رواية غرام العنقاء كامله بقلم داليا احمد عبر مدونة دليل الروايات
رواية غرام العنقاء الفصل الثالث و الثلاثون 33
الخاتمة…💙👧🏼🧒🏻
يوم ولادة آدم…
في إحدى المستشفيات الكبرى في كندا
كان نديم يحاول الصمود والتماسك بينما زوجته كانت بداخل غرفة العمليات تشعر بالخوف .. لم يكن معه غير والده و زوجته، و زوج اخته
تعالى صوت صراخ خفيض تسلل إلى قلب نديم ، ابتسم وهو يحمد ربه .. بدأ الجميع في التحية عليه قبل أن يخرج الطبيب قائلاً باللهجة الأجنبية:
– مُبارك لكم.. طفل جميل، ويمكنكم رؤية الأم الآن
ثم ذهب نديم إليها بخطوات متسرعة ليجدها مستلقية متعبة ، ثم اقترب من تقبيل جبهتها وتهامس بسعادة:
– مبروك يا حبيبتي…آدم وصل بالسلامة
بعيون متعبة تهمس بصعوبة:
– آدم فين؟
أجاب نديم ، وهو يمر أنفه على خديها ليخفف من حدة تعبها:
– هيجي دلوقتي
ودخل الجميع لتهنئتها ، وبعد بضع دقائق تدخل الممرضة بيدها الطفل, لتناوله لنديم فتضعه بين يديه بالقرب منه، ابتسم ووضع يديه على وجهه لإخفاء الدموع التي تسللت إلى خده و تأمله بدموع الفرح التي شقت طريقها إلى خده وهو يأذن له بصوت جميل متأثر بالقرب منه كما علمه والده من قبلها..
ومن ثم يرفع اقرب بين يديه وهو يحرك أنفه على أنف الطفل بسعادة وتأثر.
لينظر له بكل حب و حنان الأب الذي يجربه لأول مرة.
ليناوله بعدها لزوجته التي دمعت عيناها قليلا من شدة سعادتها به وطفلها الرضيع يقترب من خدها الناعم .. بينما تضع يدها على وجه الطفل ليفتح فمه الصغير لتخرج شهقة صغيرة منه تلاها صراخ طفولي صغير, فطلبت منها الممرضة أن تطعمه ليخرج بعدها والده و زوج شقيقته بعد أن باركوا لها ولنديم.
____________________________
بعد مرور ثلاث سنوات…
هذه الطفلة الصغيرة التي تبلغ من العمر عامين فقط، دخلت بقدميها الصغيرتين إلى غرفة والديها فمن حسن حظها أن كاميليا تركت الباب مفتوحاً بالخطأ ، كانت شبيهة جدًا بأختها دانا في الشكل ، لكن شعرها كان أفتح قليلاً مع خصلات شقراء متوسطة اللون وقصيرة تصل إلى كتفيها ، وعيون زرقاء مثل والدها ، وملامح صغيرة بريئة توحي بالرقة والشقاوة..
لتدخل إلى غرفة الملابس الخاصة بوالديها بكل هدوء حتى لا يسمعها أحد وبالتحديد تتجه نحو الركن الخاص بزاوية أحذية والدتها ، عيناها الزرقاء الجميلة تتساقطان باتجاه حذاء أحمر جميل عالي الكعب يبدو باهظ الثمن ، فتتسع عيناها بسعادة وحماس وهي تركض نحوه لتنتزعه من مكانه بيديها الصغيرتين.
هامسة بانبهار :
– Wow …
إيه الـ Shoes الحلوة دي !
لتردف بنبرة عابثة متملكة:
– هاخدها وهتبقى تاعتي “بتاعتي”
ومن ثم بدأت في ارتداء حذاء والدتها ذو الكعب العالي والوقوف أمام المرآة الطويلة في الغرفة ، وهي تدور من خلال بيجامتها.
فهي ترتدي بيجاما من قطعتين بحمالات وتنورة قصيرة باللون الأخضر الفاتح عليها نقش بطيخي طفولي جميل
يتناقض تمامًا مع حذاء والدتها الأنثوي المغري
لتتمشي به أمام المرآة مع الحرص التام حتى لا تسقط، وهي تراعي أن الحذاء أكبر بكثير من قدميها بكثير !
ليصدر عنها صوت نقر الحذاء عشوائياً، وهي تضحك بسعادة
يا إلهي.. تريد أن تكبر وقدميها تكبر حتى تستطيع أن تلبس كل تلك الأحذية أو حتى يشتري لها والدها نفس الشيء ، لقد وعدها ذلك.
وهي تثق بكلامه.
بينما في الخارج …تنام كاميليا بجانب زوجها على السرير الخاص بهم.. كانت نائمة بعمق وهدوء على إحدى ذراعيه وهو يعانقها كالمعتاد معها ، لتشعر به يتململ في نومه وهي أيضًا من تأثير صوت الطرقات والنقر.
لتهمس بنبرة ناعسة:
– إيه الصوت ده ؟
ليسحبها وهو يأخذها نحو صدره بينما مازال يعانقها، همس بنبرة نائمة تمامًا :
– مش عارف…ايه الدوشة دي مش قادر أفتح عيني
كتمت كاميليا ضحكتها مع الانتباه إلى الصوت الذي تعرفه جيدًا :
– ده المنبه الطبيعي بتاعنا…القردة الصغيرة لانا
لتنهض من مكانها وهي تقبله من وجنته بينما هو يتركها بصعوبة
ذهبت إلى غرفة ملابسها لرؤية تلك الفتاة الصغيرة التي أسماها والدها “لانا” حتى يكون قريب من اسم دانا اختها
لتراها تستدير وتقرع بحذائها الغالي بعشوائية وهي تحاول أن تمشي بخطوات صغيرة حتى لا تسقط
شهقت كاميليا بحذر:
– بتعملي إيه ؟ هتقعي يخرب عقلك
ضحكت لانا بشقاوة قائلة بتبرير :
– بلبس الـ Shoes تاعتي يا مامي
زفرت كاميليا بحنق:
– بتاعتك ايه ؟ دي بتاعتي انا
لتصيح وهي تهز رأسها بنفي:
– No دي تاعتي أنا
دعكت كاميليا جبهتها بتعب :
– إقلعي الهيلز بتاعتي حالا وبطلي تتنططي بيها … دي قدك يا مفعوصة
ليدلف نديم إلى الغرفة نحوهم، بينما صاحت لانا بابتسامة جميلة وهي تناديه باللقب المدلل خاصتها :
– نيدو…. بابي
اقترب منها نديم وهو يقبلها من رأسها برقة, بينما يسألها باستغراب :
– قلب بابي… إيه اللي انتي لابساه ده ؟
سألته الطفلة وهي تشير إلى قدميها الصغيرتين:
– حلوة الشوز الجديدة تاعتي أنا..
ابتسم بإعجاب, وهو يرفع حاجبه بذهول :
– حلوة يا لولي بس مش شايفة انها مقاسك كلك على بعضك…
لتنظر لانا إلى امها قائلة بشقاوة:
– نيدو قالي حلوة….خلاص دي تاعتي أنا
ضحكت كاميليا وهي تهتف بخوف :
– مش هتسكتي غير لما تقعي بيها وانتي ماشية انا عارفة والله اخرتها !
هزت رأسها نافية:
– لأ مس هقلعها أنا هاخدها و امشي بيها
ضحك نديم قائلا بنبرة غامضة:
– و مين قالك اصلا انك محتاجة تمشي ؟
انتي تتشالي كده
فأخذ ابنته بين ذراعيه ليرفعها عالياً والحذاء يسقط من قدميها .. بينما يرفع طفلته إلى الهواء وضحكات الفتاة تتعالى.. وهو يعاود الكرة.. مرة بعد مرة.. حتى ضحكت بسعادة وحماس وأخيرا تستقر على صدر أبيها معانقة إياه.
لتنظر الطفلة إلى قدميها فلم تجد الحذاء :
– نيدو… بابي.. الشوز تاعتي وقعت
– هجيبهالك يا حبيبي
همست كاميليا باعتراض :
– والله !
غمز لها نديم بعبث :
– هجيبلك غيرها يا كراميلا
هتفت كاميليا بحنق وهي تناول طفلتها الحذاء:
– دي استولت على نص الـ heels بتاعتي خلاص !
لتأخذهم طفلته إلى حضنها معانقة إياهم وهي تقبل امها من وجنتها
ضحك نديم وهو يهتف بنبرة ساخرة:
– كفاية Heels بقى يا لولي هتدمري نفسك
صاحت الطفلة ببراءة :
– بحبهم.. بحبهم
ليرن هاتف كاميليا وهي تتجه نحو غرفتها لترد على المربية الخاصة بأطفالها وهي تقول :
– مدام كاميليا… آدم ابن حضرتك مش موجود في أوضته و دورت عليه في كذا مكان مختفي تماماً !
ودانا مش راضية تصحى عشان تروح المدرسة
صاحت كاميليا بضيق وهي تغمض عيناها :
– دي كملت !
ليدخل إليها زوجها ويعرف منها ما حدث، فابنه كعادته هرب منهم لمحاولته في الإخفاء كعادته..
تولى نديم هذه المهمة وذهب للبحث عن ابنه في الطابق الأرضي من الفيلا أثناء الاتصال به. عادة ما يختبئ في ذلك المكان في غرفة المعيشة.
هتف بصوت عال:
– آدم… أنت فين ؟
ليردف بتحذير :
– ما انا هلاقيك في الاخر كده كده
هو كتفيه بلا مبالاة:
– طيب براحتك… بس والله لو ما ظهرت لوحدك؛ لأخدك بنفسي اوديك الحضانة… اصل كده كده انت هتروح
ليظهر فجأة أمامه الطفل البالغ من العمر ثلاث سنوات لديه شعر بني غامق وعينان زرقاوان جميلتان وبشرة بيضاء، يهمس ببراءة طفولية :
– انا مش عاوز اروح الحضانة دي مش بحبها
رفع حاجبه بسخرية :
– اومال بتحب ايه ؟ بابچي !؟
اتسعت ابتسامته بشدة:
– أيوة بحبها اوي
ابتسم نديم قائلا بنبرة شيطانية :
– سهلة دي … افصلك النت خالص..
صاح الطفل بنبرة حزن شديدة :
– لا لأ يا بابي…
– هتروح الحضانة ولا لأ ؟
اومأ بأدب :
– هروح هروح
– وبعدين لازم تبقى شاطر كده…عشان تبقى راجل و مسؤول عن اخواتك… صح ولا إيه ؟
ابتسم بسعادة قائلا:
– صح..انا عايز ابقى راجل كبير زيك
– خلاص يبقى تروح الحضانة و تخف شوية من أم اللعبة دي
– بس انا بلعب في تيم خالو كمال
صفق نديم قائلا بنبرة ساخطة وهو يحمله على كتفيه :
– ماشاء الله على القدوة
_______
– آدم انا مش قولتلك قبل كده تبطل تهرب و تستخبى مني
صاحت كاميليا به بزعل بعد أن انتهت من إيقاظ دانا وتغيير ملابسها..
اعتذر لها ادم بأسف:
– سوري يا مامي…بس انتي عارفة مش بحب اروح الحضانة
شدتها تلك الطفلة الصغيرة لانا من ملابسها قائلة بتوسل:
– مامي…ميكي انا أيزة “عايزة” اروح الحضانة زي آدم…او المدرسة زي دانا
زفر آدم برجاء :
– ياريت يا لينو…تعالي نبدل
هزت كاميليا رأسها بنفي :
– مينفعش يا لينو انتي لسه صغيرة
عقدت ذراعيها بعناد :
– لا انا أيزة اروح زيهم يا ميكي…أيزة بدل مع آدم
قبلتها دانا من وجنتها قائلة بتبرير :
– انتي لسه بنوتة صغيرة..كمان سنة هتروحي
أضاف نديم بغمزة عابثة :
– يا لولي حتى عشان تنامي براحتك كده وتلعبي..
صفقت بحماس طفولي:
– انا نام و ألعب..
لتضيف إلى اخواتها بغيظ :
– وانتوا روحوا الحضانة والمدرسة
صاح كلاً من دانا وآدم بنبرة حزينة :
– يا مااااامي دي بتغيظنا !
حذرتها امها بأدب:
– عيب يا لينو ماتغيظيش اخواتك
– اوكيه ميكي
تدخلت المربية في ذلك الوقت قائلة:
– يلا يا ادم عشان الباص زمانه جاي…و انتي يا دانا قومي عشان تفطري…ادم مش هيلحق
– حاضر
ليقبل أمه من وجنتها قائلا:
– مامي انا عايز اكون راجل زي بابي..عشان كده هروح الحضانة
عانقته أمه بسعادة :
– يا روحي…يارب…هتكون احلى راجل في الدنيا
ليقترب من لانا قائلا بحنان طفولي:
– هاتي بوسة يا لينو..
قبلته لانا من وجنته :
– هستناك عسان نلعب يا دومي
– اوكيه
ليردف وهو يتقرب من شقيقته الكبرى :
– دونات…هاتي بوسة
عانقته دانا وهي تقبله من وجنتيه :
– احلى بوسة واتنين يا دومي…بس خليك شطور و اسمع كلام المس بتاعتك
– حاضر
لينادي عليه والده بعتاب لطيف :
– تعالى هنا .. فين البوسة بتاعتي انا
ركض نحوه وهو يمطره بعدة قبلات قبل أن ينزل الى الاسفل مع المربية خاصته.
__________
بعد مرور نصف ساعة..
على طاولة الطعام.. انتهت دانا من الافطار الصباحي الجماعي لهم، نهضت وهي تأخذ حقيبتها الصغيرة، وسلمت على امها ونديم وقبل أن تخرج… هتف نديم بمرح:
– هتمشي قبل ما تاخدي الشوكولاتة البيضا بتاعتك ؟
اتسعت ابتسامتها الجميلة وهي تعود إليه مرة أخرى ليناولها قطعة من الشوكولاتة البيضاء التي تعشقها.. ليردف بعدها وهو يناولة مصروفها الشخصي الخاص به :
– و مصروفك
همست بأدب:
– اخدته من مامي
رفع حاجبه باستنكار :
– انا ماليش دعوة بمصروف مامي…مصروفك مني ده هيفضل أساسي
ابتسمت وهي تقبله من وجنته بنعومة:
– بحبك يا بابا
ضمها إليه بحنان حقيقي قبل أن تودعهم وتخرج :
– وانا بموت فيكي يا حبيبة بابا… ده انتي بنتي الاولى
عقدت لانا ذراعيها حول صدرها بعتاب طفولي :
– انت بتحب دونات اكتر من لولي
ليسحبها من مقعدها ويجلسها على قدميه قائلا بتبرير:
– لا انا بحبكم انتوا الاتنين اكتر من بعض..بس عشان دانا كبيرة وبتسمع الكلام
– وأنا .. انا بسمع الكلام أصلا
قهقه نديم ضاحكا :
– حصل على يدي…
انتهى من إفطاره واطعام طفلته الصغيرة لانا بمساعدته هو و أمها، وضعها على الكرسي بجانبه هامساً برجاء :
– مش عايز شقاوة يا لولي هاه…مش عايز استكشاف في البيت..عارف ان دي موهبتك المفضلة…مش عايز ناني تشتكي منك ولا مامي.. عشان مامي رايحة الشغل بعدي
– اوكيه يا نيدو … لولي حبيبتك سطورة “شطورة”
– تموتي في الكلام بس..لكن فعل مفيش
ليردف قائلا إلى زوجته بابتسامة:
– خلي بالك من نفسك يا كراميلا…لو حصل أي كوارث لحد ما تمشي كلميني
ضحكت كاميليا قائلة:
– حاضر… انا هروح كمان ساعة الموقع عشان فيه تصميمات من المكتب هاخدها معايا وهبص على حاجات هنا
– ماشي يا حبيبي … ابقي طمنيني عليكِ وانتي نازلة
ابتسمت كاميليا بفخر قائلة:
– اجمل حاجة فيك انك مش بتقدر تفرق بنتي عن آدم ولانا خالص..ده انت حتى بتعاملها احسن منهم.. وعمرك ما زعلتها
صحح لها قائلا:
– اسمها بنتنا…دانا فعلا بحسها بنتي بجد…بحسها من دمي.. شبههي..مش بس شكل…لا بحسها شبههي في الشخصية في الروح…جميلة و طيبة أوي…
– انت اطيب و احن أب في الدنيا بجد… ده حقيقي على فكرة انت طيب اوي يا نديم…
همس لها بنبرة صادقة وهو يقبل يدها :
– وأنتِ حبيبتي ومراتي وبنتي وصاحبتي وكل حاجة ليا أصلا
اتسعت ابتسامتها بسعادة :
– بحبك أصلا
– متنسيش بالليل هنروح عيد ميلاد سارة
– حاضر وانا عاملة حسابي اروح بدري
– هتروحي الشغل بعربيتك؟ ولا ابعتلك السواق
– لا يا حبيبي هروح بيها انا خلاص اتعودت اسوقها كويس
ابتسمت وهي تتذكر عندما اشترى لها سيارة باهظة الثمن كهدية لها بعد إنجابها آدم كهدية لها
_________
في المساء..
ارتدت فستان باللون الاحمر طويل، وتركت شعرها منسدلا، بينما ساعدتها المربية بتجهيز أطفالها الثلاثة..
وعلى الجانب الآخر كانت ابنتها الصغيرة لانا واقفة وحدها وهي تعانق حذاء كعب عال باللون الازرق ؛ لترتديه بعدها مصممة أن ترتدي مثل امها تماما ومع منهادات ونقاشات امها وهي لا تسمع لها..
بحق الله ! كيف تذهب هكذا معهم؟
الحذاء كبير جدا عليها
ليأتي بعدها والدها إليها وهو يرتدي قميصاً باللون الابيض يزيده وسامة وبنطاله.. ليقترب منها وهي تركض نحوهه حتى سقطت على ركبتيها بسبب الحذاء الكبير، فحملها بسرعة وهو يهدئها محاولا اسكاتها، فأمها كانت تساعد آدم في انتهاء تجهيزاته هو وشقيقته دانا
وبعد محاولات من تهدئتها والتأكد انها بخير..وضعها على السرير وهو يخرج حقيبة من خلف قدميه بها حذاء صغير ذو كعب قصير باللون الازرق والابيض الشفاف لتتبدل ملامح طفلته من الحزن إلى السعادة وهي تضع يدها الصغيرة على وجهها وتأخد منه الحذاء ويساعدها في ارتدائه لتقترب منه وهو يمسك يدها ويقبلها وكأنها اميرته الصغيرة
– ايه رأيك ؟ احلى من الحاجات الكبيرة عليكي بتاعة مامي
همست بإعجاب :
– حلوة اوي..سبه الكرتون اللي بحبه سندريلا
– شوفتي بقى…انا جايبلك حاجة حلوة ازاي… وشوفتي مامي كان عندها حق لما قالتلك هتقعي في مرة
أجابته بأسف:
– سوري يا بابي…انا مس هاخد حاجة مامي تاني… وهلبس ده
– شطورة يا قلبي انا… وانا كل ما تسمعي الكلام هجيبلك كل اللي نفسك فيه
– اوكيه
– تيجي احطلك مانيكير على ما مامي تخلص
صفقت بسعادة وهو يحضر لها علبة طلاء الاظافر الصغيرة خاصتها و احضر منشفة و مناديل وهو يبدأ بتلوين أظافرها الصغيرة بعناية لتجلس بعدها واضعة يدها بأدب منتظرة حتى يجف… لتدخل بعدها شقيقتها دانا تطمئن عليها فاتسعت ابتسامتها عندما رآتها منتهية من كل شيء
فأخذ نديم يدها ليطلي أظافرها بالطلاء الوردي مثل شقيقتها الصغرى، فهو لا يفرق ابدا بينهم في المعاملة
بعد الانتهاء اخيرا من تلك المهمة…دلفت كاميليا هي و آدم وشعرت بالفخر عندما رأته أنقذ الموقف مع لانا فهو طلب منها الاعتناء بآدم وسوف يتصرف هو مع لانا..
خرجوا سوياً للذهاب إلى حفل العيد ميلاد وما أن وصلوا إلى ڤيلا والده فسارة جهزت الحفل هناك.
حتى طلبت لانا من والدها أن يحملها فنفذ لها طلبها, لتتفاجئ كاميليا بابنها آدم يطلب منها نفس ذات الطلب، فهمست قائلة بنبرة مازحة وهي تحمله:
– انتوا بتعلوا على بعض صح؟
وفي ثوان كان نديم يحمل دانا مثل لانا لتحاول دانا الاعتراض بأدب:
– انا خلاص كبيرة يا ديم
– انتي تكبري براحتك على اي حد بس مش عليا…هتفضلي بنوتي الصغيرة برضو
قبلته دانا من وجنته وما أن دخلوا إلى مكان الحفل حتى نزلت دانا من حضنه وأخذت معها آدم ليأخذهم اسر حتى يلعبوا سوياً
ذهبت فاتن إلى الحفل وهي تسلم على شقيقتها و لانا ومعها ابنها الصغير “محمد”
همست لانا إلى ابن خالتها:
– ازيك يا ميدو
همس الطفل بتلعثم بكلمة واحدة فقط:
-لينو..
هتفت فاتن بحسرة:
– اشمعنا الاسم ده الوحيد اللي بتنطقه وكمان بتدلعها…ده انا امك وبقالك ٣ سنين مش عارف تنطق اسمي حتى !
ضحكت كاميليا قائلة:
– لسه برضو مش عارف يتكلم كويس
– وحياتك لسه.. متأخر اوي في الكلام..مع أنه أكبر من لانا…مش عارفة ليه كده
هزت فاتن رأسها بغيظ:
– مش طالع لأمه لأ…ده انا كنت بتتكلم وأنا لسه في بطن ماما…
قهقت كاميليا ضاحكة, لتردف فاتن بجدية:
– لا بجد انا اتولدت متكلمة على طول…عيالك شكلهم طالعين ليا
– يخرب عقلك يا فاتن.. متقلقيش شوية وهيتكلم…انتي بس شوفي دكتور تخاطب وهيبقى تمام
– اهو قولت لاحمد وهنشوف كده…بس سيبك قوليلي ايه القمر والشياكة دي
– والله انتي اللي قمر يا تونا
لتردف بابتسامة وهي تنظر حولها:
– تعالي نسلم على طنط منى…يلا يا لينو انتي ومحمد
– لا هنلعب سوا جنب بابي
– ماشي يا حبي
__________
على طاولة السيدة منى.. كانت تجلس بجانبها فتاة من أقاربها..اقتربت منها كلا من فاتن وكاميليا وسلموا عليها..
لتهتف فتاة منهم قائلة :
– ايه يا طنط .. حضرتك مش هتقنعي مامي..
– كنا لسه بنتكلم عن الانفصال..وانا بنصحها بلاش
سألتها كاميليا :
– ليه؟
– عشان وجهة نظرها ناحية الطلاق مش صح.. ومش زي ما مامتها قالتلك تسيبها براحتها وأن دي حريتك..الطلاق مش كده..لازم تبص للنقط التانية…وغير كده في بينهم طفلين وجوزها مش وحش للدرجة.
– انتي ايه رأيك يا كاميليا…بذمتك مش الطلاق حلو…انا حاسة أن هعيش حياة احسن بعد الطلاق
هتفت فاتن بنبرة حاسمة:
– الطلاق يا بنتي مش صورة بنتصورها و احنا واخدين pose ونبين قد ايه مبسوطين و عاملين شعرنا وبنلبس حلو و بنضحك.. انتي فاهمة الطلاق غلط على فكرة
ردت كاميليا بنبرة واقعية:
-الطلاق نهاية احلام حلمناها لنفسنا و اتقلبت كوابيس.. الطلاق بداية مسؤولية و هم تاني خالص مع اولاد صحتهم النفسية المفروض بتكون اول اهتماماتنا في الوقت ده.. ممكن جدا يكون الطلاق احسن قرار في حالات كتير صعبة
اومأت السيدة منى بإيجاب:
-بس أكيد مش حاجة Fun نشجع بعض عليها خالص ونقرر فجأة ننفصل
ردت كاميليا بحكمة:
– الست لما بتنفصل أحيانا بتسيب نفسها لاكتئاب و مهدئات او تغير ستايلها و تغير شخصيتها..الحمد لله انا ماعملتش لا ده و لا ده .. روحت لثيرابيست شاطرة جدا…الحمدلله محتاجتش اي علاج نفسي نهائي مجرد علاج بالفضفضة بس
شغلت نفسي في شغل بدأت من الصفر و طبعا بنتي في حضني و الحمدلله ربنا عوضني بأكتر ما اتمنى في كل حاجة و دي مش شطارة مني و لكن على نيتكم ترزقون
فالحمد لله كل اللي بيشوفني مش بيعرف قد ايه الواحد عافر قد ايه واستحمل قد ايه عشان مهدش البيت بسهولة
بس سبحان الله من كرم ربنا عليا دلوقتي بحكي قصتي كأني مش انا اللي عيشتها و من رحمة ربنا اني نسيت فعلا معظم الاحداث اللي حصلت وحشة… انا بحكيلك وكأني بفتكر حاجات مكنتش عايزة افتكرها…
بس اللي عايز اقولهولك أن الست الذكية هي اللي بتفوق لنفسها و حياتها و طموحتهابعد طلاق و زوج مريض دمر حياتها
لتردف بنبرة قوية:
-الطلاق مش سهل على فكرة ابدا
و مسؤولية ولاد لوحدك مش سهلة
فـ مش شوية مكياچ ولبس وخروج هما اللي بيخلوا الطلاق يتنسي.. لا خالص
انا دلوقتي فخورة وبحمد ربنا على راحة البال و الهم اللي انزاح فعلا عشان احيانا بيكون الطلاق رحمة زي حالتي …متنخدعيش بجد بالمظاهر
ابتسمت منى بفخر :
-أنا فخورة بيكي يا كاميليا بجد.. فخورة بقوتك قوة الست اللي بجد اللي خليتك تحسي انك احسن من مليون راجل و انك فعلا كنتي قد المسؤولية
ردت فاتن بضيق :
– الطلاق ده بجد ظاهرة تستحق الدراسة!
قاطعتها كاميليا :
– والله الموضوع مش محتاج دراسة ولا حاجة.. الرجالة بقت مش فاهمة الجواز.. مفيش حد بيوعي الراجل، التوعية كلها للست بس، حافظي على بيتك و جوزك و البسيلو و دلعيه و ربي عيالك
لكن محدش بيقولهم احترمها و قدرها و صونها..
الغلط طالع مع التربية و البيت
اومأت منى موافقة:
– مفيش حاجه اسمها انتي الست ف لازم تستحملي وتبقي مجبورة على العيشة وتحاربي علشان بس البيت ميتخربش وهو الراجل عادي لو غلط هو ده اصلا اللي بيترتب بعديه الطلاق
التفتت كاميليا إلى الفتاة قائلة:
– بصي لحياتك وجوزك يا بنتي لو لقيتي اسباب قوية مقنعة اتكلمي مع حد واثقة فيه..واتكلمي معاه هو…مجبش نتيجة خلاص
– طب انتي جوزك كان ايه عيوبه؟
ردت فاتن بنبرة ساخطة:
– ابن امه…وابن أمه ده نقلبه على طول مينفعش نكمل معاه !
– لا هو الحمدلله مش ابن امه ولا بيمد ايده عليا ولا خاين بس بنتخانق كتير … و مامي بتقولي عادي براحتك وانا زهقت من مشاكلكم
– بصي الطلاق لو فيه أهل ساندينك وفلوس وشغل بيكون الموضوع ارحم شوية اه لكن طبعا فيه تعب نفسي ومعنوي…بس لو مفيش سبب قوي للطلاق
– بس كل اصحابي بينصحوني بالطلاق وأنه عادي
قالت كاميليا بتنبيه:
– بصي محدش خرب بيته هينصحك انك تصلحي بيتك
كله هيقولك الطلاق جميل ماشاء الله..لكن نصيحة يا بنتي متسمعيش لأي حد ولا تاخدي رأي حد مش ثقة في حياتك..وحاولي تصلحي حياتك معاه لأقصى مجهود عندك وخلي عندك نية انك مش عايزة تخربي بيتك ربنا وقتها هيساعدك..خراب البيت مش سهل
– شكرا يا كاميليا بجد انتي طلعتي جدعة اوي
– أن شاء الله ربنا هيكتبلك الخير
لتأتي بعدها دانا إلى امها فأخذتها امها عندما تذكرت شيء ما
– دانا يا حبيبتي…عايزة اتكلم معاكي في حاجة..
– اتفضلي يا مامي
– باباكي طلب أنه يشوفك…طلب من المحامي
توترت ملامح الطفلة :
– يشوفني…بس انا خوفت منه اخر مرة
– عارفة…بس ده حقك قولت اقولك وانتي اللي في ايدك الاختيار…انتي حابة أو لا محدش يقدر يجبرك..
– انتي شايفة ايه يا مامي
– بصي يا قلب مامي…ده براحتك انتي …بس هو في الاول وفي الاخر هو ابوكي…اسمه للأسف مرتبط بيكي طول العمر…منقدرش نمحي أو ننسى حاجة زي كده ومين عالم يمكن فعلا يكون اتغير وندم عليكي طالما حاول يرفع رؤية.. ويطلب يشوفك..وحتى لو مندمش ..انتي اديله فرصة…لو كان كويس خلاص براحتك…انا علاقتي به اه منتهية لكن علاقته بيكي دي مستمرة مدى الحياة…
– خلاص يا مامي هقعد معاه مرة كمان…بس مش عارفة ليه انا محبتوش…مش عارفة حاجة جوايا كانت خايفة منه … بس يمكن يكون بقى مؤدب مش نوتي او عصبي زي الاول
– بصي يا حبيبتي انا هنصحك بحاجات تمشي عليها العمر كله … اوعي تعملي حاجة انتي مش راضية عنها.. اوعي توافقي على حاجة ضد إرادتك و مبادئك و رضاكي و إمكانياتك و طاقتك، اوعي تيجي على نفسك و توافقي على حاجة مش حباها عشان خاطر حد، قولي لا و اتنقشي و اتكلمي و عبري عن الجواكي من غير ما تجرحي اللي قصادك.. بس اللي قدامك لازم يعرف انك رافضة.. لأن بعد كدة بيبقى امر مسلم بيه و هاتوافقي على حاجات تانية كتير اوي بعد كدة عشان مش هتقدري تغيري رأيك اللي وافقتي عليه و انتي مش راضية اول مرة… و بعد كدة كل الناس و اقرب الناس هاتستغربك و تشيلك انتي تمن اختيارك الغلط اللي انتي مش هاتقدري تتحمليه..
صمتت الطفلة دقيقة لترد بعدها :
– انا هديله فرصة كمان…لو اتعصب تاني مش هقعد معاه تاني
– تمام يا حبيبتي اللي تشوفيه
عانقتها طفلتها بحب:
– انا بحبك اوي يا ميكي
– وانا بموت فيكي
________
كانت تحمل ابنها وهي تقبله بينما ادم اشبعها ابنها تقبيلا فهو يحبها بشدة
أتى نديم من خلفهم قائلا لها بعبث :
-طب أبوه قصر في حاجة معاكِ؟
ضحكت كاميليا وهي تنزل آدم إلى الأرض ليذهب حتى يلعب مع الاطفال مرة أخرى:
– أبوه ده الأساس
هتف بنبرة صارمة :
-طب اسمعى بقا الكلمتين دول..عشان الوضع ده مينفعش
توترت من تغير ملامحه، ليردف نديم بنبرة عابثة:
-وحشتيني
ضحكت كاميليا لتضربه ضربة خفيفة في كتفه :
– حرام عليك … ينفع تخضني كده
ضحك نديم فهو يعشق مشاكستها من الحين الي الاخر .. ليجذبها فتستند على صدره ليحيط خصرها بيديه … وضعت يدها على يديه لتهمس له بحب:
– ايه الحلاوة دي بجد…
تأملها بحب و عشق قائلا:
-أنتِ اللي حلوة و زي القمر
احمرت وجنتاها خجلا:
– انا بموت فيك اصلا
– عايزين بعد امتحانات دانا أن شاء الله نروح كندا عشان اخلص شغلي وفي نفس الوقت تقضوا الاجازة…
ابتسمت عندما تذكرت من كرم وعوض ربنا لها أن نديم صمم أن تلك كل طفل في كندا حتى يصبح معهم الجنسية الكندية مع المصرية، ومن بعد إنجابها آدم واعتادوا على السفر الى كندا في كل اجازة يتابع نديم عمل والده هناك، بينما يستمتعوا سويا بالاجازة بالخارج لدرجة أنها حصلت على الجنسية الكندية مثلهم
ابتسمت كاميليا بسعادة غامرة:
– دايما هفضل اقولها لك.. لو كنت أعرف أنك أنت اللي مستنيني, عمري في حياتي ما كنت زعلت ولا بكيت ابدا.. ربنا يخليك ليا يا احلى قدر ونصيب وحبيب في الدنيا
قبلها من يدها بحب :
– ربنا يحمينا ويحفظنا لبعض طول العمر يارب..ويبارك في اولادنا
– انا ربنا عوضني بيك بجد… كنت احلى هدية من ربنا ليّ
-ربنا يخليكِ ليّ يا كراميلا.. انا والله بموت فيكي..مهما اقولك اصلا مش كفاية
ليأتي أخيراً من يحمل لكِ الحُب في قلبه وقوله وفعله..
من لا يستطيع الاستغناء عنك لأنك أثمن ما عنده .. من يقدر كل تفاصيل الأشياء الصغيرة التي تسعدك إلى الحد الذي لا حدود له. .. من لا يجعلكِ تتسائلي كل يوم بأسئلة كثيرة تقضي على ما بينكم.. من يحيي تلك المشاعر المدفونة بداخلك ..
من يصعدك من أرض الخيبة إلى سماء الأمان..
من يجعلك تريدي أن تذرفي دموعك بسببه من غمرة العشق !
تـمـت بــحــمــد الله
فصل هدية العيد🎁🎈
“فصل خاص اضافي هدية بمناسبة العيد لأبطال رواية غرام العنقاء”❤❤
– مامي…ميكي ممكن اخد الـ Heels الحلوة بتاعتك ألعب بيها
هتفت بها “لانا” وهي تجلس أمام قدميّ امها بأدب مصطنع وتشير بيدها على حذاء امها الذي ترتديه وتحاول نزعه منها ولكن بلا فائدة
فردت عليها وهي تمط شفتيها:
– لا مش ممكن .. أنتِ المرة اللي فاتت رجلك كانت هتتكسر، وبعدين انا بجيبلك كل اللي نفسك فيه، اشمعنا بتحبي الـ Heels بتاعتي
عانقت طفلتها قدميها بحب طفولي، قائلة بعناد :
– بحبهم بحبهم
رفعتها كاميليا لتجلس على حجرها وهي تقبلها من وجنتها الناعمة قائلة بهدوء :
– مش هتاخدي حاجة..انا هجيبلك اللي أنتِ نفسك فيه بس ممكن بلاش نلبس حاجة اكبر مننا عشان رجلنا متتكسرش ونتوجع
رسمت إبتسامة بريئة مشاغبة :
– أنا مش هتكسر يا مامي
عقدت يديها على صدرها ورفعت حاجبيها قائلة:
– مش هتاخديها برضو، وممكن تقعدي ساكتة شوية عشان عندي Meeting مهم دلوقتي
هزت رأسها بغيظ وهي تبتعد عن امها وتقف عاقدة ذراعيها الصغيرين وهي تتوعدها بصمت، بينما كانت كاميليا تتابع عملها عن جهازها الحاسوب الشخصي :
– أيوة مع حضرتك، تمام أنا قربت اخلص تصميمات المشاريع دي
بعد مرور عدة دقائق، انقطع اتصال اجتماع العمل، ليأتي صوت شخص تعرفه جيداً، ومن ثم يظهر صورة زوجها أمامها على الشاشة لتبتسم وهو يقول :
– كان معايا شغل بقى ومش عارف اكلمك، بس ده ميمنعش اني استغل فرصة الـ Meeting يخلص و اقولك وحشتيني
همست بدلال أنثوي رقيق :
– وأنت وحشتني أوي أوي
في تلك اللحظة خرجت طفلتها من الغرفة دون أن تحصل على ما تريد، بينما هي تضيف قائلة :
– فراس وفريدة جايين امتى ؟ بتصل على فريدة موبايلها مقفول
– اهو بقفل الشغل وهتصل على فراس كده اشوفه جاي امتى
-ماشي يا حبيبي، ربنا معاك يارب و تخلص على خير
– آمين يارب
– شوية وهكلمك يا كراميلا
تنهدت قائلة بتوجس :
– أوكيه، وانا هقوم اشوف لانا، لأنها خرجت من عندي وشكلها بتعمل مصيبة
– اوعي تعمليلها حاجة ها
ردت ساخرة :
– أيوة دلعها أنت وبيجي على دماغي في الاخر
– لا دي لولي مؤدبة وشطورة
رفع حاجبيها بدهشة:
– طبعا
___________
في منزل والد كاميليا..
فتح الجد باب الشقة عندما سمع رنين الجرس، ليسلم عليه سامح سريعا ومن ثم دلف الجد إلى غرفته بعد مضايفته، فهو أصبح يأتي ليقابل دانا في منزل جدها
– ازيك يا بابا سامح
– عاملة ايه يا حبيبتي
– الحمدلله كويسة
ليضيف باهتمام :
– لو تعرفي بستنى اليوم اللي اشوفك فيه ازاي…
صمتت دانا وهي تبتسم بجدية قليلا، ليسألها بصوت أجش:
– هو انتي مش مبسوطة اني بشوفك يا دانا ؟
– لا عادي
– عادي ؟؟ احنا بقالنا سنة بشوفك ولسه معرفتيش تاخدي عليا وتحبيني زي ما انا بحبك
– اكيد بحبك يا بابا…بس يعني..
– بس ايه ؟؟
ردت بنبرة واقعية :
– أنا بحبك و وافقت اقابلك طول الفترة دي..بس انا مش قادرة انسى اللي عملته في مامتي..ولا قادرة انسى انك سيبتني ٤ سنين وانا كل يوم ادور عليك واسأل ماما.. انت بعدت كتير و جيت متأخر يا بابا
إجابتها صدمته فقال بندم:
– لو الزمن يرجع بالواحد كان في حاجات كتير أوي اتغيرت يا حبيبتي .. ياريت الماضي بيرجع
– كنت هتعمل ايه ؟؟
– كنت هعمل كتير أوي…كان في حاجات كتير اوي ضيعتها من ايدي… و بايدي خسرتها…حاجات خسارتها متتعوضش ابدا .. بس ربنا اداني فرصة معاكي… دانا انا مش عايزك تخافي مني ولا تشكي لحظة في حبي ليكي.. انتي بنتي الوحيدة
هزت رأسها قائلة بابتسامة رقيقة مغيرة الحوار :
– أنا غصب عني … بس انا بحاول انسى و بقيت بشوفك على طول .. اه زعلانة منك وكنت خايفة منك بس انت وعدتني انك مش هتتعصب عليا تاني صح ؟
– مقدرش طبعا.. بس انا عايزك تحبيني زي ما بتحبي نديم ده واكتر
رفعت اصبعها وهي تشير إليه باتهام مازح :
– طماع أنت
قهقه ضاحكاً بصدق:
– معاكي أنتِ اه..
___________
كانت تلعب في إحدى الاشياء، حتى سمعت صوت جدها “منصور” وعمتها سارة، ليجلسوا في صالون الڤيلا، لتركض تجاهه وهي تقبله من وجنته
– جدو حبيبي
قبلها منصور من وجنتيها :
– حبيبة جدك، اومال اخواتك فين ومامتك؟
إجابته لانا قائلة:
– ادم بيتفرج على الكرتون و دانا عند آنا صفصف
سألتها سارة بتوجس :
– وأنتِ مش بتتفرجي معاه ليه ؟
– عشان انا عايزة اكبر
– أن شاء الله يا حبيبتي، اومال ماما فين ؟
قالت بغضب وهي تكتف ذراعيها أمامها:
– مامي بتكلم عمو في الـ meeting كل شوية
سألها بضحكة :
-وبتقول لعمو إيه بقى ؟
رمشت بعينيها قليلاً وهي تهمس بنبرة ناعمة جدا وكأنها تقلد والدتها :
-بتقوله وحشتني أوي أوي يا عمو
شهقت كاميليا بذهول حينما سمعت ابنتها وهي تهمس بتلك الجملة وهي تسلم على حماها :
– عمو مين الله يهديكي
ضحكت سارة بمرح :
-عسل يا “لانا” ماشاء الله تودي في داهية
لتردف باقتراح :
-اديلها الـ Heels بتاعتك بسرعة علشان تسكت
هتفت كاميليا بحنق :
– عمو ده اللي هو باباها طبعا
قاطعها منصور:
– دي طفلة يا كاميليا اكيد فاهمين من غير ما توضحي
تنهدت سارة بسعادة:
– اخويا الرومانسي اللي بيحب في نص الشغل بقى
دلف اسر في ذلك الوقت وهو يسأل عن دانا :
– دانا فين؟
هزت لانا رأسها برفض :
– مش هقولك
– ليه ؟
زفرت لانا بحزن:
– عشان أنت مش بتلعب مع لانا خالص وانا بزعل منك, كل حاجة دانا دانا دانا…وانا ؟؟؟
رد اسر بتبرير :
– أنتِ بتخربي كل حاجة بنعملها
– لا انا مؤدبة و شطورة، بابي بيقولي كده
حذرها قائلا :
– طيب هخليكي تلعبي معانا بس ممكن متعمليش كوارث
– اوكيه.. بس دانا مش موجودة، عند آنا صفاء
– آدم فين ؟
– في اوضته
ليركض نحو السلالم وهي تركض خلفه ولكنه كان اسرع منها، وقفت في منتصف الطريق وهي تصيح بنبرة طفولية :
– شيلني.. يا سيرو
عاد لها اسر وحملها بحرص ليدلفا إلى غرفة ادم لكي يلعبوا سويا
___________
بعد مرور وقت قصير..
سمعوا الأطفال الثلاثة صوت دانا و نديم ليركضوا نحوهم
همس اسر بلهفة :
– دانا…انا مستنيكي من بدري
– كنت مع بابا سامح
– وانا كنت بلعب مع لانا وآدم
– اوعى تكون كسرت حاجة
هز رأسه بنفي :
– لا دي قالتلي انها بتسمع كلامي
زفرت بضيق طفولي بذهول :
– اومال مش بتسمع كلامنا ليه؟؟
همس بنبرة رقيقة:
– مش عارف…بس اللي أعرفه أن أنتِ حلوة أوي
رمقتهم لانا بنظرة غاضبة متوعدة وهي تركض نحو والدها:
– هقول لنيدو، يا باااابي…
سألها نديم :
– في ايه يا حبيبتي ؟
رمشت بأهدابها عدة مرات بغيظ :
– اسر قال لدانا انها حلوة أوي
نظر له نديم متوعدا :
– أنت ازاي تعاكس بنتي يا اسر ؟
ضربت قدمها في الأرض بغضب:
– وانا لأ
رد بذهول :
– هي دي مشكلتك يعني؟؟ معندكيش مشكلة أنه عاكس اختك ؟
اجابه اسر بتبرير :
– أنا مش بعاكسها انا بقول رأيي في شكلها يا خالو
– وأنت حد طلب رأيك؟
– لا بس انا بهتم بيها
– لا مينفعش معايا الكلام ده .. اسر يا حبيبي دانا دي اختك و اوعى تسمح أن حد يعاكسها
كتف ذراعيه بتوتر وهو يسأله ببراءة:
– طب وانا يا خالو
حذره قائلا:
– ولا حتى انت
دافعت سارة عن ابنها قائلة بمرح :
– الله في ايه يا نديم أنا ابني sweet talker بس
– على نفسه
صرخت لانا بغضب :
– وانا يا نيدو مقاليش انتي حلوة أوي يا لانا
قبلها نديم من يدها قائلا بإعجاب :
– انتي مش محتاجة حد يقولك انتي حلوة عشان انتي احلى بنوتة في الدنيا
اقتربت منها دانا وهي تقبلها من وجنتيها بحب :
– انتي احلى مني يا لينو اصلا
– بجد
– أيوة انتي قمر و جميلة اوي
ابتسمت لها بسعادة قائلة:
– و أنتِ جميلة… مامي قالتلي انا شبهك
– وانتي في زيك اصلا
_________
دلف فراس ومعه فريدة زوجته و تجر بيدها عربة طفلتها الصغيرة الخاصة بها
رحب بهم نديم قائلا:
– ازيك يا فراس.. ازيك يا ديدا
ردد فراس بعجب:
– ايه ديدا دي ! اسمها فريدة يا باشا
رد نديم بنبرة ساخطة:
– بحاول ارد لك جمايلك بقى
زجره فراس قائلا:
– خلاص بقى ميبقاش قلبك اسود..انا بقيت اقول كاميليا عادي اهو !
ابتسم نديم قائلا مرة أخرى :
– أزيك يا فريدة
كان آدم يقف أمام فريدة وهي تعدل طفلتها في المقعد المتحرك خاصتها وتحاول تهدئتها وسط تذمر الفتاة الصغيرة التي لم تتخطّ عام ونصف وتململها في مقعدها سمعت صوت آدم يقول:
– ممكن النونو الصغيرة دي اخدها ألعب بيها شوية وابوسها
اومأت فريدة ببراءة :
– اه يا حبيبي اتفضل
نظر إليهم فراس بحاجبين معقودين في استياء واضح:
– ايه تلعب بيها دي ؟
انا بنتي ميتلعبش بيها
كرر آدم حديثه متذكراً:
– و عاوز ابوسها Please
تمعضت ملامحه أكثر:
– ده انا ابوها ومش ببوسها على فكرة
ليردف فراس قائلا بنزق :
-آه بان على حقيقتك بقى، أظهر نيتك يلا
هتف نديم باستغراب :
– في ايه يا فراس ابني فرحان بالبيبي عادي
صاح فراس بغيظ:
– انت موافق أن ابنك يلعب ببنات الناس عادي كده؟
نظرت إليه فريدة نظرة نارية متوعدة:
– ايه يا فراس ده طفل صغير
هز رأسه بعنـاد قائلا:
– لا برضو ميقوليش ألعب بيها…لسه بدري على كده
ليردف باقتراح :
– طب قول عايز اتجوزها ماشي مقبولة لكن حصلت تلعب ببنتي كده عادي وتكسر قلبها ؟
قالت من بين أسنانها بتشديد ساخر :
– قلبها ومشاعرها ايه يا فراس البنت لسه بترضع وبتلبس بامبرز
– اصلا
همس ادم ببراءة مقترحاً:
– خلاص متزعلش .. بابا انا عايز اتجوز النونو بتاعة Uncle فراس عشان ألعب بيها براحتي من غير ما يزعل
ابتسم فراس بمرارة:
– برضو مصمم يلعب بيها.. الواد عايز يكسر قلبها !
توكسيك صغير ماشاء الله
قاطعته كاميليا باندفاع :
– ماتقولش عن ابني كده … توكسيك في عينك..ده بكرة هيبقى احسن راجل في الدنيا
وكزه نديم بخفة:
– وبعدين انت زعلان ليه ؟ انا ابني داخل البيت من بابه اهو
– لا وأنت الصادق ابنك عايز يكسر قلبها بالحلال
صاح ادم بعدم فهم :
– يوووه … مامي انا عايز نونو صغيرة العب بيها و ابوسها
ضحكت سارة قائلة:
– عندك اخت صغيرة روح العب بيها يا حبيبي عشان فراس بيغير على بنته
هز رأسه بنفي :
– لا عايز اخت اصغر بيبي صغنن..
_________
في المساء …
ابتسم نديم وهو يتذكر ما حدث اليوم سريعاً:
– فراس رهيب أوي
ضحكت كاميليا قائلة:
– لا و ادم مصمم يلعب ببنته
– خدتي بالك الواد عاوز نونو صغيرة يلعب بيها
احمرت خداها بخجل وهي تقول مغيرة الموضوع :
– سيبك منه
شدها نحوه ليجلسها بجانبه على السرير :
– لا ده اول مرة يقول حاجة صح، احنا نعيد تفكير في الكلام ده، دي لانا بقى عندها ٣ سنين
احاطت يديها بعنقه وهي تضمه إليها :
– وماله بس انت متزهقش
بادلها العناق وهو يستنشق عبير شعرها بشوق جارف:
– لا ما تشغليش بالك أنتِ
ليردف وهو يزيد من ضمه لها بقوة:
-ده أنا ما هصدق
– وهتحب البيبي اكتر مني ؟
انحدر رأسه ليمسح بشفتيه عنقها هامساً:
– لا مابحبش حد اكتر منك
ليضيف بصوت أجش :
– أنا عندي كام كراميلا يعني ؟
تسارعت دقات قلبها بشوق قائلة:
– أنا بحبك والله
رفع رأسه ليقبلها من شفتيها بقبلة رقيقة :
– وأنا بموت فيكِ وبحب ولادنا أوي
– ربنا يخليك لينا يا حبيبي وعقبال ما نفرح بيهم وبنجاحهم
– يارب يا حبيبتي، مع اني شاكك في الواد آدم بسبب إدمانه للعبة بابچي دي ! الولد ده طالع لاخوكي كمال واخد چينات منه
قهقت كاميليا باستسلام:
– الخال والد بقى
– لا واخوكي قدوة بجد
رفعت حاجبيها قائلة:
– طبعا… انكر بقى
– وانا اقدر برضو !
ضمته أكثر بين ذراعيها وهي تسأله:
– مبسوط ؟
عاود تقبيلها تلك المرة ولكن بقبلة متعمقة أكثر وهو يهمس :
– اكيد طول ما انا معاكي في أي وقت مبسوط
ليضيف بنبرة عابثة:
– بس هتبسط اكتر لو حققنا أمنية آدم
ابتسمت قائلة بدلال :
– أنت مبتنساش
هز كتفيه بصدق، وشفاهه لا تهدئ عن تقبيل شفتيها يبعث فيها مشاعر رائعة مختلفة :
– لا مقدرش انسى حاجة تخصك انتي والعيال
– وانا بعشق باباهم أوي
….
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية غرام العنقاء ) اسم الرواية