رواية اجنبية بقبضة صعيدي الفصل التاسع 9 - بقلم نور زيزو

الصفحة الرئيسية

 رواية اجنبية بقبضة صعيدي كاملة بقلم نور زيزو عبر مدونة دليل الروايات 


 رواية اجنبية بقبضة صعيدي الفصل التاسع 9

  
أستعدت “هيام” لمغاردة جامعتها بعد يوم طويل وبعد أن ودعت أصدقاء، سارت نحو بوابة الجامعة ليستوقفها صوت “أدهم” وهو يقول:-
-هُيام
ألتفت حيث الصوت لتُدهش عندما رأته يسير نحوها مُرتديًا بنطلون أسود وقميص أبيض اللون ويرفع شعره البني للأعلي وعينيه البنيتين تحدقان بها ولحيته الخفيفة، تنحنحت بحرج ورسالة “حلا” لا تغادر عقلها نهائيًا لتقول:-
-نعم
وقف أمامها بحرج وبعد أن جمع شجاعته فى إيقافها لا يعلم ماذا يقول الآن فقالت “هيام” بضيق شديد من صمته:-
-أفندم!! عايزة أروح
تنحنح بحرج ثم نظر إليها وهو يقول:-
-بدأتي فى البحث؟
رفعت حاجبها إليه بضيق شديد ثم قالت:-
-حضرتك عندك شك أنى هعرف أعمله

هز رأسه بالنفي وهو يقول:-
-لا طبعًا أنتِ ذكية ومجتهدة وهتجدري عليه
نظرت للجهة الأخرى بأغتياظ من فشلها فهى لم تبدأ به بعد بسبب صعوبته حقًا لتقول:-
-ذكية أنا هاين عليا أضربك بوكس وأنت واجف دلوجت
سمع تمتمتها ليبتسم بلطف عليها ثم قال وهو يمد يده إليها بورقة وقال:-
-دا رقم الواتس بتاعي وصفحتى لو أحتجتي مساعدة جوليلى أنا هساعدك بما أنك لوحدك معندكيش فريج
نظرت للورقة بأستهزاز ثم قالت بغيظ وهى تضم الكتب نحو صدرها بذراعيها:-
-والله لو أحتجت مساعدة حضرتك هتكون أخر واحد أطلبها منه، حتى لو لوحدي عندي اللى يساعدنى مش محتاجة حاجة من حد
وضع الورقة فى الكتاب الذي تحمله ببسمة خافتة وقال:-
-أوعاكي تنسي تحذيري ليكي لأنك حتى الآن خسرتي درجتين فى البحث
كزت على أسنانها بضيق شديد من خسرتها للدرجات وقالت بأنفعال شديد:-
-دا ظلم، أنت ظالم ومش من حجك أبدًا تجولي أكلم مين ومكلميش مين ولاحظ يا دكتور أنك بتتخطي حدودك كمعيد ليا
أخذ خطوة نحوها وهو يحدق بعينيها البنية الداكنة وغرة شعرها التى تظهر من حجابها ثم قال:-
-أنا ظالم، أياك يا هُيام تكرريها
لم تتمالك أعصابها ثم قالت بأختناق:-
-ظلم بظلم بجى
أنهت كلمتها وضربت قدمه بقدميها ثم رحلت من أمامه غاضبة ليبتسم على شراستها ثم ذهب نحو سيارته سعيدًا وهو يقول بلطف:-
-هتتصل !!
كان يتواعد بأنها يتتصل به وتطلب المساعدة منه على عكسها عندما صعدت لسيارة الأجرة وتقول بضيق:-
-مستحيل!!
____________________________
كان “عاصم” يقود سيارته على الطريق بسرعة جنونية حتى انه حصل على مخالفة مرورية لكنه لم يبالي لهذا الأمر بل كان غاضبًا من مخالفتها لأمرها وهى تعلم جيدًا أن هناك من يترصد لها، رن هاتفه وكان “أمير” هذا الشاب الذي وضعه فى الجامعة كطالبًا لمراقبتها ليخبره بأن “حلا” رحلت ولم تدخل السينما مع اصدقائها وهذا الجيد لكن السيء بأنها صعدت لسيارة أجرة وحدها، تحدث “عاصم” بجدية صارمة:-
-خليكي وراها وأوعي تهملها لحالها أو تغيب عن نظرك
أومأ “أمير” له بنعم وقال بطاعة:-
-متجلجش أنا بعت قادر وراها بالعربية ومهتغبيش عن نظره نهائي جنابك
اغلق معه وكان يحاول الاتصال بـ”قادر” بهدوء وكل طاقته الأنفعالية الآن فقط لكونها خالفت امره وتحدته هكذا، لكن قبل أن يتصل جاءه اتصال من رقم مجهول فأجاب عليه:-
-الو
اتاه صوت “ليام” يقول بسخرية شديد:-
-حتى لو كنت الكبير أنت ما بتقدر تقف قصادي أو تاخد حاجة هى فى الأصل ملكي
تعجب “عاصم” من نبرته وكلماته ليسأل بفضول:-
-مين معايا؟
قهقه “ليام” ضاحكًا بسخرية حادة وقال:-
-أنا اللى علم علي الكبير مرتين، مرة لما دخلت دارك ودلوقت التانية لما خدت مراتك منك
أتسعت عينيه على مصراعيها بصدمة حادة ألجمته وجعلت لا يشعر بشيء حوله حتى انه لا يشعر بسرعة سيارته التى ازداد من ضغطه أكثر على البنزين وما زال “ليام” يتحدث ببرود الذي يزيد من جنون “عاصم” قائلًا:-
-نص ساعة وأقل وتكون مراتك قصادي وبعدها ما هتلاقيها فى مصر كلها
القي “عاصم” الهاتف بقوة على المقعد المجاور وكان يشعر بإهانة كبيرة الحقت بيه للتو بسبب هذا الرجل، اتصل بـ “قادر” فأجابه بهدوء:-
-انا وراها اهو يا جناب البيه بس هى رايحة في مكان تاني غير البيت
صرخ “عاصم” بأنفعال شديد وهو يري سيارة “قادر” على الطريق المعاكس أمامه:-
-وجف العربية دلوجت حالًا
دهس “عاصم” على البنزين أكثر ولم يبالي بكون “حلا” داخل هذه السيارة وبقدر الغضب الموجود بداخلها اصطدم بالسيارة من الأمام ليهمشها تمامًا، نزع وشاحه عن عنقه بخنق شديد ثم ترجل منها بتنهيدة قوية مُعبأة بالكثير من الغضب، فتح باب السيارة الخلفي وكانت “حلا” فاقدة للوعي أمامه، تطلع بالسائق و”قادر”يضع يده على عنقه ليقول بهدوء:-
-دا مت
لم يبالي “عاصم” كثيرًا أو يندهش بل حمل زوجته وأخرجها من السيارة ليجلس بها على الأرض وتتطلع بوجهها الشاحب ثم قال:-
-حلا… فتحي عينيك
لم تستجيب له فحملها على ذراعيه بأرتياح شديد وعاد بها إلي سيارته وصعد تاركًا “قادر” مع هذه الجثة، رفع خصلات شعرها عن وجهها بسبابته ليقول:-
-جولتلك متغبيش عن نظري
أنطلق بسيارته عائدًا للمنزل وهو يفكر بـ “ليام” وأى عقاب سيلحقه به على تجاوزه للحدود معه، اخذ يدها بين راحة يده اليمني أثناء قيادته مُطمئنًا بوجودها، كانت يدها باردة كالثلج بسبب تخديرها، ينظر للطريق تارة وإليها تارة ربما تستعيد وعيها لكن هذا المخدر كان قويًا، رفع يده المُمسكة بيدها إلي صدره، أراد أن يشعر بها ليهدأ من روعته ويطرد أفكاره الخبيثة فى الأنتقام من هذا الرجل، وصل للمنزل فترجل من السيارة وفتح باب السيارة ليخرج فسمع صوتها تُتمتم بخفوت:-
-عاصم
رفع يده إلى وجنتها بلطف ويربت عليها مُحدثها:-
-أنا هنا؟
أدارت رأسها للجهة الأخري حيث صوته الدافئ رغم قوته، فتحت عينيها بتعب شديد لترى صورته مشوشة فظلت تحدق به حتى وضحت رؤيتها ورأته بوضوح أمامها لتبتسم بأشراق وكأن لم يحدث شيء لها فقالت بنبرة دافئة:-
-كنت عارفة أنك مش هتسيبني
مسح على رأسها بطمأنينة وبسمتها تسللت إلى قلبه تهدأ من روعته وغضبه ثم قال:-
-مهسيبكيش يا حلا
رفعت ذراعيها الأثنين إلي الأمام ليحملها، تنحنح بحرج ثم رفعها على ذراعيه برحب شديد فوحدها من يرحب بقربها منه بهذا القدر، ضمها إليه وهو يشعر بأنفاسها تضرب عنقه وتلف ذراعيها حول أكتافه ثم صعد بها، رأته “مُفيدة” و “تحية” وهو يدخل بها المنزل حاملًا إياها لتقول:-
-دلع بنات
صعد بها للدرج مُتجاهلًا كلمة “مُفيدة” رغم سمعه الجيد لها، تمتمت “حلا” بعبوس شديد:-
-سمعتها صح؟
أومأ إليها بنعم ثم قال بخفوت وهو يصل أمام باب الغرفة قائلًا:-
-أدلعي كيف ما تحبي يا ستي حد منعك
تبسمت بلطف إليه، أنزلها بفراشها وهو يقرص أذنها بقوة قائلًا:-
-أدلعي كيف ما تحبي لكن إياكِ يا حلا تكسري كلامي مرة تانية، ولا تغيبي عن نظرى فاهمة
تالمت من يده وهى تؤمأ إليه بنعم ثم قالت:-
-حاضر والله، أنا لفت ورجعت عشان خايفة تضربني تاني
ترك أذنها بعد أن سمع كلمتها وخوفها من عنفه الشديد لينظر إليها صامتًا ثم قال بجدية:-
-مكنتش هضربك على فكرة، أنا كنت هحرمك من الجامعة كيف ما أنا اللى وديتك ليها
أتسعت عينيها على مصراعيها بصدمة ألجمتها ثم تشبثت بذراعه وهى تجلس على الفراش بخوف من فقد مستقبلها التعليمي وقالت بترجي:-
-لا والله ما هكررها يا عاصم، إذا كررتها أحبسنى هنا بس سماح المرة دى
أومأ إليها بنعم ثم قال بلطف:-
-ماشي، أرتاحي دلوجت
وقف من مكانه وسار للخارج لتستوقفه “حلا” بنبرة خافتة:-
-أنا كنت خايفة متلاقنيش
ألتف “عاصم” إليها وهو يهندم عباءته ثم رفع نبوته بيده وأشار به نحوها ثم قال بجدية:-
-طول ما أنتِ تحت نظري متخافيش من حاجة واصل يا حلا، أنا مههملكش لغيري مهما حصل
تبسمت إليه ليغادر وقلبها ينبض بجنون كأى طفلة صغيرة لم تصل لسن الراشد كاملًا ولم تنضج، ما زال بداخلها جزءًا كفتاة مراهقة يغلبها الهوي بسرعة البرق، حنيته تأسرها ووسامته تجذبها إليها بل هذا الرجل بوحشتيه وحنيته تمامًا كالشيء ونقيضه يجعلها تصبو إليه ركضًا، وضعت يدها على قلبها النابض بجنون إليه وقالت:-
-أهدأ أنا رهنت أنه يحبنى بس شكلي أنا اللى هحبه
فتح باب الغرفة ودلفت “فريدة” مع الفتيات بسرعة ليطمنوا عليها بعد أن رأوا “عاصم” يحملها فى طريقه للغرفة فجلست بحماس تقصي لهن ما حدث وكما “عاصم” مُختلفًا تمامًا معها عما يعرفوه….
_________________________________
بالأسفل، فتح “عاصم” خزانته وأمر “حمدي” بجمع رجاله ليداهم منزل “ليام” ليجعله يرى من هو “عاصم الشرقاوي” وكيف يرد الجميل الذي فعله مع زوجته، رأى “مازن” الرجال يجتمعون فى البهو بالأسلحة ليفزع ودلف للداخل وصُدم عندما أخبره “عاصم” بما حدث وخرج من غرفة المكتب حاملًا بيده سلاحه الألي، هرع “عاصم” خلفه وهو يقول:-
-وقف يا عاصم، أنت ناوي علي أيه
صاح “عاصم” بغضب سافر قائلًا:-
-هتشوف مش أنت بس لا دا البلد كلتها هتعرف زين مين هو عاصم من جديد وكيف بيرد الدين
أسرع “مازن” خلفه ليمسكه من ذراعه بقوة ويقول:-
-أهدي طيب وخلينا نفكر مش معجول دايمًا عصبيتك سابجاك
نزلت “سارة” من الأعلي لتحضر العصير لهم ولكن ذعرت عندما رأت “عاصم” يحمل سلاحه فتوقفت على الردج تراقب ما يحدث، صاح “عاصم” بغضب سافر ونبرة مُرعبة:-
-أنا راجل متخلف ودايمًا دراعي سابج عجلي، بعد بعجلك أنت بجى عن طريجي، ومتدخلش حالك فى النار دى ولا فى الدم اللى هيحصل، أنتِ مش جوزتني حلا عشان جبان كيفك مهيجدرش يحميها، هملنى أحميها بطريجتي لأنها مرتي
ركضت “سارة” مسرعة على الدرج للأعلي بذعر بعد ان سمعت حديثهما حتى وصلت إلى غرفة “حلا”، دلفت وهى تصرخ بهلع شديد:-
-عاصم جن على الأخر دا وأخد الرشاش بتاعه ومُصر يولع فى البلد كلتها عشانك يا حلا
نظرت “حلا” بخوف شديد إلى أخواتها ولم تفهم بداخله طيب أم وحش بحق…
بالأسفل كان” مازن”يحاول تهدأته أو السيطرة عليه فمسكه من ذراعه بقوة وهو يقف أمامه:-
-ما تهدأ يا عم بجى وخلينا نفكر زين وأسمع مرة واحدة من جبان زي
لم يسمع “عاصم” إليه وبداخله نار يجب أن يخمدها ولن تخمده إلا بقتله لهذا الرجل أمام الجميع، أخبرته بأنها خائفة ولن يتركها تخف وتعيش بخوفها الكبير بسبب هذا الرجل ووجوده هنا، لم يفهم “مازن” أن سبب غضبه ومن أشعل نيرانه هى “حلا” بكلمتها الأخيرة حين أخبرته بخوفها، كلما تخيل كم كانت خائفة وهذا الرجل يأخذها ويخدرها يزداد غضبه، تحدث “عاصم” بأنفعال شديد قائلًا:-
-بعد عن طريجى يا مازن
تشبث “مازن” به بقوة أكبر وهو يقول:-
-هتستفاد أيه لما تلم رجالك دول وتروح عنده
قال وهو يدفع “مازن” بقوة ليسقط أرضًا:-
-بعد عني، هولع فيه هو ورجالته حتى لو حكم الأمر بأن أحرج الصعيد كلته هعملها
أتسعت عيني “مازن” من الصدمة ولأول مرة يرى “عاصم” بهذا الغضب والانفعال، وتساءل ماذا حدث به ليصبح كالثور الهائج هكذا ويُصر على قتل هذا الرجل الليلة حتى دون أن يفكر، عندما يعاقب أحد كان كالجبل الجليدى لا يشعر بأى شيء أم الآن فهو يثور بجنون، تساءل عقله ماذا فعلت “حلا” له حتى يصبح هكذا لأجلها، سار “عاصم” نحو الباب حاملًا بيده سلاحه الألي وقبل أن يخطو خارجًا أستوقفه صوت “حلا” تناديه بنبرة دافئة:-
-عاصم
توقفت قدميه عند الحركة عندما سمع صوتها، ألتف إليها بضيق ليراها تقف على الدرج وتتكيء بذراعيها على الداربزين، تحدث بنبرة خافتة:-
-أطلعي على فوج
أكملت نزولها وهو يراقبها بنظره حتى وصلت أمامه تحدق بعينيه، نظر إلى عينيها الخضراء وبرائتها حينما قالت:-
-أنت رايح فين؟
لم يستطيع أخبارها بأنه ذاهب لقتل ذلك الرجل فتنتفض ذعرًا منه، فأختار ألتزام الصمت وعيني “مازن” تراقبه جيدًا فلم يصمت “عاصم” نهائيًا أو يهدأ بينما كان هو يُحدثه والآن كأنه أصبح شخص أخر، لم يجيب عليها فتشبث به بتعب شديد وهى تقول:-
-أنت جولت مش هتسيبني صح
أومأ إليها بنعم ثم ربت على كتفها بلطف وقال:-
-أطلعي لفوجي وأنا مهتأخرش
نظرت إلى يده ليخفي السلاح خلف ظهره وكأن يخشي أن تراه هكذا وتخف منه، إذا أرتعبت منه كيف سيضمها ليلًا بين ذراعيه فهى لم تعد تنم بأرتياح سوى بين ذراعيه، تمتمت بنبرة هادئة:-
-متروحش
نظر إليها لتدمع عينيها خوفًا مما سيفعله وخصيصًا بعد ان رأت رجاله من الشرفة أمام المنزل، تحدث بخوف مُعارضة قساوته:-
-متخرجش يا عاصم، خليك هنا معايا
ظل “مازن” يحدق بيهما بضيق شديد فلن يتراجع “عاصم” عن قراره، وقف ينفض ملابسه بضيق بعد أن أسقطه “عاصم” أرضًا لكنه صُدم عندما دلف “حمدي” يقول:-
-الرجالة جاهز يا جناب البيه
أجابه “عاصم” وهو يرفع يده يجفف دموعها بلطف قائلًا:-
-مشيهم يا حمدي
أتسعت عينى “مازن” على مصراعيها بصدمة ألجمته ولا يُصدق “عاصم” وهو تراجع عن قراره وأعطي السلاح لـ “حمدي” من خلف ظهره حتى لا تراه “حلا” كأنه يحمي عينيه من رؤية العنف، أدرك “مازن” حينها بأن “حلا” على وشك أن تغير ما لا يستطيع أحد تغيره، بل تسللت داخله دون أن يُدرك ذلك، هذه الفتاة البريئة التى جاءت لبيتهم منبوذة من الجميع ولم يرغب أحد بسكنها معهم أصبحت تسكن داخله بعد أن رحب هو بها على عكس جميع سُكان المنزل…..
___________________________________
نظر “ليام” إلى جثة مساعده وهو يتواعد بالأنتقام من “عاصم” وحلا” فعاد للمنزل بعد دفنه للجثة فرأى مساعدته تركض نحوه بالهاتف وتقول:-
-تليفونها أتفتح
نظر “ليا” إلى الهاتف بحماس شديد ليرى رسالته وصلت إلى والدة حلا ورغم تهديده لها بالقتل إلا أنها لم تهتم كثيرًا لكن كون الرسالة وصلت إلى الهاتف هذا يعنى بأن هذه المرأة الخبيثة علمت بأنه هنا فى الصعيد ويهدد حياة ابنتها، تبسم بخفوت ثم قال:-
-أبعتي ليها صورة حلا اللى بعتها المرحوم قبل ما يموت، هى مستحيل تعرف أن عاصم انقذها منناولما تتواصل معاكي عرفيني
أومأت الفتاة له بنعم بحماس شديد وأرسلت الرسالة لها…
__________________________
أرسلت “حلا” رسالة إلى والدتها من هاتفها الجديد الذي أشتراه “عاصم” لها بعد الحادثة لكن هذه المرة كانت غير المرات السابقة فوصلت الرسالة لها لتنظر “حلا” إلى الهاتف بحماس شديد وأتصلت بوالدتها لكن لا جدوي من المحاولة فلن تتلقي جوابًا نهائيًا منها كأنها أنتظرت هذه اللحظة التى تتخلص منها نهائيًا وتقطع صلتها بها..
قليلًا ووصلت رسالة على الهاتف لتفتحها “حلا” وكانت من والدتها تحتوى على مباركتها للزواج من “عاصم” أتسعت عيني “حلا” على مصراعيها بصدمة ألجمتها ثم أرسلت لها قائلة:-
-كيف تخليتي عنى يا أمي؟
أتسعت عيني “حلا” على مصراعيها وهى تقرأ الرسالة التى وصلت من والدتها الآن فسقطت أرضًا بمنتصف الغرفة من الصدمة وجهشت باكية وهى تلقي الهاتف من يدها وعينيها لا تفارق رد والدتها فى شاشة هاتفها الذي يحتوي
-If you want to come back to me, get a lot of money from Asim and run away from him
(إذا كنت تريد العودة إلي، أحصلي على الكثير من المال من عاصم وأهربي منه)
لم تتعلم والدتها من السابق فما زالت تريد أن تجمع المال عن طريقها، لا تهتم بحياة ابنتها سوى كانت حياة او ميتة بل كل ما تهتم لأمره هو المال، ظلت تبكي بأنهيار شديد، طلبت زجاجتين من الخمر وعندما وصلوا أخبأت فى المطبخ وحدها وظلت تشرب الكثير ربما تنسي قساوة والدتها معها وهجرها لها، أرسلت رسالة لها وهى ثملة تقول:-
-أنا لا أريدك يا أمى، فقط أكرهك لا أريد العودة إليكي سأظل هنا مع عاصم وسأخبر الجميع بأنى لا أملك أم تتاجر بي لمين يدفع أكثر
عقلها لا يستوعب قساوة أمها، إذا جاء رجل يدفع لها أكثر ستقدمها له كأنها دمية حصلت عليه من أحد المراكز التجارية، كانت تتألم من الداخل وقلبه مفطورًا بسبب هذه المرأة التى جعلها القدر أمًا لها ….
ولج “عاصم” للغرفة مساءًا مُنهكًا من العمل وكانت غرفته فارغة لم يجد لها أثرًا بها، بدل ملابسه سريعًا وأرتدي بنطلون رمادي وتي شيرت أسود اللون وخرج من المرحاض، ألتقط هاتفه وهو يرى الساعة واحدة بعد منتصف الليل، تنهد بضيق من هذه الفتاة وأين ذهبت بهذا الوقت المُتأخر وخرج يبحث عنها فى المنزل ولم يجد لها أثر فعاد للصعود على الدرج لكنه توقف عندما سمع همس فى المطبخ، ترجل مُجددًا ودلف للمطبخ فأندهش عندما رأها على الأرض بالمطبخ وبجوارها زجاجة من الخمر وكأس فى يدها و”هيام” تحاول إيقاظها لتعود إلي وعيها قائلة:-
-فوجي يا حلا، يخربيتك عاصم لو عرف……
توقفت عن الحديث عندما سمعت صوته وهو يتنحنح بخفوت وعندما ألتفت ورأته هرعت مُسرعة للأعلي تاركة “حلا” خلفها، سار “عاصم” نحوها بخطوات ثابتة ولا يصدق ما يراه وأن زوجته ثملة وفى حالة سُكر، جثو على ركبتيه ومسك الزجاجة ليجدها فارغة فقال بأختناق:-
-أيه اللى عملتي دا؟
رغم سُكرها إلا أنها تميز صوته جيدًا، فتحت عينيها بتعب شديد ورمقته بعيني شبه مغلقتين لتقول:-
-أجي زوجي…
تتطلع بها بعد أن شربت هذا الكم من الخمر وجالسة على أرضية المطبخ الباردة بملابسها هذه مُرتدية شورت جينز قصير يظهر أقدامها النحيفة عارية وتي شيرت بنصف كم والكتف الأيسر عاري وقصير يظهر نحافة خصرها، أخذ الكأس من يدها لتتذمر عليه وهى تقول:-

-أتركه
جذبه بالقوة من يدها وهو يقول:-
-أسكتي يا حلا وجومي
أغمضت عينيها بتعب وتتكأ بظهرها على الحائط، تنهد “عاصم” بخفوت على هذه المتمردة العنيدة ثم ألقي الكأس بعيدًا وحملها على ذراعيه لتفتح عينيها بتعب شديد ورأسها تستكين فوق صدره، صعد بها الدرج صامتًا دون أن ينظر إليها لكنه شعر بيدها تلمس وجنته وتداعب لحيته بدلال فنظر إليها صامتًا لتقول:-
-وحشي القاسي، على طول بتعصب عليا
نظر إليها ويدها تحتضن وجنته بلطف ثم قال:-
-ولسه هتعصب لما تفوجي من الجرف اللى أنتِ فيه
تبسمت إليه بعفوية وهى لا تشعر بشيء وما سيفعله عندما تعود لرشدها، وصلت إلى أمام الغرفة بينما هو يفتح الباب شعر بيدها تستكين على صدره وقالت بهمس:-
-ليه ما عندك قلب، بس لو تحبنى يا عاصم
أندهش من كلماتها ودلف إلى الغرفة وهو يحدق بها ثم سمعها تُتمتم بخفوت شديد:-
-قالولي يا بختك عندك راجل يحميكي ويخاف عليكي
أنزلها بالفراش بلطف شديد لتظل يديها مُتشابكة حول عنقه بقوة حتى لا يرحل بعيد عنها فتقابلت أعينهم فى صمت لكنها تابعت حديثها قائلة:-
-حبنى يا عاصم
لم يفهم كلماتها وهى تتحدث عن الحُب والهوي، حاول أفلات يدها بضيق من كلماتها، لا يعرف معنى الحب أو كيف يسلك طريقه وهى تطلب منه هذا الشيء الذي سيجعله أحمقًا وغبيًا، لم تفلت يديها بل جذبته نحوها أكثر لتسرق منه قبلة ناعمة، صُدم من فعلتها ورائحة الخمر تفوح منها، أبعدها غاضبًا عنه ثم أخذها من يدها بقوة وهو يقول:-
-أنا هفوجك يا حلا
أخذها للمرحاض وهى تهتز بقوة ليرفعها من خصرها ويضعها فى حوض الأستحمام الملأ بالمياه الباردة وفتح صنوبر الماء فوق رأسها، تذمرت من برودة المياه وهى تقول:-
-عاصم
انحني قليلًا لمستواها وهو يقول بتحذير:-
-فوجي يا حلا جبل ما صبري ينفد عليكي
تطلعت بعينيه الرمادتين بهيام وكأنها لا تبالي بما يفعل وغضبه لتمسك تي شيرته من الصدر وتجذبه نحوها بسعادة وتقبله به، أتسعت عينيه على مصراعيها وهو يتذوق هاتان الكرزتين رغمًا عنه، ظل مُتجمدًا وهو يشعر بيديها تتسلل إلى عنقه بدلال، أيقن بهذه اللحظة أن هذه الفتاة ستدمر حياته الهادئة ولم تكتفي بأفتعال المشاكل بل تنوي على أكثر من ذلك معه….
وضعها بالفراش برفق شديد بعد أن ساعدها فى تبديل ملابسها المبللة ووضع الغطاء على الفراش ثم جلس على حافة الفراش وهو يحمل هاتفها فى يده ويرى رسائل والدتها ليدرك سبب حزنها ولؤجها للخمر، والدتها التى خذلتها مجددًا تمامًا ككل مرة لم تتغير نهائيًا، نظر إلى ردها وهى تقطع علاقتها بوالدتها بعد أن طلبت منها أخذ المال منه لكنها فضلت البقاء معه على سرقته والذهاب إلى والدتها لينظر إلى وجهها وهى نائمة وأقترب ينام جوارها وهذا المرة هو من ضمها إليه يطوقها بذراعيها الأثنين بأحكام حتى لا تهرب منه رغم علمه بأنها لن تهرب بعيدًا عنه وأخذ يدها اليسري التى تحمل بها خاتم زواجهم وتشابكت أصبعه اليسري معها ليظل ينظر إلى خواتم زواجهما ويديهما مُتشابكة بإعجاب ودفء ثم همس بأذنيها وهو مُدركًا بأنها لن تسمع كلماته:-
-والله لأخبكي جوايا يا حلوتي الصغيرة
أغمض عينيه بأرتياح شديد وهو يستشنق عبيرها ورائحتها التى تشبه الياسمين، وجنته تداعب وجنتها بلطف شديد حتى غاص فى نوم هنيًا وهى بين ذراعيه…..
_____________________________
نزلت “فريدة” صباحًا للأسفل لتُصدم عندما سمعت “مُفيدة” تقول بحماس شديد:-
-همي أمال يا هُيام هنتأخر على عروسة أخوكي
توقفت قدميها عن الحركة لتراها “مُفيدة” فتبسمت بسخرية شديدة وهى تقول:-
-ما تهمي أمال يا هيام دا انا ما صدقت أن أخوكي وافج على العروسة اللى أنا أخترتها له
لم تستوعب كلماتها وهل حقًا ذهب “مازن” لأخرى وقد تخلي عنها نهائيًا …….

google-playkhamsatmostaqltradent