Ads by Google X

رواية انت قمري الفصل الرابع 4 - بقلم راما

الصفحة الرئيسية

  رواية انت قمري كاملة بقلم راما عبر مدونة دليل الروايات


 رواية انت قمري الفصل الرابع 4

 

حتی توقفت عند الادراج بصدمة وهي تری دموع والدتها وتحدث والدها بغضب وحزن مع الطارق .. سمعت والدها يقول : فقط اسبوع واحد؟! لا نسطيع ذلك ارجوك المدة قصيرة جدا اجعلها شهر ..واذا بصوت غليظ وقوي يقول فقط اسبوع واحد واذا لم تنفذ القرار سندمره علی رؤوسكم… وذهب وترك عيون دامعة وقلب مكسور وبركان غضب ينظر اليه بضعف وحزن اغلق والد بيسان الباب وجلس علی احد الارائك وهو يضع يداه علی رأسه ويقول ماذا افعل .. ماذا افعل…من اين اجمع المال .. ثم رفع يداه وقال يارب انت الغني يارب ساعدنا … ووالدة بيسان تهدئه وهي تبكي ..اما بيسان كانت تقف مصدومة ولا تفهم شيء ثم قالت بصوت مخنوق علی والديها … ماذا يحصل؟! لماذا تبكون؟! ماذا هناك؟! اقتربت منها امها وهي تصعد السلالم الی ابنتها الجالسة علی احد الدرجات بصدمة وحيرة.. اقتربت منها وهي تقول باكية لقد.. لقد طردونا من..من ..المنزل وان لم نخرج بععد اسبوع سيضعوا اغراضنا بالطريق ثم دخلت بنوبة بكاء وهي تعانق ابنتها بيسان اما بيسان كانت بصدمة كبيرة وهي تری امها تبكي ووالدها غاضب وحزين… ثم فجأة تخيلت انها ستترك غرفتها .. ستترك نافذتها التي تطل علی قمرها … ستترك ذكرياتها من فرح ومرح ثم لحزن وبكاء ومرض ستترك كل شيء… ركضت مسرعة نحو غرفتها وهي تبكي واغلقت الباب من الداخل وقفلته جلست علی حافة السرير وهي تنظر الی غرفتها الجميلة الواسعة.. بها سرير متوسط بنفسجي اللون وعلی جانبيه بعض من اللون الابيض والسقف المفروش بالورد البنفسجي وبعض من اللون الاحمر والتي رسمتها بيسان بالدهان بمساعدة والدها… اما الدمی كانت في كل مكان من الغرفة مليئة بالدباديب منهم الاحمر والابيض ومنهم دمی فتيات كانت بيسان تصفهم كل يوم وتلعب معهم وكأنهم اصدقائها عادت بها الذاكرة عندما كانت في سن العاشرة وهي تقول لوالدها ببرائتها ومرحها التي لما يفارقها الا عند مرضها ….. ” بابا انا بدي لون الحيطان بنفسجي متل لون السما وقت تغيب الشمس ومنشان صير مشهورة انو بس انا عندي غرفة باللون غير الابيض وبدي ارسم ورود بكل مكان يااربي ياريت بقدر حط بحر كمان ” .. ضحكت بيسان عندما تذكرت كلامها وضحكة والدها عندما قالت تلك الكلمات ثم امسكت قطتها التي تنام معها كل ليلة وتتكلم معها كأنها عاقلة وتسمعها ..والتي اطلقت عليها اسم (ماشا) فهي من عشاق الافلام المتحركة وخصوصاً “ماشا والدب” امسكتها بلطف وعانقتها بشدة وكأنها تقول لها انت اختي وانت صديقتي الوفية لا تتركيني ..ثم ذهبت عند كتاباتها علی الجدران بالقلم الرصاص فكانت تكتب قبل ان تنام علی الحائط وكانه لوح كبير فهي تحب ذلك كثيراً…. وبدأت تقرأ اول جملة كتبتها بجانب السرير وكان الخط صغير جدا لذلك اقتربت الی الحائط بشدة وبدأت بالقراءة..وكانت اول جملة مكتوب بها… (( انا بحب امي وابي كتيير يارب ما يموتو ابدا ابدا)) ضحكت من بين دموعها علی تلك الجملة البريئة وبدأت تتذكر كم كان عمرها في كل جملة كتبتها قالت هنا كان عمري عشرة سنين …ثم اكملت الجملة التي تليها والمكتوب بها((امي علی طول بتقلي الله يصبرني اخر شي رح تصير صباار هههه)) ضحكت بيسان بشدة عندما قرأت تلك الجملة فلقدكانت ليست بالصغيرة كانت في سن السابع عشر ولكن هي فتاة مشاغبة كثيرا ولا تأخذ شيء بجدية حتی عندما كبرت ولكن جاء مرضها ليجعلها تتغير عما كانت عليه …. اتجهت الی الجملة الثالثة وهي تقرأها بصوت خفيف والتي كانت تحتوي هذه الكلمات..((صار عمري ١٨ سنة يعني صرت كبيرة يعني صار فيني قول..انا اديه صار عمري ولهلأ ماشفت بنت احلی مني هههه )) ابتسمت بيسان ابتسامة خافتة وهي تقول ليت عمري توقف في سن الثامنة عشر ليتني لم اكبر سنة اخری فسن التاسع عشر من اقبح واحزن سنيني انه سن مرضي وحزني ووحدتي ..اتجهت الی الجملة الاخيرة وبدأت بقرائتهتا بصوتٍ مليئ بالحزن والالم والمكتوب بها..(( انا ماعاد شفت الغرفة بنفسجي عم شوفها اسود ..انا ماعاد بدي شي بالحياة انا رح موت وانا لسا ما حققت شي من احلامي يارب حققلي بس حلمي الاخير اني ادخل الجنة .. يارب انا مالي غيرك يارب .. ياربي انا ماعم صدق اني مريضة بمرض خطير ياارب ساعدني … اليوم تركتني رفيقة طفولتي سارة لانو خافت تنعدی من مرضي ماعاد قربت عليي ابدا هي ورفقاتي..يارب كون معي ماضل حدا جنبي غيرك انت واهلي ))كانت تلك الكلمات التي جعلت ببسان تجلس ارضاً وتضع يداها علی عيونها وتدخل في نوبة بكاء شديدة وهي تتذكر ذلك الشعور عندما عرفت بمرضها قبل شهرين وعندما تركتها صديقة طفولتها “سارة ” وايضاً تذكرت “جومانا ” عندما خذلتها.. بكت وبكت وكأنها تحاول اخراج حزنها والمها بتلك الشهقات والدموع شعرت بألم في رأسها وبطنها بشدة ذهبت مسرعة وتناولت الدواء الذي وصفه لها الطبيب ثم نظرت الی المرآة لتری وجهها مليئ بالبقع الداكنة وضعت يداها علی خديها تلتمس تلك البقع وتتذكر وجهها قبل تلك البقع فهي كانت نقية البشرة ناعمة الخدين جميلة الوجه فكل تفاصيلها رائعة لا ينقصها شيء من الجمال حتی مرضها لم يزدها الا جمالاً.. ولكنها تری نفسها عكس ذلك .. بدأت تتساقط دموعها علی تلك البقع وكأنها تحاول ازالتها بدموعها ثم قالت وهي تبكي الحمدلله علی كل حال .. ذهبت الی النافذة وفتحتها لتدخل نسمات الهواء فيطير شعرها الطويل الناعم علی خديها ويتدلی علی ظهرها كالشلال بلونه النسيج من الليل والعسل .. اقتربت من النافذة ونظرت نحو السماء لتری القمر يبتسم اليها وكانه يقول لها لا تبكي يا شبيهتي بالشكل ولون القلب لا تبكي يا ذات العيون الشهل … نظرت له تارة ثم للنجوم تارة اخری ثم وضعت يداها الی الخارج لتسقط حبات مطر خفيفة علی يديها نظرت الی الغيوم السوداء المتراكمة لتصدر صوت رعد خفيف يقول لها لا تبكي فكلما رأيتك تبكي ابكي انا ايضا وتتساقط دموعي علی جميع البشر فمنهم من يفرح عند رؤيتي ولا يعلم اني ابكي علی حبيبتي ومنهم من يحزن من تساقطي وكأنه يعلم بتعاستي.. اغمضت عيونها وهي تستنشق رائحة الارض بعد المطر وتدعو الله بكل ما تريد .. فتحت عيونها ببطء .

google-playkhamsatmostaqltradent