رواية إحسان كاملة بقلم Lehcen Tetouani عبر مدونة كوكطب الروايات
رواية إحسان الفصل الرابع 4
….. وجدتها تجلس على المصلاة وبيدها مصحف صغير فكانت ترتل القرأن بصوت تخشع له القلوب وتعشقه الأذان وتطمئن له الروح فدخلت الغرفة وجلست على أحد الكراسي دون ان تشعر بي لاستمع لها
وبعد نصف ساعة ختمت قولها ب صدق الله العظيم ثم قبلت المصحف ونهضت لتتفاجأ بي جالسا على احد المقاعد خلفها فكادت ان تصرخ ثم ابتسمت ابتسامة تشرح القلب وخاطبتني قائلة: صباح الخير كيف أصبحت
قلت : صباح النور قلت لها: بخيير الحمد لله.. وانتي..
ردت بإبتسامة شكر وإمتنان: في احسن حال على الاطلاق احمد الله واشكره كتير واشكرك انت أيضا على ما فعلته معي
قلت لها: الشكر لله وحده
قاطعتني قائلة : انت صليت؟
قلت لها: لا ليس بعد أول ما استيقظت كنت أبحث عنك وعندما وجدتك هنا أحببت أن أسمع لك اصلي ماصحيت
قالت : انا اسفة لانك فوت الصبح بسببي وتركتك تسهر والنوم على الكرسي
فخرجت لكي اصلي بينما دخلت الفتاة إلى المطبخ وبعد انتهيت من الصلاة عدت الي الغرفة فوجدت الفتاة جالسة على المقعد وقد قامت بإعداد الشاي فجلسنا لتناول الشاي
فسألت قائلا: ماهو اسمك؟
ردت قائلة: انا اسمي إحسان
قلت: ياإحسان من أين أهلك هل من هنا أو من الريف ؟
صمت لبرهة ثم ردت بصوت حزين: انا يتيمة أمي توفيت وانا عندي خمسة عشر سنة ووالدي توفي قبل ستة شهور من الأن
فشعرت بالحزن لامرها ثم قلت : ربنا يرحمهم ويجعل مثواهم الجنة اين تسكن حاليا
إحسان بصوت مكسور: انا كنت اسكن مع زميلاتي في الكلية في شقة خاصة لكن لأسباب تركت الشقة وقبلها كنت أسكن مع زوجة أبي هي طردتني من البيت يعني حاليا ليس عندي مكان اذهب إليه انا لي يومين كنت أنام في زاوية للصلاة في الشجرة
تأثرت بقصتها جدا ثم قلت: حسنا يا إحسان انا أريد اسمع قصتك للأخير لكن الزمن ضيق وأنا لازم أذهب إلى الشغل وهذه السيارة ليست لي لازم أسلمها لصاحبها يمكنك أن تنتظرني هنا سوف أعود
قالت بصوت مكسور: حسنا اذا لم أكن أتسبب لك في مشكلة فأنا ليست لدي أي مشكلة
قلت لها:لا تخافي ليست هناك أي مشكلة سوف اذهب الأن وإن إحتجتي شيء في المطبخ والثلاجة وإن أحتجتي شيء من الخارج أترك لك هذا الهاتف الصغير يمكنك أن تتصل بي
قالت : حسنا سوف أنتظرك في امان الله.
خرجت من المنزل وركبت السيارة ثم انطلقت وانا اتسائل في نفسي ياترى ماقصتك يا إحسان ولماذا قامت زوجة والدك بطردك من البيت وكيف يمكنني مساعدتك واين ستقيمين ؟
ثم ماذا ساقول لاخـي بالطبع لايمكنني إبقاءها في منزل عمي لوحدها ولا يمكنني البقاء معها اذن ماذا سأفعل ؟
الكثير من الاسئلة دارت برأسي ولم اعثر لها علي إجابات تريحني فأنصرفت عن التفكير في الأمر لحتى اسمع قصتها اولا ثم بعد ذلك سأقرر ماذا افعل.
وصلت إلى المنطقة الصناعية فوجدت أخي قد حضر قبلي وكان ينتظرني فقال لي لماذا تأخرت lehcen tetouani
قلت عندما ذهبت مع صديقي إلى منزله كان والده مريض ذهبنا به إلى المستشفى وهو في حالة خطيرة
قال لي حسنا خد هذا المبلغ عد إلى صديقك يمكنك تبقى معه وتطمئن على والده
غادرت الورشة ذهبت إلى موقف المواصلات فركبت المواصلات وعدت الي منطقة حيث منزل عمي وكنت اشعر بالذنب لانني كذبت على أخي ليس مرة واحدة بل اثنان ولكنني كنت مجبرا فلن استطيع اخباره بالحقيقة.
فعدت إلى المنزل وجدت إحسان تقوم بإعداد وجبة الإفطار جلست لتناولها برفقتها التي بدأت تشعر بالأمان وشئيا من السعادة وبدأت ملامحها الجمـيلة تبان غير ان هناك بعض تقاسيم الحزن القاسية التي تظهر علي وجهها الذي يشع نورا كالبدر
فأطلت النظر في وجه إحسان فرأيت حزنا وآلاما كثيرة فعلمت بأنها قد عانت الكثير من الظلم ولكنها كانت تحاول إخفاء حزنها خلف تلك الابتسامة البريئة
واخيرا بعد ان انتهينا من تناول الإفطار فسألتها قائلا: هيا يا إحسان ممكن تحكـي لي حكايتك؟
فتغيرت ملامحها وكأنها كانت تحاول الهروب من ماضيها وكأن سؤالي هذا بمثابة الريح التي قلبت صفحات كتاب ماضيها المؤلم ولكنها ابتسمت ابتسامة باهتة ثم ردت بحزن: والله يا محمد لا أعرف ماذا سأحكي لك ومن أين سوف أبدأ لكن سوف أحكي لك كما وعدتك
يتبع…..
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية إحسان) اسم الرواية