Ads by Google X

رواية ومجبل علي الصعيد الفصل الرابع و الاربعون 44 - بقلم رانيا الخولي

الصفحة الرئيسية

  رواية ومجبل علي  الصعيد كاملة بقلم رانيا الخولي عبر مدونة دليل الروايات


 رواية ومجبل علي  الصعيد الفصل الرابع و الاربعون 44


لحظات من الخيال وهي داخل أحضان ذلك العاشق الذي لم يكف لحظة واحدة عن بثها مدى ولعه بها
لم يغمض لهم جفن خوفًا من أن يستيقظوا فيجدوا أنهم داخل حلم جميل وتم الاستيقاظ منه
لكن أخذ التعب منها مبلغه وغفت بين ذراعيه بإرهاق
أما هو فرفض النوم وفضل أن يتأملها وهي نائمة في أحضانه الساجية
كان يتلاعب بخصلاتها التي يعشقها ويتأمل ملامحها الهادئة
فهي من علمته الحب وأبجاديته
مال عليها يقبل جبينها لتشعر هي بلمسته تلك
فتحت عينيها بتثاقل لتلتقي بعينيه التي تنظر إليها بعشق فقالت بنعاس
_ مصحتنيش معاك ليه؟
أخذ يدها يقبلها بشوق وحنين وقال بتوق
_ انا منمتش عشان أصحيكي
تطلعت إليه لتسأله
_ ومنمتش ليه؟
اجابها بشغف وهو يتتبع بأنامله خطوط وجهها
_ مش قادر أغمض عينيه عنك، كل ماأغمضها توحشيني افتحها تاني
ضحكت سارة بخفوت وهي لا تتخيل أن جاسر باستطاعته قول مثل تلك الكلمات التي تذيب قلبها مما جعله يسألها بحدة مصطنعة
_ بتضحكي على أيه؟
تطلعت إليه بنظرة يملؤها الولع
_ مكنتش اعرف إنك بتقول كلام حلو كده، كنت ديمًا شديد وصعب التعامل معاك
رفع حاجبيه متسائلًا
_ عارفه ليه؟
هزت راسها بنفي فأجاب
_ عشان كنت بتخبط مابين قلبي ومابين عقلي
تنهد بتعب من ذكرى تلك الأيام وتابع
_ لو تعرفي انا كنت بحارب نفسي ومشاعري اد أيه كنتي هترأفي بيا
بمعنى دق كنت هصعب عليكي
في البداية كنت بشوف فيكي منصور وانه هو اللي بعتك لغرد، كنت بهاجمك وفي الأول بس بعدها يأست ومقدرتش أقاوم اكتر من كده
كان يتحدث وعينيه تجوب ملامحها بهيام وأردف باعتراف
_ سارة انا اتجوزتك لإني حبيتك، صدقيني لو مكنتش حبيتك وجودك مكنش هيفرق معايا، بل بالعكس كان ممكن أعرف غيرك واكمل حياتي معها.
ضغطت على اسنانها بحنق ووكزته في كتفه وهي تتمتم بغيظ
_ معنى كده إنك كنت هتتجوز عليا؟
راقته غيرتها عليه وأكد بغرور
_ وليه لأ إنتي عارفه كويس إن أى واحدة تتمناني
تحدثت بانبهار مصطنع
_ ياسلام عـ التواضع
ضحك بسعادة افتقدها كثيرًا وتحدث بحبور
_ اتجوز واحب ازاي وانتي خلاص مليتي قلبي وعقلي ومشاعري غيرك ملوش مكان فيها.
تبدلت ملامحها لصلابة عندما أشتد الجوع عليها وقالت بضيق
_ جاسر انت مش ملاحظ حاجة؟
قطب جبينه بعدم فهم وسألها بريبة
_ حاجة أيه؟ خير.
اجابت باحراج
_ إنك مجوعني من امبارح الصبح والساعة بقيت عشرة ولسه برده مجوعني.
فرحته بها لم تجعله ينتبه لذلك مما جعله يشعر بالاحراج منها وقبل أن يعتذر طرق الباب ليعلم حينها بأنها والدته
_ دي أكيد وسيلة جاية تطمن.
شعرت سارة بالخجل واعتدلت وهي تغمغم باحراج
_ بلاش تفتح انا هكون محرجة منها أوي
نهض جاسر من جوارها وهو يتحدث بضحك
_ انتي هتتحرجي من وسيلة؟ انا نفسي مبتحرجش منها
تقدم من الباب ليفتحه فأسرعت هي بجذب الغطاء على وجهها كي لا تراها وتشعر بالاحراج.
فتح جاسر الباب ليجد والدته أمامه وتحمل الطعام لتقدمه إليهم بسعادة
_ صباح الخير ياقلبي.
رد جاسر بابتسامة مشرقة اشرقت عين وسيلة وهو ياخذ منها الطعام
_ صباح الورد ياسوسو، انتي بنفسك اللي جايبة الأكل
أومأت بسعادة لفرحته التي ظهرت واضحة على وجهه لكنها تذكرت تلك الكلمة التي كان يشاكس بها والده وقالت بتوبيخ
_ رجعت للكلمة دي تاني؟ انت عارف لو ابوك سمعها منك هيعمل فيك ايه؟
رد بثقة
_ ولا حاجة هو اليومين دول تحسي انه رمى طوبتي مبقاش بيدققلي على أفعال أو كلام
كانت سعادة وسيلة لا توصف وهي ترى ابنها يعود لطبيعته لكن بسعادة اشد وأقوى فسألته بريبة
_ قولي الأول اتراضيتوا ولا لسه
أومأ لها وقال ببهجة
_ أخيرًا ياأمي الحمد لله
اتسعت ابتسامتها وقالت بسرور
_ الحمد لله، يلا بقى ادخل صحيها عشان تفطر وبعدين تكمل نومها
أومأ لها بتفاهم
_ تمام، بس إن شاء الله الغدا هيكون معاكم.
رفضت وسيلة لإصرار
_ لأ غدا أيه! مينفعش…..
قاطعها بجدية
_ أمي وجود سارة مش هيغير أى حاجة وانتي عارفة كويس إني مش بعرف اكل من غيركم
أومأت له لكنها بقيت على نفس اصرارها
_ خلاص خليها في العشا لإن أصلًا شكلكم منمتوش
استسلم لها جاسر وعاد إلى سارة التي مازالت تخفي وجهها بالغطاء وضع الطعام على الطاولة ثم تقدمت منها ليجلس بجوارها ويتمتم بخفوت
_ اطمني خلاص مشيت
ضحك عليها عندما وجدها تخفض الغطاء بروية وسألته بلهفة
_ عرفت حاجة
هز رأسه بتأكيد
_ اه حكتلها اللي حصل بالتفصيل
تناولت الوسادة لتقذفه بها فيتفادها وهي تقول بغيظ
_ انت رخم
تظاهر جاسر بالجدية وهو يقترب منها متوعدًا
_ ضرب بالمخدة وكمان رخم! لا انتي شكلك مش مريحني ولازم اسلخلك القطة من أولها
وقبل أن يتقدم منها أسرعت بالنهوض والولوج إلى المرحاض مغلقة الباب خلفها قبل الوصول إليها
❈-❈-❈
في الخارج
دلف مصطفى ومعه حلم إلى تلك الشقة الصغيرة التي استأجرها في مكان قريب من الجامعة كي تكون قريبة منها، ولم تكن بنفس المستوى التي رغد به كلاهما.
كانت حلم تنظر إلى المكان بسعادة غامرة وكأنها داخل قصر مهيب تريد ان تتلمس جدرانه بانبهار وقالت بفرحة
_ جميلة أوي
ظن مصطفى أنها تقول ذلك كي لا تحزنه فتحدث بآسف
_ أنا عارف أنها صغيرة أوي ومش بنفس المستوى اللي كنتي عايشة فيه بس الفلوس اللي معايا يادوب تكفينا السنة دي و…..
قاطعته حلم وهي تقول بصدق
_ الشقة اللي مش عجباك دي وجودك فيها هيحولها لقصر في عينيه، مصطفى انت حولت حياتي اللي كانت جوة الجحيم وعرفتها الجنة وحلوتها مش عايزة حاجة تاني من الدنيا
كان في قمة سعادته وهو يستمع لكلماتها التي اشعلت نار الحب بقلبه فتقدم منها ليأسر يدها بين يديه وقال بشغف
_ وانا هعيش حياتي عشان اسعدك واعوضك عن كل لحظة حزن عشتيها بعيد عني.
دنى منها ليلغي تلك الخطوة الفاصلة بينهما وقال بشوق
_ لو تعرفي ان عشت بحلم باللحظة دي اد ايه؟!!
لدرجة إني بقيت بحلم بيكي حتى وانا صاحي
كانت تائهة في عينيه التي تبث لها مدى عشقه اللامتناهي وخاصةً حينما تابع
_ حلم أنا بحبك وعارف إن الطريقة اللي اتجوزنا بيها فيها ظلم كبير ليكي، بس أوعدك….
وضعت يدها على فمه تمنعه من مواصلة حديثه وقالت بنفي
_ مين قال كده، الظلم اللي بجد لو كنت سبتنى وتخليت عني، بس انت قاومت وحاربو وعرضت نفسك للموت ووقفت أدام الدنيا كلها عشاني وده كفاية عليا اوي.
لم يجد الكلمات التي يصف بها مدى سعادته لها وغمغم بوله
_ وانا كمان مكتفي بيكي عن الدنيا كلها
طبع قبلة خفيفة على وجنتها مما جعلها تخجل من فعلته وكم راقه ذلك الحياء الذي زادها جمالًا وهمس بشوق
_ انا قلتلك قبل كدة إني بحبك
رفعت رأسها إليه لتومأ بخجل مما جعله يبتسم بمرح
_ يعني مش عايزة تسمعيها تاني؟
هزت راسها بنفي وقالت بخجل
_ لا عايزة اسمعها تاني وتالت ومليون
قرب وجهه اكثر منها وهمس بولع
_ بحبك
كان لهمسه مفعول السحر بقلبها الذي أخذ ينبض بعنف وخاصةً عندما وجدته يميل ليأخذ شفتيها في قبلة أطاحت بعقلها وجعلها تستسلم له ولعشقه الذي أخذها لعالمه.
❈-❈-❈
في المساء
تجمعت الأسرة كعادتها على طاولة العشاء لكن ينقصها جاسر وسارة
قال حازم بمكر
_ هو جاسر اعتكف في اوضته ولا ايه، من وقت مـ جاه امبارح ومحدش شافة لعل المانع خير
نهرته وسيلة
_ خليك فـ حالك
تمتم معتز بجوار أذنه
_ هي مش أمك طلعتله الفطار، والفرحة مش سيعاها يبقى تم يامعلم
ضحك كلاهما تحت نظرات ليلى الحانقة وقالت بغيظ
_ بتقعدوا تتوشوش كده وبتضحكوا على ايه؟
تحدث حازم باستياء
_ خليكي في حالك والنبي باديكي اللي عايزة قطعها دي
_ وبعدين في خناقتكم اللي مش بتفض دي
كان هذا صوت جاسر الذي أصر على العشاء معهم رغم رفضها خجلًا منهم
رحب الجميع بهما بسعادة وجلسوا في مقاعدهم ليقول عمران بسعادة
_ حمد لله على السلامة ياسارة
ردت ليلى بسعادة
_ الله يسلمك يا جدو
تحدث جليلة بحبور
_ ها ياسارة ناوي تفضلي معانا ولا هتعاندي زي عوايدك
نظرت سارة إلى جاسر الذي يتطلع إليها ببهجة وتمتمت بخفوت
_ العمر كله معاكم ووسطيكم إن شاء الله
لم يجد الكلمات التي تصف ما يشعر به بعدما سمع منها كلماتها التي أطربت قلبه لينتبه على صوت جمال
_ نورتي بيتك ياسارة
نظرت إليه بتقدير وقالت بود
_ منور بجدي وبيك يا عمو منور بيكم كلكم.
أمسكت ليلى بيدها وقالت بسرور
_ مبسوطة أوي انك رجعتي، متعرفيش كنت محتجالك اد ايه
_ معاكي ياحبيبتي متقلقيش
اقترب حازم من معتز ليقول بخفوت
_ اخدت بالك شوف نازلين مبسوطين إزاي؟
الاول كانوا بينزلوا زي اللي مقتولهم قتيل إنما دلوقت ما شاء الله داخل علينا ماسك ايديها زي مـ يكون خايف تهرب منه
ضحك معتز بحفوت واردف له
_ لأ وكمان عمال يحطلها الأكل قدامها ناقص يأكلها قدامنا
ترك جاسر الملعقة من يده ونظر إليهما بحزم جعلهما ينظران في اطباقهما بصمت مطبق
وكزته سارة وتحدثت بعتاب
_ مالك ومالهم
كز على اسنانه بغيظ
_ ولو مشدتش عليهم مش هيبطلوا ودوده، المهم سيبك منهم ايه رأيك نطلع شهر عسل مع ليلى وأمجد
اتسعت ابتسامتها بسعادة كبيرة وسألته
_ بجد؟
اكد لها بحبور
_ ايه بجد هو أمجد وليلى أحسن مننا في أيه.
بس هنروح في مكان تاني غير اللي هيروحوه
هزت رأسها له بسرور جعلت قلب جليلة يدق ببهجة عارمة
وهي ترى أحفادها بكل تلك السعادة
اما عمران فقد شعر بالرضى وقد عادت البهجة تدق ابوابهم بعد طول انتظار
❈-❈-❈
في حديقة المنزل
أخذها جاسر وذهب بها عند تلك الشجرة العتيقة التي تركت يومًا جرحًا غائرا بداخل قلبه فأراد أن يبدل تلك الجراح بلحظات من ذلك الحلم الذي يعيشه
سألته بدهشة
_ جاسر انت جايبني هنا ليه؟
وقف بها أمام تلك الشجرة وحاوط خصرها بتملك وهو يقول بهيام
_ عايز أمحي من حياتنا أي ذكرى صعبة عدت علينا
بدأنا بأوضتنا، بعدها بالسفرة بعدها المكان ده اللي تقدري تقولي كدة اندبحنا فيه
عايز أغيره الذكرى السيئة بلحظات حلوة، مع ضحكت عمري اللي مصدقت لقيتها.
عايز امحي من حياتنا كل اللحظات الصعبة اللي مرت علينا
قربها إليه أكثر ليعانقها بحب وأردف
_ عايزك لما تيجي تبشريني بأول حمل لينا يكون هنا
حاوطت عنقه بحب وهي تنعم بذلك الدفئ الذي يحيطها وهي بين ذراعيه بعد ذلك الجفاء الذي أرهقهم وقالت بوله
_ وانا هعيش عمري كله عشان اسعدك وعمري ماهسمح للحزن انه يدخل بينا تاني
ابعدها عنه قليلًا كي ينظر داخل عينيها الاسير لسحرها
_ وانا بشهد عليا الدنيا والأيام إن حبي ليكى عمره ما هيقل، وهعمل المستحيل عشان أسعدك
كانت تنظر إليه وهي لا تصدق بأنها تسمع مثل ذلك الكلام منه وتحدثت بهيام
_ تعرف إن المشاكل أحيانا بتزود الحب جوانا؟
عقد حاجبيه مندهشًا من قولها وسألها باهتمام
_ إزاي بقى؟
أكدت له بثقة
_ لإن لما بيزعلوا من بعض طبيعي أنهم يبعدوا والبعد بيبقى صعب محدش منهم بيقدر يتحمله والعند اللي جواه بيمحيه الاشتياق وهنا بيتأكدوا أنهم ميقدروش يبعدوا عن بعض وهما كانت حدة المشاكل بينهم بيرجعوا لبعض وحبهم اللي بقى اقوى بينسيهم.
كان يستمع إليها بأهتمام لكنه قال بتحذير
_ أوعي، مش معنى كده انك تسوقي فيها وكل شوية تنكدي علينا بحجة إننا بنجدد حبنا
ضحكت ابتهاجا وردت بتأكيد
_ لازم طبعًا مش هنقضيها حب في حب وكلام من ده، اكيد هنزعل
قطب جبينه بعتاب
_ واهون عليكي تجرحي قلبي
هزت راسها بنفي وهي تضع يدها على قلبه وقالت بهوى
_ مستحيل اقدر أجرحه انا عايشه عشان أسعده وبس.
اطرب قلبه حديثها الذي جعله يدق ببهجة عارمة وتحدث بعشق
_ وانا بأكدلك إن كل اللي جوايا ليكي فرحة هتملا حياتنا كلها.
تذكر جاسر أمر جده وقال بخفوت
_ زمان جليلة وعمران مش عارفين يناموا مننا
اندهشت من خفوته وسألته بخفوت مماثل
_ ليه؟
غمز لها بعينيه ناحية النافذة
_ عشان شباكهم قريب مننا ومفتوح كمان
انتبهت سارة له وقالت بضحك
_ طيب يلا بسرعة قبل ما ياخدوا بالهم مننا
جذبها جاسر ليعودوا إلى غرفتهم
_ يلا بسرعة.
❈-❈-❈
وقف حازم بتردد أمام غرفة جمال يرفع يده للطرق ثم ينزلها حتى استقر أخيرًا وطرقها
ثواني قليلة وفتحت وسيلة التي اندهشت من رؤيته
_ حازم في حاجة ياقلبي؟
حمحم بإحراج وقال بتردد
_ كنت عايز اتكلم مع ابويا في كلمتين
اشارة له بالولوج
_ ادخل هو بيتكلم في التليفون
دخل حازم بتردد فوجد والده جالسًا على الأريكة يتحدث في الهاتف فأشار له جمال بالجلوس ليتردد قليلًا قبل أن يفعلها لكنه عزم امره ولن يتراجع
انتهى جمال من مكالمته ووضع الهاتف بجواره ونظر إلى حازم الذي ارتبك قليلًا ثم تحدث بجدية
_ أنا كنت كلمت جدي في موضوع زينه بنت خالي وهو وافق، وجدي عاصم بردوا وافق وكنت عايزك تكلمهم ونقرا فتحة في فرح ليلى
ومقبل على الصعيد
رانيا الخولي
الخاتمة ٢
❈-❈-❈
في غرفة جمال
التزم حازم الصمت منتظرًا لرد أبيه الذي أخذ ينظر أمامه بوجوم أقلقه
فسأله بريبة
_ قلت أيه
تنهد جمال وقال بتعب
_ قلت لا إله إلا الله
ردت وسيلة
_ محمد رسول الله
نظر إلى حازم وتحدث بجدية
_ أولًا انت عارف معزت زينا عندي من معزت ليلى وسارة وانا لما اخترتها؛ أخترتها لجاسر لأنه مناسب ليها، إنما انت لسه ادامك تلات سنين جامعة….
قاطعه حازم برجاحة
_ انا عارف كل ده، وعارف كويس انه مينفعش دلوقت إلا لما اتخرج بس بصراحة انا بحبها وهي رافضة أى كلام بينا لإن مفيش حاجة تربطنا وعشان كده كنت عايز نقرأ فاتحة وبعد التخرج يبقى نتجوز.
عاد جمال لوجومه لكن وسيلة تحدثت بجدية
_ انا شايفة إن كلامه صح، وانا بصراحة مش عايزة بنت أخويا تبعد عني، كلم وليد واتفقوا على قراية فاتحة وبعد التخرج يبقى يتجوزوا
تحدث جمال بحيرة
_ انا مش عايز اشغله بحاجة غير الدراسة
اسرع حازم بالرد
_ لا متقلقش هجتهد وده هيكون دافع ليا قلت، ايه؟
ابتسم جمال لأبنه عندما رأى لهفة الشوق في عينيه وقال
_ اللي تشفوه من بكرة هكلم وليد ونخلي الفرحة فرحتين.
دنى حازم من والده يقبل رأسه وقال بفرحة
_ متشكر جدًا
ثم نظر لوسيلة وقال
_ ربنا يخليكي ياست الكل بعد اذنكم
خرج حازم من الغرفة ونظر جمال لوسيلة ليقول بحيرة
_ مش عارف اللي هعمله ده صح ولا غلط؟
تبسمت وسيلة برقة
_ مش غلط ولا حاجة وبعدين ده هيكون دافع ليهم أنهم يهتموا بتعلمهم عشان ميفوتوش سنة
هز رأسه بيأس
_ خلاص اللي تشوفوه
اتسعت ابتسامتها بسعادة
_ كدة احنا اطمنا على التلاتة عقبال معتز
ابتسم جمال على ذكر اسمه وقال بتقدير
_ تعرفي إن معتز ليه غلاوة تانية خالص غير باقي الولاد
بحسه عاقل بزيادة وبيوزن الأمور وخطواته ديمًا بيخطيها بعقل وحكمة، معندش الاندفاع والتهور اللي عند جاسر وحازم
حتى المشاكل بيعاملها برصانة ويحاول يلمها على اد مـ يقدر.
❈-❈-❈
مرت الأيام وسارة تنعم بذلك الدفئ والحنان الذي يغدقها به جاسر
وليلى التي تستعد لزفافها الذي سيقيم في البلدة بسعادة بالغة تختار كل شئٍ بعناية وساعدتها سارة في ذلك
وها هي ذا تقف في المطبخ تعد العشاء بسعادة وتتابعها وسيلة التي أخبرتها بالأكلات التي يفضلها جاسر
_ إن شاء الله الاكل هيعجبه
كانت سعدية تقف في المطبخ وهي تداري ضحكها على سارة التي تتخبط في كل شئ من حولها وقالت
_ كفاية أنك انت اللي عملاه ياست سارة لازم هيعجبه
أيدت سارة رأيها
_ اه طبعًا لازم يعجبه وإلا…
رفعت السكينة التي في يدها وقالت بتوعد
_ هنكد عليه نكد عمره
ضحكت وسيلة بسعادة على تلك الشخصية التي تحولت إليها سارة وقالت بحبور
_ وعلى ايه الطيب أحسن.
انتهت سارة من اعداد الطعام وقامت بغسل يدها وهي تقول بارهاق
_ كفاية لحد كده وهطلع أشوف ليلى زمانها محتاسه من غيري.
اكدت وسيلة
_ فعلًا كفاية كده والحقي ليلى
خرجت سارة من المطبخ وذهبت لغرفة ليلى كي تساعدها في تجهيز الحقائب لينتهوا بعد فترة طويلة وقالت سارة بتعب
_ أخيرًا خلصنا.
ابتسمت ليلى بامتنان لسارة التي ساعدتها في اختيار كل شئ ولم تتركها
_ متشكرة اوي ياسارة تعبتك معايا.
تقدمت سارة منها تعانقها بحب
_ متقوليش كدة احنا اخوات
ابتعدت عنها قليلًا كي تنظر إليها وقالت بمرح
_ هقولك على خبر حلو اوي، بصراحة انا مش قادرة أخبي عليكي اكتر من كده، انا وجاسر طالعين معاكم شهر عسل
تهللت ليلى بسعادة
_ بجد؟ يعني هنطلع كلنا مع بعض؟
ضغطت ليلى على شفتيها وقالت بأسف
_ للاسف لأ، جاسر قالي هنكون في مكان تاني.
أحبطت ليلى لكن سارة اقنعتها بمكر
_ عبيطة، لو جاسر راح معاكم اعرفي انكم مش هتتهنوا دقيقة واحدة هتاخدوا راحتكم خالص
أومأت بتفاهم
_ اه عندك حق، دا انا مـ هصدق اخلص منه، ربنا يعينك عليه
_ بقى كده؟ ماشي ياستي متشكرين
اتسعت اعينهم بصدمة عندما وجدوا جاسر يدلف الغرفة فضحكت سارة وهي تأكد لها
_ اهه هتلاقيه كل شوية فوق دماغكم زي كده
تقدم منهم ليدنوا من ليلى ليسألها بعتاب مرح
_ عايزة ترتاحي مني؟
تقدمت ليلى منه لتقول برقة
_ لأ طبعًا انا اقدر، احنا كنا بنهزر.
قبل رأسها بحب
_ أنا واثق من ده
نظر إلى سارة التي رفعت كتفها ببراءة زائفة
_ كنت لسه هقولها ده جاسر ده أطيب وأحن واحد في الدنيا بس انت دخلت
نظرت إلى ليلى وتابعت
_ مش كده ياليلى؟
زم ليلى فمها بغيظ ثم اجابت باستسلام
_ اه اه حصل بس انت دخلت قبل ماتتكلم، لو كنت بس أخرت شوية.
تطلع جاسر إليها بغيظ وقال
_ انتي هتقوليلي؟ المهم يلا عشان العشا جاهز وأمي بتقول أن سارة اللي عملاه بإديها ربنا يستر.
غمغمت سارة باحتدام
_ ايه؟ مش عجبك أكلي؟
رد بتسويف
_ هو انا لسه دقته! لما ادوقه هقولك، يلا بقى عشان اخرنا عليهم
أجتمعوا جميعًا على الطاولة والكل ينتظر تذوق الطعام الذي أعدته سارة وهي تحلس بسعادة تنتظر رأيهم
كان جاسر ينظر للطعام بسعادة لا توصف وينظر إلى سارة وهي تضع الطعام أمامه
_ يلا دوق وقولي رأيك
أومأ لها وقبل ان يتذوق سمع حازم يتحدث بغيظ لمعتز
_ طيب هي عايزة تاكل جوزها من إيديها احنا ذنبنا ايه
وكزه معتز بضيق
_ مـ تاكل وانت ساكت بلاش تزعلها
وتحدث جمال بخفوت لوسيلة
_ ايه ياوسيلة الاكل ده؟ انتي عارفه انها عمرها مادخلت مطبخ تقومي تخليها تعمل الاكل ده كله
ردت وسيلة بزعل
_ مهنش عليا ازعلها وسيبتها براحتها.
تردد جاسر بعد ان سمع حديث حازم فنظر إلى سارة التي قالت بابتسامة بريئة
_ كل ياحبيبي هيعجبك
حدثه حازم بمغزى
_ اه كل هيعجبك أوي
تناول جاسر الطعام بريبة، فلم يروقه مطلقًا
ليس بالسئ ولكن إن دل على شئ فأنه يدل على انها تجربتها الأولى، ويا لها من تجربة
_ ها ياحبيبي عجبك؟
نظر إليها بأسف وقال بنفي
_ لا ياحبيبتي للأسف معجبنيش
اتسعت عينيها بغيظ منه وقالت بحنق
_ بقى كده؟ شكل نومك على الارض وحشك، وديني لطلعه على عينيك النهاردة
نظر إليها باحتدام
_ عايزاني اغشك يعني، واديكي شايفة عمك بياكل ازاي، ولا حازم ومعتز اللي بيبلعوا من غير ميستطتعموا، مفيش إلا ليلى لأنها اخدة على أكل المستشفيات
ووسيلة حطته جواها وسكتت
ازداد حنقها منه وقالت بغيظ
_ بس تيتا وجدي بياكلوا عادي
_ هما كدة، العادي بتاعهم بيكلوا في صمت، بس لو اتكلموا هيقولوا كتير
ازداد استياءها منه وقالت بحدة
_ تقل حسابك معايا اصبر بس لما نطلع اوضتنا.
نظر جمال ليلى وسألها باهتمام
_ ناقصك حاجة تاني ياليلى؟
هزت راسها برفض
_ لا يابابا كل حاجة خلصت خلاص.
تمتمت سارة ببعض الكلمات في اذن جاسر الذي ما إن سمعها وهو يرتوي من المياة حتى سعل بقوة انتبه لها الجميع
فقالت جليلة بخوف
_ سلامتك يا ضي عيني
ربتت سارة على ظهره بقوة وهي تقول بتوعد
_ متخافيش ياتيتا دي شرقة بسيطة مش هتعمله حاجة
قربت إليه الكوب وهي تقول بتوعد خافت
_ اشرب ياحبيبي اشرب دا انا هشربك المر النهاردة
في الغرفة
دلفت سارة إلى الغرفة ودلف هو خلفها يسألها بحدة
_ مالك مبوزة كده ليه
اشاحت بوجهها بعيدًا عنه وقالت باحتدام
_ خليك في حالك واعمل حسابك إنك هتنام على الأرض النهاردة
عقد حاجبيه متسائلًا
_ هو مين اللي ينام على الأرض؟ لا بقولك ايه الدلع اللي شفتيه عند منصور ده تنسيه خالص، يعني ميمشيش معايا هنا.
ضغطت على أسنانها بغيظ ونظرت إليه بغضب
_ ده مش دلع ده عقابك عشان اتعب طول النهار في المطبخ عشانك والآخر تقولي الأكل وحش ومش عاجبك
أكد لها وهو يجلس على الفراش
_ انا مقولتش وحش بالظبط، انا قلتلك حلو بالنسبة لأول مرة، بعد كده؛ دا إن حد سمحلك تدخلي المطبخ تاني يبقى هيكون أحسن إن شاء الله
زمت فمها بغيظ وصاحت به
_ تصدق انا غلطانة، ايه رأيك بقى أنا اللي مش هدخله تاني.
استلقى جاسر على الفراش وتحدث بعدم اهتمام
_ احسن برده، المهم تعالي جانبي عشان وحشتيني اوي النهاردة
اقتربت منه تجبره على النهوض
_ قلتلك مش هتنام جانبي
تنهد جاسر بتعب وقال من بين أسنانه
_ أغزى الشيطان وبلاش تخليني ارجع انا للوش القديم
تطلعت إليه بثقة وقالت بتحدى
_ ولا تقدر تعمل حاجة، الكلام ده كان زمان إنما دلوقت خلاص الامر أختلف وهنا عايشة في حماية جدي وعمي يعنى متقدرش تعملي حاجة.
اوما لها ثم نهض وهو يقول بتوعد
_ طب وريني بقى هتتحامي فيهم إزاي
وقبل أن يقترب منها انتفضت هي بخوف واسرعت بالخروج من الغرفة لتتفاجئ بجمال ذاهبًا لغرفته لتتحامى خلفه بخوف
_ الحقني ياعمي
اندهش جمال مما يحدث وخاصةً عندما وجد جاسر يخرج خلفها وهو يغمغم بغضب
_ وريني بقى هتتحامي فيهم إزاي
وقبل أن يصل إليها منعه جمال بحدة
_ في ايه؟ مالك ومالها؟
اجابت سارة بحزن زائف كي تأخذه في صفها
_ كان بيتخانق معايا ولما قلتله اني هنا في حماية جدي وعمي جري ورايا زي ما انت شايف
هز جمال رأسه بيأس من ولده الذي مهما حدث لن يتغير
فقام جاسر بالدفاع عن نفسه قائلًا
_ انت بتصدقها، كل الحكاية اني بقولها متعمليش أكل تاني
قلبت عليا ومش عايزاني أنام على السرير
بمكر ودهاء دافعت هي ايضًا عن نفسها
_ يعني هو ينفع إني افضل طول اليوم في المطبخ عشان اعمله الاكل بإيدي وهو يقولي اكلك وحش متعمليش تاني
تعاطف جمال مع دهائها وتحدث بثبوت
_ لا طبعًا مينفعش، بس هو قالك كده عشان مـ يتعبكيش بس خانه التعبير مش اكتر
نفى جاسر وهو يتطلع إليها بغيظ
_ بتعرفي تمثلي، ماشي
تقدم منها رغمًا عن والده وجذبها من ذراعها الذي يشاهد ما يحدث ببهجة
❈-❈-❈
اصبح الجميع على قدم وساق أستعدادًا للزفاف والفرحة قد ملئت قلوب الجميع
جاء منصور بعد أن تعلل بالانشغال
وهو حينما قال منشغلًا كان يتلقى بلاغ الإخلاء بكل شئ يتعلق به، إلا من ذلك المنزل وأصبح خالي الوفاض حتى أولاده وزوجته
لكن عليه أن يذهب إليهم ويطالب بميراثه، فهذا حقه ولن يتنازل عنه.
وقف أمجد أمام المرآة ينظر إلى انعكاس صورة فارس الذي ينظر إليه بابتسامة عريضة وسأله
_ مالك بتبصلي كدة ليه؟
هز كتفيه وهو يجيب
_ مش مصدق بصراحة، الفترة الاخيرة اللي عيشتها معاك في المستشفى تخليني مش مصدق
عاد ينظر لصورته في المرآة وهو يرتدي ساعته وأكد بجدية
_ انا نفسي مش مصدق، بس برجع أقول إن اللي حصل ده عرفني الحلو من الوحش
التفت إليه وتابع
_ عندك مثلاً أسيل لو مكنش حصل اللي حصل ده كنت هعيش مخدوع فيها، ومكنتش صادفت ليلى ولا حبيتها
واقتنعت إن الشر ديمًا وراه خير
ربت فارس على كتفه وقال بحب
_ المهم انك رجعت أحسن من الأول واختيارك المرة دي كان أفضل أختيار، يلا بقى عشان عمي تحت محسسني أنه فرحه هو مش فرح ابنه
ضحك الاثنين ثم خرجوا من الغرفة
❈-❈-❈
وقفت ليلى أمام المرآة لا تصدق حتى الآن أنها ترتديه لمن أحبته وعشقته بكل كيانها
نظرت إلى سارة وكأنها تستنجد بها أن تخبرها بأنها حقيقة فأومأت لها سارة بسعادة كبيرة
_ اه حقيقة متخافيش
ضحك كلاهما وعانقتها سارة بسعادة
_ الف مبروك ياقلبي
دلفت وسلية التي ما إن رآتها حتى دنت منها تنظر إليها بفرحة وقالت بسرور
_ بسم الله اللهم بارك، طالعة زي القمر ياليلى
اتسعت ابتسامتها وقالت بحب
_ عشان انتي عيونك حلوة ياأحلى ماما في الدنيا
عانقت والدتها التي انتظرت كثيرًا حتى رآتها بذلك الثوب ثم ابعدتها عنها قليلًا كي تنظر إليها وقالت ببهجة
_ الف مبروك ياقلبي ربنا يتمملك على خير.
يلا بسرعة عشان أمجد وصل
اومأت لها ثم طرق الباب ودخل جاسر الذي يبتسم بسعادة وهو ينظر إلى أغلى الأحباب بلوعة فتقدم من ليلى وهو يقول بحبور
_ مبروك ياجميل
ردت بخجل
_ الله يبارك فيك ياحبيبي
_ امجد واقف بره مستنيكي هتطلعي ولا امشيه، انا عن نفسي عايز امشيه
ضحكت بخفوت وقالت بخجل
_ لا سيبه بلاش تمشيه
قبل جبينها واخذها وخرج بها من الغرفة ليجد امجد واقفًا ينظر إليها بولع
ثم دنى منها مأخوذًا بسحرها ولم يبالي بمن حوله عندما تحدث بسعادة
_ تعرفي إن النهاردة اجمل يوم في حياتي
اومأت له بخجل
_ اه عارفه
رفع حاجبيه متسائلًا
_ واثقة اوي كده
هزت راسها بنفي وقالت بخجل
_ لأ بختصر معاك الكلام عشان جاسر اللي هياكلك بعينيه ده
نظر إلى جاسر الذي استعجله
_ ياعم خلص في ناس مستانيه بره
أومأ له أمجد وأخذها خارجًا بها إلى حديقة المنزل حيث أقام لها احتفالًا بهارًا بسعادة من الجميع
كان ينظر إليها وكأنها حورية صعبت المنال وأستطاع أخيرًا امتلاكها بعشقٍ جارف
توقف ليديرها إليه ينظر إلى ملامحها التي يعشقها ويتأمل عينيها التي تبثه أجمل الكلمات التي لم يستطيع اللسان التفوه بها
صدحت أغنية كلمات لماجدة الرومي فضمها إليه يراقصها على الحانها وهى منبهره بتلك الفرحة التي تشعر بها وكأنها امتلكت العالم بين يديها
ولم يمهلها فرصة بل اغدقها بكلمات الغز التي لم تكن حتى تسمع عنها
كانت سارة تنظر إليهم بسعادة ثم دنت من جاسر لتقول برجاء
_ جاسو ايه رأيك نرقص معاهم
اندهش جاسر من ذلك الاسم وتحدث بحدة
_ ايه جاسو دي ماتدعيلي يابت، وبعدين نرقص فين انتي اتجننتي
امسكت ذراعه لتقول بدلال
_ وايه يعني، وبعدين وبعدين انا كان نفسي اعيش اللحظات دي يوم فرحي وانت معملتش معايا كده.
_ اعملها معاكي إزاي وانتي كنتي منكده على أمي.
تحدثت برجاء
_ خلاص يبقى عوضني دلوقت
ربت على كتفها كطفلة صغيرة
_ حاضر ياحبيبتي لما نطلع اوضتنا هعوضك
حاولت المعارضة لكنه تحدث بتحذير
_ كلمة زيادة هديكي في اسنانك، اهدي كده وخلي يومك يعدي على خير
ضيقت عينيها بتوعد لم ينتبه له منتوية له بأشد عقاب.
لكنها تصلبت في وقفتها عندما وجدت والدها يتقدم من عمها يصافحه
شخب وجهها وارتدت إلى الخلف قليلًا كي لا يراها ثم انسحبت بهدوء كي لا يراها ويعلم بعدتها لجاسر
انتبه جاسر لأنسحابها مما جعله يسير خلفها حتى وصل إليها بعيدًا عن الجميع عند تلك الشجرة
فتلاعب الشك بداخله وهو يتوقف منها يوقفها بقلق
_ سارة في أيه؟
مال وشك اتقلب كده لما شفتي منصور؟
ازدردت لعابها بصعوبة وتحدثت بارتباك
_ مفيش بس زي ماقلتلك إني مش عايزاه يعرف إننا رجعنا لبعض
عقد حاجبيه مندهشًا وسألها باهتمام
_ ليه؟ أيه السبب انك تخبي عليه؟
رمشت بعينيها تحاول التحدث بثبات لكنها لم تستطيع
_ جاسر لو سمحت بلاش السؤال ده
تنهد بتعب منها وقام بتغيير مجرى الحديث كي لا يحزنها اكثر من ذلك
_ تعرفي انا لما شفتك رايحة ناحية الشجرة قلت انتي هتقوليلي إنك حامل
هقدت حاجبيها للحظات ثم هزت راسها برفض وقالت
_ لأ طبعاً احنا لسه مكملناش شهر حتى
_ مين قالك كده احنا متجوزين بقالنا اكتر من شهر، بس عادي ياستي انا مش مستعجل
المهم انا مش عايزك تخافي من حاجة خالص انا جانبك ومستخيل اخلي حاجة تمسك
دنت منه تلقي نفسها بين ذراعيه التي احتواتها بتملك عاشق وحنان مفرط
_ طول ماأنا جانبك متخافيش
عودة للعروسين
كانت بين ذراعيه تسرح في كلمات الأغنية التي تنطبق عليهم الان وهي تستمع منه كلمات غزل لم تسمع عنها من قبل
عينيه التي كانت تقول ما لم يستطيع اللسان قوله
لكنها قرأتها باتقان عاشقة
فقالت بهيام
_ تعرف ان عيونك بتقولي كلام كتير أوي، انت مش قادر تقوله
رفع حاجبيه متسائلًا بحب
_ طيب ماتسمعيني؟
هزت رأسها بنفي وهي تقول بوله
_ بس دي حاجات بتتحس عشان كده اللسان مبيقدرش يقولها
ضحك أمجد وقال بلوعة
_ لا دا احنا اتغيرنا خالص وبقينا بنقول كلام حلو
أومأت له بسعادة
_ كل الكلام اللي في الدنيا مش هيكفي لو فكرت اعبر بيه عن اللى جوايا
أمجد أنا بحبك ، حبيتك من أول يوم شوفتك فيه
لما قلبي اتاخد اول ما شوفتها افتكرته دق كده خوف عليك بس بعد ما رجعت البيت لقيته بيدق برده بس حب ولهفة مش حاجة تانية
اتسعت ابتسامته وهو ينظر إليها بسعادة وقال بمرح
_ اقولك على سر
أومأت له وتابع
_ انا شوفتك وانتى قاعدة بتذاكري في الجنينة وغصب عني دققت في ملامحك، جذبتيني بشكل غير طبيعي، وقتها قلت دي اللي كنت بدور عليها
واتمنيت في الوقت ده انك تكوني من نصيبي، والحمد لله امنيتي اتحققت وبقيتي من نصيبي.
تسمعي خاطرة
أومأت له بسعادة غامرة ليتابع هو
_أنا مدين لكي بسعادتي كلها فأنا لم أشعر بهذا الدفئ في روحي الا معك أشعر أني فزت بالحياة دفعة واحدة فأنتي الصباح الذي يأسر عيون الناظرين وانتي نور الليل الذي أضاء ظلماتي فأنا أحبك لأني ببساطه لم أجد روحي ألا معك ولا أستطيع التوقف عن عشقك فأنتي نورا أضاء ظلماتي
انتهى الزفاف بسعادة لقلبين ارهقهما قسوة الفراق ليلتقوا ببهجة أحيت قلوبهما
ليأخذها في سيارته منطلقين بها إلى عشهما
لكن قلوب اخرى لم ترحم ولا تعرف عن الرحمة شئ
إذا تقدم منصور من جمال وهو يقول بثبوت
_ جمال كنت عايزك في موضوع مهم.
أومأ له جمال
_ تمام تعالي ندخل المكتب نتكلم براحتنا
دلف جمال مع منصور الذي ما ان اغلق الباب حتى تقدم من جمال وهو يقول بصوت ثابت
_ انا مش هلف وادور معاك في الكلام
بس انا بتعرض لأزمة مالية ومحتاج فلوس ضروري
عقد جمال حاجبيه مندهشًا لكن لم يهتم وقال بثبوت
_ قول اللى محتاجه وانا تحت امرك.
ازداد الطمع بداخله وتحدث بقوة
_ بس انا مش عايزها مجاملة
زاد الشك بداخله وسأله بتوجس
_ يعني انا ليا حق في البيت والأرض وبطالب بيهم.
تواجهت النظرات ما بين حاقدة وطامعة وأخرى تشعر بخيبة أمل في عيون لن تتغير مهما حدث….
إلى اللقاء في الجزء الثاني إن شاء الله
إقتباس من الجزء الثاني
وقف أمام قبرها الذي شيده لها بكل جوارحه وكأنه بتلك الطريقة يجلد قلبه الذي قسى عليها يومًا
فلتعود ولن يحزنها مرة أخرى وسيعمل بكل الطرق على إرضاءها
انتبه على ذلك الصوت الذي قال بخوف
_ الحق يامهران بيه لقينا واحدة مقتوله في الأرض بتاعتك….

google-playkhamsatmostaqltradent