Ads by Google X

رواية لعنة العشق الاسود الفصل الاول 1 - بقلم سارة علي

الصفحة الرئيسية

  رواية لعنة العشق الاسود كاملة بقلم سارة علي  عبر مدونة دليل الرواياات

رواية لعنة العشق الاسود الفصل الاول 1

بعد مرور سنوات ..
أمام المرآة يقف مالك يعدل من ربطة عنقه حينما دلفت والدته الى الداخل وهي تبتسم بحبور …
اقتربت منه ووضعت كف يدها على كتفه ليلتفت نحوها ويحمل كفها ويقبله قبل أن يهتف بها :
” جيالي بنفسك يا سوزان هانم ….”
” طبعا يا حبيبي … مش النهاردة فرح ابني الصغير .. انا فرحانة اوي يا مالك … ”
ابتسم لها ابتسامة لم تصل الى عينيه وقد عادت الذكريات السيئة تسيطر على عقله …


ذكريات متعلقة بماضي ما زال حاضرا داخله وإن أظهر عكس ذلك …
طرد هذه الأفكار من رأسه وعاد بتركيزه ناحية والدته التي قالت بدورها :
” عقبالك يا حبيبي ….”
رد عليها بنبرة مقتضبة :
” لسه بدري ….”
إختفت ابتسامة والدته وهي تقول بلهجة حزينة :

” نفسي اطمن عليك يا مالك … نفسي اشوفك متجوز وعايش مرتاح مع زوجة تحبها وتحبك … ”
لم يعلق على حديثها بل اتجه نحو الشماعة وحمل سترته من عليها و إرتداها ثم عاد لوالدته وقال مغيرا الموضوع :
” مش يلا بينا … هنتأخر على المعازيم ….”
” يلا بينا …”
تأبطت والدته ذراعه وسار الاثنان متجهان الى قاعة الحفل …
………………………………………………………………..
وقفت منى أمام المرأة تتطلع الى فستان زفافها الضخم بملامح شاردة … لا تصدق بأنها ستزف اليوم الى حبيبها بعد سنين طويلة عانت فيها الحب من طرف واحد …
نعم فقد أحبته منذ أول يوم رأته فيه في الجامعة حينما كانت في سنتها الاولى وهو كذلك كان معها في نفس القسم … لكنه كان مرتبط بإبنة عمه … ما زالت تتذكر معاناتها وحسراتها على قلبها الذي ظل يعاني مرارة الحب …


الان لقد انتهى كل شيء … انتهت آلامها وأحزانها … فمصطفى بات لها … وحدها … يحبها ويريدها وسينالها …
لقد أخلصت له لسنوات عديدة واستحقت حبه وإخلاصه …
أفاقت من شرودها على صوت والدتها تسألها :

” موني حبيبتي …. روحتي فين …؟!”
التفتت نحو والدتها وقالت بينما الدموع تكونت داخل مقلتيها :
” بفكر كنت فين وبقيت فين ….”
” بتعيطي يا منى …”
” دي دموع الفرح … انا بس فرحانة اووي … فرحانة اكتر من أي شيء …”
ربتت والدتها على وجنتها وقالت بحب :
” تستاهلي الفرحة دي يا حبيبتي …”
ثم التفتت نحو ابنتها الكبرى وقالت :
” يلا يا سهيلة اسبقينا انتي واحنه هنلحقك على طول …”
” حاضر يا ماما …”
قالتها سهيلة وهي تخرج من غرفة شقيقتها وتتجه الى الطابق السفلي حيث يوجد هناك والدها الذي ينتظرهم ليقلهم الى مكان قاعة الحفل …
………………………………………………………….
في مكان اخر وتحديدا في مطار القاهرة الدولي …

تقدمت فتاة جميلة للغاية ترتدي فستان اسود طويل ذو حمالات رفيعة … فستان اختارته خصيصا لهذا اليوم …. كانت تسير بجانبها امرأة كبيرة في السن حيث اتجهت الاثنتان الى خارج المطار وتحديدا الى سيارة سوداء عالية تنتظرهم …
ركبتا الاثنتان في السيارة ليلتفت السائق نحويهما ويهتف بوجه سعيد :


” حمد لله على سلامتك يا خالتي … حمد لله على سلامتك يا مرام …”
ابتسمت الخالة له ولم تنطق بحرف بينما ردت مرام عليه بإبتسامة مقتضبة :
” الله يسلمك يا عمرو …. ”
” ماما مستنياكم فالبيت …”
قالها الشاب الاخر والذي يدعى مازن لتهتف مرام بسرعة :
” انا مش هروح البيت …. ”
” امال هتروحي فين …؟!”
سألها عمرو بحيرة لترد عليه :
” هروح الفندق اللي فيه حفلة جواز مصطفى …..”
تبادل الشابان النظرات قبل أن يهتف مازن بها :

” ملوش لزمة انك تروحي هناك يا مرام..”
لكنها ردت بحزم وإباء :
” لازم اروح هناك يا مازن واشوفهم …”
هنا تدخلت الأم التي قالت بنبرة متلكأة :
” م ل و ش ل ز و م ت ر و حي ه ن ا ك …. م ش عا و زة م ش ا ك ل….”
( ملوش لزوم تروحي هناك … مش عاوزة مشاكل ..)
ربتت مرام على وجنتها وقالت بلطف :
” متقلقيش يا ماما … انا مش رايحة اعمل مشاكل … انا رايحة أبارك لإبن عمي جوازه …..”
ثم عادت ونظرت الى عمرو وقالت بإصرار :
” خدني على الفندق يا عمرو وبعدين خد ماما وروحوا لبيتكم ..”
……………………………………………………………..
في احد اشهر الفنادق في البلاد …
وقف مالك يستقبل المدعوين بجانب عمه ووالدته … تقدمت ابنة عمه ميرهان منه وسحبته من مكانه متجهة به الى احد أركان الحفلة بينما هو يتأفف بضيق ويهتف بها من بين أسنانه :

” فيه ايه يا ميرهان …؟! بتجريني وراكي كده ليه ….؟!”
وقفت أمامه وقالت بلهجة غاضبة :
” انت اللي فيه ايه يا مالك …؟! بتتجاهلني ليه …؟!”
عقد ذراعيه أمام صدره وقال :
” بتجاهلك ازاي ….؟!”
تشنجت ملامحها كليا وهي تقول بصوت حزين :
” مالك … انت عارف اني بحبك … ملوش داعي تتصرف معايا بالشكل ده ….”
تنهد بصوت عالي وقال :
” اظن مش ده الوقت المناسب للكلام ده يا ميرهان …. صح ولا انا غلطان..؟!”
اومأت برأسها ثم قالت مبررة لنفسها ما تفعله :
” اعمل ايه …؟! مانت عارف اني بدايق اوي لما بلاقيك بتتجاهلني ….”
رفع بصره الى الاعلى بنفاذ صبر ثم قال منهيا الحوار :


” انا لازم اروح استقبل الضيوف … مينفعش اسيب ماما لوحدها … عن إذنك …”

ثم تركها وعاد نحو والدته حينما كاد ان يصطدم بأحداهن ليتراجع الى الخلف في اللحظة الاخيرة وهو يهتف بذهول :
” سهيلة….!!”
ابتسمت سهيلة بخجل وقالت :
” اهلا يا سهيلة … ازيك …؟!”
أجابها مذهولا من التغيير الذي طرأ على شكلها بعدما ارتدت فستانا أنيقا ووضعت المكياج الذي ابرز جمالها :
” كويس …. انتي عاملة ايه …؟!”
أجابته على استيحاء :
” كويسة الحمدُ لله ….”
” عن إذنك اروح اشوف منى ومصطفى واطمن إنهم جاهزين …”
” اتفضلي ..”
قالها فاسحا لها الطريق ثم اتجه نحو والدته وهو ما زال يفكر بسهيلة وتغييرها الملحوظ …
………………………………………………………..
ولج العروسان الى قاعة الحفل وسط نظرات جميع المدعوين وتصفيقهم …

جلس العروسان في المكان المخصص لهما بينما اشتعلت الأغاني في ارجاء قاعة الحفل وانشغل بعض المدعوين بالرقص والبعض الاخر في الحديث والترحيب ببعض …
انزوى مالك في أحد أركان قاعة الحفل وأخذ يدخن سيجارته وهو يتابع ما يحدث بلا مبالاة …
عادت له ذكرى حفل زفافه من تلك المرأة التي خانته وطعنته في شرفه … كيف تزوجها وكيف مثلت عليه الحب والغرام ثم خانته؟! …
توقف عن أفكاره تلك وهو يلمح إحداهن تدلف الى الحفل وهي ترتدي فستان اسود طويل ومغري …
لم يستطع أن يرى ملامح وجهها لكنه يقسم أنها جميلة للغاية …
كانت جذابة للغاية بل خطفت أنظار الموجودين بفستانها الأنيق وجسدها الممشوق …
لاحظ تغير ملامح والدته وذهول شقيقه وعروسه في نفس الوقت الذي وقفت به تلك الفتاة أماميهما ليتقدم نحويهما بسرعة ويصل إليها فتلتفت له الفتاة قائلة بإبتسامة واثقة وكأنها علمت بمجيئه :
” ازيك يا مالك …؟!”
ليردّد هو بذهول :
” مرام …!” 

google-playkhamsatmostaqltradent