Ads by Google X

رواية اولاد الجبالي الفصل الخامس و العشرون 25 - بقلم شيماء سعيد

الصفحة الرئيسية

    رواية اولاد الجبالي كاملة بقلم شيماء سعيد عبر مدونة دليل الروايات 


رواية اولاد الجبالي الفصل الخامس و العشرون 25

  
…………………….
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 🌺
ﺃﺣﻴﺎﻧـﺎً ” ﻧﺒﺘﻌِﺪُ عمن نُحب ” ، ﻟﻴﺲَ ﻷﻧَﻨـﺎ ﻧﺮﺗـــﺎﺡُ ﺇﺫﺍ ﺇﺑﺘﻌﺪﻧـﺎ ﻋﻨﻬُﻢ
ﺑﻞ ﻷﻧَّﻨــﺎ ﻧﺸﻌﺮُ ﺃﻧﻬُﻢ ﻻ ﻳَﺤﺘﺎﺟﻮﻧَﻨـﺎ ﺑﻘﺮﺑِﻬـﻢ . —
………….
أصرت بانة على الفتك بنهلة ظنا منها أنها السبب فى تدهور حالة والداها .
ورغم تحذير زاد لها بعدم المساس بها حتى لا يغضب والدها ولكنها ذهبت اليها لتفجعها بدخولها المفاجىء عليها ، فألقت فى نفسها الرعب مردفة بحنق…
..أنتِ تانى عايزة منى ايه ؟؟
بانة وعينيها تنذر بالشر ..عايزة أخد روحك دلوك جصاد اللى عملتيه فى ابوى يا فاچرة .
توترت نهلة وحدثت نفسها …معجول عرفت إنى بحط ليه أعشاب عشان ميجدرش يهوب ناحيتى !
بس كيف دى حاچة متتجلش ، وكمان مفروض متزعلش بالعكس تفرح فيه عشان أچوزنى على أمها .
فادعت نهلة الثبات بقولها …عملت ايه يا خرفانة إنتِ؟

بانة بغضب ..مش خابرة ولا عاملة نفسك عبيطة ، طيب انا هجولك بس مش بلسانى بيدى دى .
صرخت نهلة …اياكى تجربى منى ، منصور مش هيسكتلك عاد المرة دى وانا مش هسيب حجى .
بانة مندفعة إليها …ابجى ورينى هتعملى ايه ؟
لتمسكها بانة من شعرها بقوة فألمتها فصرخت نهلة وحاولت التملص من يدها ، بإسداد اللكمات بإحدى يديها على بطنها .
ولكن بانة صفعتها على وجهها ، فغضبت نهلة بشدة .
فركلتها فى قدمها فتأوهت بانة ألما فتركت شعرها .
ولكنها هاجمتها مرة أخرى فطرحتها على الفراش ، وأخذت تسدد لها لكمات ثم نهشت لحمها بأسنانها والأخيرة تصرخ .
ومنصور كان فى غرفة أخرى نائما لا يشعر بشىء ، فأسرعت زاد إلى زهيرة لتستغيث بها .
يا مرت خال ، يا مرت خال
زهيرة بخوف …ايه مالك يا بتى ، حوصل إيه ؟
زاد بإنفعال ..بانة عتموت نهلة ضرب ، ألحجيها يا مرت خال ، جبل ما تعمل مصيبة .
زهيرة بغضب …مش هتهمد بانة وتسيبها فى حالها .
عملت لها ايه بس ؟
زاد …عشان زعلانة على خالى وحالته اللى مش عارفين ماله .
زهيرة بشماتة …مالها حاله ،ده كده حلو جوى ، ولو فعلا نهلة عملت حاچة تبجا تشكر مش تضرب .
اندهشت زاد من حديثها وفتحت فمها ببلاهة ، فلاحظت زهيرة ذلك فحدثتها بقولها …ده تخليص حق ربنا يا بتى .
انتِ متعرفتش حاچة .
المهم دلوك خدى بيدى ،ودينى عنديها.
فقامت زاد بإسنادها حتى وصلوا لغرفة نهلة لتسمع زهيرة صراخها ، فينقبض قلبها .
حتى ولجت بها زاد الى الغرفة ،فرات بانة فوقها تضربها بكل ما أوتيت من قوة .
فصرخت زهيرة. ..باااااانة ، ايه اللى عتهمليه ده ؟
توترت بانة عند سماع صوت والداتها ،فتركتها واعتدلت قائمة مردفة بحنق…ايه ياما هعلمها الأدب شوى ،مش شايفة اللى عملته فى أبوى ، دى تستحق الكتل وشوية عليها كمان .
زهيرة بإنفعال …وأنتِ ايش عرفك أنها السبب فى الحالة اللى وصلها ابوكى دى ، مش يمكن حالة نفسية جتله أكده ربانى.
بانة …لا ابوى كان زى الفل لكن من ساعة ما اتچوزها وهى كانت وش الشوم عليه وانا متأكدة أنها السبب .
اعتدلت نهلة بصعوبة واجهشت بالبكاء مردفة بنحيب….حرام عليكوا والله ، انا معملتش حاچة خالص .
وانا مستغربة زييكوا بلى حوصل .
وانا هعمل كيف يعنى وانا من ساعة ما اتجوزت ما خرجتش من الجصر إلا مرة واحدة وكنت معاه .
ولو مش مصدجنى ودوه للحكيم وشوفوا فيه ايه ؟
رأت زهيرة فى عينيها الصدق وأشفقت عليها ، فطلبت من بانة الأعتذار لها .
زهيرة بأمر …اعتذرى ليها يا بانة وإياكِ تهوبى ناحيتها تانى .
تعجبت نهلة من حديث زهيرة ،فكيف لها أن تكون غريمتها التى اخذت منها زوجها وتكون بذلك الحنو .
لكن بانة رفضت بقولها…أنا أعتذر للخادمة دى ، يستحيل .
ثم غادرت الغرفة غاضبة .
حزنت زهيرة لذلك وترنحنت فى وقفتها وكادت أن تسقط ، ولاحظت ذلك نهلة عن زاد التى كانت شاردة فى أمر زواجها المقبل من براء .
فأسرعت إليها نهلة وأسندتها مردفة بحنو …سلامتك يا ست زهيرة .
تعالى اجعدى ارتاحى .
فانتبهت زاد لنبرة صوت نهلة ففزعت مردفة…مالك يا مرت خال ، ألف سلامة عليكى .
نهلة ..خير ان شاء الله ، ريحى أكده على السرير وهبعت جليلة تعملك كوباية لمون تروج دمك .
طالعتها زهيرة بتعجب ، بعد أن رأت فى عينيها الخوف عليها وهى غريمتها الاولى .
فتسائلت زهيرة.. ..أنتِ ليه اتچوزتى منصور يا بتى ؟
ومتتضحكيش عليا وتجولى عتحبيه ، لأن هو أصلا مش بيحب نفسه .
اكيد عشان الفلوس صوح ، بس إكده ظلمتى نفسك لأن الفلوس مش كل حاچة يا بتى .
توترت نهلة ولمعت عينيها بالدموع ووقفت الكلمات فى حلقها ولم تدرى ما تقول .
وشعرت زهيرة أن هناك شىء ما وراء زواجها .
فحدثتها بقولها …خلاص يا بتى ، مش هغصب عليكى تجولى ، بس يوم ما تحبى تفضفضى تعالى عندى .
هتلاجى صدرى واسع وانتِ من دلوك كيف عيالى .
فانحنت نهلة على يديها وقبلتها بحنو مردفة … تسلميلى يا ست الكل.
تعجبت زاد من هذا الحوار الذى يعد فريد من نوعه بين زوجة وضرتها فالشائع أنهم أعداء ولا يكونوا ابدا بتلك الاخلاق.
زهيرة أشارت إلى زاد بقولها …يلا سندينى يا زاد ، أرجع أوضتى يا بتى .
نهلة بتودد….خليكى مرتاحة إهنه يا حاچة .
زهيرة….تعيشى يا بتى ، بس انا مهرتحش غير على فرشتى .
فأسندتها زاد حتى وصلت بها إلى غرفتها .
زاد بإندهاش …غريبة جوى نهلة دى يا مرت خال ، انا كنت عحسبها ناوية على شر ومعتحبش حد فينا .
زهيرة بفراسة …يا بتى انا من خبرتى فى الناس ، بجيت أعرفهم من عيونهم .
والبت دى فيه حاچة من ورا چوزها من خالك ، لكن هى چواها طيب وربنا يهدى بانة عليها .
ثم طرقت الباب بانة ، فأزاحت زهيرة بوجهها عنها .
بانة بندم …لساكى زعلانة على البت دى ياما وهتزعلى منى آنى عليها ..
زهيرة بتأكيد …ايوه ولو عرفت انك چيتى جنبها تانى ، هغضب عليكى يا بتى .
بانة بإندهاش….معجول اللى بسمعه ده ، بس ماشى ياما لما اشوف أخرتها من الخادمة دى .
ودلوك يلا تعالى يا زاد ، عشان الكوافيرة چت ، ومعاها تشكيلة فساتين حلوة جوى .
تعالى عشان تختارى فستانك .
ارتبكت زاد وتجمدت أطرافها فهى وإن كانت تتمنى هذا اليوم من قبل ولكنها أصبحت الآن تخشاه كثيرا .
فكيف سيكون لها بجسده فقط وهى تريد قلبه قبل جسده .
حركت زاد رأسها برفض …لا معيزاش أختار ولا عايزة أچوز أصلا ، وان غصبتوا عليه هموت نفسى .
عبست زهيرة مردفة …استغفر الله العظيم ، ليه إكده بس !
هو حد غريب يا بتى ،ده براء اللى اتربيتى معاه وأنتِ لسه جد إكده .
وانا جلبى حاسس كمان انك ميالة ليه بس هتتكبرى .
تلون وجه زاد واحتدت قسمات وجهها مردفة بحنق …جولى أنه ميال لغيرى ، وانا مجدرش أعيش معاه على إكده ، فين كرامتى عاد !
بانة …مفيش كرامة فى الحب يا زاد ، وعلى الأجل انتِ عتچوزى واحد هتعرفيه كويس وخابرة طبعه لكن انا أعمل ايه وانا هجوز واحد معرفهوش ولا هو من طبعى .
زاد …بس يكفى أنه عيحبك يا بانة ، ده الأساس وبعد إكده عيكون كله سهل مدام فيه حب .
لكن أنا براء معيحبنيش ، فكيف اقبل ده على نفسى .
زهيرة بتروى ….انا متوكده أنه عيحبك يا بتى ، لما يعاشرك ويشوف حنية جلبك واهتمامك بيه وكلامك الحلو اللى عيدخل الجلب .
وعتكونى أنتِ دنيته وأهله وناسه واكيد هينسى مع الوجت حب المراهقة ده وعتكونى أنتِ كل حاچة فى حياته .
أغمضت زاد عينيها متمتمة …ياريت .
بس مش جادرة حسوا بيا ، ثم لمعت عينيها بالدموع ، وأسرعت إلى غرفتها تبكى وأغلقت عليها الباب .
بانة بإستياء …وبعدين ياما ، زاد صعبانة عليا جوى ؟
زهيرة…عندها حق يا بتى ، واعر جوى على اى وحدة منيينا تشاركها وحدة تانية فى اللى عتحبه .
بانة ..أنتِ غريبة جوى ياما ، امال مش زعلانة على ابوى لما شاركتك وحدة فيه .
فصمتت زهيرة وحدثت نفسها …ما أنتِ مش عارفه حاچة يا بتى ،ومش خابرة لحد ميتى ، هيفضل السر ده فى جلبى ، خايفة أموت على إكده ومعرفش اخد حجى منيه .
……….
لم توافق صباح والدة محفوظ عن زواج محفوظ بتلك السرعة وشككت فى أمره بقولها ….ايه يا محفوظ ، انت عملت حاچة مع البت دى وعايز تداريها بالچواز ، صوح ؟
فشعر محفوظ بحرارة تسرى فى جسده كأن النار قد اندلعت به وحدث نفسه …ياريت انا اللى كنت عملتها ومحدش مسها غيرى ، بس فكرة بردك أحسن ما تعرف أن غيرى اللى اعملها .
وكمان عشان تسكت ومتكلمش تانى فى الموضوع ده ، عشان هى اصلا مش طيجاها وعايزة تچوزنى بت أختها.
فاصطنع محفوظ الحرج وحمحم مردفا …أصلوا ياما ، كانت ساعة شيطان ومحستش بنفسى عشان عحبها كيف ما انتِ خابرة ، وهى جعدت تسوط وتندب بس انا طمنتها وجولتلها هنتچوز فى أقرب وقت متخفيش .
فضربت صباح على صدرها مرددة …يا حومتى .
وانت ايه طور معتفهمش كيف تچوز وحدة فرطت فى شرفها بالساهل أكده .
فوضع محفوظ يده على وجهه واستغفر ثم ردد …امال عيزانى اعمل ايه ، مش انا اللى عملت فيها أكده ، يبجا انا المسئول ولازم اچوزها بسرعة .
فضحكت صباح مستهزئة بقولها …لا جدع يا ابن بطنى .
ثم جحظت عينيها واقتربت منها وامسكته من ملابسه مردفة بإنفعال …انت عبيط صوح ، حتى لو انت اللى عملتها بس انت راجل ، واعى يعنى يعنى ايه راچل !
يعنى الراچل يعنى كيف ما بده ، ومحدش يلومه .
لكن هى بت لما تسيب نفسها أكده بسهولة متستحجش انك تچوزها لأن مش بعيد اى حد يضحك عليها تانى بردك بسهولة .
وعشان أكده ، هى كلمة ومش هعدها تانى يا ولدى ، مفيش چواز من البت الخاطية دى ، وتروح تلزج بلوتها لحد تانى غيرنا .
وانا هچوزك ست ستها ، بت متكونش لا طلعت ولا عرفت ومختومة تفرح بيها يا ولدى مش زى البت الفاجرة دى .
أغمض محفوظ عينيه بألم وحدث نفسه …كله ده عتجوليه ياما ومش انا اللى عملتها ، امال كنتى عتجولى ايه لما تعرفى انا غيرى اللى عملها وجاعد واكل شارب ومبسوط .
ااااااه يا نارى ، ربنا يسامحك يا إلهام ، ضيعتى فرحتى وشكلك داخلة معايا على ايام ما يعلم بيها الا ربنا.
واستلقى وعدك بجا من أمى .
بس مفيش فى يدى حاچة غير انى اچوزها واستر عليها عشان من دمى ولحمى ، ويستحيل اسيبها .
فوقف محفوظ ونزع ملابسه من يد صباح مردفا بتأكيد …لا ياما انا فعلا راچل كيف ما جولتى.
والراچل الصوح هو اللى يتحمل نتيجة غلطته مش يهرب منيها وخصوصا أن إلهام بت عمى ، يعنى من لحمى ودمى واللى يصبها يصبنى ولو انا مچوزتهاش والناس عرفت وبجت سيرتها على كل لسان ، احنا كمان الناس معتسبناش فى حالنا .
فالله يسيئك ياما ، أكفى على الخبر ماچور ، وأوعاكى تچيبى سيرة لحد .
وانا هچوزها حتى لو عملتى ايه ، ولو مش عايزانى كمان معاكى إهنه ، انا عخدها وأسافر بيها اى مطرح بعيد عشان ترتاحى منها ومنى .
فصرخت صباح بقولها …..لاااااا يا ولدى ، لااااا مجدرش على بعدك عنى واصل ، ده انا اموت لو هملتنى .
منك لله يا إلهام يا بت حكمت .
ثم أخذت ترددها حتى غادرت غاضبة من أمام محفوظ الذى سالت دموعه على وجنتيه من شعوره بالإنكسار والخيبة .
……………
تكورت عزة على نفسها فى فراشها خوفا مما هى مقبلة عليه وخشية من إفتضاح أمرها أمام باسم وما يا ترى سيفعل بها عندما يعلم أن عروسه حامل ؟
تساقطت الدموع من عينيها بحرارة داعية الله عز وجل أن يسترها أو أن يمن عليها بالراحة الأبدية قبل أن تأتى عليها تلك اللحظة المريرة .
وأخذت تطالع بخوف وذعر ذلك الثوب الابيض المعلق على خزانة الملابس ، ذلك الثوب الذى تتمناه كل فتاة لتزف إلى حبيبها .
ولكن عينيها لم تراه بذلك البياض الناصح الذى يبدو عليه ولكنه رأته باللون الاسود بقدر لياليها المظلمة التى عاشتها بعد أن غدر بها أحب الناس إليها .
عزة بتضرع لله …يارب نجنى وسامحنى ، أو خدنى ليك قبل ما اتفضح يارب جدام الخلج .
استرها يارب معايا ، وجازى اللى كان السبب .
يا ترى عتعمل معايا ايه يا ابن الجبالى لما تعرف انى حبلة فى يوم جوازنا ؟
…………..
عاد حمدان إلى منزله فولج الى غرفة جابر فوجده يصلى ركعتين قيام قبل أن يخلد إلى نومه كعادته كل مساء.
فانتظره والده على طرف الفراش ،حتى وجده انتهى ورفع كفيه بالدعاء .
اللهم انك رزقتنى بانة من غير حول منى ولا قوة ، فألف بين قلبى وقلبها ولا تجعل للشيطان بأسا بيننا واجعلنى خير زوجا لها وتجعلها خير زوجة لى .
ويارب أشهدك انى احب ابى حبا عظيما فأحبه وارضى عنه وتوب عليه ولا تأخذه الا وانت راضي عنه .
فلمعت عين حمدان بالدموع وحدث نفسه …معجول يا ولدى هتدعيلى وانا الى جصرت معاك العمر كله وحرمتك من التعليم مع انك كنت شاطر جوى ، وكنت هعملك وحش واضربك عشان أرضى فهيمة منها لله .
ثم شرد قليلا فى الماضى .
وتذكر عندما اقنعته فهيمة أن يذهب هو لعمله وهى ستهتم بزوجته فريال وابنه جابر .
وبالفعل ذهب لعمله وفى البداية اهتمت فهيمة بالفعل بـ فريال وجابر وقامت على تنظفيهم وتغيير ملابسهم ، ثم رتبت المنزل وأعدت طعام شهى ، لتهتم بعد ذلك بنفسها وحرصت على ارتداء ملابس بيتيه تكشف عن ذراعيها بعض الشيء وملتصقة بجسدها لتظهر مفاتنها .
ليأتى حمدان من عمله مسرعا ، فيجد زوجته وابنه فى أحسن حال ورائحة الطعام الشهى تملىء المكان .
فسال لعابه ، ثم اتسعت عينيه عندما طالعها بتلك الملابس وكأنها لا تعلم بوجوده ، فأخذت تتغنج فى مشيتها ذهابا وإيابا .
لتثير رغبته بها .
فابتلع حمدان لعابه محدثا نفسه …يا وعدى .
يا خسارة الست دى من غير راچل ، جمال ونضافة وطيبة جلب .
لتتصنع بعد ذلك فهيمة رؤيته ، فادعت الخجل بقولها …يوه هو انت چيت يا سى حمدان ، لا مؤاخذة ، انا كنت جاعدة على راحتى ، لما ادخل أحط حاچة على جتتى .
لتذهب بعدها وتضع عبائتها عليها ثم تأتى إليه .
حمدان بحرج …معلش ان كنت دخلت إكده من غير إحم ولا دستور .
فهيمة بدلال …بيتك ومطرحك يا سيد الرچالة .
وان شاء الله تكون راچع مجبور الخاطر ، تعبان ولا حاچة اسخنلك شوية مية بملح تنجع رچلك .
حمدان …لا يا ست الستات كفاية عليكى كده ، والله ما انا خابر اشكرك إزاى على اللى عملتيه ده مع مرتى وجابر.
ان شاء الله يترد يوم فرحك .
اصطنعت فهيمة الحزن مرددة…انا خلاص خدت نصيبى ومعيزاش حاچة .
حمدان ..كيف ده ، ده أنتِ الف مين يتمناكى !!
فهيمة …خابرة ما كل يوم والتانى هيتجدملى حد ، بس انا مشيفاش فيهم اللى يملى عينى ، انا رايدة راچل يحبنى ويراعينى كيف ما انا شايفاك إكده عتحب مرتك وتراعيها .
اللى زيك يا سى حمدان بجا جليل جوى .
وكانت تلك شرارة الحب لحمدان ، فقد أثرته كلماتها تلك وابتسم مردفا …وأنتِ تستهلى ده يا فهيمة .
فهيمة بدلال ..ان شاء الله يخليك .
ويلا تفوتك بعافية .
حمدان ..متخليكى شوى ، دى جعدتك حلوة .
فهيمة …عشان تاخد راحتك معاهم .
وانا كمان ارتاح وبكرة ان شاء الله أچى من الفجرية.
لتغادر فهيمة ولكن طيفها ودلالها لم يغادر حمدان .
وخصوصا وهو يرى زوجته أصبحت لا حول لها ولا قوة ولم تستطيع إسعاده كرجل مثل ذى قبل .
وظلت هكذا فهيمة تتصنع الاهتمام حتى ظهرت على حقيقتها ، فكانت تسب فريال عندما تفعل اشياء خارجة عن إرادتها أو تعبث بإى شىء وتلقبها بالمجنونة .
حتى أنها كانت تضربها ، وعندما كان يبكى عليها جابر ، كانت تضربه هو الآخر وتلعنه بأبشع الألفاظ وتتوعده أن قال اى شىء لوالده فسوف تقص لسانه .
فكان يخاف منها ولا يقول شىء .
حتى جاء اليوم التى صعدت به فريال إلى سطح المنزل وشاهدها جابر ، فأسرع إلى فهيمة خائفا …إلحجى يا خالة فهيمة امى طلعت السطح غتيها جبل ما تقع منه .
فابتسمت فهيمة بمكر لأنها هى من فتحت باب المؤدى إلى أعلى المنزل ، من أجل أن تتخلص منها بتلك الطريقة ولا احد سيلومها لأنها هى من دفعت بنفسها منه وليس هى من دفعتها ..
فهيمة بلا مبالاة.. …حاضر ، يا ولا هشوف اللى على النار ألا يتحرق وأروح اشوف أمك الهبلة هتهبب إيه على السطح .
ليصعق الصغير عندما استمع الى صوت ارتطام شىء ثقيل على الأرض ، فصرخ …امى ، امى .
ليسمع بعد ذلك صوت هرجلة فى الشارع من النساء والرجال حتى تطرق لأذنه قول أحدهم …لا حول ولا قوة الا بالله .
ليذهب سريعا الى الباب ليفتحه ليتفاجىء برحمته التى كانت تمشى على الأرض ملقاة والدماء تحيط به من كل جانب .
انتهى جابر من دعاؤه وأعتدل ليجد والداه جالسا على طرف فراشه فابتسم له وذهب إليه يقبل يده بحنو مردفا…اهلا يا بوى .
ليخرج حمدان عن شروده ، ليطالع جابر بحب مرددا …اهلا بالعريس .
استعديت يا ولدى وچهزت خلجاتك ، عشان ابعت لمتولى يخدها ويرصها فى دولاب العروسة ..
تنهد جابر بقلق …ايوه يا بوى ، چاهزة .
طالعه حمدان بريبة مردفا …ومالك إكده عتجولها وانت مش فرحان ؟
ده انا سمعك وانت هتدعى وعرفت انك عتحبها جوى .
جابر بتنهيدة حارة …ايه يا بوى عحبها ، بس خايف إنها متحبنيش .
حمدان …هو فيه حد يقدر ميحبش چابر ابو جلب زى البفتة البيضة .
ولا لسانك اللى هينجط عسل ، يا ابنى ده انت تدخل الجلب على طول .
ابتسم جابر لتلك الكلمات المطمئنة من والداه مردفا بحنو ..ربى يخليك ليه يا بوى .
ليتفاجئوا بصوت الباب يُفتح بإندفاع عليهم ، وإذ فهيمة غاضبة ، فولجت وعينيها تنذر بالشر مردفة بغضب…انت چيت من برا يا حمدان على ولدك .
مش حتى تجولى إنك چيت ولا تطل على ولادك الصغار الأول
ولا خلاص مبجاش غير ابن الهبلة ده عنديك ، مش عارفه كيف بت الچبالى عتخده على إكده .
فزفر جابر بضيق وتغيرت قسمات وجهه لغضب فقال ….أنتِ ايه بالظبط ؟
حرام عليكى والله ،ما تخليكى فى حالك وتسيبى أمى الله يرحمها فى حالها .
وكفاية بجا ،دى حاچة بتاعة ربنا وممكن تصيب أى حد فى اى وجت ..
فهيمة بإنفعال …انت هتدعى عليا يا ابن المچنونة والله عال !
ده چزات تربيتى ليك بردك ، مهو على رأى المثل ( يا مربى فى غير ولدك ) .
فوقف حمدان غاضبا بقوله …اتلمى يا ولية أنتِ ، وهملى ولدى فى حاله ومتجبيش سيرة المرحومة على لسانك تانى ، والا انا مش هسكتلك وأنتِ خابرة زين غضبى يا فهيمة ، فروحى يلا شوفى حالك وأجصرى الشر .
تجمدت فهيمة فى مكانها وشخصت عينيها ..فتلك أول مرة ينهرها حمدان ، فهو منذ أن تزوجته وهى لها السلطة عليه ويخضع لقولها ولا يرفض لها قول .
فما حدث له ؟
فهيمة بإندهاش …انت هتشخط فيه على آخر الزمن يا حمدان عشان ابن **
فقطع حمدان صوتها بقولها…جولت ايه يا فهيمة ، وعجولك تانى لو كررتيها يمين تلاتة لكون رامى عليكى اليمين دلوك .
فرمقت فهيمة جابر بنظرة نارية ثم خرجت على إثرها غاضبة .
جابر بإنكسار ..اتأخرت كتير يا بوى .
كان نفسي من زمان تجولها الكلمتين دول ، بدل ما بتسم بدنى بيهم كل شوية .
حمدان بندم …معلش يا ولدى ، حجك عليا .
ومعدتش عتسمعها منيها تانى .
ودلوك هات شنطتك وريح أنت بجا ساعتين ، عشان اليوم بكرة مفهوش راحة .
ثم غمزه الا آخر الليل بجا يا عريس وياريت تبيض وشى .
فابتسم جابر بحرج ، ليغادر بعدها حمدان .
…………….
أشرقت شمس يوم جديد على أبطالنا ، وليس كأى يوم بل هو يوم زفاف كل منهما من اختار له والداهم دون رغبة منهم ولكنهم استجابوا لأمره ، لعلمهم أنه لا يستطيع أحد الوقوف فى وجهه والرفض .
وأصبح القصر فى هذا اليوم كخلية نحل لا تفتر عن العمل ، وحمدان يقف لكل منهم بالمرصاد كى لا يتباطىء أحد عن ما كلف به .
بينما كان منصور فى غرفته مع نهلة ، يلهو كالأطفال مع جهاز البلاستيشن .
ترجى منصور نهلة بقوله …. تعالى ألعبى معايا الدور ده يا نهلة ، عشان مزعلش منيكى وأخاصمك .
تنهدت نهلة بحزن على الرغم من كرهها له ونيتها من زواجها به الأنتقام منه ولكن طبيعتها غلبتها وحزنت عليه لأنها رأت فى عينيه حقا محبته لها .
نهلة …لا حول ولا قوة الا بالله ، الراچل يوم عن يوم دماغه عتخف زيادة ، وسبحان من له الدوام .
ده غير يا حبة عينى رايح چى على الحمام لغاية ما اتصفى ووشه بجا جد اللجمة ولا نافع معاه دوا ولا بن بالليمون .
ثم سارت إليه وجلست بجانبه على الأرض ، وربتت على كتفه بحنو مردفة…بجولك ايه يا منصور ، سيبك من اللعب دلوك وتعال ألبسك عشان الفرح ولادك خلاص جرب وسامعة صوت الهيصة تحت ، والمعازيم بتهل من كل حتة .
تهلل وجه منصور مردفا بفرحة ..فرح بچد ، طيب بسرعة لبسينى عشان أشوف العريس والعروسة وأكل الحاچة الحلوة .
طالعته نهلة بقلق مردفة ….ربنا يستر وتعدى الليلة دى على خير .
لتقوم بالفعل بمساعدته على إرتداء ملابسه .
لتسمع صوت طرق على الباب وإذ به حمدان يستأذن للدخول.
رمقها حمدان بغضب ولكنه ابتسم بشماتة فى حال منصور محدثا نفسه ….والله جه اليوم اللى أشوفك يا منصور إكده .
ولا طايل سما ولا أرض من عملته فى مرتى وعملته فى غالية زمان ولما خلتنى شيطان زيك بالظبط بعد ما كنت راچل أعرف ربنا ، ضيعتنى يا منصور يا جبالى.
وچه اليوم اللى انا أضايعك فيه .
……..
طالعت زهيرة براء ببذلته السوداء فكان كالبدر المنير ، فابتسمت بحب مردفة ..بسم الله ماشاءالله ربنا يحفظك يا ولدى من العين .
فانحنى براء على يد والدته يقبلها …ربنا يخليكى يا يا الكل .
زهيرة بحب ..ويبرلكلى فيك يا ولدى .
ويلا روح شوف عروستك جه‍زت، وانا هروح أطمن على بانة وباسم .
براء……حاضر .
فذهب براء إلى غرفة زاد فطرق الباب عدة مرات ولكنه لم يجد استجابة ، فعم القلق قلبه وقرر أن يفتحه ليطمئن عليها ولكنه تفاجىء …..؟؟

google-playkhamsatmostaqltradent