رواية مجهول الهوية كاملة بقلم اسماعيل موسي عبر مدونة الروايات
رواية مجهول الهوية الفصل الخامس 5
العالم شاسع جدآ، إذآ كنت لا تستطيع أن تفهم نفسك فكيف بأعتقادك تسطيع ان تفهم ما يحدث حولك.
نزلنا الدرب الجبلي، كنت أشعر بقشعريره وان الأمور لن تمضي بطريقه جيده، لطالما اعتقدت ذلك قبل كل خطوه اتخذها بحياتي.
في الأيام الأخيره، منذ أن سمعت صوت ينادي بأسمي ناصر، ناصر ولم اري شيء، تعودت ان اتقبل كل الأشياء بغرابتها دون فهم
لذلك كان على ان اتقبل فكرة ظهور قطار من العدم يسير علي قطبان حديديه وسط الصحراء، كانت عربات القطار ملونه، كل عربه تحمل لون مختلف عن الأخري.
كانت العربه الاولي حمراء اللون، والتي تليها زرقاء، ثم خضراء، صفراء، بني، ابيض، اسود
استقبلنا رجل نحيل، أسنانه بارزه، له هيئه عجيبه كأن الزمن نسيه، يبتسم بطريقه مخزيه، رأسه صلعاء لم يتبقى عليها سوي احد عشر شعره سرحت علي جانب.
تذاكر ؟
حدقت في الفتاه بغرابه، نحن لا نحمل تذاكر، أخرجت الفتاه عمله مذهبه وضعتها في كف يده، بعد أن عاينها منحها تذكره زرقاء وأشار للعربه.
أخرجت انا الاخر عمله مذهبه، وضعها في جيب بنطاله ومنحني تذكره سوداء.
افترقنا بدا هذا واضحا جدا، انا والفتاه لن نجلس في عربه واحده
تسألت لماذا اجتمعنا اذا كنا سنفترق بتلك الطريقه! ؟
لوحت لي الفتاه بيدها قبل أن تختفي داخل عربتها، بدت مستسلمه بطريقه مخيفه، بينما كان الشك يلتهمني.
صعدت العربه سوداء اللون، بالداخل القطار شاسع، في كل ناحيه مقعد واحد فوقه حامل حقائب، الرقم سبعه كان مقعدي
وضعت حقيبتي علي الحامل وجلست الملم سترتي الصوفيه علي جسدي حيث شعرت بالبروده
بالجهه المقابله كانت تجلس فتاه ذات ملامح شريره، مستغرقه بالنظر أمامها بلا أهتمام.
قلت مرحبا!
كنت أرغب بخلق حديث مع أي شخص ربما يرحل زعري، التفتت الفتاه ناحيتي فرأيت النهر والخضره داخل عينيها، كانت بشريه لكن قسماتها وحركاتها مرعبه، لم تكن مثلنا ابدآ
قالت مرحبا
قلت بتلعثم انت ايضا حضرتي لتسديد الدين؟
نظرت الفتاه للعربه الخاليه ولاحظت لأول مره اننا وحدنا داخل العربه ولا يوجد غيرنا
صوبت نظرها نحوي وشعرت ان عينيها تخترقني، لا تتحدث عن الدين هنا، لن تعجبهم تلك الكلمه
قالت بفخر انها الرحله الأخيره لي، بعدها أصبح حره
قلت ماذا تعني بأنها رحلتك الأخيره!؟ حضرتي هنا من قبل؟
أطلقت ابتسامه مقيته كأنها تنتوي آكلي، انت مستجد؟
لم ارد، كنت افكر بشيء اخر، تيشا الفتاه التي كانت جالسه معي، ربما الأصلح ان ابحث عنها بأنها مثلي
قالت الفتاه جرب أن تذهب، لن تفلح بالوصول إليها، مصيرك محدد
لن تغادر تلك العربه الا لوجهتك المحدده
انت تقرأين أفكاري؟
اكتسبت تلك المهاره لان والدي من الجان قارئي الأفكار، سريعي البديهه
قلت بتلعثم التقيتي والدك؟
تجهم وجهها، قالت بنبره ساحقه، لا أحد يقابل والده ابدا
ماذا يعني ذلك؟ واشرت لها بيدي بلا فهم
قالت الفتاه، هناك محكمه تقام لكل جان تزوج بشريه، أحكام القضاه فيها قاسيه جدا
الحرق، النفي، السجن، في الغالب لا يرى الجان الذي تزوج ببشريه أبنائه
لا تحزن، قبل أن يتخذو تلك الخطوه يعرفون ما ينتظرهم، الزواج الطبيعي يتطلب اذن مسبق من ملك القبيله.
أطلق القطار صافرته وتوقف للحظه، نظرت من النافذه، من العربه الحمراء نزل شخصين، تركهم القطار وانطلق
انتظرت محطتي بفروغ الصبر اتخيل الوحوش التي ستقابلني، الأشباح وألجان باشكالهم المرعبه، نزلتي تيشا قبلي بمحطه
لوحت لي وهي تبتسم وتمنت لي رحله سعيده
لاحظت الفتاه اهتمامي بتيشا وقلقي عليها، قالت بغل، معظم الفتيات والشبان الذين يحضرون هنا لا يعودون مره اخري
قلت سيموتون؟
قالت لا، الفتيات يتخذهم بعض الجان زوجات لهم، والشبان أيضا
لأن الجان ليسو مثلنا لا يقبلون الديه
كشرت فمي، لم أفهم ولا شيء
قالت الفتاه باستمتاع، احيان تتخذ الجنيات الذين تعرضو للخيانه من أزواجهم أبناء زوجاتهم ازواج لهم ان كانو ذكور
او لبناتهم
بينما الفتيات بالغالب يتزوجهم إباء الخائنين او ملوك الجان
هذا ليس حقيقه، قلت لها، انتي مختله
ابتسمت الفتاه بحقد، قالت اعتقد في حالتك ستتزوجك الجنيه التي خانها زوجها مع والدتك، او تزوجك لابنتها حينها لن تعود مره اخري
حاولت أن لا اصدقها بينما قلبي يتلوي من الوجع علي تيشا، اطلق القطار صافرته بلا رحمه ولا شفقه بالأمي
كنت قد وصلت محطتي
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية مجهول الهوية ) اسم الرواية