رواية ميكاتوا الفصل الرابع عشر 14 - بقلم نور اسماعيل
ميكاتو💕 (مطر وردى) ☂️💦
(14)
`~`~`
قلبها يدمي، ال*ن*يران تشتعل بهِ، يتآكل من الداخل
، عَبراتها أصبحت كالشلال المنسكب على وجنتيها،
ورأسها أصبحت مشتته بشكل مهيب، تخشى البكاء أمامه، فتفضحها شهقاتها، لم يعد قلبها يحتمل، وتراقصت دمعاتها ألماً من كثرة السقوط.
ترقد عزة على سرير حديدى تتمدد عليه وحولها الحوائط ذات اللون الابيض والنوافذ المفتوحه المُطلة على الاشجار والخُضرة.. فهى مكثت ل ليلتان بمشفى بعدما أُصيب جراء حادث سيارة مروع، حينما كانت تهرول بصورة جنونية باكيه بعدما تأكدت من خيانه حبيبها الأوحد، قُصى!
وعلى الفور تم نقلها وكانت النتائج، كسر بأحد ذراعيها وكدمات ببعض عظام الحوض وعظام جمجمة الرأس.
قصى بالخارج يتابع حالتها مع الطبيب ومن ثم طرق الباب ليدلف لها، حينما رأته هى أشاحت ببصرها الناحية الأخرى فجلس هو وبدء بالحديث
_إيه الل وصلتينا ليه دا يا عزة؟! ياعزة ارجوكِ رُدى عليّا أنا تعبت
هنا.. أدارت عزة وجهها ناحيته وعلى اعتاب عيناها دمعة تأبي الهبوط
قالت له بصوت يملئه الحزن المكتوم والحسرة
_أنت الل تعبت ياقصى؟! أنا من الأول قولتلك.. من 16سنه لو موضوع الخِلفه هيضايقك ويأثر عليك
نسيب بعض واتجوز وانا هرجع الدار اشتغل واعيش فيها زى ما كنت
ليه دلوقت.. ليه دلوقت بعد كُل الحب وكُل العمر دا.. بعد العِشرة والروح الل بقت روحك!
عاوز تتجوز وتخلف؟ حقك
بس مش على حسابي وانك تستغفلنى
نهض قُصى مُدافعاً عن حاله وأردف بنبرة ضيق مع لوم لها
_أنا مش متنيل متجوز، مش متجوز!!!
إتسعت عين عزة وأردفت له بنبراتها المتحشرجه
_أومال البيت الل كُنت فيه وحضرتك قاعد واخد راحتك وقالع الشوز والبنت الصغيرة وقبل م أرن الجرس سامعه صوت ضحكتك والتليفونات الل قارفانى ومش راضيه اقولك
جوزك متجوز ومخلف.. جوزك متجوز ومخلف.. تبقى إيه
خطى قصى خطوتين ناحية سريرها وأمسك يدها السليمه فنهرته وتركت يده فقال لها بنبرة عتاب
_فين الدليل فكل الل بتحكيه إنى متجوز، ازاى مواجهتنيش بالل بتقوليه دا وسألتينى؟
أنا حلفت لك إنى مش هخون عهدك ياعزة، وأن مش عاوز أولاد وأد قرارى دا ومتحمله
_مش مصدقاك
_انا مش بكدب ياعزة
أدارت عزة وجهها الناحية الأخرى، فتنهد قصى بفروغ صبر وجلس ثانيه وأردف
_أنا مكنتش عاوز اقولك أى حاجه لأن دى حاجه بين وبين ربنا، بس هقولك عشان قلبك يرتاح
البيت الل شوفتينى فيه دا بيت أحمد فوزى صديقى الله يرحمه
اقرب صديق ليا، من زمان من قبل م اقابلك
وله فضل عليا فحجات كتير فالدراسه ولما كنت بتعلم الشغل عند بابا لأن مكنتش غاوى
دماغى كانت فالرسم والتصوير وهو علمنى كل حاجه، وبعد م اتجوزتك كان هو من الناس الل مبعدتش عنى زى الباقى
وفضلنا سوا، وكان بيشتغل معايا فتوسيع نطاق شغلى وأنه يشهرنى
وأحمد من سنه عمل حادثه.. وقبل م يموت حلفنى مسبش مراته وولاده
لأن مراته ست يتيمه ومالهاش غير مامتها.. وأنا من يومها بعتبر نفسي مسؤول عنهم.
البيت دا أنا كلت وشربت فيه كأنه بيتنا، ومراته اختى وبعتبر ولاده ولادى
عشان كدا لما فاتحتينى ف حوار اننا نكفل طفل يتيم مرضتش، انا شايل هم ولاد احمد
صحيح انانيه منى انى م أشركتكيش فحاجه زى دى وعرفتك، بس حسيت انى هضيع ثوابي عند ربنا
ولو حابه تتأكدى.. بعد م تطلعى من هنا بالسلامه
هنروح السجل المدنى وهنطلع مستخرج، والمستخرج دا بيثبت اذا كان فيه زوجة تانيه غيرك ولالاء
وكمان هوديكِ عند مرات أحمد وهى ومامتها هيحكولك كل حاجه.. راضيه ياعزة؟!
إلتفتت عزة ثانية ناحيته وهمت ب مسح عيناها ف دنى هو منها ومسح على رأسها بحنان مع قوله
_أنا بحبك.. عارفه يعنى إيه بحبك! يعنى مش هعرف اخد ست تانيه فحضنى غيرك
ومش هعرف اشم ريحة ست غير عزة فهدومى، ومش هعرف احس بست تانيه ولا انبسط بلحظه معاها لمجرد انها تخلف لى طفل أنا معرفوش!
رقت مشاعر عزة له، فطبع قصى قبله على اناملهت الرقيقه ف أردفت هى له
_والرقم الل بيكلمنى
_هاتى موبايلك وطلعيهولى الرقم
تناول حقيبتها واخرج الهاتف المغلق، فتحه واعطاها إياه فجلبت له الرقم ليتصل به من هاتفه فيجده مغلقاً!
رفع هاتفه فى وجهه يخرج رقماً آخر وتحدث إليه بجديه
_الو.. معالى الباشا ازى حضرتك.. قُصى إحسان معاك.، فيه رقم مضايق المدام عندى عاوز اعرف مين صاحبه وفين بالظبط.. اشكرك ياباشا
تمام.. هنتظر معاليك
اغلق قصى الهاتف ونظر لها بحب وأقترب برأسه ناحية وجهها قائلاً
_مش عاوزك تسامحى او تعدى الموقف غير بعد م تشوفى بعينك إنى مش متجوز وتسمعى كلام مرات أحمد
ونعرف مين صاحب الرقم، وبعدها هيبقالى حق عرب عندك ياعزة هانم
إبتسمت عزة، بل تراقص قلبها فرحاً.. لم يخونها، لايرى غيرها بل لايريد من الأساس.
مازال قلبها نابض بين ضلوعه هو.. مازالت قصة حبهما مسطورة بحبر لايمحيه الزمن أو الظروف أو الدخلاء!
`~`~`~
"حِلف القمر.. يمين وقالى، ياحلو ساعة م شافك
فى الحُسن لابعدك ولا قبلك ياروحى.. ياروحى كِملت أوصافك"
عام 1992
_ألو.. الووو ايوة يا شافع سامعك
بصعوبة كان يستمع زكى إلى مكالمه شقيقه شافع الهاتفيه الدولية من مصر إلى السعودية
وبالكاد يلتقط منه الكلمات إثر وقوفه ب أحد الحانات المخصصه للمكالمات الهاتفيه الدوليه آنذاك.
_ايوا يا ذكى، تعرف تنزل مصر حالاً
_لييه
_خالك خليفه مات،وانت عارف مالوش لا ست ولاعيل
وفلوسه الل تحت الارض هتطلع والورث هيبقى بينى وبينك
ولازم تيجى عشان تحضر كل دا
أصاب زكى الذهول! هل مات حقاً خالهم البخيل المُتعنت أخيراً، هذا الرجل سليط اللسان
ذو الملايين توفاه الله ولم يصبح له وريثاً سواه هو وشقيقه، هل بالفعل سيرتاح من العمل ونظام العبودية والسُخرة ببلده غير بلدتهم، هل سيكون له كيانه الخاص أخيراً.
هل سيترك العمل هنا؟ وهيام؟! ماذا سيفعل حيالها.. فقد طاق الشوق بهما ووصلت مرحله حبهما إلى أوجها
ولم يستطع واحدٍ منهم ترك الآخر، ماذا سيفعل؟ وعلى أى شئ ينتوى
_الووو، يا ذكى أنت معايا؟
_ايوة ياشافع، معاك.. طيب هرتب امورى وأكلمك ونشوف سوا
صوت طفلة صغيرة بجانب شافع تود أن تتحدث الى ذكى وصوتها يصنع ضجيجاً مُزعجاً فنهرها
والدها وعاد ثانيه إلى مكالمه ذكى ف إنتبه ذكى
_زاد دى؟
_ايوا ياسيدى عاوزة تكلمك، مش وقته لما تنزل ابقى كلمها وتكلمك دا يمكن كمان متسيبهاش وتفضل معانا هنا على طول.
انتهت المكالمة الهاتفيه، عاد ذكى سريعاً يريد أن يخبر هيام بما حدث ولكن كيف؟
فموعد لقاءهم الاسبوعى لن يحين بعد!
فتطرق إلى طريقتهما السريّة المتفقان عليها منذ بداية اعترافهما لبعضهما البعض بحبهما.. إرسال الخطابات
بطريقه ذكيه لم يلحظها أحد.
دلف ذكى الى مطبخ السرايا وصافح الخدم وتبادل النكات والضحكات مع بعضهم حتى راقب الطعام المُحضر ف سأل بدهاء
_الأكل دا طالع فوق؟
أجابه الطباخ الهندى ب اللغه العربية ولكنها ركيكه على قدرما يستطيع أن الطعام سيصعد إلى غرفه الفتاة الكبرى هيام!
انتهز ذكى فرصه إنشغال الطباخ وهو يسكب الحساء ب صحن آخر ف وضع الخطاب اسفل الصحن المسطح الذى عليه الصحن المملوء بقطع اللحم.
اخذت الخادمة الصينيه بعدما اكتملت وصعدت بها إلى هيام التى كانت تتراقص أمام المرآه على أحد أغنيات
الفلكلور السعودى الشهيرة حينها، تتراقص بالطريقه الخليجيه وتطيح بشعرها الطويل يميناً ويساراً مُنسجمه
و م إن دلفت الخادمة وضعت الصينيه ف أمسكت هيام يداها لتتراقص أمامها فضحكت الخادمة وتركتها ورحلت.
اوقفت هيام صوت الأغانى، وشرعت فى البدء لتناول الطعام، ولكن قبل أن تتناول فتشت كالعادة هل هناك اى رسائل بصندوق بريد الحب؟!
وبالفعل وجدت، قرأت الخطاب بهيام حتى وصلت إلى السطر الذى بدّل حالها رأسا على عقب، فنهضت سريعاً وفتحت ستائر الشُرفه تبحث عنه، فوجدته يقوم بغسل السيارة وينظر إلى أعلى ينتظرها..
وعلى الفور إرتدت ثيابها والعباءه فوقهم وألقت بالوشاح من دون ترتيب على شعرها المنسدل، وهبطت
بعدما أخبرت والدتها ان صديقتها بالمشفى وتريد الاطمئنان عليها وسيقوم بتوصيلها ذكى كالعادة.
وصلت عنده واستقلت السيارة وانطلق هو بها حتى وصلا إلى مكانهم المعهود وبدءو الحديث
_هتنزل مصر يا ذكى؟
قالتها بعينان تنضحان حنان، ف أردف هو لها
_غصب عنى، شرحت لك كل حاجه فالجواب
_رح تتركنى؟!
ارتسم خط الدمع وسط بياض عيناها، فمسح ذكى على وجنتها وأردف لها
_عمرى م هسيبك يا حبيبتي، هنزل اخد ورثى وساعتها هرجع ادق بابك وانا معى الل يعيشك بمستواكِ ياهيام
وابوكِ مش هيرفضنى، لأن ساعتها مش هكون سواق تانى
هتكونى معايا طول العمر
ضغطت هيام على شفتها السفلى وأشاحت بنظرها بعيداً ب إرتباك لاحظ ذكى وأردف لها
_خايفه من إيه
_مش عارفه يا ذكى، خايفه ماترجع.. خايفه يدرون باللى بينى وبينك ويصير مشكل
خايفه مايرضون اصلا نتزوچ
نظر ذكى بعمق إلى عيناها وقال مُبتسماً
_بالعكس بقا، أنا حاسس إن حجات كتير هتتغير بعد موضوع ورثى دا وهتكونى معايا وهتشوفى..
رفرفت هيام ب أهدابها ب خوف وقالت
_يارب يا ذكى يارب
`~`~`~
_تتجوزينى يا وئام؟!
تركت وئام القلم من يدها وأردفت له مندهشه مع نبرات صوتهما المستنكرة
_هو فيه إيه بالظبط، هو أنت كل شوية هتطلع لى.. ي أخى ياريتنى م اتنازلت عن القضيه
سمعها باسل إلى أن انتهت وأردف لها
_والله العظيم أنا لاعاوز اضايقك ولا بشتغلك، أنا طالبك فحلال ربنا بجد.. موافقه؟
طرقت وئام كف بكف، رن صوت جرس التنبيه ب دور المريض التالى فنهضت سريعاً وفتحت باب غرفه الطبيب ودلف المريض وجلست ثانيه وتوجهت إلى باسل بقولها
_ممكن لو سمحت تسيبنى أشتغل، يعنى انا بصراحه الوضع دا بقا بيخنقنى
_ماهو انتِ مبترضيش نتكلم فمكان تانى ومعرفش رقم تليفونك
حدقت وئام به مع قولها بصوت خفيض
_اه تاخد رقمى، مانا ست شمال بقا وفاتحاها عالبحرى وهناخد وندى مش كدا
هز باسل رأسه بالنفى قائلاً لها
_والله لاء.. والله بتكلم جد، أنا عاوز اتجوزك وندمان على أى حاجه وحشه عملتها معاكِ
ظلّت وئام تنظر حولها خائفه فلاحظ هو فنهض مُردفاً لها
_دا رقمى (دوّن إياه على ورقه أمامها) فكرى ورُدى عليا وانا وقتها هروح لأهلك واطلبك رسمى منهم
عن إذنك..
تركها ورحل ف صوبت نظرها ناحيته مع شرودها، هل ما أخبرها به كان حقاً؟!
ومايدريها الحقيقه من الكذب بهذا الأمر، الحسم هو إحساسها والفيصل إستخارة الله
فى الأمر والله خير مُعين.
`~`~`~`
صورة، خلف الاخرى والاخرى.. يحدق بها مُصعب ويلمس شاشه هاتفه ليرى مابعدها، واحده تلو الأخرى
كلها صور تجمعه ب روز.. تلك الحسناء الفاتنه الصلبه.
فتاة قوية، جميله، ذات رأس يابس وقلب صلب.. لاتتهاون ولا ترضخ.
هناك ماتطمح إليه، وغير هذا وذاك جميله للغاية،وبالرغم من ذلك لم تستغل جمالها حتى فى شئ غير مشروع!
ظلّ ينظر مصعب بالصور مُبتسماً ويتحدث إلى نفسه
_فلفلايه حراجه، حراااجه يابوى.. يا مرار ابويا أنى
مسح على الصورة ب إصبعه وقال
_وبص انا واجف كيف چمبها، بيمين ظابط مباحث
ضحك بشده واكمل حديثه إلى نفسه
_البت حلوة وجمره وعتضرب وعتدى فشلاليت وبميت راچل صوح، شكلك وجعت يافجرى
ليك حج توجع، هى دى البِنته صوح بِنته كانوا يرضعوها ملبن، مش بِنته
بلدنا الل كيف علب التونة وكأنهم مولودين فشم النسيم چاهم دم يصبغهم صبغ!
مسح بيده على صدره العارى المملوء بالشعر الكثيف وهو يتنهد قائلاً
_هاااااح، النبي لانكلمك يا رزه نفور دمك شوية ونضحك
قالها ضاحكاً وقام بالإتصال بها، مرة.. والأخرى.. كانت هى تخطى خارج المرحاض
واضعه منشفه على رأسها وترتدى معطف الاستحمام ونظرت بالهاتف وجدته مصعب، إلتوت شفتيها وأجابت
_نعم يا زفت
_چاكِ زفت أما يزفتك يابعيده، كام مرة نرن عشان معالى السيادة ترد
جلست روز إلى فراشها وانزلت المنشفه من على رأسها وقذفت بها بعيداً وأردفت
_كُنت باخد دش، وبعدين عاوز إيه
_دش! ليه لسه بدرى على عيد الشرطه
ضحك هو فضحكت هى ساخره منه قائله
_هيهيهيهي، عاوز إيه بجد
_فيش يابوى، عاوزين ننول الرضا
_لاء عدى علينا بكرة
_أمانه ننول الرضا ياعسل
إبتسمت روز لمداعبته فقالت له
_ماتنزل من على دماغى يا زفت أنت، عاوزة اخلص عندى كذا حاجه نازلة هعملها
إتسعت حدقه عين مصعب مع قوله
_رايحه فين يالى واكله ناسك؟!
_وانت مالك
_كديتى نازلة كديتى من غير بعد اذنك يا استاذ مصعب، بعد اذن چنابك يا مصعب باشا أنزل
ولا يا حضرة السفير مُصعب لو سمحت تأذنلى بالخروج
نظرت روز إلى المرآه وحدقت بملامحها ومن ثم تناولت المصفف الكهربائى ووضعت المكالمه على الميكرفون
وقامت بتشغيل المصفف
_إخلص ياض مش فاضيه لهزارك بجد
سمع مصعب صوت المصفف ففزع بشكل مضحك مُردفاً
_ايا الل عيزن ديتى
ضحكت روز بعفوية ولم تجيبه، ف استطرد مصعب قوله
_ولا ردت عليّ، كأن شمبانزى عيكلمها.. يا قارشه ناسك ايا الل عيزن دى خرم ودنى
_دا سيشوار يا أهبل
_ايوا شغلى الخلاط واعملى ليمون وروجى على حالك وفيه كلب عيعوعو لك فالتلافون يا جبر
ضحكت روز كثيراً حتى قالت له واغلقت المصفف
_عاوز ايه يا مصعب هاه
_النبي عاوزين ننول الرضا، ماتيچى ونچيب مليچى
_نعم!
_جصدى، تعالى نروح كافيه نشرب جهوة كبريتو ولا ناكلوا فحته زينه
ولا نعملوا أى حاچه المهم اشوفك
أدارت روز عيناها ب أرجاء الغرفه مستمتعه بحديثه مُردفه له
_وليه عاوز تشوفنى
_عشان أسألك الساعه كام يا فقرية
ضحكت روز ف أردف هو مُداعباً إياها
_النبي ننول الرضا بس
_طب نص ساعه ونتقابل فالكافيه بتاعنا
_وه! إشترتيه ياك
_إمشى ياض ياغبي من هنا
_تعالى بس نجولك، بس من غير ضرب زى الدور الل عدى هاه بلاش تبينى انك قويه عرفنا ياستى
بكرة اتدرب وابجى اقوى منك
_فرق كبير اوى بين انك تكون قوى وأنك تكون وقح.. بينهم مسافات وبلاد ياصعيدى
تأفف مصعب وأردف لها
_يابوى خلاص فهمنا الدرس، اسف يا صلاح مش هنكرروها تانى
يلا نخرچ وحشتنى العيون الل شبه عيون جطة بيت خلاف
ضحكت روز بخفه وعقبت على حديثه
_إيه قطه بيت خلاف دى
_دى حكيوة غير حكيوة الحنش، اما اشوفك هجولهالك بس نص ساعه والاجيكى فوشى
يا واكله ناسك
_طيب ياصعيدى، مش هتأخر
ضحك مصعب واتفقا على ميعاد لمقابلتهما واغلق مصعب يتراقص فرحاً بمكانه بحركات عفوية مضحكه.
`~`~`~
مايا..
ينظر رائد إلى الإسم ويتصل بها وهو يقف تحت شُرفتها ينتظر الرد، ولاتجيب!
اتصل مرة، اثنان، ثلاثة.. عشرة.. خمسة عشر، ومن ثم امسك خانة اسمها ب_الواتساب_وارسل لها
_عارف إنت أجمل حاجه تفرح هى إيه. إن الل ياما حلمت بيه تلاقى حبيبك
وأنا عيشت احلم باللحظة دى دا الل بدور عليه.. أنا اسيب حياتى ودنينى ولايوم اسيبك
لم تنظر مايا حتى إلى الهاتف، دلفت والدتها حاملة عصير مثلج من الفراولة الطازجه وجلست بجانبها فى فراشها
_إنتِ مش نايمه يا مايا، قومى وكلمينى
من أسفل وسادتها الموضوعه على رأسها تحدثت مايا
_معلش ياماما مش فايقه اتكلم
_لاء معلش قوزى، عاوزة اقولك كلام مهم
نهضت مايا وإعتدلت وجلست أمام والدتها عيناها منتفختان أثر البكاء وعدم النوم، لون بشرتها شاحب
ونظرتها ذابله، ربتت والدتها على كف يدها قائله لها
_الل حصل من رائد ميستاهلش كل الل انتِ عاملاه دا
همت مايا بالإعتراض ولكن والدتها قاطعتها
_سيبينى أكمل كلامى للآخر، رائد اتصل بيا وحكالى لما لاقاكِ مش بتردى عليه
مايا دا موضوع وابتدا وانتهى وانتِ مش فحياته
خلاص ليه مكبراه كدا
لوحت مايا بيديها وهى تتحدث بعصبيه وعيناها باكيتان
_لاء مش مكبراه، ازاى ميقوليش ازاى أبان مُغفله كدا.. حتى عالاقل من باب أنه يعرفنى أنه فعلا زى م بيقول محبش غيرى ومش بيعرف يتخطانى
_متبقيش أنانيه يا مايا
قالتها والدتها بجديه وبصرامه تنظر إلى عيناها واستطردت حديثها قائله
_ايوة أنانيه، عاوزة تسيبيه وتتخطبي وترجعيله وهو يفضل عايش كدا، ميجربش زى م انتِ م جربتى مع حد تانى يمكن ينفع
بنبرة عصبيه تحدثت مايا وشعرها يتهادى حولها بفوضويه
_ليه مقالش ليه محكاش من الأول
_ولما واجهتيه مانكرش، مايا فى زمننا دا لو فيه بنت لاقت حد يحبها أد حب رائد ليكِ بتمسك فيه ب ايدها وسنانها، اديله فرصه مرة كمان ومتضيعيش حد بيحبك من إيدك
اثناء حديثهما سمعا صوت جرس الباب وترحيب والد مايا.. وصوت رائد!
نهضت الأم ذاهبه اليه ترحب به، ووقفت هى لدى باب غرفتها تحدق به ويحدق بها
نظرات الشوق فاضحه، وكلام العين بالف حديث.. ولحديث عتابهما النازف بقية..
`~`~`~
_أحب أوجه رسالة لأهلي وللناس اللي بتتريق عليا وبتقول إن الأكل مُضر، لأ يا أفندية إحنا بناكل عشان نتابع عروض المطاعم الحلوة والأكل اللذيذ ونقولكم عليه من واقع خبراتنا، الكوارث الل بتحصل للبنات الل عاملة دايت دى بنات من جواها عاوزة ترقع بالصوت وتصحيكو وتيجى تاكل معانا.. . إحنا أبطال قومية يا سادة!
ضغطت ديانا رز نشر هذا المنشور على حسابها ب_الفيسبوك_ وتطلعت إلى كم التعليقات الساخرة من أقربائها وصديقاتها وزملاء العمل، وكانت تهم بالرد على كل تعليق منهم وهى تضحك.. كانت تقوم بالرد بيد وباليد الأخرى مُمسكه بشطيرة بها دجاج مقلى ومايونيز وخس وبجانبها صحن مملوء بطاطا مقليه غارق بالكاتشب.
وكوب مثلج مياه غازيه، مضت الساعات وفوجئت ب اتصال نبيل ف أجابت
_حبيبي.. غُرابي بلبولى البائس إزيك
قام نبيل ب إبعاد الهاتف عن أذنه ونظر إليه ممتعضاً وأعاد الهاتف ثانية إلى أذنه
_طالما بتتكلمى ونص كلامك مش مفهوم يبقى بتاكلى
_لاء دا سناكس بس لحد م الأكل الل أنا طالباه يوصل
لطم نبيل وجنته اليمنى مع قوله
_لسه كمان طالبه أكل
عضت ديانا شفتها السفلى تشعر بالخزى قليلاً مع قولها
_بصراحه يا بلبولى، انا بتصل اطلب بيتزا سلامى إكسترا تشيز لاقيت فيه عرض سندوتش كوردن بلو و3توميه و3كولسلوا وكانز اسيبه
_والعرض دا على ايه يا عربية نقل زلط! كعبول دى كلمه قليله عليكِ
_عرض لو طلبت تلاته بيتزا اتنين لارج وواحده ميديم هاخد العرض دا
_والحمدلله تم الطلب بنجاح، أومال أنت ِ دلوقتِ بتاكلى إيه لحد م الاوردر ييجى
_لاء دا طبق رز بلبن والمكسرات والقشطه ماما كانت عاملاه، قولت تصبيرة لحد م الأكل ييجى
المهم انت كنت بتتصل ليه؟
أردف نبيل لها بصوت مضحك
_مفيش يا كعابيل الدنيا كلها، كنت هقولك اختى هتقدملى على قرض بضمان وظيفتها وهتدهولى ممكن ندفعه مقدم شقه لينا وبباقى الفلوس نجيب العفش
بس بمنظرك دا انتِ مش عاوزة شقه، انتِ عاوزة متحف
ضحكت ديانا بفمها المملوء طعام وصفقت بكلتا يديها قائله بفرح
_ايوة بقا يا نيبووووو، هيييه وهنتجوز هنتجوز
_قصدك انتِ هتتجوزى وانا هتنيح.. أنا عارف ان عند المسيح افضل طبعاً
إهئ إهئ إهئ
همت ديانا ب إغلاق المكالمه معه حتى تجيب عامل التوصيل بطعامها، اغلق نبيل الهاتف وشرع فى لطم وجنتيه مع دندنته بصوت متهدج مضحك
_عارف إنت الحظ، أهو انت الحظ بيبظ بظ بظظظ ومكلبظظظ
~`~`~بالفصل القادم`~`~`
_ياعم انا شخصية صامته وموبايلى صامت
ومشاعرى صامته ونظراتى صامته، دا حتى مصايبي صامته!
`~`~`~`~`~`~`~`~`~`~`
•تابع الفصل التالي "رواية ميكاتوا" اضغط على اسم الرواية