفزيون هناخد منها فلوس كتير أوى وعربيه وفرح ع حسابهم حاجه جامده موووت
ألتوت شفتى السيده والده ديانا وقامت بفعل مصمصه شفتيها ساخرة منهم، فقال والد ديانا
_إسمع يا نبيل إحنا هنديك فرصه عشان بس البنت بتحبك ومتمسكه بيك
لكن جو تليفزيونات وبرامج مالناش فيه
_ماهو مش انتو ياعمى الل هتصوروا انا وهى
قالها نبيل فقالت والده ديانا
_على حد علمى دى مسابقه لعيال صغيرة فسن بنتى، هتروح تعمل إيه أنت هناك وسطهم؟
ياخويا اتكسف على دمك
_ليه يعنى يا طنط هو انا عندى ٦٠سنه، م صباح الكخ عالكخ
دنى نبيل من أذن ديانا وأردف لها ممتعضاً منهم
_أمك وابوكِ بيموتوا فيا اوى
قامت ديانا بغمزه وأردفت لوالديها
_إحنا بس كنا عاوزين نستلف شوية فلوس منكم نجيب حجات لازمانا للبرنامج
نظرت السيده ناحيتهما وبالأخص نبيل وأردفت
_طب نديكِ انتِ ماشى انما هو ليه، لقيط ولا احنا متكفلين بيك؟!
_أنا عاوز اعرف يا طنط هو انا كلت نايبك من على السفرة، فيه إيه أنا مش عاوز حاجه هاتولها هى وكفوها مقاسات كبيرة، وأنا ليا ربنا
أمسكت ديانا بذراع نبيل تجذبه نحو السفرة تتحدث بحماسها المعتاد
_طب قوم يابُلبُلى هنتغدى إنهاردة سوا وأنا الل عاملة الأكل بنفسي عشان لما نتجوز معتمدش عليك فالطبيخ واكون طباخه جميله مرات طباخ شاطر
إمتعض نبيل بوجهه ردة فعل منه على ماقالت وسار معها تسحبه حتى أجلسته على المقعد ووضعت على صدره المحرمه وناولته الشوكه والسكين ووضعت أمامه صحناً فارغاً وقامت بسكب الطعام الساخن وقطع الدجاج وإبتسمت له إبتسامه عريضه كى يبدء، ف هم نبيل تقطيع قطعه دجاج ووضعها فى فمه ليصنع صوتاً مضحكا بعدما مضغها أثناء البلع ونظر نحوها متسائلاً
_ايه دا يا كعبول
كانت تأكل ديانا بنهم وأردفت له بفمها المملوء
_فراخ يا حووبي
_فراخ ايه.. الفراخ دى عاملة كدا ليه
ضحكت ديانا وأردفت له بعفويتها
_ااااه، اصل كان لازم تتغسل ف انا بقا ايه جبت الايريال وغسلتها خلتها ناصعه البياض
إتسعت حدقه عين نبيل مع إعوجاج شفتيه وأردف لها بهدوء
_غسلتيها ب إيه؟ ب إيريال! إيريال مسحوق الغسيل؟
_ايوة كان مكتوب فاليوتيوب تتغسل، وأنا ملاقتش غير ايريال لو فيه تايد أو برسيل كنت غسلت
بس ماما معندهاش غير دا
هنا أمسك نبيل ذراعها يلويه فتأوهت هى وتحدث لها بعصبيه تفرطك ضحكاً
_فراخ إيه الل بتتغسل ب إيريال منك لله، ودى ناكلها ولا ننشرها على حبل الغسيل ياللى تنزغدى
تركها ونهض مسرعاً نحو المرحاض ف هرولت هى خلفه تتهادى بشحوم جسدها المترهله قائله
_يابلبولى اصبر، طب انت مدوقتش الكانى لونى
_عاملاه ب إيه دا بقا ان شاء الله بسولار ولا حاطه فالبشاميل بتاعه جبس
إوعى ياشيخه دى جوازتى منك تكفير ذنب
وعلى هذا العراك المُضحك، ثنائى المشاكسات برغم الطيبه التى تملأ قلبيهما، هل سيستمران على هذا النحو؟
`~`~`~
ضغطه على رابط المسابقه الموضوع على صفحة الإنترنت، فتحت صفحه ملئ استمارة البيانات
كان يقرأ قُصى ويقوم بالأجابة عن كل سؤال، كان يصنع ل عزة مُفاجأة فقد كانت أمنيتها التحاقهم بهذه المسابقه وبعد إلحاح منها ولأنها معشوقته خضع لطلبها ولكن سراً حتى أن تم القبول تتفاجئ ويكون لها أسعد خبر.
اما عن عزة فقد كانت ترتب الخزانه بغرفة نومهما لتجد ظرف عليه إسم شركة والد قصى وبداخله المال!
تعجبت عزة من هذا الأمر ودلفت إلى قصى لتجده يجلس على حاسوبة مُنهمكاً فقالت له ممسكه بالظرف الورقى
_إيه دا يا قُصى
رفع قصى بصره لها ليجدها تمسك بالظرف، مط شفتيه وإستعد للمعركه لأنها لم تكن تعلم ب أنه يأخذ اموالاً من والده على إعتبار أنها حقه
_عادى يا عزة ظرف وفيه فلوس
_فلوس من مين؟ من أهلك؟
بلل قصى شفتيه وترك الحاسوب ونهض مترجلاً إليها يتحدث
_ايوا منهم ياعزة، فيه إيه
بدأت عاصفه عزة أن تندلع ف أردفت بنبرة على أعتابها العصبيه
_ومقولتليش ليه؟ وبعدين إحنا من إمتى بنخبي حاجه على بعض وبعدين اصلاً
إحنا مش عاوزين منهم فلوس أنا بشتغل وانت بتشتغل وكل فلوسي بتتحط فالبيت يبقى بتاخد منهم ليه.. أهلك طلعونا من حياتهم زمان من غير أى وجه حق، يبقى مش بنقبل إحسان دلوقت
عبس قصى ب وجهه وتحدث يهز رأسه إستنكاراً
_لاء ثوانى بس،. يعنى ايه كُل فلوسي بتتحط فالبيت دى! أنا من أول يوم قولتلك فلوس شغلك خليها ليكِ ياعزة وأنا الل هصرف عالبيت.. انتِ بتعايرينى ياعزة!
إتسعت عين عزة ذهولاً وحاولت الدفاع عن نفسها
_لاء طبعاً مش دا قصدى، قصدى أن إحنا مش محتاجين لهم
إقترب قصى منها وتحدث مشخصاً نظرته إلى عيناها
_لاء محتاجين وعاوزين، فلوس شغلى وشغلك مش مأمنه ليا وليكِ المستوى الل أنا عاوزه
أنا عيشت طول عمرى إبن ناس يا عزة وإبن عز.. مسألتيش نفسك قسط العربية بيتدفع منين
شغل المرسم وسيشنات التصوير بتاعتى وشغل الكروشيه هو الل جابلنا العربية؟
هو الل جاب شقتنا دى؟! فوقى يا عزة ولما تيجى تحاسبينى متعايرنيش ب إنك واقفه جمبي
وإفتكرى أنى قولتلك من الأول إنى رافض بس انتِ الل صممتِ
حدقت عزة بكلتا عيناه وقد أغرورقت عيناها وأردفت له بصوت متهدج
_طبعاً.. انت طول عمرك إبن ناس وعز ولازم فلوس كتير وكفاية لأن دا مستوى عيشتك من الأول
من قبل م تنطرد من الجنه عشان اليتيمه بنت دار الأيتام مش كدا، بس أنا عاوزة اعرف ليه خبيت عليا
انت ليه كل حاجه بتخبيها عليا كدا؟ فين الحب وعشرة السنين وأنا كل شوية اتفاجئ ليك بحاجه شكل
زفر قصى زفرة حارة وهم ب إمساك كتفيها يهدئ من عصبيتها فنفضته هى عنها وترجلت بعيداً عنه تتحدث وقد سالت دموعها
_إبعد عنى.. أنا كل شوية بكتشف إنى معرفكش، مش هو دا الشخص الل حبيته وآمنته على حياتى
تركته وهرولت إلى غرفتها وأغلقت بابها بقوة.
وقف قصى مشدوهاً من تصرفها هذا، لا يعرف ماذا يقول وكان فى خاطره إسعادها بشئ صادمته هى بشئ آخر فى لحظه، بداخله نحوها آلاف الامنيات.. والاف الانكسارات والكثير الكثير من الخذلان!
`~`~`~
موعد المقابلات، تم فتح باب إستقبال المتقدمين للمسابقه
كاميرات هنا وهناك.. الكثير يقف بالصفوف ينتظر دوره للمقابلة المبدئية لإختيار الصفوة ومن بينهم فحص آخر حتى يتم دخولهم إلى اكاديميه مطر وردى، هذا العمل الضخم فنياً وبقوته وانتشاره عبر وسائل التواصل الاجتماعي او التليفزيون والذى من قبل أن يبدء بدأت الصحف والمجلات فى الحديث عنه.
حيث الشهرة، الحماس، الفضول، المال.. والربح الذى يفوق التوقع!
جلست زاد فى منتصف منصة الحُكام وعلى يمينها والى ويسارها المُعد حمدى فرغلى
وما ان ولج من الباب أول المشتركون، وجلسا أمامهم ف تحدثت زاد إليهم بثقه
_عرفونا بنفسكم
نظر باسل نحو وئام وأمسك يدها يشتبكا بأصابعهما وأردف ب ثقه
_باسل حموده.. 29سنه عازف آله كمان بفرقة موسيقية ب الأوبرا
ودى وئام مراتى.. 24سنه ومفيش أولاد
إبتسمت زاد ونظرت إلى والى وحمدى، ف هم والى بسؤاله
_طب يالا ندخل على السؤال الأول ياباسل
إبتسم باسل بثقه وإبتسمت وئام وقالا معاً
_مستعدين
~`~بالفصل القادم`~`~`
_والله ياباشا انا متعرفش بيتعافى المرء ب إيه، بس من خبرتى يعنى نجولك يتعافى المرء إذا خليتوه ان شاء الله فى حاله!
`~`~`~`~`~`~`~`~`~`~`
•تابع الفصل التالي "رواية ميكاتوا" اضغط على اسم الرواية