Ads by Google X

رواية تقي عبد الرحمن الفصل السادس 6 - بقلم اسماعيل موسي

الصفحة الرئيسية

  رواية تقي عبد الرحمن كاملة بقلم اسماعيل موسي عبر مدونة دليل الروايات 


 رواية تقي عبد الرحمن الفصل السادس 6

انظري كيف يرمقونها بأعينهم ، ما المميز بها ، لا شيء ، ذلك الأحمق لم يكلمني ليومين والآن يتابع فتاة غيري ،

سألقنه درسا و لكن في الوقت المناسب ،

كلهم يعشقون ما ينتهي بتاء التأنيث حتى لو كانت جزرة يا أسماء،

إذا تركك شاب فأنت المخطئة ، لأنك منحتيه أكثر مما يستحق،

امنحيهم نطرة قاسية ووجها عابسا وسيلتفون حولك مثل الذباب،

لكنك أرخيتي الحبل حتى هرب ،

لن أترك تلك الفتاة تستأثر به حتى لو قتلتها،

طن طن ، انتباه لو سمحتوا ، سنتحدث اليوم عن جراحة الأعصاب امنحوني كل تركيزكم ،

اتعلمين يا أسماء أنا أكره هذا الدكتور، إنه مزعج جداً

لا يكف عن النباح في القاعة ،

أصمتي سيطردنا كالعادة ،

في مقعدها في نهاية القاعة جلست تقى بكل تركيز تسجل كل ملحوظة ، وكأن كل كلمة تحمل مصيرها ،

لا ترفع تقى رأسها عن دفترها إلا للإجابة عن سؤال ،

أو إبداء رأيها والذي كان على الدوام يبهر الأستاذة ،

ستصبحين ذات يوم طبيبة مشهورة ، هكذا أخبرها الدكتور علوان ،

وهكذا نالت الحقد في قلوب كل مترقبيها،

هههههههه، لقد أخبرتني يا حسام بأن تلك الفتاة ستركض خلفك بعد أسبوع من الدراسة ، مضى نصف عام ولم تستطع حتى إثارة انتباهها ،

يا أخي إنها غريبة ، معضلة، ألم تلاحظ نظرتها إلينا ،

نظرة من يحمل غيظ مدفون ، ثائر ينوي أخذ،دين واجب السداد ،

أكاد أشعر بأني لو اعترضت طريقها فإنها ستغرس أصابعها في وجهي ، وربما تركلني مثل جرو ،

لقد خسرت أسماء بسببها وها أنت ذا تعلن إستسلامك ،

النساء كثيرة ، إنهن يجبن الطرقات مثل الكلاب الضالة ،

بإشارة واحدة ستأتي أسماء ،وأم أسماء، وأبو أسماء ،

هههههههه ، أرى بأن الثقة قد عادت إليك ،

نعم.

لقد ظلمنا تلك الفتاة يا أسماء ، ظننا بها السوء ،

لكن، أقسم بأنها رجل ، ما تلك الصرامة ، إنها حديد لا يلين ،

نحن يجب أن نتعلم منها إذا كنا نرجو لأنفسنا كل خير،

أنا لن أتعلم من تلك الفتاة مقلب الزبالة المتحرك ،

لكل طير قفص ، ونحن بلابل ولسنا غربان يا أستاذة ،

فلندعها في كتبها ونستمتع بحياتنا ،

فبعد الجامعة ليس هناك حرية ولا متعة،

بل زوج بائس أحمق يتحكم بنا يسأل عن تحركاتنا أكلنا شربنا ….إنهم يسألون حتي عن مخاطنا ، ما سببه ، وكيف أتى …..

الرجال في بلادنا لا يصلحون للعمل إلا في أجهزة الشرطة لذلك يكثر القتل والظلم ،

إنهم يعشقون الأطفال ولا يحملونهم ، يهوون الجمال ولا يدفعون ولا حتى بنس أحمر لزوجاتهم ،

يستلقون علي السرير بجوارنا وهم يلهثون وعندما ينتهون يرمقوننا وكأننا الكفرة الصابئة .

قال الصيدلي

تلك الرقيقة التي تخشى التكلم كيف تكون مذنبة ،

نعم الجمال يخدع لكنها عندما أتت لشراء الدواء كانت تدفع الكلمات دفعا،

لست خبيرا بالنساء لكن أجزم بأنها مظلومة،

لو كنت أكثر جراءة من ذلك لكنت الآن معها ربما في منزل واحد ،

لكن لما أفكر بها وقد رحلت ،

لم ترحل من هنا فقط ، لكنها رحلت من عالمنا ،

كم عام علي أن أنتظر لمقابلة فتاة تشبهها ،

لكن كيف ماتت ؟

فتاة مغتصبة لا تترك المنزل بناء على رغبة عائلتها ، كيف يتركونها في منزل مهجور ،

أخذت الشكوك والظنون تعصف بعقل الصيدلي الشاب

حبس نفسه في شرنقة مع طيف فتاة .

آدم

لكم من الوقت علي أن أنتظر لرؤيتك مرة أخرى يا دكتورة تقى،

سأل دم نفسه ،

لقد اكتملت لوحتك فمتى تتغير الأمور ،

لكن الأمور لا تتغير من نفسها فهي تحتاج لمن يدفعها ويركلها على مؤخرتها ربما ،

وإلا فلنركن لحالنا ونظل صامتين بائسين ننتظر عاصفة تحرك الرياح الساكنة ،

بعد أن كانت جلسته الصباحية في الشرفة هي المعتادة تغير الوضع ، كان ينتظر عودتها قبل غروب الشمس ،

يتابعها وهي تجتاز الطريق الترابي نحو الكوخ القشي ،

لكنها لا تخرج بعدها أبدا ، تلك اللحظات القليلة لا تشفي غليل عاشق انتظر عمرا في انتظار نصفة الآخر ،

كما أنه يجب عليه أن يذهب للقاهرة لإقامة معرض الرسم ،

لوحاتها يجب أن يراها العالم ،

كيف ستمر تلك الأيام دون رؤيتك يا تقى؟

لقد حددت الموعد مسبقا للأسف ، في الصباح يجب أن أسافر ،

كل تلك الأمور أصابته بالهم ،

لكنه أراد رؤيتها لمرة أخيرة قبل سفره،

ربما استطاع أن يلمح لها عن حبه،

لبس حلته ونزل الدرج ، حمل معه بعض اللوحات الزيتية ، سآخذ رأيها ، ربما تكون مولعة بالرسم ،إذا وجدت بها كل تلك المتناقضات فذلك لا يمنع أن تكون تعشق الرسم ،

طرق باب الكوخ القشي كان يعلم بأنها بالداخل ، فتحت العجوز الباب القشي ،

قالت آدم ، أجاب نعم ثم أردف لقد إنتويت السفر للقاهرة وكنت أسأل أن كنتم تحتاجون شيء من هناك ،

لكن تقى لم ترفع رأسها ولم تبالي بكلماته، أصابه اليأس وهم بالانصراف،

سألته العجوز لما تسافر،

قال بنبرة من فقد الرغبة في الحديث لإقامة معرض للوحات الجدارية ،

هنا رفعت تقى رأسها نظرت إليه ورزمة اللوحات بيديه ،

هل يمكنني أن أرى ، هرول إليها دون أن يرد ،

فرش اللوحات أمامها على الطاولة التي تقرأ عليها واحدة، واحدة ،

لوحاتك حزينة ؟

قال آدم نعم ،

قالت تقى لكنك ترسم في كل لوحة نافذة أمل ،

لم تصر في كل لوحاتك أن تكون تلك النافذة منزوية ومتروكة ،

تحتاج لإدراك وتركيز ،

هنا شعاع شمس يتخلل نافذة،

في الأخرى وردة في نهاية اللوحة

وهنا باب موروب

والأخرى إبتسامة طفل رغم بكاء والدته،

كيف تعلمين كل ذلك ؟

تلك اللوحة الباريسية عابقة بأحزان شتى مع أنها بلاد النار والنور كانت تشير للوحة الأخيرة،

نعم رسمت بها كل غيومي وضبابتي ويأسي ،

استغرق حديثهم الكثير من الوقت حتي انصرف أخيرا لتجهيز أغراضه،

في الصباح استقل سيارته بعد ليلة أيقن بها بأنه وجد غايته ،

كان في كامل الشرود ، آسف علي المغادرة ،

كيف فعلت ذلك ، كان يجب أن أتروى أكثر ،

لقد راهنت عليها وأيقن بأني فائز ،

لقد أعطيتها كل شيء بجرة قلم واحدة ،

ولم لا ؟

التي إستطاعت تغيير حياة رتيبة في أيام كفيلة بمنحي السعادة

كان يحدث نفسه وهو شارد ،

انحرفت عجلة القيادة وإصطدم بشاحنة مسرعة من الجهه الأخرى ، الشاحنة هشمت السيارة تماما…

_______

google-playkhamsatmostaqltradent