رواية ميكاتوا الفصل السابع عشر 17 - بقلم نور اسماعيل
ميكاتو💕 (مطر وردى) ☂️💦
(17)
`~`~`
وكأننى تلك الزوايا المهجورة تلك الشوارع المنقطعة انا الاماكن التى هجرها الجميع دون رحمه...!
_وعملتِ إيه لما قالك كدا؟!
تنهدت وئام إثر جلوسها مع جارتها السيدة المُسنه بعدما قصت عليها قصة باسل معها من أول يوم حتى إعترافه الأخير ب أنه كان يقوم بالتجسس على هاتفها ومعرفه معلوماتها الشخصية ومكالماتها الهاتفية، أردفت إلى جارتها عابسه الوجه نبرتها حزينه
_بهدلته وشتمته وقولتله انت من غير ضمير ولا إحساس ربنا يورينى فيك شر انتقامه على الل عملته فيا
قالى حاجه غريبة.. كان ممكن مقولكيش حاجه بس انا حبيت اريح ضميرى من ناحيتك للآخر
ربتت السيدة بهدوء بكف يدها ذا الجلد الواضح عليه بشيخوخته وقالت
_بُصى يا وئام، انتِ زى بناتى.. الولد دا مش عاوز منك حاجه وحشه.. اه فالاول كان نيته مش خير
بس لما إتأكد منك عرف غلطته وبيحاول يكفر عنها، مكانش جالك مرة واتنين وتلاته عشان تسامحيه وطلبك للجواز
كانت وئام تحدق ب عينا السيده مطولاً تستمع إلى كلماتها، اكملت السيدة
_اديله فرصه يا وئام
ابتعلت وئام ريقها مع هزة ل رأسها وأردفت ب إنكسار
_عارفه يا خالتى، أنا عمرى م كان عندى حق اختيار او قرار.. معنديش طول حياتى ودن واحده تسمعنى وعقل يفكر معايا، مفيش حد كان جمبي فالحلوة والمُرة عشان اجرى عليه دلوقت يقولى على القرار الصح الل أعمله
انا وحدى، وأنا عند بابا ووسط اخواتى وحدى.. وانا متجوزة ومع جوزى وأهله وحدى
حتى باسل دا.. معرفش أميز هو بجد ندمان على الل عمله معايا ولا نمرة جديده بيعملها عليا
أنا خايفه.. انا كل حاجه راحت منى من اول وفاة امى ولحد دلوقت.. مستنيه عوض ربنا ف أى حاجه
نفسي أوى
تقلبت مُقلة عين السيدة المسنه ناظرة إلى السماء وقالت بصوتها الحنون
_كل حاجه بتتعوض متزعليش عليها، والل ميتعوضش فصاحب العوض موجود!
صلّى إستخارة يا وئام وربنا هيرشدك للطريق الصح.. رب الخير مش بيجيب إلا الخير
إستمعت وئام الى نصيحه جارتها، توضأت وصلت ركعتا الاستخارة وبعدما إنتهت ظلّت شاردة
وهى تجلس على سجادة الصلاة، تذكرت آخر شيء قاله لها باسل بعينان نادمتان تتحدثان رجاءاً
_أنا آسف.. آسف من هنا لسنين جاية ولحد مانا أموت، أنا آسف يا وئام!
`~`~`~
إنّهُ لشيءٌ مُرعب أن تمُرَّ بجانبِ مَن أخبرتهُ كُلَّ تفاصيلكَ كالغريب..
منهمك نبيل وسط الأوانى والموقد، صلصة الطماطم والبصل المقشر ومقطع قطع صغيرة، رائحه الشواء
التوابل مختلفه اللون والطعم والرائحه.. السكين الحامى واللحم الطازج وصدور الدجاج الموضوعه و ب إنتظار إعدادها.
يعمل نبيل ك آله، يقوم بفعل الطبخ لاشئ آخر.. لكن حينما تدقق النظر به سترى علامات العبوس والحزن بدت واضحه عليه.
يسكب الطعام ب صحون التقديم دون أن تنفرج شفتيه أو يرتفع نظره عن مستوى طاولة الأعداد، وفى الوقت ذاته.. يلج إلى المطبخ حذاء رياضى وردى اللون ببطء نرتفع بالبصر إلى اعلى بنطال _چينز_ و قميص مربوط من اسفل آخر زر وتحته _شيرت_داخلى قطنى ووجه ديانا ذا الوجنتين الممتلئين والشعر الفوضوى على جانبي وجهها وظهرها.
تنظر ناحيته بقلب مفتور، أما عنه فهو على إنهماكه بعمله لا يأبه من القادم او الخارج.
ترجلت عدة خطوات نحوه حتى توقفت، وضعت كف يدها الممتلئ على يده اثناء تقطيع الخضروات، نظر لها نبيل عابس فقالت هى
_وحشتنى!
لم ينطق نبيل على نظرته كما هو ف مسحت ديانا على شعره وأكملت
_والشعرتين البيض الل على جوانب راسك دول وحشونى يا بُلبُلى
هونت عليك؟!
بعد النظرة المطولة هذه منه، انفرجت شفتيه وتحدث لها أخيراً ومازال يحدق بها
_أنا عملت الل أهلك كانو عاوزينه، شوفى العريس المتريش يا ديانا هما عندهم حق
إيه ذنبك تفضلى جمب واحد أكبر منك ب15سنه ولسه مشواره طويل وتحقيق الل انتِ عاوزاه مش قادر عليه
يدوب حلمه بيحققه على أده، دا لو كان له فالدنيا حلم اصلا
هل كانت تلوح الآن مقولة لا تغفر أبدًا لمن أفقدك الثقة، وهو يعلم جيدًا شدّة خوفك من الخُذلان أمام نبيل؟!
ولكن ديانا لم تفقده الثقه بذاتها، ظروفه المتعرقله الصعبه ومتطلبات أهلها الزائده هى من أوقفت سريان دماء علاقتهما.
سمعته ديانا حتى النهاية، اغرورقت عيناها بالدمع مع قولها بطفولتها المعهودة
_عارف بعد كل الل قولته دا يا نبيل إيه ذنبي؟ انا حبيت مرتين قبلك.. أو تقدر تقول كنت فعلاقه فاشله مرتين قبلك، كل حد منهم كان مصدر قلق وتعب ليا بشكل منفرد
ولما سيبتهم كنت مرتاحه أوى، إلا أنت!
برغم تريقتك عليا، برغم انك بتاخد كلامى ب استهزاء.. برغم انى بالنسبة لك جوازة والسلام.. وبرغم الفروق الكتير الل بينا.. أنا حبيتك بجد
وضعت كف يدها على قلبه وقالت وهى تنظر إلى عيناه مباشرة
_عشان قلبك أبيض ونضيف، أنا روحت الكنيسه امبارح وولعت شمعه وصليت
قولت ياعدرا.. يا مارجرجس بشفاعتك تدلنى أنا صح لو كملت مع نبيل غصب عن أهلى
ولا لو سمعت كلامهم وخلاص سيبته، لاقتنى إنهاردة جتلك
لاقيت بعد الشغل رجليا واخدانى لعندك
وضعت يدها بحقيبتها وأخرجت كيساً بلاستيكى به مبلغ مالى كبير
_أنا قبضت الجمعية العشر آلاف جنيه، واستلفت عليهم عشرة تانين من إخواتى وهبقى ارد من جمعيه جديده
وكمان فلوسك الل كانت عند بابا العشرين الف
كدا بقوا اربعين الف، دا غير الل معاك.. تعالا نجيب عفش على أدنا
وواحده واحده نبقى نجدده لما ربنا يفرجها، وموافقه عالشقه الصغيرة ومحدش له دعوة دى حياتى
وانا مختاراها كدا، قولت إيه يا بُلبولى.. هتكمل مع كعبولك ولا هتفضل بائس كدا بوشك دا
إبتسم نبيل إبتسامه جانبيه مع قوله ساخراً
_يابنتى إيه يرغمك على غراب زيي، انفدى بجلدك
_لاء، رجلى على رجلك وبؤسي على بؤسك وبومتى على غرابك
ضحكا الاثنين بشده ف دلف زميل نبيل بسرعه إلى المطبخ ممسكاً هاتفه يعرض إعلان المسابقه "مطر وردى"
موجهاً حديثه إلى نبيل
_بص ياض يا حزين أنت، مسابقه بسيطه وممكن تكسب الفلوس والعربيه وفرح على حساب البرنامج يافقرى
إيه رأيكم؟!
لمعت الفكرة فى اذهان نبيل وديانا وابتسما فقالت ديانا وهى تخرج هاتفها
_داخلينها وش، انا هدخل عاللينك واشترك حالاً
اخذت تتراقص ممسكه بالهاتف ومحدقه به
_وهنكسب المسابقه وهناخد عربيه وفلوووس هيييه، شفاعتك ياعدرا تكون معاناااا
نظر لها نبيل واطرق كفيه واحده بالأخرى متحدثاً إلى زميله
_اهو تخيل مسرح البالون دا هيبقى ادام الناس فالتليفزيون.. د إحنا فضحيتنا هتبقى بجلاجل!
`~`~`~
دائمًا ما كان يخبرني عمى الحبيب أننا نندفع بكل طاقتنا عندما نُحب.. وبنفس القدر الذي اندفعنا به تتحطم قُلُوبنا ، كان يُوصيني أن أتمعن في الأختيار كي لا يتحطم قلبي وإن ما أصبتُ هدفاً جيداً فلا داعِ من الحُب مِن الأساس، ولكن أصاب العمى قلبي عندما رأيتك وبعدها توالت المفاجئات..
.
كانت تتهادى زاد بحذائها بطرقه الشركه تتابع العمل، دلفت إلى مكتب جانبي
_يارا، عاوزة ملف شُحنه الصين الاخيرة على مكتبي كمان ربع ساعه
_حاضر يا آنسة زاد
خرجت واخذت صوت طرقات حذاؤها يدوى حتى أوقفت أحد الموظفين بالطرقه
_على، ابعتلى ايميل قولى اخر تطورات الصفقه الل احنا داخلينها ومعلومات عن العطاءات المتقدمه قصادنا
_حصل يافندم
دلفت إلى مكتبها، وجلست وضغطت على زر لدى عامل المقهى الخاص بالشركه
_فنجان قهوة يا عيد
إرتدت نظارتها وامسكت الملف الورقى الذى أمامها واخذت تتصفحه، رن هاتفها أجابت
_الوو، لاء هو قدامى اهو هخلصه وابلغ حضرتك.. متشكرة يافندم تحت امرك
صوت طرقات على الباب، أمرت زاد بالدخول إثر إنشغالها بقراءة الأوراق
_آنسة زاد، مستر والى عبدالحميد برة
رفعت زاد نظرها منتبهه وأردفت
_ماشى خليه يدخل
دلف والى واغلقت السكرتيرة الباب خلفها، صافحا بعضهما البعض وجلس
_آسف لو جيت فوقت مش مناسب، شكلك مشغولة
_هو بصراحه فيه ضغط انهاردة، بس انا معاك م احنا مع بعض فشغل برضو
إبتسم والى وأردف لها
_طبعاً وأنا جاى عشان كدا، فيه كميه تمويل جايه على المسابقه مش هتتخيلى شركات إيه
إبتسمت زاد وتركت الأوراق من يدها وقالت ب إنتباه
_طب دا خبر كويس جدا
_ولينك المسابقه الضغط عالى عليه جداً والطلبات المتقدمه بصراحه اكبر من توقعى
عادت زاد بظهرها للخلف وأردفت
_إمتى هنبدء كاستينج؟! ونختار الكابلز
_لما يخلص عدد المقدمين المحدود، عاوزك تفضى نفسك الفترة الجايه عشان هيبقى فيه الكاستينج
وتقريبا دا هيبلع الوقت مننا
أشارت زاد لما حولها بكلتا يديها قائله
_إنت شايف أنا مش ملاحقه عالشغل بجد، هيبقى هنا وهناك
مط والى شفتيه وأردف بعد تفكير لثوانِ معدوده
_ممكن ذكى بك ييجى يتابع الشغل اثناء الكاستينج، اصل لازم تكونى موجوده
تنهدت زاد تفكر فنهض والى وامسك نظارته الشمسيه يقوم ب إرتداؤها
_أنا همشى
لوحت زاد له مبتسمه
_طيب مطلبتش ليك حاجه
_الوقت و الحاجه الل جايلك عشانها خلاص عملتهم، دلوقت اسيبك لشغلك
وأى جديد هبلغك بيه
نهضت زاد وصافحته، ترجل والى نحو الباب ومن ثم نظر ناحيتها قائلاً
_زاد.. إنهاردة جمالك مش طبيعى واللون الموڤ عليكِ يهبل
اول مرة اشوف أنثى عارفه توفق بين الحياة العملية وبين طبيعتها ك أنثى
أحييكِ
قال هذه الكلمات كقذف القنابل ورحل تاركاً دقات قلب زاد تفعل بها ماتفعل ولكنها تخمد الإحساس بالانغماس بعملها وعدم ترك مساحه للتفكير.
`~`~`~
_على إيه يافندم الشكر إحنا تحت امرك ومبسوطه أن العربية وسعرها عجبوا حضرتك، أن شاء الله مش هيبقى آخر تعامل مابينا.. تحت امرك اتفضل
اغلقت روز الهاتف بعدما انتهت المكالمه بينما كان مصعب يقوم بعد المبلغ الذى حاز عليه بعدما اجرى هو وروز تلك البيعه وكان نصيبهم مبلغ مالى جيد.
نظر ناحيتها وأردف
_مظبوطين بالتمام والكمال، يلا يا رزة عشان چعان جوى هنطلبوا إيه
_لالا تعالا نروح مكان مفتوح ونتغدى أنا عاملة أكل بيتى
انفرجت اسارير مصعب وأردف
_وعدى ياوعدى والله بطنى نشفت من أكل برة، هنروحوا فين
_تعالا نروح الازهر بارك او جنينه الحيوانات
_چنينة حيوانات ايا يابوى، رايح مع سلمى بت أخوى انا.. لاه فكرى فحاچه تانيه
لوحت روز بيدها له وأردفت بنبرة عصبيه
_إخلص وقوم يالا وقف تاكس قبل الأكل م يبرد، دلع ماسخ ومش لايق عليك وانت بئف كدا
تصنع مصعب انه سيقوم بلطم وجهها بكف يده قائلاً
_أنا بئف يا عنز أبيض، جدامى چاك داء المية
اوقفا سيارة أجرة، وإلى حديقه عامة ذهبا وجلست روز بعدما فرشت مفرش قماشى كبير ووضعت الأوانى وقامت بسكب الطعام الساخن وبدءا فى تناول الطعام.
كانا يلتهما بنهم وشراهه، من الواضح ان روز طباخه ماهره فالطعام لذيذ ومصعب يأكل دون توقف
_يابنى بالراحه هيقف فزورك
كان فم مصعب مملوء بالطعام ف ابتلعه وأردف
_لا بيمين نعينوكِ مكان الشيف شربينى بتاع ياچمالو ياچمالو دهوت، الوكل چميل يابت
_بالهنا والشفا، عشان تعرف بس سبع صنايع بس البخت ضايع
قضم مصعب جزء من فخذ الدجاج وألحقها بمعلقه أرز أبيض وأردف
_النبي يابت ياللى شبه سمك الزينه انتِ على حلاوتك وشطارتك دى المفروض تجعديش ثانية
انتِ لو حِدانا فالبلد كنتِ إتچوزتِ بعد الإعدادية
ضحكت روز ف اكمل مصعب بعدما قام بشرب صحن الملوخيه فضحكت روز بشدة، ابتلع ومسح فمه بالمنديل وأردف
_أصل انا لسه هتحسوك، النبي عربي.. المهم كيف اهلك سايبينك من غير چواز لحد دلوك
آكيد عيجيكِ ناس كتير يا واكله ناسك وانتِ رضياش، صوح؟
أرادت روز تغيير مجرى الحديث فقالت له
_وانت متجوزتش ليه لحد دلوقت
_ملجتش بصراحه بت وزير الصناعه الل أرضى بيها
قام بلطم خديه بطريقه مضحكه وأردف
_هو انا لاجى آكل، كنت نصاب وحرامى ودلوك سمسار هتچوز منين
ضحكت روز ومن ثم تناولت الماء تشربه ف تذكر هو شيئاً
_صوح جدمت لينا انا فمسابقه مطر مغفلق باين، مطر ازرق
رفعت روز إحدى حاجبيها وأردفت له معترضه
_يابنى انت غبي؟! مسابقه ايه إحنا ولا مرتبطين ولا مخطوبين ولا متجوزين
حنهبب إيه فيها انت عاوز تضحك علينا الناس!
قام مصعب بتجرع الكثير من الماء ومن ثم تجشأ فصنع صوتاً لتقوم بلكمه روز وأردف لها
_عادى، نمثلوا
عقدت روز ذراعيها وإلتوت شفتيها قائله
_طب بالعقل يا ذكى، الل هيمثل انه مرتبط بحد دا مش عالاقل عارف عنه أى حاجه
هندخل المسابقه نمثل اننا مرتبطين.. طب تعرف ايه عنى انت؟
اعرف أنا عنك إيه ياهباب البرك
_هباب البرك! خللى بالك الل عتشتميه دهوت فبلدهم عمده بس الدنيا جلبته على ضهره
ظلت روز محدقه به ساخره بقسمات وجهها، فقام مصعب بتعديل هندامه وكأنه يتقدم بتعريف نفسه
إلى عمل جديد وأردف ممازحاً إياها
_معاكِ مصعب عابدين الاحمدى، 25سنه، واد اسمر وحلو وملو هدومى وخريج كلية زراعه، اشتغلت كذا شوغلانه ومنفعش
ونعمل سكيب لجزئيه معينه فحياتى عشان هتبجى فضايح
ضحكت روز مخبأة فمها بيدها ف أكمل هو
_وحالياً شغال سمسار اى حاجه وكل حاجة، عمرى م ارتبطت ب مرا فحياتى عشان شايفهم چنس وچع الجلب والدماغ والحريم اصلاً كائنات مرضانه فعقلها
ساكن فشقه تمليك بس أنا أصلاً من الصعيد وعيلتى ناس كويسه ابوى مدرس لغه عربية والحجة أمى ربة منزل وعندى ست إخوات ، وأجيد اللغة الصينية بطلاقه
أطرقت روز كفاً ب كف وتهز رأسها يمينا ويساراً فقال هو
_اتفضلى عرفينى بنفسك ياغندورة
حدقت روز به وإختفت إبتسامتها تدريجياً من على وجهها وأردفت
_أنا ياسيدى روز عبدالله، خريجه معهد تمريض..22سنه كنت شغالة فمستشفى وسيبتها بعد موضوع معين حصل معايا فيها، وحالياً بشتغل سمسارة مع واحد مهفوف كدا
_الله يحفظك يا أبلة
_وعمرى م دخلت علاقه عشان معنديش وقت اعطل نفسي فحب وكلام فارغ، صاحبت كام مرة ولاقيت انه تضييع وقت وبس..
_كملى وناسك، ناسك فين يا وكلاهم
بعينان حزينتان أردفت روز
_وكلاهم فعلاً زى م ع طول تقولى، أنا ماليش حد ولا أهل يا مصعب
أنا وعيت عالدنيا لاقتنى فملجأ.. ومعرفليش أهل!
إعتدل مصعب فى جلسته وأردف لها بجديه
_إتكلمى چد يس كفاية هزار
مسحت روز بأصابعها عَبرة إنهمرت رغماً عنها وقالت
_بتكلم جد، أنا لقيطه يا مصعب.. هاه لسه عاوز تكمل فالتمثيلية؟
فغر مصعب فاهه وظلّ محدقاً بها بذهول دون أن ينطق بحرف واحدٍ.
`~`~`
بينما كنتُ أَرفض كُل شيءٍ بِشدة، كُنتَ قبولي الوحيد بل كُنت سبيلى الوحيد والأجدر والأبقى!
كان قُصى يُداعب الطفل الصغير إبن صديقه المتوفى أحمد فوزى والذى يعانى من ضمور بالمخ أفقده الحركه تماماً وكذلك النطق والسمع!
هذا هو سبب وجود قصى بمنزلهم، فهو يتابع مع والدته وجدته الطبيب وعلاجه، وفى زيارته هذه المرة كانت عزة برفقته.. كانت مُستمتعه ب أجواء الاسرة واللعب مع الطفلة فرح والحديث مع زوجة صديق قصى ووالدتها، وحينما رأى قصى الفرحه بعين عزة هكذا شعر أنه أخطأ ب أنه لم يقوم بتعريفها عليهم منذ حينها ولكن لابأس فقد أصلح قصى كل شئ أخيراً.
_ماشاء الله عليكم يابنتى، ربنا يباركلكم فبعض يارب
قالتها جدة الأطفال موجهه حديثها إلى عزة فقالت عزة
_ربنا يخليك ِ ياماما، بجد قصى دا كل حاجه فحياتى ومعوضنى عن عدم وجود أهلى وعن فقدان أمومتى
نظرت عزة له بإمتنان بالغ وحب ف نظر لها قصى مطولاً قائلاً بنبرة عشق
_عزة دى الدنيا ليا اصلاً ومش مهم بعدها ناس ولا حياة
ضحكت عزة بخجل فقالت أرملة صديق قصى بعدما وضعت لهما المشروب
_على ذكر الحب والعشق، فيه مسابقه شغالين يعلنوا عنها فالتليفزيونات والانترنت
عن الحب وكدا، وفيها مكاسب مهولة
عقد قصى عيناه فبادرت عزة بالقول
_ااه شوفت اعلانهم وانا بتصفح الفيس وبشوف طلبات جروبي، مش برنامج مطر وردى؟!
هزت دعاء ارملة صديق قصى رأسها ايجاباً، واردفت
_م تقدموا فيها انتِ والاستاذ قصى!
نظرت عزة إلى قصى، ف اخرج قصى هاتفه وفتح بيانات الانترنت
وهو يردف
_اسمها ايه
_مسابقة مطر وردى
تصفح وبحث حتى وجد الإعلان، قرأه حتى النهاية ومن ثم أردف بلهجه متحفظه
_دا الثنائيات الفايزة هتعيش فبيت واحد لمده شهرين وهيتذاع كل دا عالتلفزيون!
قالت دعاء فى إندفاع مبتهجه وهى تهز طفله الصغير
_ايوة، إيه رأيكم.. يالاهوى يامدام عزة لو اشتركتوا وكسبتوا والله تستحقوها
وكمان متأخذنيش يا استاذ قصى
والدة حضرتك تعرف انك عمرك م هتستغنى عن مراتك، وترضى عنكم بقا
إبتسمت عزة وأردفت هى مطأطأة رأسها للأسفل
_مستحيل قصى يوافق، قصى بيغير عليا جدا.. نعيش قدام الناس ونتكلم قدام الناس
_لا مش كدا وبس وشهرة ونمشى الناس تشاور علينا لالالا
أردفت دعاء تحثهم بلهجه تدفعهم بها للتفكير
_طب وماله، شوفوا شغلك انت وهى لما يتشهر اكتر من كدا والناس تعرفكم اكتر دا لو مكسبتوش
اومال بقا لو كسبتم.. فلوس وعربية يالااهوى.. الله يرحمك ي أحمد
لو كان موجود كنت سيبت العيال ل ماما واشتركنا
لمعت الفكرة بذهن عزة فنظرت ناحية قصى، الذى فعل برأسه نافياً أى انه لامجال للتفكير
لاتحاولى..
`~`~`~
"بارك الله لكما.. وبارك عليكما، وجمع بينكم فى خير"
رفع المأذون المنديل وتعالت الزغاريد ب ارجاء المكان وقام رائد بمصافحه والد مايا وجميع من حضر من اصدقاؤه وزملاء بحفاوة، أما عن العروس مايا كانت تتألق بحلتها وتقوم بعناق صديقاتها بعدما انتهى عقد القران وقاموا بتشغيل الاغانى وكانوا يتراقصن حولها فى مشهد جميل.
حتى اقترب رائد ناحيتها وعانقها بقوة مطولاً وطبع قبله على رأسها ثم نظر إلى عيناها فلقطط إحداهن صورة لهما مفاجأة وكانت الأروع!
مرّت الساعات وسط الصخب والفرحه المتناثرة بالمكان وقلوبهم، حتى اتى البرنامج الثانى ليوم عقد القران كما خططوا له، ذهبوا الى المقهى المفضل لهما مع بعض من اصدقاؤهم حيث اكملوا سهرتهم هناك على راحتهم أكثر.
وفى العودة، توقفت سيارة رائد امام منزل مايا فنظرت مايا ناحيته
_من اجمل ايام حياتى فعلاً.. أنا بحبك يارائد
مسح رائد على وجنتها بيده وحدق بعيناها بغرامه المُفعم قائلاً
_انا بموت فيكِ ياروح رائد، بقيتِ مراتى يا ميوش فهمى نظمى رسمى
رفعت مايا سبابتها فوجهه تلوح بها قائله
_لا لالا لسه فاضل تكه على آخر السكه.. عارف كمان مبسوطه ليه أكتر
_ليه ياقلبي
_عشان وافقت اننا نشترك فالمسابقه
نظر رائد أمامه وأردف ساخراً
_مش ساومتينى، لو كتبنا الكتاب بدرى قبل الفرح يبقى نشترك.. مش ساهلة انتِ
تراقصت مايا فى مكانها على مقعد السيارة وأردفت
_يا حبيبي إمشى ورايا بس ومتخافش
نظرت مايا بساعة الهاتف وقالت بعدما شهقت بصوت خفيض
_اوووه إتأخرت جامد.. يالا تصبح على خير يا حبيبي لما توصل كلمنى
همت بالنزول، ف اوقفها ممسكاً كف يدها ودنى منها ببطء
_كُنتِ زى القمر، الف مبروك يا حبيبة قلبي
طبع قبله بخفه على وجنتها ف سبلت مايا عيناها وأقتربت شفتيه زاحفه إثر تقبيله المتتابع إلى شفتيها ف قامت مايا ب لطمه ب وجنته ف فزع رائد لينظر لها عيناه متسعتان مشدوهاً
_إيه الل بتعمله دا؟
_انتِ بقيتِ مراتى، دى بوسه بريئه والله
_لا بريئه ولا جريئه غير مسموووح غير لما نكون فشقتنا
همت بالهبوط ف اوقفها ثانية يسحبها ناحيته
_طب بوسه كمان ويبقوا قلمين
_راااائد
_عيونو
_تصبح على خير
هبطت وهرولت حاملة ذيول فستانها ولوحت له وصعدت الدرج ف ابتسم هو وعدل من وضعية نظارته وانطلق بسيارته وهو يقوم بدندنه اغنية عمرودياب
_آه يا نور حياتي مافكيش غلطة اجنبية طيب ولا ايه دي خلطة آآآآآآآآآه يا نجمة مسكت فيها وانا مستقتل عليهاسيبي ضحكتك عليكي، عليكي رايقة،،
~`~بالفصل القادم`~`~`
_سقف جامد لل علمك القسوة، واديه بالقلم عشان تأكدله انك إتعلمت!
`~`~`~`~`~`~`~`~`~`~`
•تابع الفصل التالي "رواية ميكاتوا" اضغط على اسم الرواية