رواية اولاد الجبالي الجزء (3) الفصل الثامن 8 - بقلم شيماء سعيد

الصفحة الرئيسية

  

رواية اولاد الجبالي الجزء (3) الفصل الثامن 8 - بقلم شيماء سعيد




أولاد الجبالى 3
الحلقة الثامنة 
******
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 🌺
لو أنَّني أعرفُ كلمةً أعمقُ من كلمةِ "انطفأتُ".. لقلتها , أنا لم أشعُر من قبلُ بإنطفاء رُوحي مثلما أشعُرُ بها الآن
إغرز نخلة فى الجنة ( سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله أكبر) 
..............
ختم الله على قلب حمدى ولم يعتبر بما حدث له ومن هو على شاكلته وأصر على متابعة ما كان يفعله ويضيف إليه أيضا ما هو أبشع الا وهو قتل نفس بريئة لمجرد الإنتقام .
حمدى : خلاص عاد يعنى كيف ما جولت خلص حفر وعمل ليه أوضة تمام التمام .
_ عشان لو البوليس طب فجأة أكون أنا تحت فى الأوضة اللى حفرها ليه تحت بيته، ومحدش يدرى بيه. 
زرارة : أيوه ، متقلقش عاد .
حمدى : لا مش قلقان ، انا بس عفكر فى مين اللى جلبه من حديد ، ويچى بعربيته وسلاحه يوقف عربية الترحيلات اللى تكون فيها يوم الخميس الچى عشان نهرب .
زرارة : عتجول ليه عتفكر ، منا أهو جدامك ، ولا فكرنى لسه صغير عاد يا واد عمى .
حمدى : لا طبعا انت راچل وقدها وقدود ، بس يعنى أنا خايف عليك تصيبك طلقة أكده ولا أكده ، وانا مستغناش عنيك ومحتاچك جوى فى الفترة الچاية دى ..
زرارة : تعيش يا حمدى ، ومتخافش عليه ، محسوبك زى الجطط بسبع أرواح .
حمدى : تمام يا واد عمى ، على البركة ، حضر حالك زين ومعاك حد من الرچالة وبالتمام الساعة تسعة الصبح على الطريق السريع عتعدى عربية الترحيلات .
_ وعلى قد ما تقدروا مش عايز دم كتير ، عشان الحكومة متجساش عليه وانت جلبى رهيف .
ومعحبش أعادى الحكومة ، ده أنا واكل عيش وملح معاهم .
فضحك زرارة : جوى جوى يا واد عمى .
لا إبن أصول صوح وعتصون العيش والملح .
فضحك حمدى وأكد : أمااااال طبعا ، عشان ولد حلال .
******
تعالت صرخت زاد من ألم المخاض وبكت من أجلها ملك التى حدثتها بخوف : جولى يارب يا زاد وهو هيهونها عليكِ ويجعلها ساعة سهلة بإذن الله .
وإستهدى بالله إكده ويلا بينا على المستشفى ، عشان خطر عليكِ أكده أنتِ والعيل اللى فى بطنك .
فأشارات لها زهيرة : جوللها يا بتى ، عشان مش مصدجانى .
ومش راضية تسمع الكلام ، وتريح نفسها 
زاد بصراخ : لا لما يچيلى براء ، عشان يشوف بنفسه كيف تعبانة ويحس بيه ، مش يشوف إبنه على الجاهز أكده كإنه أكلة دليفرى ، لازم يطبخ ويتعب .
عشان يقدر حالى بعدين ويراعيه وأشوف منه حنية أبو جلب جاسى ده .
فضحكت بانة مرددة : يا عينى عليك يا اخوى ، كتر خيرك والله .
فصرخت زاد : جصدك ايه يا بانة ؟
عتابت زهيرة بانة بعينيها ثم حدثت زاد : مجصدهاش يا بتى ، دى هتهزر معاكِ بس .
_ يلا يا بنى بينا على المستشفى ، انا كلمته وهو عيچى على هناك ..
عزة بخوف على نفسها : جومى يا زاد ، أنتِ خوفتينى أكده جوى .
فطالعتها زاد بحنق مردفة : ليه عاد شايفانى عفريت !!
وأمرى لله هجوم عشان أريحكم كلاكتكم .
_ وماشى يا براء لما أشوفك عاد ، هملص ودانك .
ثم قامت لتذهب معهم إلى المستشفى بعد أن بلغ بها التعب مبلغه .
ليدخلوها سريعا إلى غرفة الولادة ، وأجتمع جميعهم أمام الغرفة ينتظرون خروجها هى والمولود بفارغ الصبر .

وبالفعل وصل براء إلى المستشفى بعد أن أبلغه باسم أن يلحق بهم .
ليقف أمام غرفة العمليات والخوف يغزو ملامحه ، يفرك فى يديه متوترا ، فذهب إليه باسم وربت على كتفه بحنو قائلا : أذكر الله يا براء ومتخافش هتقوم بالسلامة وتفرح بولدك .
براء : يارب يا خوى.
ثم اقترب منه جابر قائلا : ربنا يجعله بشارة خير ويتربى فى عزك بإذن الله .
براء : تعيش يا چابر.
عقبال ما افرح بغيث .

ليلتفت جابر ليجد بانة فى وجهه ، تحمل طفلهم غيث ، فتتقابل أعينهم فى نظرة عتاب طويلة ، لتفترش بانة بعينيها الأرض خجلا منه .
فحدث نفسه جابر : اه يا جلبى ، لساك عتدق لجلب مش شايفك ولا بيقدرك.
_ اه لو تعرفى كيف عحبك يا بانة ، مكنتيش عملتى أكده فيه ..
_ وصدقينى البعد عياكل فيه اكتر منيكِ وزيادة ، بس جلبى معدتش جادر على الوصال .
يخبّر عني أنني لـك عـاشـقٌ 
ولي كبد جمر الهوى قد أذابـهـا 
وقلبي جريحٌ من فراقك خافـق
 وكم أكتم الحب الذي قد أذابـنـي

ثم بكى الصغير غيث على يد بانة ، فدق قلب جابر له وقال : هاتيه عنك يا أم غيث .
فرفعت عينيها بانة الملئية بالدموع قائلة بحزن : هو أنا عنديك بجيت أم غيث وبس يا چابر .
_ قدرت تنسى بانة بالسرعة دى !
_ أنت لو كنت تحبنى صوح ، مكنتش تقدر تبعد عنى ده كله .
_ بس حتى لو مكنتش لو مكنتش خلاص تحبنى ، أرحم جلبى اللى عيحبك ورايد وصالك ومش جادر على بعدك أكتر من أكده .
جابر بحزن : يعز عليه دموعك الغالية دى يا بانة يا بت جلبى .
_ بس يا بت الناس ، أنا خايف على ولدنا مش عايزه يطلع يشوفنا عنتشاكل ولا أقل من نظره وهو شايفك كل حين تقللى من قدرى وإنى مشبهش ومش جد أولاد الجبالى .
بانة بحرج : يجطع لسانى لو خرچت منى تانى كلمة أكده ولا أكده .
_ لا يا جابر ده أنت مقامك عالى عندى جوى ، بس كانت ذلة لسان ومش هتكرر تانى أوعدك ولو كررتها تانى يبقا عنديك حق ساعتها تهملنا .
بس إدينى فرصة مرة تانية .
_ أثرت تلك الكلمات على جابر وود أن لو يضمها إليه ، لتعلم أنه أكثر إحتياج لها ولكن الحرج يمنعه .
ثم خرجت الممرضة من غرفة العمليات وبيدها معاذ الصغير ، فقامت زهيرة بإطلاق زغرودة من فرحتها بالحفيد الأول لمنصور الجبالى .
فأشار لها براء : إستنى ياما لما نطمن على أمه الاول .
الممرضة : بخير الحمد لله وهتخرج كمان شوية ، بس هو حضرتك براء .
براء متعجبا : ايوه أنا ، فيه حاچة .
فضحكت الممرضة ، فطالعها براء بحنق مرددا بإنفعال : ممكن حضرتك تفهمينى ايه اللى بيضحك ؟
الممرضة بحرج : آسفة يا فندم .
_ بس مدام زاد وهى فى البنج حكت الماضى بتاع حضرتك كله ، تقريبا من أول وحدة إسمها شمس أو قمر حاجة أكده ، وبعدين مرام تقريبا وقالت ويعالم مين تانى يا بتاع النسوان .
فوضع براء يده على وجهه مستغفرا بحرج .
لتتابع الممرضة قولها : وبعدين وصت ابنها لما سمعت صوته بيعيط : أوعاك يا ولدى تطلع زى أبوك أبو جلب حچر .
فجحظت عين براء وكاد أن يشل لولا أن الممرضة أقتربت منه وغمزته مردفة بدلال : هى شكلها بتغير عليك جوى ، بس لو تحب تكمل مغامراتك ، انا فى الخدمة .
ثم ضحكت بصوت عالى وتركته وهى تهمس : يخربيت چماله وليه حق يبص بره ، أصل صراحة مرته دى مش لسانها متبرى منيها بس ، دى كمان شكلها عادى أكده مش زيه جمر وطول بعرض .
فتشنجت تعابير وجه براء ووقف متجمدا فى مكانه ، ويزفر بغضب ويتوعد زاد ولكن سرعان ما هدء عندما خرج الطبيب ، فتجمعوا حوله يسئلونه عن زاد : عاملة كيف دلوك زاد يا دكتور ؟
الطبيب : بخير ، الحمد لله.
وهى فاقت دلوقتى وهتطلع.
_ بس هو فين براء ؟
تلون وجه براء بالحمرة حرجا وهمس فى نفسه : يا ترى جالت ايه بنت الورمة دى تانى عليه !
فأشار باسم إلى براء ، فرمقه براء بنظرة حارقة لم يفهمها باسم وتعجب منها .
براء : أكده يا باسم ، ما أنت متعرفش اللى هلفطت بيه الست هانم زاد ، ده أنا اتجرست على أخر الزمن .
فطالعه الطبيب ضاحكا بقوله : اهلا بحضرتك .
_ وعلى فكرة إبنك مسبش ايد الممرضة خالص وهى بتحميه بعد الولادة ، ومدام زاد قالت : طالع شبه أبوه بيموت فى الصنف الحلو .
_ وبعدين لقيناها صرخت وبتقول : دخلوه تانى أنا مش عايزاه .
_ ليميل عليه الطبيب هامسا فى أذنه : صراحة كنت عايزة أدخله تانى بس من بوقها عشان تسكت شوية ، عشان طاقم التمريض كله كان بيضحك ومش عارف يشوف شغله .
_ وكأن لوحا من الثلج انصب على براء من الحرج ليتوعدها فى سره : ماشى يا ست زاد ، ان شاء الله الولادة الجاية هتكون على إيدى فى أوضتنا عشان الفضايح دى ومتخافيش هتفرج على يوتيوب قبلها ( أسرع طريقة لأخراج الجنين فى خمس دقايق) .

طالعت زهيرة جابر بحب ثم أقتربت منه قائلة بحب : وحشتنى كلمة يمّا منك يا ولدى وسؤالك عليا ودخلتك علينا .
_ فجول وريح جلبى انك هتعاود معانا الليلة تانى ، عشان أزغرد بجلب تانى .
_ ومتخافش من بانة ، هى أتعلمت الدرس كويس .
فابتسم جابر ، وحمد الله أن عوضه بأم مثل زهيرة وأخ مثل باسم وبراء .
ثم قال : اكيد يمّا هروح معاكم الليلة ، عشان أتوحشت لمتكم ، ربنا 


ما يفرقنا عن بعض تانى .
وهنا أطلقت زهيرة زغرودة مبهجة ثم تقدمت نحو بانة وهمست فى أذنها : هيرچع يا ضنايا ، أمسحى دمعتك خلاص .
_ وخلى بالك منيه بعد أكده ، وحاولى بعد إكده تمسكى لسانك عاد وياريت تكونى إتعلمتى الدرس زين .
فلمعت عين بانة من الفرحة وعناقت والدتها بحرارة ثم نظرت إلى جابر بحب وأشارت إلى قلبها ، فابتسم وذهب إليها وهمس فى أذنها : مهنش عليه دموعك واصل يا جلب جابر .
بس نفسى كيف ما أنتِ مش بتهونى عليه ، انا كمان مهونش عليكِ تانى يا بانة .
فأخرجت بانة تمهيدية حارة مرددة : ياااه وحشنى أسمع أسمى منك يا جابر ، ووحشنى كل حاچة حلوة منيك .
_ وخلاص أنت دوبت بانة دوب ، ومش محتاچ توصينى .
ثم خرجت زاد وبمجرد رؤيتها نسى براء كل ما فعلته وما توعدها إياه واسرع إليها ثم انحنى مقبلا جبينها مردفا بحب : حمدالله على سلامتك يا زادى .
ابتسمت زاد بنعومة مرددة : الله يسلمك يا جلب زاد .
جولى : الولد حلو شبهى أكده ،وراچل يعتمد عليه .
فكتم براء ضحكاته مردفا بسخرية: من جهة شبهك صوح راجل .
لتنفعل زاد قائلة : جصدك ايه يعنى ، ايوه ما أنت مش بيعچبك غير السحنة الحلوة اللى عتلزق .
_ بجولك ايه يا براء ، طلجنى 
وهملنى انا وابنى وروح اتچوز عروسة المولد اللى تعچبك .
_ طلجنى .
فصك براء على أسنانه بغيظ : حاضر بس مش دلوقتى عشان مصدع ، لما أفوق الأول .
ثم تجمع حولها زهيرة وملك وباسم يهنئونها على معاذ الصغير .
ابتسمت زاد لملك مردفة : الله يبارك فى عمرك .
لتستطرد بحنو معها : 
_ معلش ممكن تچيبلى معاذ عشان أطلعله وأشوف وشه وأشم ريحته وأقربه من جلبى .
تجمدت ملك مردفة : انا أشيله وهو لسه أكده صغير ، لا بلاش .
ثم إلتفت إلى بانة : تعالى يا بانة شيليه واديه لـ زاد .
فعارضتها زاد بقولها : محدش هشيله غيرك يا ملك .
وعتقدرى ، سمى الله يلا وهاتيه .
فدق قلب ملك ولمعت عينيها بالدموع وطالعت بانة فوجدتها تحيل بوجهها عنها حرجا بعد ما فعلته معها .
_ ثم بخطوات بطيئة وصلت إلى سرير الصغير ، وانحنت لتحمله بين يديها بحرص ونزلت دمعة حبيسة بين أهدابها على وجنتيها ، ثم رفعته إلى صدرها وسمت الله وقبلته بنعومة مردفة : بسم الله ماشاءالله ، اللهم بارك .
ربنا يجعله من الصالحين ، ثم ناولته إلى زاد لترضعه .
ومر اليوم سريعا وعندما شعرت زاد بالتحسن عادت إلى القصر بوليدها .
****
حمحم باسم بحرج وهو بجانب ملك عندما مروا على غرفة عزة .
وعندما ولجوا إلى غرفتهم رأت ملك فى عينيه كلام لا يستطيع البوح به .
فاشتعلت النيران فى قلب ملك ولكنها أبت أن تظهر ذلك بل قالت بنفس راضية : روح يا باسم لمرتك وأطمن عليها ، دى على وش ولادة وراضيها عشان ربنا يراضيك .
طالعها باسم بإمتنان لإنها تفهمه ولكنه خشى أن تظن أنه يريدها ليقضى حاجته منها كرغبة ، لذا صحح لها هذا بقوله : أنا يا جلب باسم مش رايد أدخل عشان حاچة أكده من اللى فى بالك .
 بالعكس أنا عايزك معايا عشان كمان هى تهبط ومش تستخدم أسلوبها ده معايا تانى وتخلى فى عينيها حصوة ملح إنى مش رايدها وأنى مخليها إهنه عشان اللى فى بطنها وبس .
نطق باسم كلماته تلك التى تسعد اى امرآة تزوج عليها زوجها ولكن على قدر ما أسعد ملك ولكن خوفها من الله دائما يجعلها تخالف هواها لذا قالت :على فكرة أكده حرام وربنا هيسئلك ، وهى روح مش جماد وأكيد محتجاك يا باسم وده حقها .

زفر باسم بضيق وهمس : وانا عشان أكده ، جولتلها أطلجك وتشوف اللى يراعيها ، بس بترفض .
تجمدت ملك فى مكانها ورمقت باسم بغضب وقالت بحزن : تطلق أم بنتى اللى عستناها بفارغ الصبر ، عشان تهون عليه وحدتى وتعوضنى عن إبتلاء ربنا ليه إنى مخلفش ولا أشوف الضنا .
ثم إنهمرت دمعة ساخنة على وجنتيها وخرجت كلماتها بصعوبة من شدة القهر : عايز تطلجها عشان تاخد بتها وتمشى .
_ يبجا أنا نولت إيه من چوزاك عليه غير القهر والحزن .
إفترش باسم بنظره الأرض خجلا مردفا بحزن : ملك انا آسف مجاش فى بالى اللى عتجوليه ده .
_ومكنتش فاكر إن بنت عزة تهمك أوى أكده ، وكنت فاكرك زعلانه لإنك كنتِ عايزة ولد وجولتى عتسميه فارس كمان .

ملك : انا لا بالعكس ، حمدت ربنا كتير إنها بنت مش ولد وفرحت جوى ، لإن البنات حنينة جوى وجولت هى دى اللى عتنفعنى لما أكبر فى السن .
باسم : بكرر أسفى يا ملك ، انا فكرى بس لما أطلجها ، أننا نرتاح انا وأنتِ من المشاكل عاد وتحسى فعلت انى رايدك وبحبك أنتِ وبس .
_ وهى كمان تشوف حالها عشان مكونش ظلمها معايا .
ملك : عزة خلاص واقع فى حياتنا يا باسم ، ولو كنت عايز تعمل أكده ، كان من الأول مش دلوك وهى شايلة جطعة منيك.
_ دلوقتى لازم تتقبل أنها مرتك أما تحبها متحبهاش دى بتاعة ربنا ، غير أكده لازم تعدل عشان ربنا .
إنفعل باسم بقوله : يعنى إيه ، مفيش فايدة ، مكتوب عليه الهم .
فلكزته ملك بمرح رغم البركان الذى يشتعل فى صدرها ، فما اصعب على المرأة أن تشاركها امرأة أخرى فى زوجها تداعبه وتضاحكه .
ملك : هم بردك يا باسم ، عليه أنا !!
_ ده متعة وحلال ربنا الرجالة بدل الوحدة أربعة كمان ، هيصة يعنى ، روح يا باسم وكيلك ربنا .
ثم أدارت وجهها لتخفى دموعها .
فوقف باسم عاجزا عن فعل اى شىء يطيب خاطرها ، ليجدها تأمره مرة أخرى: روح يا باسم أرجوك ، وهملنى الليلة دى لحالى ، أنا محتاجة أختلى بنفسى فعلا وأكلم ربنا كتير عشان محتجاله جوى ، هو وحده اللى عيحس بيه وعيجبر بخاطرى .
تنهد باسم بحرارة وآثر بالفعل أن يتركها تلبية لرغبتها هى وليس إحتياجا لغيرها .
ثم خطى خطواته نحو الباب ، ومع كل خطوة كان قلب ملك يدمى ألما ووجعا ولكنها كانت تناجى ربها بالصبر .
وعندما أدار باسم مقبض الباب ليخرج ، وجد نفسه يلتفت مرة أخرى وكأنه لا يريد أن يفارقها .
وقام بالنداء عليها : ملك .
فالتفتت له بلهفه ، لتجده قد مد ذراعيه لها وابتسم ، فركضت إليه ملك والقت نفسها على صدره ليحاوطها بذراعيه ويضمها بحب وهمس فى أذنها : بحبك واتاكدى أن الكلمة دى عمرها ما اتقالت ولا قبلك ولا بعدك .
_ وساعة ما بخرج من الأوضة دى معاكِ ، انا بسيب فيها قلبى ، ويخرج بجسم من غير روح ، عشان أنتِ روحى وجلبى يا أعز الناس.
يا من سرق قلبي مني
يا من غير لي حياتي
يا من احببته من كل قلبي
يا من قادني الى الخيال
_ ملك من بين دموعها : وانا أكده أسعد وحدة فى الدنيا كلها بحبك ده يا باسم ، ربى يخليك ليه وما يحرمنى منك يا ابوى وأخوة وابنى وحبيبى وچوزى وكل ما أملك فى دنيتى .
ويلا يا ابن الجبالى روح لمرتك .
فقبلها باسم واتجه إلى عزة ، لتبكى ملك ورفعت راسها لتناجى المولى عزوجل بقولها ( يارب انا راضية بكل ما كتبته عليه ومش هقنط ابدا من رحمتك ، بس ليه طلب واحد يارب تهونه عليه وترزقنى الصبر عشان أتحمل ) .
طرق الباب باسم على عزة فرددت مين عبخبط ؟
_ انا باسم يا عزة .
_ فقامت عزة مسرعة بعد رقص قلبها طربا لمجئيه واستقبلته بعناق حار مردفة : جلبى يا باسم أتوحشتك كتير جوى .
فاكتفى باسم بإيماءة راسه ،دون حديث ، مما أثار غضبها فقالت : مالك إكده مش هتنطق ، كأن الحداية أكلت لسانك !
_ ولا تكونش چى بطلب من حبيبة الجلب " ملك " مهى كمان دلوك اللى عتتحكم فى تيچى ولا متچيش وتحت أمرها انا .
فتلون وجه باسم واحتنقت الدماء فى عروقه وهب واقفا ، ثم خطى خطواته نحو الباب وهو يردد: تصورى انا غلطان إنى چيت لغاية عنديكِ ، وجولت أطمن عليكِ وعلى اللى بطنك واتكلم معاكِ كلمتين مهمين ، تروحى بردك تچيبى سيرتها وأنتِ خابرة أن ده عيزعلنى ، يعنى كأنك بتجولى مش يهمنى زعلك .
_ خلاص انا ماشى ، ومش مهوب ناحيتك تانى .
وهنا وضعت عزة يدها على وجهها بحزن وندم على تسرعها فى الحديث الذى سيجعله يبتعد عنها أكثر .
وفكرت سريعا فى شىء يجعل قلبه يلين مجددا ، فوضعت إحد يديها على ظهرها وأخرى على بطنها و تأوهت ألما مردفة : اااااه ، مش جادرة ، ألحقنى يا باسم .
فزع باسم وعاد إليها سريعا وأمسك بيديها مردفا : مالكِ فيكِ ايه يا عزة ، عتعمليها دلوك ولا ايه ؟
عزة بصوت ضعيف : لا مظنش لسه معادى شوى ، بس تعبانة جوى .
_ ساعدنى بس أكده اطلع على السرير أمدد بس وارتاح .
فساعدها باسم حتى افترشت السرير ، وجلس بجانبها فأمسكت بيده ورفعتها إلى فمها وقبلتها بحنو مردفة : ربى يخليكِ ليه.
_ ومتزعلش منى يا باسم ، غصبا عنى عغير بس وانا خابر جد إيه أنا عحبك وعتمنى قربك ديما منى .
باسم : وانا بردك ععزك يا عزة ومش بكرهك بس يا بنت الناس ، بلاش الكلام اللى ممكن يخرب بينا ده .
عزة محدثة نفسها : أكده يا باسم ، ماشى .
_ انا هصبر بس لغاية ما تيچى البت ، يمكن تاخد عقلك وتنسيك السهتانة مرتك دى .
عزة بخبث : حاضر ، المهم متزعلش منى ، بس جولى ايه الموضوع اللى كنت عايز تكلمنى فيه ؟
باسم : المستوصف اللى جولتلك عليه ، خلاص قرب يبجا حقيقة ، وخلاص العمال قربوا ينهوه ، واكده مفضلش غير التجهيزات الأخيرة والمعدات الطبية اللى عنحتاجها وشوية تصاريح ودى أمرها سهل .
_ وكمان نشوف مين هيقدر يساعدنا من الدكاترة ، عايزين تخصصات مختلفة عشان نخدم الناس فى كل اللى يطلبوه .
فابتسمت عزة مردفة : بچد ده أحلى خبر سمعته ، إنى أرچع أمارس مهنتى من جديد وأثبت فيها نفسى فى تخصص الباطنة ، ومتهيألى انت تسيبك من شغل الطبيب العام وترچع تخصص العظام أفضل. 
باسم : انا فعلا نفسى فى أكده ، وفعلا قدمت لعمل الماجستير وحاليا بذاكر وبتدرب وربنا يوفق .
فخطفت عزة قبلة من وجنتيه مردفة بعشق : ربنا يوفقك يا روح الروح أنت .
فابتسم باسم على حرج وحدث نفسه : كيف بس أبعد عنيكِ وأنتِ عتحبينى أكده وعتعذب عشان مش جادر أجاريكِ فى الحب ده !!
*******
قامت قمر من نومها صارخة : لاااااااا ، لاااااااا .
ففتح مسالم عينيه بفزع واعتدل من نومته سريعا وجلس قائلا بقلق : ايه فيه ايه مالك يا حبيبتى ؟
أنتِ شكلك كنتِ عتحلمى ولا ايه ؟
قمر وهى تزيل حبات العرق من على وجهها الذى ملؤه الخوف مردفة : ايوه كابوس ، كابوس واعر جوى .
ربنا يستر .
فما رأت قمر فى منامها حتى تفزع بهذا الشكل .
نختم بدعاء جميل ❤️
" اللهم فاطِرَ السمواتِ والأرض ،، عالمَ الغيب والشهادة ،،
 رَبَّ كُلِّ شيءٍ ومَلِيكَهُ ،، أشهد أن لا إله إلا أنت ،، أعوذ بك
  من شرِّ نفسي ،، وشرِّ الشيطان وشِرْكِهِ ،، وأن أقترِف على
   نفسي سوء ،، أو أَجُرَّهُ إلى أحدٍ مِن خلقك 🤲💛
ام فاطمة ❤️ شيماء سعيد


google-playkhamsatmostaqltradent