رواية بانتظار العشق كاملة بقلم زينب محروس عبر مدونة دليل الروايات
رواية بانتظار العشق الفصل التاسع 9
وقعت عينيه على فاطمة التى تتحدث بود إلى شاب، شد على يده بغضب فبرزت عروقه بشدة.
تحرك صوبهما و هو لا ينوي الخير على الإطلاق، نطق بصوته الجهوري و بنبرة عصبية: فاطمة……
التفتت سريعًا إليه و ابتسمت، و لكن تلاشت تلك الابتسامة عندما أردف حسام بغضب يداري غيرته: واقفة هنا ليه؟ و مين ده؟
أردفت بتكشيرة و بعناد: و أنت مالك؟ أنا أقف فى المكان اللى يريحني و مع الشخص اللى أنا عايزاه.
اصطك حسام على أسنانه بغضب، ثم اطبق يده على معصمها و سار بها ساحبًا إياها، كاد ذلك الشاب أن يلحق بهما و هو ينادى فاطمة، لكن حسام كان مغيبًا عن صوته تمامًا فكل ما يشغل عقله هو وقوف فاطمة مع أحد غيره.
لفت فاطمة رأسها ناظرة إلى الشاب و قالت: ارجع أنت يا نادر، أنا عارفة الحيوان ده، مقلقش.
وصل بها حسام إلى مرآب السيارات الخاصة بشركته، أوقفها أمامه بعنف ثم نطق قائلًا: أسلوب كلامك معايا، لحد دلوقت أنا كنت ساكت عليه، لكن بعد كدا مش هسمحلك بده، فاهمة!
حدثته بعصبية: و الله أنا حرة فى أسلوبي، مش عاجبك شيل ده من ده يرتاح ده عن ده، و بعدين مكنش ينفع تتكلم معايا كدا قدام نادر.
حسام بتهكم: دا لما اكون كيس جوافة، ساعتها مش هحرجك قدام حد، لكن أنا حسام المنشاوي ألاقي خطيبتي واقفة مع واحد غريب و بتتكلم و تضحك فى نص الشارع و مش عايزاني أتكلم!
– و أنت مالك؟ بصفتك مين بتحاكمني؟
– بصفتي خطيبك و زوجك المستقبلي.
– اولًا أنت لسه مش خطيبي و إن شاء الله مش هتكون، ثانيًا مش من حقك تعاملني بالأسلوب الهمجي ده.
حسام بغيرة: خليكي صريحة و قولي بقى إن ده اللى مش عايزة تتجوزيني عشانه!
صمتت فاطمة بذهول، أهو الآن يتهمها أنها تكن المشاعر ل نادر؟ و أنهما يتواعدان؟…… رفعت إصبعها فى وجهه و قالت بنبرة تحذيرية: المرة دى أنا مش هعلق، لكن لو اتهمتني بحاجة زى كدا تاني فأنا و الله ما هسكت يا حسام يا منشاوي و هقل منك جامد.
أنزل إصبعها بيده قائلًا بتكشيرة: أنا مبتحذرش يا آنسة فاطمة يا محترمة! لكن أنا اللى بحذرك موقف النهاردة لو اتكرر تاني ع الأقل من هنا لحد ما مهمة يزن تتم هتشوفي وش مش هيعجبك و ساعتها هتلعني اليوم اللى شوفتيني فيه…… مش أنا اللى مراته تمشي على حل شعرها!
أدمعت عينيها بحزن و أردفت: أنا مش هسامحك على كلامك ده، أنت أثبت لى إن معايا حق فى رفضي ليك.
نزعت كفة يدها من يد و خطت خطوتين، ثم توقفت و قالت: و قبل ما أمشي، لازم تعرف إني مايشرفنيش أكون مراتك.
غادرت فاطمة المكان و بقى حسام موضعه، زفر بضيق و هو يأنب نفسه على تفوه به، فهو لم يكن ينوي أن تلك الكلمات اللعينة التافهة، بل كان يرغب فى إخبارها بأنه يمتلك مشاعر لها و أنه يريد الزواج بها ليس فقط لحمايتها، و إنما لأنه يريدها زوجةً له حتى يدركه الموت.
ذهب يزن مع والدته ليصطحبا منال، و يذهبوا سويًا للتسوق، فكان يزن يستند على سيارته و يتفقد هاتفه، عندما جاءت إليه مريم مسرعة، وقفت أمامه مع احتفاظها بمسافة مناسبة بينهما.
أردفت بمرح: ازيك يا يزن؟ عامل ايه؟ يارب تكون كويس، طب الحمدلله إنك بخير.
ضحك يزن بخفة لتظهر غمازتيه، و أردف مشاكسًا: أعتقد كدا أنا مش محتاج اتكلم! أنتى سألتي و رديتي على نفسك.
مريم بابتسامة: لاء ما أنت كمان المفروض تسألني عن أخبارى.
هم يزن ليتحدث لكنها منعته قائلة: أنا يا سيدي الحمدلله بخير، و كويسة.
حدق بها يزن لوهلة، ثم قال: انتى مستعجلة؟ وراكي مشوار؟
– لاء، دا أنا خارجة اسلم عليك و نتكلم شوية.
– نتكلم و لا تتكلمي؟!
ضحكت مريم عندما فهمت مقصده و قالت: جاية اتكلم معاك بصراحة، بس قولت اشوفك افوش زي الواد حسام و لا لاء.
– و طلعت افوش؟
– لاء الحمدلله، طلعت متقبل الكلام
– أممممممم
– ألا قولي يا زونة
– و اقولك يا زونة ليه؟ مش اسمك مريم.
ضحكت مريم و قالت: لاء دا انت بتقلش كمان، لاء دا أنت شكلك فرفوش مش زى اخويا الإتم.
يزن: ما عشان أنا مش إتم فأنا مش هقوله إنك قولتي عليه إتم و إنه واد.
مريم: تًشكر يا زوق و الله، المهم قولي بقى، لما قابلتك فى المطعم من كام يوم…… فاكر اليوم ده الأول؟
أماء يزن برأسه، ف تابعت مريم: فى اليوم ده لم خبط فيك بالغلط فى سلسلة وقعت مني، فقولت أسألك ممكن تكون شوفتها بعد ما أنا مشيت.
صمت يزن لوهلة و كأنه يحاول التذكر، ثم قال: لاء، ملفتش نظرى حاجة زى كدا.
مريم بحزن: متأكد.
يزن بجدية: أكيد لو كنت شوفتها كنت افتكرت، بس أنا مشيت بعدك علطول…….. شكلها مهمة بالنسبة ليكي.
مريم بأسى: بصراحة، ايوه….. دى هدية غالية عليّ، أمجد كان موصي عليها مخصوص عشان، حتى شكلها كنت أنا اللى راسماه……
يزن بتلقائية: طالما عارفة شكلها اعملي واحدة غيرها.
– أنا ممكن أعمل غيرها اكتسى و يكونوا أحسن منها، بس و لا واحدى هتكون ليها قيمة زى اللى ضاعت.
اجتازت الغيرة مشاعر يزن الذي شعر بالضيق، فقد أعتقد أنها تحب أمجد لذا شعرت بالحزن على ضياع هديته.
فى الآونة الأخيرة كان عقل فاطمة لا يشغله سوى ارتباطها ب حسام، أكثر من مرة حاولت أن تُفاتح الموضع مع عائلتها و تخبرهم برفضها، لكنها تتراجع فى اللحظة الأخيرة خوفًا من أن تحزنهم رغبتها فى الانفصال عنه قبل أن ترتبط به حتى.
و أخيرًا جاء اليوم الموعد، اليوم اللى من المفترض أن تُكتب فيه فاطمة على اسم حسام، لكن فاطمة بمرور الوقت كانت تزداد رغبتها فى إفساد خطة الزواج، و أخيراً قررت أن تتحدث و لا تأتي على نفسها أكثر من ذلك.
ذهبت فاطمة إلى والدها الذي كان يجلس فى حجرة الجلوس و يتحدث فى الهاتف مع بعض أصدقائه المقربين ، الذين لن يقدروا على حضور الحفل.
انتظرت حتى انهي وليد مكالمته، ثم اقتربت منه بتوتر و قالت: بابا، ممكن اتكلم معاك شوية؟
ابتسم لها وليد بحب وقال بحنو و هو يمسح على رأسها: حبيبة قلب بابا تتكلم فى الوقت اللى عايزاه… كلى آذان صاغية لبرنسيس فاطمة.
رؤية والدها بتلك السعادة، جعلتها تتردد مرة آخرى، و لكن حسمت أمرها و قالت: أنا…… أنا…. أنا مش عايزة اتجوز حسام.
صدم والدها من كلماتها و قبل أن ينطق سبقته والدتها التى ظهرت خلف فاطمة وقالت بتهكم: انتى بتهزي يا فاطمة؟!……. دا جواز مش لعب عيال…… و بعدين النهاردة كتب الكتاب.
أدمعت عيني فاطمة و قالت بحزن: أنا عارفة إن غلط اقول الكلام ده النهاردة، بس أنا حاولت كتير أجي على نفسي عشان متزعلوش، بس مقدرتش أظلم نفسي أكتر من كدا يا بابا و الله.
زفر وليد بحزن على صغيرته، فحاوط كتفها و ابتسم لها بحنو ليطمئنها، و نظر إلى زوجته قائلاً: أنا هتكلم مع فاطمة يا ريهام، انتى روحي كملي اللى كنتي بتعمليه.
جلس وليد بمحاذاة ابنته، و قال بهدوء: ممكن أعرف سبب رفضك ده ايه؟ أو خليني أقول غيرتي رأيك ليه؟
أزالت فاطمة دموعها و قالت: أنا من الأول يا بابا و أنا رافضة، بس مكنتش قادرة اقول لاء.
وليد بهدوء: انتى مش بتثقي فيا.
– لاء واثقة فيك.
– واثقة في يزن؟
– ايوه
– طب ممكن عشان خاطرى، تكملي الجوازة دى؟
فاطمة: يا بابا ربنا هو اللى بيحمي الجميع، لو مكتوبلي حاجة وحشة ف و الله لو جبتوا مين يحميني ف سيقضى الأمر.
وليد: و نعم بالله يا فاطمة، ربنا قادر يحميكي من كل حاجة و دا أمر مفهوش شك، لكن بردو لازم ناخد بالأسباب.
– بس يا بابا
وليد بحزم: من غير بس يا فاطمة، الجوازة دى لازم تتم يا بنتي و لمصلحتك.
لم تقوى فاطمة على مجادلة ولادها أو الاعتراض أكثر من ذلك، بكل كان رد فعلها أنها انسحبت من حجرة الجلوس بهدوء، و دون أن تنطق بحرف آخر.
دخلت إلى غرفتها بعدما أغلقت الباب خلفها، فكانت تبكي بشدة و حسرة على حظها العاثر، ف الرجل الوحيد الذى أغرمت له لا يبادلها المشاعر نفسها، بالإضافة إلى كونه شخصية سيئة و إلى الآن لم ترى منه موقفًا واحدًا يحثها على الزواج به، كما أن كلًا منهما لا يثق بالآخر.
أزالت دموعها بثبات و همست لنفسها: من النهاردة مش هبقى جبانة، مش هسمح لأى حاجة بتزعلني أو تأذي مشاعرى إنها تكون موجودة فى حياتي، حتى لو كانت دى أكتر حاجة بحبها.
حسمت أمرها و أخذت الهاتف لتجرى مكالمة طارئة.
بعد ساعة كانت فاطمة تقف أمام مقر إحدى شركات سعد الدمنهوري، و بجانبها مريم و ذلك الشاب نادر الذى أردف باستغراب: ممكن أعرف عروسة يوم كتب كتابها جايباني على ملى وشي، عشان تشوف سعد الدمنهوري ليه؟؟
نظرت فاطمة إلى نادر و مريم و قالت بجدية: عشان سعد الوحيد اللى هيقدر يمنع جوازى من حسام.
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية بانتظار العشق ) اسم الرواية