رواية بياع الورد (كاملة جميع الفصول) حصريا عبر دليل الروايات بقلم منة عصام
رواية بياع الورد الفصل الثالث 3
الڪاتبة منة عصام:
البارت الثالث
دخلت صفية محل عم إبراهيم لتجد حسن يجلس في مقعد والده المرحوم مُمسڪًا بمصحفه يتلو آيات الله بصوت تطيب لأجله النفس، ظلت واقفة لما يُقارب نصف ساعة وهو خاشع في تلاوته ڪما لو أنه يُصلي.
حسن: لاحظ وقوفها وهو يغلق مصحف والده، ليجدها مُبتسمة بطفوله تنظر إليه وهي مُستمتعه…صفية إنتي هنا من أمتى.
صفية: "وڪان أبوهما صالحًا" ڪل مرة ڪنت باجي المحل ڪنت بشوف عمو إبراهيم ماسڪ نفس المُصحف وبيقرء فيه الله يرحمه ڪان مصاحب المُصحف.
حسن: ڪان ديمًا بيوصيني بحُسن الصُحبه وعلمني إن مامن صحبه أفضل من ڪتاب الله.
صفية: خانتها عيناها فبڪت، ربنا يرحمه أحسبه من الصالحين ولا أُزڪيه علىٰ الله.
حسن: اللهم آمين، قوليلي ڪنت جاية تخدي ورد.
صفية: لا؛ ڪنت جاية أقولڪ نصيحة.
حسن: أمي قالتلي إن الحج ڪان بيقول إنڪ بتخافي علىٰ مشاعر الڪل وماتبخليش علىٰ حد بنصيحه ف اتفضلي قولي.
صفية: ماما حڪتلي إزاي جابت صورة عمو إبراهيم، فجيت أقولڪ شڪرً، وردًا للمعروف العملته عشاني لأن صورته فرقت معايا ڪتير فحبيت اجي أقولڪ حاجة لڪن الأول قولي بتدعي لعمو إبراهيم؟؟
حسن: أولًا لا شڪر علىٰ واجب وأمي حاڪتلي إنڪ راعيتي والدي ف أنا المدين ليڪي بالشڪر، ثانيًا أيوة بدعيله في ڪل سجده.
صفية: عمو إبراهيم ڪان زي بابا، وبما أنه باباڪ فهقولڪ معلومة؛ أنا والدي توفي وأنا عندي سنع سنين ڪنت حزينه أوي ومنتظرة أي حاجة تقول إنه لسه موجود لحد ما ماما جت قالتلي إن الأنسان بتنقطع علاقته بالدنيا ڪلها بعد الموت إلا عن تلت حجات أولهم عمل صالح، وبعدين ولد صالح يدعيله، وصدقة جاريه في ميزانه.
لما سمعت إني اقدر أڪون السبب في نعيم والدي في قبره ما فڪرتش ڪتير فرحت اوي وبقيت بدعيله في ڪل وقت زي الذڪر بالظبط؛ بصلي وادعيله باڪل وادعيله واذاڪر وادعيله، اجي انام وأ أقوم من النوم بردو بدعيله، وبيني ووبين نفسي بقيت عملاله صدقة عشان تفضل صحيفة حسناته شغاله، اختصار ڪل دا أنا ما حبتش أعمل ڪل دا لوحدي؛ أصل الولد الصالح الهيدعيله مش شرط يڪون من صلبه بس حبيت تڪون سبب في نعيم والدڪ.
حسن: ظل ينظر لها بدهشه دون أن يتڪلم
صفية: هو أنا قولت حاجة غلط، بتبصلي ڪدا ليه.
حسن: أصلي ڪنت مستغرب ليه أبويا الله يرحمه، ڪان بيرجع من المحل يفضل يحڪي لأمي عنڪ، طلعتي فعلًا تستاحقي حبه وڪلامه.
حب مين ياسي حسن؛ قالتها هاجر بعد أن اقتحمت المڪان فجأة.
حسن: هاجر، في أي بس دي صفية تعالي أعرفڪ عليها
هاجر: أنا مش عوزة اتعرف ڪفاية أنت بتتعرف عليها وتحب فيها.
صفية: نظرت لها صفيه بغضب ونهارت دموعها وترڪت المڪان ورحلت مُسرعة.
حسن: صفية استني هفهمڪ، حاول أن يلحقها ولڪن امسڪت به هاجر لتمنعه.
هاجر: بقى أنت مش بترد عليا ولا بتڪلمني عشان دي.
حسن: حاول الحفاظ علىٰ هدئه، دي اسمها صفيه والمانعني اتڪلم معاڪي طرقتڪ واسلوبڪ أنتي نسيتي عملتي أيه أخر مره …
نرجع أسبوع من الزمن وقت ما شاف حسن صفيه لاول مره وڪلم ولدته عنها...
حسن: اسم صفية حلو أوي.
هاجر: عجبڪ أوي اسمها.
الأم: يابنتي مش قاصده حاجة هو اسمها فعلًا حلو.
هاجر: لا بقى اسمها مش حلو.
حسن: اهدي ياهاجر أنا مقولتش حاجة لڪل دا.
هاجر: يعني ڪمان غلطان وبتبجح مش ڪفاية عينڪ زيغه.
حسن: تحدث بإنفعال؛ مش معنى إنڪ بنت خالتى هسمحلڪ تتطاولي عليا الزمي حدودڪ ياهاجر عشان مانساش ڪل حاجة والزمڪ انا حدودڪ.
هاجر: بنت خالتڪ، أنا خطبتڪ يا أستاذ وليا حق عليڪ، ثم انا عارفه حدودي ڪويس، أنا مش فاهمه ليه محموق أوي علىٰ الحلوة بتعتڪ دا أنت ما شفتهاش غير مرة وحموق أوي.
حسن: أنتي قليلة الادب ياهاجر ولحد ماتتعلمي الأدب والاحترام مافيش ڪلام بنا، أڪمل موجهًا حديثه لوالدته: أنا خارج يا أمي ومش راجع غير لما تاخد قعدتها وتمشي، واسف علىٰ صوتي العالي في حضورڪ سمحيني.
باڪ …
حسن: واضح إن الأسبوع البطلنا نتڪلم فيه ما غيرش منڪ حاجة.
هاجر: اقتربت منه ومالت بجسدها علىٰ ڪتفه، ياسونه بغير عليڪ.
انتفض حسن من مڪانه بغضب أنا قولتلڪ الف مره بلاش الأسلوب دا احنا لسه ما ڪتبناش الڪتاب وڪمان إحنا في الشارع.
هاجر: الحق عليا إني عوزة املى عينڪ وسد رغباتڪ عشان ماتبصش لوحده تانيه وتبطل تريل علىٰ ڪل من مرت قدامڪ.
لم يُدرڪ حسن مافعل إلا وهي تبڪي ناتج ڪفه الذي هوا علىٰ وجهها، ليُڪمل فعلته قائلًا: ……
•تابع الفصل التالي "رواية بياع الورد" اضغط على اسم الرواية