رواية اولاد الجبالي الجزء (3) الفصل الحادي عشر 11 - بقلم شيماء سعيد

الصفحة الرئيسية

   

رواية اولاد الجبالي الجزء (3) الفصل الحادي عشر 11 - بقلم شيماء سعيد

١١&١٢
 أولاد الجبالى 3
الحلقة الحادية عشر 
..............
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 🌺
" بينمَا أنت حزِين قلبّك مكتَظ بالهمُوم والآلام ورُوحك متعبَة من كُل شيء الله يُدبّر لك مايُرضيك، اطمئِن ❤️🌾"
..............
رحبت زهيرة بمحمود ونهلة كثيرا ودعتهم الجلوس قليلا حتى تنتهى جليلة من ترتيب غرفتهم ونقل أمتعتهم .
وبينما هم فى هدوء إذ صدح صوت صراخ عالى من قبل الدور الأول فى القصر ، جعل الجميع فى حالة هلع ، يترقبون ما يحدث .
فوقفت زهيرة مرددة بقلب خائف : خير يارب .
محمود بفزع : هو فى ايه مين  بتصرخ كده ؟
لتستطرد نهلة بذعر :  أنا جلبى وچعنى جوى .
لتطل عليهم جليلة من فوق قائلة : إلحجى يا ست زهيرة ، ست عزة عتتوچع جوى وشكلها عتولد .
_ وبتجولك كلمى سى الدكتور باسم وشيعيله يچى بسرعة .
لتتقابل مع جليلة ملك وبانة وزاد  بعد أن أيقظهم من نومهم صوت الصراخ فخرجوا على أثره .

فولجوا جميعا إلى عزة بوجه قلق وبدى عليهم التوتر .
وكان فى مقدمتهم ملك الذى أسرعت فى إمساك يديها بحنو بعد أن كانت تستند عزة على خزينة الملابس منحنية بجسدها للأمام وتضع رأسها على الخزينة وتمسك بإحدى يديها بطنها متألمة وتصرخ .
أراحت ملك كف يدى عزة بين يديها مرتبة عليه بحنو مرددة: سلامتك يا عزة ، معلش إستحملى شوى وان شاء الله تقومى بالسلامة أنتِ وحبيبة جلبى ريحانة .
عزة بخفوت متألمة  : ايوه ادعيلى كتير يا ملك ، ااااه مش جادرة .
حاولت زاد تهدئتها بقولها  : معلش يا حبيبتى مچربة الوچع أنا ، ربنا يچعلها ساعة سهلة عليكِ أكده .
أما بانة فتذمرت بقولها : بطلى صريخ عاد أكده ، هو أنتِ أول وحدة تولدى ولا إيه عاد !!
ثم أشارت إلى ملك وزاد بحدة :
_ وانتم بعدوا عنها أكده ، عشان متكتموش نفسها والبت تنزل مفرفرة .
فرمقتها زاد بغضب مردفة بغيظ : خفى يا بانة ، مش وقته حديتك الماسخ ده .
_ وقولى يارب يسهلها الحال .
فوضعت بانة يديها على خصرها ومالت بعض الشىء وذمت شفتيها مردفة : انا حديتى ماسخ يا زاد ، ولا هو كهون نسوان وخلاص .
_بعدوا عنها عشان متتكهنش أكده كتير من كتر الدلع الماسخ ده.
ده انا ولدت ولدى غيث الله يحرسه ، وانا واجفة .
ثم نظرت إلى ملك وحركت فمها بإستياء مردفة:
_ وأنتِ يا ست ملك ، روحى نامى وسيبك من الحچات دى , عشان ملكيش فيها .
فانفطر قلب ملك للمرة الثانية بسبب تلك المتعجرفة التى لا تراعى إحساسها .
وحاولت ملك بلع غصة مريرة مرت فى حلقها بصعوبة ولمعت فى عينيها الدموع وانكمشت على نفسها.
ثم ربتت على يد عزة بحنو قائلة بصوت مخنوق حزين : ربى يجومك بالسلامة ، هروح عاد وأچى أطمن عليكِ تانى .
ثم خرجت مسرعة قبل أن تسكب دموع الحسرة والحزن على وجنتيها بسبب تلك قاسية القلب بانة .
وما أن خرجت حتى رمقتها زاد بنظرة نارية مردفة : أنتِ مفيش فايدة فيكِ مش تحاسبى على ملافظك اللى كيف الحية دى .
_ حرام عليكِ ملك تكسرى بخاطرها كل شوية ، اتقى الله شوية ، بيكفى اللى هى فيه .
_ فبزيادة كل شوية تفكريها إنها مهتخلفش ، حرام عليكى والله .
فصكت بانة على أسنانها بغيظ مجيبة عليها : بجولك ايه يا زاد متعمليش عليه شيخة ،وخليكِ فى نفسك عاد ، بلا هم .
_ وانا ماشية يا أختى بدال كلمتى لكل واحدة منيكم هتوجف فى الزور ، حريم عايزة الكتل وربنا .
ثم ذمت شفتيها وأشارت إلى عزة ، وأنتِ خدى نفس أكده واكتميه عشان الوجع يقل وأمسكى نفسك عاد عشان البت متنزلش هينة وتطلع قوية كيف عمتها .
فحركت زاد رأسها بإستنكار من حديثها ، أما عزة فهاجمها الألم أكثر فازداد صراخها وقامت بالنداء : هاتولى چوزى يلحجنى ، أبوس إيديكم بموت .
فحركت بانة شفتيها يمينا ويسارا بإستهجان : يختى باسم اللى عيولدك يعنى ولا ايه !
_ ولا هو تلزيق وخلاص وأنتِ خابرة أنه عيحب ملك وأنتِ مخليكِ عشان تچيبى العيال وبس .
فصرخت عزة : حرام عليكِ انا مش ناجصة كفاية اللى انا فيه .
فقامت بانة بغضب من جلستها مردفة : خلاص خلاص ، أنا جايمة وسيبهالكم مخضرة ، ولما تولدى إبجوا شيعولى أشوف البت عشان لو طلعت حلوة كيف إخوى ، احچزها لولدى غيث ، أما لو طلعت كيفك أكده ، خليها لإبن براء هو كيف أبوه روحه حلوة .

ثم نظرت إلى زاد وابتسمت بتشفى ثم خطت خطواتها للخارج ، قبل أن تطلق زاد شرار غضبها عليها بعد أن تلون وجهها بحمرة الغضب .
وكادت زاد أن ترد لها الصاع صاعين لجرئتها عليها بهذه الصورة المهينة لكرامتها .
وعندما همت أن تستوقفها لتوبخها  ، وجدتها قد سارعت فى الهرب حتى لا تفتك بها زاد .
 ثم وجدت  كلا من زهيرة ونهلة  على باب الغرفة يستعدان للدخول .
لتلتقى عين نهلة مع بانة فى نظرة طويلة مليئة بالعتاب واللوم ولكن بانة كانت نظرتها استهجان واندهاش فمررت بعينيها عليها من رأسها إلى مخمص قدميها ثم قالت بسخرية : إيه چابك إهنه يا مرات أبوى ، يوه جصدى عمى الله يرحمه .
_ اللى چبتى  أجله ، وكنتِ فال شوم علينا كلنا وچيتى بالخراب والموت .
_ ومش خابرة عتعملى السحر فين اللى بتجيبى بيه الرچالة على دماغهم ويچوزوكِ .
_ فى الأول عمى الله يرحمه ، ودلوك المقدم محمود يا جادرة .
_ مش خابرة عچبه فيكِ عاد ، طلتك البهية ولا عودك اللى كيف عود الكبريت معصصة مفكيش أى ملامح أنوثة .

تجمدت نهلة فى مكانها وأخذت عينيها تدور من الحرج وشعرت بفوران الدماء فى أوصالها ولم تدرى بما ترد عليها ولما مازالت تضمر لها كل تلك العدواة بعد انكشاف أمر عمها ممدوح ووفاته .
_ وتسائلت فيما أخطئت ؟ 
فهى ما فعلت ذلك لطمعا فى أموال أو إرث وانما جاءت لتنتقم من موت أختها على يد ذلك الطاغى الذى إستحل عفتها واغتصبها عنوة حتى نزفت وماتت ثم أمر برميها كأنها مجرد قمامة وليست بشر .
_وشردت فى منصور وعادت ذكرياتها الأليمة :
ولج منصور إلى غرفته حاملا نهلة بين يديه كالأطفال ، ثم وضعها على الفراش برفق .
سئلها منصور بحنو ...ها مرتاحة إكده ولا أزودلك مخدة ورا ضهرك ؟
نهلة بدلال مصطنع ..تسلمى يا سيد الرچالة ، مرتاحة اه .
أجعد أنت إستريح شوية .
_ أنت من بدرى واجف على رجلك كيف الطور اللى عيلف فى الساقية وميملش ولا يتعب .
_ولا كمان وأنت شيلنى عاد على يدك ، ولا هركليز فى زمانه .
منصور بحب ....انا راحتى ، هى راحتك يا ست الستات كلاتها .
وانا مستعد أعمل أى حاچة المهم أنول رضاكِ يا جلبى.
اتسعت عين نهلة مرددة ..عتحبنى جوى إكده يا منصور!!
أمسك منصور يدها ورفعها لفمه يقبلها بحب مردفا بحنو ...عتسئلينى بردك يا نهلة !
_ ده أنتِ متعرفيش حالى كان كيف من غيرك .
_ كنت عموت وبجيت أكلم نفسى كمان .
ومتردتش ليا روحى غير لما أطلعتلك تانى .
طالعته نهلة بنظرة إنتصار وحدثت نفسها بغل ...ولسه عتموت على يدى كتير جوى جوى يا منصور .
مش موتة واحدة بس ، عخليكى تبكى بدل الدموع دم .
على اللى عملته فى أختى وغيرها 
لمعت عين نهلة بالدموع عند تذكرها ذلك الخبيث ، ثم أستافقت من شرودها على صوت زهيرة تعنف بانة هادرة فى وجهها : بانة ، ايه اللى عتجوليه ده !!
_ إتجننتى إياك !!
ثم استغفرت زهيرة ربها وتابعت : أنتِ لساكِ لسانك أكده ،مفيش فايدة منيه ، كيف الحية اللى عيتلوى ويبث سمه فى كل مكان ومبيرفقش بين الكويس والعفش .
_ عيب عليكِ يا بتى ، عيب بچد لضيفة جت عنديكِ ولى فات خلاص مات مع موت اللى ما يتسمى كاتل أبوكِ .
_ ده أنتِ مفروض تاخديها بالحضن وتبوسى يدها ، عشان على دخلتها بناتنا ، چابت نهاية المفترى ممدوح ، ربنا يقحمه فى نار چهنم البعيد .
فتحت بانة فمها ببلاهة من الصدمة فى ذلك الهجوم عليها من والدتها من أجل تلك الغريبة ثم حاولت التحدث بصوت مهزوز : أنا ياما تجوليلى الكلام ده عشان وحدة چاية من ورا الچاموسة وفاكرة نفسها هانم .
_ على العموم أشبعى بيها ياما ، ثم اصطنعت البكاء وتابعت :
حاسة كأنى مش يتيمة أبو وبس ، أم كمان صدرها يسيع الناس كلاتها إلى بتها الوحيدة .
_ انا ماشية وسيبهالكم عاد .
ثم إلتفتت لتغادر ولكنها توقفت للحظة تعمدت بها  أن تدعس قدم نهلة بقوة قبل أن تسرع إلى غرفتها .
لتصرخ نهلة متألمة  : اااااااه رچلى .
لتصك زهيرة على أسنانها بغيظ وحرج لما فعلته ابنتها معها .
لتشير إلى نهلة بحرج  : معلش يا نهلة يا بتى ، معرفش ملها بانة اليومين دول ، مكنتش أكده ،عقلها طاير وركبها الغرور .
ثم صمتت لحظة وتابعت :
_ سامحينى يا بتى وامسحيها فيا أنا ، وعلى قد ما تقدرى طول ما أنتِ إهنه اتجنبيها خالص وأنا هشوف شغلى معاها بت الچبالى المجنونة دى .
قدرت نهلة إعتذار زهيرة وابتسمت قائلة :  خلاص يا حاچة حصل خير وهى كيف أختى بس زرزروة شويتين والله الهادى .
_ وانا مش عايزة أتقل عليكم ، وعكلم محمود يشوفلى اى موطرح تانى عشان ميحصلش مشاكل بسببى .
فشهقت زهيرة مردفة : يا عيب الشوم ، كيف ده !
أنتِ نسيتى أصلا أن ليكى فى الجصر ده كيف بانة ، يعنى زيك زييها .
_فمتجوليش أكده وأنتِ مش عتمشى من إهنه غير على بيت چوزك فى مصر .
نهلة بإمتنان : تعيشى يا حاچة .
لتبدء عزة وصلة أخر من الصراخ، فتسرع لها زهيرة مرددة : معلش يا بتى ، إستحملى شوى كمان ، باسم زمانه على وصول أهو  
ليدخل فى تلك اللحظة باسم وعلى وجهه علامات التوتر مردفا : أنا چيت أهو .
ثم اقترب منها وحاوطها بيده ليسندها فابتسمت له رغم ألمها وتمتمت بحب : خايف عليه يا باسم صوح ولا على بتك بس؟
 
عقد باسم حاجبيه مردفا: مع إن ده مش وقته ،بس بردك عخاف عليكِ يا عزة ، أنتِ برده مرتى وشايلة أسمى وام بتى .
فشعرت عزة بنوعا من الراحة لكلماته ولكن مازال ينقصها أن تشعر بحبه لها كما تحبه هى .
ليذهبوا بها سريعا الى المستشفى ، ومن ثم غرفة الولادة .
والجميع فى الخارج يننتظر بقلق خروجها سلامة هى والمولودة الصغيرة .
ولكن باسم شعر بغربة شديدة فى مكان ليس به ملك .
كيف لى أن أكون فى مكان ولا أرى وجهك البرىء واستأنس به .
ألا تعلمى غالينتى ، إنى بدونك وحيد وغريب .
فلا شىء يطمنى سوى وجودك بجوارى ، أينما كنت مليكتى .
لذا وجدوه قد تقدم من براء قائلا بحرج : خد بالك من الچماعة وعزة لو طلعت كلمنى وطمنى عليها وعلى ريحانة الصغيرة .
_ عقبال بس ما أروح أچيب ملك عشان عايزها هى أول يد تشيل البنت وتفرح بيها ، وصراحة مش جادر أعيش اليوم ده من غيرها .
طالعه براء بإندهاش مردفا : عتسيب مرتك عتولد وعدور على ملك عتطير إياك !
تنهد باسم بحرارة وتابع : خايف أجولك انى مهيمنيش غيرها ، متصدجنيش ولا تجول إنى راچل خرع .
_ بس الحق فعلا ملك مش مرتى بس ، دى كمان بنتى قبل اللى عتيچى دى ، وكان نفسى تكون منيها هى بس النصيب .
ابتسم براء مردفا بمرح : يارتنى أنا كنت ملك عشان تحبنى أكده يا روميو .
روح يا ابنى ده انت حالتك صعبة جوى ، ومحتاچ دكتور .
_ بس متتأخرش عاد ، عشان صعب مرتك تطلع مش تلاجيك جدمها ومفروض أنت اول ايد تشيل بتك .
ابتسم باسم ولكز براء فى كتفه مرددا : أكده ماشى يا خوى ، بس تعرف إنى عحبك أنت حب عچيب ملوش تفسير ولا أقدر أعبر عنه كيف حبى لملك.
_ عشان أنت مش أخو بس ، أنت أبوى اللى ربانى وسندى فى الدنيا دى .
دمعت عيني براء وعناقه بحب وربت على ظهره مردفا : ربى لا يحرمنى منيك يا أخوى ويلا عاد روح ومتغيبش .
فانطلق باسم مسرعا إلى القصر.
وعندما غادر أقتربت زاد من براء والتوى ثغرها ببسمة ساخرة مرددة : شوفت الراچل اللى عيحب بچد ، ساب الدنيا كلاتها وراح ورا مرته اللى مش جادر يجعد من غيرها .
_ مش زى ناس مش حداهم غير لسان وبس ، لكن فعل مفيش. 
وعنده إستعداد يبعد ولا يسئل كمان .
_ثم أطلقت زفيرا حارا وتابعت : يا بختك يا ملك .
ضيق براء عينيه ، ثم حك بيده شعر لحيته التى نبتت مؤخرا ثم حمحم واردف : تصورى أنتِ غريبة جوى يا زاد !
حركت زاد شفتيها بإستياء مردفة : غريبة كيف يعنى ؟
براء بمكر : عشان عتجولى يا بختك يا ملك ، مع إن باسم مچوز عليها .
_ بس خلاص بدال أنتِ شكلك مبسوط جوى أكده من الموضوع ، وانا طبعا ميرضنيش يكون نفسك فى حاچة زى ملك ومعملهاش ، وعشان إكده قررت أتچوز عليكِ بس طبعا أنتِ اللى عتكونى فى الجلب بس وهدلعك كيف باسم بالظبط .
ها جولتى ايه عاد ؟
فتحشرج صوت زاد من الصدمة ولم تدرى بما اجيبه ولم تشعر بنفسها الا وقد رفعت حقيبتها ونزلت بها رأسه هادرة بصراخ : عايز تچوز عليه تانى يا ظالم يا مفترى ، مش مكفيك التنين اللى اتچوزتهم عليه .
_ ولا جصدك اه ناقصة الرابعة كمان .
_ وعامل نفسك حال مؤدب وهتستأذن .
_ طيب اعملها أكده تانى يا براء ، وجول على نفسك يا رحمن يا رحيم  ، هطلع روحها جصادك الأول  عشان تتحسر عليها وبعدين روحك بعدها يا بتاع النسوان يا جادر .
رأت ذلك زهيرة فخفق قلبها على براء وتجهم وجهها وأسرعت إليه ، وحدثت زاد بغلظة : انتِ اتجننتى يا زاد !
_ هتضربى  ابنى وجصادى كمان .
_ فين الخشا والحيا يا عاقلة يا رزينة يا ملتزمة .
فتجمدت زاد فى مكانها حرجا وافترشت بنظرها الأرض وطالعها براء بجمود بعد ما تعرض له من حرج ، فلم يكن من المتوقع أن تثور لهذه الدرجة ، فهو لم يقصد سوى أن يمزح معها .
زاد بحرج : انا آسفة جوى يا مرت خال ، بس كان غصبا عنى ومدريتش بنفسى وهو هيجول عايز يتچوز تانى عليه .
ثم انفجرت فى البكاء .
لتشهق زهيرة مشيرة إلى براء : عايز ايه يا ابن بطنى ، مكفكش اللى عملته ، لا أكده استنى بس يا زاد لما تروحوا وكملى عليه وانا معاكِ .
فشهق براء وأخرج صوته بفزع : وه .
_ متأكدة إنك أمى أنا يا حاچة زهيرة .
فرفعت زهيرة أحد كفيها فى وجهه مع تحريك أحد أصابعها مرددة بسخرية : كتك مو .
فعبث براء فى شعره مردفا بحرج : شكلكم إتفقتم عليه .
_طيب ماشى ، لولا إبنك باسم ، أمنى أخلى بالى منيكم ومن مرته  اللى عتولد دى ،كتت سبتلكم الدنيا كلها وطفشت .
زاد بحنق : ايوه ما أنت ما هتصدق ، عشان تعمل ما بدالك وتچوز  عليه يا أبو عين زايغة .
صك براء على أسنانه بغيظ مردفا : مكنتش كلمة دى ، صبرنى يارب .
_ وصراحة يا بختك يا باسم يا أخوى بمرتك العاقلة الراسية ملك .
****** 
تفاجئت ملك بوجود باسم ، فقلقت فى بادىء الأمر وأسرعت إليه مردفة : إيه يا باسم حوصل حاچة ؟
_ عزة ولدت بالسلامة والبنت بخير ؟
_ إتكلم متوجعش جلبى .
ابتسم باسم وهو يطالعها بحب ومدقق النظر فى عينيها : أنتِ اللى وجعتى جلبى فى حبك ، لدرجة إنى مجدرتش أقعد هناك وأنتِ إهنه لحالك وقعدت أفكر فيكِ .
وعشان أكده چيت يا ملك ، عشان تصدقى انك عندى بالدنيا كلاتها وأهم حاچة فى حياتى ، ولا يهمنى عزة ولا بتها .
_ لم تهتم ملك لعبارات الغزل والحب الصادق فى عين باسم وتركه لزوجته التى تضع مولودتها وأتى إليها ، لتفاجئه بقولها : يعنى عزة دلوك ولدت وأنت أطمنت عليها وعلى بتى انا ريحانة ولا لسه ؟
فاتسعت عين باسم مندهشا من ردها الذى كان لا يتوقعه بعد كل ما حدثها به وردد كالأبله الذى لا يفهم : عتجولى ايه ؟
ملك باستفهام  : ايه يا باسم ، انت مش مركز معايا ولا ايه ؟
_ بجولك عزة ولدت وأطمنت على بتى اللى مخلفتهاش ريحانة جلبى ولا لسه ؟
_ بتى اللى منتظراها بفارغ الصبر ، أشمها وأضمها لصدرى .
ثم وجدها تبكى ، فألمه بكاؤها وحينها أدرك أنها ليست فى حالتها الطبيعية وإن الإشتياق لطفلته قد بلغه أشده .
فعبس بوجهه بعد أن خشى عليها من فرط التعلق بطفلته من عزة ، وما سيؤدى ذلك تفاقم غيرة عزة أكثر وحينها ستفتعل مشاكل لن يستطيع إيقافها .
فرفع ببصره إلى السماء وناجى ربه : ياربِ ألطف بيه وبيها .
******
ولج جابر إلى بانة فوجدها تجلس على الأريكة وصدرها يعلو وينخفض وتطلق زفيرا غاضبا وتحدث نفسها : بجا أكده كلكم عليه ، عشان عايزة مصلحتكم .
وبقول الحق ومش منافقة ، ماشى ، حتى أنتِ ياما .
ما انا خابرة حظى زين ، أنا مخدتش من الدنيا دى غير چوزى حبيبى جابر .
فابتسم جابر وخطة خطوات خفيفة حتى جلس من ورائها على الأريكة دون أن تشعر ، ثم حاوطها من ظهرها وقبلها برقة فى عنقها مردفا : مين مزعل جمرى اللى منور حياتى .
إبتسمت بانة وإصاب جسدها رعشة من قبلته واردفت بدلال : يوه يا چابر ، أكده تخدنى على غفلة ، مش تخش تجول سلامو عليكوا ولا دستور الأول .
_ أكده أتخضيت وممكن مخلفش تانى .
فضحك جابر : وايه يعنى ما كده الحمد لله ، عندى بنوتة كبيرة اسمها بانة وواد صغير أكده إسمه غيث .
وبعدين أنا جولت السلام عليكم ، بس أنتِ كنتِ فى واد تانى خالص وعتكلمى نفسك ، بس عچبتينى لما جولتى چوزى حبيبى ، أخيرا حسيت صوح انا ليه مكانة عنديكِ يا بانة .
بانة بحب  : طبعا يا روح الروح ، أنت أصلا فى كفة والعالم كله فى كفة تانية .
*****
ابتاع زرارة بعض الملذات المحرمة من خمر وسجائر الأرجيلة التى تذهب بالعقل ونزل بها إلى تلك الغرفة التى أعدها لحمدى وصاحبه بها اثنين من الرجال الذين هربوا معه .
صاح حمدى بفرحة : الله عليك يا واد عمى ، متعرفش قد ايه إشتقت لجعدة الأنس دى جوى جوى .
_ بس تعرف نجصها ايه ؟
زرارة بضحك : ايه يا سيد المعلمين وانا أچبهولك ؟
فشردت حمدى فى قمر وتذكر لحظاته الممتعة معها ثم استفاق على حاله الان وهو هارب ، فقبض على يديه بقوة متوعدا لها : _ عچيبك يا قمر ، ومش هكتلك بس مرة ، لا هكتلك ألف مرة .
لما أخدك إهنه ونتسلى عليكِ انا والرچالة دى .
_ ومعلش بجا إنسى موضوع الخضرة الشريفة اللى عملتيه وسمعت عنيه .
_ ومعلش بجا يا چوز الست ، أستحمل زى ما أستحمل اللى جبلك سيادة المقدم حتة واحدة .
ثم أشار إلى زرارة : افتح يا واد عمى وصب وخلينا ننسى الهم ، عشان بعد أكده نفكر كيف هنعيد أمجادنا من تانى .
زرارة : أيوه يا سيد الكل ، وندخل بجلب جامد .
وخابر مين ممكن يكون يدك اليمين ، كيف أنت زمان ما كنت يده اليمين ومن ريحة الحبايب كمان وهيساعدك توقف على رچلك من جديد .
ضيق حمدى عينيه متسائلا : هو مين ده ؟
يا ترى مين ؟
هتعرف فى الحلقة القادمة بإذن الله 🥰
نختم بدعاء جميل ❤️
" اللهم فاطِرَ السمواتِ والأرض ،، عالمَ الغيب والشهادة ،،
 رَبَّ كُلِّ شيءٍ ومَلِيكَهُ ،، أشهد أن لا إله إلا أنت ،، أعوذ بك
  من شرِّ نفسي ،، وشرِّ الشيطان وشِرْكِهِ ،، وأن أقترِف على
   نفسي سوء ،، أو أَجُرَّهُ إلى أحدٍ مِن خلقك 🤲💛
ام فاطمة 🤍 شيماء سعيد
أولاد الجبالى 3

google-playkhamsatmostaqltradent