Ads by Google X

رواية غرورها جن جنوني الفصل الخامس عشر 15 - بقلم ابتسام محمود

الصفحة الرئيسية

  رواية غرورها جن جنوني كاملة بقلم ابتسام محمود عبر مدونة دليل الروايات 


 رواية غرورها جن جنوني الفصل الخامس عشر 15

 

وعندما أوصلها لمنزلها، ترجلت بخفتها وقبل أن تنصرف وضعت يدها على كتفه تخبره:

– حاول تستحمل أي حاجة تحصل منها وأنت بتصالحها، كاري بتحبك وعلى قد حبها موجوعة.

– ما تقلقيش، كاري مش حبيبتي وبس دي بنتي ونبض قلبي.

قالها وهو يربت على يدها، قلبها اطمأن وانصرفت وعلى وجهها ابتسامة، لكن اختفت سريعًا حين رأت “وجود” يدخل منزله بالعربة وبجواره “كاميليا”، ضربت الأرض غيظًا ودخلت لمنزلها وهي تهمهم بطلاسم غير مفهومة.

★★★★★

دخل “مستقبل” فيلا “فادي” وتقابل مع أخويها؛ تنهد “سليم” بقوة ملحوظة، وابتسم له ابتسامة صفراء وانصرف لداخل الفيلا، تقدم إليه “أنيس” بابتسامة صافية عذبة تشبه ملامحه وشخصيته الحنونة، رحب به ودخلا معًا للداخل، فقال “مستقبل” بعد أن صافح جميع من في المكان:

– ممكن أكلم كاري.

فتفوه “سليم” بسخرية:

– ويا ترى إيه سبب الخناقة الجديدة؟ ولا هو هو نفس السبب بتاع كل مرة.

كانت تسمعهم “كارما” من غرفتها، مسحت دموعها بكم “التيشرت” ونزلت على السلم وهي تهرول، تقول وهي تبلع ريقها وتحاول ضبط أنفاسها:

– أصلًا مفيش خناقة ما بينا يا أبيه سليم، فوني كان مقفول وأكيد قلق عليا.

– أمممم مقفول!

قالها “سليم” وهو يرمقها بسهام أنظاره الحادة، وتركها وهو يحاول كتم غيظه من غباء أخته، فذهبت خلفه زوجته وهي تحمل ابنهما تهدئه وقبل أن تنصرف قالت:

– ما تزعليش منه يا كاري أنتي عارفة إنه بيخاف عليكي من الهوا، ربنا يصلح حالك.

أغمضت عينها تحبس دموعها على تصرفه معها أمام خطيبها، فكان “مستقبل” يتطلع إليها بحب ووجهه يسرد لها ألف اعتذار، فتقدمت من الجميع تقول بجمود:

– أنا كويسة يا مستقبل، اتفضل امشي.

– يمشي! في واحدة تكلم خطيبها اللي هيتجنن عليها بالطريقة دي؟!

قالتها “دانية” بإحراج وهي ترمقها بعتاب، فتدخل في الحديث “أنيس” وهو يأخذ والدته بين ذراعيه بعدما شعر بمشكلة حقيقية بينهما:

– تعالي لما اغلبك كام جيم، وسبيهم يتصافوا مع بعض.

وهي تمشي معه تقول بهمس:

– قلبي مش مطمن في حاجة ما بينهم.

دخلا حجرة البلاي ستيشن:

– ومن إمتى مفيش حاجة ما بينهم؟ ما الكل عارف إنهم بيدوبوا في بعض دوب.

– لا ما اقصدش كده.

– سبيهم يحلوا مشاكلهم مع بعضهم، هما واخدين على كده.

تنهدت وهي تدعي الله لهما أن يهدي سرهما ويريح قلبهما.

★★★★★

إيه هتفضلي واقفة بعيد عني كتير!

نطق “مستقبل” وهو يبسط يده لها، فتخبره بدموع:

– لو سمحت امشي، ولا قادرة اتكلم ولا اقف.

– ممكن بس تسمحيلي أفهمك وامشي.

– تفهمني إنك وصلتني لإني ما اقدرش أبص في وش أهلي، أنا اتحديت عشانك أبويا وأخويا سليم، وأنت دماغك دي في الالا، أنت عمرك ما هتتغير فأرجوك سيبني، مش هنكر إني هتعب، بس هقدر اداوي أوجاع قلبي مع الأيام.

قالتها بوجع عميق داخل قلبها وبنبرة مبحوحة، وبأنفاس متقطعة، فكانت شهقاتها كالسكين الباردة يمزق قلبه إربًا، فتقدم هو يقف في قبالتها، وقال بترجٍ:

– ممكن نطلع بره، مش قادر والله أشوفك كده وأنتي بعيدة عن حضني، دموعك بتقتلني يا كاري بعد إذنك اطلعي معايا، ولو كلامي ما عجبكيش هي خطوتين هترجعيهم تاني، علشان خاطر أحلى أيام ما بينا.

أخذت نفسًا وهي تشهق ومرت أمامه فتابعها حتى وصلت للأرجوحة المفضلة لها وجلست عليها تمسك بها بقوة كالطفل، أردف بحزن حقيقي:

– فاكرة المرجيحة دي، وقتها كُنتي صغيرة وبتعيطي ونفسك تروحي الملاهي وعمو ما كانش فاضي، ما استحملتش أشوف دموعك، اشتريت بمصروفي الحبل دا والخشبة دي، وعملتها مخصوص ليكي.

فتكمل هي بحزن حقيقي:

– ومن وقتها كل ما أكون مضايقة أو بعيط أقعد عليها يا مستقبل.

– ما كنتش عارف إن ممكن في يوم هتقعدي عليها ودموعك بتنزل بسببي، أنا فعلًا بنهار لما بشوف دموعك، وأنتي عارفة كده كويس، بلاش تضغطي على أعصابي وارحميني، وياريت تسمعي مني.

تقابلت أعينهما في عتاب ولوم، كل منهما يعاتب بطريقته، فهي مذبوحة من كثرة علاقاته، وموجوعة من تكرارها. أما هو، عتابه على عدم ثقتها فيه، فهي لا تعلم مقدار حبه لها، وأنها تسكن بداخل ثنايا وجدانه، ولا أحد غيرها يسري بداخل شريانه؛ فهي النفس الذي ينتفسه ويحيا به. طال الصمت بينهما حتى تشجعت وقالت بنبرة مخنوقة ترغمها أن تخرج من حنجرتها:

– أفهم إيه ولا إيه؟! أنا خلاص تعبت من كتر الفهم وتكبير دماغي، بالله عليك ما تحسسنيش إني رخيصة قدام نفسي أكتر من كده.

– كاري اوعي تقولي كده على نفسك، حبك والله بيمشي في شرياني.

– مستقبل أنا أفهمك.. خلينا في آخر مرة، كنت بتكلم وسام وطلعت راجل، وبالنسبة للمرة دي؟! دي كمان راجل برضو؟! بس لو طلعت راجل وبالشكل دا أنا احتقرك أكتر.

– طيب استهدي بالله وافهمي.

– مش عايزة أفهم حاجة.. وسيبني في حالي بقى.

قالتها وهي تقف، فتنهار تقع على الحشائش ودموعها تنهمر من مقلتيها، تبكي بحرقة. اقترب منها وقلبه يعتصر:

– ممكن اعرف ليه مش بتثقي فيا؟

نظرت له بوجع وحرقة:

– وأنت من إمتى كنت مش بتاع بنات؟

– بس أنا اتغيرت.. صدقيني.

– الثقه يعني الأمان، وأنا ما بقيتش أحس معاك بالأمان.

أغمض عينيه بحزن وقال بصوت واهن:

– شوفي إيه يرضيكى واعمله.

بكت بقهر وهي تكوِّن جملتها:

– سيبني يا مستقبل.

– كده بتحكمي عليا بالإعدام.

– وأنت دمرت قلبي.

– دا آخر اللي عندك

هزت رأسها بالتأكيد فقام وهو يغمض مقلتيه بوجع.

★★★★★

مضى أسبوع على فراق الأحبة، واستيقظت الشمس من غفلتها تهدي أشعاتها الساطعة للأرض التي أصبح بها كل شيء مظلمًا كالقبور؛ فاليوم موعد زفاف “توتا” و”حازم”، تقف على أعتاب غرفتها كالبدر، ملامحها جميلة ويزيدها جمالًا مساحيق التجميل التي وضعتها لها “كارما” بكل مهارة رسام محترف، تشبك يدها ببعضهما بتوتر وارتباك حتى أتى إليها والدها بطلته الحنونة، ضمها وقبل جبينها ثم ترجل بها للأسفل، فاقترب منهما “حازم” فور رؤيتها، وقبل أن يمسك يدها تنظر لوالدها ومقلتيها يتساقط منهما قطرات دموعها، اقترب منها أخواها ووالدتها يعانقونها بحب، يقف “حازم” ويحاول التمسك بمعون الصبر، ويرسم على ثغره ابتسامة برغم حزنه على من أحبها قلبه وهي لا تبادله مثقال ذرة من هذا الحب، بعد وقت أذن له “مهيمن” أن يمسك يدها، وضع يده حول خصرها ومشى بها خطوتين حتى يجلسا مكانهما فأعلن بصوت هادر صارم:

– ممكن كفاية عياط.. الناس هتقول إني خاطفك مش بتجوزك.

– اخرس أنت خالص يا عديم الإحساس.

قالتها وهي تزداد في بكائها، مسح وجهه الغاضب وفضل الصمت في هذا الوقت.

يقف “مستقبل” بعيدًا يختلس النظرات إلى عين خطيبته، كيف لا ينظر إليها فعيونها مثل بريق النجوم المنتشرة في سماء صافية في ليلة من ليالي الصيف، فهي تقف بثبات وثقة تضحك مع المدعوين بمرح مصطنع، وعندما أتى موعد كتب الكتاب، اقترب الأخوان إلى جانب أختهما الجالسة بالمنتصف بين والدتها وأبيها الذي يجلس بجوار المأذون، الذي أمسك يد “حازم” وكان يجلس بجواره من الجهة الأخرى وتجلس بجانبه والدته وعلى وجهها السعادة، ثم أمسك المأذون يد “مهيمن” وكتب الكتاب، فأمسك بطاقة “توتا” يسجل اسمها، فسمع “حازم” اسمها بالكامل وأنها ابنة “مهيمن” بالتبني، رمش بحدقته عدة مرات بصدمة قبل أن يرمق والدها الذي ابتل وجهة بقطرات العرق، نهضت “نايا” ومشيت بعيدًا فهي لم تتحمل رؤية ابنتها عند سقوط الكلمة على مسمع الجميع، لاحظ “حازم” ارتباك الجميع، فقبض “مهيمن” كف ابنته بين يده اليسرى؛ لأنها عندما سمعت كلمة بالتبني أصيب جسدها بالقشعريرة ولمعت الدموع بعينها، كأنها نسيت ما عرفته من قبل عن طريق الصدفة أو أرغمت نفسها على النسيان، رفع “وجود” يده على كتفها وضغط عليه، في أثناء جلوس “مستقبل” أمامها على ركبته يمسح دمعة حارقة نزلت على وجنتيها، يبلغها بحب:

– مبروك يا أحلى أخت وعروسة.

اشتد على “أخت” حتى تعلم أنها ستظل أختهما مهما حدث، وفرد من أسرتهم حتى النهاية. ابتسمت له ثم وضعت يدها اليمنى على يد أبيها التي تحاوط يدها اليسرى بقوة، ثم أمسكت يد أبيها بيد واحدة وسحبت الثانية تمسك يد “وجود” التي توضع على كتفها، فهما بمنزلة الدنيا وما فيها لها، ولا تتحمل الاستغناء عنهما لحظة، ثم تقدمت إليهم “نايا” بخطوات سريعة بعد أن جففت عبراتها وأخذتها في عناق حنون، كانت “نهال” تكاد أن تطير من فرحتها، فهي تعلم أن ابنها يحب “توتا” من أول يوم لها على وجه الدنيا، باركت له ولم تأخذ بالها من صدمته، كانت تظن أنه يعلم هذه الحقيقة، فهو تصنَّع السعادة ولامبالاته باحترافية، وكان يقف طوال الحفل بعيدًا عن “توتا” حتى يترك لها مساحة بالفرحة والسعادة مع أسرتها وأصدقائها التي كانت تضحك وترقص معهم وفضلتهم عليه، فاختيارها بالفرح بعيدًا عنه يعذبه، لكنه كان يريد أن يراها في هذه الليلة سعيدة بشتى الطرق. كان “وجود” ينظر شزرًا على “زينة” التي ترقص وتتحرك بخفة مع باقي الفتيات، فتقول “كاميليا” التي تجلس بجواره:

– فستان زينة بيئة طحن.. في بنت تلبس أحمر، شكلها فهمت إن دي حفلة تنكرية مش حفلة زفاف.

أجابها وهو يمسك كوب عصير بين يده:

– شاغلة بالك بيها ليه؟ أكيد عاجبها.

ردت عليه بضيق:

– أنا أشغل بالي بدي!

– طب خلاص فكك منها.

– أنت شايفني ماسكلة فيها، أنا بقول على اللي فاكرة نفسها ملكة جمال العالم.

أخبرها بصوت صارم حاد:

– تفتكر اللي تفتكره، ولما تقولك البسي على مزاجها يبقى ليكي الحق تتكلمي.

كزت على أسنانها بغيظ، وهزت رأسها:

– عندك حق.

قام من جوارها وذهب يقف مع “حازم” الذي يتفنن في رسم ابتسامته، لكن صديقه يعرفه جيدًا ويعلم أن بداخله فيضان يغرق بلاد، فتفوه بمشاكسة:

– شكل العريس مش راضي عن اللي بيحصل ونفسه ياخد عروسته ويكت.

التفت إليه وهو يعوج شفتيه بغيظ ويهز رأسه بتأكيد، ضحك “وجود” على صراحته وانسحب يجلب “توتا” من يدها من بين المعازيم وأصدقائها، وأوقفها بجانب “حازم” وبارك لهما، ثم انتهى الحفل بالأغنية المعتادة. هرول الجميع بالقرب منهما وتبادلا العناق، لكن “مستقبل” لم يتركها وظلا معًا ممسكين ببعضهما بقوة، كان يدق داخل عقل “حازم” أجراس الإنذار بأن لا يتهور حتى يفهم كل شيء، فكل ذلك يظن أنها ابنة “نايا” وهما أخواها من الأم. نعم، وهو لا يهمه إلا هي، لكن عليه بالتأكد؛ لأنه لا يسمح لها أن تقترب من أي رجال ليس من دمها، أخيرًا أخذها “مهيمن” يضمها، لكنه اقترب مهرولًا يقف بينهما وأمسك يدها بابتسامة تخبرهم جميعهم برحيله مع عروسته. صعدا العربة، كان الصمت سيد الموقف، نظرت هي من نافذة السيارة تفكر كيف أصبحت في لحظة بعيدة عن حضن عائلتها التي لم تتذكر غيرهم؟ وهو أيضًا يفكر كيف لم يعلم كل هذا الوقت أن البنت الذي دق قلبه لها لم تكن من صلب “مهيمن”، فهو لا يهمه من هو والدها، لكن الذي يشعل النار داخله كيف يتركها طوال الوقت في بيت رجل ليس من دمها، كاد عقله أن ينشق من كثرة التفكير في حبيبته التي يغار عليها من الهواء.

★★★★★

بعد انتهاء الحفل وقفت “كارما” تحدث “زينة”:

– شيك أووى الفستان دا، على ما أظن دا نفس الفستان بتاع حفلة…

فهبت الرياح قبل أن تجيبها، فتطاير شعر زينة في الهواء حرًّا، نظر عليها مَن يراقبها بنظرات أخاذة، لقد غرق مع تلك الأمواج التي طارت مع الرياح، تمنى لو تركت شعرها منسدلًا حتى يصل عطره لأعماقه، فاقترب وهو يمسك يدها، التي تقوم بحزم شعرها كأغصان الأزهار، متمنيًا أن يغرق رأسه بداخله، فيحمحم ويقول بابتسامة:

– على فكرة شعرك وهو متساب أحلى بكتير.

اصتبغ وجه “زينة” بالخجل، لكنها تركت عنان شعرها وابتسمت برقتها المعهودة التي تختلف عن طبعها الجديد في أواخر أيامها، ثم تطلع إلى “كارما” مجيبًا عن سؤالها الذي سألته منذ قليل:

– لا غيره.

فنطقت “كارما” بصوتها الجهوري بسعادة:

– الله الله الله، مش واخدين على كل التركيز دا منك.

رفع حاجبه الأيسر وهو يرد عليها وعلى وجهه ابتسامة:

– مش يمكن معجب.

اتسعت عين “زينة” من الكلمة ودقات قلبها تسارعت بالخفقان، فتقول “كارما” بمرح وهي ترى من ذهلت عقب سماعها الحديث وتسمرت مكانها:

– ما كل حاجة بتبدأ بالإعجاب يا بيبي.

كاد أن يتفوه بالسعادة نفسها التي تظهر على ملامحه، لكن يد “كاميليا” منعته من أن يقول حرفًا، أمسكت يده وذهبا من أمامهمن، فنطقت “زينة” بفرحة وهي تقفز من فرحتها:

– قال معجب بيا، ياس ياس ياس.

فتقول “كارما” بضحكة شريرة:

– ومش بس كده السكر سمعته.

ضاقت عينها بقلق:

– يالهوي، أنت فرحانة يا كاري.

علت ضحكتها لتخبرها بثقة:

– دا أنا هطير من الفرح إنها سمعت، سمعتيني وأنا بتريق عليها وبقوله يا بيبببي.

خافت مما سوف يحدث، برغم عشقها “لوجود” لكن طبعها الهادئ يجعلها لا تحب فعل المكائد:

– أنتي جيبتي الشر دا كله من فين؟

– مش جديد الشر عليها، ما هي شريرة طول عمرها.

هكذا أبلغهما “مستقبل”، فترد عليه “كارما” وهي تربع يدها وتعوج شفتها بقرف وغيظ:

– من بعض ما عندكم، ما أنا تلميذتك يا مستر.

– والنبي اوعى تشيلني هم على همي، ولا تنكدوا عليا كفاية اللي أنا فيه، ويلا تعالى وصلني لحد البوابة لأني خايفه أمشي لوحدي الخطوة دي.

– سبحان الله خوافة وبتروحي جنب النار.

قالها وهو يتقدم بخطواته أمامها ويضرب كفًّا على كف، جرت حتى مشيت بجواره قائلة بنبرة بها توهان وحب:

– بحبه يا مستقبل.

وصل العروسان إلى منزلهما الصغير، حين دخل فك ربطة عنقه بقوة وألقاها على الأرض بإهمال، وضرب بيده على أحد المقاعد، وصعد درج السلم الذي يوصله إلى غرفته، بدون أن يتفوه ببنت شفة، حتى يحاول أن يهدئ من نفسه بمفرده قبل الحديث معها في أي شيء، كانت هي تنظر إليه باستغراب. وعندما صعد نظرت حولها وجدت صالة كبيرة يوجد بها ركنة وصالون مودرن، وحمام ومطبخ أمريكاني، ولم تجد مكانًا تنام فيه، صعدت خلفه بعصبية حتى تنام بأي غرفة من الطابق الثاني، لكنها لا ترى غير باب غرفة واحدة، ظنت أن يكون بعد هذا الباب غرف متتالية، فتحت الباب بعنف وجدت بداخلها غرفة واحدة كبيرة، وكان هو مستلقٍ على الفراش بثيابه، وحذاؤه ما زال بقدمه، فقالت باستغراب:

– ممكن أفهم أنت بتعمل إيه وسايبني؟!

google-playkhamsatmostaqltradent