رواية اولاد الجبالي الفصل الرابع و العشرون 24 - بقلم شيماء سعيد

الصفحة الرئيسية

   رواية اولاد الجبالي كاملة بقلم شيماء سعيد عبر مدونة دليل الروايات 


رواية اولاد الجبالي الفصل الرابع و العشرون 24

 
 
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 🌺
استغلت قمر قرب زواج براء من زاد من أجل اطماعها ، فطلبت منه ضمان لإثبات حبه لها كى لا يتزعزع مع الوقت .
بدء الشك يتسرب إلى قلب براء مردفا باستفهام ..يعنى ايه مش فاهم ، أنتِ عايزة ايه بالظبط ؟
ارتبكت قمر بعض الشيء ولكنها أظهرت الثبات بقولها …يعنى تكتبلى شيك بمبلغ أو حتة أرض أضمن بيه حجى لو طلجتنى وبعتنى يا براء .
طالعها براء بإندهاش وكاد أن يرفض لانه بالفعل يحبها ولكنه تراجع وقرر الموافقة ، لانه بالفعل لايدرى ما تخبىء له الايام مع ذلك الظالم منصور الچبالى وحتى لا يظلمها معه بالكلية إن حدث شىء رغما عنه .
زفر براء بضيق مردفا ..ولو انى بحبك وأنتِ خابرة ده زين .
بس ماشى يا بنت الناس عشان حتى تعويض عن جوازنا اللى فى السر لغاية ما ربك يكتب لينا الخير .
لمعت عين قمر من الفرحه وحدثت نفسها …ايوه هو ده المطلوب ، امال انا بعت نفسى بلاش ولا ايه !!
براء ..انا هكتب ليكى شيك بمبلغ مية ألف جنيه ، عشان الأرض كلها ملك ابوى مينفعش اتصرف فيها لحالى .
ده غير عندك مؤخر زييهم والشقة كمان بإسمك .
فقبلته قمر مردفة بفرحة ..ربنا يخليك ليا يا جلب قمر .
ثم سئلته بمكر ..وميتى هترچع شغلك ؟
براء …يعنى سبوع إكده ، عجبال ما أجدر أصلب طولى .
عشان اللى چى شكله واعر جوى .
ضيقت قمر عينيها مردفة بترقب ..ليه فيه ايه ؟
براء …داخلين على مهمة صعبة جوى ، هنجدر نوصل فيها للرأس الكبيرة للعمليات اللى عتحصل كل يوم والتانى دى .
بس لسه مش خابر كيف ؟
لما ارچع واتواصل معاهم عشان اشوف الخطوط ماشية إزاى ؟
قمر …ايوه _ ترچع وترچعلى بالسلامة .
لينتهى موعدهم بلحظاتهم السعيدة ، ثم ساعدته على ارتداء ملابسه واستعدا للمغادرة .
لتعود قمر بعد ذلك إلى منزلها مرهقة ، فألقت حقيبتها على الأريكة وألقت بنفسها على الفراش ، لتحظى بنوم عميق ، حتى أنها لم تسمع رنين هاتفها المتكرر .
استمعت ملك إلى ذلك الرنين الصادر ، فتركت ما فى يدها فى المطبخ وأسرعت لغرفتها مردفة …ايه يا قمر ، مش سامعه الموبيل كل ده ؟
ولكنها وجدتها تغط فى نوم عميق ، فتعجبت من حالها فهذا ليس وقت النوم .
فسئلت ملك نفسها …طيب اعمل ايه فى اللى عمال يتصل ده وهى نايمة؟
أجولك انا أطلع الموبيل وأقفله أحسن من الصداع ده .
بس استنى لما تخلص الرنة دى .
فقامت بفتح حقيبتها بعد أن انتهى الأتصال ، لتسمع رنين رسالة .
ملك بنفور ..خلصنا من الزن وبعت رسالة ، لما اجفله بجا .
ولكنها عندما وقع عينيها على محتوى الرسالة شهقت ووضعت يدها على فمها .
فقد كانت رسالة من حمدى ؛
‌مبترديش عليا ليه يا جمرى ،طمنينى على الطور المقدم براء چوز الغفلة عملتى معاه ايه ، عرفتى تجلبيه وتاخدى منه اللى أنتِ عايزاه .
‌وها جالك على عملية جديدة فى شغله ؟
‌ردى بجا يا قمر ، عشان كمان اتوحشتك يا بت وعايز اشوفك فى الشجة .
‌حركت رأسها ملك بعدم استيعاب وأخذت تصرخ …لااا مش معجول ده ، اختى انا تعمل إكده ؟
‌با مصيبتى ويا فضيحتنا وسط الخلق.
‌كيف تچوز فى السر وكمان عتخونه ، مع واحد شكله كده سوابق .
‌يا مرك يا ملك ، ويا خوفى عليك يا ابوى .
‌أدى أخرة المشى بطال ، ياما نصحتها تخلى بالها من نفسها وأنها البنت لازمن تكون غالية لغاية ما يچى نصيبها لغاية عتبة بيتها بس مفيش فايدة .
‌تململت قمر على فراشها عند سماعها صوت ملك العالى وفتحت عينيها بتكاسل مردفة بنعاس …مالك صوتك عالى ايه يا ملك ، وطى صوتك مش عارفه أنام .
‌فاقتربت منها ملك بعد أن سيطر عليها الغضب ، وامسكتها من ملابسها بقوة مردفة بحنق….نامت عليكى حيطة يا بت ، اللى عملتيه فى نفسك وفينا ده ؟
‌حرام عليكى أبوكى يا قمر ، وحرام عليكى نفسك اللى ضيعتيها وراجل كمان عتخونيه مع واحد زبالة .
اتسعت عين قمر بصدمة غير مصدقة أن سرها قد انكشف وان نهايتها باتت قريبة ، فحاولت النفى بقولها ….أنتِ عتجولى ايه ؟ انا مش فاهمة حاجة .
وكيف تمسكينى كده أنتِ اتچننتى ، بعدى يدك عنى والا والله أجوم أوريكى مجامك .
حركت ملك فمها بسخرية …مش فاهمة ،طيب خدى تلفونك ردى على حبيب الجلب اللى عايز يجابلك من ورا چوزك المقدم براء فى الشجة .
ابتلعت قمر لعابها بغصة مريرة وسبت حمدى مردفة فى نفسها …الله يلعنك غبى غبى ،كيف تبعت ليا رسالة إكده ،منك لله ، اعمل ايه معاها دلوك ؟
ده لو ابوى عرف هيكتلنى .
اصطنعت قمر الضعف والحزن …انا خابرة انى غلطانة من ساسى لراسى ، بس انا خابرة برده أن جلبك حنين يا ملك واكيد مش عتجولى لـ بوى عشان لو عرف هيكتلنى ويموت فيها .
ملك بغضب …طيب ما أنتِ خابرة اهو ، ليه عملتى إكده ،ليه ؟
قمر …ضحكوا عليا التنين والله ، واحد اتچوزنى عشان يرضى نفسه والتانى كنت فاكرة عيحبنى وعايز يچوزنى لما اطلج من براء .
ثم بكت بدموع التماسيح …انا مليش ذنب ، انا عشجت وضعفت جصاده غصبا عنى .
ملك بغصة مريرة…وهتفيد بإيه الدموع ، ياما حظرتك ونبهتك وأنتِ كنتى بتتمسخرى عليا وتجولى شيخة وابعدى عنى .
عجبك حالك دلوك !
كتمت قمر غضبها كى تستطيع التأثير عليها لكى لا تفشى سرها لأحد .
فترجتها بقولها ….خلاص بجا يا ملك انا فيا اللى مكفينى ، ومفيش بإيدى حاچة أعملها.
ملك …لا تجدرى توجفى المهزلة دى ، تبعدى عن عشيجك ده خالص وتتوبى لله عز وجل چبل ما چوزك يحس وهو بيده اللى هيخلص عليكى .
ضغطت قمر على شفتيها بخوف من أن يعلم براء حقا بما تفعله .
تابعت ملك حديثها بقولها” وكمان چوزك لازم يچى لأبوكى ويتجدم وتعلنوا چوازكم جدام الخلق لأن جواز السر ده حرام لازم الإشهار .
فضحكت قمر وحركت شفتيها بإستنكار …يا سلام وهو لو كان جادر يعملها من الأول كان اتجدم يا ست ملك ، لكن ده چبان ميجدرش .
فسئلتها ملك متعجبة.. ..وأنتِ ليه وفجتى من الأول وخابرة انه مينفعش ، ومتجوليش عتحبيه عشان عتحبى واحد تانى !!
كل ده عشان الفلوس ، الفلوس اللى بتقل من صاحبها ملهاش عازة .
زفرت قمر بضيق …منا خابرة هتعزى الفقر من يومك بس انا لا نفسى أطلع للدنيا بجا ،زهجت من عيشة الفقر دى .
ملك …لا حول ولا قوة الا بالله ، يعنى عشان الفلوس هتبيعى نفسك ، يا خسارة يا قمر .
بكرة تندمى ندم العمر كله يا بت بوى .
تنهدت قمر ثم ترجتها بقولها …المهم دلوك عشان خاطر ربنا اوعى تجولى حاجة لابوى.
حركت ملك رأسها بإستياء ….وهو انا أقدر ، عشان أخسره وهو اللى بجلنا من الدنيا ، كفاية امى الله يرحمها ودلوك أنتِ كمان .
ولا حول ولا قوة الا بالله.
……..
عاد محفوظ إلى بيته مهموما حزينا ، وولج إلى غرفته ، فجلس على طرف فراشه ووضع يديه على وجهه وقد أطلق لعينيه البكاء لعلها تخفف عنه تلك النار المندلعة فى جوفه .
لمحت والدته ( صباح ) دخوله للبيت وسمعت صوت باب غرفته يغلق بقوة فأدركت أن هناك شىء به فرددت ….مش بعادة يعنى الواد محفوظ يچى من غير ما يطل عليا الأول ويتكلم معايا عن يومه زى كل مرة قبل ما يدخل يريح على فرشته .
ثم تابعت قولها بغيظ …شكل اللى متسمى بت حفيظة زعلته اكيد ، انا مش خابرة البت المسلوعة دى عچباه فى ايه !
كان مالها بس البت مروة بت أختى ، حاچة كده مهلبية وشاطرة فى كل حاچة وبت صغار يعنى كان هيربيها على دماغه .
لكن بت حكمت دى خابراها دمغها ناشفة زى امها بالظبط وخابرة برده أنها مش هتريحه بس هو مش شايف إكده .
عشان كيف ما بيجولوا مراية الحب عامية، وجلبى حاسس ان البت دى سحراله عشان يحبها أكده جوى ، وخلته كمان يطلع عن طوعى وميسمعش كلامى .
بس ماشى أنا وراها والزمن طويل ، ومسيرى هقدر أطفشها وأچوزه البت مروة .
ثم قامت من على الأريكة مردفة …لما أخش أطمن عليه وأشوفه ماله ، يمكن يريحنى ويجولى فسخ خطوبته منيها ونخلص عاد .
وبالفعل ذهبت إليه فوجدته على حالته تلك ، فضربت على صدرها مردفة بفزع …محفوظ يا ولدى أنت عتبكى ؟
هو فيه راچل عيبكى بردك يا ولدى !
مسح محفوظ دموعه سريعا مردفا …مش عبكى ولا حاچة ياما ، دى عينى أطرفت بس .
فحركت صباح شفتيها بإستياء مردفة …عينك أطرفت بردك ولا تلاقى اللى متسمى بت حكمت هى اللى مزعلاك .
ولا تكونش الحمد لله عقلت يا ولدى وفسخت خطوبتك منيها .
غلت الدماء فى عروق محفوظ عين سماعه هذا الكلام من والدته فوقف أمامها مرددا …لا مفسختش ياما وايه جولك بجا أن دخلتى عليها الچمعة الچاية .
فعايزك انتِ وابوى تنزلوا بكرة تشتروا أوضة نوم ، وانا الليلة عفضيها عشان أدهنها بيدى .
أتسعت مقلتى صباح عن اخرهما مردفة بصدمة ….ايه الچمعة الچاية إكده على طول ؟
وليه ان شاء الله يا ولدى الإستعجال ده ؟
تكونش ماسكة عليك ذلة بت حكمت ولا ايه ؟
مسح محفوظ على وجهه مستغفرا …استغفر الله العظيم.
خلاص ياما ملهوش عازة الكلام ده وجولتلك اللى فيه النصيب
.
فانفعلت صباح ….لا الموضوع ده فى إنّ يا ولا ولزمن اعرف فيه ايه ، يأما ولى خلق الخلق أحلف ما لسانى يخاطب لسانك ومن دلوك انت ولا ولدى ولا أعرفك وجلبى عيغضب عليك ليوم الدين .
ابتلع محفوظ لعابه بمرارة مردفا …ياما ارچوكى ، انا مش ناجص ، انا فيه اللى مكفينى وزيادة.
وزى مجولتلك دخلتى عليها الجمعة الچاية .
فأمسكته صباح من تلابيب ملابسه مردفة بهدر ….ايه يا محفوظ ، انت عملت حاچة مع البت دى وعايز تداريها بالچواز ، صوح ؟
…………….
تفاجىء باسم بـعبير تفتح له الباب دون أن يطرقه .
ابتسمت عبير وأردفت بدلال …أهلا يا دكتور .
ثم تقدمت منه وجذبته للداخل بين ذهول إندهاش باسم من جرئتها تلك ثم أغلقت الباب.
فتعرق باسم وهدر بغضب …أنتِ ايه اللى عتعمليه ده يا انسه ؟.
ثم دقق النظر إليها مردفا …انا حاسس انى شوفتك قبل أكده .
فضحكت عبير واقتربت منه بشدة ووضعت يديها على كتفه مرددة ….انت نستنى ولا ايه يا بسوم ، انا اللى جتلك فى العيادة وقربت منك عشان بحبك ، بس انت ساعتها شكلك كنت مكسوف حبتين ، فقولت أچيبك هنا عشان نكون براحتنا .
فإيه رئيك فى المفاجأة الحلوة دى ؟
فأبعد باسم يدها بقوة مردفا بغلظة …أنتِ شكلك اتچننتى عاد ولا ايه ؟
أنتِ فعلا مش طبيعية ، كيف تعملى أكده وتستقبلى راجل غريب عنيكى أكده .
بس احمدى ربنا انى راجل محترم وملهوش فى الحرام والا كان هيكون ليا تصرف تانى معاكى .
فابتسمت عبير رغم أسلوبه الحاد وتعلقت برقبته مردفة …ما انا عايزة اشوف التصرف التانى .
افهم بقا يا بسوم ، انا بحبك ومش هسيبك غير لما تحسسنى بحبك انت كمان .
زفر باسم بضيق وأبعد يدها بأنفعال مردفا …لا أنتِ زودتيها جوى ، وجولتلك انا مليش فى السكة دى .
شوفى حد تانى ترمى بلاكى عليه .
فصكت عبير على أسنانها بغيظ …بردك مش هسيبك يا باسم ، انا مصدقت أشوفك يا حبيبى .
ثم حاولت التخفيف من ملابسها لتجذبه إليها ، فطالعها بصدمة ووضع يده على وجهه مردفا …هى وصلت لكده ، لا كله الا الشرف يا عبير .
وعود الراجل زى عود الكبريت ، أنتِ ملكيش اخوات رجالة ولا ايه يا ظالمة .
ثم بدء يتراجع بظهره حتى وصل الى الباب وفتحه سريعا وركض للخارج ، فأسرعت من ورائه مرددة …برده مش هسيبك يا بسوم وهجيبك تانى .
باسم …يا مرارك الطافح يا باسم ، هتلاجيها منين ولا منين .
…….
عاد منصور مع نهلة إلى الجصر بعد أن أبتاع لها ما كل ما تريد .
جلس منصور بجانب نهلة وحاوطها بذراعه مردفا..مبسوطة أكده يا نهلة ؟
تأففت نهلة وحاولت الابتعاد ورسمت على وجهها ابتسامة مصطنعة مردفة …جوى جوى يا منصورى ، ربنا يخليك ليا .
ثم وجدته يتثاءب مرددا بنعاس …طيب انا هجوم أمدد شوية على السرير .
وصحينى لما يحضروا الغدا .
نهلة محدثة نفسها…ياريت اهو تريحنى من خلجتك اللى تسد النفس دى .
لينام بالفعل منصور وتهاجمه الاحلام مجددا ويرى نفسه بعد أن غادر بيت أبيه الذى وعده أن يعود إليه مجددا ولكن بشخص آخر وسيجبرهم جميعا على احترامه .
وبالفعل استأجر شقة مؤقتا لحين التفكير فى كيفية التصرف بتلك الآثار وبيعها لناس يعلمون قدرها .
فتعرف حينها على متولى الذى أوصله لناس وبالفعل استطاع بيعها ليحصل على أول مبلغ فاق كل توقعاته وهو مليون جنيه ليبنى عليه امبراطوريته بعد ذلك .
كما قام بعمل شركة صغيرة ظاهرها أعمال صالحة وباطنها أمور غير شرعية لتتضاعف أمواله ويذيع صيته بين النچوع حتى يصل إلى أخيه منصور .
جلس منصور فى غرفته محدثا نفسه ….انا مش مصدج الكلام اللى عيجوله عن اخويا ممدوح ده ، كيف فى فترة صغيرة أكده يعمل كل ده ؟
لتأتى زهيرة حاملة بيدها باسم الصغير مردفة بحنو ..مالك يا منصور عتكلم نفسك ليه عاد ؟
منصور …لا مفيش حاجة يا جلب منصور ، وهاتى الواد ده ، بلاش تشليه كتير إكده عشان الحمل .
فضحكت زهيرة …من اولها خايف على بتك اللى جاية فى السكة .
فابتسم منصور …اه طبعا ، دى عتكون عندى الأغلى وام ابيها .
زهيرة بإندهاش …اول مرة أسمع فى الصعيد راچل يحب البنات .
منصور ..كيف محبهاش ودى وصية رسول الله.
زهيرة..صلى الله عليه وسلم.
ليتفاجىء بعدها منصور بسماع صوت صفارة سيارة يتردد كثيرا ، فخرج إلى الشرفة ، فرأى أمام البيت سيارة أحدث موديل ، ترجل منها ممدوح وعلى وجهه العزة .
ثم ضرب الباب بعصاه الخشبية ، ليفتح له والده الباب ، فضيق له عزيز عينيه مردفا …ممدوح ، جيت اخيرا ؟
رفع ممدوح أنفه بتعالى مردفا …ايوه چيت يا بوى ؟
عزيز بتهكم ..ويا ترى كنت فين السنة اللى عدت دى كلاتها ؟
ممدوح بتفاخر …كنت بعمل اللى جولتلك عليه يا بوى وبجيت أشهر من النار على العلم .
فابتسم عزيزا ساخرا بقوله . …سمعت عنيك .
بس يا ترى فلوسك دى منين كلاتها ؟
والعربية اللى انت هتتفشخر فيها دى واللبس الغالى ده كله منين يا ابن الجبالى ؟
واوعاك تجول من أنه تعبك وشجاك من خلال ، لانى عارفك من زمان ، مش وش حلال لكن وش اجرام .
انفعل ممدوح بقوله ….مهيهمنيش ، المهم دلوك انا بجيت ايه وهعمل ايه لسه والكل هيحترمنى بفلوسى .
عزيز مؤكدا له بقوله ….انت مهما عليت بفلوسك لكن هتقل فى نظرى اكتر ، وممكن تأذى إكده اخوك سيادة النقيب منصور وتلوث سمعته .
فضحك ممدوح ساخرا بقوله …جولتلى ده اللى يهمك بس سيادة النقيب .
بس متجلجش يا بوى ، انا نضيف ومحدش يجدر يجول فى حجى كلمة .
ليأتى منصور من خلف والداه مبتسما فى وجهه اخيه بقوله … حمد لله على السلامة يا اخوى ، اتفضل تعال ادخل واجف ليه .
تعال عشان تشوف عيال أخوك براء وباسم .
طالعه ممدوح بغل وحقد على ما يحظى به من حب ممن حوله وايضا أصبح له زوجة وأولاد من الذكور .
فحدث نفسه …مش خابر انت أحسن منى فى ايه عشان عنديك كل حاچة إكده وانا رغم الفلوس دى كلاتها بس بردك حاسس بالنجص وانى مش فرحان .
حرك ممدوح شفتيه بتهكم مردفا..ربنا يخليهم ليك .
بس وجت تانى عشان مش فاضى .
وعايز أروح أزور اختى ثريا ، عرفت انها اتجوزت .
فنهاه عزيز بقوله ….سيبها فى حالها ، وأبعد عنيها ، عشان چوزها معيرهاش بيك .
انفعل ممدوح بقوله ..لا انت تمنعنى عن اى حاجة الا من ثريا ، عشان هى الوحيدة فى العالم ده كله اللى عتعملنى انى بنى آدم .
ثم غادر ممدوح ساخطا بعد أن كان يتوقع أنه سيحظى بمعاملة أفضل بعد أن أصبح من رجال الأعمال المشهورين .
ولكن وجد نفسه كما هو منبوذا حتى من أقرب الناس إليه .
……….
مرت عدة أيام لاحظ فيها أولاد الجبالى ، سلوكيات والدهم الغريبة ، فهو لا يكف عن الضحك وأحيانا يتكلم باشياء غير مفة .
باسم مشيرا إلى براء …مش خابر أبوك حسه مش طبيعى خالص ، مش هو ده منصور الچبالى .
براء مؤكدا …اه فعلا غريبة جوى ، تحس زى ما يكون شارب حاچة .
فعبس باسم قائلا ….كله اكيد من البجرة مراته ، لحست عجله ولا يمكن عملاله عمل وهتسقهوله كمان .
فضحك براء …معجول دكتور وعتكلم فى الدجل ده !
باسم …للأسف دى حقيقة ، والأعمال والسحر مذكور فى القرآن وخصوصا من الأشكال دول .
براء مندهشا ..طيب والعمل ؟
باسم …مش عارف بس انا عايز أعرضه على دكتور مخ واعصاب برده الأول .
حمحم براء بحرج …بس أجولك حاچة ، انا مبسوط بحالته دى ، على الأقل هنرتاح من أسلوبه وأوامره اللى مبتنتهيش وكأننا عبيد عنديه .
حرك باسم رأسه بتأكيد …عنديك حق ،بس بردك مهما كان ده ابونا ، وفى وشنا ولزمن نطمن عليه .
فتنهد براء ….ولو أنه ميستهلش بس ماشى ،عشان خاطر ربنا .
بس أجلها يومين نخلص من الورطة اللى ورطنا فيها دى .
ولا ناسى إن خلاص الفرح بكرة عاد .
وشايف بعينيك عم حمدان شغال زى النحلة ، ورايح چى يحضر وعازم سوهاچ كلاتها .
فزفر باسم بضيق مردفا بآسى ..يعنى خلاص إكده معدش فيه مهروب واتحكم علينا الحزن للأبد .
فهمس له براء….متكدرش نفسك يا دكتور ، وعيش حياتك زى ما هى أكده .
واتچوز بنت بسطويسى واعمل المستشفى اللى أبوك جال عليها ده مستقبلك صوح ، وبردك مفيش مانع تدلع نفسك وتچوز اللى بتحبها ملك بعدين .
باسم …جولتلك جبل سابج ملك حاچة وقمر حاچة تانية خالص .
اللى جبلته قمر على نفسها من چواز فى السر كأنك هتعيش معاها فى الحرام ، متجبلوش ابدا ملك ، عشان نفسها عزيزة جوى .
ده غير انا خابر نفسى مش هقدر ابنى سعادتى على سعادة غيرى وهراعى مشاعر الإنسانة اللى هچوزها .
حرك براء رأسه بإستغراب مرددا …غريبة البنت دى جوى ، بس يعنى معدتش حد عيفكر بالأسلوب ده !!
باسم …لأن دلوك اللى لسه عيفكر بالأخلاق والأصول بجا غريب للأسف .
ويمكن ده اللى خلانى أحبها اكتر يا براء ، لأنى خابر مفيش زيها ابدا الا يمكن وحدة بس عتكون من نصيبك ، فخلى بالك منيها واوعى تضيعها عشان قمر .
حرك براء رأسه بنفور …..جصدك زاد !!
لا دى عايزة أديها على نفوخها ، زهجتنى عنيدة جوى جوى وفاكرة نفسيها مفيش على الكوكب غيرها ، امال أو كانت حلوة شوية زى قمر كانت عملت فيا ايه ؟
باسم …لساك عتفكر بالحلاوة بس يا خوى ، تبجا غلطان .
براء …ليه مهى ملك حلوة وعشان إكده انت حبتها ولا انا غلطان .
باسم …منكرش أن أول حاچة لفتت نظرى ليها انها حلوة ، بس ده كان مجرد اعچاب زى اى وحدة بجابلها .
لكن الحب چه لما عرفت جد ايه هى حلوة من برا ومن چوه كمان .
براء …كيف ده وانت مجبلتهاش غير مرتين وبالصدفة كمان .
ولولا معرفتى بقمر مكنتش هتعرف رقم تليفونها حتى .
باسم …..مهو من المرتين دول وطريقة كلامها معايا الشديدة دى ونظرات عينيها عرفت كيف هى انسانة كويسة جوى ولما كنت هبعت ليها رسايل كانت هترد بالجطارة وتدينى درس فى الاخلاق كمان .
ومع ذلك معرفش كيف حسيت انها عتحبنى رغم انى عمر ما سمعت منيها الكلمة دى .
وجالت حب يعنى چواز وتدخل البيت من بابه غير كده رفضت اى مجابلة أو كلام .
تعجب براء من ذلك الفرق الكبير بين قمر وملك !
وتسائل ..من منهم على حق ، من عزت نفسها وابتعدت ام من سارت وراء قلبها ؟
براء …يعنى عاملة شيخة كيف زاد !
لا يا عم انا أحب الفرفشة شوى ،وعچبانى قمر إكده .
وزاد منكرش أنها كويسة وخابر ده زين ، لكن أسلوبها معايا بينرفزنى وبكون عايز أمسك راسها دى أكسرها.
ابتسم باسم مردفا…حرام عليك دى عتحبك .
ضحك براء ساخرا …لا مهو واضح الحب ده جوى ، ده مهطجش تبص فى خلجتى ومش عايزة تتم چوازنا ، بس مش براء اللى تجف جصاده وتجوله إكده .
وبكرة لما يتجفل علينا باب واحد هطلع على جتتها كل اللى عتجوله وهتعمله معايا .
باسم بحنق …لا يا براء دى مهما كان بت عمتك اللى أتربينا معاها وبينا عيش وملح وعرفنها زين .
ميصحش أكده .
براء مستنكرا ..وهى يصح اللى هتعمله ده ؟
باسم …متنساش أنها موجوعة عشان خابرة انك عتحب غيرها .
براء …وايه يعنى ، انا راچل واعمل اللى يريحنى، أحب أتچوز غيرها عادى ، وكفاية جوى انى جبلت أتچوزها من الأساس تحمد ربنا .
باسم …على فكرة انت إكده عتكلم كلام مش تمام ، ومش مقدر النعمة اللى فى يدك ، ومش هتحس بيها غير لما تروح منيك وساعتها هتندم ندم عمرك .
سخر منه براء بقوله ..اندم على زاد ، عادى يكفينى قمر وبس .
باسم …لا انا جايم ، اشوف حالى ، اتأخرت على العيادة .
براء …كنت أجزت يا باسم ده خلاص بكرة الفرح عشان تچهز نفسك .
طالعه باسم بإنكسار واكتفى بأيماءة حزينة ، ثم غادره متوجها نحو عمله .
براء ..للدرچاتى حزين يا اخوى!
مش عارف أجول ايه غير ربنا يطيب جلبك .
ثم آتى له حمدان بوجه مبتسم قائلا …الف مبروك يا سيادة الباشا .
براء…الله يبارك فيك يا عم حمدان .
حمدان …انا إكده جهزت كل حاچة حتى البت اللى هتيچى تزوج البنات كلمتها وهى هتيچى كمان دلوك ومعاها فساتين عشان كل واحدة تنجى اللى يعچبها وعلى مجاسها .
وهشيع المساعدة بتعتها لبت بسطويسى بردك .
وخلاص زمان الرچالة زبطوا جناحات العرسان فوج بكل حاچة ،والست جليلة هتفرشهم عاد هى والبنات .
والجنينة أهى عاد إتچهزت للفرح وكله عال العال .
متنساش بس بكرة الدكتور باسم يروح ياخد العروسة على المغرب .
براء …تمام ومتشكرين تعبك جوى يا عم حمدان .
حمدان ..متجولش إكده ، انتم كيف جابر وأخواته .
تحدثت بانة إلى زاد بما يقلقها نحو والدها وتصرفاته الغريبة فى تلك الأيام وأن تلك الخادمة اكيد سبب فيما يعانيه .
وأنها ستذهب إليها وتلقنها درسا قاسيا كما فعلت من قبل معها .
قطبت زاد جبينها مردفة بتروى ..حيلك بس يا بانة ، عتملى ايه تانى ؟
مش كفاية اللى حوصل جبل سابج .
إنفعلت بانة بقولها ..امال هسبها تموت ابوى وانا بتفرج ؟
مش شايفة حالته عاملة كيف من ساعة مچوزها .
زاد …فعلا حالته غريبة جوى .
انا جايمة أجبها من شعرها الحرباية دى .
أشارت إليها زاد بيديها …لاااا بلاش عشان متعمليش مشكلة مع خالى تانى .
بانة بتصميم …لا انا رايحة وزى ما يحصل .
لتسرع بالفعل الى غرفة نهلة ، فولجت دون استئذان .
ففزعت نهلة من هيئتها الغاضبة مردفة ..أنتِ تانى عايزة منى ايه ؟؟

google-playkhamsatmostaqltradent