رواية بانتظار العشق كاملة بقلم زينب محروس عبر مدونة دليل الروايات
رواية بانتظار العشق الفصل الحادي عشر 11
كادت أن تتحرك و لكنه منعها عندما حاوطها بين ذراعيه اللائى قد أسندهما إلى الحائط.
كانت تنظر إليه بتوتر و قلبها ينبض بعنف، لم تقوى على الحديث بسبب قربه الشديد إليها، أمال برأسه قليلًا و نظره مُثبت على شفتيها، أغمضت عينيها بخوف و توتر.
لحظات معدودة مرت عليهما و هي مازالت مغمضة العينين، لكن بعد ذلك حدث عكس ما توقعته فاطمة تمامًا، حيث باغتها حسام عندما حملها بين ذراعيه.
فتحت نظرها سريعًا و حدثته بصدمة: أنت بتعمل ايه؟
ظهرت ابتسامة على زاوية فمه و قال: هاخدك بالعافية.
فى هذه اللحظة تخلت فاطمة عن عنادها و قالت: خلاص نزلني و أنا هاجى معاك.
نظر لها حسام بعدم تصديق و لم يتحدث فقالت فاطمة بصدق: و الله هاجي معاك، بس نزلني.
أصغى لها حسام و أنزلها قائلًا: أتمنى تكوني مطيعة علطول.
توقفت سيارة حسام أمام مدخل إحدى المباني المتواجدة فى الأحياء الراقية، نقل نظره إلى تلك التى تجلس بجانبه و قدر اراحت ظهرها للوراء، و كانت مغمضة العينين فاعتقد حسام أنها قد غفت.
ترجل بهدوء من سيارته، و توجه للباب المتواجد بجانب فاطمة و قام بفتحه، مرت عليه ثواني معدودة و هو يتأملها و يتمني بداخلها لو استطاع الزواج بها فى ظروف مناسبة، مال عليها بنصفه العلوى و هو يحل رباط الأمان، و كاد أن يحملها و لكنها فتحت عينيها فى تلك اللحظة، كان قريب جدًا إليها، لدرجة أن حسام استطاع أن يسمع صوت أنفاسها الغير منتظمة نتيجة لقربها منها.
كانت فاطمة تحدق به بشدة و لا تنطق و كأن قربه إليها بتلك الطريقة تجعلها تنسى كيفية الحديث، ابتعد عنها حسام خارجاً من السيارة و هو يقول: بحسبك نمتي ف كنت هشيلك عشان وصلنا.
لم تعقب فاطمة على حديثه، و إنما نزلت من السيارة بهدوء و هى مازالت تشعر بالتوتر الشديد، لكنها ما إن رأت ذلك المبني الواقفين أمامه حتى سألته باستغراب: إحنا هنا ليه؟؟ مش المفروض نروح بيتك!
حسام بجدية: طب ما ده بيتي!
فاطمة بتراجع: لاء أنا مش هطلع، أنا وافقت أجى معاك على أساس هنروح بيت العيلة مش شقة لوحدينا.
قال حسام بمكر: هيفرق ايه يعني بيت العيلة عن بيت لوحدينا؟ كدا كدا احنا متجوزين، بالعكس هنا هتقدري تكوني فى أوضة لوحدك، لكن لو رجعنا الڤيلا هتكوني مجبرة تعيشي معايا فى نفس الأوضة.
زفرت فاطمة بضيق و قالت: لاء طبعًا، كدا كدا عمي شادي عارف ايه سبب الجوازة و مريم كمان عارفة ف مش هتقف على أسيل و طنط منال يعني!
حسام بجدية: الموضع فعلًا مش واقف مع ماما و اسيل، و لا هما أساسًا الأصل فى المشكلة، و لكن فى حد فى بيتنا شغال لحساب سعد الدمنهوري.
نظرت له فاطمة بعدم فهم، فأكمل حسام بتوضيح: احنا حالياً هنفضل هنا أسبوعين بحجة شهر العسل و كدا، دا غير إننا لو رجعنا الڤيلا و كل واحد قعد فى أوضة منفصلة ف سعد هيعرف إن جوازنا دا تمثيلية و بكدا مش هنكون عملنا حاجة و هيفضل حاطك فى دماغه.
صعدت فاطمة مع حسام إلى شقته بعدما اقتنعت بحديثه نوعًا ما، أخذها حسام فى جولة تعريفية عن المنزل، و أراها الغرفة التي ستبقى فيها طوال فترة تواجدهما سويًا، ثم تركها تغرغ حقيبتها و غادر المنزل.
على صعيدٍ آخر فى قصر سعد الدمنهوري.
كان سعد غاضبًا لدرجة أنه كان يحطم كل ما يأتي فى يده، صرخ فى وجه سالي التى تقف أمامه و هى تبكي و قال: غبية، غبية، فضلتي تقولي سيبلي الموضع و أنا هتصرف، أنا هتصرف، لحد ما لبستينا فى الحيط.
أردفت سالي من بين دموعها: و انا يعني كان فى إيدي ايه اعمله! ما أنا نفذت كل اللى أنت قولت عليه.
سعد بغضب: لو كنتي نفذتي الخطوة صح كان زمان عيلة فاطمة قطعت علاقتها بعيلة المنشاوي تمامًا، لكن عشان حضرتك مستهترة الفرصة ضاعت من إيدينا.
كان سعد يتحرك فى المكان ذهابًا و إيابًا عندما صدح هاتفه فى المكان معلنًا عن اتصال، استقبل سعد المكالمة قائلًا بضيق: ايه يا زفت انت كمان، ايه اللى حصل؟
– الآنسة فاطمة خرجت مع حسام المنشاوي و كان معاها شنطة هدوم.
سأله سعد باستغراب: راحت معاه فين؟ مش النهاردة كتب الكتاب لسه؟
– أنا سألت حد من الجيران، فقال إنهم مش هيعملوا فرح، و بدال الفرح هيسافروا برا مصر.
فقال سعد: الموضع ده فيه إن، سواء كانت عيلة المنشاوي أو عيلة الشرقاوي ف الاتنين مش ناقصهم فلوس عشان ميعملوش فرح!
– مش عارف، دا اللى عرفته
سعد بترقب: يعني أنت متعرفش راحوا فين؟
– ما أنا لما خرجت وراهم، لقيتهم راحوا شقة فى حي****.
سعد بعصبية مكتومة: اقفل دلوقت يا وائل، دا أنت أخبارك زفت، و لا أقولك تعالى حالا عشان عايزك
أغلق سعد الهاتف ثم نظر إلى سالي قائلًا: قدامك آخر فرصة عشان تبعدي فاطمة عن حبيب القلب.
كفكفت سالي دموعها و نظرت إليه بتساؤل، فأكمل يعد موضحًا: وائل هيجي دلوقت و ياخدك معاه لبيت حسام، دى الفرصة الأخيرة قدامنا.
سالي باعتراض: هروح لحسام فين دلوقت و لا هروح أقول ايه أصلًا؟!
أردف سعد بمكر: ركزى معايا كويس، أنا هفهمك تعملي ايه.
كان حسام فى إحدى المولات التجارية، يشتري بعض منتجات الطعام اللازمة بالمنزل، و رغم ذلك الوقت المتأخرة إلا أن المكان كان له عدد لا بأس به من الزبائن، كان حسام يطالع منتجات الخضار و هو لا يعرف ما الذي عليه أن يأخذه و بينما هو حائرٌ، ف إذا برجل سبعيني قد طبع العمر ملكيته على وجه، جاء و وقف بجانب حسام.
و بينما كان ذلك الرجل يأخذ بعض الخضروات حتى نظر إلى حسام قائلًا بمرح: مالك يا ابني؟ نسيت طلبات مراتك و لا ايه؟
ابتسم حسام بخفة و قال: لاء أنا اللى جيت من نفسي؟ فمش عارف هاخد ايه!
ابتسم الرجل وقال: طب ما ترن عليها و تسألها.
لم يعرف حسام ماذا سيفعل، فهو إلى الآن لا يملك رقم الهاتف الخاص ب فاطمة، أحس الرجل بحيرة حسام فقال : شكلك متخانق معاها؟
ابتسم له حسام و لم يعترض فقال الرجل: عارف يا ابني، الستات دول عقلهم أصغر من أصغر طفل، بيزعلوا من اقل حاجة و بيتراضوا من اقل حاجة، أنا مش عارف سبب الخناقة ايه؟ و دى حاجة متخصنيش و مش لازم حد يعرفها غيركم، بس عايز انصحك.
نظر له حسام باهتمام فأكمل الرجل: لما تلاقي إن مراتك متعصبة حتى و إن كانت هي اللى غلطانة، فبلاش تشد معاها فى الكلام، استني على ما تهدي و بعدين فهمها و اشرحلها وجهة نظرك، و حل الخلاف اللى بينكم، لكن بلاش تشد قصدها و تكبروا مشكلة من مفيش…… و لازم تعرف إن الست تحب دايمًا إنها تكون غالية عند جوزها و إنها اهم واحدة فى حياته، و تغير تموت لو حست إن فى ست غيرها فى حياته و إن كانت مجرد زميلة فى شغل.
ضحك حسام قائلًا: حتى امي و اخواتي!
رد عليه الرجل و هو يضع بعض اطباق الخضار فى سلته: لاء مش للدرجة دي يعني، أنا قصدي الست اللى ممكن تاخدك منها. مش عيلتك.
عاد حسام إلى منزله و معه بعض الأكياس بها الأشياء التى اشتراها، و قبل أن يستخدم مفتاحه لفتح الباب، انفتح الباب و ظهرت من خلفه فتاة غير محجة و قد ابتسمت له.
نقل حسام نظره بعيدًا عن الفتاة، لتظهر من خلفها فاطمة التي تبكي و تنظر له بحزن.
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية بانتظار العشق ) اسم الرواية