Ads by Google X

رواية ملكة قلبي الفصل الثالث عشر 13 - بقلم مريان بطرس

الصفحة الرئيسية

   

 رواية ملكة قلبي الفصل الثالث عشر 13 - بقلم مريان بطرس

وقفو ينظرون لبعضهم بعضا بعد ذلك العرض من ذلك الرجل الوقور ليقول نبيل 

وبعدين يا باسل هنعمل ايه 


وقف باسل ناظرا امامه ثم اجابهم بفتور 

ولا اى حاجة هنبات ونمشى الصبح هنعمل ايه يعنى حد عنده فكرة تانية 


مط فارس شفتيه ليجيبه بهدوء 

انا معنديش مانع بس اهم حاجة مش عاوز مشاكل 


اومئ برأسه بهدوء ليتحرك من المكان حينما هتف نبيل من خلفه بخوف 

رايح فين؟؟ 


التف ينظر له ليجيبه بهدوء 

هتمشى 

ثم اشار جهة ارض زراعية خضراء وهو يقول 

هقعد هناك على الزرع دة واشوف بالمرة الغروب 


اومئ له برأسه ليقول 

بس ماتبعدش 


اومئ برأسه فى حين تحرك فارس ليتبعه ليبتسم هو ابتسامة جانبية وقد شعر بملاحقته له ليقول بهدوء بعد ان جلس على العشب 

كنت حاسس برده إنها مش رحلة وان بابا باعتك معايا تراقبنى لانه شايف ان تصرفاتى مشكوك فيها 


نفس الهواء من انفه ب ارهاق ليقول بهدوء وهو يجلس بجواره 

مش بالظبط هو قالى بس أنا كنت فعلا محتاج اغير جو وابعد عن الزحمة والمدينة ف ماصدقت لكن خليك واثق فيا إنت مش مجنون بس اللى بيحصل معاك شئ غريب يمكن بيمر بين واحد فى المليون 


ابتسم ساخرا له ليجيبه وهو يتكئ بظهره على إحدى الشجرات خلفه وينظر للسماء بالاعلى 

وتفتكر ان أنا مبسوط كون إن أنا بيحصل معايا حاجة نادرة.. تفتكر إنه حاجة مريحة إنك تحاول تتجاهل حاجة بتحصل معاك وتتفاجئ يوم بعد يوم إنها بتزيد وإنها حقيقة وانت بتحاول تتعايش مع الواقع دة وتتجاهله وتعتبر إنه ولا حاجة تفتكر إنه شئ عادى تفتكر ان السيطرة على اعصابك فى وجود مهلكها دة أمر طبيعى تفتكر إنك مبتقعدش غصب عنك تفكر اشمعنى أنا واشمعنى هى وليه دة تفكر طيب أقرب وافهم ولا أبعد وأتجاهل


ثم حول انظاره له قائلا بتعب 

وحتى لما تبعد وتتجاهل على أمل إن الموضوع يتدفن وينتهى مبينتهيش 


أغمض عيونه ليفتحها قائلا بتصميم 

انا مش هكرر اللى حصل تانى يا فارس اتطمن أنا مش هتعرضلها حتى لو شفتها قدامى بل بالعكس انا هحاول أبعد وأتجاهل وأعمل نفسى ولا كأن حاجة حصلت بس اللى هيجننى كل حاجة حقيقية يا فارس حقيقية مفيهاش ذرة شك انا خايف فعلا لأكون مجنون أنا خايف لأكون مريض خايف أنه يكون أوهام برسمها من نفسى وأتوه فى قلبها يا فارس 

صمت لبرهة من الوقت ليقول بعدها ب ألم ورعب

أنا حاسس انى بضيع من نفسى يا فارس حاسس إنى بتوه منى خايف إن بعد كدة أكون برسم أحلام واطلع ف الاخر مريض إنفصام او هلاوس او اى شئ تانى أنا مرعوب يا فارس مرعوب منى حاسس انى مبقتش عارفنى 


ظل فارس صامتا يستمع إليه ب إنصات كم يؤلمه قلبه على صديق عمره كم يؤلمه حيرته كم يؤلمه تيهه باسل هو  اكثر شخص يعرفه لا يحب الامور العجيبة لا يحب ان يكون موضع شك أو تركيز من أحدهم لا يحب ان يكون تصرفاته مشكوك بها هو أكثر الناس عقلانية واحترام واكثرهم اتزانا ولكنه الآن أصبح كمجنون بالنسبة للجميع ولكنه أصمت أفكاره ونظر له ثم قال بعدها 

انت مش واثق فيا ثق إن أنا بقولك الحقيقة انت تمام مفيكش أى حاجة وإن شاء الله تكون تجربة وهتعدى محدش عارف الدنيا مخبية ايه بس أهم حاجة حافظ على هدوئك وكأن مفيش حاجة


اسند رأسه للخلف واغمض عيناه ثم قال بتعب 

القول أسهل من الفعل بكتير أنا تعبان يا فارس تعبان أوى ومش عارف اعمل ايه والله أنا مش هتعرضلها وأنا وعدت ب كدة لكن اللى أنا فيه هيخلى دماغى تشت منى 


ضحك فارس وهو يقول 

ذنب ناس بتخلصه ناس 


فح عينيه له بتعجب ثم تساءل وهو لا يستطيع فك شيفرات حديثه 

تقصد ايه مش فاهم 


زرع عينيه داخل عينى الاخر وهو يجيبه ب كلمة واحدة 

ليليان 


ظل ينظر له لبرهة ليحول عينيه بعيد ثم انزل عيونه ينظر ارضا يتلاعب ب احدى القشات التى بيده قائلا بهدوء 

مش هكدب عليك وأقولك إنى مش ملاحظ أنا مش غبى وأنت عارف بس مش هقدر أديها أمل كداب أو أحقق لها حلمها وأعيشها فى وهم ومش هتطول منه حاجة وهتفضل تتعذب معايا بالبرود لانى بالفعل معنديش حاجة ليها

ثم رفع عينيه له قائلا بتصميم ونبرة موحية 

دى ليليان يا فارس ليليان مش أى حد .. ليليان بالنسبالى زى جميلة بالظبط مقدرش أفكر فيها بطريقة تانية حاولت والله حاولت بس معرفتش ومش قادر أصدمها وأجرحها بكلامى ف بحاول أتجاهل الموضوع بحاول افهمها بالذوق انى مش شايفها غير اختى وبس وسايبها لحد ماتفقد الامل منى وتنسى من نفسها 


ظل فارس ينظر له ليقول بهدوء 

بس ممكن متفقدش 


اومى برأسه قائلا 

هتفقده يا فارس محدش يقدر يعيش فى الزاوية طول حياته ومقدرش اواجهها مقدرش احرجها مقدرش اعريها من مشاعرها بالطريقة القاسية دى وافهمها بوقاحة انى مبفكرش فيها انا كدة بدمرها بدمر ثقتها بنفسها انوثتها غريزتها قلبها عشقها وايمانها انا محطوط فى زاوية مش عارف اتصرف فيها ف بحاول اظهر لها اللى حاسه وبس 


ظل ينظر له لبرهة ليقول بعدها بمرح 

بس بذمتك مش بتحس بالغرور لما تلاقيها بتعشقك كدة وبتحاول بكل اللى تقدر عليه تبينلك حبها وانت تقيل وراسى كدة 


رفع انظاره له ليجيبه بما صدمه حقا 

لا بحس بالقرف من نفسى 


ارتفع رأسه له بصدمة فعليه هذه المرة وهو يتساءل 

ايه


اومئ برأسه وهو يقول 

اه هيبقى ايه احساس وانت السبب فى وجع حد قريب منك وهو بيحاول يثبت وجوده ف  قلبك وانت مش عارف تعمله حاجة عامل زى اللى بيغرق بسببك وانت الوحيد اللى فى ايدك طوق نجاته لكن مش عارف تنجده بس واقف تتفرج على عذابه وعليه وهو بيغرق لا انت قادر تنقذه وتديله اللى عاوزه ولا انت قادر تواجهه بالحقيقة وان البحر دة من خياله هو ف تفتكر هتحس ب ايه وانت عامل نفسك مش شايف المه وبتحاول تتعايش معاه الموضوع بيوجعك زيه بالظبط بل بالعكس اكتر منه 


نظر له فارس ب الم حسنا هو يعلم باسل جيدا يعلم احترامه كبريائه ونزاهته يعلم مشاعره الرقيقة الموجودة داخل ذلك الصدر العضلى القوى المتحجر ربما يراه البعض مازح لاهى ولكنه ليس هكذا انه مراعى لابعد الحدود واكثر مايثبت ذلك هو حديثه هذا انه حقا رجلا ليس له مثيل وهو اكثر من يوقن ان رجلا بهكذا مشاعر راقية رقيقة حينما يقع بالحب سيصبح روميو جديد او مجنون اخر او كقيس من نوع جديد قيس عاشق لليلى اخرى ولم يستطع ان يخبئ حديثه وتفكيره ليقول 

يابختها ليلى اللى هتقع فى حب قيس زى دة الروايات هتكتب عنهم 


ابتسم ساخرا وهو يقول 

هتكون موجودة ليلى وهيعشقها بس اما يتخلص من لعنه احلامه بدال ماينام جنبها تلاقيه يخطرف ب اسم واحدة تانية وتقول بيخونى


لم يستطع سوى ان يضحك ب ألم على حال صديقه ليربت على ساقه قائلا 

هتمر صدقنى هتمر أزمة وهتعدى وبكرة تقول فارس قال 


نفخ بفمه بضيق وهو يقول ب ارهاق ويأس

ولا متعديش


ظل ينظر إليه فارس ب ألم ولكن لم يملك رفاهية الحديث أو الكلام لذا صمت ينظر له بحزن وقد قرر فى تلك اللحظة أنه لن يفعل شئ سوى المراقبة مراقبة تغير الأحداث ف تلك الحالة النادرة التى تقبع أمامه بفعل إلهى لا يستطيع فعل شئ بها فقد تقررت وحسم الأمر لذا لا يجب التدخل حتى لا يفسد شئ بها وليتابع مايحدث بهدوء 


_______________

كانت تنظر ارضا فى حين كانو يطلون عليها ينظرون جهتها بغضب أعمى سيقتلها قريبا ولهم كل الحق فى ذلك فهى قد أزادت ما فعلته حقا هذه المرة ولم تحترم وجودهم أو تحترم الضيوف بمنزلهم ظنت نفسها من الشجاعة بحيث أن تفعل ما فعلت ولكنها إن أظهرت شيئا فهى أظهرت غباء ووقاحة وطفولية بلهاء ليس لها مثيل فهى قد أهانت نفسها وكرامتها قبل ان تهينهم أو تسئ إليهم أغمضت عيناها وهى تستمع لصوت جدها يهتف بغضب 


إيه اللى عملتيه د ة إيه مفيش خشى ولا احترام خالص ايه الدم راح من وشك ومعادش فيه دم اصلا رايحة تمدى يدك على الراجل فى بيتنا وجدامنا دة لولا أنه راجل محترم وابن ناس ولولا وجوفنا كان مد يده عليكى ولا حدش كان منعه


رفعت نظرها له بخجل لتقول ب استعطاف 

ياجدى 


ضرب بعصاه ارضا بغضب وهو يقول 

بلا جدى بلا بتاع 

ثم بدأ يوكزها بعصاه فى صدرها مع كل جملة لتتأوه هى ب ألم وهو يقول 

ايه الخشى والاحترام راح من وشك، معادش فيه دم خالص، مربيين بلطجى فى البيت ودى طريجة تتحدتى بيها مع حد تتلمسيه وتخبطى على صدره وتجولى يا شبح ومعرفش ايه دة إنتى ماشوفتيش تربيه 


ضغطت هى ب اسنانها على شفتها السفلى من الألم والخجل حسنا هى ازادت جرعة الوقاحة بالفعل هذه المرة وانتهى الامر والأدهى انها فعلتها أمام  جدها واخيها لينتهى بها الأمر هكذا إن لم يحبسها جدها فى مزرعة المواشى يكون بالفعل رحيم بها فهو أقل شئ 

لفت بجانب عيناها تنظر جهة باسم لتجده ينظر لها بملامح مخيفة وقد اسود وجهه من الغضب الاعمى أغمضت عيونها برعب لن يمرر الأمر لن يمرره مرور الكرام تعلمه جيدا غضبه استحالة السيطرة عليه ربما صامت الآن فقط لاحترام جده ولكنها تعلم ب إن داخله مرجل مشتعل أقوى من ذاك الذى يقبع داخل عبد الحميد العربى فهى ك نهلة علوان من وجهة نظره اهانت نفسها واهانت والدها وعائلتها والادهى انها اهانته هو شخصيا اهانت وجوده واحترامه ورجولته بما فعلته أصبحت كفتاة من الشارع وليست ابنه ل عائلة محترمة ربما يفكر ب إنه لو كان رآهم احد من الرجال لاصبح اسمهم لفترة طويلة بين القيل والقال وإن ابنه علوان ذهبت الى القاهرة لتعود أخرى غير محترمة بالمرة تتلامس الرجال وتتواقح معهم بالحديث وتفتعل فضائح ليست لها داعى ومؤكد رآها احد.العمال الذى سيتحدث عنها ويصبح اخيها بلا ادنى كرامة امامهم افاقت على صوت جدها يقول وهو خارج 

انا تعبت منك ومن تصرفاتك اسيبك واغور بدل ما انجلط 


اتسعت عيناها برعب وهى تجده قد تركها وحدها مع تلك النار الحارقة فقد استوحشت عيناه قى تلك اللحظة وكشر عن انيابه مقتربا منها بغضب ارتعدت من منظره لتعود للخلف برعب إلى ان اصطدمت بالحائط لتجده يطالعها وهو يقترب منها بهدوء وكأنه يستمتع ب الرعب الواضح على وجهها وما ان اقترب منها حتى لفت وجهها وحاولت الخروج من الباب لتجده بسرعة يمسكها من يدها يلفها خلف ظهرها قائلا بنبرة ساخرة لم يستطع إخفاء غضبه الهادر من خلالها 

على فين يا شابة مش نتحاسبو الاول 


دق قلبها وهدر برعب كعصفور وقع بمصيدة صياد منتظر مصيره المحتوم لتجيبه برعب وصوت متلعثم 

رايحة ل ماما اسعادها


ابتسامة... ان كانت بالفعل تسمى ابتسامة انما هى كانت التواء غاضب بفمه رسم ابتسامة سوداء متوعدة على شفتيه وهو يهز رأسه نفيا لا تعلم ماذا ينفى بالضبط وهو يجيبها بهدوء ماقبل العاصفة 


ما كان من الاول كنا زى أى بنت محترمة تقف مع امها وتحترم رجالتها بدال ماهى عايشة دور البلطجية كدة لكن ازاى لازم نعيش دور مختلف

ثم اكمل بهدوء وبساطة وكأنه يفهم مايدور برأسها جيدا 

ماتبقيش نهلة العربى وانتى عايشة دور المكسورة لا لازم تبانى قوية وثابتة ومسيطرة على مجرى الامور وفى وجودك محدش يقدر يلمسك او يلمس اللى ليكى صح 


ابتلعت ريقها وقد التمست الامان بهدوئه وحديثه لتلف وجهها تجاهه قائلة بهدوء معتذر 

باسم انا 


وما لم تكن بحسبانه هى تلك الصفعة التى سقطت على وجهها بغضب اعمى ولم تكن متحضرة لها لتقف مكانها متخشبة بصدمة متسعة العينين لم تدرى ماذا تفعل ولكن الألم المصاحب لها جعلها ترفع يدها لا اراديا تضعها على وجنتها ببنما عيناها المتسعة لم تفارق عيونه ب ألم ا صفعها حقا افعلها اخيها الحبيب سندها وظهرها بهذه الحياة صفعها بكل ذلك الغضب الذى بداخله وهى من تتلمس به الامان هى من تركض نحوه يصفعها هكذا بعد ان اعطته الامان ولفت وجهها تجاهه يخون امانها بصفعته تلك لم يفعلها من قبل حقا لم يفعلها ربما كان يغضب عليها يصرخ بها يؤنبها لكن لم يصل لمرحلة ان يتجرأ ويرفع يده عليها ابدا هى لم تره هكذا ولم تكن لتراه فهو امانها بهذه الحياة هو ثقتها بالكون كله هو من كانت تحتمى به حتى من جدها ووالدها يفعل بها هكذا لم تؤلمها الصفعة على الرغم من شدتها بقدر ما المتها انها منه هو اخيها الاكبر محبوبها ومعشوقها ومثلها الاعلى بهذه الحياة امانها وثقتها بجنس الرجال أجمع خبرتها بالحياة وصديقها الاقرب على الرغم من مناوشاتهم ولكن يبقى هو الأهم والأقرب لها أكثر من أى أحد ولن تكذب ان قالت انه الأقرب لقلبها أكثر من ابيها لأنه الأقرب لها فى كل وقت واى وقت والآن يصفعها لم تؤلمها صفعتها على وجهها بقدر تلك الصفعة التى حلت بقلبها وتركته مفتت لاشلاء


اما هو ف وقف للحظة مبهوت مما فعله وكأن شخصا اخر تلبسه ليفعل هذا افعلا صفع شقيقته الصغرى اصفع مدللته ومدللة العائلة ككل اكسر روح الحياة ب عائلته يعلمها جيدا يعلم انها حياة لمن يقترب منها وتكره الذل والهوان والخنوع يعلم انها تعشق المرح والحياة والضحك تمقت العادات التى تحط من الانسان ومن كرامته لاجل احاديث الناس يحفظها جيدا ويحفظ اباءها ولكن مافعلته كان بالنسبة له لا يغتفر فهى لم تحترم وجوده او وجود جده لم تحترم وجود الناس الذين يقفون ليشاهدو مايحدث ل تتحرك بعدها الاقاويل عنها عن اخته التى تجرأت وضربت احدى الشباب الضيوف بمنزلهم دون ان يفعل لها شئ وبوجود رجالها لذا غضب ربما هو يتحدث القاهرية احيانا ربما هو متعلم ومعه اعلى الجامعات ولكنه.. ولكنه لم يخلع جلبابه الصعيدى ابدا ولم يترك عاداته التى تربى عليها ستبقى بداخله مهما ان تمدن تبقى اساساته واحدة ومبادئه وماتربى عليه بداخله لن يخرجها ماحيا لانه يعشقها هكذا هو رجل شرقى وسيبقى هكذا مهما حدث لذا عليها ان تعيش حياتها حتى بالتمدن 

نظر لها ب الم ولكنه اجلى حنجرته ليكمل بذات الغضب وكأنه لم يفعل شيئا للتو 

ارتحتى


ارتفع وجهها له بصدمة ليومى برأسه مكملا

اه عرفتى اخر الجبروت بتاعك ايه ارتحتى لما مديتى ايدك عليه 


اتسعت عيناها اكثر من كلماته الغير مترابطة ليومئ برأسه وهو يقول بقوة

تفتكرى لو كان عمل اللى انا عملته دة دلوقتى من غضبه كان ايه اللى هيحصل هااه كانت قامت القيامة واتفتح بحر دم إنتى السبب فيه بجبروتك بوجودنا كلنا رايحة تتهجمى على راجل لاتعرفيه ولا يعرفك ولا عمرك شفتيه ويطلع فى الاخر 

ابتسم ساخرا وهو يكمل 

غلطتى فى العنوان يعنى اتهجمتى على واحد طلع مالوش علاقة بالليلة كلها ولا عمرك تعرفيه ولا اتعاملتى معاه ولا تعرفى حاجة عن الموضوع اصلا ورايحة تتواقحى وتتخانقى وتمدى ايدك عليه سواء بالضرب او بالتتريقة ب انك تهزرى معاه وتقولى يا شبح ومش عارف ايه تفتكرى لو واحد تانى مكانش عنده عقل او صبر او ذرة تحكم فى أعصابه كان عملك ايه 


نظرت ارضا ليكمل هو بغضب مكتوم 

حاجة من الاتنين يا زاحك وقعك وساعتها هتقوم خناقة علشان قرب منك او يا اما فى اسوأ الامور كان مد ايده عليكى وكانت قامت وقتها مجزرة والسبب فى دة كله مين 

ثم رفع وجهه لها صارخا بغضب 

انتى بكل وقاحتك وجبروتك تفتكرى بقى مين اللى غلطان فى الموضوع دة 


تشوشت الرؤية امامها لترف بعينيها تسقط تلك الدمعتين فى حين اكمل هو ب لا مبالاة بوجعها 

القلم دة هيفوقك ويعرفك ازاى تتصرفى بعد كدة يعرفك ان لكل فعل رد فعل قدامه وتحسبى فعلك دة الرد قدامه ايه فى اسوأ الحالات يعرفك ان دراعك اللى فرحانه بيه دة هيجيبلك الوجع الاكتر منه وممكن يتكسر لو مديناه على حاجة اقوى منه يعرفك انك تسغلى الجزمة اللى ف راسك دى وتدوريها علشان تعرفى حدود تعاملك مع الناس 

ثم اقترب منها بخفوت مكملا ب ألم 

انا مش فى كل لحظة هكون معاكى احميكى من تصرفاتك الطايشة دى ولا كل مرة هتسلم الجرة ف لازم تفكرى بعقلك شوية مش كل حاجة تاخديها على صدرك واحمدى ربنا ان القلم دة جه منى انا لان أنا اديتهولك لانى بحبك وعاوز افوقك أفضل مايجيلك من غريب يهين كرامتك والله اعلم يعمل معاكى ايه 


ثم دون كلمة اخرى تركها وذهب لتسقط ارضا تبكى بحرقة فى حين تحرك ليخرج يغلق الباب خلفه ثم وقف وراءه يستمع لشهقاتها وبكاءها ب ألم وهو يحنى رأسه وقد التمعت عيناه بدموع أبى ان يذرفها 

لم يكن يتمنى ان يفعل هذا لم يكن يتمنى أن يمد يده عليها يوما ولكنها بعنجهيتها وسوء تصرفاتها جعلته يفعل مافعل جعلته يؤلمها بالحديث او باللمس ولكنه لم يكن يتمنى ذلك حقا ف وجعها هى بالنسبة له يحرقه حيا فهى ليست اخته الصغرى فقط انما صديقته واخته ومدللته والمشاكسة التى دائما مايخرج من همومه وارهاقه بالمشاكسة معها ولكن كان عليه ان يفعل هذا حتى تفيق ربما الامر لا يستدعى هذه المرة ولكن من يعلم ماذا ستفعل فى المرة ولمقبلة وماذا سيكون رد فعل من امامها على افعالها لذا لابد ان يفيقها احدهم 

افاق على تربيت على كتفه وصوت حزين قائلا 

مكانش للمفروض تعمل اكدة ياولدى الموضوع مكانش يستحج كل دة 


نفى برأسه قائلا ب الم 

غصب عنى ياجدى علشانها مش علشانى اكدة هيكون افضل تتعجل وتعرف حدودها 


اومئ برأسه وهو يجيبه ب الم

بس مش بالطريجة دى كنت لايم الموضوع شوية 


لم يرد ليربت عبد الحميد على كتفه ثم تركه وذهب وهو يعلم ب ان حفيده قد خرج لاول مرة عن هدوئه ومايعانيه جراء فقدان سيطرته على غضبه 

______________

كانت تجلس على الفراش واضعة ركبتيها ب احضانها وتنظر أمامها بشرود تتردد تلك الكلمات بذهنها بنفس نبرة الألم المصاحبة لها من صاحبها


وتفتكر أن أنا مبسوط كون ان انا بيحصل معايا حاجة نادرة.. تفتكر انه حاجة مريحة انك تحاول تتجاهل حاجة بتحصل معاك وتتفاجئ يوم بعد يوم انها بتزيد وانها حقيقة وانت بتحاول تتعايش مع الواقع دة وتتجاهله وتعتبر انه ولا حاجة تفتكر انه شئ عادى تفتكر ان السيطرة على اعصابك فى وجود مهلكها دة أمر طبيعى تفتكر إنك مبتقعدش غصب عنك تفكر اشمعنى انا واشمعنى هى وليه دة تفكر طيب اقرب وافهم ولا ابعد واتجاهل


صوته التائه كالغريق يصرخ بتيه وألم 


انا حاسس انى بضيع من نفسى يا فارس حاسس انى بتوه منى خايف انى بعد كدة اكون برسم احلام واطلع ف الاخر مريض انفصام او هلاوس او اى شئ تانى انا مرعوب يا فارس مرعوب منى حاسس انى مبقتش عارفنى 


مازالت كلماته تتردد صداها بعقلها منذ سمعته بالصدفة وهى تتمشى بالمكان وقد لاحظت ان الحديث عليها ف ارهفت السمع علها تفهم و للامانه كانت تريد ان تتأكد انها مجرد لعبة منه ولكن ماصدمها هو حديثه صدمها نبرة الالم به وصدمها الوجع الملاحق به واكثر ما صدمها هو صراخه بقهر 


اللى هيجننى كل حاجة حقيقة يا فارس حقيقة مفيهاش ذرة شك انا خايف فعلا لاكون مجنون انا خايف لاكون مريض خايف انه يكون اوهام برسمها من نفسى واتوه فى قلبها يا فارس


لم تستطع ان تفهم ماهذا الذى يحدث معه ومعها ولما هى دونا عن سائر الفتيات انتبهت لحديثه المؤكد للكلام الذى قاله لوالدها ب انه لن يقترب منها ابدا ولكن اكثر مالفت انتباهها هو حديثه عن احدى الفتيات ليليان على ماتظن ب انه غير سعيد بحبها له ب انه متألم لانها تحبه وهو لايستطيع مبادلتها نفس المشاعر ب انه يشعر ب انه خسيس لانه يراها تحبه وهو ليس بيده ان يفعل شئ لا بيده رفض حبها حتى لا يجرحها ولا بيده ان يقترب منها او يحبها ف للقلب سلطان 

رمشت ب اهدابها تفكر ماهذا الذى يحدث دائما ماكانت حياتها هادئة اذا لما الان تشعر بها تتضخم وترتفع ك امواج البحر تتداخل طرقها معه بطريقة عجيبة عصية على الفهم ليس له او لها يد بها الاول حسبما يقول تظهر له ب احلامه وبعدها تراه بمصنعه والان بمزرعتها ب عقر دارهم وكل هذا ليس لها او له يد به ماهذا هذا عصى على الفهم وابعد حتى من الخيال اذا ماذا يجب عليها ان تفعل ماذا 


رمشت ب اهدابها اكثر تسترجع هيئته الرجولية الجذابة لن تنكر ب انه له جاذبية فجة ب ان هيئته حقا رجوليه جذابة بالفعل عيناه السوداء العميقة كلما تنظر اليها تشعر بانك تنظر الى بحر عميق تخفى داخلها الكثير والكثير من الاسرار والحكايا خصلات شعره سوداء قصيرة وناعمة انف مرتفع بشموخ ووجه اسمر سماره خفيف لا يقل من جاذبيته بل بالعكس يزيده جاذبية يتراجع سماره ب ابتسامته الواسعة التى تزين محياه اغلب الوقت مالم تعكر هى صفو اللحظة ب وجودها لتنطفئ تلك الابتسامة واللمعه بوجهه ليتحول لشدوه من جهته وعيون عميقة تتطلع اليها دائما ب انبهار وانشداه ثم تتحول لالم وتيه وكأنه يستنجد بها بشدة تنفست الهواء من انفها وقد اقرت ب ان ذلك الرجل الجذاب بجنون ذو الصدر العضلى العريض والجسد الرياضى والطول الفاره قد اسر تفكيرها بشدة وقد ادخلها داخل شرنقة التفكير به دون دراية منه ودون تخطيط منها 

زفرت الهواء من فمها ثم تنهدت ب ارهاق لتجد نفسها تهمس ب اسمه بشرود 

باسل البحيرى 


ابتسمت ب هدوء وقد اقرت ب ان اسمه يليق به بشدة ملامحه الرجولية الصارخة تتلائم مع اسمه عيناه العميقة ونظراته الهادئة تتلائم مع احترامه لمن حوله ولذاته ايضا ب انه صاحب اخلاق بالفعل وذلك الوقار المحيط به ليس مظهر انما هو بالفعل جزء من طبيعته وطريقة تفكيره 

اتسعت ابتسامتها اكثر وهى تنظر بشرود امامها وقد اعترفت ب ان ذلك الرجل الغريب الذى اقتحم ابواب حياتها المغلقة ب اكثر الطرق اثارة وجنون وتشويق قد اثار انتباهها بالفعل ليكون هو اول رجل يلفت انتباه جنا عزيز عبد الحميد العربى ليأخذ حيز من تفكيرها لتهمس ب اسمه ثانية وكأنه تستلذ مذاق الاسم

باسل البحيرى


وقد اقرت انها بالفعل تريد اقتحام حياته لتفهم اكثر عن تلك الحالة الغريبة الموجودة امامها والذى يعترف أمام ابيها وأمامها بكل ثقة ب انه تعلق بها بشدة بالرغم من انه لايعلم عنها شئ يعترف بجنون واقع ب ان فتاة غريبة تزوره ب احلامه وتحكى أسرار حياتها الحقيقية معه وقد اقتحمت أسوار قلبه ولكنه ليس متأكد ب إن تلك الفتاة هى من تقبع أمامه ام انها أخرى خلقها واقعه وعلى الرغم من رغبته ب معرفة إذا كانت واقع ام لا ولكنه لن يجرؤ على الاقتراب انما سيبتعد عنها 

لتبتسم عليه أكثر لتقر هى ايضا برغبتها ب اقتحام أسواره لمعرفة مايخفى أيضا ذلك الشاب وهل هى حيلة غريبة للاقتراب ام أنه من الصدق ب ان يتحدث بتلك الامور الغريبة ف إن كان مايوضح حقيقة وانه بذلك الصدق والهدوء والرقة ف انها ستكون فازت بالفعل باليناصيب بعشق رجل كهذا 


ضحكت بالفعل على انحراف أفكارها المجنونه لتضرب هى جانب رأسها بيدها تأمر نفسها ب ان تتعقل وألا تنجرف وراء تلك الترهات والجنون لتجلس مكانها تتصارع فى تيارات افكارها وهى لا تعلم ب انه بالفعل زرع مكانا له بقلبها 

google-playkhamsatmostaqltradent