رواية اولاد الجبالي الفصل السابع و العشرون 27 - بقلم شيماء سعيد

الصفحة الرئيسية

   رواية اولاد الجبالي كاملة بقلم شيماء سعيد عبر مدونة دليل الروايات 


رواية اولاد الجبالي الفصل السابع و العشرون 27

 بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 🌺
لو أنّ الحب كلمات تكتب لانتهت أقلامي، لكنّ الحبّ أرواح توهب، فهل تكفيك روحي
…………….
صاحبت عزة زوجها باسم فى السيارة إلى القصر وجلست بجانبه ولكن ظهر بوضوح إرتباكها ورعشة يديها خشية من إفتضاح أمرها .
لاحظ باسم رعشة يديها ولم يهتم فى بادىء الأمر ولكنه تذكر ملك وتوصيتها له أن يحسن معاشرتها فهى لا ذنب لها أنه لا يحبها ، فقد أصبحت زوجته رغما عنه .
فتنهد بغصة مريرة وحاول التلطف معها لكى تهدء بقوله …هدى نفسك يا بنت الناس ومعتخفيش من حاچة واصل ، انا مش هكلك .
أنتِ خلاص بجيتى مرتى ، يعنى ستر وغطا وليكى حق عليا ، فمتخفيش عاد وأطمنى .
انهمرت دموعها أكثر عزة متأثرة بكلماته تلك ،وتمنت أن يعود الزمن للوراء كى لا تسلم قلبها ولا جسدها الا لمن يطرق بيتها بالحلال .

عزة بندم .. ..استرها يارب ، ولا تفضحنى ، انا توبت اليك ، فتقبل منى توبتى .
ليصل بها بعد ذلك باسم إلى القصر ثم ولج بها إلى قاعة النساء ،لتجلس متوسطة بين بانة وزاد .
وعلى وجه كل منهما حكاية وخوف مما هى مقبلة عليه .
لتبدء النساء فى إطلاق الزغاريد وقامت إحداهن بإنشاد أغنية شعبية مما هو متعارف عليه فى قرى الصعيد ابتهاجا بتلك الليلة .
دقوا المزاهر يلا.. يأهل البيت تعالوا
جمع وفق والله.. وصدقوا اللي قالوا
عين الحسود فيها عود يا حلاوة..
واحنا الليلة دى كدنا الأعادي.
اما عند الرجال فصاح الدى جى أيضا باغنيات فلكورية خاصة بأهل الصعيد .
«يا بو اللبايش يا قصب .. الفرح عندنا اتنصب
جاب الفستان على قدها .. نزلت تفرّج عمها
شافها العريس وقال لها: تسلم عيون اللي خطب
جاب الكردان على صدرها .. نزلت تفرج عمها
شافها العريس وقال لها: تسلم عيون اللي خطب
ثم دُعى العرسان للتحطيب فيما بينهم ، فأمسك براء العصا مع باسم ، وأخذوا يتناوشان حتى أخرج براء أخيه من جموده وابتسم رغما عنه .
ثم ناولها باسم جابر واصطنع الهزيمة أمام براء تأدبا معه ، مع أنه أظهر البراعة فى بادىء الأمر .
وهكذا مرت فقرات الحفل على خير ما يرام .
حتى جاء الوقت الذى يأخذ كل من أبناء الچبالى عروسه إلى غرفته .
ولكن نهلة استوقفتهم قائلة والإبتسامة تزين ثغرها ..استنوا يا عرايس .
تعجبت كلا من زاد وبانة من قولها هذا وتوقفوا فى إنتظار ما تريد .
وأصابهم الإندهاش عندما أخرجت لهم حُلى باهظ الثمن ممن أبتاعه لها منصور.
فقدمت بعضا منه إلى بانة وزاد وعزة مردفة بحب …معلش هى حاچة مش على جد مجامكم يا غوالى بس أهو كنت عايزة أهنيكم بأى حاچة وليلتكم فرحه بإذن الله.
رأت بانة فى عينيها الصدق والفرحة بالفعل لهم ، فأصابها الندم على ما فعلته بها فأردفت ..شكرا يا نهلة .
فاومئت نهلة إليها برأسها مبتسمة .
لتنطلق الزغاريد مع كل خطوة يسير بها العرسان إلى مبتغاهم.
ولم يكن على وجه منهما السعادة سوى وجه جابر وبانة رغم أنها تدعى غير ذلك حرجا منه .
أما براء فلم يكن بداخله سوا دافع الإنتقام من زاد جزءاً على ما فعلته .
وأما باسم فكانت كل خطوة يخطوها إلى غرفته كانت تسحب منه الهواء من رئتيه حتى كاد يختنق ، فحاول فك رباطة عنقه لتتيح له التنفس قليلا .
ثم وقف كل من جليلة وزهيرة ونهلة أمام كل غرفة من غرف العرسان لتناول أحدهما كوبا من اللبن كعادة لديهم فى ليلة الزفاف .
ثم قامت زهيرة بهمس شىء ما إلى أذن براء وباسم جعل وجههم يتلون غضبا .
زفر براء بضيق ..ايه اللى عتجوليه ده ياما ، لا الحچات دى بتاعة زمان وكمان عيب وحرام ، دى حاچة خاصة بينى وبين مرتى بس ،محدش ليه فيها .
زهيرة بحرج ….بس يا ولدى الحريم تحت مستنيين ودى عوايدنا ، عجولهم ايه دلوك ؟
فرد باسم مقتضبا …جوللهم أنستوا ونورتوا ومع الف سلامة ياما .
ومش ولاد الچبالى اللى عيمشوا ورا الخلق ، احنا اللى نمشيهم ورانا .
وزى ما جال براء ، دى حاچة تخصنا إحنا .
فتنهدت زهيرة مردفة بتروى ..عندكوا حق ، خلاص خشوا يلا ربنا يهنيكم وربنا يجعلها ليلة بيضة عليكم ويمن عليكم بالذرية الصالحة.
وانا هنزل للحريم أمشيهم عاد ، وصوح محدش ليه حاچة عندينا .
وبالفعل نزلت زهيرة يعقبها نهلة وجليلة.
فصاحت زهيرة بصوت عالى فى النساء……تعيشوا يا أحباب وتترد فرحتكم فى عيالكم .
ثم أمرت جليلة بتوزيع الحلوى عليهم مع مبلغ مالى يليق بأبناء الجبالى .
ثم تابعت …وانا عن أذنكم هطلع استريح شوى عشان تعبانة ، انتوا عارفين عاد صحتى بجت على الجد .
لتصيح إحداهما …مش لما تتطمنى على العرسان الأول يا ست زهيرة وبعدين تفرحينا .
رمقتها زهيرة بنظرة حارقة مردفة بثقة ..دول ولاد الجبالى يعنى من غير ما أطمن انا خابرة ولادى رچالة.
ويلا بعد اذنكم ونشوفكم فى عوضهم بإذن الله .
ثم التفتت لتغادر ، دون أن تسمح لأحدهم الحديث مرة أخرى .
ليغادر بعدها النساء واحدة تلو الأخرى ، لتهمس أحدهم ..شكلها خايفة عليهم من العين .
مهو كتير صوح يچوزا التلاتة فى ليلة واحدة بس نجول ايه ناس جادرة .
لتجيبها الأخرى …يا ستى جولى ماشاءالله ، اللهم بارك .
واحنا ملناش دعوة عاد ، المهم فرحنا معاهم وخلاص .
يلا بينا .
………
حان وقت زفاف محفوظ على إلهام وقد إرتدت والدته السواد فى الفرح حزنا عليه ورفضها إلهام وأقسمت أن تذيقها العذاب ألوان فهى لا تحبها منذ صغرها لغيرتها من حكمت التى كان زوجها دوما يقارن بينهم فشردت فى زوجها عندما ولج إليها يوما غاضبا بقوله ….أنتِ يا ولية يلى أسمك صباح عكر زى وشك .
فأتت إليه صباح مسرعة مردفة..فيه إيه عاد يا سلمان ، مالك إكده داخل تجول يا شر أشتر بدل ما تجول السلاموعليكو يا راچل .
سلمان بغضب …هو أنتِ يجوز عليكى السلام ، لا ده أنتِ عفريت ، روحى بصى لخلجتك أكده فى المرايا وأنتِ تعرفى .
ثم تابع بقوله ..يا بختك يا اسماعيل يا خوى بمرتك ، زى فلجة الجمر صوح ومش بس أكده ، نضيفة فى دارها وفى نفسها .
مش زيك معفنة والدار تضرب تجلب وسحنتك تسد النفس .
فانفعلت صباح مرددة …إكده يا سلمان ، دى اخرتها عتجول حكمت اللى عينيها تدب فيها رصاصة دى أحلى منى .
طيب مچوزتهاش ليه هى ، بدل ما كنت عتبوس الأيادى وراح چى على ابوى عشان يوافق عليك ونچوز .
زفر سلمان بضيق مردفا ..كانت على عينى غشاوة وأعمى عشان عحبك لكن بعد أكده لچيتك ست متتعشرش ، مهملة فى نفسك ودارك وعيالك وكرهتينى فى اليوم اللى اتچوزتك فيه.
لكن اخوى عيحمد ربنا كل يوم أنه اتچوز حكمت عشان مريحاه وخشمها مش بيطلع غير الكلام الحلو وعاقلة مش زيك مچنونة .
فبكت صباح لكلمات سلمان اللاذعة ومن هذا اليوم أضمرت العدوان والكره إلى حكمت فكرهتها وكرهت ابنتها إلهام التى إستحوذت على قلب محفوظ وحاولت بكل الطرق أن تفرق بينهم ولكنها لم تستطيع .
سمعت صباح صوت إطلاق النار الذى يدل أن العروس قد أوشكت على المجىء وما هى إلا لحظات الا ووجدت محفوظ يصطحبها للداخل والنساء من ورائه يطلقن الزغاريد ابتهاجا وفرحة بزواجهم .
فالتقت عين صباح بحكمت ، فطالعتها بغيظ وتوعد وعين تنذر بالشر ، فافترشت حكمت بعينيها الأرض حزنا وانكسارا ، لأنها تعلم جيدا أنها لن تستطيع الدفاع عن ابنتها بعد ما حدث .
وأن صباح لن تتركها وستكون كبش فداء لها .
فحدثت نفسها …يا عينى عليكى يا بتى ، ولى عتشوفيه من تحت راس العجربة دى وابنها .
يارب هون يارب ، انت خابر إنها غلبانة .
ثم ولج محفوظ إلى غرفته مع إلهام التى كانت ترتجف وتحاول التقاط أنفاسها بصعوبة من الخوف والرهبة من الحياة الصعبة التى هى مقبلة عليها .
ثم وقفت حكمت أمام الباب وقلبها لا يطاوعها أن تغادر خشية على ابنتها منهم .
فطالعتها صباح بسخرية واقتربت منها وهمست فى أذنها …ايه يا ست الستات مستنية تتطمنى على بتك عاد ولا ايه ؟
وعاملة نفسك عبيطة صوح وأنتِ خابرة اللى فيها وخابرة بتك الفاجرة عملت ايه وضيعت فرحة ولدى فى ليلة زى دى .
ثم أمسكت بأحد خصلات شعرها وأقسمت ( وهذا حرام فلا يجوز الحلف بغير الله ) .
صباح …بس ودول لأوريها الفاچرة دى وأدوجها المرار .
فوضعت حكمت يدها على صدرها متألمة وحدثت نفسها ….ليه بس أكده يا محفوظ تفشى السر لأمك ، كنت كملت جميلك وزى ما سترت عليها ، تستر كمان على اللى حوصل ومتجولش لحد .
يا عينى عليكى يا بتى من صباح .
ثم طالعتها حكمت بإنكسار مردفة …متنسيش يا صباح انك عندك بنات وربنا معسيبش والقوى فيه اللى أقوى منه وربنا منتقم جبار .
وياريت تفصلى بينى وبين بتى ، لأن بتى ملهاش ذنب فى أنك طول عمرك عتغيرى منى وتكيدى ، بس خلاص الزمن عدى وزى ما أنتِ شايفة الحلاوة راحت ومعدتش حاچة فيه حاچة تغيرى منيها ، فاتقى الله يا صباح عشان عتسئلى على كل اللى عتمليه.
فضحكت صباح بغل مردفة ….عتعرفى ربنا اوى يا حكمت ، كنتى عرفتى تربى بتك أولى .
ويلا مش عايزة أشوف خلجتك حدايا تانى ، وغورى من وشى .
ولما توحشك بتك الفاجرة هبجا أبعتها ليكى وساعتها عيكون ابنى عقل شوية ويهمهالك على طول.
ثم ضحكت صباح ضحكة شيطانية ، جعلت حكمت تغادر والدموع تنسال من عينيها حزنا على ابنتها.
……..
ولجت بانة على استحياء غرفتها مع جابر الذى أصابه التوتر بعض الشيء ، فهو كان يحلم فقط أن يتطلع لوجهها فى الحلال ، وها هيا أمامه تحت سقف واحد ، ملكا له ويشعر كأنه فى حلم جميل لا يريد الاستيقاظ منه .
وقف جابر متجمدا فى مكانه للحظات بسبب فرحته الشديدة التى جعلته ساكنا لا يدرى ما يقول فكل الكلمات لا تكفيه .
فحدث نفسه جابر بقوله …ايه مالك يا چابر مش جادر تمسك أعصابك ليه يا راجل هو انت العروسة عاد ولا ايه ؟
ده حتى يبجا عيب عليك .
ومالك ساكت إكده ، متجولها أى حاجة .
فين الكلام اللى انت كنت عتحوشه فى جلبك لغاية ما يچى اليوم ده ، طار فجأة أكده !!
ده انت كنت عتكتب فيه ملازم .
وعندما طال صمته ، شعرت بانة بالملل وحدثت نفسها …ايه ده ماله أتكتم إكده ؟
فيه حد يهمل عروسته واقفه إكده من غير كلام .
مش جولت إنى اتچوزت واحد مهيفعمش .
ثم أردفت بحنق ..طيب بعد إذنك انا هدخل أغير فستانى فى الحمام .
وعندما تحركت خطوة وجدته أمسك بيديها بحنو ، وحركها لتكون فى مقابلته وطالعها بحب وهمس …انااا بحبك جوى جوى يا بانة .
وانا لغاية اللحظة دى مش مصدق انك بجيتى مرتى صوح .
حمحمت بانة بحرج ..لا صدق وانا جدامك اهو .
لمعت عين جابر متسائلا بلهفة ..بجد جدامى !
طيب تعالى إكده فى حضنى عشان أحس بيكى واسمع نبض جلبك .
فضمها جابر لصدره وضع رأسه على كتفها ، يستنشق عبيرها وأخذت أنفاسه الساخنة تداعب عنق بانة ، فعضت شفتيها وتسللت حرارة إلى جسدها وإحساس جميل يداهمها لأول مرة .
فحاولت الأبتعاد عنه مردفة…خلاص أتوكدت ، هروح بجا اغير فستانى ..
فغمزها جابر بقوله …مش عايزة أى مساعدة ؟
فنكزته بانة بحرج مردفة..بس يا جليل الرباية .
فقهقه جابر مردفا…لا دى جديدة عليا بس حلوة منيكى .
وعقلى عيجولى انفذ كلمتك بزيادة هبابة إكده .
فأسرعت بانة إلى المرحاض هربا منه وسعادة فى ذات الوقت لأنها أصبحت بالفعل تعشقه رغم رفضها له فى بادىء الأمر .
ضحك جابر على طفولتها تلك ولكنه همس ..الحمد لله على كرمك يا كريم ، انا إكده جلبى اطمن عاد وحاسس من عيونها أنها جبلانى ومش نافرة منى .
ويا دين النبى لو أسمع منها كمان بحبك يا جابر .
لا ده إكده ممكن يغمن عليا .
بس ربنا يصبرنى عقبال ما أقدر أصلى بيها ركعتين البناء سنة على الحبيب صلى الله عليه وسلم.
ثم تمتم جابر شعرا
فيا ويل حبيبتي من هيجان عاطفة حبي الـمجنون
ويا ويل حبيبتي كيف ستتحمّل كل هذه الشجون
فكيف أصف لها ما بقلبي من شوقٍ لتلك العيون
لتخرج بعدها بانة من المرحاض ، مرتدية قميصا من اللون الأبيض الشفاف وقد أسدلت شعرها الأسود الطويل على ظهرها .
لتصيب جابر فى مقتل عندما يراه بهذه الهيئة ، حيث كادت مقلتيه أن تخرج من عينيه فحبس أنفاسه وشعر بأن النار قد تآكلت جسده ، فنظر حوله فوجد إسدال الصلاة فالتقطه سريعا مردفا بحرج …خدى يا بنت الناس ، ألبسى ده دلوك خلينا نعرف نصلى جبل ما أرتكب جريمة دلوك .
ثم صاااح ..الصبر بس دقيقتين يارب .
لتقهقه بأنه عندما علمت بمقصده ، ثم أرتدت إسدالها بالفعل .
لتنجذب روحها أمام تلاوته الخاشعة ، التى خطف بها قلبها وأنزل السكينة على روحها .
وما أن فرغ من صلاته حتى أفترسها حبا ، لتقضى ليلة جميلة لم تكن تتخيلها من قبل ، وأصبحت فى ليلة وضحاها أسيرة لذلك المحب المغوار .
وبينما هم غرفتهم أضئيت بنار الحب والغرام ، كانت غرفة براء وزاد تأجج بنار الأنتقام .
حيث ولجت زاد لغرفتها خائفة من توعد براء لها ، فأخذت تذكر الله لتطمئن قلبها .
فسمعها براء ولكنه تكبر وزاد احتقانه وغضبه بقوله …بجولك ايه كملى وانطجى الشهادتين كمان ، عشان موتك على يدى النهاردة .
فابتلعت زاد لعابها بغصة مريرة ، بعد إنهيار كل أحلامها فى أن تحظى به فى تلك الليلة التى كانت تدعوا الله بها مرارا ، أن يكون من نصيبها زوجا ومحبا ولكنه الآن يقف أمامها كوحش ثائر يريد الانقضاض عليها لذنب من فعله هو وليس هى .
فقلبها هى له ، أما قلبه فليس لها ، بل لغيرها فأى ذل هذا!!
ثم حاولت أن تتجمع شجعاتها رغم انكسارها الواضح فى عينيها ، لتقف بشموخ مردفة بحنق …انت عتجولى انا إكده ليه ؟
كيف يعنى تموتنى ، هى سايبة إياك يا واكل ناسك .
رمقها براء بنظرة نارية وقد استشاط غضبا بقوله. ..أنتِ ليكى عين كمان هتردى عليا بعد عملتك السودة دى ؟
وهروبك فى إنصاص الليالى بفستان الفرح .
عايزة تجرسينا بين الخلق .
لا ده كنت أقطع رجبتك أحسن .
زاد بإنفعال …وايه يعنى ،ما انتوا اللى غصبنى على الچوازة دى .
وهنا زاد حطمت رجولة براء فى نظره ، فتلون وجهه بحمرة الغضب بعد أن غليت الدماء فى عروقه وتشنجت أطرافه .
فتقدم منها سريعا وهوى على وجهها بصفعة قوية حتى أحدثت أثرا على وجهها البرىء بأنامله .
لتنطلق صيحة متأوهة بألم…..ااااااااه .
ثم انفجرت فى وجهه …انت إيه بالظبط ، حيوان اكيد مش إنسان واصل .
ثم تابعت بإنفعال ”
ايه افتكرت انك بچوازك منى هتستعبدنى ، فكرتنى چارية إياك .
لا انا حرة يا ابن الچبالى .
فضيق براء عينيه بغل وأمسك بيديها الاثنين ، ثم دفعها مرتين مرة للأمام ومرة للخلف صارخا فى وجهها…لا أنتِ مش حرة ، من ساعة أسمك ما بجا على أسمى يا ست هانم .
ومن أهنه ورايح ، كلمتى هى اللى هتمشى عليكى ، ومفيش خروج من الجصر ولا حتى من أوضتك دى ، أنتِ فاهمة .
زاد بإنفعال ..ليه عتحبسنى كمان ، فكرنى مجرمة كيف ما عندكم فى السچن .
براء بتأكيد …..ايوه مچرمة ، لأنك مرتى ولساكى عتفكرى فى حبيب الجلب بتاع زمان وعشان أكده مش عايزة تتمى الجواز .
بس لا انا چوزك غصب عنيكى وهو خلاص راح مطرح مراح ، ولو حسيت بعد النهاردة تانى إنك برده عتفكرى فيه ، عخليكى تحصليه عشان تونسيه هناك .
طالعته زاد بعتاب …فكيف تقول له أنه ليس هناك غيره فى قلبها وعقلها ، ولكن هو كاللوح الثلجى لا يشعر بنبضات قلبها التى تعلن كل نبضة به عن حبها له .
ولكن تبا لهذا القلب ، سأضعه تحت قدمى ولا ينكسر أمامه .
عقدت زاد حجابيها مردفة بغضب …شكلك اتچننت اياك .
انكمشت معالم وجهه غاضبا بقوله ..طيب أنطجيها تانى الكلمة دى ، وانا هوريكى الچنان على أصوله .
ثم تابع بكلمة حطمت كل حصونها أمامه وكسرتها بقوله لها …مش خابر ليه النعرة الكدابة دى اللى أنتِ عملاها ؟
امال لو كنتى حلوة شوية كنتى عملتى ايه !
لتنفجر باكية وانتحبت بقولها ..انت جليل الذوج ومهتفهمش .
والإنسان صوح مش بشكله الفانى لكن بروحه وأخلاقه اللى معترفش منها حاچة .
وانا الحمد لله راضية عن شكلى ومقتنعة بيه الحمد لله.
ومش محتاچة واحد زيك يجولى حلوة ولا مش حلوة .
لان رئيك مهيمنيش اصلا .
توتر براء لكلماتها التى أعدت قصف جبهة له ولكنه تماسك فلن تهزمه تلك الضعيفة أمام قوته .
ليصعقها بما أصاب قلبها فى مقتل .
براء بغيظ …ولا أنتِ تهمينى ، هى أصلا چوازة شوم من الأول انا خابر ، وملهاش عازة اصلا .
بس حكم ابوى وخلاص ، واهو تسالى .
لكن أنا جلبى مش هيشوف ولا عيحب الا قمر حبيبة الجلب والروح .
وعلى فكرة هى مش حبيبة بس زى ما اأنتِ فاكرة ، دى مرتى وجبليكى كمان .
يعنى ضرتك يا ست الحسن بس مش و الجمال .
ثم ضحك ساخرا وتابع …وتروق الدنيا وهچبها أهنه الجصر تخدميها ، عشان تنزل مناخيرك دى اللى رفاعها فى السما فى الأرض
.
تصلبت أطراف زاد من الصدمة وأزرق وجهها وكادت أنفاسها أن تتوقف وكادت أن تموت ، فهو ذبحها بتلك الكلمة بسكينا بارد .
فى ليلة كانت تحلم بها منذ سنوات ، ليلة اللقاء .
فهى لم تتوقع أن يكون تزوجها بالفعل ، نعم تعلم أنه يحبها ولكن لم تعلم أنها أصبحت زوجته وقبلها أيضا وهذا أمر لا تطيقه وإهانة لها لا تتقبلها ، فضربته فى صدره بكل ما أوتيت من قوة ، صارخة بقولها …طلجنى يا برااااء .
انا هكرهك ، هكرهك .
مع أن كل ذرة فى جسدها تحبه ولكن تبا لهذا الحب الذى يذل صاحبه .
فضحك براء رغم البركان الذى فى داخله ومردفا بحدة …لا دى نجوم السما أقربلك .
انا هسيبك أكده معلجة ولا حتى هلمسك ، لإنى مش طايجك أصلا .
فريحى نفسك يا بنت الناس ،وكفاية حديت أكده ، انا صدعت وكمان چعان جوى .
جومى يلا ناكل ، عشان نتخمد ننام .
وطبعا مش هتنامى چارى ، هنام انا على السرير وأنتِ على الكنبة دى .
لم تصدق زاد كل ما تسمعه منه وكأنها فى كابوس تريد الأستيقاظ منه سريعا .
فيستحيل أن يكون هذا الواقف أمامها هو براء الذى أحبته منذ الصغر .
وكان يحنو عليها ويعاملها كأنها أميرة من الأميرات ، فكيف تحول لتلك الدرجة ؟
أيعقل أن يكون كل هذا بسبب حبه لغريمتها قمر .
لا لا لن تكون هينة لهذه الدرجة وستقاومه حتى تخرج حبه من قلبها ولو كلفها ذلك حياتها بأكملها .
فنظرت له باستعلاء مردفة بنفور ….الوكل جصادك أهو يا سيد الرجالة مد يدك وكل .
اما النوم فعندك أوضتك براح عن اهنه ، روح نام عشان أنا اصلا مش طايجة أنفاسك جارى فى نفس المكان اصلا .
براء بتهكم …مخبولة أنتِ ،وعايزة تفضحينا ،كيف أهمل مرتى فى ليلة الدخلة .
وانت واچبك تاكلينى وتريحينى وتساعدينى أغير خلجاتى كمان .
ثم غمزها ليثير أعصابها …وكمان تساعدينى أسبح ، عشان عرجان .
فاتسعت عين زاد مردفة بحرج….وه _ جليل الرباية صوح .
وخليك خابر يا ابن الجبالى ، إن جوازنا على الورق بس عاد وكيف ما جولت مش عتلمسنى عاد ، يبجا بردك ملكش حقوق عندى .
اتفضل بجا أطفح الوكل اللى جدامك ده براحتك ، أما أنا فخلجتك سدت نفسى صراحة وهخش انا الحمام أغير فستان الشوم ده وأتسبح عشان أريح جتتى وانام على السرير ولو مش عجبك تنام جارى ، عنديك الأرض واسعة .
كور براء يده بغضب وصك على أسنانه بغيظ وهدر بقوله …عتجوليلى انا الحديت ده يا زاد !!
وجعتك مربربة كيف وشك العكر ده .
ثم حاول الانقضاض عليها ليضربها ولكنها أسرعت من أمامه صوب المرحاض وأغلقت عليها الباب سريعا بعد أن التقطت منامتها .
فضرب براء على الحائط بيده مردفا بغضب ..أكده يا زاد ، ماشى لما تطلع ليا حديت تانى معاكى .
ويا انا يا أنتِ الليلة دى .
……………..
ولجت عزة بجسد مرتجف إلى غرفتها مع باسم الذى شعر بالاختناق وأحل رابطة عنقه ليستطيع التنفس قليلا .
ثم جاهد ليتحدث عندما رآها تقف ساكنة ويبدو عليها التوتر والقلق .
فاقترب منها باسم وحاول رغما عنه التلطف معها ، فهى لا ذنب لها إن كان قلبه ليس معها .
باسم ببعضا من اللطف محاولا لمس يديها …مبروك يا عزة ، وكيف ما جولتلك متخفيش عاد منى يا بنت الناس .
فانتفضت عزة من لمسته كأنها أصيبت بماس كهربائى .
إندهش باسم منها فردد …وبعدين عاد معاكى ، جولت متخافيش منى .
وعايزك ترتاحى خالص ، وادخلى غيرى فستانك ، عشان نأكل لجمة سوا .
مالك بس يا بنت الناس ؟ أنتِ تعبانة ولا حاجة ؟
ليجدها أقتربت منه وقد إنحنت بجسدها ، لتمسك يديه تقبلها مرددة بصوت منكسر مختنق مصحوب بالبكاء المرير…… أبوس يدك ، تستر عليا ؟
وانا هعيش خدامتك تحت رجلك العمر كله .
لتجحظ عين باسم ويتصلب جسده مما ترمى إليه من قولها هذا .
لينطق بصدمة ….تجصدى ايه عاد ؟؟؟

google-playkhamsatmostaqltradent