Ads by Google X

رواية غرام العنقاء الفصل الرابع و العشرون 24 - بقلم داليا احمد

الصفحة الرئيسية

  رواية غرام العنقاء كامله بقلم داليا احمد عبر مدونة دليل الروايات 


 رواية غرام العنقاء الفصل الرابع و العشرون 24

  
– صدقيني كده احسن .. وانا جنبك و مفيش اي حاجة هتضايقك تاني ابدا
ضغط على يدها برقة بعد أن همس بتلك الجملة.. بينما كاميليا سحبت يداها بسرعة بشكل غريزي.. فتقبل هذا منها هو يعلم مدى خوفها من الرجال وعدم ثقتها بهم بعد تجربتها المؤلمة مع طليقها
همس نديم بحرج :
– كاميليا انا مش هضغط عليكِ في أي حاجة ومش مستني منك حاجة ولو في حد بيقولك هو خاطبك عشان حاجة يبقى كذاب اوعي تصدقيه
رمقته بخجل ونظرات مضطربة:
– نديم.. انا
قاطعها بهدوء :
– انا مش عايز منك غير أن كل ده يعدي وكل ده ميفرقش معايا حتى لو هيبقى فيه حدود عاملاها زي كده
_____________
اليوم كانت نتيجة تحليل الـ DNA
يقف سامح وبجانبه أمه وأخته وعلى الناحية المقابلة نديم و والده و كاميليا وأمها.. ليخرج الطبيب وهو يعطيهم النتيجة التي تثبت نسب أبوة (سامح) لـ (دانا) .. شعرت سميحة وسماح بالدماء تغلي في رأسهم فخططهم باتت بفشل ليحاولوا قلب الطاولة عليهم
لتشير أمه على كاميليا باشمئزاز:
– سامح انت هتسيب بنتك تربيها دي !!
لا لا يا حبيبي لازم ناخد البنت منها..
أضافت اخته على كلام امها المتناقض لما فعلوه بنبرة كفحيح الأفعى :
-متنساش برضو انك طلقتها ليه قبل كده.. لو هي نسيت فكرها
اتسعت عينا كاميليا بصدمة غير مصدقة وقاحة اخته و أمه.. وما ادهشها حقا استسلام طليقها لكلامهم.. يصدقهم الغبي الاحمق بشدة
يصدق كذبهم وتدميرهم لحياته
انتفضت على صوت طليقها “سامح” يصرخ بين الناس بمنتهى الوقاحة والحقارة:
– انا مش هسكت وهاخد بنتي منك يا كاميليا.. مانا هسيب بنتي تتربى مع واحدة فاجرة زيك
يا الهي !!

وصلت به الحقارة ليسبها ! يشتمها في وسط الناس بالمعمل !
امام أهلها !
بحق الله هي كانت زوجته بيوم… كانت تنام بحضنه في يوم من الايام أليس كذلك ؟
كانت عرضه … حتى طفلتها
لم يفكر في طفلتهم
تكرهه تقسم انها تكرهه بشدة…
– معقول انت الشخص اللي كنت بأمنله على نفسي !!
انت اللي وعدت بابا تعيشني ملكة وتحافظ عليا.. ازاي مكنتش شايفة انك حيوان اوي كده..
وقبل أن تفتح فمها مرة أخرى للتحدث والدفاع عن نفسها…
سمعت صوت لكمة قوية ضربت فك سامح فسقط أرضا وهو يشعر بالدوار ونظر مشدوهاً إلى نديم الذي أخذ يدلك قبضته قائلا بزفرة مرتاحة :
– تصدق يلا كان نفسي اعمل فيك كده من اول ما عرفت اللي عملته في كاميليا وبنتك..
رأت غير مصدقة نديم يمسك بتلابيب قميص سامح وقد حوله الغضب إلى وحش مخيف لم تره منه من قبل .. قال بصوت أشبه بالرعد :
– هو انا مش حذرتك قبل كده متقربش من كاميليا تاني … ولا لازم تضرب واتعامل معاك بنفس قلة ادبك عشان هي دي اللي تنفع مع الاشكال الواطية اللي زيك
صرخ سامح كالنساء مستنجدا بأمه :
– الحقيني يا ماما
هتف نديم بنبرة ساخطة :
– الحقيني يا ماما ! متصالح أوي سامح مع نفسه
فاقتربت منه اخته و أمه بخوف عليه :
– يا ضنايا انت كويس يا حبيبي.. منه لله عمل فيك ايه وريني
اقتربت سميحة شقيقة سامح من نديم مهددة اياه تحاول أخذ شقيقها من يده :
– انت ازاي تمد ايدك على اخويا يا همجي انت
صاح نديم من بين أسنانه بتحذير مخيف :
– بت انا ساكتلك بس عشان عمري ما مديت ايدي على واحدة ست بس قسما بالله لو اتحشرتي ما بينا لاخليكي تندمي
ابتعدت سميحة وامها بخوف بعيدا ليتركا سامح مع نديم .. فهدر نديم وهو يلكمه مرة أخرى بعنف قائلا بغضب مكتوم:

– دي كانت مرااااتك … عارف يعني ايه مراتك.. ازاي تغلط فيه يا حقير
مسح سامح الدماء بكم قميصه وهو يحاول الابتعاد بلا فائدة ويقول لاهثاً:
– مراتي دي اللي خانتني !
صرخ به نديم بغيظ:
– خانتك ايه يا غبي…هو انت قفشتها مع واحد !
دخلت البيت لقيتها بتكلم واحد!
لقيت محادثة مع حد !
كان فيه شهود شافوها مع حد؟
هز رأسه بنفي :
– لا بس مراحتش الكلية لمدة أسبوع
ليعاود نديم الأسئلة بعنف :
– روحت انت الكلية تدور وراها ؟؟ روحت سألت زمايلها؟
بلاش دي
روحت للدكاترة بنفسك تسألهم؟
كان ممكن جدا تراجع الكاميرات وتعرف انها بتحضر
بس انت عشان غبي وبتصدق اي حد

حاول سامح التخلص منه وهو يصرخ بتأكيد:
– بس اختي وجوزها اثبتولي
أظلمت عينا نديم إلى اللون الازرق الداكن.. فلا فائدة إذ بسامح يطير عبر الطرقة ليصطدم بمنضدة ويسقط ما عليها بدوي قوي .. بعد ان لكمه نديم بقبضته غير قادر على السيطرة على غضبه .. تفجرت الدماء من أنف سامح بينما هدر صوت نديم :
– هنعتبر ان اختك و جوزها كلامهم صح
مراحتش الكلية وراحت لأمها.. في برضو حد يطلق مراته عشان مراحتش الكلية و راحت عند امها حتى!
فين ام الخيانة في الموضوع!
مفيش حد يطلق عشان السبب ده اصلا.. مراتك خانتك تجيب اثباتات بكده
صرخت سميحة وهي تركض نحو نديم تهدده:
– انا مش هسكت انا هطلبلك النجدة على اللي عملته في اخويا
ليعلو ضحك نديم باستمتاع تام ولا يستطيع إنهاء ضحكاته قائلا بسخرية :
– نجدة ايه اللي تطلبيها يا بت !
أردف بصرامة مخيفة:
-ده انا ابيتك انتي واخوكي وعيلتك كلها القسم وما اخليكو تخرجوا منه إلا بمزاجي

رد منصور متدخلا في تلك اللحظة قائلا:
– انتي متعرفيش احنا بنشتغل مع مين .. تحت ايدينا اكبر محاميين في البلد..
ليتحدث نديم وهو ما زال يضحك باستمتاع:
-انا بقول تروحي بس تطلبي الإسعاف تودي اخوكي المستشفى يتعالج من العلقة اللي خدها دي
نهض سامح وهو يدلك فكه ويمسح الدماء من كمه صائحا:
– الحقيني يا مااامااا انا بنزف كتير
نظر نديم إلى والدة كاميليا قائلا بسخرية :
– قسما بالله يا حماتي انتي كنتي مناسبة مرا !
أمه مخلفة بنتين ماشاء الله
لتصرخ سميحة باستفزاز قائلة :
– وانت عادي عندك تتجوز واحدة زي دي … دي حتى مطلقة !
رد نديم باستنكار :
– ايه يعني مطلقة.. هي أول ولا اخر واحدة تتطلق !
لا عملت حاجة عيب ولا حرام .. حلال ربنا ومحصلش نصيب وكويس أنه محصلش نصيب عشان يبقى قدري اتجوزها انا..
صاح سامح بغيظ بتهديد :
– بس انا مش هسكت وهاخد بنتي منكم والله ما هسكت
عاد نديم يمسك بقميص سامح وقد بدا عليه الإجرام:
– انت متقدرش تعمل حاجة عارف ليه ؟
عشان انت اصلا ملكش شخصية.. ماشي ورا امك واختك هما اللي ممشيينك لامؤاخذة
إنتفض سامح فزعاً من أن يضربه نديم مرة اخرى، لكن نديم ربت على كتفه بضربات قوية كادت تخلع كتفه قائلا بتهديد:
– يلا يا حبيبي خلي امك واختك يودوك المستشفى .. متنساش بس تاخد الرضعة
ومتقولش كلام انت مش قده عشان ملعبش في عداد عمرك
ليردف بزمجرة خشنة:
-وقسما بالله لو قربت من كاميليا ولا دانا ولا حاولت تتهمها بأي حاجة تاني هوديك في ستين داهية ولا هيهمني حد … انا ممكن اخليك تروح القسم زي ما اختك اقترحت بس هما بقى ضربهم غيري … دول مجرمين مبيرحموش
ليهتف مرة أخيرة بنبرة شيطانية وهو يركله بمعدته بعنف:
– كاميليا خط احمر … لو حاولت تقول عنها كلمة تاني ممكن أخفيك من على وش الدنيا ولا حد يعرف
تركه نديم فصرخ سامح والتفت إلى أمه و شقيقته يطلب مساعدتهم وهو يصرخ بألم
__________
كان العاملين بالمعمل يشاهدوا الموقف دون التدخل فمنعهم منصور بعدم تدخل اي حد وانها مسألة عائلية لا تخص أحد
بينما تسمر كلا من منصور وصفاء وكاميليا في مكانهم..يتابع منصور الموقف بتشفي فسامح خدعه وكذب عليه .. صحيح أنه تصرف مع سامح بطريقة صحيحة وأحرجه ولكن بينه وبين نفسه شعر بالذنب فهو شك في الفتاة البريئة
اليوم علم أنها كانت مع شخص حقير لا يستحق
فسامح وأهله لأول مرة يغيروا لمنصور المهدي نظرته في السيدات مطلقات وان هناك كثير منهن وقعوا بالظلم مع أشباه رجال وأهل معدومي الضمير
بينما صفاء وكاميليا يشعران بالسعادة والأمان
لترد كاميليا بألم :
– ليه يقولوا عني كده ! شافوا مني ايه وحش.. ليه يقولوا كلام محصلش و يشوهوا صورتي قدامك انت و باباك
لتلتفت الى سماح وسميحة قائلة:
– شوفتوا مني ايه وحش يخليكم تعملوا كده؟؟ اذيتكم في ايه؟؟؟ انتوا ايه مش خايفين من ربنا…مش خايفين من عقابه
بس الحق مش عليكم الحق على اللي كنت فاكراه راجل… الحق على اللي اديته دهبي كله يبيعه عشان عايز يسافر… على اللي امنتله على نفسي .. اللي بسببه ضاع مني سنين في عمري… نفسي اعرف شوفت مني ايه وحش؟؟؟ عملتلك ايه يخليك تشك فيا كده
فلم يهتم أحد بكلامها ولا يتأثروا ابدا
هتف نديم بشراسة:
– ولا يفرق معانا يا كاميليا .. كل ده تحت رجلك … ارمي كلامهم تحت رجلك أو في الزبالة عشان ده تمامهم
خرج صوته عالي بفخر:
– اقسم بالله يا كاميليا انتي جوهرة حقيقية… حاجة كده نضيفة مكنتيش شبهه.. ولا شبه الناس دي ولا يستاهلوكي
شعرت كاميليا لاول مرة بأنها محظوظة جدا .. هناك رجل يدافع عنها ويمدحها .. رجل واي رجل !
رجلها هي .. خطيبها و زوجها المستقبلي
ابتسمت كاميليا وهي تصدق كلامه
أردف نديم هامسا بحنان :
– اياكي تزعلي ولا تعيطي بسبب دول !
كاميليا مينفعش تخافي ولا تتكسري ولا دموعك دي تنزل بسبب ناس واطية زي دي..
اوعي تخافي ولا تسمحيلهم يهزوكي..واصلا أنتِ مش محتاجة كده لأن انا هفضل طول عمري جنبك وفي ضهرك
وافقته بهزة بسيطة من رأسها وهي تبتسم بتشفي في سامح
فاقترب نديم منهم ليأخذهم بعيداً وطلب منصور من السيدة صفاء توصيلها معه مع السائق ليتركا كاميليا ونديم معاً، فهم اليوم سوف يخرجان سويا ليشتروا بعض الاشياء لمنزلهم الجديد
دلفا كلا من نديم وكاميليا مطعم انيق جدا مكون من دورين.. لتجلس معه في الدور العلوي.. فكان المكان فارغ من الاعلى من الزبائن.. بينما هي كانت ترتدي بنطال چينز ضيق من الخصر ومتسع من الباقي وبلوزة بيضاء واسعة من الأكمام وحذاء كعب عال باللون الاسود.. بينما شعرها الاسود مفرود بنعومة
فاقترب نديم منها واحتضن خصرها ثم مال ليقبل خدها الناعم… فلم تكتمل القبلة !
فهي قد سحبت نفسها بسرعة منه.. قبل أن يقبلها
وقبل أن تبتعد عنه .. لفها بين يديه ليحكم محاصرتها بجسده حتى لا تستطيع الهرب وقال محذرا لها:
-نتجوز بس وتبقي تعملي الحركة دي
ردت كاميليا وهي تحاول الفكاك منه:
-هتعمل ايه؟
ابتسم نديم بعبث قائلا بغموض :
-هقولك وقتها
فتململت في وقفتهم تلك .. ليتركها وهو يسحب المقعد لكي تجلس أمام الطاولة هامسا بجدية :
– المهم دلوقتي عايزين نخلص كل حاجة عشان ورانا حاجات كتير عايزين نعملها بسرعة عشان فرحنا هيبقى كمان شهر ونص بالظبط
اتسعت عيناها بدهشة غير مصدقة:
– ازاي بس .. انا لسه ملحقتش اجيب حاجة
زفر نديم بضيق:
– حاجات ايه اللي هتتجاب بس ! انا مش هخليكي تشيلي هم حاجة خالص .. والله ما عايز منك حاجة صدقيني.. الڤيلا بتاعتي تعتبر كانت جاهزة كتشطيب .. بس فاضل تتفرش واشتري الحاجات اللي ناقصة وكل ده هنختاره سوا واللي مش هيعجبك نغيره
هزت رأسها باعتراض قاطع:
– نديم.. مش هينفع لأ
اقترب منهم النادل وهو يضع اطباق الطعام والمشروبات .. وبعد أن تركهم
قال نديم محذرا لها بنبرة حاسمة :
– كاميليا كفاية اعتراضات بقى وسيبيلي نفسك الشهر ونص دول.. انتي مش مطلوب منك تجيبي حاجة… انا عارف الجوازة التانية أحياناً بيكون فيها خساير عشان كده انا مش محتاج منك حاجة .. انا كل اللي محتاجه منك دلوقتي بس حاجة واحدة انك تنزلي مع فاتن اختك او ممكن تشوفي سارة اختي حسب ما انتي عايزة.. وتشتري الحاجات اللي ناقصاكي انتي.. حاجاتك الشخصية كلها بقى دي مش هقولك انا هجيبهالك لا اشتريها على ذوقك.. هتروحي مكان معين تشتري كل اللي نفسك فيه..
اتسعت عينا كاميليا غير مصدقة .. وقبل أن تفتح فمها لتعترض او تقول شيء
أردف بعدها بتذكر:
– بكرة هنروح البنك سوا هديكي الكريدت بتاعتي تصرفي منه براحتك واغلى واحسن حاجة تجيبيها ملكيش دعوة بأي حاجة
همست بخجل :
– نديم.. ده كتير اوي عليا
ابتسم نديم بحنان :
– مفيش حاجة كتير عليكي… انتي تستاهلي الغالي كله…وبعدين انا مش هعمل حاجة زيادة ..كاميليا انا اتربيت أن الراجل يجيب كل حاجة والبنت مش مطلوب منها اصلا تساعد ولا الكلام ده..
ليردف بنبرة خشنة :
– الراجل في عيلتنا بيبقى عارف ان الجواز كله عليه
أومأت كاميليا مذهولة:
– ياريت الكل بيفكر زيك…بس للأسف المعظم مش كده..لما نزلت مصر عرفت ان البنت لازم تساعد الراجل بحاجات اكتر منه كمان … ولقيت ان في جوازات بتبوظ بسبب أن الراجل عايزها تجيب حاجات اكتر او عايزها تجيب نوع معين من الغسالة أو حاجة زيادة
هز رأسه بنفي:
– اللي بيطمع الست تجيبله بزيادة ده مش راجل…عشان هي مش مجبرة أساساً تساعده…هي بتساعده مش فرض عليه…شرعا البنت مش من حقها تجيب معلقة حتى..هو مطلوب منه يفرش بيته بالكامل بس احنا للأسف معظمنا مش ماشيين بيه… وفوق كل ده بيخافوا يمضوا على قايمة يعني هتساعدك يابني وكمان مش حافظ حقها
– عندك حق… اللي بيخاف ده بيبقى عارف أنه هيبيع..
قال نديم متذكرا :
– سيبك انتي من كل الكلام ده ونرجع لموضوعنا بالنسبة بقى لـ Makeup ,
perfumes ,Skin & Hair&Body care
كل الحاجات العناية الشخصية دي انا طلبت اجيبهالك من كندا خليت جوز اختي يجيبلي كل حاجة من هناك من الاستور الأساسي من هناك وفي حاجات هطلبهالك من مصر برضو بس من Seller’s معينين
هزت رأسها باستغراب :
– نديم ده كتير اوي بجد.. ليه كل التعب ده
ابتسم نديم ببساطة:
– انا مش عايز يبقى ناقصك اي حاجة.. ولا تشيلي هم حاجة وانا موجود
كاميليا بسعادة :
– ربنا يخليك ليا
– ويخليكي ليا يا حبيبتي
صمتت كاميليا وهي تتذكر ما فعله نديم منذ وقت قليل بسامح .. لم تستطع مقاومة سعادتها بما فعله بسامح … لتهتف بنبرة شماتة :
– انت مش متخيل انت شفيت غليلي من الزفت طليقي ده ازاي..
لتقطب حاجبيها بضيق:
-انا خوفت اوي لما شوفت اهله.. افتكرت كل حاجة عملوها فيا.. مش قادرة اصدق وصلت بيه الحقارة أنه يشتمني !
اردفت بألم متذكرة :
– رجعت لوقت صعب اوي اوي في حياتي.. رجعت لوقت حسيت اني كنت بموت وان الموت كان ارحم من اللي عملوا فيا.. لما شوفت النهاردة وسمعت كلامه واستسلامه لأهله .. كنت بقول معقولة دا الإنسان اللي كان بيتمنالي الرضا.. ده اللي فضل يقنع في اهلي عشان يخطبني وانا صغيرة !
هو ده اللي كان بيقول انه بيحبني !
قاطعها نديم بهدوء :
-خلاص بقى انسيهم … طالما الحب مكنش كافي لإنجاح و إكمال الجواز يبقى مكنش حب أو كان حب عاجز
شهقت كاميليا بحزن :
-معقولة هو نفسه اللي كان بيعيط عشاني لما كنت تعبانة واحنا مخطوبين … هو نفسه اللي كان من غير ما أقوله انا زعلانة كان يحس بيا.. ازاي يتقلب ويبقى بالقسوة و الجحود ده.. ليه عمل فيا كده هو واهله منهم لله
همس نديم بإصرار :
– انسي كل حاجة..انسي عشان نفسك ركزي في حاجات نفسك تعمليها كان ممكن بالعلاقة دي متقدريش تعمليها متضيعيش عمرك في اللي فات واللي جاي هيكون احلي وأحنا مع بعض طول مانتي حابة يكون كده وارمي الماضي ولا ضهرك
ابتسمت كاميليا بحرج فهو يفعل لها اشياء رائعة ويحاول تعويضها عن كل ما مرت به :
– انا اسفة يا نديم … انا اسفة اني بصدعك بمشاكلي وكل ده..
قاطعها بصدق:
– كاميليا انتي تقولي كل اللي جواكي..وانا هفضل على طول اسمعك متتأسفيش ابدا
أردف مغيرا الموضوع:
-بس ممكن ناكل بقى عشان الاكل هيبرد
ابتسمت وهي تتناول معه العشاء
____________
دلف نديم إلى المنزل ليجد والده بانتظاره.. فطلب منه الحديث معه وتحجج نديم أنه يريد الذهاب الى غرفته لينام
والده أوقفه قائلا باعتذار:
– انا اسف يا نديم يابني.. عارف اني ظلمتك وانت صغير وانت مكنش ليك اي ذنب…وكمان شكيت في خطيبتك
نديم باستنكار :
– اسف !!
رد والده بألم :
– نديم انا كنت خايف عليك بس … زي ما أمك اذتك انا كمان اتأذيت منها يابني.. دي بوظتلي حياتي و ظلمتني.. انا عارف ان مكنش ليك ذنب في كل اللي حصل
صاح نديم بغضب:
– وشكك فيها كانت هي السبب !!!
شكيت في واحدة بريئة .. كان ذنبها ايه .. شوفت منها ايه يخليك كارهها.. فوق يا بابا هي مش امي
خفض بصره قائلا بندم:
– انا طالب منك تديني فرصة تسامحني على شكي فيها .. انا لما شوفت طليقها الحقير ده النهاردة وهو بيقول كده عنها مكنتش اعرف ان في رجالة زبالة كده
رد نديم بإصرار:
– صدقني يا بابا كاميليا كويسة واتظلمت وبكرة لما تعرفها اكتر هتعرف انها بنت كويسة جدا
قاطعه والده :
– عشان كده انا عايزك تسامحني و متزعلش مني اني كنت رافض في الاول جوازكم
نديم من بين أسنانه :
– لو كنت انت فكرت تدي نفسك فرصة تشوفها كويس متبقاش كارهها وخلاص
– حاضر بس انت متزعلش مني يا نديم
– مش هزعل منك لو انت اديت نفسك فرصة تحب كاميليا وبنتها وتقرب منهم
– حاضر يابني
___________
في اليوم التالي
اخذها نديم بعد مشوارهم في البنك…إلى فراس
وبالتحديد في مكتبه المؤقت بشركة والده ليتحدثوا معه عن شيء ما
سأله نديم بتذكر :
– فراس انت معاك كارنيه نقابة هنا في مصر مش كده؟؟
– اه معايا متقلقش
قال وهو يجلس وبجانبه كاميليا أمام مكتب فراس:
– تمام…دلوقتي انا معايا صورة من تحليل الـ DNA زي ما اتفقت معاك واتهامه لكاميليا للتشكيك في نسب بنته… و معايا فيديو لسامح وهو بيغلط في كاميليا في المعمل ده وريتهولك… وهتاخد من كاميليا صور اثباتات من مصاريف الحضانة والنادي ومصاريف البنت
نظرت لهم كاميليا بعدم فهم قائلة:
– انتوا هتعملوا ايه؟؟؟
رد فراس عليها قائلا:
– هنرفع على طليقك قضية… لا بصراحة مش قضية واحدة…دول أربعة…اولا قضية تعويض عن الأضرار النفسية لما شك في نسب بنته وطلب تحليل إثبات نسب وانتي الحمدلله عملتيه وكسبتيه, ثانيا بقى قضية سب وقذف لما غلط فيكي في المعمل وكان فيه شهود وكاميرا بتصور في المكان نفسه, ثالثاً بقى قضية نفقة عن اخر سنة مرت و ده اللي تقدري تاخديه بس مسموحلك اخر سنة مش اكتر, رابعا بقى نفقة شهرية بمصاريف بنتك وطبعا انتي مدخلاها حضانة انترناشيونال غالية واي مصاريف خاصة بيها ونشوف بقى هو هيقدر يصرف على بنته في نفس المستوى اللي انتي معيشاها فيه ولا لا
شهقت غير مصدقة:
– ماشاء الله، ايه قنبلة القواضي اللي هتترفع على سامح دي
نظر فراس الى نديم بفخر :
– البركة في نديم هو اللي فكر و جه سألني وانا قولتله يعمل ايه بالظبط..
ليردف فراس مستكملا حديثه قائلا:
– على فكرة قضية التعويض عن الأضرار النفسية وقضية السب والقذف احنا ممكن نخلي القاضي لو المحامي شاطر زيي كده يحكم لك بتعويض كبير جدا مبلغ يحسر طليقك.. واتفرجي بقى على جزء من حقك وهو بيرجع
رمقته كاميليا بإعجاب وامتنان شديد:
– انت فكرت في كل ده يا نديم
همس نديم بنبرة حاسمة:
– عشان يندم على كل حرف نطقه عليكي…مش انا وعدتك…وانت يا فراس سرع في كل الإجراءات دي…
ابتسمت كاميليا برقة:
– ربنا يخليك ليا
– ويخليكي ليا يا حبيبتي
ليضيف بعدها بتذكر:
– صحيح يا فراس هو لو مدفعش ؟
– هيترمي في السجن طبعا
– ياريت دي اقل عقاب له..
سأل فراس بدهشة:
– هو اسمه سامح سماحة؟
– أيوة
هتف نديم بنبرة ساخطة:
– دول مش عيلة السماح خالص دول المفروض يكون اسمهم عيلة التماسيح
قهقه فراس وكاميليا بالضحكات :
– عندك حق والله
– بجد والله المفروض يبقى كده..دول عيلة أسماءهم عكس فعلهم… وابوهم اسمه سماحة كمان !!!
________
بعد مرور أيام
دلف سامح إلى شقة أمه وعلى وجهه اثار ضرب نديم له ليهمس بتعب:
– وصلني محضر على الشركة اللي بشتغل فيها بيبلغوني ان مرفوع عليا 4 قواضي
شهقت أمه بصدمة:
– يلهوي ليه كل ده؟؟؟
بدون أن ينظر لها تمتم:
– كاميليا رافعاهم عليا عشان قولتلهم أن من حقي اشوف بنتي وعشان الزفت التحليل اللي طلبته منها
– يا مصيبتي… متقلقش يا ضنايا … نقوملك محامي وان شاء الله هتكسبها
صرخ برعب :
– دي عايزة ترميني في السجن يا ماما
ليضيف بعدها بسخرية:
– يا ماما ده فيهم قضية بيقول تعويض عن الأضرار النفسية …ايه الأضرار النفسية دي أن شاء الله!
– ربنا ينصرك عليها يا قلب امك
________
بعد مرور شهر
كانت تجلس معه بالسيارة بعد أن طلبت مقابلته بأمر ضروري جدا..فطلب لهم كوبان طويلان من البلاستيك بهم قهوة تركية
هتفت كاميليا بتردد ممزوج بخوف :
– نديم انا مش عايزة اتجوز انا خايفة
اتسعت عينا نديم الزرقاء قائلا بذهول :
– مش عايزة ايه ؟؟؟
ده احنا حجزنا كل حاجة خلاص.. الفستان وخلص وفاضل كام بروفة أخيرة له.. والقاعة واتحجزت والڤيلا اللي هنسكن فيها واتفرشت معظمها فاضل بس الستاير تتركب وشوية حاجات بسيطة تتفرش.. والبدلة بتاعتي حتى خلصت وشبه جاهزة.. ده حتى الفندق اللي هنجهز فيه اتحجز وكل حاجة اتفقنا عليه.. حتى فساتين كتب الكتاب والحنة اللي هيكونوا قبل الفرح بيومين جاهزين
شهقت بخوف:
– ياربي … ده فاضل اسبوعين على الفرح !!
لمعت عينيه ضاحكاً رغماً عنه من أفعالها مخبراً اياها:
-مالك بقى يا عروسة خايفة ليه!
قطبت حاجبيها بحيرة هامسة:
-انا حاسة اني في دوامة مش بأذي فيها غير نفسي..و مابتخلصش..
كل ما بتتفتح بيبقى كأن الجرح لسه جديد.
و نفسي ادعي ربنا ياخد ذاكرتي علشان ابطل اخاف من اللي جاي واتخيل سيناريوهات وحشة ممكن تحصلي أو اشك في الناس
اتسعت عيناه بدهشة :
– تاني يا كاميليا .. اطمنك ازاي تاني !
تنهدت وقالت بتردد:
-انا حاسة اني مش عايزة ارتبط تاني ابدا.. حاسة ان أنا عايزة أفضل لوحدي
من غير وجع دماغ ومن غير وجع قلب ومن غير تساؤلات مين كويس و هيفضل كويس
و مين وحش و عمره ماهيتغير
عقد يديه على صدره ورفع حاجب واحد وهو يتابع كلامها باهتمام
أضافت كاميليا بتوتر وجدية وهي ترتشف من كوب القهوة البلاستيك الذي بيدها :
-انا معنديش المقدرة على اني أسامح نفسي لو حد خذلني تاني
و عايزة أتعلم أعيش لنفسي و لدايرتي الصغيرة اهلي اللي حبوني بجد و خلاص.. انا مش هستحمل خذلان جديد.
رفع حاجبيه بدهشة
حسنا هو تلك المرة لن يقل لها أي شيء .. وكلام هي لا تريد اي كلام الآن..
هو يعلم مخاوفها و رعبها من التجربة التانية
اخرج من جيب بنطاله بطاقة ورقة مناولا إياها هامسا :
– ده بقى Gift Voucher مدفوع (قسيمة هدايا)
لـ Spa مشهور هنا كويس جداً..هتروحي هناك.. وتقدري تعملي Invitation (دعوة) كمان لـ اتنين معاكي
تعملي بقى اي حاجة بقى محتاجاها هناك .. تنضيف بشرة،حمام مغربي،جاكوزي، مساج ، باديكير، والحاجات دي كلها.. اي اي حاجة عايزة تعمليها براحتك .. هو فيه عدد غير محدود باشتراك سنوي تقدري تستخدمي كل المميزات وبعد الجواز برضو عشان لما تحبي تروحي على طول
شهقت بمفاجأة قائلة بسعادة :
-هخلي سارة تروح معايا وفاتن
– لأ سارة عاملة اشتراك هناك.. شوفي حد من صحابك
ابتسمت كاميليا بفرح :
– نديم أنت ولا ابطال الروايات
– سيبيلي نفسك خالص وانا اوعدك اني هفرحك فرحة تنسيكي إن انتي كنت في يوم زعلانة قبل كده
تنهدت بنعومة … ليقترب منها قائلا بعبث:
– طب ايه ؟
كاميليا باستغراب :
– ايه ؟
همس بتلاعب وهو يغمز لها :
– هتفضلي منشفاها كده
هددته بالمشروب الذي بيدها لتسكبه عليه هامسة بشراسة:
– تحب اخليهالك مبلولة حالا !
هز رأسه بنفي معترضا وهو يرجع مكانه يبتعد عنها :
– لالا خلاص بهزر يا مجنونة
هزت كتفيها ببساطة :
– اصبر كلها اسبوعين ونتجوز
زفر بضيق :
– ماهو ده اللي مصبرني بقى..
ردت بصوت عال قليلًا محذرة إياه:
-نديم.. اوعى تفكر عشان انا مطلقة يبقى
إجابتها اغاظته فقال بتصميم:
– شوفي انا بقى هتجوزك مخصوص عشان اخليكي تخرسي و تبطلي تقولي ام الجُملة دي
قهقهت كاميليا ضاحكة .. ليردف من بين اسنانه :
– عشان تبقى مراتي انا بقى ومسمعش كلمة مطلقة دي تاني…
_______
امام احدى اشهر المراكز الصحية للتجميل والعناية يقدم كل ما يخص الصحة والجمال
صاحت فاتن بسعادة :
– خطيب اختي اللي مدلعنا والله..
همست فريدة بذهول :
– كاميليا ده انا سمعت واحدة بتقول اقل حاجة بتتعمل هنا بمبلغ وقدره
هتفت فاتن بتكبر :
– الصرف باين يا ولاد
ضحكت كاميليا قائلة بتأكيد:
– لا بس بجد الواحد حاسس انه اتدلع كده ايه الروقان ده..وايه المساچ الرهيب المريح للأعصاب ده
أشادت فاتن بإعجاب :
– ده انا كنت بعمل جلسة تنضيف بشرة بـ 500 جنيه وكنت فاكرة مروقة نفسي ومبكلمش حد بعدها ومفيش في جمالي.. الواحد حاسس انه بينور هنا
ابتسمت كاميليا بامتنان :
– انا مش مصدقة بجد نديم بيعملي حاجات كل مرة يفاجئني بيها… تخيلوا ده عمل لـ دانا اوضة لوحدها جميلة مليانة لعب و جايبلها تلاجة صغيرة في أوضتها مليانة شوكولاتات بيضا من اغلى الأنواع
ضحكت بخفوت :
– ياختي بس تخفي على الراجل شوية.. دلعيه كده
كاميليا بشرود :
– نديم حنين أوي..انا مكنتش اعرف انه بيحبني اوي كده
– بذمتك مبتحسيش كده انك وقعتي وعايزة تعترفيله بحبك
ابتسمت كاميليا بارتباك :
– اكيد طبعا يا فاتن مانا مش تلاجة يعني.. بس انا بختبره بشوف هو فعلا بيحبني ولا لأ.. بخاف يمد ايده عليا ولا يعمل فيا زي سامح
صرخت فاتن بغيظ:
– يا ستي ماتجبيش ام السيرة الـزفت دي بقى.. سامج ايه و قرف ايه بس… الواد ده سيرته بتعصبني … والله انا اللي مريحني ان نديم رنه علقة يستاهلها مع اني كان نفسي يجيب اخته الصفرا من شعرها وأمه الحرباية معاها
قهقت فريدة ضاحكة :
– يخرب عقلك يا فاتن
فاتن بتمني :
– بجد سيرة الواد ده بتعصبني… اشوفه بيولع يا شيخة هو وعيلته كلها
ردت بحزن:
– نديم بجد مختلف وطيب .. يمكن الخوف اللي بيحاصرني ده بسبب الزفت سامح بس اكيد هيروح مع الوقت بسبب كل اللي بيعمله نديم عشاني
لتردف كاميليا بابتسامة :
-ربنا دايما بيبعت ناس حلوة تنسينا الناس الوحشة
– اتصلي يا بنتي بالراجل طيب شوفيه أتأخر ليه كان عايزنا
رفعت كاميليا هاتفها لتتصل بفراس وبعد دقائق وجدته أمامها :
– ايه كل ده تأخير
نظر كلا من فراس وفريدة إلى بعضهم البعض ليقطب جبينه باستغراب يسألها :
– انتي تعرفي كاميليا وفاتن ؟
ابتسمت كاميليا:
– احنا اصحاب من فترة كده
– اول مرة اعرف
لاحظت فاتن نظرات فراس الغريبة إلى فريدة لتطرقع أصابعها بتنبيه :
-فراس نحن هنا
تنحنح فراس بحرج .. ليهمس إلى فريدة قائلا :
– حلوة الصدفة دي يا ديدا
صاحت فريدة بغيظ :
– ايه ديدا دي !! هو انت من بقيت اهلي عشان تقولي ديدا وتدلعني
غمز لها بعبث :
– ما قولتلك ممكن ابقى منهم بس انتي اللي طنشتي
نظرت كلا من كاميليا وفاتن إلى بعضهم :
– هو في ايه.. انتوا تعرفوا بعض !
دافعت فريدة بسرعة :
– انا معرفوش غير أنه المحامي اللي شغال مع مستر منصور
ليردف بتلاعب :
– ده انتي سألتي عني بقى وعرفتي اني محامي وكده؟
شهقت مدافعة بقهر :
– لا طبعا اسأل عنك بتاع ايه
ابتسم بجدية :
– عموما انا ابقى المستشار القانوني في كندا لكن قاعد هنا في مصر شوية
اتسعت عينا الفتاة بذهول :
– ماشاء الله .. كندا بجد !
– أيوة بجد
نظرت الشقيقتين إلى بعضهم وهم يتمنوا أن فراس وفريدة يحدث بينهم خطوة وتساعدهم على ذلك .. فـ فراس شاب جيد.. لتهمس بعدها كاميليا :
– فراس صح كنت عايزني في حاجة
التفت فراس إليها بتذكر :
– اه كنت عايزك عشان هتمضي على شوية اوراق انتي وطنط صفاء بخصوص نقل حضانة دانا لوالدتك
– ياااه كنت ناسية الحوار ده
ابتسم قائلا:
– نديم منسيش وبعتني ليكي نخلص كل حاجة سوا
– نديم مهتم بكل حاجة
أومأ بتأكيد :
– نديم راجل فعلا .. انا اه كنت خايف منه في الاول بس اثبت انه راجل وبيحبك يا كاميليا
ليضيف متذكرا:
– صحيح خلاص القاضي حكم في القواضي بتاعتك وانتي كسبتيهم وسامح دلوقتي مش قدامه اي حل غير أنه يدفع عشان ميترميش في السجن
شهقت كاميليا بسعادة غير مصدقة , فباركوا لها على نجاح القضايا المرفوعة:
– الف مبروك يا كاميليا
– الله يبارك فيكم وشكرا بجد يا فراس على تعبك في كل حاجة
– ينفع توصل فريدة في الطريق معانا عشان متروحش لوحدها
ردت بخجل:
– لا يا كاميليا انا همشي انا
ردت فاتن بتصميم :
– لا هتيجي معانا طبعا .. ولا رأيك فراس
– مفيش مانع طبعا
وبالفعل استقل الثلاث فتيات سيارة مع فراس كان قد أجرها خلال مدة إقامته بمصر وقامت كاميليا وفاتن بالجلوس بالمقعد الخلفي بحجة إنهاء بعض الاشياء سويا على الهاتف .. وفريدة تجلس بالمقعد الامامي
ليسألها فراس بعبث وهو يتفحصها:
– بس هو انتي فيكي حاجة متغيرة .. محلوة النهاردة كده
احمرت وجنتيها خجلا.. لتردف بعدها برسمية:
– لا بقولك ايه انا ممكن انزل حالا
تدخلت كاميليا بسرعة قائلة:
– بيهزر يا بنتي هو فراس كده متاخديش على كلامه
رمقته فريدة بغيظ :
– ياريت تبص قدامك وتتحرك
رمقها بتلاعب قائلا:
– كنت ببص على المراية على فكرة
همست من بين اسنانها:
– في واحدة تانية جنبك على فكرة
ضحك فراس وهو يتحرك بالسيارة
______
في شقة “سماحة”
همست سماح بتساؤل:
– مالك يا سامح؟
تجهم وجهه قائلا:
– القضايا اللي مرفوعة عليا القاضي حكم فيها خلاص…ولازم ادفع والا هتحبس
صاحت أمه و ميادة :
– ازاي ده … ده ظلم منهم لله
همس بندم بتنهيدة طويلة:
– كله بسبب الزفت التحليل اللي طلبته…فتحوا عليا طاقة جهنم.. تعويض بمبالغ كبيرة…وكله بسبب المحامي اللي مقومينه… المحامي بتاعها شاطر أوي يا ماما .. مش زي اللي انا جايبه .. خسرني القضايا وفوق كل ده عايز مبلغ وقدره
تجهمت ملامحها بحزن:
– طب أهدى بس يا سامح يا حبيبي .. متقلقش هتتحل يابني
– أهدى ازاي يا امي … بقولك يا اما ادفع يا اتحبس
ده غير الهانم طالبة نفقة سنة مجمدة عن اخر سنة مرت.. ونفقة شهرية جديدة بكل مصاريف بنتها لا ومدخلاها
ليضيف بغيظ:
– ما هي برضو شغالة في شركة كبيرة … تلاقيها بتقبض أقل حاجة 10 آلاف ولا 12 ألف على مصاريف من ورث باباها أو معاشه واكيد امها وجدها بيساعدوها.. لكن انا هقدر على كل المصاريف دي ازاي !!
زفرت بحقد:
-نادي و حضانة بالشيء الفولاني لعيلة عندها 4 سنين !! ليه أن شاء الله… ما تقعدها في البيت.. بلاها تعليم اصلا
صاح سامح بحزن واعين دامعة :
– كل اللي بيحصلي ده عشان قولتلهم من حقي ارفع قضية رؤية اشوف بنتي… يارب انت عارف اني عبدك المظلوم يارب
صرخت أمه بخوف باكية:
– هاتلي حق ابني يارب…منهم لله
متزعلش نفسك يا قلب امك…
– المشكلة ان شغلي في مصر غير بره مصر والحادثة اللي عملتها دي خسرتني كتير اوي … كان فيه مبلغ كده فاضل في البنك هسحبه وممكن ابيع محل من المحلين اللي بأجرهم
شهقت ميادة بصدمة:
– هتبيع المحل؟ خسارة…دول بيدخلولك مبلغ كويس مع شغلك
– هعمل ايه بس مفيش حل غير كده
هتفت أمه بنبرة غامضة:
– لا فيه حل كمان
ميادة تبيع دهبها … انت كنت جايبلها شبكة كبيرة والدهب دلوقتي زاد
تجهمت ملامح ميادة بصدمة :
– نعم؟؟
لتهمس أمه بنبرة خبث:
– زي ما مراته الاولانية باعت دهبها عشان يسافر بيهم
_______
في شقة سميحة “شقيقة سامح”
دلفت إلى شقتها وهي تسأل زوجها باستغراب :
– مالك يا عبدالله ؟ العيال قالولي انك رجعت بدري من الشغل… خير في حاجة؟
– اتخانقت معاهم ومشيت
رفعت حاجبيها باستهجان:
– يووووه يا عبدالله … ازاي تعمل كده… ده احنا ما صدقنا ياخويا تلاقي شغلانة بعد ما اترفدت من الجامعة
كز على أسنانه:
– وانا اترفدت ليه ؟؟ لبسوني قضية تخليس ظلم… زي ما ظلمت كاميليا بالظبط… بعد ما كنت موظف في الجامعة ومالي مركزي… بقيت دلوقتي حتة واحد صغير شغال في مطعم بمسك شغلهم وطالع عيني وكل واحد فيهم يتنطط عليا
قلبت سميحة شفتها بامتعاض:
– يوووه يا عبدالله هو اللي هنعيده هنزيده؟ انت ايه مش بتنسى
هز رأسه قائلا بألم:
– لا مش بنسى…ولا هنسى…كل ما مدير المكان يفضل يزعق و يشتم ويتنطط عليا اقول تستاهل يا عبدالله…انت كان في ايدك نعمة كبيرة… تستاهل مستحمل قرف المدير واللي شغالين هناك عشان تعرف تفتح بيت…عشان تبقى راجل فاتح بيتك… طالع عيني عشانك انتي والولاد ومستحمل…
كل ما افتكر نظرات كاميليا ليا وهي بتقولي مش مسامحاك عشان متأكدة انك انت اللي اتدخلت والسبب…كل ما افتكر اللي عملناه فيها يا سميحة بكره نفسي وبستحقرها…انا مش قادر استحمل اللي انا فيه يا سميحة…
انا ندمت على اللي عملناه في كاميليا… ندمت ومش قادر استحمل اشيل الذنب ده كتير
اترفدت من شغلي بفضيحة قضية تخليس واستخراج بيانات طلبة خاصة…بس كانوا ظلم…زميلي عمل حركات غير قانونية ولبسهالي انا، ومعرفتش اشتغل بسببهم في أي مكان كويس طول الوقت ده…واتمرمطت بقالي سنة ونص متمرمط من شغل لشغل لحد ما لقيت شغلانة في مطعم…حتة كاشير ماسك الحسابات وكل ما زمايلي يقعوا في غلطة أو المدير يحب يطلع اي غلطة يخصملي…والاقي في اخر الشهر المرتب مش كبير.. بس كل ما يحصل كده اقول ده حق كاميليا…ذنبها…ذنب ظلمي ليها… ذنب كاميليا اللي روحت جبت لسامح ورق غياب وحضور يثبت أنها مكنتش بتروح الكلية لمدة أسبوع ! ده أنا حقير اوي..
اهتزت سميحة بارتباك:
– انت مظلمتهاش يا عبدالله…هو انت اللي روحت قولتله طلقها ولا اضربها ؟
صرخ بها بعنف :
– بس انا اللي اديته السبب…السبب اللي يدبحها به…اديته السبب القوي…وبسببك انتي…ياريتني ما سمعت كلامك
هزت رأسها تخبط على يديها بتعجب:
– ممكن كفاية بقى…كفاية كلام عن الموضوع ده… وعلى فكرة عادي يعني ربنا هيسامح
هز رأسه بنفي :
– الظلم ظلمات يوم القيامة، وكل شيء ربنا ممكن يغفره ويسامح فيه إلا حق العباد وبالذات الظلم والقهر…لحد ما العبد نفسه يسامح ويغفر…
عشان كده انا قررت اني اعمل اللي كان لازم يتعمل من زمان…
لينهض من مكانه قائلا بنبرة حاسمة:
-انا هقول لسامح كل حاجة عملناها والحقيقة كاملة
صرخت سميحة برعب:
– لاااا…لا يا عبدالله… اخويا لو عرف مش هيسامحني انا وامي…
هز رأسه بتصميم :
– انا مش عارف انام…مش عارف احط راسي على المخدة وانام كويس..من يوم ما حصلي الوقعة دي في شغلي وقربت من ربنا بعدها وعرفت أن كل ساق سيسقى بما سقى وان جرح القلوب والظلم مش سهل وربنا مش هيسامح فيه… وانا مش عارف انام كويس..وانا حياتي كلها بايظة
اختلست نظرة ساخرة له:
– ما انا بعرف انام عادي
صرخ بها بغضب :
– عشان لسه متوجعتيش…لسه دورك مجاش… انتي ازاي كده يا سميحة
– انت مكبر الموضوع اوي
تركها واتجه نحو الباب قائلا:
– انا خارج دلوقتي و رايح لاخوكي وهقوله كل حاجة حصلت
ركضت لتقف أمام الباب تمنعه قائلة بتهديد:
– لو خرجت يا عبدالله وروحت لاخويا تقوله… ترمي عليا يمين الطلاق قبلها…تطلقني الاول يا عبدالله
_______
في الڨيلا الجديدة لـ نديم وكاميليا
يقف بعض من الرجال والنساء يعملوا على إنهاء اخر الاشياء بالمنزل
– الستاير هتتركب النهاردة ونخلص شوية حاجات كده نهائية أخيراً كلها اسبوع ونتجوز
صاحت كاميليا بقوة بصوت عال :
– على فكرة احنا مش هينفع نكمل مع بعض
*******
تفتكره عبدالله هيخرج ويقول لسامح كل حاجة ولا هيخاف يخرب بيته؟
متوقعين سميحة هتتطلق ولا لا؟
تفتكره ميادة هتوافق تدي دهبها لسامح ولا لأ؟
متوقعين سامح هيدفع الفلوس ولا هيتحبس؟
متوقعين سامح هيدفع الفلوس دي كلها ازاي؟
تفتكره كاميليا فعلا مش هتكمل مع نديم أو ايه خلاها تقول كده ؟
____

google-playkhamsatmostaqltradent